بشرٌ يسجدون لتمثال رجل، وبشرٌ يستغيثون باسم رجل، وبشرٌ يقدّسون رفات رجل، وآخرون يحجّون إلى قبر رجل، فما الذي يدعو البشر لعبادة البشر؟
إنّه أمرٌ من اثنين: الحب الشّديد أو الخوف الشّديد، وفي الحالتين يتّصف العبّاد بالجهل الشّديد.

1- عبادة البشر بسبب الخوف منهم

فمنذ قديم الزّمان عمد كثيرٌ من الحكّام إلى إجبار رعيّتهم على عبادتهم وتقديسهم بإرهابهم واستعراض البطش والجبروت وبخداعهم والاستخفاف بهم كما فعل الفراعنة فقد تمّ العثور على منشورٍ أصدره رعمسيس الثاني مكتوبٌ على ورق البردي يعلن فيه ربوبيّته، وكانت فكرة تأليه النّفس عند الفراعنة تتكرّر مرّةً بعد مرّة، وكان كلّ ما يرتبط بالفرعون مقدّس حتّى ظلّه! والأكاسرة استعبدوا النّاس، روى الثعالبي النيسابوري في كتابه المضاف والمنسوب: "فأمّا سائر الأكاسرة فإنّهم كانوا ظلمةً فجرةً يستعبدون الأحرار ويجرون الرعيّة مجرى الأُجَرَاء والعبيد والإماء، فلا يقيمون لهم وزناً ويستأثرون عليهم حتى بأطايب الأطعمة والثياب الحسنة والمراكب والنّساء الحسان والدّور السريّة ومحاسن الآداب، فلا يجترئ أحدٌ من الرعايا أن يطبخ سكباجاً ويلبس ديباجاً أو يركب هملاجاً أو ينكح امرأةً حسناء أو يبني داراً قوراء أو يؤدّب ولده أو يمدّ إلى مروءةٍ يده، وكانوا يبنون أمورهم على معنى قول عمرو بن مسعدة للمأمون: (مُلكُ ما يَصلُحُ للمولى على العبد حرام)". أحمد أمين، ضحى الإسلام 3/ 233، عن المضاف والمنسوب ص140
وملوك الهند وأبناؤهم وملوك الصين والإغريق.
وحتى اليوم تجد من النّاس من يقدّس الحكّام كأنّهم آلهة، وتُنصَب لهم التماثيل في الأماكن العامة، وتعلّق صورهم في كلّ مكان، ويحرّم انتقادهم أو مخالفتهم.
وواضحٌ أنّ الحكّام المتألّهين ليسوا آلهةً مهما بلغوا من قوّة، فهم ضعفاء، لأنّهم بشرٌ يأكلون ويشربون ويصيبهم الإمساك والإسهال والإنفلونزا والسّرطان، وكثيرٌ منهم ظالمٌ وفاسدٌ وكاذبٌ ولكنّهم يتألّهون بأموالهم ورجالهم من أجل السّلطة والنّفوذ والثّروة وجنون العظمة، مستغلّين جهل قومهم وضعفهم وذلّتهم واشتغالهم بالسّفاسف والذّنوب (قالوا من فرعنك يا فرعون؟ قال: وجدتُ من يفرعنني!).

ومن أشهر من وقف في وجه الطغاة مكذّباً ألوهيّتهم غير خائفٍ من بطشهم إبراهيم عليه السّلام الذي حاجج الملك الجبّار الذي قال: أنا أحيي وأميت! ثمّ دعا بأسيرين فأمر بقتل أحدهما وعفا عن الآخر. فقال له إبراهيم عليه السّلام: (فإنّ الله يأت بالشّمسِ من المشرقِ فأتِ بها من المغرب)! فبهت الملك الكافر. البقرة 258

وموسى عليه السّلام الذي تحدّى فرعون (قال فرعونُ وما ربّ العالمين 23 قال ربّ السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين 24 قال لمن حوله ألا تستمعون 25 قال ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين 26 قال إنّ رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون 27 قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون 28 قال لئن اتّخذت إلهاً غيري لأجعلنّك من المسجونين 29 قال أولو جئتك بشيءٍ مبين 30 قال فأت به إن كنت من الصادقين 31 فألقى عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبين 32 ونزع يده فإذا هي بيضاء للنّاظرين 33) الشعراء، ولكنّ فرعون أنكر الله تعالى قائلاً: (ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري) 38 القصص، ولمّا أراه موسى المعجزات العظيمة اتّهم موسى بأنّه ساحر وقال متمادياً في طغيانه: (أنا ربّكُمُ الأعلى) 24 النّازعات، فلمّا أقرّ السّحرة أنّ ما جاء به موسى عليه السلام معجزات وآمنوا به غضب فرعون منهم وتوعّدهم (قال آمنتم له قبل أن آذنَ لكُم إنّه لكبيركم الذي علّمكم السّحر فلأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلافٍ ولأصلّبنّكم في جذوع النّخل ولتعلمُنّ أيّنا أشدّ عذاباً وأبقى 71) طه، وكانت نهايته جثةً طافيةً يعلوها الذلّ والصّغار.

وقد حذّر النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يعبدوه في يوم من الأيّام أو يعطوه منزلةً فوق التي أعطاه الله إيّاها فقال: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنّما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله) وحين عاد معاذ بن جبل من الشام وهَمَّ بالسّجود للنبيّ صلى الله عليه وسلم، لأنّه رأى أهل الشام يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم، نهاه الرّسول صلى الله عليه وسلّم عن ذلك.

2- عبادة البشر بسبب الحب الشّديد والفتنة

والصنف الآخر الذي عُبِدَ وقُدِّسَ من دون الله بسبب الحب الشديد عُبّادٌ وزُهّادٌ وأنبياء وأولياء مثل بوذا والمسيح وغيرهما.

