الصداقة في الإسلام :...
بسم الله
الصداقة عبارة عن علاقة اجتماعية بين شخصين أو اكثر , تقوم علي المودة والمحبة المتبادلة , ... وهي مهمة في حياتنا إذ يحتاج الإنسان إلى من يبادله المشاعر والأحاسيس , من اجل التعاون والمؤانسة , والسير في الحياة علي درب الاستقامة و إقامة الفضيلة وتبادل النصائح والإرشاد إلى الحق واتباعه , والنهى عن المنكر وتركه والابتعاد عنه , هذا المعنى العام والمفهوم المعروف في الصداقة الحقيقية . وهي تعتمد في نجاحها واستمرارها علي الصدق فبدونه لا قيمة لها .
وقد اهتم الإسلام بالصداقة فذكرها في القرآن بقوله : )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )
ويعتبر الإسلام الحب في الله هو أعظم أنواع الصداقة بين الناس, والحب في الله هو أن تكون المحبة خالصة لله, فيكون خالٍ من أي غرض من أغراض الدنيا، بل يقوم على التقوى والصلاح, ويخبر النبي ان من احب شخصا يخبره أنه يحبه لقوله :"إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه" .
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم : إنها من الخصال التي يتذوق بها المرء حلاوة الإيمان .. الحديث : ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ان يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار "
ولكن يجب علينا اختيار الصديق ذو الأخلاق الحميدة والصفات الجميلة ,اصحاب القلوب المليئة بالود والاحترام والصفاء من كل حقد وبغض ومصالح دنياوية , والحذر .. الحذر من قلوب المليئة بالطمع والحسد والحقد فلا تنفع فيها مودة ولا صداقة .
ويميز أرسطو بين ثلاثة أنواع للصداقة وهي صداقة المنفعة وصداقة اللذة وصداقة الفضيلة، ويبين أن صداقة المنفعة هي صداقة عرضية تنقطع بأنقطاع الفائدة، أما صداقة اللذة فنتعقد وتنحل بسهولة بعد إشباع اللذة أو تغير طبيعتها، وأما صداقة الفضيلة فهي أفضل صداقة وتقوم على أساس تشابه الفضيلة وهي الأكثر بقاء ويعتقد أرسطو أن الصداقة أكمل ما تكون عتدما تبنى علي الدوام النسبي والاستقرار والتقارب العمري في معظم الحالات، مع توافر قدر من التماثل فيما يتعلق بسمات الشخصية والقدرات والاهتمامات والظروف الاجتماعية .
هذه معلومات جمعتها من هنا وهناك من أجل توضيح صورة صادقة عن الصداقة الحقيقية والتي يرضاها الإسلام لأتباعه تدر الفائدة عليهم وتنشر الفضيلة وتقوي روابط الألفة والمحبة بينهم دون التعمق في المصالح التي تنشأ عنها لأن مقدار الارتباط وقوة المشاعر والظروف هي التي تنشئ المصالح بينهم .
جعلنا الله ممن يحبون بعضهم بعض في الله يتعاونون علي البر والتقوى ولا يتعاونون علي الإثم والعدوان ....
دمتم في صحة وسعادة .. وجعل علاقتكم صداقه
المفضلات