انزعوا القناع عن بولس الكداب

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

انزعوا القناع عن بولس الكداب

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: انزعوا القناع عن بولس الكداب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي انزعوا القناع عن بولس الكداب

    Dexter كتب في : Jun 15 2005, 09:09 AM
    من المنطق أن نقوم بدراسة حياة و معتقدات و تعاليم بولس حتى نتحقق من صحة ما يدعيه. إن بولس يدعي أنه نبي الله أو/و عيسى. نجد ذلك على سبيل المثال في العدد:
    فأنا ما تَلقَّيتُها ولا أخَذتُها عَنْ إنسانٍ، بَلْ عَنْ وَحيٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ... ولكِنَّ اللهَ بِنِعمَتِهِ اختارَني وأنا في بَطنِ أُمِّي فدَعاني إلى خِدمَتِهِ. وعِندَما شاءَ أنْ يُعلِنَ ابنَهُ فيَّ لأُبشِّرَ بِه بَينَ الأُمَمِ، ما استَشَرتُ بَشَرًا..
    الكتاب المقدس – غلاطية 1: 12-16

    و بالتالي، إن كان بولس يخبرنا في الكتب المؤلفة للكتاب المقدس أنه نبي، فلابد أن يكون أحد صنفين من الأنبياء: إما أنه نبي حقيقي أو نبي مزيف. و لهذا السبب فإن العدالة تتطلب أن يكون الحكم شخصاً مقبولاً في صدقه و كماله بشكل مسبق من قبل الجميع و دون تردد. لهذا السبب سيكون الحكم و هيئة المحلفين في هذه الحالة عبارة عن شخصين اثنين: الله العلي و عيسى المسيح. إضافة إلى ذلك فإن الشاهد الوحيد الذي سيتم عرضه هو بالتحديد الكتاب المقدس. دعونا إذاً نصفّي أذهاننا و قلوبنا من أي تحيّز و نترك الفرصة لله و عيسى فقط أن يخبرونا ماذا نقبل و ماذا نرفض. هل اتفقنا؟ لنبدأ إذاً:

    دعونا نستفتح بكلمات من الله الذي يقول:

    فأُجيبُكُم أنَّ النبيَ الذي تكلَّمَ باَسْمِ الرّبِّ ولم يَحدُثْ كلامُهُ بصُدقٍ، فذلِكَ الكلامُ لم يتكلَّمْ بهِ الرّبُّ، بل زادَ فيهِ النَّبيُّ على الحقيقةِ فلا تخافوا مِنهُ.
    الكتاب المقدس – التثنية 18: 22

    لنتابع مشوارنا و نستمع إلى شهادة عيسى (عليه السلام) :

    فسيَظهرُ مُسَحاءُ دجّالونَ وأنبـياءُ كذّابونَ، يَصنَعونَ الآياتِ والعَجائبَ العَظيمةَ ليُضَلِّلوا، إنْ أمكَنَ، حتّى الّّذينَ اَختارَهُمُ اللهُ.
    الكتاب المقدس – متى 24: 24

    و يتابع عيسى (عليه السلام) فيقول:
    إيَّاكُم والأنبياءَ الكَذَّابينَ، يَجيئونَكُم بثِيابِ الحُملانِ وهُم في باطِنِهِم ذِئابٌ خاطِفةٌ. مِنْ ثِمارِهِم تعرِفونَهُم. أيُثمِرُ الشَّوكُ عِنَبًا، أمِ العُلَّيقُ تِينًا؟ كُلُّ شَجرَةٍ جيِّدةٍ تحمِلُ ثَمرًا جيِّدًا، وكُلُّ شَجَرةٍ رَديئةٍ تحمِلُ ثَمرًا رَديئًا. فما مِنْ شَجرَةٍ جيِّدةٍ تَحمِلُ ثَمرًا رَديئًا، وما من شَجرَةٍ رَديئةٍ تَحمِلُ ثَمرًا جيِّدًا. كُلُّ شَجرَةٍ لا تَحمِلُ ثَمرًا جيِّدًا تُقطَعُ وتُرمَى في النَّارِ. فمِنْ ثِمارِهِم تَعرِفونَهُم. ما كُلُّ مَنْ يقولُ لي: يا ربُّ، يا ربُّ! يدخُلُ مَلكوتَ السَّماواتِ، بل مَنْ يَعملُ بمشيئةِ أبـي الّذي في السَّماواتِ. سيَقولُ لي كثيرٌ مِنَ النّاسِ في يومِ الحِسابِ: يا ربُّ، يا ربُّ، أما باَسمِكَ نَطَقْنا بالنُّبوءاتِ؟ وباَسمِكَ طَرَدْنا الشَّياطينَ؟ وباَسمِكَ عَمِلنا العجائبَ الكثيرةَ؟ فأقولُ لهُم: ما عَرَفتُكُم مرَّةً. اَبتَعِدوا عنِّي يا أشرارُ!
    الكتاب المقدس – متى 7: 15-23

    و الآن و قد تم وضع المعايير الأساسية من قبل الله و رسوله المصطفى عيسى المسيح (عليه السلام)، دعونا نستمع لشهادة بولس من خلال الكتاب المقدس و نترك لكلماته العنان أن تتحدث عن نفسها. و حتى نتمكن من ذلك فإننا سنقوم بتجزئة المعيار الذي وضعه الله و عيسى إلى سبعة نقاط:
    1- نبوءات النبي المزيف لا تتحقق.
    2- يمكن للمسحاء الدجالين و الأنبياء الكذبة أن يُظهروا الآيات و العجائب التي يمكن أن تضل الذين اختارهم الله.
    3- الأنبياء الكذبة ينتج عنهم ثمار رديئة.
    4- الأنبياء الكذبة سيزعمون أنه يكفي القول لعيسى "يا رب يا رب" لنكون من الصالحين.
    5- النبي الكاذب سيتنبأ باسم عيسى.
    6- النبي الكاذب يمكن له أن يطرد الشياطين و يعمل العجائب.
    7- النبي الكاذب سيطرده عيسى و يلعنه.

    فيما يتعلق في المعيار الأول فإننا سنستمع لكلمات بولس في العدد التالي الذي يتحدث عن نبوءته في القدوم الثاني لعيسى. يقول بولس:
    لأنَّ الرّبَّ نفسَهُ سينزِلُ مِنَ السَّماءِ عِندَ الهُتافِ ونداءِ رئيسِ الملائِكَةِ وصوتِ بوقِ اللهِ، فيقومُ أوَّلاً الّذينَ ماتوا في المَسيحِ، ثُمَّ نُخطَفُ معَهُم في السَّحابِ، نحنُ الأحياءَ الباقينَ، لمُلاقاةِ الرّبِّ في الفضاءِ، فنكونُ كُلَّ حينٍ معَ الرّبِّ. فلْيُشجِّعْ بعضُكُم بعضًا بهذا الكلامِ.
    الكتاب المقدس – الأولى إلى تسالونيكي 4: 16-18

    من المفترض أن هذه النبوءة ستحدث في زمن بولس الذي أخبر أتباعه بأن عيسى سينزل من السماء في أي لحظة. و أنه سيُرفع و أتباعه في الجو ليلاقو عيسى في السحاب. إنما كان يخبرهم أن هذا سيحدث و هم لازالوا أحياء يرزقون. هل تحقق ذلك؟ كلا! لقد كانت نبوءة كاذبة. لقد مرت ألفين من السنين منذ ذلك الوقت، ولم يتحول هو و الذين يخاطبهم إلى رميم فحسب، بل إن أجيال كثيرة من أتباع أتباعهم قد مرّت و نحن لازلنا ننتظر هذه النبوءة كي تتحقق.

    دعونا الآن ندرس المعيار الثاني. يجب علينا أن ندرك أن بولس نفسه و كنيسته من بعده هم الذين يقصون علينا تلك المعجزات المزعومة، إلا أننا سنقبل بها بالظاهر و نأخذ بكلامهم. في كتاب أعمال الرسل الإصحاح /27/ يدعي بولس أن ملاكاً أنقذه من سفينة كانت تغرق. وفي الإصحاح /28/ من نفس الكتاب يدعي بولس أنه شفى العديدين من مرضى الزُحار. بالإضافة إلى مزيد من أعمال الإبراء في الإصحاح /19/. بسبب هذه المعجزات المزعومة الكثير من الناس قد زعموا الإيمان به. و كما رأينا في الصفحات السابقة، فقد استغرق الأمر حوالي ثلاثة قرون حتى ترسخت تعاليم بولس في أذهان الصفوة (الذين اختارهم الله) و صرفتهم عن الرسالة الأصلية لعيسى و تعاليمه وعن التمسك بالشريعة الموسوية، و استمرار المحافظة على هذه الشريعة في المعابد اليهودية و هيكل اليهود استرشاداً بخطى الحواريين الأوائل [أعمال الرسل 2: 46].

    إن المعيار الثالث يلفت انتباهنا إلى قول بولس:
    فهوَ في الزَّمَنِ الحاضِرِ يُظهرُ بِرَّهُ ليَكونَ بارُا ويُبرِّرَ مَنْ يُؤمنُ بيَسوعَ. فأينَ الفَخرُ؟ لا مَجالَ لَه. وبِماذا نَفتَخِرُ؟ أبِالأعمالِ؟ لا، بَلْ بالإيمانِ. فنَحنُ نَعتَقِدُ أنَّ الإنسانَ يتبَرَّرُ بِالإيمانِ، لا بِالعَمَلِ بأحكامِ الشَّريعةِ.
    الكتاب المقدس – رومية 3: 26-28

    لقد تمكن بولس من قلب الشريعة الموسوية، فألغى كامل الشريعة التي ناصرهاا كل من الله و موسى و عيسى و أمروا أتباعهم بالتمسك بها حتى نهاية الزمان [التثنية 6: 17-18، 11: 1]،[متى 15: 1-15، 5: 17-20، 19: 16-21]..إلخ.

    في الحقيقة فإن العدد [إشعياء 42: 21 - كانَ الرّبُّ راضيًا أنْ يُبرِّرَ شعبَهُ، لو عظَّمَ الشَّريعةَ وأكرَمَها] يبين لنا نبوءة تتطلب من النبي القادم أن يعظّم شريعة موسى لا أن يدمرها.

    بمعنى آخر، فإن الله يقول:
    لا تزيدوا كلِمةً على ما آمركُم بهِ ولا تُنقِصوا مِنْهُ، واَحْفَظوا وصايا الرّبِّ إلهِكُم التي أُوصيكُم بها.
    الكتاب المقدس – التثنية 4: 2

    و يقول عيسى:
    الحقَّ أقولُ لكُم: إلى أنْ تَزولَ السَّماءُ والأرضُ لا يَزولُ حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ مِنَ الشَّريعةِ حتّى يتِمَّ كُلُّ شيءٍ. فمَنْ خالفَ وَصيَّةً مِنْ أصغَرِ هذِهِ الوصايا وعلَّمَ النَّاسَ أنْ يَعمَلوا مِثلَهُ، عُدَّ صغيرًا في مَلكوتِ السَّماواتِ. وأمَّا مَنْ عَمِلَ بِها وعَلَّمَها، فهوَ يُعَدُّ عظيمًا في مَلكوتِ السَّماواتِ.
    الكتاب المقدس – متى 5: 18-19

    ثم يأتي بولس و يقول:
    والمَسيحُ حَرَّرَنا مِنْ لَعنَةِ الشَّريعَةِ...
    الكتاب المقدس – غلاطية 3: 13
    فنَحنُ نَعتَقِدُ أنَّ الإنسانَ يتبَرَّرُ بِالإيمانِ، لا بِالعَمَلِ بأحكامِ الشَّريعةِ.
    الكتاب المقدس – 3: 28

    لننتقل سوية إلى المعيار الرابع. يقول بولس:
    ولا فَرْقَ بَينَ اليَهوديِّ وغَيرِ اليَهوديِّ، لأنَّ اللهَ رَبُّهُم جميعًا، يَفيضُ بِخيراتِهِ على كُلِّ مَنْ يَدعوهُ. فالكِتابُ يَقولُ: ((كُلُّ مَنْ يَدعو باسمِ الرَّبِّ [عيسى] يَخلُصُ)).
    الكتاب المقدس – غلاطية 10: 12-13

    و المعيار الخامس يقول أنه سيتنبأ باسم عيسى. يقول بولس:
    فأنا ما تَلقَّيتُها ولا أخَذتُها عَنْ إنسانٍ، بَلْ عَنْ وَحيٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ.
    الكتاب المقدس – غلاطية 1: 12

    لذا وفقاً لبولس فإن كل ما علّمه كان وحياً مباشراً من عيسى.