ومن الملاحظ أنّ كثيراً من هذه الآلهة تشترك دائماً في نفس الصّفات والأحوال فوق البشريّة، ولهم جميعاً نفس القصّة المتعلّقة بالولادة في مغارة في تاريخ معيّن (25كانون الأوّل/ ديسمبر) من أمّ عذراء، وتجسّد الإله فيهم، والتّثليث والصّلب والفداء والخلاص والتعميد في نهر والدّهن بزيت والتعرّض لإغواء الشيطان والقيام من قبر إلى السماء وأنّ الدينونة لذلك الإله، وجميعهم في الرسومات الأثريّة تبدو آثار المسامير في أطرافهم ويتّخذون هيئة الصلب ويحيط برؤوسهم هالة من نور، كما تتشابه شرائعهم كالأكل من قربان معيّن للتوحّد مع الوثن، تجد من هذا في قصة الإله كرشنة الهندي ابن العذراء ديفاكي 1200 ق.م، وأوزيريس المصري، وتمّوز السوري 1160ق.م، وأتيس إله الفريجيّين (آسيا الصغرى) 1170 ق.م، وميثرا الفارسي 600 ق.م، وباخوص ابن العذراء سميل، وحورس ابن العذراء...
والأشوريّون اعتقدوا أنّ مردوك هو ابن الله البكر وكلمته خلق السموات والأرض وما عليها وأنّه الرّحيم الواهب للحياة.
والنصارى يعتقدون أنّ المسيح هو ابن العذراء مريم والدة الإله وأنّه الخالق
ومعظم هذه الآلهة من سلالات ملوكانيّة، مثل كرشنا أجداده من جهة أمّه ملوك، والأمير بوذا أبوه ملك وأمّه ملكة، وراما وهو "فشنو المتجسّد بالدّور السّابع من ظهوره بالنّاسوت"، وكونفوشيوس الصيني وحورس المصري وهركلوس وباخوص والمسيح ينسب للملك داود من جهة أمّه. وربّما كانوا حقّاً جميعاً أبناء ملوك وهذا ما حدا بالناس إلى تأليههم فالحضارات القديمة معتادةٌ على تأليه الملوك كما ذكرنا.
ديانات متشابهة لا تختلف إلّا في أسماء الآلهة.

والسؤال البديهي: كيف صودف أنّهم ولدوا جميعاً في نفس اليوم وفي نفس المشهد؟ وعاشوا نفس الحياة وماتوا نفس الممات؟!

وهذه نظرةٌ ناقدةٌ في عقائدهم الوثنية ووزنٌ لها في ميزان العقل:

تجسّد الإله في البشر

يعتقد الهندوس أنّ الإله فشنو تجسّد في كرشنا
ويعتقد البوذيّون أن بوذا تجسّد بواسطة حلول روح القدس على العذراء مايا، قال هوك أحد المبشّرين الفرنسيّين عند تكلّمه عن بوذا ما نصّه: "والبوذيون يعدّونه إلهاً تجسّد أي أنّه إلهٌ ظهر بالناسوت أتى إلى هذا العالم ليعلّم الناس ويرشدهم ويفيدهم ويبني لهم طريق السلام" محمد بن طاهر التنير البيروتي، العقائد الوثنية في الديانة النصرانية، تحقيق ودراسة د. محمد عبدالله الشرقاوي، دار الصحوة للنشر، القاهرة، 1988، ص96 عن كتاب Murray: Oriental Religions p. 604
وقال بنسون: يقول البوذيّون أنّ ولادة بوذا كانت هكذا لما تجسّد غوتاما بوذا نزلت قوة إلهية تدعى روح القدس على العذراء مايا وكان نزولها على شكل فيل أبيض، والتيكاسيّون البوذيّون يقولون إنّ معنى الفيل الأبيض (الحكمة والقوة)". العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص96
ويعتقد النّصارى تجسّد المسيح بواسطة حلول روح القدس على العذراء مريم

السّؤال: هل الإله الأزلي الذي ليس كمثله شيء ولا يحدّه مكان ولا زمان يتجسّد؟ ولو افترضنا جدلاً أنّ ذلك يصحّ في حقّ الإله فما الذي يدعوه لذلك؟ لو احتاج الإله إلى أن يتجسّد لما كان هناك داعٍ للأنبياء والمرسلين ولتجسّد من البداية لخلقه، وبذلك يكون أقرب إليهم لكي يروه ويسمعوه من أن يرسل لهم نوحاً وإبراهيم وإسحق وداود وموسى.. فلماذا يتجسّد؟

ولو قلنا أنّ الله تعالى يحلّ في أحدٍ أو يتجسّد فيه حقّاً فإنّ كلّ ما يصدر عن ذلك الشخص هو بالضّرورة صادرٌ عن الإله، فهل الإله يخطئ وينسى ويعجز ويخفاه الغيب ويمرض ويتعذّب ويموت؟

والمسيح عليه السّلام لم يقل أنّ الله تعالى تجسّد فيه، بل قال: "أصعد إلى أبي وأبيكم"، يو20/ 17 ، فإذا كان المسيح هو صورة الله على الأرض والآب متجسّدٌ فيه فمن هو الإله الذي سيصعد إليه المسيح؟ فإن قيل أنّ أقنوم الابن يصعد إلى أقنوم الآب يصبح السؤال هل أقنوم الابن منفصلٌ عن أقنوم الآب ممّا يعني أنّ على الأرض إله وفي السّماء إلهٌ آخر –وهذا شرك-؟

التّثليث

هو الاعتقاد بأنّ الله –تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً- ثلاثة أقانيم (أي أحوال أو صفات أو أصول)، وهو عقيدة قديمة آمن بها كثيرون، منهم البراهمة، يقول العالم دوان: "إذا أرجعنا البصر نحو الهند نرى أنّ أعظم وأشهر عباداتهم اللاهوتيّة هو التّثليث أي القول بأنّ الإله ذو ثلاثة أقانيم، ويدعون هذا التثليث بلغتهم (تري مورتي) وهي جملة مركّبةٌ من كلمتين سنسكريتيّتين، أمّا (تري) فمعناها: ثلاثة، و(مورتي) معناها: هيئات أو أقانيم، وهي برهما وفشنو وسيفا، ثلاثة أقانيم غير منفكّة عن الوحدة وهي الربّ والمخلّص وسيفا ومجموع هذه الثلاثة أقانيم إله واحد". العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص55 عن كتاب دوان Bible Myths & Their Parallels Religions p. 366
فهم يرون أنّ الإله براهما إلهٌ واحد ذو ثلاثة أقانيم، وكلّ الآلهة الأخرى التي يعبدونها (ويصل عددها للألف) مظاهر له يتجلّى فيها.
والبوذيّون آمنوا بالتّثليث، يقول دوان: "البوذيّون الذين هم أكثر سكّان الصين واليابان يعبدون إلهاً مثلّث الأقانيم يسمّونه (فو) ومتى ودّوا ذكر هذا الثّالوث المقدّس يقولون: (الثالوث النقي فو) ويصوّرونه في هياكلهم بشكل الأصنام التي وجدت في الهند ويقولون أيضاً: فو واحدٌ لكنّه ذو ثلاثة أشكال. العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص58 عن كتاب دوان Bible Myths & Their Parallels Religions p. 375
والمصريّون القدماء الوثنيّون آمنوا بالتّثليث: الآب أوزيريس والابن حوريس والروح إيزيس الّذين امتزجوا ليشكّلوا ثلاث صورٍ أو مظاهر لإلهٍ واحد، ويعتقد أنّهم أوّل من سمّى الأقنوم الثاني (كلمة).
واليونانيّون القدماء الوثنيّون قالوا إنّ الإله مثلّث الأقانيم، ذكر دوان نقلاً عن أورفيوس وهو أحد كتّاب اليونان وشعرائهم الذين كانوا قبل المسيح بعدّة قرون ما نصّه: " كلّ الأشياء عملها الإله الواحد مثلّث الأسماء والأقانيم" العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص65
والفرس، قال دوان: " كان الفرس يعبدون إلهاً مثلّث الأقانيم مثل الهنود تماماً وهم (أوزمرد ومتراث وأهرمان) فأوزمرد: الخلّاق، ومتراث ابن الله المخلّص والوسيط وأهرمان المُهلك". العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص65
والأشوريّون والفينيقيّون والكلدانيّون والاسكندنافيّون وغيرهم عبدوا آلهةً مثلّثة الأقانيم.
والنّصارى يؤمنون بإلهٍ مثلّث الأقانيم (والذين يشهدون هم ثلاثة الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة هم في الواحد) 1 يو 5/ 7
ويعترف أصحاب قاموس الكتاب المقدّس أنّ كلمة تثليث لم ترد في الكتاب المقدّس وأنّ أوّل من "صاغها واخترعها" ترتليان في القرن الثاني الميلادي وأنّ قانون الإيمان الإثناسيوسي الذي تؤمن به الكنيسة اليوم تبلور في القرن الخامس الميلادي.
والحقيقة أنّ براءة اختراع التّثليث ليست لترتليان، فقد عُرِفَ عند دياناتٍ أعرق من النّصرانيّة كما ذكرنا.
وفلسفة التثليث معقّدة غامضة مخالفة لكل قوانين الفيزياء والكيمياء والطبيعة وما وراء الطبيعة والمنطق والرّياضيّات ودين الأنبياء، ولا يستطيع الإنس والجن مجتمعين أن يفسّروها أو يثبتوها
وقد حاول بعضهم ذلك بالقول أنّ التّثليث مثل الشمس وشعاعها وحرارتها، وهذا مردود لأنّنا لا نستطيع أن نقول جلس الشعاع عن يمين الشّمس وهما واحد! كما أنّ الشعاع والحرارة لا يمكن أن يقوما بذاتهما من دون مصدرهما الشمس، وتعريف الشّعاع والحرارة يختلف عن تعريف الشّمس.
وحاول بعضهم القول أنّ التثليث مثل الماء: سائل وصلب وغاز، وهذا أيضاً مردود، هل يمكن أن يكون الماء صلباً وسائلاً وغازاً في آنٍ واحدٍ معاً كما يقال عن الأقانيم الثلاثة بأّنها ليست مؤقّتةً أو ظاهريّةً بل أبديّةً وحقيقيّة؟
ورجال الدّين النّصارى يتهرّبون من تفسير هذه الفلسفة بوصفها بأنّها "سامية" وأنّها "فوق الإدراك البشري" ولا يدركها العقل مجرّداً لأنّها " ليست وليدة التّفكير البشري" – مع أنّهم قالوا قبل قليل أنّ مخترعها ترتليان- ويقولون: لكي يقبل الإنسان هذه العقيدة لا بدّ من "الاختبار العميق للحياة المسيحيّة"، بكلمةٍ أخرى: (آمن ثمّ افهم)!

والمسيح عليه السّلام هو أوّل من يبطل التّثليث، فهو يقول: (والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك ويعرفوا يسوع المسيح الذي أرسلته) يو 17/ 3، ولم يقل: إنّ الحياة الأبديّة أن يعرفونا أنّنا ثلاثة أقانيم وأنّنا جميعاً واحد، بكلمةٍ أخرى: الحياة الأبديّة هي قول: (لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، المسيح عيسى بن مريم رسول الله) كما يقول المسلمون تماماً.
وما هو الجزء الذي يدلّ على مساواة المسيح لله في قول المسيح: (أبي أعظم منّي)؟ يو14/ 28
وكيف يكون الابن هو نفسه الآب؟ خطاب الابن للآب دليلٌ على أنّهما مختلفان، فهو يخاطب غيره، ولو قلنا إنّ الابن هو الآب فما فائدة الروح القدس؟ هل يرسل الربّ من نفسه إلى نفسه رسولاً هو نفسه؟! ما فائدة أن يكون هو نفسه المرسِل والمرسَل إليه والرسول مرّةً واحدة؟ أليس هذا عبثٌ لا يليق بالإله؟
قال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إنّ اللهَ ثالثُ ثلاثة وما من إلهٍ إلّا إلهٌ واحد) 73 المائدة

الصّلب

يدّعي عبّاد كرشنا له الصلب الكفّاري، وكذلك بعض عبّاد بوذا، وعبّاد أوزيريس المصري، وميثرا الفارسي، وتموز السوريّ، والمسيح عيسى بن مريم وغيرهم كثير.
وردت قصة صلب المسيح في متى 27، ومرقس 5، ولوقا 23، ويوحنا 19، ويقول بولس: (والمسيح حرّرنا من لعنة الشّريعة بأن صار لعنةً من أجلنا) غلاطية 3/ 13

والشّاعر وفّر علينا الكثير من الكلام حين هدم عقيدة الصّلب بخمسة أبيات:
عجباً للمسيح بين النّصارى وإلى الله والداً نسبوه
أسلموه إلى اليهود وقالوا إنّهم بعد قتله صلبوه
فلئن كان ما يقولون حقّاً فسلوهم أين كان أبوه
فإن كان راضياً بأذاهم فاشكروهم لأجل ما صنعوه
وإذا كان ساخطاً غير راضٍ فاعبدوهم لأنّهم غلبوه

وهم يجعلون الصّلب رمزاً لعدل الله ورحمته ولا أدري ما الرّابط العجيب بينهما؟ العدل أن يحاسب الناس بما هم أهلٌ له، لكنّ الرحمة أن يحاسب النّاس بما هو أهلٌ له، أن يحاسبهم بعدله يعني أن يعذّبهم بذنوبهم، لكن أن يحاسبهم برحمته يعني أن يعفو عن ذنوبهم، فهو إمّا أن يحاسبهم بعدله، أو أن يحاسبهم برحمته.

ثمّ هل فلسفة الصّلب هي الفلسفة المثلى لإظهار "عدل الله ورحمته"؟!
ماذا لو انتصر المصلوب عليهم ليكون رمزاً لانتصار الخير على الشّر؟ لماذا لم ينجُ الصّالح ويُصلب الظّالم على عادة الله العليّ القدير في إنجاء عباده الصّالحين وإهلاك الطّاغين كما نصر أبرام (تك 14/ 15-16) وأنجى موسى (خر15/ 2) وحمى أرميا (ارميا 1/8) وأنجى دانيال من جبّ الأسود (دا 6/ 28) وبعضهم رفع إلى السماء مثل أخنوخ (تكوين 5/ 24)، ليكون ذلك رمزاً لسعادة الصّالحين وشقاء الظّالمين؟ وأيّ حاجةٍ للإله العليّ العظيم المجيد ليسمح لحثالى من بعض مخلوقاته أن تهينه وتعذّبه وتعلّقه على خشبة؟ هل يليق هذا بذي الجلال والإكرام القويّ العزيز؟ هل الربّ غير حكيم لكي يعجز عن هداية النّاس ورحمتهم بغير مسرحيّة الصّلب؟

تصوّروا مدير شركةٍ يسمح لساعي مكتبه أن يصفعه ويبصق في وجهه أمام الموظّفين ليثبت لهم أنّه عادلٌ ورحيم، هل هذا معقول؟

أو أسداً يسمح للثّعالب أن تفترسه ليثبت لهم أنّه حملٌ وديع... ماااااااااااااء!

