باب :
البشر أبناء الله

يريد البابا في هذا الباب ان يقول ان وصف البشر بكونهم ابناء الله هو من باب التبني المجازي لآنهم مع ذلك يظلون عبيدا له
والبابا بهذا الكلام يريد ان يميز بين فكرة بنوة البشر لله وبنوة المسيح لله وهو ما تكلم عنه في الباب التالي :

باب بنوة المسيح للآب

يقول البابا :


أما السيد المسيح فبنوته من جوهر الله نفسه:

لذلك كان يدعى أحياناً (الابن). أو (الابن الوحيد) كما سنشرح فيما بعد، لأن له بنوة فريدة لها نفس طبيعة الله ولاهوته وجوهره.

وسنوضح هنا كيف أن بنوة المسيح للآب ليست بنوة عادية. وكيف شهد لها الكل، حتى الله الآب نفسه، وفي مناسبات معجزيه. وبطريقة تحمل معنى لاهوت الابن. ونذكر في مقدمتها:

1-شهادة الآب للابن في العماد :

شهد الآب للمسيح وقت العماد قائلاً " هذا هو ابنى الحبيب الذي به سررت" (متى3: 17) ، (لو3: 22). وهذه الشهادة تأيدت بمعجزات: السماء انفتحت. الروح القدس ظهر بهيئة حمامة وحل عليه. وصوت من السماء هو صوت الآب يشهد. فإن كانت بنوة عادية، وكل الناس أبناء، ما الحاجة إذن لكل هذه المعجزات؟! إننا من أجل هذه العظمة التي ظهرت وقت العماد، نسمى هذا الحادث بالثيئوفانيا، أى الظهور الإلهى...

التعليق :

يقول البابا :

"لأن له بنوة فريدة لها نفس طبيعة الله ولاهوته وجوهره."

يرى البابا ان بنوة الآب للابن فريدة لآنه من نفس جوهر الآب وله نفس لاهوته . والمعنى واضح ان الابن إله والآب إله ، ولا معنى هنا إلا تعدد الآلهة .
فإذا شهد الآب للابن بالبنوة وبلاهوته فهي شهادة إله لإله آخر ، وخاصة ان انجيل يوحنا اعترف بذلك صراحة :

يو-5-31: ((إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا.
يو-5-32: الذي يشهد لي هو آخر، وأنا أعلم أن شهادته التي يشهدها لي هي حق.

يقول البابا ان الآب قد شهد للمسيح بالبنوة بصوته من السماء حيث قال :

" وصوت من السماء هو صوت الآب يشهد"

ولكن انجيل يوحنا يخبرنا بأن الآب لم يسمع احد صوته قط :

يو-5-37: والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط، ولا أبصرتم هيئته

وهذا يجرح قطعا استشهاد البابا بشهادة الآب ، فمعنى ذلك انه يرد شهادة انجيل يوحنا بأن احدا لم يسمع صوت الآب قط
والمدافعون النصارى يقولون ان المقصود بعبارة ( لم تسمعوا صوته قط) بأن السماع هنا ليس سماع الصوت ، بل :

"الاصغاء والاستجابه والايمان والطاعه "

ونرد عليهم بأن معنى هذا ان اليهود لم يؤمنوا بالرب قط ، وهذا محال لآن تاريخ بني اسرائيل به الكثير من الاتقياء الذين رضى الرب عنهم ،
إذاً ، كلمة قط هنا تفسد المخرج الوحيد الذي لجأ إليه النصارى للخروج من المشكلة .

كما ان الاناجيل الثلاثة لم تجمع على صيغة واحدة لما قال الصوت :

مت-3-17: وصوت من السماوات قائلا: ((هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت)).

لو-3-22: ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت من السماء قائلا: ((أنت ابني الحبيب ، بك سررت)).

مر-1-11: وكان صوت من السماوات: ((أنت ابني الحبيب الذي به سررت)).

وهذا يقلل من هذه الشهادة

أما المعجزات المصاحبة ، مثل انفتاح السماء ، فلم يقل الشهود لنا ماذا شاهدوا عندما انفتحت السماء ، ولو قالوا أنها انفتحت لنزول الروح القدس في
شكل حمامة ، نقول لهم ، وهل يحتاج الروح لإنفتاح السماء لينزل ؟
كما ان القول بأن الحمامة هي الروح بلا دليل امر غير مقبول ، من الذي ألزم بأن الحمامة هي الروح ؟ إنه كاتب الانجيل ليس إلا . والمسيح لم يقل بذلك .


