نشر أحد الملحدين على موقع YOUTUBE فيديو بالعنوان أعلاه أدعى فيه أن هناك خطأً حسابياً في القرآن .. و لماذا ...
قال سيادته .. مات احدهم .. و كان الورثة .. ثلاث بنات ووالديه و زوجته ... و عليه فستوزع التركة كالآتي :
نصيب 3 بنـــــــات = 2/3 التركة ....... " فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ " النساء 11 نصيب والديــــــــه =1/6 + 1/6 = 1/3 التركة ...... " وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ " النساء 11 نصيب زوجتـــــــه = 1/8 التركة ....... " فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ " النساء 12 إذا جمعنا الحصص = 2/3 ( للبنات ) + 1/3 ( للأبوين ) + 1/8 ( للزوجة ) = 1.125 أي لو ترك المتوفى 1000 ديناراً .... لاحتاج القاضي إلى 1125 دينار ليوزعها عليهم حسب القرآن .. و لذلك فهو ينصحنا ... برفض الخرافات و الأديان ..............
الرد على التدليس
·لقد أهدى " السيد ملحد " بتدليسه هذا للإسلام ... خدمة جليلة دون أن يدرى سيادته و كما سيتضح ..
· إن حالة الميراث التي أوردها " السيد ملحد " ...هي حالة من ضمن المئات من حالات و احتمالات الميراث و تقسيم و توزيع الأنصبة في التركات...... هذا و يوجد أيضا ما يشابهها من حالات ( و لكن مع اختلاف نسب التوزيع لأنصبة الورثة ) و التي يكون فيها مجموع الكسور لأنصبة الورثة في التركة ... اكبر أو اصغر من الواحد الصحيح ...
· لقد أرسى القرآن الكريم ( المصدر الأول للتشريع الإسلامي ) القواعد الأساسية لتــوزيع الأنصبة بين مستحقي الميراث في كل حالة من مئات الحالات تلك .. وذلك من خلال آيات معدودة موجزة المبنى .. و لكنها واسعة المعنى .. وترك أي تفاصيل مكملة أو لازمة لرسوله الكريم كي يفصّلها في سنته .... و إلا لو تفرغ القرآن الكريم لشرح تفصيلي لكل حالة من مئات الحالات تلك لخرج القرآن عن موضوعه الأساسي و لأصبح كتابا لشرح علم المواريث .. و ليس منهجاً متكاملاً للبشر في كافة النواحي !!
· و لكن من ناحية أخرى لم يغفل القرآن الكريم عن الإشارة بضرورة الأخذ و العمل بقول و فعل الرسول - صلى الله عليه و سلم - بل واعتبر ذلك مصدراً أيضا للتشريع في كافة النواحي .. و التي من ضمنها علم المواريث ... و ما الدليل على ذلك .. الدليل هو قوله تعالى في قرآنه الكريم في الآية رقم 7 من سورة الحشر .. " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ "..
· هذا ولقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على اعتبار سنة الخلفاء الراشدين والإجماع مصدراً أيضا للتشريع فقال .... " عليكم بسنتي وسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِييْنَ مِنْ بَعْدِي ، تَمَسَّكُوا بها ، وعَضُّوا عليها بالنَّوَاجِذِ " ..الراوي : العرباض بن سارية المحدث : ابن تيمية - المصدر : مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم : 20 /309 خلاصة حكم المحدث : صحيح
· و في عهد عمر رضي الله ( احد الخلفاء الراشدين ) توفيت امرأة وتركت زوجاً وأختين فقط .. و طُلب توزيع الميراث .. فوجد أنها حالة مماثلة للحالة التي ذكرها " السيد ملحد " .. أي التي يكون فيها مجموع الكسور لأنصبة الورثة في التركة اكبر من الواحد الصحيح ... فاستشار عمر الصحابة حينئذ ..... فأشار عليه العباس بن عبد المطلب فقال :" أرى أن يقسم المال بينهم على قدر سهامهم" .. الموسوعة الفقهية الكويتية ..... و من هنا سنّ و أسس عمر المبدأ و الأسلوب الذي يتبع في مثل هذه الحالات و يسمى" الْعَوْل ".. و الذي أخذت منه كل القوانين حالياً ما يعرف بمبدأ " قسمة الغرماء " لحل مثل تلك الأمور ...