كيف يمكن التوفيق بين صورة ربّ بني إسرائيل في العهد القديم بأنّه الجبّار القهّار الذي كان يعمّر مدن بني إسرائيل بفضله وهم لا يستحقّون ويدمّرها بذنوبهم حين يغضب عليهم فيسلّط عليهم السيف والوبأ والجوع ويجعلهم صفير هزءٍ.. وبين صورته في العهد الجديد بأنّه إنسانٍ ضعيف ذليل يلكم في وجهه ويجلد على ظهره ويتألّم على خشبة؟ بونٌ شاسعٌ بين الشّخصيّتين، بل لا مجال للمقارنة.

وكيف يفسّر النصارى قول المسيح (إلهي إلهي لماذا تركتني؟)؟ من المخاطِب ومن المخاطَب؟ ولماذا الشكوى إذا كان الرب (الأقنوم الثّاني) يعلم الحكمة من الصّلب؟ أم أنّه كان يؤدّي دوراً في مسرحيّةٍ تراجيديّة لاستعطاف مخلوقاته وعبيده واستدرار شفقتهم؟!

ومن دبّر شؤون الكون حين مات الإله؟ من أمسك السموات أن تقع على الأرض وحفظ النجوم والكواكب في أفلاكها ورزق المخلوقات ودبّر دقّات قلوبها في صدورها؟! وكيف عجز عن ردّ الكيد عن نفسه؟
كيف لم يفزع الخشب ويتناثر نشارةً وهو يرى خالقه يهان فوقه؟
وكيف تعظّم تلك الخشبة وهي رمزٌ لاضطهاد الإله؟ هل نقدّس القنابل العنقودية والفسفوريّة لأنّ آلاف الأبرياء استشهدوا بسببها لتحيا الأوطان؟!
هل عجز الربّ تبارك وتعالى عن ترغيب النّاس وترهيبهم وهدايتهم حتى يضطرّ إلى التذلّل لهم؟ هل يليق ذلك بالربّ الغني الحميد؟ لو آمن جميع النّاس لما زاد ذلك في ملك الله شيئاً ولو كفروا جميعاً لما أنقص ذلك من سلطانه شيئاً، لأنّه غنيٌّ عن العالمين وهم الفقراء إليه، إذا أراد هداية أحدٍ يشرح صدره للإسلام وإذا أراد ضلاله يجعل صدره ضيّقاً حرجاً، وإذا رحم أحداً فبفضله، وإذا عذّب أحداً فبعدله.

يقول الإمام ابن قيّم: "(ويا عجباً! هل دفنت الكلمة معه بعد أن قتلت وصلبت؟ أم فارقته وخذلته أحوج ما كان إلى نصرها له، كما خذله أبوه وقومه؟ فإن كان قد فارقته وتجرّد منها فليس هو حينئذ المسيح وإنّما هو كغيره من آحاد النّاس. وكيف يصحّ مفارقتها له بعد أن اتّحدت به ومازجت لحمه ودمه؟ وأين ذهب الاتّحاد والامتزاج؟
وإن كانت لم تفارقه وقُتلت وصلبت ودفنت معه فكيف وصل المخلوق إلى قتل الإله وصلبه ودفنه؟
ويا عجباً! أيّ قبرٍ يسع إله السموات والأرض؟ ". إغاثة اللهفان 2/ 236-237
إذا مات الإله بصنع قومٍ أماتوه فما هذا الإله؟

من الذي مات على الصّليب؟ هل هو الإله؟ إذن من دبّر شؤون الكون أم أنّ الكون قائمٌ بذاته مستغنٍ عن الإله، والكون حيٌّ والإله يموت؟
أم أنّ الذي مات جسدٌ ليس له علاقة بالإله فهو كباقي الأجساد، إنسانٌ لا يستحقّ العبادة؟

الفداء

ذكر العلّامة دوان أنّ "تصوّر الخلاص بواسطة تقديم أحد الآلهة ذبيحة فداءً عن الخطيئة قديم العهد جدّاً عند الهنود والوثنيّين وغيرهم، وذكر هذه التقدمة عند الهنود سابق لعصر الفديك Vedic، وكتاب الركفدا يمثّل الآلهة يقدّمون (بروشا) –أي الذّكر الأوّل- قرباناً ويعدّونه مساوياً للخالق" العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص74، الفيدا معناها العلم بالدّينيّات وهي كتابات شعرية وترنيمات للهنود مؤلفة من أربعة مجلّدات كتبت قبل المسيح بحوالي ألف سنة.
يقول دوان: "وبوذا مولود من العذراء مايا، ترك الفردوس ونزل إلى الأرض وظهر بالنّاسوت كي ينقذهم من الآثام ويرشدهم صراطاً مستقيماً ويحمل أوزارهم ويفديهم ممّا يستحقّونه من العذاب بأخذه عنهم ما يستحقّونه من القصاص" العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص95 عن كتاب دوان Bible Myths & Their Parallels Religions
قال العلّامة موري: "ويحترم المصريّون أوزيريس ويعدّونه أعظم مثال لتقديم النّفس ذبيحةً لينال الناس الحياة". العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص78، عن كتاب: Murray: Manual Of Mythology p.384
ويؤمن النصارى أنّ البشر يرثون خطيئة أبيهم آدم حين أكل من الشّجرة، وأنّ الله نزل إلى الأرض متجسّداً في صورة المسيح ليتعذّب ويعلّق على خشبة الصّليب فداءً للبشر وتكفيراً عنهم لذا عليهم الإيمان به كإله صلب لأجلهم من أجل نيل الخلاص لأنفسهم.
والسّؤال: لماذا تفرض خطيئة على الإنسان قبل مولده ولماذا يحاسب شخصٌ عن غيره؟ ولماذا يحتاج الإنسان غيره ليكفّر عنه خطيئته؟ أليس منطقاً غريباً؟ ومتنافياً مع "عدل الله ورحمته"؟!

