الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كنت أحب جدا اللعب الإستراتيجية وكانت "age of ampires " من هذه الألعاب التي ألعبها كثيرا وكان هناك جزء في اللعبة في معارك صلاح الدين..
لقد كانوا يسمون المسلمين(في اللعبة) سراسنة sarcens (أي الذين طردتهم سارة) ويتكلمون عن الإسلام بكل جهل هؤلاء المتخلفين ولكن كانت المقدمات تتحدث عن صلاح الدين بشكل جيد بل بشكل أسطوري ولا ينكرون إعجابهم الشديد به.

وبالمناسبة أول من أطلق لفظ سراسنة هو يوحنا الدمشقي عليه لعائن الله المتتابعة ليوم القيامة

المهم كانت أخر معركة لصلاح الدين (في اللعبة) لتنهي المهمات كلها هي الحصول على الصليب الأصلي (صليب الصلبوت) الذي يدعون أن المسيح صلب عليه ومن يحصل عليه ينتصر... وإستغربت من أين لهم بهذا الإعتقاد ؟!

وقريبا إكتشفت قدرا من خطبة للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم (لا أذكر موضوعها صراحة)أن الصليب (الأصلي) كان موضع حروب وتفاوض بين المسلمين والصليبين بل كان أحد أهم دوافع الحروب الصليبية.

لا أطيل عليكم...... وجدت تلك المفاوضات في كتاب النوارد السلطانية – كتاب عن السلطان صلاح الدين
ريتشارد قلب الأسد بعث للسلطان صلاح الدين في وقت توازنت فيه القوى تقريبا يقول له.. (إن المسلمين والإفرنج قد هلكوا وخربت البلاد وخرجت من يد الفريقين بالكلية، وقد تلفت الأموال والأرواح من الطائفتين وقد أخذ هذا الأمر حقه وليس هناك حديث سوى القدس والصليب والبلاد، والقدس متعبدنا ما ننزل عنه ولو لم يبق منا إلاّ واحدا. وأما البلاد فيعاد إلينا ما هو قاطع الأردن. وأما الصليب فهو خشبة عندكم لا مقدار له وهو عندنا عظيم فيمنّ به السلطان علينا ونصطلح ونستريح من هذا التعب. ولما وقف السلطان على هذه الرسالة استدعى أرباب المشورة في دولته واستشارهم في الجواب والذي رآه السلطان أن قال القدس لنا كما هو لكم، وهو عندنا أعظم مما هو عندكم، فإنّه مسرى نبيّنا ومجتمع الملائكة، فلا تتصوّر أن ننزل عنه ولا نقدر على التفريط بذلك بين المسلمين، وأما البلاد فهي أيضاً لنا في الأصل واستيلاؤكم عليها كان طارئاً عليها لضعف من كان فيها من المسلمين في ذلك الوقت، وما يقدركم الله على عمارة حجر منها ما دام الحرب قائما، وما في أيدينا منها نأكل بحمد الله مغله وننتفع به. وأما الصليب فهلاكه عندنا قربة عظيمة لا يجوز لنا أن نفرّط فيها إلا لمصلحة راجعة إلى الإسلام هي أوفى منها، وسار هذا الجواب إليه مع الواصل منه.) إنتهى من كتاب النوادر السلطانية

في البداية طلبوه من صلاح الدين أن يمن به عليهم ولم يعرضوا عليه مالا لكيلا يشعر صلاح الدين بقيمته عندهم فيطلب كثيرا وهنا
"عرض ملك الكرج مائتي ألف دينار لصليب الصلبوت فرفض صلاح الدين." وتوالت العروض ولكن هيهات ... فديننا تحطيم الأصنام

والخلاصة هي
ريتشارد : وأما الصليب فهو خشبة عندكم لا مقدار له وهو عندنا عظيم فيمنّ به السلطان علينا ونصطلح ونستريح من هذا التعب

صلاح الدين : وأما الصليب فهلاكه عندنا قربة عظيمة لا يجوز لنا أن نفرّط فيها إلا لمصلحة راجعة إلى الإسلام هي أوفى منها


رحمك الله يا صلاح الدين
ولم نسمع ما يقولونه عن قوة الصليب وخلافه وصلاح الدين يحطمه ويجعله جذاذا
حطمنا صنمهم الأكبر ... وأثبتنا بالفعل أنه لا يضر ولا ينفع ولو كان ينفع لنفع نفسه ..فإياكم أن أسمع أحدكم يقول الصليب الصليب ونحن من حطمناه.

هذه أمة محمد ...على الحنيفية ملة إبراهيم..
لما حطم إبراهيم عليه السلام أصنام قومه .....ترك لهم صنما واحدا ولما سألوه ...هل أنت من حطمت آلهتنا يا إبراهيم؟
أتعرف ماذا قال؟
قال.......بل فعله كبيرهم هذا........وهو يشير إلى الصنم الذي تركه
ساعتها فكروا للحظات وعرفوا أن الصنم لا يقدر أن يفعل شيئا وقالوا فى انفسهم نحن على الباطل وهذا الأصنام لا تضر ولا تنفع
فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)

وتذكروا سؤال سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يسألوا الصنم هل هو من فعل هذا ام لا؟
فقالوا ...........أنتم تعرفون ان الأصنام لا تتكلم

هنا قال إبراهيم عليه السلام
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67)

كان ينبغي أن يسلم القوم لله قائلين لا إله إلا الله.....أي لا يعبدوا إلا الله....ولكنهم لم يفعلوا
إنهم إستكبروا و
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ

الآيات فى سورة الأنبياء.....فعلا تعلمت منها كيف يفكر الكفار
عندما تقام عليهم الحجة العقلية أو حتى النقلية بل الإعجازية
أقرأها ولو تسمعها يكون أفضل

http://quran.islamway.com/agmy/021.rm

وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (54) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56) وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) الأنبياء


وهلكت فكرة الصلب بالقرآن وهلك وثنهم الأكبرالصليب بأبناء محمد وإبراهيم عليهما السلام بأبناء الإسلام ... والله أكبر ولله الحمد
اللهم إرض عن صلاح الدين وأرفع درجاته وأرزقنا خيرا منه يا ذا الجلال والإكرام ..آمين