ان الحمد لله سبحانه نحمده ونستعين به ونستغفره ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان سيدنا وحبيبنا وطاهرنا واطهرنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وال بيته الطيبين الاطهار .....وبعد:
:"وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ"
:"إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ"
...... وفى ظل انتكاسة امة بين تنازع وتناحر وتنافر وتكالب اعداء الكفر والضلال عليها فما احوج الامة اليوم بنصر يؤيد به ربنا هذه الامة.....
"مَتَى نَصْرُ اللَّهِ"
فألى كل من يتلهف فؤاده شوقا ويسأل بعقله وروحه وكل كيانه ودموع عينيه تغرق خديه لما يرى أمة الشرف والكرامة ما آلت اليه من تفكك وتنافر وتناحر يسأل:متى متى نصرالله؟؟؟
أقول له ما قاله ربنا سبحانه وتعالى"أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ"
فحقيقة الأمر يااخوانى وأخواتى فى قضية التمكين ليست فى قلة الامكانيات ولا قوة الرويبضات , بل الامر يتعلق بنا نحن فالأمر يتعلق وفقط بالثقة فحسب.., نعم فيجب أيها الأحباب أن نثق فى مقدور الله وأن نعلم يقينا أكيدا ونؤمن أيمانا شديدا بقول ربنا سبحانه"وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ"
"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"
فأليكم أخوانى وأخواتى أسوق دعائم التمكين:-
1- أن لله فى خلقه أحكام قضى بها ربنا سبحانه على كل فرد فى أمة التوحيد فقال سبحانه"قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)" (سورة النور).
وفى هذه الأية الكريمة نجد أمر ربنا سبحانه بغض البصر وحفظ الفرج وبذلك أمر المؤمنات أيضا فى الأية التى تليها
فاعلم أخى الحبيب بأن تمكين الله لدينه فى الأرض لن يقوم ألا بيد أقوام مكنوا شرع الله فى أنفسهم أولا ... والدليل أن هذا هو موعود الله سبحانه لعباده إذ قال تعالى"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "
ومن هنا نجد أيها الأحباب الدليل فى محكم التنزيل بأن التمكين لن يأتى ألا بعدما نحقق كامل الأيمان لربنا سبحانه بتحقيق الخضوع والعبودية والذل له وحده لا شريك له ولن يكون ذلك على أرض الواقع ألا بأتيان أمر ربنا وأجتناب نواهيه سبحانه وتعالى
وفى سيرة الصحب الأطهار الدليل العملى...., فأليكم بعثة فتح الحبيبة مصر.....
:فلقد أخرج ابن عبدالحكم عن زيد بن أسلم قال: لما أبطأ عمر بن الخطاب فتح مصر كتب ألى عمرو بن العاص:-
"أما بعد: لقد عجبت لأبطائكم فتح مصر, تقاتلونهم منز سنين وما ذاك ألا لما أخزتم من الدنيا وأحببتم فيها ما أحب عدوكم وأن الله تعالى لا ينصر قوما ألا بصدق نياتهم وقد كنت وجهت أليك أربعة نفر وأعلمتك أن الواحد منهم مقام ألف على ما أعرف, ألا أن يكون قد غيرهم ما غير غيرهم , فما أن تصلك رسالتى فأخطب فى الناس وحضهم على قتال عدوهم ورغبهم فى الصبر والنية وقدم اولائك الأربعة فى صدور الناس وأمر الناس أن يكونوا صدمة رجل واحد وليكن عند الزوال يوم الجمعة فأنها ساعة تنزل فيها الرحمة ووقت أجابة وليعج الناس ألى الله وليسألوه النصر على عدوهم..."
فلما أتى عمرو الكتاب فعل ما أمره به الفاروق فكان النصر والتمكين بفضل الله يوم الجمعة....
وبه يكون التمكين بفضل الله وبه يقول ربنا"إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ"
:وأخيرا نداء لأخواننا النصارى:
والله لو تعلمون ما فى الأسلام من عز وعدل وأنصاف لكم والله الذى لا إله غيره لدعوتم ربكم ليلا ونهارا بان يمكن الله للأسلام فى الأرض :
فربنا سبحانه يقول"لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"
وأنتم فى ديننا أهل زمة وصانا نبينا عليكم ونهانا عن جوركم أو ظلمكم فقال"من عاد لى ذميا فأنا خصيمه يوم القيامة"
فمن من المسلمين يطيق أو يقوى بأن يكون النبىخصمه يوم القيامة..
-وفى سلفنا الصالح ما يؤكد لكل النصارى عدل الأسلام وأنصافه لهم فها هو فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضى الله عنه ترفع له شكوى نصرانى ويشتكى من أى من المسلمين أنه يشتكى من عبدالله بن عمرو بن العاص الذى جلد النصرانى ظلما ويأتى أمر عمر بأحضار عبدالله وأباه عمرو ليقوم النصرانى بالأقتصاص على رؤوس الأشهاد ليقول أمير المؤمنين للجميع"أنه الأسلام وعدل الأسلام"
فاللهم ردنا أليك ردا جميلا ومكن لدينك فى أرضك
آمين
المفضلات