بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا بنى آدم "حبّبوا الله إلى عباده يحبكم الله" بعبارة المحبة أمركم رسول الله محمد :salla-icon: حسب رواية الطبرانى فى حديث صحيح.
وعلل :salla-icon: ذلك بقوله "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" كما جاء فى البخاري.
ودعا الحبيب :salla-icon: إلى التسامح بقوله "إذا سبّك رجل بما يعلم منك فلا تسبه بما تعلم منه فيكون أجر ذلك لك ووباله عليه" كما روى البخاري.
هذا ما قاله رسول الله محمد :salla-icon:. أما القرآن الكريم فقد قدم للعالمين قول الله تعالى
"ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدْوًا بغير علم كذلك زيّنا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون" "الأنعام آية 108".
فالسب هو القطع، والتساب التقاطع، فالسب هو الشتم.
وفى ذكر السباب بالفسوق فى الحديث سابق الذكر محمول على من سبّ مسلما أو قاتله ، من غير تأويل،
وقد قيل إنما قال ذلك على جهة التغليظ لا أنه يخرجه إلى الفسق والكفر.
وفى حديث أبى هريرة "لا تمشين أمام أبيك، ولا تجلسن قبله، ولا تدعه باسمه، ولا تستسبّ له"
أى لا تعرضه للسبّ، وتجره إليه، بأن تسب أبا غيرك، فيسب أباك مجازاة لك.
قال ابن الأثير: وقد جاء مفسرا فى الحديث الآخر قال :salla-icon: "إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه"
قيل "وكيف يسب والديه؟"
قال :salla-icon: "يسب أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه، فيسب أمه"
وفى الحديث قال الحبيب المصطفى :salla-icon: "لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ومهر الكريمة"
أى إنها تعطى فى الديات بدلا من القَوَدِ فتحقن بها الدماء ويسكن بها الدم.
فعندما نقول رقأت الدمعة أى جفت وانقطعت ورقأ الدم والعرق يرقأ رقئا ورقوءا أى ارتفع، والعرق سكن وانقطع وأرقأه الله سكنه
وقال الأصمعى "أصل ذلك فى الدم إذا قتل رجل رجلا فأخذ ولى الدم الدية رقأ دم القاتل أى ارتفع ولم لم تؤخذ الدية لهُريق دمه فانحدر".
السبة العار ويقال صار هذا الأمر سبة عليهم بضم السين، أى عارا يسب به. التساب هو التشاتم
قال عبد الرحمن بن حسان يهجو مسكينا الدارمى "لا تسبني، فلست بسبى **** إن سبى من الرجال الكرام".
ويقال رجل مسب بكسر الميم كثير السباب، ورجل سبة بضم السين أى يسبه وسُببة أى يسب الناس.
فهل بعد هذا التوضيح يا بنى آدم أمازلتم تتسابون فى القنوات الفضائية
وأنتم تزعمون أنكم مفكرون أو سياسيون وتفهمون الإسلام.
أقول لكم الإسلام براء من السبّ "إن الإسلام نظيف فتنظفوا فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف"
روى عن عائشة عن النبي الأكرم :salla-icon: "والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" رواه مسلم.
فاتركوا الناس يعيشون فى سلم وسلام يا ينى آدم،
لقد قال الرسول :salla-icon: "إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله عز وجل عليّ" رواه ابن ماجة عن جابر،
واهتدوا يا عباد الله بنصيحة حبيبكم محمد رسول الله :salla-icon: "لا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا تنافسوا، وكونوا عباد الله إخوانا" رواه مسلم عن أبى هريرة.
تنافسوا فى الخير.
ولئن كان ما سأختم به من أحاديث هى نهى "لا تسبوا السلطان فإنه فيء الله فى أرضه"
و"لا تسبوا الأئمة وادعوا الله لهم بالصلاح فإن صلاحهم لكم صلاح"
و"لا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك ولكن تقربوا إلى الله تعالى بالدعاء لهم يعطف الله قلوبهم عليكم"
لأن حديث البخارى عن عائشة ومسلم عن أبى هريرة "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف"
وحديث البيهيقى عن ابن مسعود "جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها"
هى أرفع وأعمق درس لمثيرى الفتن
"والفتنة أشد من القتل" "البقرة آية 191"
صدق الله العظيم.
المصدر: alarabonline.org
المفضلات