الخبر كما ورد حرفياً في صحيفة "النهار" اللبنانية:
"نقطة دم" من البابا الطوباوي هدية للبنان. لبنان الثالث بعد الفاتيكان وبولونيا يحظى على "ذخيرة" هدية فريدة له.
هالة حمصي -
الآباء اللعازريون يقفون وراء هذه المبادرة، والهدف "ان نتمكن من ان نلتقي روحياً بهذا الطوباوي الجديد الذي احب لبنان"، على ما كتب اليهم اسقف كراكوف ستانيسلاف دجيوفيتش الذي كان السكرتير الخاص للبابا لاعوام طويلة، وذلك في رسالة موافقة على منحهم هذه الذخيرة الفريدة، ومؤرخة في 6 نيسان 2011.
ويبدي في الرسالة ايضا سعادته "بالبرنامج الذي وضعوه للشهر المريمي في بازيليك سيدة الايقونة العجائبية في الاشرفية"، مبدياً اسفه "لعدم تمكني من الحضور شخصياً. لكنني امنحكم الذخيرة التي طلبتموها بكل سرور، لوضعها على المذبح الذي خصصتموه للطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني".
برغبة، باتصال، بدأ كل شيء. ويقول رئيس دير وبازيليك سيدة الايقونة العجائبية للآباء اللعازريين في الاشرفية الاب زياد الحداد لـ"النهار"، "اننا اتصلنا بالكاردينال دجيوفيتش، وسألناه اذا كان يمكن تخصيص لبنان ببعض دماء البابا". الآباء ارادوا ذلك للبنان، خصوصا "لان البابا احبه، وكان دجيوفيتش يدرك جيداً عمق محبته له، ومحبته ايضاً للايقونة العجائبية التي كان يعلقها في عنقه". وفي ضوء ذلك، منح دجيوفيتش موافقته.
الذخيرة عبارة عن نقطة دم موضوعة على قماشة، ويحملها اليوم الى لبنان الاب رمزي جريج اللعازاري الذي تسلمها من دجيوفيتش في الفاتيكان بعد يوم واحد من تطويب البابا الراحل. ويستقبلها الآباء اللعازريون خلال قداس احتفالي يترأسه مطران اللاتين بولس دحدح في السادسة والنصف مساء السبت 7 ايار الجاري الذي يصادف ايضا عيد سيدة الوردية "عذراء بومباي". وستُحفَظ الذخيرة في مجسم يوضع على مذبح يكرس باسم البابا الراحل، وترفع عنده لافتة تذكّر بقوله الشهير: "لبنان اكثر من وطن. انه رسالة".
ذخيرة البابا الراحل، على غرار ذخائر قديسين وطوباويين غيره، تمثل "علامة رجاء كبيرة"، على قول الحداد. "انها علامة حسية على ان ربنا حاضر في حياتنا، وتذكرنا بان اشخاصا عاشوا معه واختبروا حبه في حياتهم، وهم حاضرون معنا روحيا. وكما استطاعوا ان يعيشوا هذه العلاقة به وقدسهم هو، يمكن ايضا ان نسلك الطريق نفسه الذي سلكوه قبلنا. وكما التقيناهم هنا روحيا، يمكن ان نلتقيهم لاحقا في السماء".
وما يتمناه الحداد على المتبركين من الذخيرة ان "يتذكروا بها شخصاً احب لبنان بطريقة جميلة جدا. واذا كان موضع تكريم اليوم، فلانه عرف ان الله يحبه، واستطاع ان يحب كما احبه الله".
المفضلات