خطوات على الجمر

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

خطوات على الجمر

صفحة 7 من 12 الأولىالأولى ... 6 7 8 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 61 إلى 70 من 118

الموضوع: خطوات على الجمر

  1. #61
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    7,692
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    09-08-2017
    على الساعة
    09:57 AM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    شكرا لك اخى اقوى جند الله
    جعلك الله مثل اسمك
    ورزقنا جميعا الشهادة فى سبيلة
    فى بحث على النت عن( ياسر عرفات وعلاقتة بيهود المغرب )ستجد العجب
    فهناك كتاب للدكتور غازى حسين وهو احد موظفى التحرير فى دمشق وهو يوزع فى امريكا ودائرة عرب تايمز فى العدد رقم 266 بعنوان يهودى رئيسا لدولة فلسطين
    واخر بعنوان ياسر عرفات من يهود المغرب
    ادخل على هذا البحث اخى وستجد العجب
    وشكرا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #62
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gardanyah مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    شكرا لك اخى اقوى جند الله
    جعلك الله مثل اسمك
    ورزقنا جميعا الشهادة فى سبيلة
    فى بحث على النت عن( ياسر عرفات وعلاقتة بيهود المغرب )ستجد العجب
    فهناك كتاب للدكتور غازى حسين وهو احد موظفى التحرير فى دمشق وهو يوزع فى امريكا ودائرة عرب تايمز فى العدد رقم 266 بعنوان يهودى رئيسا لدولة فلسطين
    واخر بعنوان ياسر عرفات من يهود المغرب
    ادخل على هذا البحث اخى وستجد العجب
    وشكرا
    جزاك الله خيرا وبارك فيك

    في واقع الأمر الأدلة تتضافر مع بعضها البعض لتجدل حبلا يلتف حول أعناق هؤلاء الطواغيط .. ولا أمل يرتجى إلا أن يفيق المسلمون من غفلتهم .. وينفضوا من حول هذه الأوثان من حكامهم .. وأن يدركوا حقيقة من يصفقون لهم ليل نهار

  3. #63
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    علم دراسة الرموز وعلاقتها بالسحر:
    ينظر البعض بعين الاستحسان إلى الرموز والشعارات، باعتبارها تحمل نسقا جماليا مبهرا، ويجهلون ما قد تخفي وراء جمالها البديع من أسرار تثبت فساد معانيها ودلالتها، والتي لا تخطر على بال البعض. وهذا يلقي على عاتقنا مسؤولية التنقيب والبحث عن الدلالة الحقيقية للرموز، وهذا البحث يخضع لعلم يسمى علم دراسة الرموز (سيمبولوجي Symbology)، وللأسف نحن لا نعرف شيئا عن هذا العلم فضلا عن أننا لا نسمع عنه.


    حلي من مقبرة الملك توت عنخ آمون، دلاية صدر رائعة كانت جزءا من حلي الملك الصغير
    قطعة الحلي التي تم تعميدها وفق الطقوس الجنائزية السحرية تحتوي على الكثير من الرموز التي تصور العديد من الآلهة والمعبودات

    وعلم دراسة الرموز يجمع بين عدة علوم مختلفة منها الفنون التشكيلية، والآثار، وعلم الأساطير، وعلوم الأديان، وعلم الأجناس البشرية، والرياضيات. مما يجعلنا مضطرين لدراسة الفولكلور والديانات الوثنية، باعتبار أنها قائمة على عبادة الشيطان، لينجز في مقابل عبادته طرفا من مطالب عباده من دون الله، بهدف صرفهم عن عبادة الله إلى عبادة الشيطان، هذه العلاقة هي السحر.

