والدته تخلت عنه وأشهرت إسلامها
روائي فرنسي معاد للإسلام ينعي احتضار الكنيسة في روايته الجديدة
حظيت رواية الكاتب الفرنسي ميشال ويلبيك الجديدة، وعنوانها "احتمال جزيرة"، بحملة إعلامية كبيرة قبل شهر من صدورها. ومن المقرر أن تصدر الرواية صباح الأربعاء 31-8-2005 (دار فايار، باريس).
واعتبرت صحيفة "الحياة" اللندنية، في تقرير كتبه الزميل عبده وازن ونشرته الصحيفة الأربعاء، أن هذه الظاهرة هي ظاهرة الكاتب نفسه الذي بات يُسمى بـ "المعادي للإسلام" بعد مواقفه العنصرية التي واكبت صدور روايته السابقة "المنصة" (بلاتفورم) في العام 2001.
إلا أن ويلبيك يعلن هذه المرّة احتضار الكنيسة، على حد تعبير الصحيفة، و"التقليد" الكاثوليكي ويسخر -كعادته- من العرب والفلسطينيين و"المسيحيين اللبنانيين" (كما يسميهم حرفياً) من غير أن يستثني اليهود وإن بلهجة أقل هزءاً.
هذا ما أفصح عنه بعض الفصول التي نشرت في المجلات الفرنسية خلال هذا الشهر، وقراءة الرواية كاملة تعد بالمزيد من السخرية التي تطاول بعض الرموز الفرنسية أيضاً.
ويواصل ميشال ويلبيك عمله الروائي الفضائحي، مازجاً بين الخيال العلمي والواقع، ملقياً نظرة تشاؤمية على الحياة عموماً وعلى الحضارة الغربية خصوصاً، ومنحازاً كعادته إلى موضوعاته الأثيرة مثل البغاء وعلم الوراثة والسياحة الجنسية والمتعة... ولا غرابة في أن يختار "الاستنساخ" مادة روائية رئيسة فيجعل البطل دانيال-1 ابطالاً عدة استنسخوا وحملوا الاسم نفسه مضافاً إليه رقم تلو رقم، من دانيال إلى دانيال-25.
والبطل الأخير سيقرأ ما كان يكتبه قرينه الأول وقد شاءه الكاتب أشبه بـ "زرادشت" نيتشه، سليل الطبقة الوسطى و"رسول الموت" الذي يحمل هاجس الخراب.
وفي الرواية ينادي البطل بطائفة جديدة (الألوهيم) وناسها أقرب إلى المخلوقات الفضائية. أما المستنسخون فهم بحسبه "البشر الجدد" الذين سيحققون فكرة الخلود.
في التاسعة والأربعين، يعيش بين ايرلندا وإسبانيا بعدما باتت تضجره باريس، كاتب ثري بل بليونير، سمّته مجلة "الاكسبرس" الفرنسية "آلة لربح الملايين"، يكره ماضيه ولا سيما أمّه التي تركته باكراً وأشهرت إسلامها فيما بعد، نشأ في كنف جدّته لأبيه.
عندما نشرت "مجلة باريس الجديدة" نصوصه الأولى عرّفت به باختصار قائلة: "من مواليد 1956، طفولة مضطربة، تنقّل دائم، عائلة متحدرة من أمكنة مختلفة، لا جذور لها محددة...".
لكن المجلة لم تذكر أنه بدّل اسم عائلته، ميشال توماس أصبح ميشال ويلبيك والاسم هذا مستوحى من عائلة جدّته لأبيه.
كاتب شهير، مترجم إلى أكثر من عشرين لغة، ودور النشر العالمية تتسابق على الفوز بأي رواية له، أعماله لا تربو على الخمسة لكنه مع ذلك، استطاع أن يصنع من نفسه "ظاهرة" لافتة جداً وربما كبيرة، وتمكّن من أن "يفجّر" الرواية الفرنسية الجديدة كما أشارت صحيفة "لوموند".
ويحسن لبعض النقاد أن يسمّوه "هاري بوتر الفرنسي للراشدين". أما المثير فهو أن قراء كثراً يعتبرونه صاحب رؤية، يستبق وقوع الأحداث ويحمل "بشارة" وإن سوداء كقوله مثلاً بـ "نهاية العالم المرتقبة" تحت الأشعة النووية.
وحجة هؤلاء القراء المتلهفين إلى متابعة أعماله "النذير" الذي حملته روايته السابقة "المنصة" إزاء حادث الحادي عشر من أيلول، فالانفجار وقع بُعيد شهر من صدور روايته "المنصة" الفضائحية التي يمجّد فيها "السياحة الجنسية".
أصبح ميشال ويلبيك ذا شهرة عالمية خلال سنوات قليلة، وشهرته جعلته يصنف نفسه فوق النقد، ولم يعد قادراً على قراءة أي مقال ضده. وهذا ما حدا به أخيرا إلى مهاجمة مجلة "الاكسبرس" و"لوبوان" لكنه صبّ حقده على صحيفة "لوفيغارو" وبعث برسالة عبر الانترنت إلى الصحافي عزيز زموري يقول له: "أنت قذر".
وكان زموري -العربي الأصل- تناول سيرته في مجلة "لوفيغارو" الأسبوعية. لكن الجريدة الفرنسية ردت عليه بقسوة قائلة إن له "مزاج كلب" واصفة رد فعله بـ "الحيواني".
وكان كتب أنجلورينالدي في الصحيفة نفسها مقالة عنوانها: "ميشال ويلبيك يسقط من الكميون". ولم يتوان ويلبيك عن نشر صور له مع "بائعات الهوى" في بعض المجلات.
عين ويلبيك الآن على جائزة "غونكور" على رغم أن مبيعات روايته الجديدة ستحقق أرقاما هائلة. ولكن هل يمكن أن تفوز بهذه الجائزة الراقية رواية تعتمد الأدب الفضائحي لتحقق نجاحاً تجارياً قبل نجاحها الأدبي؟
المصدر
http://www.alarabiya.net/Articles/2005/08/31/16373.htm
المفضلات