    المعيار السادس يقول أن بولس سيطرد الأرواح الشريرة و يقوم بالعجائب. إن هذا ما يدعيه في العدد [أعمال الرسل 19: 11-12].

    المعيار السابع يلفت انتباهنا إلى كلمات بولس:
    أنا فَرِّيسيٌّ اَبنُ فَرِّيسيٍّ.
    الكتاب المقدس – أعمال الرسل 23: 6

    حقيقةٌ يرددها بولس بكل فخر في أكثر من مناسبة. فيردّ عيسى (عليه السلام) و يقول:

    الوَيلُ لكُم يا مُعَلِّمي الشَّريعةِ والفَرِّيسيَّونَ المُراؤونَ! تَقطَعونَ البحرَ والبَـرَّ لتكسِبوا واحدًا إلى دِيانَتِكُم، فإذا نَجَحتُم، جَعَلْتموهُ يستَحِقُّ جَهنَّمَ ضِعفَ ما أنتُم تَستَحِقُّونَ!
    الكتاب المقدس – متى 23: 15

    وكانَ اَجتَمَعَ عَشَراتُ الأُلوفِ مِنَ النّـاسِ، حتّى داسَ بَعضُهُم بَعضًا، فقالَ أوّلاً لِتلاميذِهِ: ((إيَّاكُم وخَميرَ الفَرِّيسيِّينَ الّذي هوَ الرّياءُ. فما مِنْ مَستورٍ إلا سَينكَشِفُ، ولا مِنْ خفيٍّ إلاّ سيَظهَرُ. وما تَقولونَهُ في الظَّلامِ سيَسمَعُهُ النّـاسُ في النّـورِ، وما تَقولونَهُ هَمسًا في داخِلِ الغُرَفِ سيُنادونَ بِه على السُّطوحِ)).
    الكتاب المقدس – لوقا 12: 1-3

    و بالتالي فقد صنّف عيسى (عليه السلام) الفريسيين بأنهم منافقين يستحقون جهنم، و كما تنبأ تماماً فقد كشف الله ما بذلوا جهدهم أن يخفوه بتنزيله القرآن الكريم.

    وكما نعلم فإن عيسى لم "يعرف" بولس أبداً. في الواقع فإن معلومات بولس عن عيسى كانت شحيحةً جداً لدرجة أنه لم يستشهد بأقواله مباشرة إلا مرة واحدة خلال فترة كهنوته [الأولى إلى كورنثوس 11: 26]. القليل فقط من تعاليم عيسى الحقيقية قد ذُكرت في رسائل بولس الإنجيلية، وحتى عندما تُذكر فإنها لا تُنسب إلى عيسى. هذه التعاليم كانت مجرد مواعظ دينية للعوام تناقلها الناس فوجدت طريقها إلى رسائله الإنجيلية.

    إن العدد [دانيال 7: 25] يصف أعظم مسيح دجال كالتالي:
    ويَتَكَلَّمُ بِأَقْوالٍ ضِدَّ العَلِيّ ويَبتَلِي قِدِّيسي العَلِيّ وَينْوي أَن يُغَيِّرَ الأَزمِنَةَ والشَّريعَة سيُسلَمونَ إِلى يَدِه إِلى زَمانٍ وزمانَينِ ونِصفِ زَمان.

    على الرغم من أن بولس ليس هو المسيح الدجال الأخير، و على الرغم من أنه لا يوجد مسلم سيحاول الادعاء بمثل ذلك، إلا أنه من المثير أن نلاحظ درجة التماثل التي يبديها مع أكثر الأنبياء الكذبة شراً. على سبيل المثال، فإن المسيح الدجال سيغير الأزمنة و الشريعة وكذلك فعل بولس بإلغائه الشريعة. و المسيح الدجال سيتكلم بأقوال ضد الله العلي و كذلك فعل بولس. فعلى سبيل المثال، يقول الكتاب المقدس:

    شَريعَةُ الرَّبِّ كامِلَةٌ تُنعِشُ النَّفْسَ... أَوامِرُ الرَّبِّ مُستَقيمةٌ تُفَرِّحُ القُلوب وَصِيَّةُ الرَّبِّ صافِيَةٌ تُنيرُ العُيون.
    الكتاب المقدس – المزامير 19: 8-9
    فأحبُّوا الرّبَ إِلهَكُم يا بَني إِسرئيلَ واَعمَلوا بِأوامِرِهِ وسُنَنِهِ وأحكامِهِ ووصاياهُ كُلَ الأيّامِ.
    الكتاب المقدس – التثنية 11: 1
    الحقَّ أقولُ لكُم: إلى أنْ تَزولَ السَّماءُ والأرضُ لا يَزولُ حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ مِنَ الشَّريعةِ حتّى يتِمَّ كُلُّ شيءٍ. فمَنْ خالفَ وَصيَّةً مِنْ أصغَرِ هذِهِ الوصايا وعلَّمَ النَّاسَ أنْ يَعمَلوا مِثلَهُ، عُدَّ صغيرًا في مَلكوتِ السَّماواتِ. وأمَّا مَنْ عَمِلَ بِها وعَلَّمَها، فهوَ يُعَدُّ عظيمًا في مَلكوتِ السَّماواتِ.
    الكتاب المقدس – متى 5: 18-19

    إلا أن بولس يقول في العدد [غلاطية 7: 6] بأن الشريعة قد اندثرت، ثم يقول بعد ذلك في العدد [غلاطية 3: 13] بأن الشريعة إنما هي لعنة. في العدد [غلاطية 3: 10] يزعم أن الذين يعملون تحت شريعة الله إنما هم تحت اللعنة. و يزعم في العدد [العبرانيين 8: 13] أن ميثاق الله إنما هو ميثاق قديم مُفسد و على وشك الزوال.

    كما نرى، فإن كلاً من الله و عيسى قد أدان بولس و تعاليمه دون أي مجال للشك. كلاهما يشهدان عليه و على افتراءاته التي يرفضانها تماماً، و التي ستكون شاهداً عليه في يوم الحساب. من أفضل و أنزه حكماً من الله و عيسى نفسيهما و الذي يتوجب علينا أن نلجأ إليه ليشهد على بولس و افتراءاته؟

    فأجابَهُم يَسوعُ: ((إيَّاكُم أنْ يُضلِّــلَكُم أحدٌ. سيَجيءُ كثيرٌ مِنَ النّـاسِ مُنتَحِلينَ إِسمي، فيقولونَ: أنا هوَ المَسيحُ! ويَخدَعونَ أُناسًا كثيرينَ))
    الكتاب المقدس – مرقس 13: 5-6

    ((يا اَبنَ البشَرِ، تنبَّأْ على أنبياءِ إِسرائيلَ. تنبَّأْ على المُتنبِّئينَ حسَبَ أهدافِهِم وقُلْ: إِسمعوا كلِمةَ الرّبِّ: ويلٌ للأنبياءِ الحَمقَى الذينَ يتبعونَ هَواهُم وهُم لم يرَوا رُؤيا. أنبياؤُكُم يا شعبَ إِسرائيلَ كالثَّعالبِ بَينَ الخرائبِ. ما صعِدوا يومًا لسدِّ ثغرةٍ في الجدارِ، ولا بَنوا جدارًا لكُم، حتى يُدافِعوا عَنكُم في القتالِ في يومِ الرّبِّ. إنَّما رُؤياهُمُ الباطلُ والعِرافةُ الكاذبةُ. قالوا: يقولُ الرّبُّ، والرّبُّ ما أرسلَهُم، واَنتظروا مِنهُ أنْ يُتِمَ كلامَهُم. أما رأيتُم رُؤيا باطلةً ونطَقتُم بعِرافةٍ كاذبةٍ كُلَّما قُلتُم: يقولُ الرّبُّ، وأنا ما تكَلَّمتُ؟ ((لذلِكَ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ: فبما أنَّ كلامَكُم باطلٌ ورُؤياكُم كَذِبٌ، فأنا خصمُكُم، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ. فتكونُ يَدي على الأنبياءِ الذينَ رُؤياهُمُ الباطلُ وعِرافتُهُمُ الكَذِبُ، فلا يكونونَ في عِدادِ شعبي، ولا يُسجلونَ في سجلِّ بَيتِ إِسرائيلَ، ولا يدخلونَ أرضَ إِسرائيلَ، فيعلَمونَ أنِّي أنا السَّيِّدُ الرّبُّ.))
    الكتاب المقدس – حزقيال 13: 2-9

    وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ.
    الكتاب المقدس – التثنية 18: 20

    و كيف مات بولس؟ وفقاً للعرف الشعبي فإنه قد ألقي القبض عليه أورشليم و أُرسل أخيراً إلى روما حيث أُعدم في يوم /22/ من شهر شباط (فبراير) سنة /62م/ و فقاً للأعراف المسيحية في القرن الرابع.

    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)
    القرآن الكريم – الأنعام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    تم النقل و ان كان لي تحفضات على بعض المصطلحات مثل الكتاب المقدس و عيسى عوض يسوع ...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    Dexter كتب في : Jun 2 2005, 12:31 PM 1-2-7) بولس المؤسس الحقيقي للمسيحية يعترف بالتحريف :إن المسلمون لا يقولون بأن حواريي عيسى الحقيقيين قد عبثوا بالكتاب المقدس، بل آخرون فعلوا ذلك لاحقاً زاعمين أنهم يتصرفون بإسمهم. ما يصادق على ذلك هو حقيقة أن الكنيسة الثالوثية عندما قدمت "الثالوث" رسمياً إلى العالم شعرت بضرورة طمس كل مخطوطات الأناجيل اليدوية تماماً و التي كتبت قبل 325م. لهذا السبب فإننا نجد تلك التناقضات الخطيرة حتى في تعاليمها الأساسية. فعلى سبيل المثال يُذكر لنا أن شاؤول الطرطوسي (القديس بولس) هو مؤلف غالبية كتب العهد الجديد. يُزعم أنه مؤلف كل من الرسائل التالية: إلى أهل رومية، كورنثوس الأولى و الثانية، غلاطية، إفسس، فيلبي، كولوسي، تسالونيكي الأولى و الثانية، تيموثاوس الأولى و الثانية، تيطس، فيلمون، العبرانيين. إننا نتوقع من مثل هذه الشخصية المحورية في الكتاب المقدس و مؤلف غالبية كتب العهد الجديد أن تكون قادرةً على رواية قصصه بأمانة على الأقل فيما يخص أموراً جوهريةً كالرواية التي تتكلم عن تحوله للمسيحية و كيف تم "خلاصه". و من ناحية أخرى فإننا نجد في الكتاب المقدس شهادة خطية لبولس يقسم فيها أنه قد قام بالتحريف. هل يبدوا ذلك مستحيلاً؟ لنلقي نظرة إذاً:
    إذا قمنا بقراءة النص في [أعمال الرسل 9: 19-29] و [أعمال الرسل 26: 19-21] فإننا نجد أن بولس كان منهمكاً في اضطهاد أتباع عيسى في أورشليم و جرّهم من بيوتهم لتعذيبهم أو قتلهم أو تركهم لديانتهم، و في يومٍ ما قرر فجأة التوسع في اضطهادهم إلى دمشق. و من أجل ذلك ذهب إلى رئيس الكهنة طالباً منه رسائل تمنحه صلاحية أفعاله في دمشق. و بقي السبب وراء طلبه هذا غامضاً بالنسبة للكثيرين علماً أن رئيس الكهنة في أورشليم ليس له أي سلطة على دمشق – إلا أننا سنكمل على كل حال.

    ثم باشر عمله الشرير في دمشق، و بعد فترة قصيرة زعم بولس أنه "رأى السيد-الرب في طريقه" و قبل المسيحية بعد أن كان عدواً لدوداً للمسيحيين و اشتهر باضهاده العظيم لهم. ثم زُعم أن برنابا (أحد حواريي عيسى) قد كفله و أقنع الحواريين بقبوله. بعد ذلك ذهب بولس مع جميع الحواريين في حملة تبشيرية في داخل أورشليم و خارجها في بلاد اليهودية مبشراً شعبها بشجاعة. ثم عيّن بولس نفسه حوارياً لعيسى فأصبح الحواري رقم /12/ (بديلاً عن يهوذا الذي كان به مس من الشيطان) كما نقرأ في كتبه [رومية 1:1]،[كورنثوس 1:1]... إلخ

    الأعداد التي ذكرناها هي:

    ثُمَّ أكَلَ، فعادَت إلَيهِ قِواهُ. وأقامَ شاوُلُ بِضعَةَ أيّامِ معَ التَّلاميذِ في دِمَشقَ، ثُمَّ سارَعَ إلى التَّبشيرِ في المَجامِعِ بأنَّ يَسوعَ هوَ اَبنُ اللهِ. فكانَ السّامِعونَ يَتعجَّبونَ ويَقولونَ: ((أمَا كانَ هذا الرَّجُلُ في أُورُشليمَ يَضطَهِدُ كُلَ مَنْ يَدعو بِهذا الاسمِ؟ وهَلْ جاءَ إلى هُنا إلاَّ ليَعتَقِلَهُم ويَعودَ بِهِم إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ؟)) لكِنَّ شاوُلَ كانَ يَزدادُ قُوَّةً في تَبشيرِهِ، فأثارَ الحيرةَ في عُقولِ اليَهودِ المُقيمينَ في دِمَشقَ بِحُجَجِهِ الدّامِغةِ على أنَّ يَسوعَ هوَ المَسيحُ. وبَعدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمنِ وضَعَ اليَهودُ خُطَّةً ليَقتُلوهُ، فوصَلَ خَبرُها إلَيهِ. وكانوا يُراقِبونَ أبوابَ المدينةِ ليلَ نهارَ لِيَغتالوهُ، فأخذَهُ التَّلاميذُ ليلاً ودَلُّوهُ مِنَ السُّورِ في قُفَّةٍ. ولمَّا وصَلَ شاوُلُ إلى أُورُشليمَ حاوَلَ أنْ يَنضَمَ إلى التَّلاميذِ. فكانوا كُلُّهُم يَخافونَ مِنهُ ولا يُصَدِّقونَ أنَّهُ تِلميذٌ. فجاءَ بِه بَرنابا إلى الرُّسُلِ ورَوَى لهُم كيفَ رأى شاوُلُ الرَّبَّ في الطَّريقِ وكَلَّمَهُ الرَّبُّ، وكيفَ بَشَّرَ بِشجاعَةٍ باَسمِ يَسوعَ في دِمَشقَ. فأخَذَ يَروحُ ويَجيءُ معَ التَّلاميذِ في أُورُشليمَ، يُبَشِّرُ بِشجاعةٍ باَسمِ الرَّبِّ. وكانَ يُخاطِبُ اليَهودَ المُتكلِّمينَ بالُّلغةِ اليونانِـيَّةِ ويُجادِلُهُم، فحاوَلوا أنْ يَقتُلوهُ.
    الكتاب المقدس – أعمال الرسل 9: 19-29

    ومِنْ تِلكَ السّاعةِ، أيُّها المَلِكُ أغريبَّاسُ، ما عَصَيتُ الرُّؤيا السَّماوِيَّةَ، فبشَّرْتُ أهلَ دِمشقَ أوّلاً، ثُمَّ أهلَ أُورُشليمَ وبِلادَ اليَهوديَّةِ كُلَّها، ثُمَّ سائِرَ الأُممِ، داعيًا إلى التَّوبَةِ والرُّجوعِ إلى اللهِ، والقِيامِ بأعمالٍ تَدُلُّ على التَّوبَةِ. ولِهذا قبَضَ عليَّ اليَهودُ وأنا في الهَيكَلِ، وحاوَلوا قَتلي.
    الكتاب المقدس – أعمال الرسل 26: 19-21

    وهذا يتناقض مع:
    ولكِنَّ اللهَ بِنِعمَتِهِ اختارَني وأنا في بَطنِ أُمِّي فدَعاني إلى خِدمَتِهِ. وعِندَما شاءَ أنْ يُعلِنَ ابنَهُ فيَّ لأُبشِّرَ بِه بَينَ الأُمَمِ، ما استَشَرتُ بَشَرًا ولا صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى الّذين َ كانوا رُسُلاً قَبلي، بل ذَهَبتُ على الفَورِ إلى بلادِ العَرَبِ ومِنها عُدتُ إلى دِمَشقَ. وبَعدَ ثلاثِ سَنواتٍ صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى بُطرُسَ، فأقَمتُ عِندَهُ خَمسةَ عشَرَ يومًا، وما رَأَيتُ غَيرَهُ مِنَ الرُّسُلِ سِوى يَعقوبَ أخي الرَّبِّ. ويَشهَدُ اللهُ أنِّي لا أكذِبُ في هذا الّذي أكتبُ بِه إلَيكُم.
    ثُمَّ سافَرتُ إلى بلادِ سورِيَّةَ وكيليكيَّةَ، وما كُنتُ مَعروفَ الوَجهِ عِندَ كنائِسِ المَسيحِ في اليَهودِيَّةِ، وإنَّما سَمِعوا أنَّ ((الّذي كان يَضطَهدُنا هوَ الآنَ يُبَشِّرُ بالإيمانِ الّذي كانَ يُريدُ أنْ يُدَمِّرَهُ)).
    الكتاب المقدس – غلاطية 1: 15-23

    بالإشارة إلى النصين الأولين، يقول ريفرند ديفيس Reverend Dr. Davies في كتابه ‘المسيحي الأول The First Christian‘: ((إن هذه التأكيدات لا تتوافق مع بعضها البعض بل تهدم بعضها بعضاً لسببٍ آخر: إنها تتناقض مع ما كتبه بولس نفسه في رسالته إلى أهل غلاطية في الإصحاح الأول و الثاني)). و يلفت ريفرند ديفيس انتباهنا إلى قسم بولس "ويَشهَدُ اللهُ أنِّي لا أكذِبُ في هذا الّذي أكتبُ بِه إلَيكُم" مما يجعل من كتابته هذه شهادة تحت القسم. ثم يتابع فيقول:
    "بالنسبة للرواية في أعمال الرسل فإن ذلك التناقض بمثابة كارثة. لم يكن هنالك أبداً أي حملة تبشيرية في أورشليم و بلاد اليهودية [أعمال الرسل 26: 20]. إن كان بولس معروفاً بالنسبة للجماعات اليهودية كما يقول فإنه لم يأخذ على عاتقه أي مهمة عندهم. في الحقيقة فإنه لم يشترك أبداً بالحركة اليهودية و لم يحاول حتى أن يشارك بها. و قد قابل الملقب بالصخرة (بطرس أو شمعون) و يعقوب أخو عيسى. حتى باقي التلاميذ فلم يذكر منهم إلا مؤمنون عاديون و يعترف فيقول: ((وما رَأَيتُ غَيرَهُ مِنَ الرُّسُلِ)). و بدلاً من أن ((يَروحُ ويَجيءُ معَ التَّلاميذِ في أُورُشليمَ، يُبَشِّرُ بِشجاعةٍ باَسمِ الرَّبِّ)) فإن الناس في أورشليم لم تكن تعلم حتى أنه كان هناك. يقول لنا أنهم ((سَمِعوا أنَّ الّذي كان يَضطَهدُنا هوَ الآنَ يُبَشِّرُ بالإيمانِ الّذي كانَ يُريدُ أنْ يُدَمِّرَهُ))، و لكنهم لم يسمعوا أنه كان يبشّر في بلاد اليهودية إطلاقاً."
    يستنتج ريفرند ديفيس Rev. Davies أنه:
    "إن كان هناك أي جزء في العهد الجديد محل ثقة، فإنه سيكون رسالة بولس إلى أهل غلاطية. و إن لم يكن بمقدورنا أن نثق في هذه الرسالة، فإننا لا يمكننا أن نثق بشيء و لنا أن نغلق تحقيقنا هذا، و لكننا في الحقيقة يمكننا الاعتماد عليها. إن هذه الرسالة هي من بولس نفسه و قد أظهرت أصوليتها بعد كل اختبار."
    المسيحي الأول – بوول ديفيس، فاررار ستراوس و كوديه، ص 30-31
    “The First Christian,” A Powell Davies, Farrar Straus & Cudahy, pp. 30-31
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    وفقاً لرواية كتاب أعمال الرسل فإن بولس قد رأى رؤياه المزعومة، و بعدها "مباشرةً" بدأ بالتبشير في كنيس اليهود في دمشق. لقد بنى سمعته من خلال تبشيره الشجاع الذي أذهل الكثيرين، و أربك اليهود في دمشق. و بعد عدة أيام، حاول اليهود قتله فهرب إلى أورشليم. و هناك قابل برنابا الذي قدّمه للتلاميذ و عرفهم به لأول مرة. لقد كانوا جميعاً مذعورين منه، إلا أن برنابا أقنهعم بقبوله. و عندها ذهب بولس و جميع التلاميذ في حملة تبشيرية داخل أورشليم و خارجها و تكلم بشجاعة باسم عيسى.


    إلا أنه وفقاً للرواية في الرسالة إلى أهل غلاطية، فإن بولس قد رأى رؤياه المزعومة و لم يستشر بشراً "حينها" و لم يذهب إلى أورشليم ليرى التلاميذ، بل سافر إلى بلاد العرب و من ثم إلى دمشق. لم يذكر نشاطاً تبشيرياً في أي من هذه الأماكن. و بعد ثلاث سنوات على الأقل ذهب إلى أورشليم للمرة الأولى و قابل من التلاميذ بطرس و يعقوب فقط. و مكث معهم خمسة عشر يوماً، و مرةً أخرى لا يذكر أي حملة تبشيرية سواء مع كافة التلاميذ أو بعضهم أو بمفرده. و لم يكن قد ذهب إلى هناك من قبل و لم يقم بأي حملة تبشيرية فيها في الماضي باعتبار أنه وجه جديد بالنسبة لهم و أنهم "سمعوا فقط" عن اعتناقه المزعوم للمسيحية.
    نورد بعض التناقضات:
    1- يدعي كاتب غلاطية أنه بعد الرؤيا المزعومة، بولس لم يتحدث إلى بشر "مباشرةً"، بل سافر إلى بلاد العرب و منها إلى دمشق. لذا لم يقم "من فوره" بالتبشير بشجاعة في دمشق كما يدعي كاتب أعمال الرسل – هذا إن قام بالتبشير أصلاً (كم من الوقت يلزم للسفر من دمشق إلا بلاد العرب مع العودة؟ هل يستطيع أن يباشر تبشيره "فوراً" على الرغم من سفره إلى هناك و عودته؟).
    2- وفقاً لرواية غلاطية، فإن بولس لم يذهب إلى أورشليم حيث يوجد التلاميذ. بل ذهب إلى بلاد العرب و من ثم إلى دمشق. و بعد ثلاث سنوات على الأقل (ليسوا أياماً كثيرة!!) ذهب إلى أورشليم. تذكر الرواية بوضوح ((ولا صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى الّذين َ كانوا رُسُلاً قَبلي)). إذاً فإن تلك هي زيارته الأولى إلى أورشليم بعد رؤياه المزعومة كما يقول. هذه الزيارة الأولى يزعم أنها حدثت بعد ثلاث سنوات على الأقل بعد رؤيا بولس المزعومة. إلا أن كتاب أعمال الرسل يقول أنه بعد عدة أيام من رؤياه سافر إلى أورشليم و قام بحملة تبشيرية ملؤها الشجاعة مع جميع التلاميذ. كما أن أعمال الرسل لا يذكر أي توسط لرحلة إلى بلاد العرب.
    3- وفقاً لغلاطية، و فور وصول بولس لأورشليم قابل من التلاميذ بطرس و يعقوب فقط. لا يمكن أن يكون قد قابل أي من التلاميذ في أورشليم قبل ذلك بسبب قوله أنه بعد رؤياه مباشرةً ((لا صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى الّذينَ كانوا رُسُلاً قَبلي)). بل يقول أنه ذهب إلى أورشليم للمرة الأولى بعد " ثلاثِ سَنواتٍ "على الأقل من رؤياه المزعومة. و من ناحية أخرى فإن كتاب أعمال الرسل يقول أنه قابل التلاميذ لأول مرة بعد عدة أيام من رؤياه المزعومة حيث قابل هناك جميع التلاميذ. إن هذا هو لقاءه الأول معهم باعتبار أنهم جميعهم فزعوا منه. لاحظ الكلمات ((فكانوا كُلُّهُم يَخافونَ مِنهُ)). لن تكون حالهم كذلك لو أن بطرس و يعقوب قابلوه من قبل، و على فرض أنهم لم يذكروه أمام التلاميذ الآخرين فعلى الأقل لن يخافه بطرس و يعقوب أنفسهم. لاحظ أيضاً أن برنابا هو الوحيد الذي وقف في صفه و لم يقل (برنابا و بطرس و يعقوب).
    4- يقول كتاب أعمال الرسل أنه بعد زيارة بولس الأولى لأورشليم، خاف منه جميع التلاميذ ثم أقنعهم برنابا لقبوله و ذهبوا جميعاً يداً بيد وبدأ ((يَروحُ ويَجيءُ معَ التَّلاميذِ في أُورُشليمَ)) و يبشّر ((بِشجاعةٍ)) بين اليهود. إلا أن رسالة غلاطية تقول أن زيارته الأولى لأورشليم كانت بعد ثلاث سنوات و في هذه الزيارة الأولى قابل يعقوب و بطرس فقط. لم يزعم كاتب الرسالة بأنه ذهب مع بطرس و يعقوب في حملة تبشيرية داخل و خارج أورشليم، و لا يمكن أن يكون قد فعل ذلك سابقاً مع جميع التلاميذ على اعتبار أنه لم يكن ((مَعروفَ الوَجهِ عِندَ كنائِسِ المَسيحِ في اليَهودِيَّةِ)) و أنهم ((سَمِعوا)) فقط باعتناقه المسيحية، و لكنهم كانوا شهود عيان على حملته الشجاعة مع جميع التلاميذ بأمّ أعينهم.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    انتهى
    ---
    2*/
    بولس ياخد الهامه من ابليس
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D3


    3*/
    اقتباس
    هل بولس مدكور في القران ,,?
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D3

    *
    أبو عبيده كتب في : Jun 24 2005, 05:26 PM
    ردا على هذة الشبهة التى قتلت بحثا فى منتدانا الكريم , فأنقل رد أحد الاخوة فى هذا الباب ( جزء من محاورة مع نبيل النصرانى ) و الذى جاء فيه :

    الكل يعلم أن علماء الأمة من المفسرين و المؤرخين كانوا يقومون بنقل الروايات الضعيفة و الموضوعة و الاسرائيليات المطابقة للقرأن و المناقضة له من باب الأمانة العلمية ... و كل ذلك يعود على قاعدتين هامتين و هما :

    1- الأمانة العلمية فى نقل الأخبار و الأثار سواءا كانت صحيحة أم مكذوبة ثم تفنيدها و بيان الصحيح و الضعيف و المكذوب وفقا لسند الرواية و متنها . فلا يجوز نقل الخبر دون نقل التحقيق !!.

    2- أن ناقل الكفر ليس بكافر .

    و ها هو الأستاذ نبيل يضرب لنا مثلا فى هذا الأمر ... فما قام به نبيل هو نقل للأخبار التى نقلها الأئمة رحمهم الله فى تفاسيرهم دون نقل تعليقاتهم على تلك الأخبار !!!! نعم ...... يهوذا يبعثر من جديد !!!!!

    و لنبدأ بالعلامة الحافظ عماد الدين ابن كثير حيث ذكر الأستاذ نبيل أنه جاء فى البداية و النهاية الجزء الثانى ما نصه :
    و كان ممن آمن بالمسيح وصدقه من أهل دمشق رجل يقال له: ضينا، وكان مختفيا في مغارة داخل الباب الشرقي قريبا من الكنيسة المصلبة؛ خوفا من بولص اليهودي، وكان ظالما غاشما مبغضا للمسيح، ولما جاء به. وكان قد حلق رأس ابن أخيه حين آمن بالمسيح وطاف به في البلد ثم رجمه حتى مات، رحمه الله. ولما سمع بولص أن المسيح، عليه السلام، قد توجه نحو دمشق جهز بغاله وخرج ليقتله فتلقاه عند كوكبا، فلما واجه أصحاب المسيح جاء إليه ملك فضرب وجهه بطرف جناحه فأعماه، فلما رأى ذلك وقع في نفسه تصديق المسيح، فجاء إليه واعتذر مما صنع وآمن به فقبل منه، وسأله أن يمسح عينيه؛ ليرد الله عليه بصره فقال: اذهب إلى ضينا عندك بدمشق في طرف السوق المستطيل من المشرق فهو يدعو لك. فجاء إليه فدعا، فرد عليه بصره، وحسن إيمان بولص بالمسيح، عليه السلام، أنه عبد الله ورسوله، وبنيت له كنيسة باسمه، فهي كنيسة بولص المشهورة بدمشق

    و أنا الأن أنقل لكم ما جاء فى كتاب ابن كثير رحمه الله و ليعلم الذين يحرفون أى منقلب ينقلبون :

    و ذكر ابن جرير عن محمد بن إسحاق أن عيسى عليه السلام قبل أن يرفع وصى الحواريين بأن يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، و عين كل واحد منهم إلى طائفة من الناس في أقليم من الأقاليم من الشام و المشرق و بلاد المغرب ، فذكروا أنه أصبح كل إنسان منهم يتكلم بلغة الذين أرسله المسيح إليهم . و ذكر غير واحد أن الإنجيل نقله عنه أربعة : لوقا ، و متى ، و مرقس ، و يوحنا ، و بين هذه الأناجيل الأربعة تفاوت كثير بالنسبة إلى كل نسخة و نسخة ، و زيادات كثيرة ، و نقص بالنسبة إلى الأخرى ، و هؤلاء الأربعة منهم اثنان ممن أدرك المسيح و رآه ، و هما : متى و يوحنا ، و منهم اثنين من أصحاب أصحابه و هما مرقس و لوقا فالله أعلم .
    و كان ممن آمن بالمسيح و صدقه من أهل دمشق رجل يقال له : ضيناً و كان مختفياً في مغارة داخل الباب الشرقي ، قريباً من الكنيسة المصلية خوفاً من بولص اليهودي ، و كان ظالماً غاشماً مبغضاً للمسيح و لما جاء به . و كان قد حلق رأس ابن أخيه حين آمن بالمسيح ، و طاف به في البلد . ثم رجمه حتى مات رحمه الله . و لما سمع بولص أن المسيح عليه السلام قد توجه نحو دمشق ، جهز بغاله و خرج ليقتله ، فتلقاه عند كوكبا ، فلما واجه أصحاب المسيح ، جاء إليه ملك فضرب وجهه بطرف جناحه فأعماه . فلما رأى ذلك وقع في نفسه تصديق المسيح ، فجاء إليه و اعتذر مما صنع و آمن به فقبل منه و سأله أن يمسح عينيه ليرد الله عليه بصره ، فقال : اذهب إلى ضينا عندك بدمشق في طرف السوق المستطيل من المشرق ، فهو يدعو لك ، فجاء إليه فدعا فرد عليه بصره و حسن إيمان بولص بالمسيح عليه السلام أنه عبد الله و رسوله ، و بنيت له كنيسة باسمه ، فهي كنيسة بولص المشهورة بدمشق من زمن فتحها الصحابة رضي الله عنهم ، حتى خرجت في الزمان الذي سنورده إن شاء الله تعالى .
    و قد أنشد الشيخ شهاب الدين القرفي في كتابه الرد على النصارى لبعضهم يرد عليهم في قولهم : نصلب المسيح و تسليمهم ذلك لليهود مع دعواهم أنه ابن الله تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً :
    عجباً للمسيح بين النصارى و إلى أي والد نسبوه
    أسلموه إلى اليهود و قالوا إنهم بعد قتله صلبوه
    فإذا كان ما يقولون حقاً و صحيحاً فأين كان أبوه
    حين خلى ابنه رهين الأعادي أتراهم أرضوه أم أغضبوه ؟
    فلئن كان راضياً فاحمدوهم لأنهم وافقوه
    و لئن كان ساخطاً فاتركوه و اعبدوهم لأنهم غلبوه

    فكما نرى أيها السادة ان ابن كثير رحمه الله لم يقل هذا الذى ادعاه الأستاذ نبيل بل كان رحمه الله ينقل الأخبار و الروايات فقط كما هو واضح بصرف النظر عن صحتها أو كذبها الذى بينه المحققون و منهم عمدة المحققين ابن كثير رحمه الله , و لهذا حذف الاستاذ نبيل سند الرواية و ذلك يعود لأمرين :

    1- احتواءها على ابن اسحاق و هو راوى الخبر و هو من كبار المدلسين فروايته مردودة !! و لهذا عقب ابن كثير بلفظ ( الله أعلم ) فى منتصف الرواية لكثرة الكذب و التناقض الذى بها !!

    2- الرواية( المردودة ) تتحدث عن شخص أخر لا يمكن أن نقارنه ببولسكم أبدا , فان استدللت بها فهى حجة عليكم لا لكم , لأن بها أن هذا الشخص المدعو بولس أمن أن المسيح عبد الله و رسوله و لهذا عقب ابن كثير بتلك الأبيات الشعرية للقرافى رحمه الله بعد الرواية كدليل على أن ذلك الشخص لم يعترف بأن المسيح اله أو ابن الاله و لهذا حذفتم بقية النقل !!!

    3- يظهر فى الرواية ( المردودة ) أن القصة كانت فى حياة المسيح اذ يقول ناقل الخبر ( و لما سمع بولص أن المسيح عليه السلام قد توجه نحو دمشق ، جهز بغاله و خرج ليقتله .... فلما رأى ذلك وقع في نفسه تصديق المسيح ، فجاء إليه ( أى الى المسيح ) و اعتذر مما صنع و آمن به فقبل منه و سأله أن يمسح عينيه ليرد الله عليه بصره) فهل هذا ما اتفقتم عليه فى أناجيلكم أم أنكم تدعون أن ذلك حدث بعد الصلب المزعوم !!

