أرجو من أحد الإخوة المشرفين أن يفند لى شبهة النصارى فى أن نبى الإسلام يبيح الكذب واستدلوا بأنه أباح الكذب فى الحرب وفى الإصلاح بين الناس وكذب الرجل على زوجته
ولكم منى جزيل الشكر وبارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه
أرجو من أحد الإخوة المشرفين أن يفند لى شبهة النصارى فى أن نبى الإسلام يبيح الكذب واستدلوا بأنه أباح الكذب فى الحرب وفى الإصلاح بين الناس وكذب الرجل على زوجته
ولكم منى جزيل الشكر وبارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في صحيح مسلم قوله :salla-s:
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ أُمَّهُ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَكَانَتْ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ اللَّاتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ
أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَلَمْ أَسْمَعْ يُرَخَّصُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ الْحَرْبُ وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا
قال النووي رحمه الله تعالى في شرحه على مسلم:
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ الْكَذَّاب الَّذِي يُصْلِح بَيْن النَّاس ، وَيَقُول خَيْرًا ، أَوْ يُنْمِي خَيْرًا )
هَذَا الْحَدِيث مُبَيِّن لِمَا ذَكَرْنَاهُ فِي الْبَاب قَبْله ، وَمَعْنَاهُ لَيْسَ الْكَذَّاب الْمَذْمُوم الَّذِي يُصْلِح بَيْن النَّاس ، بَلْ هَذَا مُحْسِن .
قَوْله : ( قَالَ اِبْن شِهَاب : وَلَمْ أَسْمَع يُرَخِّص فِي شَيْء مِمَّا يَقُول النَّاس كَذِب إِلَّا فِي ثَلَاث : الْحَرْب ، وَالْإِصْلَاح بَيْن النَّاس ، وَحَدِيث الرَّجُل اِمْرَأَته ، وَحَدِيث الْمَرْأَة زَوْجهَا )
وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ الطَّبَرِيُّ : لَا يَجُوز الْكَذِب فِي شَيْء أَصْلًا . قَالُوا : وَمَا جَاءَ مِنْ الْإِبَاحَة فِي هَذَا الْمُرَاد بِهِ التَّوْرِيَة ، وَاسْتِعْمَال الْمَعَارِيض ، لَا صَرِيح الْكَذِب ، مِثْل أَنْ يَعِد زَوْجَته أَنْ يُحْسِن إِلَيْهَا وَيَكْسُوهَا كَذَا ، وَيَنْوِي إِنْ قَدَّرَ اللَّه ذَلِكَ . وَحَاصِله أَنْ يَأْتِي بِكَلِمَاتٍ مُحْتَمَلَة ، يَفْهَم الْمُخَاطَب مِنْهَا مَا يُطَيِّب قَلْبه . وَإِذَا سَعَى فِي الْإِصْلَاح نَقَلَ عَنْ هَؤُلَاءِ إِلَى هَؤُلَاءِ كَلَامًا جَمِيلًا ، وَمِنْ هَؤُلَاءِ إِلَى هَؤُلَاءِ كَذَلِكَ وَوَرَّى وَكَذَا فِي الْحَرْب بِأَنْ يَقُول لِعَدُوِّهِ : مَاتَ إِمَامكُمْ الْأَعْظَم ، وَيَنْوِي إِمَامهمْ فِي الْأَزْمَان الْمَاضِيَة : أَوْ غَدًا يَأْتِينَا مَدَد أَيْ طَعَام وَنَحْوه . هَذَا مِنْ الْمَعَارِيض الْمُبَاحَة ، فَكُلّ هَذَا جَائِز . وَتَأَوَّلُوا قِصَّة إِبْرَاهِيم وَيُوسُف وَمَا جَاءَ مِنْ هَذَا عَلَى الْمَعَارِيض . وَاَللَّه أَعْلَم . وَأَمَّا كَذِبه لِزَوْجَتِهِ وَكَذِبهَا لَهُ فَالْمُرَاد بِهِ فِي إِظْهَار الْوُدّ وَالْوَعْد بِمَا لَا يَلْزَم وَنَحْو ذَلِكَ ، فَأَمَّا الْمُخَادَعَة فِي مَنْع مَا عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا ، أَوْ أَخْذ مَا لَيْسَ لَهُ أَوْ لَهَا فَهُوَ حَرَام بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ . وَاَللَّه أَعْلَم .ا.هـ
فالكذب المقصود هنا هو التورية وليس كذبا حقيقيا ... كما بين النووي والله اعلم واحكم
سَلامٌ مِنْ صَبا بَرَدى أَرَقُّ ....ودمعٌ لا يُكَفْكَفُ يا دمشقُ
ومَعْذِرَةَ اليراعةِ والقوافي .... جلاءُ الرِّزءِ عَنْ وَصْفٍ يُدَّقُ
وذكرى عن خواطرِها لقلبي .... إليكِ تلفّتٌ أَبداً وخَفْقُ
إن الإسلام يُحرم الكذب و يُحذر فاعله من أنه يؤدى به إلى النار :-
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقاً وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً ( صحيح البخارى - رقم 6094 )
كما أن الكذب من علامات النفاق :-
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ . ( صحيح البخارى - رقم 6095 )
إن الكذب ليس حرام لذاته و لكن لسبب الضرر الواقع منه ، لذلك يؤذن فى الكذب إن كان هناك مصلحة عامة .