آدم نسي وأكل من الشّجرة ثمّ ندم وتاب فتاب الله عليه، فلا حاجة ليرث أحدٌ ذنب أبيه، خصوصاً أنّ الكتاب المقدّس الذي يؤمنون به يقرّ بأنّ الأبناء لا يتحمّلون ذنب الآباء حز 18/ 1-4،+ 18/ 19-20، ارميا 31/ 30، (وكلّ إنسانٍ بخطيئته يقتل) التثنية 24/ 16

ولماذا تأخّر نزول "ابن الربّ" كلّ هذا الزّمن؟ لماذا لم ينزل بعد خطيئة آدم مباشرةً؟
يقول عبّاس محمود العقّاد: "وليس في الإسلام أنّ الخطيئة موروثة في الإنسان قبل ولادته ولا أنّه يحتاج في التّوبة عنها إلى كفّارةٍ من غيره". حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ص30

الخلاص

كرشنا وزورستر (زرادشت) وأدونيس وباخوص وهرقل وعطارد والمسيح يسوع وغيرهم قيل عنهم جميعاً بأنّهم مخلّصون نزلوا إلى الجحيم ليخلّصوا الأموات.
يقول دوان: "يعتقد الهنود بأن كرشنا المولود البكر الذي هو نفس الإله فشنو الذي لا ابتداء له ولا انتهاء على رأيهم قد تحرّك – شفقةً وحنوّاً- كي يخلّص الأرض من ثقل حملها فأتاها وخلّص الإنسان بتقديم نفسه ذبيحةً عنه" العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص75
وقال مكس مولر: "البوذيّون يزعمون أنّ بوذا قال: دعوا كلّ الآثام التي ارتكبت في هذا العالم تقع علي كي يخلص العالم". العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص77، عن كتاب: M.Muller: History Of Ancient Sansikrit Literature p.80
وكان الفرس يدعون متروسا: الكلمة والوسيط ومخلّص الفرس. العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص63 عن Dunlop; Bunsen; and Higgins وكذلك يدعون ميثرا الوسيط بين الله والناس والمخلّص الذي بتألّمه خلّص النّاس ففداهم ويدعونه الكلمة والفادي. العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص81
والسّوريّون يقولون إنّ تموز الإله المولود البكر من عذراء تألّم من أجل الناس ويدعونه المخلّص الفادي المصلوب وكانوا يحتفلون في يومٍ مخصوص من السنة تذكاراً لموته فيصنعون صنماً على أنّه هو ويضعونه على فراش ويندبونه والكهنة ترتّل قائلةً: ثقوا بربّكم فإنّ الآلام التي قاساها قد جلبت لنا الخلاص". العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص79
ويعتقد النّصارى أنّ الأنبياء جميعاً كانوا مسجونين في جحيم إبليس بسبب معصية آدم، وأنّ الربّ أراد أن يرحمهم فنزل عن عرشه إلى رحم امرأةٍ وولد وكبر وعذّب وعلّق على خشبة وصار لعنةً لأجل النّاس ثمّ مات ونزل إلى الجحيم ليخرج الأنبياء، وكلّ من آمن بقصّة الصلب هذه ينجو وكلّ من أنكر ذلك على الله يذهب إلى الجحيم، ومن أسماء المسيح عندهم: ابن الله والبكر والفادي والوسيط والمخلّص.

فهل الربّ ظالم لكي يحمّل ذريّة آدم ذنباً لا ذنب لهم به؟ وهل هو غير رحيم حتى لا يقبل توبة آدم؟ وهل الأنبياء صفوة الله من خلقه يدخلون الجحيم ويصلون سعيرها؟ وهل الربّ عاجزٌ عن إخراجهم منها بغير هذه الحيلة؟ وهل هو غير حكيم وغير عزيز حتى يسلّط اليهود العصاة على نفسه وعلى "ابنه" ليذلّوه ويعذّبوه؟

أليس أكثر حكمةً وأكثر منطقاً وأكثر عدلاً ورحمةً أن يثاب المحسن على إحسانه ويعاقب المسيء على إساءته وأن يتوب الله على التّائبين هكذا بكلّ بساطةٍ من غير حاجةٍ إلى وراثة خطيئة أو حاجةٍ إلى وسيطٍ فادٍ؟
تماماً كما يقول جميع الأنبياء وجميع الكتب السماويّة؟
فممّا أوحي لموسى: (إن سلكتم في فرائضي وحفظتم وصاياي وعملتم بها أنزلت المطر عليكم في حينه ... وألقي السّلام في الأرض... وألتفتُ إليكم وأنمّيكم.. وإن كنتم لا تسمعون لي ولا تعملون بجميع هذه الوصايا ورفضتم فرائضي ... فأنا أيضاً أعاملكم بالمثل فأجلب عليكم رعباً وداءً عضالاً..) اللاويين 26
وممّا أوحي لإشعيا (19 لو كنتم سمعتم لي لأكلتم خيرات الأرض 20 ولكنكم رفضتم وتمرّدتم علي فكنتم طعاماً للسيف) اش 1/ 19-20
كما وعد الرب بني إسرائيل أن يكفّر عنهم سيّئاتهم إذا فتّتوا الأصنام (ولكنّ إثم بني إسرائيل يكفّر وخطيئته تمحى حين يجعلون حجارة المذابح كحجارة الكلس المفتّتة) اش 27/ 9
وممّا أوحي لهوشع: (توبوا يا بني إسرائيل إلى الربّ إلهكم فأنتم بإثمكم عثرتم) هو 14/ 2،
وممّا أوحي لملاخي: (سيأتي يومٌ يحترق فيه جميع المتجبرين وفاعلي الشر... وتشرق لكم أيّها المتّقون لاسمي شمس البر والشّفاء) مل 3/ 19-21
وفي القرآن (والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذّنوب إلّا اللهُ ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون 135 أولئك جزاؤهم مغفرةٌ من ربّهم وجنّاتٌ تجري من تحتها الأنهارُ خالدين فيها ونِعمَ أجر العاملين 136) آل عمران
(فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيراً يره 7 ومن يعمل مثقال ذرّةٍ شرّاً يره 8) الزلزلة

القيام من بين الأموات والرجوع إلى العالم

يعتقد معظم عبّاد البشر أنّ تلك الآلهة المتجسّدة قامت من بين الأموات وستجيء إلى هذا العالم مرّة ثانيةً للدّينونة.
فالإله اسكولابيوس ابن الله المخلّص بعدما قتل قام من بين الأموات، وكذلك حصل مع تموز وأوزيريس وحورس وأتيس وباخوص وهرقل والمسيح يسوع متى 28/ 5-8 وعودة المسيح متى 24/ 27 ورغم الاختلاف بين الأناجيل على هيئة قيامه إلّا أنّهم جميعاً يتّفقون على أنّه قام.
تقول كتب الهنود القديمة: "إنّه متى عادت النّجوم الثّوابت إلى المكان الذي كان منه ابتداء دورتها والحين الذي ابتدأ منه كلّ شيء (وذلك بشهر المقرب) يظهر فشنو بين الناس بهيئة فارس مدجّج بالسلاح وراكب على فرس أشهب ذي أجنحة يحمل باليد الأولى حساماً مشتعلاً كمذنّب يهلك به الأشرار الذين لا يزالون أحياء على وجه الأرض ويحمل في اليد الثانية خاتماً مضيئاً إشارةً لابتداء (الياكوس) أي: الأجيال العظيمة، وأنّ الآخرة أتت، وعند مجيئه تظلم الشمس القمر وتهتزّ الأرض وتسقط النّجوم". العقائد الوثنيّة في الدّيانة النّصرانيّة ص167
وقد تسرّبت هذه العقيدة إلى بعض الفرق الإسلامية المنحرفة مثل غلاة الشيعة الذين يؤمنون بـ (الرّجعة) ويعنون بها عودة الأئمّة لينتقموا ممّن استولوا على الخلافة بدلاً منهم!