    و الأن الى ما ادعيته فى قصة أصحاب القرية :

    قام الأستاذ نبيل بنقل التفاسير التى احتوت تلك الأخبار بشأن أصحاب القرية و من جملة ما نقله قول الامام ابن كثير رحمه الله :
    قَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ وَهْب بْن سُلَيْمَان عَنْ شُعَيْب الْجِبَابِيّ قَالَ كَانَ اِسْم الرَّسُولَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ شَمْعُون وَيُوحَنَّا وَاسْم الثَّالِث بُولُص وَالْقَرْيَة أَنْطَاكِيَّة " فَقَالُوا " أَيْ لِأَهْلِ تِلْكَ الْقَرْيَة " إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ " أَيْ مِنْ رَبّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ يَأْمُركُمْ بِعِبَادَتِهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَقَالَهُ أَبُو الْعَالِيَة وَزَعَمَ قَتَادَة أَنَّهُمْ كَانُوا رُسُل الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى أَهْل أَنْطَاكِيَّة .
    و أنقل الأن بقية ما أخفاه الأستاذ نبيل وحذفه متعمدا , اذ يقول ابن كثير :

    و قد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية, وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلاً من عند المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام, كما نص عليه قتادة وغيره, وهو الذي لم يذكر عن واحد من متأخري المفسرين غيره, وفي ذلك نظر من وجوه:
    (أحدها) أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله عز وجل, لا من جهة المسيح عليه السلام كما قال تعالى: " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين " ولو كان هؤلاء من الحواريين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح عليه السلام. والله تعالى أعلم, ثم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم "إن أنتم إلا بشر مثلنا".
    (الثاني) أن أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم, وكانوا أول مدينة آمنت بالمسيح, ولهذا كانت عندالنصارى إحدى المدائن الأربعة اللاتي فيهن بتاركة, وهن: القدس لأنها بلد المسيح, وأنطاكية لأنها أول بلدة آمنت بالمسيح عن آخر أهلها, والإسكندرية لأن فيها اصطلحوا على اتخاذ البتاركة والمطارنة والأساقفة والقساوسة والشمامسة والرهابين, ثم رومية لأنها مدنية الملك قسطنطين الذي نصر دينهم وأوطده, ولما ابتنى القسطنطينية نقلوا البترك من رومية إليها, كما ذكره غير واحد ممن ذكر تواريخهم, كسعيد بن بطريق وغيره من أهل الكتاب والمسلمين, فإذا تقرر أن أنطاكية أول مدينة آمنت, فأهل هذه القرية ذكر الله تعالى أنهم كذبوا رسله وأنه أهلكهم بصيحة واحدة أخمدتهم, والله أعلم.
    (الثالث) أن قصة أنطاكية مع الحواريين أصحاب المسيح بعد نزول التوراة, وقد ذكر أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وغير واحد من السلف أن الله تبارك وتعالى بعد إنزاله التوراة لم يهلك أمة من الأمم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم, بل أمر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين, ذكروه عند قوله تبارك وتعالى: "ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى" فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن قرية أخرى غير أنطاكية, كما أطلق ذلك غير واحد من السلف أيضاً. أو تكون أنطاكية إن كان لفظها محفوظاً في هذه القصة مدينة أخرى غير هذه المشهورة المعروفة, فإن هذه لم يعرف أنها أهلكت لا في الملة النصرانية ولا قبل ذلك, والله سبحانه وتعالى أعلم.
    فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري , حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني , حدثنا حسين الأشقر , حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى عليه الصلاة والسلام يوشع بن نون , والسابق إلى عيسى عليه الصلاة والسلام صاحب يس , والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه" فإنه حديث منكر, لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر , وهو شيعي متروك, والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.

    و يقول رحمه الله فى البداية و النهاية :

    " يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله " أي من يساعدني في الدعوة إلى الله " قال الحواريون نحن أنصار الله " و كان ذلك في قرية يقال لها الناصرة فسموا بذلك النصارى . قال الله تعالى : " فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة " يعني لما دعا عيسى بني إسرائيل و غيرهم إلى الله تعالى منهم من آمن و منهم من كفر و كان ممن آمن به أهل أنطاكية بكمالهم فيما ذكره غير واحد من أهل السير و التواريخ و التفسير ، بعث إليهم رسلاً ثلاثة : أحدهم شمعون الصفا فآمنوا و استجابوا ، و ليس هؤلاء هم المذكورون في سورة يس كما تقدم تقريره في قصة أصحاب القرية و كفر آخرون من بني إسرائيل ، و هم جمهور اليهود فأيد الله من آمن به على من كفر فيما بعد ، و أصبحوا ظاهرين عليهم قاهرين لهم كما قال تعالى : " إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " الآية .
    فكل من كان إليه أقرب كان عالياً فمن دونه ، و لما كان قول المسلمين فيه هو الحق الذي لا شك فيه من أنه عبد الله و رسوله ، كانوا ظاهرين على النصارى الذين غلوا فيه وأطروه و أنزلوه فوق ما أنزله الله به ، و لما كان النصارى أقرب في الجملة مما ذهب إليه اليهود فيه عليهم لعائن الله كان النصارى قاهرين لليهود في أزمان الفترة إلى زمن الإسلام و أهله .


    فهذا هو الحق و الصواب فى المسألة و هذا ما عليه اجماع الأمة المعصوم و من خالف الاجماع مهما كانت درجته و رتبته فعليه بالدليل
    وعن قسطنطين و أهل رومية و أنطاكية و حقيقة ايمانهم بالمسيح عليه السلام

    يقول ابن كثير رحمه الله فى البداية و النهاية :

    و بنى الملك قسطنطين بيت لحم على محل مولد المسيح ، و بنت أمه هيلانة القمامة يعني على قبر المصلوب و هم يسلمون لليهود أنه المسيح . و قد كفرت هؤلاء و هؤلاء و وضعوا القوانين و الأحكام . و منها مخالف للعتيقة التي هي التوراة ، و أحلوا أشياء هي حرام بنص التوراة ، و من ذلك الخنزير ، و صلوا إلى الشرق ، و لم يكن المسيح صلى إلا إلى صخرة بيت المقدس ، و كذلك جميع الأنبياء بعد موسى . و محمد خاتم النبيين صلى إليها بعد هجرته إلى المدينة ستة عشر أو سبعة عشر شهراً ، ثم حول إلى الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل . و صوروا الكنائس ، و لم تكن مصورة قبل ذلك ، و وضعوا العقيدة التي يحفظها أطفالهم و نساؤهم و رجالهم التي يسمونها بالأمانة ، و هي في الحقيقة أكبر الكفر و الخيانة ، و جميع الملكية و النسطورية أصحاب نسطورس أهل المجمع الثاني ، و اليعقوبية أصحاب يعقوب البرادعي أصحاب المجمع الثالث يعتقدون هذه العقيدة و يختلفون في تفسيرها

    و الأن الى القرطبى رحمه الله الذى قال فــي حـق بولـس فـي كتابــه ( الإعلام بما في دين النصارى من الفساد و الأوهام ) ما نصه " قلنا ذلك – أي بولس – هو الذي أفسد عليكم أديانكم و أعمى بصائركم و أذهانكم ، ذلك الذي غير دين المسيح الصحيح الذي لم تسمعوا له بخبر و لا وقفتم منه على أثر ، هو الذي صرفكم عن القبلة و حلل لكم كل محرم كان في الملة . و لذلك كثرت أحكامه عندكم و تداولتموها " !!!!

    فهل انتهت قضيتنا عند هذا الحد ؟؟! لا بالطبع .

    أنقل لكم نص ما جاء فى تفسير القرطبى و هيؤا أنفسكم للصدمة التالية :

    سورة يس : الآية الثالثة عشر:
    قوله تعالى : " واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون " خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، أمر أن يضرب لقومه مثلاً بأصحاب القرية ، هذه القرية هي أنطاكية في قول جميع المفسرين فما ذكر الماوردي . نسبت إلى أهل أنطيخس وهو اسم الذي بناها ثم غير لما عرب ، ذكر السهيلي . ويقال فيها : أنتاكية بالتاء بدل الطاء . وكان بها فرعون يقال له أنطيخس يعبد الأصنام ، ذكر المهدوي ، وحكاه أبو جعفر النحاس عن كعب و وهب . فأرسل الله إليه ثلاثة : وهم صادق وصدوق ، وشلوم هو الثالث . هذا قول الطبري وقال غيره : شمعون ويوحنا . وحكى النقاش : سمعان ويحيى ، ولم يذكر صادقاً ولا صدوقاً . ويجوز أن يكون < مثلاً > و < أصحاب القرية > مفعولين لاضرب ، أو < أصحاب القرية > بدلاً من < مثلاً > أي اضرب لهم مثل أصحاب القرية فحذف المضاف . " أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار هؤلاء المشركين أن يحل بهم ما حل بكفار أهل القرية المبعوث إليهم ثلاثة رسل " قيل : رسل من الله على الابتداء( و هذا هو الراجح و الصحيح كما وضح ابن كثير رحمه الله ) . وقيل : إن عيسى بعثهم إلى أنطاكية للدعاء إلى الله .
    و قوله تعالى : " إذ أرسلنا إليهم اثنين " وأضاف الرب ذلك إلى نفسه ، لأن عيسى أرسلهما بأمر الرب ، وكان ذلك حين رفع عيسى إلى السماء . "
    أين بولس يا عباد الله فى الرواية ؟؟!!!
    يا سادة يا كرام نحن بصدد نوعية من البشر فطروا على التحريف و الخداع !!!هم كذبوا على الله و كذبوا على المسيح .. فكيف بنا نحن ؟؟!!!

    لماذا تحرف يا نبيل ؟؟؟!!! عار عليك ... عار عليك !!!

    لقد نقل الأستاذ نبيل الرواية من أخرها فقط لكى يوهم القارئ أن القرطبى كان يتحدث عن بولسهم و لكنه رحمه الله لم يذكر حتى اسم شخص يدعى بولس !!و لا حول و لا قوة الا بالله !!!!!!
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM
    4*/
    بولس يلعن ربه
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    5*/
    نظرات في رسولية بولس
    الجزء1
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    الجزء2
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    الجزء3
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    الجزء4
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    الجزء5
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    الجزء6
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    6*/
    بولس و اثره في المسيحية جزء1
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    7*/
    بولس يتناقض و يعترف باخطائه
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    8*/
    بولس و اتباعه في النار بامر اليسوع
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    9*/

    تعرف على بولس

    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5


    10*/
    لمادا بولس قتل مدبوحا
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    11*/
    */إما أن لوقا كاذبا وإما أن بولس فاجرا ....أيهما تختار؟
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    12*/
    التناقض بين يسوع و بولس لدى قادة الفكر وكبار رجال اللاهوت
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    13*/
    بولس وأثره في النصرانية كتاب الكتروني رائع
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    14*/
    بولس رسول البلاي بوي
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    15*/
    بولص حرامي كنائس كاذب شرير اصله غير معروف
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    16*/
    المسيح يكدب بولس

    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5

    17*/
    هل كان لبولس خياشيم أم كان يوجد وقتها أنابيب أكسجين؟!!!!
    https://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...t=%C8%E6%E1%D5
    التعديل الأخير تم بواسطة ismael-y ; 07-11-2006 الساعة 07:50 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    الأنبا الدين74 كتب في : Jun 2 2005, 01:12 PM
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده

    السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

    شخصية بولس شخصيه تتسم بالغموض ليس من ناحية الاسم او الميلاد فقط او الهويه ولكن من نواحى عده فالاضراب الحاصل لبولس يقود الشخص للتساءل عن من هو بولس وهل كان جديرا بان يكون رسول يسوع لو سلمنا جدلاً بانه راى يسوع سوف اوافق النصارى على كل ما اعتقدوه حول بولس وانه راى يسوع وانه فى منزلة عاليه عندهم

    نعم بولس راى يسوع ويسوع امره بتعاليم واوامر محدد فقط فهل كان بولس صادقا ونفذ التعاليم لنرى الاتى ولكم الحكم :-

    1cor14 اشكر الله اني لم اعمد احدا منكم الا كريسبس وغايس

    هذه هى الرسالة الاولى الى مؤمني كورنشونس لنقرا النص جيدا فى النص بولس يشكر الله انه لم يعمد احدا غير كريسبس وغايس(فقط) وليست هذه المشكله فقط وانما انه يقول اشكر الله انى لم اعمد احدا منكم فهذا معناه العداء الذى اظهروه له وعدم اعترافه بهم نتوقف هنا وننزل الى النص الاخر
    15 :1cor:1 حتى لا يقول احد اني عمدت باسمي.

    1cor16 وعمدت ايضا بيت استفانوس.عدا ذلك لست اعلم هل عمدت احدا آخر.

    فى العدد 16 يرجع بولس مرة اخرى ويقول انه عمد ايضا بيت استفانوس كل البيت ومن فيه ولا يعلم هل عمد احدا اخر رسول يسوع يسنى ولا يعلم هل عمد احدا اخر ام لا نفس الذى يحصل معه كانه ظهر لى التناقض بين كلام بولس ياتى فى نفس الرساله ونفس الاصحاح وتوالى الاعداد

    الان لندخل الى التعليم الذى من اجله ارسل بولس وارسله به يسوع وهل حافظ عليه ام
    1cor17 لان المسيح لم يرسلني لاعمد بل لابشر.لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح.

