لماذا يستخف هذا القس بعقول الناس؟
يحاول القس منيس عبد النور فى هذا المقال الذي نشر اليوم فى جريدة وطني المسيحية بتاريخ 11/9/2005 أن يشرح للناس كيفية الجمع بين صفة الألوهية وصفة الإنسان !!
ولكن الذي لم يشرحه هو كيف يكون إنسان له أب إله وكيف يكون لإله ابن إنسان وكيف إله وإنسان يكونان إنسان وكيف إنسان وإله يكونان إله .(اللهم الطف بعقلي يارب)
وإليكم المقال.
مقالات دينية
كلمة معك
للقس منيس عبد النور
يحدثنا الوحي المقدس أن فضيلة الوداعة من ثمر الروح القدس,فالذي يسلم نفسه لسلطان روح الله يصبح وديعا.والوداعة صفة داخلية تظهر في التصرفات اليومية.قال أحد المؤمنين لقائده الوديع المتواضع المحب:في وجودي معك أحس أن الله يسكب في جوفي عسلا! وهذا يعني أن الله بارك القائد بثمر الروح.
والوداعة هي الخضوع لله بتواضع,وهي طاعة كلمته.وهي الحلم والتسامح,والقابلية للتعلم,والغضب المقدس علي الخطأ فقط وليس علي الخاطئ.وهي ثمرة عظيمة من ثمر الروح القدس,لأن المسيح وصف بها نفسه عندما قال:تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب (متي11:29).ووصف بها الرسول بولس المسيح عندما قال:أطلب إليكم بوداعة المسيح (2كورنثوس10:1).وقد ارتبطت صفة الوداعة بالمحبة في كورنثوس الأولي4:21,وبالتواضع في أفسس4:2 وبالمحبة والصبر في تيموثاوس الأولي6:.11
هذه الصفة العظيمة مطلوبة من كل المؤمنين,إذ يقول المسيح:طوبي للودعاء لأنهم يرثون الأرض (متي5:5) ويقول الرسول بولس:فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات,ولطفا,وتواضعا,ووداعة,وطول أناة (كولوسي3:12) ويقول:ليكن حلمكم (أو:وداعتكم) معروفا عند جميع الناس (فيلبي4:5).وهي صفة الله الآب,وفقال له داود:لطفك (أو:وداعتك) يعظمني (مزمور18:35) وصفة الله الابن (متي11:29) وصفة الله الروح القدس (غلاطية5:23).
وصفة الوداعة مطلوبة في الشباب,كما يقول الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس:اتبع البر والتقوي والإيمان والمحبة والصبر والوداعة (1تيموثاوس6:11).وهي مطلوبة كزينة للسيدات زينة الروح الوديع الهادئ,الذي هو قدام الله كثير الثمن (1بطرس3:4) كما إنها مطلوبة في القادة,فيجب أن يكون القائد حليما غير مخاصم ولا محب للمال (1تيموثاوس3:3).وقد اتصف بولس الرسول بهذه الصفة فقال لأهل تسالونيكي:كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها (1تسالونيكي2:7).
ولتكون لنا وداعة المسيح نحتاج لسيطرة روحه القدوس علينا,فالوديع هو الذي يخضع للروح القدس,فالوديع هو الذي يخضعه الروح القدس ليعمل مشيئة الله بفرح,والنموذج في ذلك هو المسيح الذي قال:الحق الحق أقول لكم,لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل,لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك (يوحنا5:20,19).وقد نتعجب من أن الابن يخضع للآب.لكن يجب أن نذكر أن المسيح اتخذ طبيعة إنسانية,فهو كامل الألوهية,وكامل الإنسانية.فإن قلنا إن المسيح هو الله نقول الحق,ولكن ليس كل الحق,لأن المسيح هو الكلمة الذي صار جسدا (يوحنا1:14).وإن قلنا أن المسيح إنسان نقول الحق,ولكن ليس كل الحق,لأن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد (1تيموثاوس3:16).وواضح أن العظيم يقدر أن يتنازل,ولكن الحقير لا يقدر أن يرتفع.ويقول الوحي إن المسيح إذ كان في صورة الله,لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله,لكنه أخلي نفسه آخذا صورة عبد,صائرا في شبة الناس (فيلبي2:7,6).وربما ننسي إنسانية المسيح ونحن نفكر في ألوهيته,أو قد ننسي ألوهيته ونحن نفكر في إنسانيته,لكننا يجب أن نذكر أنه ابن الله وابن الإنسان في آن واحد.وكإنسان كامل أخضع نفسه لعمل مشيئة الآب بكامل رغبته,ولم يكن يعمل إلا ما ينظر الآب يعمل.
المفضلات