    إن علم دراسة الرموز Symbology (معروف أيضا كإجراء تحليلي للرمز، تم وضع السيمبولوجي من قبل فيكتور ترنر Victor Turner في منتصف السبعينات للإشارة إلى استخدام الرموز ضمن السياقات الثقافية، ولا سيما في الطقوس. أما في علم الأجناس البشرية، فقد نشأ السيمبولوجي كجزء من مفهوم فيكتور ترنر "علم دراسة الرموز المقارن comparative symbology". كان ترنر (1920 - 1983) أستاذ علم الأجناس البشرية في جامعة كورنيل، جامعة شيكاغو، وأخيرا كان أستاذ علم الأجناس البشرية والدين في جامعة فرجينيا. وفي عام 1940، استخدم روبرت ا. هيينلين "symbology" في Blowups Happen، قصة قصيرة على أساس رياضي. استعمل الكلمة كوسيلة لإقامة صلات تصورية بين علم نفس السلوك والرياضيات). (1)


    تحتوي الكثير من الشعارات على رموز ذات دلالات باطنية، أي أنها ذات أهداف سحرية مكتومة، ومن المستحيل أن يصرح السحرة بهذه الدلالات، لأنها تعد أسرارا تفرض عليهم شياطينهم كتمانها، هذا إن أدرك السحرة معانيها الحقيقة، وليست المعاني التي تدلي بها الشياطين لتضليلهم، هذا بخلاف عدم معرفة الأهداف الحقيقة من وراء تلك المعاني. لكنهم يقينا يدركون أنها رموزا سحرية، لأنها تصنع في أوقات معينة، وبصفات محددة، ثم يتم إخضاعها لطقوس تعميد سحرية خاصة، لتصبح بعدها ذات تأثير سحري لحاملها أو مقتنيها. ولقد قصت علي إحدى أخواتنا من أثق في أمانتها، عن تجربة زوجها في تصنيع وصياغة تلك الشعارات والرموز الماسونية، وحرصت على نشر القصة، فطلبت منها تلخيص القصة في عدة أسطر، فاشترطت علي عدم ذكر اسمها، المهم أنها كتبت شهادتها تقول فيها:

    (لقد طالعت صور الرموز الماسونية والسحرية في بحثك مؤخرا، وقد ذكرني الكثير منها بتلك التصاميم التي كان زوجي يقوم بتصنيعها قبل عدة سنوات مضت، وكان يصوغها من (الذهب والفضة) لمجموعة غريبة من الناس، غريبون في ملابسهم وأشكالهم، وحتى في طلباتهم شديدة الدقة والغرابة، وغرابتهم هذه هي ما جعلتني أتذكرهم بعد سنين دونما عن بقية من كانوا يتعاملون معه.

    وكان أكثر من يترد على زوجي من هذه الجماعة لتنفيذ هذه التصاميم كانت (رسامة)، وكنت أعجب من مهارتها في الرسم، ومن ذوقها الفني. فعلاوة على الذوق الغريب في الملابس والإكسسوارات، فقد كان الفن بعيد كل البعد عن هذه الأجواء، فكنت أقول في نفسي كم تشبه أزياؤها من كان يقال لهم؛ (عبدة الشيطان)؟! فقد كانت تطلب منه تنفيذ العديد من التصميمات، عبارة عن قطع ذات أحجام مختلفة، وبكميات كبيرة، وفي مواعيد محددة، وكنت أعجب من إصرارهم على أن تكون هذه الرسومات مصنوعة يدويا على قوالب خاصة، مما يجعل تنفيذها شاقا جدا ومضنيا، وبالتالي هذا كان يكلفهم مبالغ باهظة جدا.


    ومما لفت انتباهي أكثر، أن زوجي أصيب بمرض السرطان فجأة بعد مرور قرابة سنة من تعامله مع هذه الجماعة، وكان تأثير هذا السرطان على نمو الخلايا غريب جدا، فلم يستطع الطب تحديد سرعته أو دراسة نشاطه، وإن كان الطب لم يصل بعد إلى الإحاطة التامة بهذا المرض. ولكن ما أقر به الأطباء هو أنهم أمام حالة غريبة، فلم يكن لديهم أية توقعات على المدى البعيد أو القريب حول كيفية ومدى انتشار السرطان، حيث كان يظهر في مناطق معينة من الجسم، ثم يختفي منها فجأة، ليعاود الظهور في أماكن أخرى مختلفة، بلا توقيت محدد، وبدون أي تفسير مقنع للأطباء.

