باب قدرته على الخلق

يقول البابا :

وقد ذكر الكتاب معجزات للسيد تدل على الخلق.

منها معجزة إشباع خمسة آلاف من خمس خبزات وسمكتين (لو9: 10 17).

وهنا خلق مادة لم تكن موجودة، أمكن بها إشباع هذه الآلاف. ويزيد هذه المعجزة قوة أن الجميع أكلوا وشبعوا. ثم رفع ما فضل عنهم من الكسر أثنتا عشرة قفة. فمن أين أتت كل هذه الكسر. إنها مادة لم تكن موجودة، خلقها الرب يسوع. وهذه المعجزة العظيمة ذكرها كل الإنجيليين الأربعة.

ويشبة هذه المعجزة إشباع أربعة آلاف من الرجال عدا النساء والأطفال.

الرد :

قلنا من قبل ان المعجزات لا تدل على ألوهية صاحبها ، وان المسيح نفسه وعد اتباعه المؤمنين بالقدرة على فعل اعمال اعظم من اعماله ، ولكن
نقول للبابا ان النبي صلى الله عليه وسلم فعل نفس الشيء :

6310 حدثنا قتيبة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك قال قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء فقالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخذت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك أبو طلحة فقلت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه قوموا فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة حتى دخلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلمي يا أم سليم ما عندك فأتت بذلك الخبز قال فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الخبز ففت وعصرت أم سليم عكة لها فأدمته ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا رواه البخاري

رقم الحديث: 3338
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَامِرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : إِنَّ أَبِي تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا وَلَيْسَ عِنْدِي إِلَّا مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ وَلَا يَبْلُغُ مَا يُخْرِجُ سِنِينَ مَا عَلَيْهِ فَانْطَلِقْ مَعِي لِكَيْ لَا يُفْحِشَ عَلَيَّ الْغُرَمَاءُ ، فَمَشَى حَوْلَ بَيْدَرٍ مِنْ بَيَادِرِ التَّمْرِ فَدَعَا ثَمَّ آخَرَ ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : انْزِعُوهُ فَأَوْفَاهُمُ الَّذِي لَهُمْ وَبَقِيَ مِثْلُ مَا أَعْطَاهُمْ " . رواه البخاري

6087 حدثني أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث حدثنا عمر بن ذر حدثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول ألله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر فلم يفعل ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق ومضى فتبعته فدخل فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن قالوا أهداه لك فلان أو فلانة قال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت [ ص: 2371 ] قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال خذ فأعطهم قال فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال اقعد فاشرب فقعدت فشربت فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا قال فأرني فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة رواه البخاري

ما رأي البابا ؟ هذه ايضا مادة لم تكن موجودة فتكونت ، فهل خلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
طبعا لا ولكن الله هو الذي مكن النبي صلى الله عليه وسلم كما مكن المسيح من معجزات مشابهة وليس معنى هذا ان هؤلاء الانبياء شركاء لله في الألوهية .


ثم يقول البابا :

هنا ويواجهنا سؤال لاهوتي هام وهو:

كيف يكون المسيح خالقاً، بينما الخلق من صفات الله وحده؟

لقد كان يخلق بقوة لاهوته، باعتبار أنه الأقنوم الثاني، عقل الله. إذن فهل هو الذي خلق الكون أم الله الآب هو الذي خلق الكل ؟ إن الله الآب خلق العالم كله بالابن، خلقه بعقله، بفهمه بمعرفته، بكلمته، أي بالأقنوم الثاني. لذلك يقول الرسول " الذي به عمل العالمين". به أي بعقله، بحكمته...

الرد :

يا ايها البابا ، هل فهم الله وحكمته كائن متميز عن الله ؟ لماذا تكون حكمة الله كائن متميز قابل للإرسال للعالم ؟

لماذا لا تكون عظمة الله اقنوم ، و رحمة الله اقنوم ، و عزة الله اقنوم ، كما ان حكمة الله اقنوم ؟

_________________________

باب المسيح مُعطي الحياة :


في قول البابا :

يقول عنه يوحنا الإنجيلي " فيه كانت الحياة" (يو1: 4). والسيد المسيح قد أعطى الحياة هنا، وفي الأبدية وهذا عمل من أعمال الله وحده.

وقد أعطى السيد المسيح الحياة في إقامته للموتى.

وذكر الكتاب المقدس ثلاث معجزات من هذا النوع.

أ (مر5: 22، 35 42) إقامة ابنه يا يرس وكانت مسجاة على فراشها في البيت. وأهلها يبكون ويولولون كثيراً.

