.. أطفالنا وقيمة الألعاب فى عالمهم ...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللعب هو حق الطفولة لكل إنسان، ولقد رأيت العديد من الأسر يتجاهلون قيمة الألعاب فى حياة أطفالهم فيلجأ الصغار إلى التخريب والعبث فى أدوات البيت تعويضا عن الألعاب التى لا يحصلون عليها، وقد لا يأخذ بعض الأطفال ما يناسب مراحلهم العمرية من ألعاب إلا بالصدفة أو عندما يبكي ويتوسل لأمه أمام لعبة لفتت نظره فى المكتبة ..
وهذا الأمر يعد من الأخطاء التربوية الشائعة، وسببا من أسباب نقص الإبداع الذى لا يبدأ بالظهور ولا نلمس أثره إلا على أطفالنا فى سن المدرسة.
وتجد حتى طفل الريف الذى لا يملك أهله ثقافة التعليم و الإبداع يمارس اللعب بأدوات بيئته فيلعب بالطين وورق الشجر وجذوعه والعلب النحاسية الفارغة الملقاة.
وكأن عالم الطفولة لا يعترف بمعوقات الكبار، فيجب على كل أب وأم أن يراعيا ويتعلما قوانين الألعاب ويتعايشان مع طفلهما فى هذا الحدث الذى يساهم فى تشكيل شخصيته وتنمية ذكائه، ويجب أن تعرف الأم الألعاب المناسبة لكل مرحلة عمرية لطفلها حتى لا تحضر للطفل مالا يفيده أو ما قد يؤذيه من الألعاب التى تفوق مرحلته العمرية
الأطفال من سن يوم حتى ستة أشهر
فى هذه المرحلة يكون الطفل فى فترة التعرف الأولى على الأشياء فى هذه الحياة عن طريق حاستى التذوق واللمس وتلفت نظره الأضواء والأصوات، ونحتاج فى هذه المرحلة أن نحضر له الألعاب التى تضىء وتصدر أصواتا لطيفة ويتم تعليقها فى سقف سريره أو فى كرسيه، حتى ننمى عند الطفل حس الإنتباه وتمييز الأصوات والأضواء، وفى هذا السن من المناسب جدا أن تبدأ الأم فى الحديث مع الصغير، فهو يفهم حركات وجهها ويستطيع الشعور بتواصلها معه وهذا يساعد على تنمية الرابطة والتواصل الذى ستحتاجه هى فيما بعد.
فمن المهم أن تبدأ فى بناء تلك الرابطة من اليوم الأول لعمره ولا تتخيل أن هذا الوقت مبكر جدا أو أن طفلها لا يفهم ..
الأطفال من سن ستة أشهر حتى عام
فى هذا العمر يكون الطفل قد بدأ فى أستكشاف العالم بصورة أكبر وصار يستعمل حواسه الخمسة، وقد مارس الحبو وبدأ يمشى متسندا على أثاث البيت، فمن الممكن أن تحضر الأم له سلة مليئة بالألعاب اللينة المحشوة وتبدأ فى إسماعه شريط للأناشيد وتحرك الألعاب أمامه كأنها تمشى وتلعب، وسيقوم الطفل بتقليد الأم وسينتبه لكل ما تمارسه الأم من حركات مع الألعاب، وليس من المحبب إحضار الألعاب البلاستيكية للطفل فى هذا العمر لأنه سيضعها فى فمه، ونبتعد عن أى ألعاب معدنية أو صغيرة قد يقوم ببلعها وأيضا المكعبات الملونة الكبيرة والكرة والصافرة.
الأطفال من سن عام الى سن عامين ونصف
فى هذه المرحلة يستطيع الطفل تعلم تركيب المكعبات الكبيرة وصور البازل والكرات المطاطية الخفيفة والدراجات الصغيرة الآمنة والأرجوحة والزحلوقة، وهو فى هذا العمر يميل للقفز والركض ويحتاج إلى مكان آمن للعب، فيجب على الأسرة تأمين طاولة صغيرة وكرسى وركن للألعاب.
ويميل الطفل الى الألعاب الكبيرة والأشكال الواضحة التى يعقد معها نوع من الرابطة والصداقة، وأيضا هناك الخيمة التى يفضلها غالبية الأطفال فى هذا العمر لأنها تكون لعبتهم المفضلة فى الإختباء بعيداً عن أعين العائلة ويشعر الطفل فيها بأنه يقوم بخطوة إستقلالية عظيمة.
الأطفال من سن عامين ونصف الى سن أربع سنوات
فى هذه المرجلة نحتاج أن نغرس فى نفوس أطفالنا قيمة التواصل الإجتماعى والمشاركة عن طريق الألعاب، وتكون الألعاب المناسبة لهذه المرحلة هى الألعاب التعليمية مكعبات كبيرة عليها الحروف والأرقام والسبورة الآمنة بالقلم الذى لا يحوى حبرا وأقلام التوين الخشبية وكراسات التلوين المليئة بالصور الجميلة والصلصال الطبى ومسرح العرائس، فالحكايات التى ستحكيها لطفلك فى هذه المرحلة ستظل عالقة فى قاموس قيمه للأبد فأحرصى أن تخبريه عن طريق العرائس المتحركة قصصا جميلة تعزز قيمه الإيجابية ويقضى من خلالها معك وقتا ممتعًا.
وإليك نصائح عامة عن ألعاب الطفل
1- انتقى ألعابه بعناية فإن كان طفلك سريع الملل فى تعامله مع اللعبة فأنتقى له الألعاب المتحركة .
2- الألعاب القابلة للغسيل أحرصى على جعلها نظيفة دومًا وأحكى لطفلك حكايات عن استحمام لعبته لتعززى عنده الشعور بأهمية النظافة .
3- ادعى أصدقاء الطفل الى حفلة لعب جماعية لتعززى لديه الشعور بالمشاركة خاصة لو كان طفلك الأول أو الوحيد.
4- احرصى على مراعاة الجانب الإقتصادى عند رؤيتك ألعابا لطفلك، فاللعبة لا تقاس بثمنها بل بقيمة الأهداف التى تحققها لطفلك .
5- قومى بتعليم طفلك تجميع ألعابه القديمة وخذيه لزيارة دار الأيتام وعلميه كيف يقدمها عن طيب خاطر لطفل محتاج فهذا يغرز فيه من سن مبكرة حب الصدقة ومتعة العطاء ومشاركة الآخرين .
6- اطلقى أسماء على ألعاب طفلك وعامليهم بحب لتعطيه انطباعا بأنك تعلمين أن ألعابه تمثله ووقت أن تودين أن تلفتى نظر طفلك لملحوظة تخص سلوكه فخاطبى اللعبة ولا توجهى نقدك المباشر له وسيفهم .
===========
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهتدية بالله
المفضلات