بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأنت تبحث فى الكتاب المقدس تستوقفك بعض العبارات وربما بعض الإصحاحات ، ولا أكون مبالغا لإن قلت لك أن كل الكتاب يستوقفنى .
وأنا أكتب فى موضوع مسرحية إتهام يهوذا هذه إستوقفنى شئ ملفت تماما للنظر .
وهذا الأمر الذى ستقرأ بعض تفاصيله حالا إن شاءالله دعانى أن ادقق وأبحث جيدا فى هذا الأمر . لعلى أجد دليل إتهام ليهوذا إستند عليه الذين أتهموا يهوذا بالخيانة العظمى أو أقف على بعض الثغرات فى هذا التلفيق بالباطل لإتهام رجل قد إختاره المسيح :salla-s: الذى هو من أولى العزم من الرسل . وإله المسيحيين . ويخدعه ويخونه يهوذا .
ولنرى معا الملاحظات الذى إسترعت إنتباهى .
الملاحظة الأولى هى :
مت-26-26: وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز ،وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال: ((خذوا كلوا. هذا هو جسدي
هذا كان آخر مشهد ليهوذا مع يسوع والتلاميذ . ثم لاحظنا أن أول مشهد ليهوذا مع يسوع وتلاميذه ثانية حسب ما جاء فى متى نسخة الفنديك كان .
مت-26-47: وفيما هو يتكلم ،إذا يهوذا أحد الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب
هل لاحظت الآن الفارق بين الفقرتن فى متى ( 21 فقرة فقط ) . وذهبنا إلى مرقس.
مر-14-23: ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ.
مر-14-24: وَقَالَ لَهُمْ: ((هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ، الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ.
مر-14-25: اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ اللَّهِ
هذا آخر مشهد ليهوذا مع يسوع والتلاميذ فى مرقس ، وأما آول مشهد له معهم بعد ذلك كان.
مر-14-43: وَلِلْوَقْتِ فِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ أَقْبَلَ يَهُوذَا، وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ، وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ.
وتبين أن الفارق تقلص إلى ( 18 فقرة فى نفس الإصحاح 14 ) . وذهبنا إلى لوقا .
لو-22-14: وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ اتَّكَأَ وَالاِثْنَا عَشَرَ رَسُولاً مَعَهُ
هل لاحظ المسيحيون عبارة ( الاِثْنَا عَشَرَ رَسُولاً مَعَهُ )
فى حين أن يوحنا إتهمه بلا أدنى دليل فقال فيه .
يو-12-6: قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء، بل لأنه كان سارقا، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يلقى فيه
. أنا لم أكتبها فقط نقلتها عن كتابهم الذى إعترف أن يهوذا من بين الرسل وهذا إستدعانى أن أؤكد على أن يسوع أرسله كما سنتأكد بعد . إعتراف تام أنه من بين الرسل . فلا نترك كلمة رسول لأنها مهمة .
لو-22-21: وَلَكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ
هذا آخر مشهد حسب لوقا . ولكن أول مشهد بعد ذلك كان .
لو-22-47: وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا جَمْعٌ ، وَالَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا ، أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ ، يَتَقَدَّمُهُمْ ، فَدَنَا مِنْ يَسُوعَ لِيُقَبِّلَهُ.
والفارق هنا ( 25 فقرة حسب رواية لوقا ) . ولنقرأ فى يوحنا لنرى الفارق .
يو-13-27: فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: ((مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ
هذا آخر مشهد ليهوذا مع يسوع والتلاميذ حيث أرسله فى مهمة فيما يبدوا أنها سرية لم يعلمها غيرهما حتى إن كاتب إنجيل يوحنا وصف الأمر أنه كان مبهما بالنسبة للتلاميذ الذين وصف حالهم فى هذا الموقف بعدم الفهم ، وأيضا لم يخطر بذهن أحدهم أنه ذهب فى خيانة ولكنهم يعلمون مهام يهوذا بينهم وصفها يوحنا بالآتى.
يو-13-28: وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْهَمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ لِمَاذَا كَلَّمَهُ بِه،
يو-13-29: لأَنَّ قَوْماً، إِذْ كَانَ الصُّنْدُوقُ مَعَ يَهُوذَا ، ظَنُّوا أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لَهُ: اشْتَرِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِلْعِيدِ، أَوْ أَنْ يُعْطِيَ شَيْئاً لِلْفُقَرَاءِ
أما أول مشهد بعد ذلك كان كما سنرى ( بعد حوالى 5 إصحاحات أى ما يزيد عن 150 فقرة . إقرأ معى .
