-
أهمية مقاومة الهم والغم
أهمية مقاومة الهم والغم
( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )
من تجربتي الخاصة وجدت أني دائما أقحم نفسي بالهم والغم من أجل أي شيء بسيط قد يصيبني وأرضى بهذا الشعور وحتى أرفض ما يخرجني منه ويكون دافعي في ردة الفعل هذه هو معرفتي المسبقة بأن ما يصيب الإنسان من المشاعر المحزنة وما إلى ذلك هي مكفرات للذنوب ،وقد ورد في حديث رسولنا الكريم :
(ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه).
ونقول بعد تفكر وتحليل واقعي للأمر:وبما أن الإنسان جسد وروح وعقل وعاطفة فلكل أمراضه ولكل مرض علاجه .فالجسد يمرض وفي ذلك تكفير للذنوب حسب درجة المرض والعلاج المرافق لهذا المرض، وحتى الشوكة يشاك بها الإنسان ،ورد في حديثه عليه الصلاة والسلام : (ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة).
ولكن علينا ألا ننسى أن طلب الدواء والسعي وراء الشفاء من الأمور التي يجب أن نقوم بها كمسلمين خاصة تطبيقا لأوامر الله الرحيم بنا. فقد كان قدوتنا محمد عليه الصلاة والسلام يتداوى عند المرض ويطلب الأطباء لذلك ، كما كان مستديما على الحجامة وعلى قواعد طبية مميزة في الأكل والشرب والنوم ..
وقياسا على ذلك فإن للنفس أيضا أمراضها وفي ذلك تكفير للذنوب ولكن ليس علينا أن نعيش مع أحزاننا (التي هي جزء من أمراض النفس) ونقول جنت على نفسها براقش ونقول أن كل ما يصيبنا هو مما جنت أيدينا وهذا عقابنا فعلينا أن نعاني ونتحمل وننعزل عن الآخرين ،لا.
فالهم والغم هما كالمرض وعلينا أن نقاومهما ونحاول معالجة نفوسنا منهما كما المرض مقاومته ومعالجته ،والاختبار من الله سبحانه لنا يكون فعليا في كيفية مواجهة هذه المشاعر الحزينة (من فشل في شيء ما أو مصيبة معينة ...) هل سنكون من القانطين من رحمة الله ،اليائسين من الفرج بعد العسر فنكون قد فشلنا في اختبارنا ،ونعوذ بالله من ذلك.
أم سيزيد قربنا من الله واتكالنا عليه وكرهنا للذنوب والمعاصي ...كل ذلك مصحوبا طبعا لا باكتئاب وحزن وإنما باستمرارية للعمل في كل نواحي الحياة مع مجاهدة للنفس مأجور عليها بإذن الله ووعي أكبر ... ففى كل محنة عبرة للإنسان عليه أن يتفكر بها فيستفيد مما أصابه .
إذا فما أصابنا يجب أن يزيد وعينا من جهة فنبتعد عن مسببات الفشل ،وأن يزيد من إيماننا بقضاء الله تعالى فنحمده على كل حال من جهة أخرى ،ومن جهة ثالثة يجب أن نتنبه لحكمة الله سبحانه المنزه عن العبث فسيجد كل منا أن ما أصابه هو الخير الحقيقي له من حيث لا يعلم وكلنا جاهلون ،والله هو الحكيم العليم .
وكتأييد لما سبق : نذكر ونستذكر بان الله سبحانه العليم القدير قد نهى رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عن ما أصابه من الهم والغم لأمر الكفار : يدعوهم فلا يستجيبون له .فأخبره الله سبحانه أن الهداية بيده ولو أراد الناس كلهم مسلمين لفعل ،وإنما أمره واحدة كلمح البصر، واخبره ربنا أيضا أن الرسل من قبله قد لاقوا الأمرين وتعرضوا للتكذيب وللوصف بالجنون والدونية وهم الذين اصطفاهم الله برسالته . فنجد أن الله سبحانه قد دل رسوله الكريم على العلاج من الهم والحزن وذلك بوجوب اتكاله على الله وإيمانه بقدرته من جهة وآنسه بمعاناة غيره ليعلم أن مهمته تتطلب هكذا .وإن الله بنا لرؤوف رحيم .
التعديل الأخير تم بواسطة Doctor X ; 25-10-2011 الساعة 12:46 PM
أحسن القول
-
-
اللهم انا نعوذ بك من
الهم والحزن
والجبن والبخل
وغلبه الدين وقهر الرجال
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
-
تحدثوا بالموضوع
لنتحدث بهذ الموضوع ولا سيما الأشخاص الذين تغلب عليهم مشاعر الحزن
رب كلمة نقلت الانسان من حال لحال ورب سامع أوعى من مبلغ هذه قاعدتي شخصيا والله الموفق.
أحسن القول
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة احمد مناع في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 23-09-2015, 12:32 PM
-
بواسطة المسيح عبد الله ورسوله** في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 10-04-2013, 12:06 AM
-
بواسطة مطالب السمو في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 22-03-2011, 01:59 AM
-
بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 08-05-2010, 02:00 AM
-
بواسطة nour_el_huda في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 7
آخر مشاركة: 18-02-2007, 11:13 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات