مع ابنك: قُلْ وافعلْ .




د محمد الشريم .




من أكبر الآفات التي تهدّد عملية تعليم السلوكيات الإيجابية أن الذييأمر بها يكون مخالفاً لها. فعلى سبيل المثال، تجد البعض يأمر أطفاله بالصدق وهويكذب، أو يأمر بعدم استخدام الألفاظ النابية وهو يتلفظ بها أمامهم.
لاشك أنالوالدين والمنزل هما المصدر الأول، ولكنهما ليسا الوحيدين، لتعليم السلوكيات، سواءأكانت إيجابية أم سلبية، ولذلك لابد من الحرص على عدم التناقض الذي يهدم في لحظاتما يُبنى في سنوات.

ربما نسي بعضنا، أو تكاسل في لحظة ما عن اتباع التوجيهات التي يأمر بهاأطفاله.
فقد نرمي منديلاً من نافذة السيارة، أو نلقي بورقة على الأرض؛ لأن سلةالمهملات بعيدة عنا. وربما تلفظ أحدنا في لحظة غضب بكلمة نابية كان ينهى أطفالهعنها.
لو أن أحدنا - لسبب أو لآخر - وقع في خطأ التناقض، ووجد نفسه قد خالففعلُه قولَه، فما هو الحل عندئذ؟!

كثيرون – للأسف - تأخذهم العزة بالإثم، وتأبى عليهم كرامتهم المزعومة أنيعترفوا بخطئهم، وربما يتمادى بعضنا فينهر ابنه ويلقي عليه محاضرة في الأدب معالكبار لو قال الصغير عبارة مثل: "لماذا يا أبي رميت المنديل من نافذة السيارة؟ ".
الأمر بسيط لو استشعرنا أهمية التربية؛ فالاعتذار خلق كريم، والإقرار بالخطأ لايعيب الكرام.
ولكن متوهمي الكمال هم الذين يخافون الخطأ، ويخافون أكثر منمواجهته.

ولو كان الخطأ والاعتذار يعيب أحداً لعاب سيد الخلق محمداً - صلى اللهعليه وسلم -، عندما عاتبه رب العالمين في قصة ابن أم مكتوم في سورة الأعمى، وماتلاها من اعتذار النبي - صلى الله عليه وسلم - له عندما قابله بعد نزولالسورة.
بل إنها بقيت قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة، وما عدها أحد نقصاً فينبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم -.

كما أن الاعتراف بالخطأ أمام الطفل يساعده على تعلّم الأسلوب المناسبللتعامل مع أخطائه؛ فيتعلم أولاً أن الخطأ يقع من الجميع لأنهم بشر، وأن وقوعه فيالخطأ ليس مشكلة كبيرة عندما يتعامل معه بشكل صحيح.فالاعتراف بالخطأ يبعده عنالكذب، ثم إنه يدلّه على الطريقة المناسبة لتصحيح ذلك الخطأ بعدما يقع فيه، فهو فيالأخير قادر على أن يتعلّم من أخطائه عندما نتيح له نحن فرصة مناسبةللتعلّم..





المصدر: موقع الإسلام اليوم .



منقول من منتديات الطريق إلى الله - جزاهم الله خيرا