يقول البابا :

2- وشهد الآب له أيضاً في مناسبة التجلى:

وذلك في منظر يدل على لاهوته أمام التلاميذ الثلاثة إذ " تغيرت هيئته قدامهم. وصارت ثيابه تلمع جداً كالثلج " وظهر من السحابة قائلاً: هذا هو ابنى الحبيب. له اسمعوا" (مر9: 2 7). فإن كان ابناً عادياً فما حاجته إلى شهادة من الآب؟ وما الداعي لهذا المجد في التجلى: النور والسحابة؟ وما الداعي لصوت الله؟ كما أن عبارة " له اسمعوا " تعطينا أيضاً أمراً في الخضوع له. إن كان الكل أبناء الله، فمن منهم شهد له الآب في مجد كمجد العماد أو مجد التجلى؟

التعليق :

يقول البابا شنودة :

وذلك في منظر يدل على لاهوته أمام التلاميذ الثلاثة إذ " تغيرت هيئته قدامهم. وصارت ثيابه تلمع جداً كالثلج

الرد :

هل الثياب البراقة التي كالثلج دليل ان صاحبها إله ؟ اللهم لا ، والدليل هو كالآتي :

لو-24-4: وفيما هن محتارات في ذلك ، إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة.
مت-28-3: وكان منظره كالبرق ،ولباسه أبيض كالثلج.

أصحاب الثياب البراقة البيضاء كالثلج لم يكونوا آلهة ، بل كانوا ملائكة ، بذلك تسقط هذه الحجة .

الطريف ان مرقص ومتى يقولون ان قصة التجلي حدثت بعد وعد يسوع بعض التلاميذ بألا يموتوا حتى يروا ابن الانسان آتيا في ملكوته ، بينما يقول لوقا
ان ذلك حدث بعد ثمانية ايام وليس ستة أيام .

مر-9-1 وقال لهم: ((الحق أقول لكم: إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة)).
مر-9-2: وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا، وصعد بهم إلى جبل عال منفردين وحدهم. وتغيرت هيئته قدامهم،

مت-17-1 وبعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم إلى جبل عال منفردين.
مت-17-2: وتغيرت هيئته قدامهم ، وأضاء وجهه كالشمس ، وصارت ثيابه بيضاء كالنور.

لو-9-28: وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيام ، أخذ بطرس ويوحنا ويعقوب وصعد إلى جبل ليصلي.

يعني حتى الشهادة بها ما يجرحها .

العجيب ان دفاع النصارى عن هذه المشكلة ان لوقا عد في حساباته اليوم الذي وعد فيه المسيح التلاميذ واليوم الذي حدث فيه ما وعد به فأصبحوا ثمانية
ايام !!! هكذا ، معنى هذا ان حسابات متى ومرقص خطأ او ان حسابات لوقا هي الخطأ .




في قول البابا :

" وورد الاعتراف ببنوته لله في معجزة المشى على الماء:

معجزة المشى على الماء كانت تحمل معنى اللاهوت، لأنها سلطان معجزى على الطبيعة. وقد مشى المسيح على الماء، بمعجزة عجيبة لم يروها من قبل فقال له بطرس " إن كنت أنت هو، فمرنى أن آتى إليك على الماء " فسمح له " ومشى بطرس بقوة الرب. ثم شك فسقط فنجاه الرب. فماذا حدث؟ يقول الكتاب إن " الذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله" (متى14: 25 33). هل يقصدون بهذه العبارة بنوة عادية مثل بنوة باقى البشر لله؟ مستحيل. فالبنوة العادية ليس دليلها على الماء، والسماح لتلميذه بالمشى على الماء مثله. لذلك سجدوا له وهم يقولون هذه العبارة. وفي هذا السجود اعتراف بأنه ابن الله من نوع فريد ليس لأحد من الناس، بنوة لها قوة المعجزة الخارقة والسيطرة على الماء والريح."

الرد :

يتكلم البابا كما لو كانت المعجزات هي دليل الألوهية الحاسم ، ونسى ان انبياء العهد القديم عملوا كثيرا من المعجزات ولم يكونوا آلهة ، وإذا كان البابا
مصمم على ان المسيح ابن الله ومن نفس جوهره وله نفس لاهوته ، فنرجع ونقول ان هذا اعتراف منه مرة اخرى بوجود اكثر من إله في الكون ، حتى
لو كانوا من نفس الجوهر ، لا يغني هذا عن كونهم اكثر من واحد . فالبشر جميعا من نفس الجوهر ولهم نفس التكوين ولكنهم ليسوا رجلا واحدا .