· و " قسمة الغرماء " هي حالة يكون فيها المبلغ المتوفر للتوزيع على مستحقيه ....... أقل من مجموع المبالغ المستحقة لكل طرف ... حينئذ تتم عملية التوزيع بحيث يحصل كل طرف على حقه بالنسبة و التناسب .. و سنوضح ما ذكرنا بمثال بسيط :
إذا كان مجموع ديون المدين مثلا100 ألف لعدة أطراف ...... و لكن المبلغ المتوفر لتوزيعه هو 50 ألف فقط ..... وعليهفتكون النسبة = 50,000 / 100,000 = 50 % .. وبالتالي فإن الدائن الذي حصته 20 ألف سيحصل على 10 آلاف فقط .. والذي حصته4آلاف سيحصل على ألفان فقط .. أي بالنسبة و التناسب .. و هكذا .. .
· نأتي للمسألة التي أثارها " السيد ملحد " :
إن نسب التوزيع المذكورة هي : 2/3 & 1/3 & 1/ 8 .. و لو وحدنا المقامات لهذه النسب لأصبحت :2/3 = 16 / 24 & أصبح 1/3 = 8 / 24 & أصبح 1/ 8 = 3 / 24 ..... و لأصبح مجموع هذه الكسور = ( 16 / 24 ) + ( 8 / 24 ) + (3 / 24 ) ... أي = 27 / 24..... و بالمبدأ الذي ذكرناه .. و أرساه الإسلام من أكثر من 1430 عام مضت يصبح :
· نصيب 3 بنــــــــــــــــــــــات=16/ 27 ( بدلا من 24 ) = 59,26 %
· نصيب الأبويــــــــــــــــــــــن = 8 / 27 ( بدلا من 24 ) = 29,63 %
· نصيب الزوجــــــــــــــــــــــة = 3 / 27 ( بدلا من 24 ) = 11,11 %
· مما تقدم فان مبدأ" العَوْل "هذا و كما رأينا .... من مفاخر الإسلام حيث أنه يبرهن على عدالته في الأمور ، وقدرته على مواكبة أي مستجدات قد تطرأ ......... و لكن أي منصف عليه ألا يغفل أن هذه المبادئ وصلت إلينا ممن كانوا رعـاة للغنم في الصحراء منذ ما يزيد عن 1400 عام مضت .... و سار عليها و ضبطت إيقاع توزيع تركة العديد من المليارات من البشر منذ ذلك الوقت و حتى تاريخه برضا تام .. في منظومة يعجز البشر عن وضع مثلها .. فأي خرافات تلك التي يتحدث عنها " السيد ملحد " ... و هل لسيادته أن يطلعنا على أسلوب و نظام متكامل آخر أفضل يبتكره سيادته لتوزيع مئات الحالات من التركات .. يمكن لمائة فرد مثلا احترامه و القبول به لمدة عشر سنوات ... و لكن دون أن نسمع عن ذلك ضجيجا .. و نحن في انتظار رد سيادته !!!!!!
· و أخيراً هناك أسئلة تطرح نفسها ... في أي الجامعات العالمية تخرج رعاة الغنم هؤلاء .... و على يد من تلقوا علمهم .. وأي آلات حاسبة أو مكتبات كانت متوفرة لديهم آنذاك ليؤسسوا هذه المنظومة المبهرة و العادلة لتوزيع التركات ... و أي ... و أي .. إن هذا كله ليبرهن أن ما ذكرنا هو وحى السماء للأرض ......" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " النساء 82
التعديل الأخير تم بواسطة سيف الإسلام ; 21-06-2014 الساعة 06:13 PM
المفضلات