    هل يسوع ارسل بولس للتعميد ام التبشير
    حسب كلام بولس ومن فمه ندينه ارسل للتبشير وليس للتعميد فهل نفذ بولس التعاليم وبشر ام عمد
    الكلام فى العدد 17 من لسان بولس انه ارسل للتبشير وليس للتعميد فلماذا قام بتعميد كريسبس وغايس وبيت استفانوس ولا يعلم هل عمد غيرهم ام لا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ismael-y
    وفقاً لرواية كتاب أعمال الرسل فإن بولس قد رأى رؤياه المزعومة، و بعدها "مباشرةً" بدأ بالتبشير في كنيس اليهود في دمشق. لقد بنى سمعته من خلال تبشيره الشجاع الذي أذهل الكثيرين، و أربك اليهود في دمشق. و بعد عدة أيام، حاول اليهود قتله فهرب إلى أورشليم. و هناك قابل برنابا الذي قدّمه للتلاميذ و عرفهم به لأول مرة. لقد كانوا جميعاً مذعورين منه، إلا أن برنابا أقنهعم بقبوله. و عندها ذهب بولس و جميع التلاميذ في حملة تبشيرية داخل أورشليم و خارجها و تكلم بشجاعة باسم عيسى.


    إلا أنه وفقاً للرواية في الرسالة إلى أهل غلاطية، فإن بولس قد رأى رؤياه المزعومة و لم يستشر بشراً "حينها" و لم يذهب إلى أورشليم ليرى التلاميذ، بل سافر إلى بلاد العرب و من ثم إلى دمشق. لم يذكر نشاطاً تبشيرياً في أي من هذه الأماكن. و بعد ثلاث سنوات على الأقل ذهب إلى أورشليم للمرة الأولى و قابل من التلاميذ بطرس و يعقوب فقط. و مكث معهم خمسة عشر يوماً، و مرةً أخرى لا يذكر أي حملة تبشيرية سواء مع كافة التلاميذ أو بعضهم أو بمفرده. و لم يكن قد ذهب إلى هناك من قبل و لم يقم بأي حملة تبشيرية فيها في الماضي باعتبار أنه وجه جديد بالنسبة لهم و أنهم "سمعوا فقط" عن اعتناقه المزعوم للمسيحية.
    نورد بعض التناقضات:
    1- يدعي كاتب غلاطية أنه بعد الرؤيا المزعومة، بولس لم يتحدث إلى بشر "مباشرةً"، بل سافر إلى بلاد العرب و منها إلى دمشق. لذا لم يقم "من فوره" بالتبشير بشجاعة في دمشق كما يدعي كاتب أعمال الرسل – هذا إن قام بالتبشير أصلاً (كم من الوقت يلزم للسفر من دمشق إلا بلاد العرب مع العودة؟ هل يستطيع أن يباشر تبشيره "فوراً" على الرغم من سفره إلى هناك و عودته؟).
    2- وفقاً لرواية غلاطية، فإن بولس لم يذهب إلى أورشليم حيث يوجد التلاميذ. بل ذهب إلى بلاد العرب و من ثم إلى دمشق. و بعد ثلاث سنوات على الأقل (ليسوا أياماً كثيرة!!) ذهب إلى أورشليم. تذكر الرواية بوضوح ((ولا صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى الّذين َ كانوا رُسُلاً قَبلي)). إذاً فإن تلك هي زيارته الأولى إلى أورشليم بعد رؤياه المزعومة كما يقول. هذه الزيارة الأولى يزعم أنها حدثت بعد ثلاث سنوات على الأقل بعد رؤيا بولس المزعومة. إلا أن كتاب أعمال الرسل يقول أنه بعد عدة أيام من رؤياه سافر إلى أورشليم و قام بحملة تبشيرية ملؤها الشجاعة مع جميع التلاميذ. كما أن أعمال الرسل لا يذكر أي توسط لرحلة إلى بلاد العرب.
    3- وفقاً لغلاطية، و فور وصول بولس لأورشليم قابل من التلاميذ بطرس و يعقوب فقط. لا يمكن أن يكون قد قابل أي من التلاميذ في أورشليم قبل ذلك بسبب قوله أنه بعد رؤياه مباشرةً ((لا صَعِدتُ إلى أُورُشليمَ لأرى الّذينَ كانوا رُسُلاً قَبلي)). بل يقول أنه ذهب إلى أورشليم للمرة الأولى بعد " ثلاثِ سَنواتٍ "على الأقل من رؤياه المزعومة. و من ناحية أخرى فإن كتاب أعمال الرسل يقول أنه قابل التلاميذ لأول مرة بعد عدة أيام من رؤياه المزعومة حيث قابل هناك جميع التلاميذ. إن هذا هو لقاءه الأول معهم باعتبار أنهم جميعهم فزعوا منه. لاحظ الكلمات ((فكانوا كُلُّهُم يَخافونَ مِنهُ)). لن تكون حالهم كذلك لو أن بطرس و يعقوب قابلوه من قبل، و على فرض أنهم لم يذكروه أمام التلاميذ الآخرين فعلى الأقل لن يخافه بطرس و يعقوب أنفسهم. لاحظ أيضاً أن برنابا هو الوحيد الذي وقف في صفه و لم يقل (برنابا و بطرس و يعقوب).
    4- يقول كتاب أعمال الرسل أنه بعد زيارة بولس الأولى لأورشليم، خاف منه جميع التلاميذ ثم أقنعهم برنابا لقبوله و ذهبوا جميعاً يداً بيد وبدأ ((يَروحُ ويَجيءُ معَ التَّلاميذِ في أُورُشليمَ)) و يبشّر ((بِشجاعةٍ)) بين اليهود. إلا أن رسالة غلاطية تقول أن زيارته الأولى لأورشليم كانت بعد ثلاث سنوات و في هذه الزيارة الأولى قابل يعقوب و بطرس فقط. لم يزعم كاتب الرسالة بأنه ذهب مع بطرس و يعقوب في حملة تبشيرية داخل و خارج أورشليم، و لا يمكن أن يكون قد فعل ذلك سابقاً مع جميع التلاميذ على اعتبار أنه لم يكن ((مَعروفَ الوَجهِ عِندَ كنائِسِ المَسيحِ في اليَهودِيَّةِ)) و أنهم ((سَمِعوا)) فقط باعتناقه المسيحية، و لكنهم كانوا شهود عيان على حملته الشجاعة مع جميع التلاميذ بأمّ أعينهم.
    Dexter كتب في : Jun 7 2005, 08:10 PM
    إذا كان كؤلف غالبية كتب العهد الجديد لا يستطيع حتى أن يحافظ على نفس الرواية فيما يتعلق بـ"خلاصه"، فكيف لنا أن نؤمن له في مثل هذه الأمور الحساسة كالمعنى "الحقيقي" لكلمات عيسى و ما إلى ذلك؟

    إن حقيقة عدم رؤية بولس لعيسى في حياته، عدم سفره معه، عدم تناوله الطعام معه، و عدم تعلمه منه مباشرةً – يجعل من حواريي عيسى المصدر الأول للهداية بالنسبة لأتباع عيسى الذين يرغبون في معرفة تعاليمه. إن السبب الوحيد الذي قد يدفع المرء لتجاهل الحواريين و التحدث مع بولس هو أن بولس قد بدأ تقلي سلسلة رؤى من عيسى. لم يدعي الحواريون أنهم يتلقون رؤىً من عيسى، لذا فمن الواضح أن ادعاء بولس في تلقيه رؤىً من عيسى سيصب حتماً في خدمة إبعاد أتباع عيسى عن حوارييه و خدمة تفسيره لرسالة عيسى. يصرّح بولس نفسه بفخر أنه ليس بحاجة إلى أن يتعلم من أي من البشر، و لا حتى الحواريين، و أنه مستقلٌ تماماً عن علمهم و أن كل ما يحتاجه هو الرؤى:
    فاعلَموا، أيُّها الإخوَةُ، أنَّ البِشارَةَ الّتي بَشَّرتُكُم بِها غَيرُ صادِرَةٍ عَنِ البَشَرِ. فأنا ما تَلقَّيتُها ولا أخَذتُها عَنْ إنسانٍ، بَلْ عَنْ وَحيٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ.
    الكتاب المقدس – غلاطية 1: 11-12

    كما سنرى قريباً، بأن عدم رغبته في تلقى أي شيء من الحواريين أو أن يتعلم منهم كان نتيجة حتمية لعدم قدرته على إثبات مزاعمه من خلال ما قاله عيسى. و يكاد يكون مستحيلاً أن تجد بولس يستشهد بأقوال عيسى عند محاولة لنشر عقيدته، بل تراه يشير دوماً إلى فلسفته الخاصة المبنية على أساس "الرؤى" التي يزعم أنه يتلقاها و على وحي من الروح القدس. و عند اختلافه مع أحد التلاميذ حول مسألة ما، فلم يكن بمقدوره أن يدعي أنه أكثر علماً منهم بتعاليم عيسى لأنه لم يقابله مطلقاً. و لهذا السبب رأى ضرورة الالتجاء دوماً إلى فلسفة الأمور على نطاق واسع و الادعاء بأن عيسى و الروح القدس قد "أوحوا" له بهذه الفلسفة. و كما سنرى في الأسطر القادمة فقد ادعى أنه تم اصطفاؤه من بين جميع البشر لتلقي رؤىً دون جميع الحواريين، و أنه قد أُذن له من خلال هذا الوحي أن يكسب الأتباع ((بِكُلِّ وسيلَةٍ)). و يدعي أيضاً أن ((كُلُّ شَيءٍ يَحِلُّ لي)).

    إن القارئ الفطن سيتمكن من ملاحظة الثغرات في قصة "تحول" بولس المزعومة. فعلى سبيل المثال، في العدد [أعمال الرسل 22: 9] يقول بولس أنه عندما تحدث إلى عيسى (عليه السلام) كان الذين يسافرون معه ((يَرونَ النـّورَ)) و لكنهم ((لا يَسمَعونَ صَوتَ مَنْ يُخاطِبُني)). بينما نجد العدد [أعمال الرسل 9: 7] يزعم أن الذين كانوا برفقة بولس ((وَقَفوا حائِرينَ يَسمَعونَ الصَّوتَ ولا يُشاهِدونَ أحدًا)). لا تأخذ بكلامي فقط و لكن ((امتَحِنوا كُلَّ شيءٍ)) بشتى السبل. إن تعاليم المسيحية في أيامنا هذه مبنية على تعاليم بولس مؤلف غالبية كتب العهد الجديد. إنه محل ثقة من قبلهم دونما تحقيق لادعائه أنه رأى عيسى (عليه السلام) في رؤيا مقدسة، و لأن الحواري برنابا قد كفله، و لأن الحواريون قابلوه و قبلوه، و لأنه بشر مع جميع الحواريين بشجاعة باسم عيسى في أرض اليهودية، و لأنه تعرض لصعوبات و اضطهاد كبيرين نتيجة لذلك. إلا أنه كل من يقرأ ببساطة كتابهم المقدس سيجد أن بولس نفسه يقسم بالله العلي بأن ذلك كله كان مجرد اختراع نظراً لأن الناس في بلاد اليهودية لم يروا وجهه قط و أنهم "سمعوا فقط" باعتناقه المزعوم للمسيحية. كما أنه لم يلتقي أبداً بأي من التلاميذ ماعدا بطرس و يعقوب. و مع هذا كله فإن الكنيسة تصرّ على تفسير كلام عيسى في نطاق تعاليم بولس.

