بالنسبة لموضوع نهاية يهوذا الاسخريوطي بين انجيل متى واعمال الرسل نجد عدة تناقضات تستعصي على التوفيق ، لنقرأ نص متى:

مت-27-3: حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ،ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ
مت-27-4: قائلا: ((قد أخطأت إذ سلمت دما بريئا)). فقالوا: ((ماذا علينا؟ أنت أبصر!))
مت-27-5: فطرح الفضة في الهيكل وانصرف ،ثم مضى وخنق نفسه.
مت-27-6: فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: ((لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم)).
مت-27-7: فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء.
مت-27-8: لهذا سمي ذلك الحقل ((حقل الدم)) إلى هذا اليوم.
مت-27-9: حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل : ((وأخذوا الثلاثين من الفضة ،ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل،
مت-27-10: وأعطوها عن حقل الفخاري ،كما أمرني الرب)).




اع-1-18: فإن هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها.
اع-1-19: وصار ذلك معلوما عند جميع سكان أورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم ((حقل دما)) (أي: حقل دم).
اع-1-20: لأنه مكتوب في سفر المزامير: لتصر داره خرابا ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته آخر.


التناقضات :
مصير الفضة: في متى يهوذا يلقي الفضة في الهيكل في اعمال الرسل يهوذا يشتري بها حقل
من الذي اشترى الحقل: في متى رؤساء الكهنة في اعمال الرسل لم يكن يهوذا لآنه ألقاها
كيف مات يهوذا: في متى خنق نفسه في اعمال الرسل وقع فانشق بطنه
سبب تسميه الحقل: في متى لآنه كان ثمن دم في اعمال الرسل لآن يهوذا مات فيه حيث اندلقت امعائه


إشكال آخر:
يستشهد متى بالعهد القديم فيقول ان نبوءة الثلاثين قطعة من الفضة موجودة في سفر إرمياء النبي ، ولكنها في الحقيقة ان ما ذكر في إرمياء كان 17 قطعة من الفضة:

ر-32-9: فاشتريت من حنمئيل ابن عمي الحقل الذي في عناثوث ووزنت له سبعة عشر شاقلا من الفضة.

أما الثلاثين قطعة من فضة فهي في زكريا :

زك-11-12: فقلت لهم: ((إن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلا فامتنعوا)). فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة.
زك-11-13: فقال لي الرب: ((ألقها إلى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به)). فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها إلى الفخاري في بيت الرب.

وهكذا أخطأ متى في استشهادة بسفر إرمياء