أنا والآب واحد
قول المسيح: "أنا والآب واحد" أهم ما يتعلق فيه أولئك الذين يقولون بألوهية المسيح، وقد فهموا منه وحدة حقيقية جهر بها المسيح أمام اليهود وفهموا منه أنه يعني الألوهية.
** ملحوظة : النص موجود بالفعل فى الكتاب المقدس بالعهد الجديد انجيل يوحنا الاصحاح 10 ايه 30
وهو موجود فى هذا الإنجيل فقط وليس مذكور فى الثلاثة الآخرين فانفراد يوحنا بهذا النص يبين إنه موضوع هذا أولا
وإن افترضنا انه صحيح فلابد أن يُذكر فى سياق النص فلا يقتطع وحده ليبنى عليه اصل عقائدى هام
ولنعلم ان الكاتب لانجيل يوحنا يستخدم الكثير من اسلوب المجاز
** ملحوظة : كل ما تحته خط هو النص وبجواره التفسير الصحيح بإذن الله
ولفهم النص نعود فنقرأ السياق من أوله من الأيه 22 :-
22 وكان عيد التجديد فى أورشليم وكان شتاء 23 وكان يسوع يتمشي في الهيكل فى رواق سليمان 24 فأحاط به اليهود وقالوا :"إلى متى تعلق أنفسنا. إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً. 25 أجابهم يسوع: إني قلت لكم ولستم تؤمنون. الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي، 26 ولكنكم لستم تؤمنون، لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم:27 خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، 28 وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولايخطفها أحد من يدي، 29 أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. 30 أنا والآب واحد" (يوحنا10/24-30).
22 وكان عيد التجديد فى أورشليم . كلمة عيد تعبر عن تجمع كل الناس أو أكثر الناس فهذا ليس كأى عيد انما هو عيد التجديد وذلك فى اورشليم وهذه النقطة هامة جداً لتتخيل ما حدث فنرى أن المسيح كان يتمشي في رواق سليمان في عيد التجديد ، فأحاط به اليهود والاحاطه هنا حصار مثل التف حوله اليهود ولك أن تتخيل قسوة قلوبهم التى هى كالحجارة اواشد قسوة منها وهم اليهود المعروفين بالغلظة وانهم قتله الانبياء والرسل والدليل انهم عملوا على قتل المسيح النبى وقالوا :"إلى متى تعلق أنفسنا . بمعنى رسينا على بر فقد احترنا فى امرك ، إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً. اى ان كنت انت المسيح المنتظر والذى اخبرنا عنه موسى فقلها لنا جهراً أجابهم يسوع: إني قلت لكم ولستم تؤمنون. فلم يصرح هنا بها لفظاً انه هو المسيح وذلك خشيةً منهم ان يقتلوه فهم قتلة الانبياء كما ذكرنا ولكنه اشار اليها بالمعنى
وسيظهر ذلك من استكمال النص ونراه مرتبطاً فى ايه واحده
رقم 25 أجابهم يسوع: إني قلت لكم ولستم تؤمنون. الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي،
وكانت اجابته رائعه فقال انى قلت لكم ولكنكم لا تؤمنون ولا تصدقون ما اقول وهنا قلت لكم فتحتمل معنيان فتكون عن ما سبق واخبرهم به والمعنى الاخر ما سيأتى من كلامه وهو انه قال لهم أن الأعمال التى انا اعمله باسم ابى وتشهد لى
وهنا نص يؤكد انه قال باسم الله لانك لو سألت من الاب هنا فيقولون الله
وهنا اعتراف منه ان تلك الاعمال ليست من عند نفسه وانما من الله
وهنا اعتراف اخر منه انه ليس هو الله
فيظهر فى هذا النص لفظ أنا ولفظ ابى وهذا ينافى دعوى الوحده
ونأتى الى لفظ تشهد لى ونستنتج مما سبق ان الأعمال تشهد له انه هو المسيح الرسول النبى
والدليل اعماله التى هى من الله ويستكمل كلامه ولكنكم لستم تؤمنون، فيؤكد لهم هنا انهم بعدما ذكر كل ذلك لا يزالوا غير مؤمنين
ويتبع كلامه بأبداء سبب اعراضهم عن الايمان به
لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم : وكما قلت لكم هذه تؤكد انه كان قد تحدث معهم سابقاً مما يدل على انها ليست المرة الاولى
خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وذكرت كلمة تتبعنى فيما يقال لهم
ونجد اليوم شتان بين ما قيل لهم ايامها وبين ما يفعلون اليوم وستقرأ ذلك فى رسائل لاحقه .
وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، وهنا اعطيها اى ادلها وهذا مجازاً ولاحظ هنا المجاز كما شبه اتباعه بالخراف مجازاً وذلك إن كانوا يتبعونى
فالعطاء هنا مرتبط بالاتباع ويتكلم هنا على الحياة الأبدية والتى هى الجنة وهذا لا شك فيه وهناك نصوص اخرى فى هذا الشأن سنوالى تفنيدها والان مع الجملتين والنتيجه الاتيه
ولايخطفها أحد من يدي، أي يبعدها عن طريقى وهدايتى وهذا أيضاً مجازاً أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، لأنها هبة الله التي أعطانى إياها وهو اعظم من الكل وهنا المجاز واضح جداً فى العطاء
ونلاحظ هنا ابى اعطانى فهنا عاطى ومعطى وهذا ينافى دعوى الوحدة
والعظمة هنا لله وقال اعظم من الكل فكان هو والروح من ضمن هذا الكل
وهذا ينافى دعوى الوحدة ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي.
وهنا نقول كيف يخطف احد من يد الاب فهذا مجازاً واضح جداً وبالتالى كانت النتيجة ايضاً مجازاً أنا والآب واحد" فالوحدة وحدة الهدف لا الجوهر،
وقد نبه المسيح لهذا حين قال بأن إرادة الله أعظم من إرادته .
ونستعرض المشهد هنا من البدايه الى تلك الجملة فنجد ان اليوم يوم عيد التجديد فيه جمع كبير من أحبار اليهود مختلفين فى تحديد هل هو المسيح ام لا لهم صفات الغلظة وقسوة القلب احاطوا به ليريحهم ويقولها جهرة فاستخدم الاسلوب الغير مباشر وذلك بذكر الدليل وليس التصريح لكى يفكروا فى الدليل ويتأكدوا انه هو المسيح المنتظر فهم قد كذبوه سابقاً فلا فائده من التصريح ان لم يكون هناك دليل ولانهم متكبرون ولما كان المسيح فى سن الشباب وكان فيهم من هو اكبر منه سناً بفارق كبير فقد استصغروه وهذا ما دفعه الى ان قال لهم هذا فهو لا يتكلم من عند نفسه وانما يتكلم من عند الله ولنرى معادله توضيحيه هنا
ولايخطفها أحد من يدي أنا مجازاً كشاهد
ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أبى مجازاً كشاهد
أنا والآب واحد واحد مجازاً النتيجة
وهنا فاصل قليل ونعاود القصه لنعلم ماذا كان ردهم عليه وماذا قال
وهناك امثلة لهذا المجاز أيضاً فى العهد القديم
ومثله جاء التكوين الاصحاح 2 الايه 24 فيوصف الزوجين حيث قال :- "يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكونان جسداً واحداً"
ولمن لا يعترف بالعهد القديم فقد ذكرت تلك الجملة بالعهد الجديد انجيل متى الاصحاح 19 الاية 5 حيث يقول :- وقال " من اجل هذا يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسداً واحداً"
فالوحدة هنا مجازية لا شك فليسوا جسداً واحداً إلا أن يكونوا صلصال مثلاً أو يحرقوا بالنار فلا تستطيع تمييزهما فيكونا واحد وغير ذلك فقد تكرر استخدام الأسلوب المجازى فيالتعبير وذلك في نصوص كثيرة سنوالى ذكرها فيما بعد
ونعود مره اخرى لعيد التجديد ولنعرف ماذا جرى علينا بقراءة العهد الجديد انجيل يوحنا الاصحاح 8 الذى به الحوار كاملاً لنعرف انهم بالفعل كذبوه وكان فهمهم لكلام المسيح غير صحيح