ونسى البابا ايضا ان الشيطان يمكنه فعل معجزات ليضل بها الناس كما قال بولس :

2كور-11-14: ولا عجب. لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور!

كما ان المسحاء الكذبة يمكنهم فعل ذلك :

مت-24-23: حينئذ إن قال لكم أحد: هوذا المسيح هنا ! أو : هناك ! فلا تصدقوا.
مت-24-24: لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب ، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا.

كما ان المسيح وعد من يؤمن به ان يعمل اعمال مبهرة مثله بل يعمل اعظم منها :

يو-14-12: الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا، ويعمل أعظم منها ، لأني ماض إلى أبي.
يو-14-13: ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الآب بالابن.
يو-14-14: إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعله.

معنى هذا ان المعجزات في امكان المؤمن المسيحي العادي

ما رأيك يا حضرة البابا ؟

إذاً ، لا يحق للبابا اعتبار هذه المعجزات دليل ألوهية طالما ان الشيطان ، بل والمسحاء الكذبة يفعلون نفش الشيء حتى انهم يضلون المختارين ايضا !!

كذلك محاولة استغلال قول البعض في الاناجيل للمسيح انك ابن الله ليست دليلا ايضا ، فاعتراف قائد المائة او نثانائيل ليس له قيمة حيث انهم اناس عاديون.

الأسوء من ذلك ان تعترف الشياطين علانية بأنه ابن الله !! كما في انجيل مرقص :

مر-3-11: والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة: ((إنك أنت ابن الله!))
مر-3-12: وأوصاهم كثيرا أن لا يظهروه.

فهل من واجبات الشياطين اعلان الحق للناس ام إضلال الناس ؟ لاشك ان شهادة الشياطين كاذبة .

ومع ذلك ، يقول البابا :

وبنوة المسيح لله كانت موضع حيرة الشيطان:

لذلك نراه في التجربة على الجبل يقول له " إن كنت ابن الله، فقل أ تصير هذه الحجارة خبزاً"

فكيف تعترف الشياطين العادية بأنه ابن الله و يظل كبيرهم في حيرة ؟

ثم يستشهد البابا بنبوءة اشعياء :

وارتباط هذه البنوة بألوهيته أمر ورد في نبوءة اشعياء:

فقد قال " يولد لنا ولد، ونعطى ابناً. وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً اباً أبدياً رئيس السلام" (اش9: 6). فهناك عبارة " ابن "، وعبارة "إلهاً قديراً" تجتمعان معاً في نبوءة واحدة. وحتى كلمة (عجيباً) تذكرنا بقول الرب لمنوح آبى شمشون " لماذا تسألنى عن اسمى وهو عجيب" (قض 13: 18، 22).

الرد :

من قائل العبارة :

" يولد لنا ولد، ونعطى ابناً. وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً اباً أبدياً رئيس السلام"

طبعا المقصود هنا هو الآب !!
حسنا ! الآب يقول : "ونعطى ابنا" ! فمن الذي اعطاه ؟
وكيف يدعى اسمه إلها ابديا ؟؟ فمن يكون الآب إذاً ؟؟
نعم ، هذا هو تعدد الآلهة ولاشك .


فكيف يولد للآب ولدا يعطى ابنا ، و يدعى هذا الابن "إلها ابديا" ، ثم بعد ذلك نقول ان الإله واحد ؟
لماذا جعلتم من الدين فوازير وألغاز يا حضرة البابا ؟

ويستشهد البابا بخاتمة انجيل متى :

وهي بنوة أقنومية في الثالوث القدوس:

كما قال السيد المسيح لتلاميذه " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والروح القدس" (متى28: 19). واستخدام (اسم) هنا بالمفرد تعنى أن الثلاثة واحد. ولما كانت بنوته للآب ليست بنوة عامة، وإنما هي بنوة خاصة بمعنى خاص يعنى لاهوته. لذلك كان يلقب بالابن.

البابا يستشهد مرة اخرى بما هو مشكوك في كونه إضافة لاحقة من كثير من علماء نقد النصوص ، ومن اراد ان يقرأ التفاصيل ، نترك له الرابط التالي :

http://jesus-messiah.com/apologetics...hew-proof.html