رخص النبي من الكذب في ثلاث : في الحرب ، و في الإصلاح بين الناس ، و قول الرجل لامرأته . و في رواية : و حديث الرجل امرأته ، و حديث المرأة زوجها ( السلسلة الصحيحة للألبانى - رقم 545 )
أما فى الحرب :
مثلاً إذا وقع مسلم فى الأسر و أخذ العدو يسأله عن جيشهم و عدتهم و عتادهم ، هل من العقل أن يخبره المسلم عن هذا و يصبح خائن لبلده ؟!!!
هل إذا ذهب مسلم كجاسوس على جيوش العدو ( عين للجيش ) هل يذهب ليقول لهم أنا مسلم جئت أستطلع أخباركم ؟!!!
أما الإصلاح بين الناس :
فهل إذا ذهب مسلم ليصلح بين إثنين متخاصمين و قال للأول إن فلان ( الشخص الآخر ) يحبك و يقدرك و يريد أن تتصالحا ، ويقول للثانى نفس الكلام ليصلح بينهما و يزيد المودة بينهما هل هذا فيه ضرر ؟!!!
أما فى حديث الرجل إمرأته :
كأن يقول لها أنتِ أجمل النساء - وهى بالطبع ليست أجملهن - مما يُنمى علاقة الألفة و المحبة بينهما ، فهل فى هذا ضرر ؟!!!
التعديل الأخير تم بواسطة مناصر الإسلام ; 20-09-2010 الساعة 06:52 PM
بل النصرانية تبيح الكذب فى كل الأحوال لأجل أن تسود هى فى النهاية .
رو 3 : 7
فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟
جزاك الله خيرا لكم جميعا ولكن أخى الكريم مناصر الإسلام فى قولك عن النصرانية
بل النصرانية تبيح الكذب فى كل الأحوال لأجل أن تسود هى فى النهاية .
رو 3 : 7
فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ، فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟فإن من الممكن أن يقول لك نصرانى ليس فى هذا ضرر أيضا بل توجد مصلحة
فهل الكذب إن لم يكن فى ضرر لآحد يباح حينئذ
وجزاك الله خيرا
نقطة أولى : يمكنك أن تقول هذا إن وجدت أن من بين الثلاث حالات فى الإسلام الكذب من أجل نشر الإسلام و دخول غير المسلمين فيه ، لكن هذا لا يوجد من بين الثلاث حالات .
نقطة ثانية : ما المصلحة التى ستعود على العقيدة النصرانية و على النصارى من الكذب لأجل دخول شخص فى عقيدتهم ؟ هل يوجد نصرانى يستطيع القول أن هذا لأجل مصلحة لهم ؟
فالكذب المباح فى الإسلام لغرض مصلحة للمسلمين أنفسهم و لا يترتب عليه ضرر لأحد ، لكن ما المصلحة التى ستعود على النصارى من الكذب لأجل تنصير شخص ؟
نقطة ثالثة : ما يتحدث عنه بولس هو كذبه على الله ( بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ ) ، و بالتالى طالما بولس نفسه و هو رسول فى عرف النصارى يكذب على الله ، سيجد النصرانى المبرر للكذب فى كل شىء متعللًا بكذب من هو أفضل منه - بولس - ، و هذا ما كنت أعنيه .
و يمكن للنصرانى إحضار أعداد من العهد القديم تحرم الكذب ، لكن وقتها ليخبرنا إن كان يؤمن بالناسخ و المنسوخ فى كتابه
حياك الله .
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات