قرر القضاء الهولندي إيقاف المستحقات المالية الموجهة لحزب مسيحي محافظ!!يرفض مشاركة المرأة فى الحياة السياسية باعتبار أن"الرجل هو وكيل المرأة "
وقالت وكالة الأنباء الهولندية إن محكمة فى لاهاي قررت وقف الدعم المالي الموجه إلى الحزب المسمى بالحزب الإصلاحي المسيحي!!وهو الحكم الذي أعلن الحزب أمس أنه لن يستأنفه فى الوقت الحالي .وذكرت المحكمة فى حيثيات حكمها أن الحكومة الهولندية وقعت فى آواخر الثمانينيات من القرن الماضي على التفاقية الدولية للمساواة بين المرأة والرجل, ولذلك فإن الحكومة ملزمة بموجب هذه التفاقية بأن تضع قوانين للتصدي للتميز ضد المرأة فى الحياة السياسية وغيرها من سائر مناحي الحياة العامة.
ويصنف المراقبون الحزب بأنه أحد أهم" الأحزاب الإصلاحية المتشددة ويتبنى الحزب الإصلاحي المسيحي منذ عام 1997 فى لائحته الداخلية بنودا تمنع المرأة من الإنضمام إلى عضويته.
وبحسب أدبيات الحزب فإنه يتخذ من الإنجيل مصدراً أول للتشريع كما يعتقد أن كلاً من المرأة والرجل له خصوصياته, ولذلك كل منهما له مايمكن أن يقوم به بعيدا عن الآخر"والرجل وفق وثائق الحزب هو وكيل المرأة ولذلك يتبنى الحزب عدم جواز عضوية المرأة به,ولكن يمكن أن تبقى مسانداً من الخارج!!!
وجاء حكم المحكمة بناء على دعوى قضائية من جانب عدد من مؤسسات المجتمع المدني الهولندية المدافعة عن حقوق المرأة والتي طالبت المحكمة بإلزام الحزب المسيحي المتشدد بالتوقف عن إعاقة مشاركة المرأة فى عضويته.
إلا أن المحكمة أحجمت عن حل الحزب وأرجعت ذلك إلى أنه لم يتقدم إليها أعضاء من الحزب نفسه يشتكون تهشيما أو اعتداء على حرياتهم وحقوقهم فى الحزب.
استغراب!!
من جانبه أبدى الحزب الإصلاحي المسيحي استغرابه واستياءه من الحكم القضائي, وقال زعيم كتلته النيابة"كولاين فان دير فلاس" إنه كان من الأفضل أن تترك المحكمة الأمر للمناقشة بين أعضاء الحزب "إلا أن موقع الحزب على شبكة الإنترنت نقل عنه أن الحزب لن يستأنف الحكم فى الوقت الحالي!!
واعتبر زعيم الحزب سحب الدعم المالي عنه بأنه بمثابة قطع لشرايين الحزب ويتلقى الحزب حاليا حوالي مليون ومائة ألف يورو سنوياً ويمثل الحزب عضوان فى البرلمان وخمسة رؤساء بلديات.لكن فلايس أكد فى الوقت نفسه أن عملية سحب الدعم لن تمثل ورقة ضعف على الحزب للتخلي عن آرائه وأفكاره والقبول بمشاركة المرأة فى عضويته مبرراً ذلك بقوله إن الحزب ليس لهم الخياروإنما(الرب من يختار لهم)وأضاف " نحن عرفنا كحزب متدين ونريد أن نحافظ على مواصفاتنا الدينية هذه !!!
**أفكار الحزب
فيما يختص بسياسة الحزب تجاه القضية الفلسطينية يعتبر الحزب وجود اسرائيل فى القدس حقاً دينيا لايمكن التنازل عنه ولكنه يؤيد خروج اسرائيل من بعض المناطق الفلسطينية مقابل توفير السلام لشعب إسرائيل, كما يؤيد وجود حاجز بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن ليس على غرار الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل حاليا على أراضي الضفة الغربية والذي أدانته محكمة العدل الدولية .
المفضلات