يو-18-1 بعدما انتهى يسوع من صلاته هذه، خرج مع تلاميذه وعبروا وادي قدرون. وكان هنالك بستان، فدخله هو وتلاميذه.
هذا الفارق يفتح باب الأسئلة على ماذا تحتوى هذه الفقرات .
وعلى ذلك نبدأ فى تفنيد الفقرات . وتلاحظ لنا الملاحظة الثانية وهى .
يو-12-44: فنادى يسوع وقال : ((الذي يؤمن بي، ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني.
يو-12-45: والذي يراني يرى الذي أرسلني.
الفقرتان السابقتان يدلل فيها يسوع أنه ليس إلا رسول وهو مغاير تماما للذى أرسله
وعمله فقط أن يخبر عن ما جاء به وليس له أى دخل فيما يقول بل مبلغ فقط وموصل فقط لما أعطى إليه وما جاء به . فيوضح ذلك جيدا فيقول .
و-12-49: لأني لم أتكلم من نفسي، لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية: ماذا أقول وبماذا أتكلم.
ثم يضع نفسه فى المنزلة الطبيعية التى يجب أن لايزيده أحد عنها .
يو-13-16: الحق الحق أقول لكم: إنه ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله.
.
ثم يؤكد العقيدة التى يجب أن لا يعملوا غيرها ولهم الأجر علة\ى عمله فقال .
يو-13-17: إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.
أتركك عزيزى القارئ تقرأ الفقرة كاملة بعد هذا التوضيح لإكتمال المعلومة أنه إختارهم بعناية وينبههم أنه ستحدث أشياء
يو-13-18: (( لست أقول عن جميعكم. أنا أعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب: الذي يأكل معي الخبز رفع علي عقبه.
يو-13-19: أقول لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون أني أنا هو.
وهو هنا تعود على أقرب الفاعلين . وهو الذى يرفع عقبه أى يهوذا .
يو-13-20: الحق الحق أقول لكم: الذي يقبل من أرسله يقبلني، والذي يقبلني يقبل الذي أرسلني)).
يو-13-21: لما قال يسوع هذا اضطرب بالروح، وشهد وقال: ((الحق الحق أقول لكم: إن واحدا منكم سيسلمني!)).
يو-13-22: فكان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض وهم محتارون في من قال عنه.
يو-13-23: وكان متكئا في حضن يسوع واحد من تلاميذه، كان يسوع يحبه.
يو-13-24: فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه.
يو-13-25: فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له: ((يا سيد، من هو؟))
يو-13-26: أجاب يسوع: ((هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه!)). فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي.
يو-13-27: فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع: ((ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة)).
يو-13-28: وأما هذا فلم يفهم أحد من المتكئين لماذا كلمه به،
يو-13-29: لأن قوما، إذ كان الصندوق مع يهوذا ، ظنوا أن يسوع قال له: اشتر ما نحتاج إليه للعيد، أو أن يعطي شيئا للفقراء.
هذا المشهد يفيد أن المشاجرة التى علمنا بها قبل كانت على أنه هناك شرف أن يقوم أحد التلاميذ بدور خطير ولا يفصل فيه سوى يسوع بنفسه فقرر أن يتخذ القرار بأن يهوذا هو المنفذ رغم أن المشهد يفيد أن بطرس كان يجعل يوحنا بما له من حب فى قلب يسوع أن يتوسط فى هذا الطلب ولكن القرار جاء بغير لإرادة بطرس .
وهذا يبدو من عرض بطرس نفسه فداء يسوع لأنه له عمل آخر ,
يو-13-36: قال له سمعان بطرس: ((يا سيد، إلى أين تذهب؟)) أجابه يسوع: ((حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني، ولكنك ستتبعني أخيرا)).
يو-13-37: قال له بطرس: ((يا سيد، لماذا لا أقدر أن أتبعك الآن؟ إني أضع نفسي عنك!)).
كان عمل بطرس هو إنكار المصلوب حتى لا يشتبه على الأتباع أن الذى صلب هو المسيح :salla-s:
يو-13-38: أجابه يسوع: ((أتضع نفسك عني؟ الحق الحق أقول لك: لا يصيح الديك حتى تنكرني ثلاث مرات
وهذا الدور الذى سيقوم به وهو إنكاره للمصلوب يثبت وهو الشجاع أن المصلوب غير المسيح بل شخص آخر . فلنتابع
المفضلات