ب (لو7: 11 17) إقامة ابن ارملة نايين، وكان محمولاً على نعش في الطريق. وجمع كثير من المدينة حوله.

ج (يو11) إقامة لعازر بعد موته بأربعة أيام، وكان مدفوناً في قبره، وقالت أخته عنه قد أنتن.

والمهم في هذه المعجزة الثلاثة أنها تمت بالأمر.

مما يدل على لاهوته، وعلى أنه مانح الحياة،

الرد :

البابا استشهد بمرقص ولوقا ولكنه لم يذكر معجزة احياء الموتى في يوحنا لآن بها عبارة مزعجة :

يو-11-39: قال يسوع: ((ارفعوا الحجر!)). قالت له مرثا، أخت الميت: ((يا سيد، قد أنتن لأن له أربعة أيام)).
يو-11-40: قال لها يسوع: ((ألم أقل لك: إن آمنت ترين مجد الله؟)).
يو-11-41: فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا، ورفع يسوع عينيه إلى فوق ، وقال: ((أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي،
يو-11-42: وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي. ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت، ليؤمنوا أنك أرسلتني)).
يو-11-43: ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم: ((لعازر، هلم خارجا!))
يو-11-44: فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع: ((حلوه ودعوه يذهب)).

هنا نرى المسيح انه يشكر الآب لآنه استجاب له سابقا ، ثم ناشده الاستجابة له هذه المرة ايضا من أجل الجمهور الواقف ليشاهد المعجزة ، وقد كان .

لماذا يتضرع المسيح للآب ان يسمع له ؟
طبعا لآنه لا يمكنه من نفسه ان يفعل شيئا كما اعترف سابقا :

يو-5-19: فأجاب يسوع وقال لهم: ((الحق الحق أقول لكم: لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل.

يو-5-20: لأن الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله ، وسيريه أعمالا أعظم من هذه لتتعجبوا أنتم.

وهنا نرى الآب يري الابن اعمال أخرى اعظم ، ما معنى هذا ؟

هذا يعني ان الابن غير مسموح له من عمل شيء من نفسه ولكن ينتظر حتى يريه الآب ماذا يعمل .

هل في هذا مساواه بين الآب والابن ؟
هل معنى هذا ان المسيح هو الله ؟
الله ينظر حتى يريه الله ماذا يعمل بل يريه اعمالا اعظم ؟
او بلغة البابا شنودة : عقل الله ينظر حتى يريه الله ماذا يعمل ؟ ينفع هذا الكلام ؟

و يذكر انجيل يوحنا ايضا ان الآب يعطي للآبن :


يو-5-26: لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضا أن تكون له حياة في ذاته،
يو-5-27: وأعطاه سلطانا أن يدين أيضا، لأنه ابن الإنسان.

هل هذه مساواه ؟ المعطي اعلى مكانة من الآخذ ولاشك .
ولا تنفع هنا وحدة الجوهر ، لآن هناك رجل عظيم وآخر صعلوك وهما مع ذلك من نفس الجوهر .

وهل يصح هنا ان نقول :

لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى عقله أيضا أن تكون له حياة في ذاته،

هنا ابدلنا كلمة الابن بكلمة عقل (الله) ، حيث ان البابا افترض ان الابن عقل الله او حكمته ، هل ينفع هذا ؟

ليت البابا يوضح لنا .

في قول البابا :

وتحدث المسيح عن ذاته بأنه يعطى الحياة الأبدية، كما قال " خرافي تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيهما حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد. ولا يحفظها أحد من يدى" (يو10: 27، 28). ونلاحظ هنا عبارة " أنا أعطيها".

الرد :

البابا هنا يلفت النظر لعبارة " أنا أعطيها" ، يريد ان يبرهن بذلك على لاهوته
حسنا ، ارجع عزيزي القاريء بضعة اسطر لنراجع معلومة تقول ان الآب اعطى الابن حياة واعطاه سلطان
معنى هذا ان الابن لا يعطي من عنده ، بل من عند الآب ، والدليل :


الترجمة المشتركة : مرقص 10-40
وأمَّا الجُلوسُ عَنْ يَميني أو عَنْ شِمالي، فلا يَحقُّ لي أنْ أُعطِيَهُ، لأنَّهُ للَّذينَ هيَّأهُ اللهُ لهُم)).

نفهم من هذا ان الابن غير مأذون له ان يعطي بدون الرجوع للآب .


يؤيد هذا الفارق بين الآب والابن والمغايرة بينهما وان الآب اسمى مكانة من الابن .
وبالتالي عليهم الاعتراف بعبادة إلهين لو اصروا على لاهوت المسيح .