    ومرة قمت بزيارة هذه الرسامة في مكتبها، لأكتشف فجأة كتابا عن السحر على طاولتها يحتوي على هذه التصاميم العجيبة التي كانت ترسمها، وعرفت أنها لم تكن تبتكر تلك التصميمات، ولكنها فقط تقوم بنسخها من كتاب السحر إلى الورق، ليقوم زوجي بعد ذلك بتصنيعها. فتوقف زوجي عن التعامل معهم نهائيا بعد أن أخبرته بهذا. وبعد مرور سنة تقريبا علمنا أن هذه الجماعة كانت من الماسونيين، وكانت هذه التصاميم السحرية من الشعارات التي تخصهم، وتشبه إلى حد كبير ما تم نشره في البحث من شعارات).


    الرموز التقليدية:
    تتنوع الرموز وتتعدد أشكالها، وتختلف أهدافها، فهناك (الرمز التجاري) يتخذ كعلامة تجارية تميز سلعة ما عن غيرها. و(الرمز الصناعي) كشعار لأحد مؤسسات الصناعات التعدينية، أو رمزا لصناعة النفط والبترول، أو الصناعات الحرفية كالخزف والنجارة والبناء مثلا. أو (الرمز السياسي) الذي يشير إلى هيئة أو مؤسسة رسمية، كالهيئات الاجتماعية والسياسية والقضائية، وهناك (الرمز العسكري) الذي يحدد رتب الضباط والعسكر، وأقسام الجيش وفروعه وراياتهم. كل ما ذكرناه هو رموز تقليدية، ومن المباحات التي تيسر على الناس طريقة التعامل فيما بينهم، ولا بأس بهذه الرموز ما لم يكن فيها مشابهة بينها وبين رموز وثنية أو معاني ودلالات شركية.

    في كثير من الأحيان نكتشف وجود شعارات تقليدية تحمل أصولا وثنية، ورموزا ودلالات شيطانية، قد تهدف منه المؤسسة تحديد انتمائها الديني والعقائدي. وقد يكون وجه الشبه غير متعمد، وفي أحيان أخرى قد يكون الشعار مقتبسا من شعار ملة ما، وهذا نتيجة إفلاس المصمم ثقافيا. فقد ذهب البعض إلى القول بأن شعار دولة إيران تم اقتباسه من الشعار السيخي، قد يتشابهان من جهة الشكل فعلا، لكن حتما من جهة المضمون فهم مختلفان تماما، بدليل أن شعار (جماعة الإخوان المسلمين) أقرب شبها بشعار السيخ من تشابه شعار دولة إيران بشعار السيخ، رغم أن عقيدة الإخوان المسلمين ضد عقيدة إيران والسيخ. ولكنها تبقى في النهاية مجرد سقطات من المصمم الذي وضع فكرة الشعار، وهذا بسبب ضحالة الثقافة، وقلة اطلاع المصمم والفنان المسلم على فنون الآخرين ليخرج لنا فنا يحمل سمتا إسلاميا خالصا.


    لا حظ وجه الشبه واختلاف المضمون من على اليمين شعار جماعة الإخوان المسلمين ثم شعار السيخ ثم شعار إيران

    الرموز الدينية:
    عندما نتناول (الرمز الديني) على وجه الخصوص بالبحث والدراسة، فإننا في واقع الأمر نتكلم في معتقدات دنية أكثر من كونها أعمال فنية، لأن كل (رمز ديني) لا بد وأن يحمل دلالة ما، وهذه الدلالة ذات معنى يحوي مضمونا دينيا. حيث يشير (الرمز الديني) تحديدا إلى قدسية معبود ما يرمز إليه غالبا برمز معين، أي أن الرمز يشير إلى معبود ما، ويدل على قدسيته وتنزيهه عن كل عيب ونقيصة، فالرمز يدل على ويشير إلى القدوس والمعبود، كما أن الظل يدل على صاحبه. فعندما يقال (الرموز الماسونية) (رموز عبدة الشيان) (الرموز الماجوسية) (الرموز الصليبية) فإن المراد منها أن الرمز اتخذ لتنزيه معين، فالرموز الشيطانية تفيد تنزيه الشيطان عن كل نقيصة أو عيب، وتنفي عنه كل ما أثبته القرآن الكريم في حقه من كفر وإبلاس. والصليب عند النصارى رمز للمسيح عليه السلام، أي أن الصليب يشير إلى إلوهية المسيح عليه السلام بصفته معبود النصارى، وبالتالي اكتسب الصليب قدسية من المرموز إليه، حتى صار الصليب كرمز مقدسا في ذاته، فلو أن أحدهم كسر صليبا أو أحرقه، مهما كانت مادته ذهب أو خشب أو حجر، لعد النصارى هذا الفعل تدنيسا لأحد مقدساتهم، أي أنه معبود، بدليل أنهم يقبلونه، ويتبركون بحمله وتعليقه.


