بصوت مخنوق تغالبه الدموع كان يردد “أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله”، وكأنه يودع الحياة بعدما فقد القدرة على التنفس، هذا ما عاناه طفل مغربي لا يتجاوز سنه التاسعة حين وجد نفسه في قبضة شرطي سويدي طرحه أرضا وألقى بجسده الضخم فوقه، قبل أن يعمد إلى وضع يده على فم وأنف الصغير محاولا إسكاته في الوقت الذي كان الأخير يردد الشهادتين.
وقام الشرطي بإمساك الطفل وهو من مواليد سنة 2005 في محطة للقطار بمدينة مالمو، وانقض عليه وطرحه أرضا وجلس فوقه وغرس وجهه في الرصيف، الأمر الذي كاد يودي بحياة الطفل الصغير الذي ظل يصرخ طالبا النجدة قبل أن يستسلم ويبدأ في نطق الشهادتين بصوت مرتفع ليقوم الشرطي بوضع يده على وجهه محاولا إسكاته، في حين كان صديق الطفل يحاول هو الآخر الإفلات من قبضة شرطي آخر حيث سُمع صوته وهو يردد بالدارجة المغربية “حيد يدك”.
ودافع رئيس قسم الشرطة في تصريحاته عن الشرطي حيث قال إن “الشرطي قام بعمله” مشيرا إلى أنه “ضبط الطفلين وهما يسرقان”، محاولا التقليل من حجم فظاعة الشريط بقوله إن من نشره عمد إلى “توظيفه وحذف مجموعة من أجزائه التي تُظهر مقاومة الطفل للشرطي واعتداءه عليه” !
وهي مبررات لم تجد صدى إيجابيا بل على العكس، إذ سخر الكثيرون من تصرف الشرطي فالطفل لا يتجاوز سنه التاسعة، إذ أن سلوك الشرطي إلى جانب لا إنسانيته فهو ينم عن عنصرية كبيرة.
وظل الشرطي جاثما فوق جسد الصغير إلى حين حضور ثلاث دوريات شرطة، قامت باعتقال الطفل وصديقه.
واضطرت شرطة مالمو إلى فتح تحقيق في الموضوع بعد انتشار “الفيديو” على موقع “يوتيوب” ومواقع التواصل الاجتماعي، وبعد ما تقدم مجموعة من الأشخاص ممن كانوا في محطة القطار بشهادات تدين الشرطي وتؤكد أنه عنف الصغير وعامله بطريقة تفتقد للإنسانية.
المفضلات