    لم يكن ريفرند ديفيس Reverend Dr. Davies الشخص الوحيد الذي لاحظ هذه المشكلة الفاضحة. فقد كتب أيضاً رئيس الكهنة السابق دان باركر Dan Barker دراسة تفصيلية عن المشاكل في روايات بولس. هذا المقال موجود في مجلة ((النظرة المشككة The Skeptical Review)) عام 1994، المقال الأول - وهو بعنوان ((هل سمع رجال بولس صوتاً؟ Did Paul’s men hear a voice)). إني أوصي بشدة جميع الباحثين عن الحقيقة أن يحصلوا على نسخة و يقرؤوها. لقد قام السيد باركر بدراسة النصوص من منظور اللغة الإنكليزية بالإضافة إلى اليونانية حتى يعرض درجة التناقض الصارخة بين الأعداد.

    هنالك أمثلة أخرى عن مشاكل أكثر جوهرية تتعلق بالترتيب الزمني للأحداث الموجودة في العهد الجديد. أحد المشاكل الأكثر سطوعاً تلك التي قدمتها مجلة ((النظرة المشككة The Skeptical Review)) في ولاية كانتون Canton في سويسرا. لقد قدمت المجلة جائزة مقدارها /2000/ دولار أمريكي لمن يقدم لهم قصة (قيامة عيسى) كاملة بالترتيب الزمني و التي تأخذ بكافة أعداد الكتاب المقدس و لا تترك شيئاً منها. إن هذا التحدي هو كالآتي:
    كتب بولس يقول:
    وإنْ كانَ المَسيحُ ما قامَ، فتَبشيرُنا باطِلٌ وإيمانُكُم باطِلٌ، بَلْ نكونُ شُهودَ الزّورِ على اللهِ، لأنَّنا شَهِدْنا على اللهِ أنَّهُ أقامَ المَسيحَ وهوَ ما أقامَهُ، إنْ كانَ الأمواتُ لا يَقومونَ.
    الكتاب المقدس – الأولى إلى كورنثوس 15: 14-15

    إن شروط التحدي بسيطة و معقولة. إبدأ في كل من الأناجيل بصباح عيد الفصح و اقرأ حتى نهاية الكتاب (متى 28، مرقس 16، لوقا 24، يوحنا 20-21). و اقرأ أيضاً [أعمال الرسل 1: 3-12] و النقل المختصر للرواية من قبل بولس في [الأولى إلى كورنثوس 15: 3-8]. هذه الأعداد الـ/165/ يمكن قراءتها في بضع دقائق. ثم قم بكتابة ما جرى من أحداث بين القيامة و الصعود دون حذف أي تفصيل ورد في هذه الأعداد بالترتيب الزمني و بشكل بسيط: ماذا جرى أولاً و من ثم حدث كذا ثم كذا.. من و أين قال كذا و أين جرت هذه الأحداث. ثم أرسل ما كتبته إلى مجلة ((النظرة المشككة The Skeptical Review)) على العنوان البريدي:
    P.O. Box 717, Canton, IL 61520-0717
    إن تمكن أحد من القيام بهذه المهمة فإنه سيحصل على /2000/ دولار أمريكي.

    يوجد الكثير من الأمثلة المشابهة تبين كيف قام بولس بإحداث تغييرات جذرية لدين عيسى بشكل مفضوح و على الملأ فأصبح يناقض بشكل صارخ تعاليم كل من عيسى و حوارييه. مثال آخر يمكن رؤيته من خلال التحليل التالي:
    يأمرنا الله العلي في العهد القديم:
    ((وهذا هوَ عهدي الذي تحفظونَه بَيني وبَينكُم وبَينَ نسلِكَ مِنْ بَعدِكَ: أنْ يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم. فتَختِنونَ الغُلْفةَ مِنْ أبدانِكُم، ويكونُ ذلِكَ علامةَ عَهدٍ بَيني وبَينَكُم. كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم اَبنُ ثمانيةِ أيّامِ تَختِنونَه مدَى أجيالِكُم، ومِنهُمُ المَولودونَ في بُيوتِكُم أوِ المُقتَنونَ بِمالٍ وهُم غُرَباءُ عَنْ نسلِكُم. فيُختَنُ المَولُودون في بُيوتِكُم والمُقتنَونَ بمالِكُم ليكونَ عَهدي في أبدانِكم عَهدًا مؤبَّدًا. وأيُّ ذَكَرٍ لا يُختَنُ يُقطَعُ مِنْ شعبِهِ لأنَّهُ نقَضَ عَهدي)).
    الكتاب المقدس – التكوين 17: 10-14

    وفقاً للعهد القديم فإن الله يخبرنا بنفسه أن عهده بيننا و بينه هو الختان. لقد لاحظ علماء الكتاب المقدس أهمية الختان ليس لكونه عملاً مادياً مجرداً:
    "لقد كان هذا هو العلامة و الختم بأن إسرائيل هم شعبه المختار. من خلاها كانت حياة الرجل متربطة بمنحة عظيمة و كانت كرامته تتجلى في وعيه التام بأن ذلك يلبّي الغاية الربانية"
    تفسير الكتاب المقدس، ص 613
    Interpreter's Bible, p. 613
    اعتُبر الختان ذا أهمية كبرى في الإيمان اليهودي حتى أنهم كانوا ينتهكون حرمة السَبَت ليختنوا أولادهم إذا صادف اليوم الثامن في السَبَت:

    أمَركُم موسى بالخِتانِ، وما كانَ الخِتانُ مِنْ موسى بل مِنَ الآباءِ، فأخَذتُم تَختُنونَ الإنسانَ يومَ السَّبتِ. فإذا كُنتُم تَختُنونَ الإنسانَ يومَ السَّبتِ لِئَلاَّ تُخالفوا شريعةَ موسى، فكيفَ تَغضبونَ علَيَّ لأنِّي شَفيتُ إنسانًا بأكمَلِهِ يومَ السَّبتِ؟
    الكتاب المقدس – يوحنا 7:22-23

    حتى عيسى نفسه تم ختانه في اليوم الثامن مثله كمثل بافي اليهود المخلصين:

    ولمَّا بلَغَ الطِّفلُ يومَهُ الثّـامنَ، وهوَ يومُ خِتانِهِ، سُمِّي يَسوعَ..
    الكتاب المقدس – لوقا 2: 21

    كما أن يوحنا المعمدان (يحيى عليه السلام) قد اختُتن وفقاً للعدد [لوقا 1: 59]. بعد رحيل عيسى أصبح الختان مسألة نزاع شخصي بين الحواري بطرس الذي أصرّ عليها (من خلال تبشير اليهود فقط) و بين بولس الذي أراد طرح الختان جانباً (و تبشير غير اليهود أيضاً).

    إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الْخِتَانِ. (1)
    الكتاب المقدس – غلاطية 2: 7


    ==================================
    (1) هذا العدد مأخوذ عن ترجمة فاندياك لكونه الأقرب في اختيار الألفاظ من التراجم الأخرى بما يقارب ترجمة الملك جيمس التي تقول:
    I had been entrusted with the gospel for the uncircumcised, just as Peter had been entrusted with the gospel for the circumcised.
    أما الترجمات العربية الأخرى فقد أخفت مفهوم الختان لتواريه في معانٍ أخرى. فعلى سبيل المثال:
    رأَوا أَنَّه عُهِدَ إِليَّ في تَبْشيرِ القُلْفِ كما عُهِدَ إِلى بُطرُسَ في تَبْشيرِ المَختونين (الترجمة الكاثوليكية)
    رأَوا أنَّ اللهَ عَهِدَ إليَّ في تَبشيرِ غَيرِ اليَهودِ كما عَهِدَ إلى بُطرُسَ في تَبشيرِ اليَهودِ (الترجمة العربية المشتركة).
    (المترجم)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    ثم يفصّل لنا بولس بشكل دقيق كيف أن الحواريين كانوا على خطأ و أنه على صواب، و كيف أنه حتى الحواري برنابا قد حذا حذوهم في "نفاقهم"، و أنه كان من الضروري بالنسبة له أن يبين الحقيقة للحواريين. (في نسخة الملك جيمس نجد أن الكلمة التي استخدمها بولس في العدد [غلاطية 2: 13] قد تم ترجمتها بشكل دبلوماسي إلى "رياء dissimulation"، إلا أننا نجد أن النسخة القياسية المنقحة للكتاب المقدس - و التي جُمعت من مخطوطات يدوية أكثر قدماً من التي جمعت منها نسخة الملك جيمس – قد ترجمت الكلمة التي استخدمها بولس بشكل أمين أكثر إلى "نفاق hypocrisy" .. **

    =============================
    ** حالها كحال الترجمات العربية في انتقاء لفظة "رياء".
    =============================

    ثم يذكر لنا بولس كلاً من الحواري يعقوب (يعقوب الملقب بابن الرعد، يعقوب العادل)، و الحواري بطرس (الملقب بالصخرة)، و الحواري برنابا (معلم بولس و المدافع عنه) بالأسلوب التالي:

    رَأيتُ أنَّهُم لا يَسيرونَ سِيرَةً مُستقيمَةً معَ حَقيقةِ البِشارَةِ..
    الكتاب المقدس – غلاطية 2: 14

    لقد أصبح واضحاً من كلام بولس – بالإضافة إلى ما ذكرنا أعلاه - أن الحواريين قد ضلوا عن الصواب. من المثير للاهتمام أن نسمع لبرهة أن نقل برنابا لهذه الأحداث قد تم اختياره على أنه "مؤلف غالبية" الكتاب المقدس بدلاً عن بولس. وفقاً لمقاطع أخرى مماثلة، نرى أن الحواريين كانوا بحاجة مستمرة لإرشادات بولس حتى يتمكنوا من إدراك الحقيقة. للحصول على نقل برنابا لتلك الأحداث، و رأيه في بولس، و لمعرفة ما حدث فعلاً علىالصليب، أرجو البحث عن (إنجيل برنابا ISBN 0089295-133-1) في مكتبتكم المحلية أو احصلوا على نسختكم من العنوان المدرج في نهاية الكتاب.

    من المثير للدهشة أن نعلم أن بولس نفسه لم يكن واثقاً من "رؤياه" الخاصة به. نقرأ في الكتاب المقدس:
    وإنْ كانَ لا بُدَّ لي مِنَ الافتِخارِ معَ أنَّهُ لا نَفْعَ مِنهُ فأنتَقِلُ إلى الكلامِ على رُؤى الرَّبِّ وما كَشَفَهُ لي. أعرِفُ رَجُلاً مُؤمِنًا بالمَسيحِ خُطِفَ قَبلَ أربَعَ عَشْرَةَ سنَةً إلى السَّماءِ الثَّالِثَةِ. أبِجَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. أمْ بِغَيرِ جَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. الله يَعلَمُ. وإنَّما أعلَمُ أنَّ هذا الرَّجُلَ خُطِفَ إلى الفِردَوسِ: أَبِجَسَدِهِ أمْ بِغَيرِ جَسَدِهِ؟ لا أعلَمُ. اللهُ يَعلَمُ. 4أعلَمُ أنَّهُ خُطِفَ إلى الفِردَوسِ وهُناكَ سَمِعَ كلامًا لا يَقدِرُ بَشَرٌ أنْ يَنطِقَ بِه ولا يَجوزُ لَه أنْ يَذكُرَهُ. أمَّا هذا الرَّجُلُ فأفتَخِرُ بِه، وأمَّا أنا فَلا أفتَخِرُ إلاَّ بِضُعفي..
    الكتاب المقدس – الثانية إلى كورنثوس 12: 1-5

    إذاً فإن بولس لم يكن يعلم إن كان الرجل في "رؤياه" ((بِجَسَدِهِ)) أم ((بِغَيرِ جَسَدِهِ)). كما اشتملت رؤيا بولس على ((كلام لا يَقدِرُ بَشَرٌ أنْ يَنطِقَ بِه)) و الذي ((لا يَجوزُ لَه أنْ يَذكُرَهُ)).