    رموز وشعارت عبارة عن رؤوس رايات وصولجانات وعصي لها دلالاتها الخاصة

    تقديس الرموز الدينية:
    حسب الفكر الوثني؛ فالرمز الديني في حقيقته مجرد وثن يرمز لوثن أكبر، يتخذ من تقديسه وتنزيهه طقوسا تعبدية كوسيلة تقرب للمعبود الأكبر ونيل رضاه، وبما أن هذا القربان تقبلته الآلهة فقد اكتسب قدسية تبعا لمالكه الجديد. إذا فكل رمز يكتسب قدسيته حسب تقدير ومنزلة من وضع تشريعات تلك الديانة التي ينتسب إليها. فالرمز لا يعبد لذاته فقط، ولكنه يعبد كوسيلة للتقرب إلى المعبود الأكبر واسترضائه، فقسموهم إلى كبير الآلهة، وإلهات متعددة أصغر منه، ثم الإله الأكبر رب الأرباب، (قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ) [الأنبياء: 62، 63]، قال تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) [الزمر: 3]. فنجد الوثنيين ينحتون صنما لإله ما، فيجسدون بالصنم صورة معبودهم، فصار هذا الصنم رمزا لهذا الإله، ثم يتخذون من هذا الصنم الرمز نسخا يتعبدونها في بيوتهم، أو يعلقونها على صدورهم، أو يتخذون منها تمائم لجلب السعد والهناء، ونيل المجد والرخاء.


    رؤوس صولجان وعصي مما تستخدم كرموز دينية

    التقديس في الإسلام:
    في دين الإسلام، عندما نقول؛ (الأرض المقدسة)، و(بيت المقدس)، و(البيت الحرام)، أي أن الله تعالى اختص بعض الأماكن بالفضل عن غيرها من الأماكن، فكان ثواب العبادة لله وحده فيها يزيد عن سائر الأماكن الأخرى، ففي صحيح بن حبان عن عبد الله بن الزبير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة في مسجدي هذا، أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام، أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة). وهذه المساجد منزهة عن كل نقيصة أو ازدراء، قال تعالى: (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [النمل: 91]. فالحرم المكي جعل الله العبادة فيه مباركة، أي يزيد أجر الصلاة فيه عن الصلاة في غيره من المساجد، قال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران: 97].

    وأول مظاهر قدسيتها أن يعبد فيها الله فلا يشرك به أبدا، قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) [الجن: 18]، لذلك جاء الإسلام لينفي الشرك عن (البيت الحرام) الذي قدسه الله وطهره، وعن كل بقاع الأرض، قال تعال: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [البقرة: 125]، فحطم جميع الرموز الوثنية من حول الكعبة وداخلها وعلى سطحها، إذا فالإسلام ضد (الرموز الدينية)، وتطهير البيت الحرام من كل نقيصة وازدراء فرض على أبينا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، وعمل به نبينا صلى الله عليه وسلم، إذا فتطهير البيت الحرام من النقائص تشريع واجب علينا حتى قيام الساعة.


    مقام إبراهيم عليه السلام

    فالتقديس في الإسلام له مفهوم مغاير تماما لمفهوم الوثنيين الضال، فالحجر الأسود آية، ومقام إبراهيم حجر آية ومعجزة، قال تعالى: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) [آل عمران: 97]، وقال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة: 125]. أما الكعبة كرمها الله فهي قبلة، ووجهة يتوجه المسلم صوبها في صلاته لرب البيت، قال تعالى: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة: 144]. فالكعبة لا نصلي لها كبناء، بدليل أننا نصلي داخل الكعبة وداخل حجر إسماعيل وهو جزء منها.

