المبحث السابع (7-5-4):-من سفر أعمال الرسل بولس يرسل الى اليهود فى روما ثم يهددهم بأن الرسالة الى الأمم وهم (سيسمعون) أي أنه على الأقل حتى تلك المقابلة لم تكن هناك رسالة الى الأمم فى رومية
1- من المفترض أن يكون ترتيب الأحداث هو كتابة رسالة الى رومية ثم ترحيل بولس الى رومية
نقرأ من رسالة الى رومية :-
1 :10 متضرعا دائما في صلواتي عسى الان ان يتيسر لي مرة بمشيئة الله ان اتي اليكم
1 :11 لاني مشتاق ان اراكم لكي امنحكم هبة روحية لثباتكم
1 :12 اي لنتعزى بينكم بالايمان الذي فينا جميعا ايمانكم و ايماني
1 :13 ثم لست اريد ان تجهلوا ايها الاخوة انني مرارا كثيرة قصدت ان اتي اليكم و منعت حتى الان ليكون لي ثمر فيكم ايضا كما في سائر الامم
أي أن قبل تلك الرسالة لم يكن بولس قد ذهب الى روما ولم تكن تعاليمه تم بثها فى روما مطلقا قبل ذلك لأنه يقول (ليكون لي ثمر فيكم )
أي أن هذا الثمر لم يكن موجود قبل تلك الرسالة مطلقا ومن الاصحاح 28 من سفر أعمال الرسل نعرف أن بولس تم القبض عليه وترحيله الى روما
أي أن الأحداث فى هذا الاصحاح كان بعد التوقيت المزعوم لرسالة الى رومية
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :16 و لما اتينا الى رومية سلم قائد المئة الاسرى الى رئيس المعسكر و اما بولس فاذن له ان يقيم وحده مع العسكري الذي كان يحرسه
وعليه فان الترتيب من حيث الزمان هو:-
أ- كتابة الرسالة الى رومية أولا
ب- ثم ترحيله الى روما كما ورد فى الاصحاح 28 من سفر أعمال الرسل
2- لا وجود لايمان الأمم فى روما قبل رسالة الى رومية على الأقل فكيف يخاطبهم أصلا
نقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :17 و بعد ثلاثة ايام استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود فلما اجتمعوا قال لهم ايها الرجال الاخوة مع اني لم افعل شيئا ضد الشعب او عوائد الاباء اسلمت مقيدا من اورشليم الى ايدي الرومانيين
ثم يقول :-
28 :21 فقالوا له نحن لم نقبل كتابات فيك من اليهودية و لا احد من الاخوة جاء فاخبرنا او تكلم عنك بشيء رديء
28 :22 و لكننا نستحسن ان نسمع منك ماذا ترى لانه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب انه يقاوم في كل مكان
28 :23 فعينوا له يوما فجاء اليه كثيرون الى المنزل فطفق يشرح لهم شاهدا بملكوت الله و مقنعا اياهم من ناموس موسى و الانبياء بامر يسوع من الصباح الى المساء
28 :24 فاقتنع بعضهم بما قيل و بعضهم لم يؤمنوا
ونلاحظ الآتي :-
أ- بولس يرسل الى وجوه اليهود فقط فأين الأمم الذين أمنوا كما يزعم علماء المسيحية أن رسالة الى رومية كانت لهم ؟؟؟!!!!!!!!!
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :17 و بعد ثلاثة ايام استدعى بولس الذين كانوا وجوه اليهود فلما اجتمعوا قال لهم ايها الرجال الاخوة مع اني لم افعل شيئا ضد الشعب او عوائد الاباء اسلمت مقيدا من اورشليم الى ايدي الرومانيين
والمفترض أن كتابة رسالة رومية كانت قبل تلك الأحداث ولكننا نجد أن بولس لم يرسل الى الأمم لأنهم كانوا غير موجودون فلم يكن هناك ايمان للأمم أصلا
ب- سفر أعمال الرسل يخبرنا أن قبل ذهاب بولس الى روما لم يكن مذهبه موجود هناك مما يعنى أن الأمم لم تسمع تعاليمه
فى الأعداد من 21 الى 24 من الاصحاح 28 من سفر أعمال الرسل يوضح أن بعد ذهاب بولس الى روما (أي بعد زمان كتابة رسالة الى رومية ) نجد اليهود يخبروا بولس أنهم لم يتعرفوا بعد على مذهبه وتعاليمه وأنهم يريدوا أن يسمعوا منه
أي لم يكن مذهب بولس وصل الى روما مما يعنى أن الأمم فى روما أيضا لم تسمع تعاليمه ولا مذهبه والا كان اليهود عرفوا بتعاليمه ولكن هذا لم يحدث أي لا وجود لايمان الأمم قبل رسالة الى رومية على الأقل ، فحتى ولو فرضنا أن التلاميذ بشروا فى روما فانهم كانوا يبشرون بين بنى اسرائيل
فكيف يخاطب أمميين على أساس أنهم أصبحوا مؤمنين بالمسيح عليه الصلاة والسلام ؟؟؟؟!!!!!!!!!!