وقالوا له فى الاية 13 انت تشهد لنفسك وشهادتك ليست حقاً فيرد عليهم 14 واجاب يسوع وان كنت اشهد لنفسى فشهادتى حق لانى اعلم من اين اتيت والى اين اذهب واما انتم فلا تعلمون من اين اتى ولا الى اين اذهب 15 وانتم حسب الجسد تدينون اما انا فليس ادين احداً 16 وان كنت ادين فدينونتى حق لانى لست وحدى بل أنا والأب الذى ارسلنى
ونقف هنا فهذا اعتراف منه انه مرسل فهو رسول وهذا تصريح لفظى 17 وايضاً فى ناموسكم مكتوب ان شهادة رجلين حق وهنا يتكلم عن التوراة والتى يعتبرونها جزء من العهد القديم وبالبحث فيه لم نجد تلك الجملة مما يدل على حذفها سواء عن قصد او سهوا وهذا دليل على التحريف بالحذف وبالطبع يقصد هنا الرجلين هم موسى والمسيح لانه يتحدث عن شهادة حق حيث يتحدث عن يوم الدينونه بدليل ما يلحق بهذا النص 18 وأنا هو الشاهد لنفسى ويشهد لى أبى الذى ارسلنى
ويكررها هنا أيضاً ليؤكد انه رسول مرسل ولنرجع مرة اخرى انجيل يوحنا الاصحاح 10 ايه 31 استكمالاً للشرح وما سيأتى سيحسم الخلاف لانه سيوضح ان استخدام اسلوب المجاز فى التعبير كان مألوفا بالنسبة لهم ولنقرأ النص وسيتبعه الشرح
31 فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه 32 فقال يسوع أعمالاً كثيرة حسنه أريتكم من عند أبى بسبب أى عمل منها ترجموننى 33 اجابه اليهود لسنا نرجمك لاجل عمل حسن بل لاجل تجديف فإنك وانت انسان تجعل نفسك إله 34 اجابهم يسوع: فأجابهم يسوع : " أليس مكتوباً في ناموسكم: أنا قلت إنكم آلهة"
31 فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه ذلك لانهم فهموه خطأ 32 فقال يسوع أعمالاً كثيرة حسنه أريتكم من عند أبى
يتحدث هنا عن المعجزات ولا ينسبها مطلقاً لنفسه وإنما يقول إنها من عند الله ويتعجب ويسألهم بسبب أى عمل منها ترجموننى ؟؟ 33 أجابه اليهود لسنا نرجمك لاجل عمل حسن يقصدون المعجزات بل لاجل تجديف ويوضحون له إنهم يرجموه من اجل كذبه عليهم فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إله هذا ما فهمه اليهود من كلامه ولم يكن يقصده بالطبع مما زاد من تعجبه وعرف المسيح خطأ فهمهم لكلامه، واستغرب منهم كيف فهموا هذا
الفهم وهم يهود يعرفون لغة الكتب المقدسة في التعبير المجازي ورد عيلهم 34 اجابهم يسوع : " أليس مكتوباً في ناموسكم: أنا قلت إنكم آلهة " ومقصده ما جاء في العهد القديم فى مزامير داود المزمور 82 مزمور لاساف الاية 6 : " أنا قلت إنكم آلهة، وبنو العلي كلكم "
ملحوظه هذا المزمور موجود حتى الان وهناك الكثير من اللفظات المجازيه التى موجودة حتى الان فى الكتاب المقدس مما يدل على أن اسلوب المجاز كان معتاداً عليه ومستخدما فى هذا الوقت مما دعى المسيح للتعجب
ومثله فى العهد الجديد انجيل يوحنا الاصحاح 14 الايه 20 تقول " تعلمون أني أنا في أبي، وأنتم في،وأنا فيكم" . واضح المجاز هنا وكل المسيحيين يعلمون هذا ولا ينكرون مهما اختلفت الفرق
وهنا نسأل المكابر المعاند ما مفهومك عن الوحدة او بمعنى اخر الاتحاد فى اى شئ فى الهدف ام الذات ام فى العلم وعليه احضار الادلة
انتهى هذا العنصر الذى استفدنا منه ان الوحدة وحدة الهدف وليس الذات او العلم
فهناك نصوص صريحه تنفى وحدة العلم أو الذات
واستفدنا ايضاً اعتراف المسيح بأنه رسول الله
حقوق الطبع والنشر لكل البشر
المفضلات