هل حقاً يمكن أن تؤثر حركة النجوم والكواكب في أفلاكها على حظنا وحياتنا وشخصياتنا ومستقبلنا؟!
وهل حقاً يفتح الله على بعض البشر فينكشف عنهم الغيب؟!
الجواب على ذلك من القرآن والسنة والعلم وأقوال العلماء:
في القرآن حدّد الله تعالى وظيفة النجوم بأنها:
- زينة للسماء (ولقد زيّنّا السماء الدنيا بمصابيح) 5 المُلك
- رجوم للشياطين الذين يحاولون استراق السمع من الملأ الأعلى لتسريب بعض الغيبيات، تلحقهم الشهب المتطايرة من النجوم فتحرقهم (وجعلناها رجوماً للشياطين) 5 المُلك
- يهتدى بها في ظلمات البر والبحر (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) 97 الأنعام
آيات عظيمة دالة على وحدانيته وقدرته وألوهيته (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر) 37 فصلت
إذن لم يذكر الله تعالى في كتابه ما يدل على أنّ النجوم لها علاقة بسعادة سعيد أو شقاء شقي أو سماحة سميح أو لآمة لئيم أو زواج ريمة أو رزق حليمة، لأنّ كلّ ما يجري في هذا الكون هو بقانونٍ منظّمٍ من الله تعالى، حتّى النجوم نفسها تجري بتدبيره.
كما نفى إعطاءه علم الغيب لأحد إلّا بعض الغيبيات المحدودة لبعض أنبيائه عليهم السلام كمعجزات لهم تصديقاً لنبوّتهم (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً 26 إلّا من ارتضى من رسول) 27 الجن
وقال: (وما كان الله ليطلعكم على الغيب) 179 آل عمران
وقال تعالى لنبيّه: (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلّا ما شاء الله ولو كنتُ أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء إن أنا إلّا نذيرٌ وبشيرٌ لقومٍ يؤمنون) 188 الأعراف
فكيف يخفى الغيب على رسل الرحمن ويتكشّف لرسل الشيطان؟!
والعلم يقول أنّ هذه النجوم والكواكب هي معادن وتراب وغبار فكيف تؤثر على حياتنا وأخلاقنا ومستقبلنا وشخصياتنا؟!
وفي اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كسفت الشمس فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال صلى الله عليه وسلّم: (إنّ الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته فإذا رأيتم فصلّوا وادعوا الله) بخاري، كتاب الكسوف.
وعاب الله تعالى على الذين ينسبون نعمة المطر لأحوال النجوم يقولون مُطرنا بنوء كذا وكذا فقال: (وتجعلون رزقكم أنّكم تُكذّبون) 82 الواقعة
وهل سمعتم أياً من العلماء الأكابر مثل ابن سينا وابن حزم وابن خلدون وأينشتاين وزغلول النجار يتحدثون عن أي علاقة للنجوم بأحوال الإنسان؟ بل هم ينفون ذلك
ولماذا جعل الله تعالى الجنة والنار إذا كانت النجوم والأبراج تفرض علينا كيف نتصرف وكيف نكون؟
الذين اخترعوا علم التنجيم هم البابليون الذين كانوا يعبدون الكواكب والنجوم وكان قائماً على أنّ الأرض هي مركز الكون والشمس تدور حولها، واليوم نعلم بطلان ذلك ونعلم أن الكون يتوسع والنجوم تبتعد فعلى أي حسابات تعتمد فلانة وعلتانة من دجالات لبنان اللواتي يؤلفن كل بداية سنة كتاباً عن الأحداث القادمة ؟!
(قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ 148) الأنعام
أمرنا الله تعالى أن نخشاه في الغيب لا أن نفتّش عن الغيب وأن نعقل ونعمل ونتوكل لا أن نقلق ونتهبّل فمتى يتوقّف بعض المسلمين وخصوصاً جنس حواء عن الجري وراء السراب؟!
المفضلات