ج -من سفر أعمال الرسل فان اليهود فى روما (أي بعد زمان كتابة رسالة رومية) لم يعرفوا بدخول الأمم فى الايمان ، مما يعنى أن الرسالة لم تكن موجهة الى الأمم
كما يتبين من سفر أعمال الرسل أن بعد رفض اليهود تعاليم بولس فانه يهددهم قائلا أن الخلاص الى الأمم وهم سيسمعون
فنقرأ من سفر أعمال الرسل :-
28 :28 فليكن معلوما عندكم ان خلاص الله قد ارسل الى الامم و هم سيسمعون
28 :29 و لما قال هذا مضى اليهود و لهم مباحثة كثيرة فيما بينهم
قال (فليكن معلوما عندكم) أي أن ما سيقوله لم يكن معلوما ولم يعرفوه فهو يبلغهم بشئ أول مرة يسمعوه أو يعرفوا به وهذا يعنى أن اليهود فى روما لم يعرفوا أو يسمعوا أبدا أن الرسالة والايمان كانت الى الأمم لا فى روما ولا فى أي مدينة أو بلد أخرى
ويعنى أيضا أن بولس لم يكرز بين الأمم على الأقل قبل ذلك
(ملحوظة :- هو لم يكرز نهائيا بين الأمميين فقد كان يهددهم فقط)
وهذا يؤكد على أن أهل روما الذى كان كاتب الرسالة يوجه تلك الرسالة اليهم هم من بنى اسرائيل فى الشتات (سواء يهود أو يونانيين) ولم يكن يوجهها الى الأمميين
د- وهذا يؤكد حدوث تحريف فى العدد 13 من الاصحاح 11 فى رسالة رومية الذى يزعم أن كاتب الرسالة كان يخاطب الأمم ولكنه فى الحقيقة كان يخاطب اليهود
فنقرأ :-
11 :13 فاني اقول لكم ايها الامم بما اني انا رسول للامم امجد خدمتي
11 :14 لعلي اغير انسبائي و اخلص اناسا منهم
هو لم يقل (أيها الأمم)
فهذه الجملة دخيلة على النص والدليل هو ما ذكرته أعلاه وهو عدم وجود أمميين أمنوا على الأقل فى روما قبل تلك الرسالة أصلا
فلقد كان يقول لليهود (أقول لكم :أنا رسول الأمم ، لتمجيد خدمتي (أي لتعظيم وتضخيم خدمتي )
أي أنه يقول لليهود(وليس للأمم) بأنه رسول الأمم ثم يوضح فى العدد 14 لماذا كان يقول لليهود أنه رسول الأمم ويضخم من خدمته ورسالته ، لأن لعله بذلك يثير غيرة بنى اسرائيل فيؤمنوا (يريد أن يوضح لهم السبب الدائم الذى يجعله يضخم خدمته فهو من أجلهم ومن أجل ايمانهم )
فالقول أنه رسول الأمم موجه لليهود لاثارة غيرتهم أي أنه كان يهددهم
ببساطة شديدة :-
ان فى عهد الامبراطور قسطنطين أراد صنع عقيدة عالمية لذلك ظهر هذا التلاعب والتحريف لايهام القارئ أن الرسائل الى الأمميين بخلاف الحقيقة ، فالمخطوطة الفاتيكانية و المخطوطة السينائـية تم كتابتهما فى القرن الرابع الميلادي أما أي برديات أقدم منهما فى لا ترقى أن يتم الاعتماد عليها نظرا لوجود العديد من الثغرات بها والجمل غير الموجودة ، فالأمر ليس بعدد المخطوطات ولكن بجودتها ووضوح الكلمات والجمل بها وهذا غير متوفر فى المخطوطات والبرديات التي تعود لزمان أقدم من القرن الرابع الميلادي
المفضلات