السؤال للنصارى: ما الدّليل العلمي أو العقلي أو النقلي على أنّ المسيح قام؟!
جوابهم الوحيد: مكتوب في إنجيلنا وآباؤنا آمنوا بذلك.
الرّد: وكذلك مكتوبٌ في كتب الوثنيّين وآباؤهم نقلوا لهم ذلك، فهل هذه حجّة؟!
كما أنّ كتبكم محرّفة لا يمكن الثقة بها، ولم يرد عن آبائكم سند متواتر علمي يثبت ذلك، حتى أن مذاهبكم مختلفة على موعد "عيد القيامة" وأناجيلكم مختلفة ومتناقضة بشأن هيئة القيام، وقد فنّدها موريس بوكاي الطبيب الفرنسي الذي أسلم وأثبت التناقضات بشأنها في الأناجيل في كتابه الشّهير (التوراة والإنجيل والقرآن الكريم بمقياس العلم الحديث).

وسؤال لغلاة الشيعة الذين يؤمنون بالرجعة: هل بلغ الحقد بالأئمّة الذين استشهدوا في سبيل الله أن يتركوا الجنة التي هم فيها أحياءٌ عند ربّهم يرزقون ليعودوا إلى الدّنيا فقط من أجل شفاء غليلهم ممن نال الخلافة التي هم أحقّ بها؟؟!! وهل هم الآن في الجنّة يتلظّون بالحقد وينتظرون اللحظة التي يرجعون فيها إلى الدنيا دار البوار من أجل التلذذ بالانتقام؟ وهل يخرج من الجنّة من دخلها جزاءً خالدين فيها أبداً؟ ألا يكفي يوم القيامة للفصل بين الخلائق فيما كانوا فيه يختلفون؟! وإذا كانت الخلافة تعني لهم كلّ ذلك فلماذا تنازل عنها الإمام علي لثلاثة من الخلفاء قبله كما تنازل عنها الحسن "للقاسطين"؟ أرجوكم بلا حكي فاضي، لا تشوّهوا صورة الأئمّة الجميلة.

الدينونة

يقول البوذيون: "وسيدين بوذا الأموات".
ويقول النّصارى: "وسيدين المسيح الأموات".
ويقول غلاة الشيعة: علي قسيم الجنة والنار

قال تعالى: (إنّ إلينا إيابهم25 ثمّ إنّ علينا حسابهم26) الغاشية، يفهم من الآية أنّ رجوعنا في الآخرة إلى الله وحده وحسابنا عليه وحده، وهي تفيد معنى الحصر، أمّا القول بأنّ غير الله يحاسب النّاس فلا دليل عليه، يقول المسيح: (لأنّي لم آتِ لأُدين العالم، بل لأخلّص العالم) يوحنا 12/ 47، فإذا كان هو نفسه ينفي عن نفسه ذلك فلماذا ينسبه إليه عبّاده؟

والقول أنّ غير الله يحاسب النّاس غير منطقي، لأنّه إذا كان غير الله سيحاسب النّاس فماذا سيفعل الله ربّ العالمين؟ يتفرّج؟ الذي خلق النّاس ووضع الميزان وأنزل الشرائع هو الذي يحاسبهم،(يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملكُ اليومَ للهِ الواحدِ القهّار 16 اليوم تجزى كلّ نفسٍ بما كسبت لا ظلم اليوم إنّ الله سريع الحساب 17) غافر.
أمّا الرّسل فما عليهم إلّا البلاغ، وإذا كانوا في الدّنيا غير مسلّطين على النّاس ولا رقباء على أعمالهم ولا وكلاء عليهم فكيف يكونون كذلك في الآخرة؟ قال تعالى مخاطباً نبيّه محمداً صلى الله عليه وسلم: (الله حفيظٌ عليهم وما أنت عليهم بوكيل) 6 الشورى، وقال: (فإنّما عليك البلاغُ وعلينا الحساب) 40 الرّعد
ثمّ من هذا الذي يقدر أن يحاسب الأوّلين والآخرين، الأبرار والمقرّبين والفجّار والفاسقين والكفّار والمنافقين؟ لا أحد يقدر على هذا إلّا الله ربّ العالمين (وكفى بالله حسيبا) 39 الأحزاب

صفات النقص تنافي الألوهية

الذي يأكل ويشرب ويتبوّل ويتبرّز لا يكون إلهاً وكلّ البشر الذين عبدوا من دون الله يفعلون ذلك
والذي يتعب ويمرض ويموت لا يكون إلهاً وكلّ البشر الذين عبدوا من دون الله حدث لهم ذلك
والذي يعجز لا يكون إلهاً وكلّ البشر الذين عبدوا من دون الله نسب لهم ذلك
والذي يُغلب ويُهزم لا يكون إلهاً وكلّ البشر الذين عبدوا من دون الله أصابهم ذلك
والذي يخطئ ويناقض نفسه لا يكون إلهاً وكلّ البشر الذين عبدوا من دون الله روي عنهم ما يدل أنهم تعرضوا لذلك
والذي لا يعلم الغيب لا يكون إلهاً، وكلّهم لا يعلم الغيب، والمسيح لا يعلم من الغيب إلّا ما أخبره الله ربّه تأييداً لنبوّته، تماماً كما أخبر غيره من الأنبياء، فهو لا يعلم وقت الساعة على سبيل المثال: (تلك الساعة فلا يعرفها أحدٌ لا الملائكة في السماء ولا الابن إلّا الآب) مرقس 13/ 32.
والأئمة الميامين من أهل البيت لا يعلمون الغيب أيها الشيعة الأعزّاء، أولاً لأنّ الله نفى عن البشر علم الغيب -إلّا ما علّمه لبعض رسله من العلم الجزئي تصديقاً لنبوّتهم- (لا يظهر على غيبه أحداً26 إلّا من ارتضى من رسول) الجن، (وما كان الله ليُطلِعَكُم على الغيب)179 آل عمران، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نفى عن نفسه علم الغيب (ولو كُنتُ أعلمُ الغيبَ لاستكثرتُ من الخير وما مسّني السّوء)188 الأعراف، وثانياً لأن أحوال أهل البيت تنفي ذلك فعلى سبيل المثال لو علم الإمام الحسين ما سيحدث له ولأهله في كربلاء لما أقدم على الذهاب في تلك الظروف وحمل معه النساء والأطفال وإلّا فإنّ ذلك إلقاء لهم في التهلكة.
ولو علم الإمام الحسن أن امرأته ستدسّ له السمّ في الطعام لما أكله وإلا فذلك انتحار.

