بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله لذي خلق الإنسان وعلمه البيان وعلم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم وفرض التوحيد وهو عبادة الله وحده لاشريك له والكفر بما يعبد من دونه وجعل جزائه الجنة وعقاب الشرك النار .

قال تعالى :((وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ماأريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)) الذاريات56-58
((فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليهالا تبديل لخلق الله )) الروم30 .

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد ولد عدنان وقحطان خير الأنام القائل: (( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أويمجسانه )) رواه الشيخان.

فالأصل في بني آدم التوحيد والشرك طارئ . فقد كان الناس من لدن آدم عليه السلام على التوحيد عشرة قرون كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما حتى طرأ الشرك في قوم نوح عليه الصلاة والسلام بالغلو في الصالحين والغلو رأس الشر .

قال تعالى : (( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ))النساء163 وقال: ((كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين))البقرة213 وقال:(( وما كان الناس إلا أمة واحدة فأختلفوا )) يونس 19

فكلما طال الزمن زاغ الناس عن التوحيد والشريعة فيبعث الله الرسل رحمة للناس حتى بعث ابراهيم عليه الصلاة والسلام وصار العرب على دينه الى ان حرفهم عمرو بن لحي الخزاعي بجلب عبادة الأصنام للحجاز والجزيرة عامة وأنتشر الشرك حتى بعث الله سيد المرسلين وخاتم النبيين رحمة للعالمين بالتوحيد والشريعة فأفلح من تبعه وخاب وخسر من عصاه وشاع التوحيد .

إلى أن انحرف من انحرف بالغلو ودخول ديانات أخرى على المسلمين فأنتشرت بينهم عبادة القبور وتعظيمها ودعائها والتوسل بها وبنيت الأضرحة وعادت مظاهر الشرك لكثير من بلاد الإسلام وذبحوا ونذروا لها وسموا عبادتهم توسلا كما كان المشركون الأوائل يفعلون ويقولون ((مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) الزمر3 .

والناظر لمشركي زماننا يعلم أنهم أشد شركا من مشركي قريش حيث كانوا يوحدون في الشدة أما مشركوا زماننا يشركون في الرخاء والشدة.

وقد قال تعالى: (( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ))

وقال: (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) يوسف 106

فالشرك القديم والحديث في الألوهية ( العبادة ) حيث أن الناس يؤمنون بربوبية الله وأنه الخالق الرازق ، ولم يجحد وجود الرب إلا النزر اليسير كفرعون والملاحدة الدهريين والشيوعيين المعاصرين جحود مكابرة وإلا فهم مضطرون إلى الإقرار بوجوده تعالى

قال تعالى: (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا )) النمل14

فيجب على العاقل الإهتمام بهذا الأمر العظيم الجلل الذي هو أول أركان الإسلام والعلم بأنه هو أساس الدين فإن صلح صلح مابعده وإلا فهو هباء منثور

(( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ))

نعوذ بالله من الشرك كله دقه وجله اللهم إنانعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم ، والله أعلم

وأسأل الله العفو والعافية والهداية والتوفيق والسعادة للجميع ، الحمد لله والصلاة والسلام على مصطفاه .

أشكر إدارة الموقع الموقرة وأسأل الله لهم التوفيق والسداد لكل خير والأعضاء والقراء الكرام.