بسم الله الرحمن الرحيم
ضيفنا العزيز
أولا : السيد المسيح - عليه السلام - منعوت فى القرآن الكريم بأنه ( كلمة من الله ) وليس ( كلمة الله ) كما تزعمون ، والفارق كبير جدا بين العبارتين
وحتى قوله تعالى : " وكلمته ألقاها الى مريم " لا يفهم منه أن لفظ ( كلمة ) هنا معرف بالاضافة التى يدل عليها الضمير المتصل، وانما معنى العبارة القرآنية هو : وكلمته التى ألقاها الى مريم ، فالتعريف هنا لا يتم الا باضافة ( ألقاها الى مريم ) ، ولو أنه اكتفى بقوله ( وكلمته ) فقط دون ما بعدها لكان عندك حينئذ حق فيما زعمت ، ولكن هذا لم يحدث ، فأرجو أن تنتبه جيدا أنت وغيرك من الناس كافة - حتى بمن فيهم المسلمين - الى دقة هذا التعبير القرآنى ، فالقرآن العظيم دقيق جدا فى صياغة ألفاظه ، وحريص جدا على مطابقة الألفاظ للمعانى المرادة دون زيادة أو نقصان
ثانيا : أراك تتحدث كثيرا عن نبؤات العهد القديم عن السيد المسيح عليه السلام ، وبصفة خاصة عن نبؤات مزعومة فى سفر أشعيا ، وبالأخص عن نبؤة عمانوئيل ، وأريد أولا أن أرفع هذه الغشاوة عن عينيك ، بل عن أعين قومك أجمعين لأن هذا الاعتقاد الخاطىء تماما لا يقتصر عليك وحدك وانما يشاركك فيه الكثير ، وبخاصة الأرثوذكس ، فأرجو الانتباه جيدا للبيان التالى :
لقد ساد الاعتقاد طويلا بأن سفر أشعيا هو أكثر أسفار اليهود تبشيرا بالسيد المسيح منذ ميلاده وحتى مماته ، حتى أن بعضكم قد وصفه متحمسا بأنه ( الانجيل الخامس ) !! ، ولكن المشكلة يا عزيزى أنكم لا تلقون بالا بالمرة الى الوقائع التاريخية الملابسة لعصر تدوين هذا السفر بكافة تفاصيلها وأحوالها
وحتى لا تظن أننى أدافع عن معتقدى كمسلم فاننى لهذا لن أرد عليكم بكلام من عندى ، بل بكلام علمائكم أنتم - علماء اللاهوت المنصفين والموضوعيين - الذين لم يتحرجوا من اعلان الحقائق العلمية التاريخيةالخالصة والمجردة ولوجه الحق وحده دون تعصب أو انحياز
وانتظر مشاركتى القادمة ففيها مفاجأت مدوية
المفضلات