    لو قلت لك أني رأيت شخصاً ما في "رؤيا"، و أني سمعت في هذه الرؤيا ((كلامًا لا يَقدِرُ بَشَرٌ أنْ يَنطِقَ بِه ولا يَجوزُ لَه أنْ يَذكُرَهُ))، و أن هذا الشخص قد أمرني بإلغاء الوصايا التي تمسك بها عيسى (عليه السلام) في كل حياته و أمر البشرية أن يتمسكوا بها إلى آخر الزمان، فماذا ستخبرني عن هوية ذلك الرجل الذي أصفه؟ من الذي رأيته؟

    يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
    وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21)
    القرآن الكريم – لقمان

    ما الخطأ في هذه الصورة؟ حتى لو تجاهلنا قَسَم بولس و اعترافه بالتحريف ثم قبلنا معتقداته المبنية على الوحي و العصمة من الخطأ (هذا لو)، فإننا لازلنا في الصورة التالية:

    بولس هو رجلٌ - وفقاً لاعترافاته - اضطهد الكثير من المسيحيين اضطهاداً "بفوق الوصف" و ذبّحهم و "أضاع" الكنيسة [غلاطية 1: 13-15]،[أعمال الرسل 8: 1-3، 9: 1-2، 9: 41، 6: 5 إلخ]، رجلٌ لم يقابل عيسى وجهاً لوجه إطلاقاً، تحول حاله بشكل معجز من مضطهد و قاتل للمسيحيين إلى معلم مثالي للمسيحية أكثر من الحواريين أنفسهم. تم اختياره من قبل شبح عيسى ليتلقى "الرؤى" التي تجاهلت الحواريين المصاحبين لعيسى (عليه السلام) خلال حياته [غلاطية 1: 10-12]. لقد كان بولس ذو سمعة رهيبة كمضطهد للمسيحيين حتى أن أحداً لن يصدق مزاعمه في التحول إلى المسيحية. إلا أن تدخل الحواري برنابا – الذي كانت كلمته على ما يبدو لها من الثقل الشيء الكثير في نفوس باقي الحواريين – كان سبباً في قبول الحواريين له كرهاً. ثم سافر برنابا مع بولس بشكل واسع مكوناً سمعة جيدة بين اليهود كمعتنق حقيقي للمسيحية. لما أصبح لبولس سمعته الخاصة بيد اليهود حدث نزاع بينه و بين برنابا [أعمال الرسل 15: 39]،[غلاطية 2: 13] فافترقا. ثم ادعى بولس أن عيسى (عليه السلام) أراده أن "يبسّط" الشريعة لتكون مستساغة أكثر بالنسبة للمعتنقين الجدد. و من هنا بدأ بولس بإحداث تغييرات صارخة في شريعة عيسى (عليه السلام).

    اعتبر بولس أن رؤاه كانت لها سلطة كافية لمخالفة تعاليم الحواريين و اعتبارهم منافقين. حتى برنابا – ذلك الحواري التي سافر مع بولس معلماً إياه و مبشّراً اليهود، و الذي كان مستعداً لقبول مضطهد المسيحيين هذا و بظاهر مزاعمه حول اعتناقه للمسيحية، و الذي أقنع جميع الحواريين بمفرده لقبول مضطهد المسيحيين نفسه – اعتبره بولس من المنافقين و و أقل قدرة منه على فهم دين عيسى (عليه السلام). بالإضافة إلى اعتقاد بولس بـ:

    إنِّي جاهَدتُ أكثَرَ مِنْ سائِرِ الرُّسُلِ كُلِّهِم..
    الكتاب المقدس – الأولى إلى كورنثوس 15: 10

    و هكذا فإن الحواريين كانوا هؤلاء الكسالى دونما تنظيم حتى أن بولس كان يبذل جهداً أكثر من كل الحواريين الأحد عشر مجتمعين. و مع كل هذا إلا أن الحواريين قد أمضوا السنوات العديدة مع عيسى (عليه السلام) متعلمين منه مباشرةً على عكس بولس الذي لم يقابل عيسى شخصياً، و الذي تحوّل عملياً في أحد اليالي من مضطهد و قاتل للمسيحيين و الحواريين إلى معلمٍ أكثر مثاليةً من الحواريين أنفسهم. من حسن حظنا أن تلقى بولس هذه "الرؤى"، و إلا لكنا قد احرفنا عن الطريق من قبل الحواريين الكسالى المضللين و المنافقين. و لمعرفة رواية برنابا حول هذه الأمور أرجو قراءة (إنجيل برنابا).
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    3,801
    آخر نشاط
    22-12-2012
    على الساعة
    06:56 PM

    افتراضي

    لنستريح قليلاً و نقرأ التحليل السريع للأعداد التي ذكرناها:
    1- أمر عيسى (عليه السلام) البشرية خلال حياته التي قضاها على الأرض أن يلتزموا بدين موسى بشكل تام إلى نهاية الزمن بلا تساهل. [متى 5: 18]. أخبرهم أن الالتزام بدين موسى و بيع ممتلكاتهم سيجعل منهم أناساً "مثاليين" [لوقا 18: 18-22].
    2- بعد رحيل عيسى، قام بولس باضهاد العديد من المسيحيين بشكل "يفوق القياس" و ذلك باعتراف شخصي منه، و بذل قصارى جهده لـ"تذبيحهم"، كما أنه "أضاع" الكنيسة [غلاطية 1: 13-15]،[أعمال الرسل 8: 1-3، 9: 1-2، 9: 41، 6: 5، 22: 4] ..إلخ. و كان راضياً عن رجم الحواري استيفانوس حتى الموت [أعمال الرسل 22: 20].
    3- تلقى بولس "رؤى" و تم خلاصه [أعمال الرسل 22: 9، 9: 7] .. إلخ.
    4- لم يكن بولس متأكداً مما رأى في رؤياه. كما أن هذه الرؤى قد تضمنت ((كلامًا لا يَقدِرُ بَشَرٌ أنْ يَنطِقَ بِه ولا يَجوزُ لَه أنْ يَذكُرَهُ)) [الثانية إلى كورنثوس 12: 1-5].
    5- يقول لنا بولس أن الرجل الذي أتاه في الرؤى هو عيسى (عليه السلام). و يصرح لنا أنه استقى تعاليمه لـ"المسيحية" من هذه الرؤى و ليس من أحد آخر، و لا حتى الحواريين [غلاطية 1: 12]. بمعنى أنه لم يكن بحاجة لأن يتعلم من الحواريين. كما أن لرؤياه سلطة تعلو على كل ما يمكن أن يقولوه. ثم يتابع ليبين للجميع كيف كان حواريو عيسى بحاجة دائمة لهديه حتى يميزوا الحقيقة [مثال: غلاطية 2: 11-13].
    6- يدعي بولس أن كل الأمور أحلت له و أنه لن يتّبع أحداً [الأولى إلى كورنثوس 6: 12]. و يدعي أيضاً أن سيلجأ إلى كل الوسائل حتى يتّبعه الناس، بغض النظر عما يستلزم ذلك منه.
    7- اختلف الحواريون مع بولس بما يخص "حقيقة" الختان الذي أمر به الله بالإضافة إلى أمور أخرى [الأولى إلى كورنثوس 7: 19]،[غلاطية 2: 7] ..إلخ.
    8- وفقاً لبولس فإن الحواريين لم يسيروا ((سِيرَةً مُستقيمَةً)) وفقاً لـ ((حَقيقةِ البِشارَةِ)) و كانوا كسالى مضللين و منافقين [الأولى إلى كورنثوس 15: 10]،[غلاطية 2: 14]،[غلاطية 2: 13].
    9- غالبية كتب العهد الجديد قد كتبت من قبل بولس نفسه. و نجد فيهم أن بولس نفسه يصرح دونما حياء أنه كان بلا منازع الحواري الأرفع درجة بين الحواريين الذين صاحبوا عيسى (عليه السلام) خلال فترة كهنوتيته، و أنهم جميعاً كانوا بحاجة إلى هديه ليروا "حقيقة" رسالة عيسى و كيف أن عيسى (عليه السلام) و حوارييه قد عينوه بحماس الحواري الثاني عشر.

    الخـلاصـة:
    إذا كان الحواريون الذين عاشوا مع عيسى و بشّروا معه و أكلوا و شربوا معه لسنوات عديدة هم جميعهم – وفقاً لبولس – كسالى مضللين و منافقين ، و غير قادرين على إبصار "حقيقة" رسالة عيسى بوضوح كما يبصرها هو، و إذا كان بولس - الذي لم يقابل شخص عيسى مطلقاً و مع ذلك فإنه مؤلف غالبية كتب العهد الجديد بين أيدينا – على هدىً حقيقي أكثر من الحواريين مجتمعين بسبب "رؤياه" المزعومة مع أنه لا يستشهد بأقوال عيسى إطلاقاً و ليس بحاجة إلى أن يتعلم من الحواريين، و مع ذلك فهو على هدىً حقيقي أكثر من الحواريين أنفسهم أجمعهم و فقاً للبشارة الخاصة به.. إذا كان هذا كله فلماذا شعر عيسى بضرورة تبشير البشرية جمعاء بشريعة موسى؟ لماذا التزم بها بنفسه بهذا الشكل الصارم؟ وفقاً لبولس فإن فائدة عيسى الوحيدة تكمن في كونه جسداً يتم تعليقه على الصليب. لقد شعر عيسى بضرورة أن يأمر أتباعه بالالتزام بشريعة موسى بشكل تام دونما تساهل. كما شعر أنه من الضروري أن يحيا حياته محافظاً على هذه الشريعة بشكل تام ليكون مثلنا الأعلى. لم يذكر بشكل صريح في حياته قط أي خطيئة أصلية، أو فداء و صلب، أو خلاصاً من الخطيئة و إلغاءً لشريعة موسى. إلا أنه لم يمضي وقتٌ طويل على رحيل عيسى عن هذه الأرض حتى يستخدم بولس رؤياه المزعومة ليلغي و بشكل تام كل ما علّمه و مارسه عيسى. إنه ليس بحاجة لأن يتعلم من الحواريين، و كل ما يحتاجه هو الرؤى. لهذا السبب فإنه يكاد لا يستشهد بأقوال عيسى مطلقاً. بل يلجأ إلى فلسفته للأمور بدلاً من لاستشهاد بأقواله. فلماذا لم يأتي عيسى إلى الأرض ببساطة بعدما اقترف آدم خطيئته، ثم لا يتفوه بأي كلمة، فيثير غضب بعض أعداء الله و يترك لهم المجال فيصلبوه و ينتهي الأمر سريعاً على ذلك؟ حتى لو أن عيسى قرر الانتظار مئات الألوف من السنين ثم أتي قبل ألفي سنة مضت، فلماذا يبشّر بشريعةٍ سيتم رميها من النافذة بعد سنين قليلة فقط؟ لماذا يحافظ بنفسه على هذه الشريعة بتفانٍ؟ لماذا يأمر الجميع لكي يتمسكوا بهذه الشريعة ((إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ))؟ لماذا يهددهم بأن كل من يخالف وصية واحدة فإنه يعدّ ((صغيرًا في مَلكوتِ السَّماواتِ))؟ ألن يموت من أجل خطايا العالم و من ثم يعود في رؤىً حصرية لبولس فيأمره بإلغاء شريعة موسى؟ ألن يعود في رؤى بولس و يأمره أن يخبر الجميع أن "الإنسان يُبرر بالإيمان لا بأحكام الشريعة"؟ لماذا لم يقم بنفسه بالتبشير بتلك العقيدة عندما كان بين حوارييه بدلاً من الانتظار حتى يذكرها لأول مرة بعد موته من خلال رؤيا بولس؟
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

انزعوا القناع عن بولس الكداب

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. محسوبك بولس يا غير مسجل
    بواسطة رفيق أحمد في المنتدى الأدب والشعر
    مشاركات: 58
    آخر مشاركة: 01-05-2009, 06:06 PM
  2. فضحك الله يا بولس ... بولس يعترف ان ابراهيم بارا قبل فداء يسوع
    بواسطة الفيتوري في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-08-2008, 07:54 AM
  3. بولس.... بولس... بولس
    بواسطة المهدى في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24-05-2007, 11:51 AM
  4. شبهة طرحت فى برنامج كشف القناع
    بواسطة hussienm1975 في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-02-2007, 03:36 PM
  5. فضائيه الحياة وكشف القناع
    بواسطة ali9 في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-05-2006, 09:43 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

انزعوا القناع عن بولس الكداب

انزعوا القناع عن بولس الكداب