بسم الله الرحمن الرحيم
********************
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=4861
بسم الله الرحمن الرحيم
********************
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=4861
سورة يونس 94
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
والخطاب هنا لرسول الله .
ونحن نعلم أن الرسول قد قال من البداية إنه لا يشك في رسالته وحين وعده أهله بالملك والسيادة والمال والجاه قال :
(( والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتي يُظهره الله ، أو أهلك فيه ، ما تركته )) أورده ابن هشام في السيرة النبوية ( 1/266)
نقول : إن الحق سبحانه وتعالى يضمر خطاب الأمة في في خطاب رسوله ؛ لأن الأتباع حين يقرأون ويسمعون الخطاب وهو موجه بهذا الأسلوب إلى الرسول فهم لا يستنكفوا عن أي أمر يصدر إليهم .
ومثال ذلك : لو أن قائداً يصدر أمراً لاثنين من مساعديه اللذين يقودان مجموعتين من المقاتلين ، فيقول القائد الأعلى لكل منهما : إياك أن تفعل كذا أو تصنع كذا . والقائد الأعلى بتعليماته لا يقصد المساعدين له ، ولكنه يقصد كل مرءوسيهم من الجند .
وجاء الأمر هنا لرسول الله ؛ لتفهم أمته أن الرسول ما كان ليتأبَّى على أمر من أمور الله ، بل هو ينفذ كل ما يؤمر به بدقة ، ولذلك من باب خطاب الأمة في شخصية رسولها .
وقول الحق سبحانه :
يونس 94
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
هذا القول دليل على أن الذين عندهم علم بالكتاب من السابقين من اليهود والنصارى على رسول الله ، يعرفون الحقائق الواضحة عن رسالته
وإن الذين يكابرون ويكفرون برسول الله ورسالته إنما يعرفونه كما يعرفون أبناءهم .
البقرة 146 : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } .
وقد قال عبد الله بن سلام : (( لقد عرفت محمداً حين رأيته كمعرفتي لابني ، ومعرفتي لمحمد أشد )) ذكره ابن كثير في تفسيره ( 2 / 194) .
إذن : فالحق عندهم واضح مكتوب في التوراة من بشارة به ، وهذا يثبت أنك يامحمد صادق في دعوتك ، بشهادة هؤلاء .
ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله تعالى :
{ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } 94 يونس
والحق القادم من الله تعالى ثابت لا يتغير ، لأنه واقع ، والواقع لا يتعدد ، بل يأتي على صورة واحدة .
أما الكذب فيأتي على صورة متعددة .
وهكذا بالكذب جاء بولس ...رسالة كورنثوس الأولى
9: 20 فصرت لليهود كيهودي لاربح اليهود و للذين تحت الناموس كاني تحت الناموس لاربح الذين تحت الناموس
9: 22 صرت للضعفاء كضعيف لاربح الضعفاء صرت للكل كل شيء لاخلص على كل حال قوما
ولذلك فمهمة المحقق الدقيق ان يقلب أوجه الشهادات التي تقال أمامه في النيابة أو القضاء ؛ حتى يأتي حكمه مصيباً لا مدخل فيه لتناقض ، ولا يعتمد على تخيُّل او أكاذيب .
وقول الحق سبحانه : { لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ} يونس 94
إنما يدل على أن الذين قرأوا الكتاب قد عرفوا أنك رسول الله حقاً ، ومنهم من ترك معسكر اليهودية ، وجاء معسكر الإيمان بك ، لأن الحق الذي جاء لا دخل للبشرية فيه ، بل جاء من ربك :
{ .. فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } 94 يونس
ومجيء الخطاب بهذا الشكل ، هو كما قلت موجَّه إلى الأمة المؤمنة في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والحق سبحانه وتعالى يقول : { ... لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ .. } الزمر 65
هذا القول نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن غير المعقول أن يشرك النبي صلى الله عليه وسلم ، وكل الآيات التي تحمل معاني التوجيه في الأمور المنزه عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة بأمته .
وأيضاً يقول الحق سبحانه :
سورة يونس 94
فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ
والقول الحكيم ساعة يوجه إلى الخير قد يأتي بمقابله من الشر ؛ لتتضح الأشياء بالمقارنة .
ونحن في حياتنا اليومية نجد الأب يقول لابنه : اجتهد في دروسك ، واستمع إلى مدرسيك جيداً حتى تنجح ، فلا تكن مثل فلان الذي رسب ، والوالد في هذه الحالة يأتي بالإغراء بالخير ، ويصاحبه بمقابله ، وهو التحذير من الشر .
وقد قال الشاعر :
فالوجه مثل الصبح مبيض .... والشعر مثل الليل مسود
ضدان لما استجمعا حسنا .... والضد يظهر حسنه الضد .
والله اعلم
الشيخ / محمد متولي الشعراوي
التعديل الأخير تم بواسطة السيف البتار ; 12-10-2006 الساعة 07:47 PM
إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رسول الله لمدة 23 عاماً .. فلماذا لم يعاقبه معبود الكنيسة ؟
.
والنَّبيُّ (الكاذب) والكاهنُ وكُلُّ مَنْ يقولُ: هذا وَحيُ الرّبِّ، أُعاقِبُهُ هوَ وأهلُ بَيتِهِ *
وأُلْحِقُ بِكُم عارًا أبديُا وخزْيًا دائِمًا لن يُنْسى(ارميا 23:-40-34)
وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ(تث 18:20)
.
.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات