لزميل الفاضل
يجب أن تعلم أن وحدانية الله الجامعة كما نؤمن بها لا تعني أن الله مركب من ثلاثة أو أن هؤلاء الثلاثة يكملون بعضهم البعض وبالتالي فكل منهم يكمل الآخر أو أنهم منفصلين عن بعضهم البعض، كما يبدوا من كلامك، هذا ما تتصوره أو تتخيله أنت!!!
أننا نؤمن أن الله واحد في ثالوث، وهذا الإله الواحد ليس فيه تركيب ولا تجزئه، كما تتخيل، إنما هو إله واحد كامل في ذاته وهو روح غير مخلوق وغير مركب ولكنه خالق ونور غير مخلوق وغير مرئي وغير مدرك بالحواس، وهو غير محدود لا في الزمان أو المكان، موجود في مكان وزمان، وكلي القدرة، قادر على كل شيء، ولا يستطيع الإنسان أن يدركه في طبيعته وجوهرة لا بالعقل ولا بالحواس، فقط نعرف عنه من خلال إعلانه عن نفسه عن طريق كلمته وصورته، صورة الله غير المنظور، بهاء مجده ورسم جوهره، الابن، والذي قال بالحرف الواحد: " كل شيء قد دفع إليّ من أبي. وليس احد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له " (لو10 :22). ومن خلال روحه القدوس: " لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. لأن من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه. هكذا أيضا أمور الله لا يعرفها احد إلا روح الله " (1كو2 :10و11).
ولأن معرفة الله في طبيعته وجوهره لا يمكن أن تدرك لا بالعقل ولا بالحواس لذا لا يمكن أن نعرفها إلا من خلال الإعلان الإلهي سواء عن طريق الابن أو الروح القدس.
والكتاب من خلال الابن والروح القدس يعلن لنا أن الله واحد:
+ " لأنه الله واحد وليس آخر سواه " (مر32:12).
+ " لان الله واحد هو " (رو30:3).
+ " الله واحد الذي يعمل الكل في الكل (1كو6:12).
+ " ولكن الله واحد " (غل20:3).
+ " لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له " (1كو6:8).
+ " اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد " (تث4:6).
وأن هذا الإله الواحد ناطق بكلمته " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس " (يو1 :1-4). وأن كلمته هو صورة الله غير المنظور:
+ " إنارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورةالله " (2كو4 :4).
+ " الذي إذ كان في صورةالله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا للّه " (في2 :6).
+ " الذي هو صورةالله غير المنظور " (كو1 :15).
بهاء مجد الله وحكمته وصورة جوهره: " الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي " (عب1 :3).
+ " المسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله وبرا وقداسة وفداء " (1كو 1 :30).
+ " المذّخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم " (كو2 :3).
الذي خلق به الكون: " كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس " (يو1 :3و4).
+ " الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل " (كو1 :15-17).
+ " الله خالق الجميع بيسوع المسيح " (أف3 :9).
والذي هو في الآب ومن الآب الواحد معه في الجوهر:
+ " أنا والآب واحد " (يو10 :30).
+ " أنا اعرفه لأني منه وهو أرسلني " (يو7 :29).
+ " أني أنا في الآب والآب فيّ. الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال صدقوني أني في الآب والآب فيّ. وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها " (يو14 :10و11).
فالابن في الآب ومن الآب وواحد مع الآب في الجوهر والطبيعة والألوهية، وهو في الآب بدون انفصال " الله لم يره احد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر " (يو1 :18). فكلمة الله وابنه لا ينفصل عنه، التمايز موجود فقط داخل الذات الإلهية ولكن دون انفصال في الذات الإلهية لله الواحد.
وهكذا أيضا روح الله الذي هو روح الآب والابن " ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا يا أبا الآب " (غل4 :6)، " وأما انتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكنا فيكم. ولكن أن كان احد ليس له روح المسيح فذلك ليس له " (رو8 :9). " روح يسوع المسيح " (في1 :19).
والذي يرسله الابن من الآب ويرسله الآب باسم الابن:
+ " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي " (يو15 :26).
" وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم " (يو14 :26).
" لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله. لأن من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه. هكذا أيضا أمور الله لا يعرفها احد إلا روح الله " (1كو2 :10و11).
وهكذا نؤمن أن الله واحد ناطق بكلمته وحي بروحه دون أي انفصال في الذات الإلهية لله الواحد.
ومن ثم فالذي تجسد هو الابن الكلمة دون أن ينفصل لا عن الآب، كقوله: " ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيّ. الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال " (يو14 :10).
ولا عن الروح القدس كقوله: " ولكن أن كنت أنا بروح الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله " (مت12 :28).
المفضلات