ولا يصحّ أن يكون مع الله إلهاً آخر، إذ لو كان مع الله إله آخر لكان ذاك الإله معطّلاً وذلك نقص، فالله تعالى هو مدبّر الأمر وهو الغني الحميد المبدئ المعيد الخالق الرازق المحيي المميت فما حاجته إلى إلهٍ آخر؟
ولو فهم أنّ تعدّد صفات الله من العلم والقدرة والخلق والكلام هو تعدّدٌ للأقانيم للزم أن يكون عدد الأقانيم بعدد الصّفات!

أشكالٌ أخرى من عبادة البشر

وتقديس البشر المذموم لا يقتصر فقط على عبادتهم والسجود لهم، ولكن له أشكالاً أخرى أيضاً:
1- فالطاعة العمياء عبادة، ومن ذلك عبادة الأحبار والرهبان: (اتّخَذوا أحبارَهُم ورُهبانَهم أرباباً من دونِ الله) 31 التوبة، أي أطاعوهم كما يطاع الرب، قال عديُّ بن حاتم الطائي: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليبٌ من ذهب، فقال: يا عديّ اطرح عنك هذا الوثن، قال: وسمعته يقرأ سورة براءة (اتّخَذوا أحبارَهُم ورُهبانَهم أرباباً من دونِ الله) فقلت: يا رسول الله، لم يكونوا يعبدونهم، فقال عليه السّلام: أليس يحرّمون ما أحلّ الله تعالى فيحرّمونه ويحلّون ما حرّم الله فيستحلّون؟ فقلت: بلى، قال: فذلك عبادتهم.
وقِس على ذلك طاعة الحكّام الظّلمة في ظلم النّاس وطاعتهم في معصية الله، مثل الّذين يأمرهم الحاكم أن يقتلوا المتظاهرين، فينفّذون ذلك كالكلاب الوفيّة.
2- التزيّد في فضائل الإنسان ورفعه فوق منزلته الحقيقيّة إلى منزلة فوق بشرية تأليهيّة كما يفعل الشيعة مع الأئمّة، والبوذيّون –الذين لا يعبدون بوذا مباشرةً- مع بوذا، والنّصارى مع قدّيسيهم، والجموح بالخيال لتأليف بطولات أسطوريّة ونسبتها لهم.
3- دعاءهم ودعاء قبورهم كما يفعل الهندوس والبوذيّون واليهود والنّصارى والشّيعة والقبوريّون جميعاً.
4- العشق وعشق الصور (ومِنَ النّاسِ من يتّخِذُ من دونِ اللهِ أنداداً يُحبّونهم كحبّ الله والّذين آمنوا أشدُّ حبّاً لله) 165 البقرة، وهو الحب لدرجة الافتتان فهذا يؤدي إلى الشرك، ومن أسماء الحب في اللغة العربية: الضلال والفتون والجنون والتيم (العبادة) يقال تيّمه الحبّ إذا عبد محبوبه، وكما يقال: (حبّك الشيء يُعمي ويَصُمّ)، و(المحبّ لمن يحبّ مطيع)، والشاعر قيس بن الملوّح مجنون ليلى يقول:
أراني إذا صلّيت يممتُ نحوها بوجهي وإن كان المصلّى ورائيا
وما بي إشراكٌ ولكنّ حبّها كعود الشجا أعيا الطبيب المداويا
وبعض المسلمين والمسلمات يعلّقون في غرف نومهم صوراً لمغنّين ومشاهير ويجمعون صوراً لهؤلاء في أجهزتهم النّقّالة، وهذا لا يليق بالمسلمين، فإنّ عشق صورة العجل الذّهبي هو ما جعل بني إسرائيل يعبدونه.
5- الرياء ويسمّى (الشرك الأصغر) وهو عمل الخير ليس ابتغاء وجه الله تعالى ولكن طلباً للمديح والثناء من البشر، والله تعالى لا يتقبّل هذا العمل بل يجعل جزاءه إحباط العمل: (يا أيّها الّذينَ آمنوا لا تُبطِلوا صدقاتكم بالمنِّ والأذى كالّذي يُنفِقُ مالَهُ رِئاءَ النّاسِ ولا يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فمَثَلُهُ كمثلِ صفوانٍ عليهِ تُرابٌ فأصابهُ وابلٌ فتركهُ صلداً لا يقدِرونَ على شيءٍ ممّا كَسَبوا واللهُ لا يهدي القومَ الكافرين 264) البقرة،
والفضيحة (من سمّعَ سمّعَ اللهُ بهِ، ومن راءى راءى اللهُ به) رواهُ الشّيخان

بشرٌ ما زالوا حتى اليوم يعبدون من دون الله أو يقدّسون لدرجة المغالاة:

كرشنا
وهو أميرٌ شابٌّ من أسرة ملكيّة (1200ق.م)، ساهم في ملحمة المهابهارتا Mahabharata معطياً تعليماته التي دوّنت في كتاب Bhagavad Gita وهو الجزء السادس من المهابهارتا، ويعدّ عند الهندوس ابن الإله، وهو الابن الثامن للملكة ديفاكي العذراء التي يقال إنّها ولدته بغير جماع، ويصوّر دائماً كشخصٍ أزرق البشرة يشبه البنات وبيده مزمار. أتباعه اليوم (الهندوس) يعبدون كلّ شيء –إلّا الله- : البقر والفئران والفيلة والقرود والموسيقى والأصنام...

سودهارتا بوذا
وفي القرن الخامس قبل الميلاد ظهر في الهند (بوذا) وهو أميرٌ شبّ في ترفٍ ونعيم ثمّ انصرف إلى حياة الزّهد والتّقشّف وخشونة العيش والتأمّل في الكون ورياضة النّفس، واعتقد أنّ مصدر آلام النّاس الشّهوات، وبقي يدعو لدينه خمساً وأربعين سنة. ولمّا تُوفّى انقسم النّاسُ فيه إلى قسمين، قسم ألّهوه، وقسم يقدّسونه على أنّه معلّم أخلاقي.
بوذا لم يقل عن نفسه بأنّه إله، ومع ذلك من أتباعه من يعتقد بألوهيّته ويعبده، ومنهم من يرى أنّه ليس بإله ولا ابن إله ولا ملاك ولا نبي، مجرّد إنسان، ومع ذلك يكرّمون تماثيله ويسجدون أمامها على البطن ويقيمون له المعابد والرموز.
وهو بشر يتعب ويجوع ويمرض ويموت وهو لا يعلم الغيب بل يتعلّم ويبحث ويجرّب وقد يصيب أو يخطئ

المسيح عليه السّلام
نبيٌّ من الأنبياء، بعثه الله لبني إسرائيل في وقت كانوا فيه متحجّرين متكلّسين في ماديّتهم، تبخّر الإيمان من قلوبهم حتى قست ويبست فأرسل الله لهم هذه المعجزة الربّانيّة المخالفة لكلّ المقاييس الماديّة وهي ولادة ابن من غير أب، وأيّده بالمعجزات الخارقة، أراد الله جعله وأمّه آيةً للعالمين، لكنّ الكذّابين ممّن جاءوا بعد المسيح ولم يلتقوا به حوّلوهما فتةً للعالمين. لم تستطع عقولهم أن تدرك وتفهم قدرة الله فأضلّوا الطّريق، والحقيقة أنّ المسيح عليه السّلام لم يكن الوحيد الذي ولد من غير أب، فآدم عليه السّلام خلق من غير أبٍ ولا أم، ولم يكن الوحيد الذي أتى بالمعجزات العظيمة كإحياء الموتى بإذن الله، فقد أحيا حزقيال الموتى، وكذلك فعل إيليّا وإليشع كما يذكر الكتاب المقدّس، ولا توجد فقرة واحدة واضحة وصريحة ومباشرة ومحكمة ومفصّلة من الكتاب المقدّس لا تحتمل التّشابه أو الالتباس أو التّأويل يأمر فيها المسيح أتباعه قائلاً: اعبدوني من دون الله أو مع الله، بل كانت دعوته لهم كدعوة كل الأنبياء عليهم السلام: (يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربّي وربَّكُم) 72 المائدة.

الأئمّة الميامين من أهل بيت النبوّة عليهم السّلام وخصوصاً علي بن أبي طالب وابنه الحسين:
صحيحٌ أنّ لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام شرفٌ عظيم ومرتبةٌ رفيعة عند الله ورسوله وكلّ المسلمين، ولكنّ غلاة الشيعة رفعوهم فوق المنزلة التي جعلها الله لهم ونسبوا إليهم صفاتٍ أسطوريّة ليست لهم، مثل العصمة والوحي والمعجزات وعلم ما كان وما سيكون، واتّخذوا لهم الأضرحة والأعياد، وحاول الكذّابون من علماء غلاة الشيعة تأليف أحاديث نبويّة لا تعدّ ولا تحصى في فضائلهم –وكأنّ ما قيل فيهم من أحاديث لا يكفي- وأوّلوا آياتٍ من القرآن على غير معناها الحقيقي ليوهموا أتباعهم أنّها نزلت في آل البيت مع أنّ الآيات المؤوّلة ليس لها علاقة بهم لا من قريب ولا من بعيد، مثل تأويل الآية التي تتحدّث عن نور الله في قلب المؤمن (الله نور السموات والأرض) أنّها فاطمة، و(نور على نور) أنّها: إمامٌ بعد إمام، وتأويل (وسيجنّبها الأتقى) التي نزلت في الثّناء على أبي بكرٍ الصدّيق أنّها نزلت في عليّ لأنّه من غير المقبول عند الشّيعة أن يكون أحدٌ أتقى من علي، وهكذا.
وأدّى بهم هذا التطرّف إلى ترك كتاب الله وسنّة نبيّه والعلم والعمل، مقابل الاشتغال بالبدع والخرافات وصارت الحياة بالنّسبة لهم كأنّها خلقت من أجل علي وصار محور رسالة محمّد (علي) وكأنّ الله خلق السموات والأرض وأرسل النبي محمد صلّى الله عليه وسلم وأنزل القرآن من أجل علي وخلافة علي، وكلّما تمادوا في التطرّف أوغلوا في الضلالة أكثر، وكلّ ضلالة تفتح باباً لضلالةٍ أكبر حتى صارت معتقداتهم وممارساتهم إلى العقائد والممارسات الوثنيّة أقرب منها إلى ديانة التوحيد.
فهم ينسبون لعلي صفات كالتي ينسبها الهنود لكرشنا والنصارى للمسيح، مثل أنّ الملائكة تتشاجر وعلي يصعد إلى السماء ليصلح بينهم، وأنّ الشّمس انكسفت عند استشهاد الحسين وأنّ الدنيا مكثت سبعة أيّام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة، وهذه أمثلةٌ نقلتها من موقعٍ الكترونيٍّ لهم:
وروى ابن قولويه في الكامل، عن رجل من اهل بيت المقدس، انه قال: "والله لقد عرفنا اهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن علي قلت: وكيف ذلك؟ قال: ما رفعنا حجراً ولا مدراً ولا صخراً، إلا ورأينا تحتها دماً عبيطاً يغلي، واحمرت الحيطان كالعلق، ومطرنا ثلاثة ايام دماً عبيطاً".وفي الكامل ـ ايضاً ـ: "وانكسفت الشمس ثلاثة ايام ثم انجلت.
وروى الصدوق في الامالي والعلل، عن جبلة المكية، عن ميثم التمار انه قال: ".. يا جبلة، اذا نظرت السماء حمراء، كأنها دم عبيط، فاعلمي: ان سيد الشهداء الحسين قد قتل. قالت جبلة: فخرجت ذات يوم، فرأيت الشمس على الحيطان، كأنها الملاحف المعصفرة، فصحت حينئذ وبكيت، وقلت قد والله قتل سيدنا الحسين ".
وعن الثعلبي في تفسير قوله تعالى: ]فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِم السَّمَاءُ والأرْض قال: "ان الحمرة التي مع الشفق، لم تكن قبل قتل الحسين

وهذه النظرة التقديسيّة للإمام ترسّخت في نفوسهم حتّى جعلتهم يخضعون لحكّامهم وعلمائهم خضوعاً مطلقاً ويطيعونهم طاعةً عمياء ويصدّقونهم في كلّ ما يقولون غير محكّمين لعقولهم ولا ناقدين لشيءٍ ممّا يقال مهما كان، ومن الأمثلة على ذلك قول ابن هانئ الأندلسيّ المغربي الشّيعي للخليفة الفاطمي المعزّ لدين الله:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهّار
ناسين أنّ الأنبياء أنفسهم بشر لا يتحكّمون في الكون ولا يعلمون الغيب، وأنّ أهل البيت لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّاً حتى يملكوه لغيرهم قال تعالى: (يوم لا تملِكُ نفسٌ لنفسٍ شيئاً والأمر يومئذٍ لله) 19 الانفطار، وقال صلى الله عليه وسلّم: (يا فاطمة اعملي فلن أغني عنك من الله شيئاً)، وأنّه لا يوجد بشرٌ خالد (كلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت) 35 الأنبياء،وأنّ الله يأمرنا بالتثبّت من المعلومات وألّا نكون إمّعات : (الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه) 18 الزُّمَر.
ولا أحد يستحقُّ العبادة إلّا الله ولا أحد يشارك الله تعالى في صفاته (قل هوَ اللهُ أحد 1 اللهُ الصّمد 2 لم يلِد ولم يولَد 3 ولم يكُن لهُ كُفُواً أحد 4) الإخلاص