    الرمز بين بدعة الموروث والمحدث:
    عادة ما نهتم بمواجهة المحدثات من البدع، ونتوجس منها عظيم الخطر على ديننا، فنتصدى لها بكل قوة حتى نقمعها. فكما أن هناك بدعا هي من المحدثات لا أصل لها في الدين، من باب الإفراط والتفريط في العبادة، فكذلك هناك أيضا موروثات وثنية بائدة، قد يتم إحياؤها حتى ترتبط بالدين، فيظن أنها من الدين، والدين منها براء، وكثيرا ما يتم إحياء الموروث الوثني بسبب قصورنا في إدراك وجه الشبه بين البدعة في الدين وبين أصولها الوثنية.

    وإحياء الموروث الوثني ومحاكاته، ليس واقع في زماننا فقط، بل هو خطر عظيم وقع فيه من قبلنا من الأمم، فقد بدأ قديما تقليد الوثنيين ومشابهتهم، قال تعالى: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 138: 140] فهل اتعظ بنو إسرائيل وانتهوا عن تقليد ومحاكاة الموروث الوثني؟ الحقيقة لم ينتهوا، بل عبدوا العجل وهم بين يدي هارون عليه السلام، حين تأخر عليهم موسى عليه السلام للقاء ربه.

    إلا أن الصحابة لم يقعوا فيما وقع فيه بنوا إسرائيل من عبادتهم العجل. فعن عمر بن الخطاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى حنين، مر بشجرة للمشركين، يقال لها؛ ذات أنواط، يعلقون عليها أسلحتهم، ويعكفون حولها؛ قالوا: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (سبحان الله!) وفي رواية: (الله أكبر! هذا كما قال قوم موسى: (اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) والذي نفسي بيده؛ لتركبن سنة من كان قبلكم سنة سنة).

    ولكن هذا الحديث وغيره يشير إلى أننا سوف نقع في إحياء الموروثات الوثنية، كما وقع أهل الكتاب في إتباع موروثات الوثنيين حتى عبدوا العجل، فسنن أهل الكتاب إحياء الموروثات الوثنية، فسوف نتبعهم إذا استسلمنا للموروثات بدون دراسة وتمحيص. ففي البخاري عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة). وهذه النبوءة يجب أن نضعها في اعتبارنا عند التعامل مع كل أمور ديننا، خشية أن نقع في بدعة محدثة، أو إحياء موروث نظن أنه مات واندثر مع الأيام. هذا هو قدرنا وعلينا التصدي لهذا الواقع، وفي الوقت نفسه علينا أن لا نغتر بصلاحنا، وتقوانا، وأن نظن يوما ما أننا أمة معصومة عن الخطأ والزلل، والوهن والضعف، فالتاريخ يسجل ويدون ما وقعنا فيه، والحساب يوم الفصل لمن يرى الباطل ويسكت عنه.

    لذلك فمن الضروري رعاية الأبحاث التي تكشف لنا عن التراث الوثني، لتكشف مضمونه وتحذر من شره، وحتى تنصب هذه الأبحاث في يد الدعاة والعلماء، لتوفير المعلومات الكافية لتبصرة الناس وتوعيتهم، ولإقامة الحجة على المخالف، وإلا فإن المخاطر التي سوف تنجم عن التقاعس في كشف الموروث الوثني ستفضي إلى نشوف صراعات مذهبية وفكرة لا تحمد عقباها. تماما كما تعبد الآن طائفة من المسلمين قبور الولياء وأضرحة الصالحين، ضاهوا بذلك اليهود والنصارى، وفاقوا به كفار الجاهلية، وفي النهاية صراع بين أهل السنة والصوفية لم حسم بعد.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] http://en.wikipedia.org/wiki/Symbology

    يتبــــــــع
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 29-04-2008 الساعة 01:40 PM

  4. #64
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    161
    آخر نشاط
    01-10-2008
    على الساعة
    04:21 PM

    افتراضي

    الله يعطيك العافية

    متابعة بازن الله

  5. #65
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة المسيح مشاهدة المشاركة
    الله يعطيك العافية

    متابعة بازن الله
    عافانا الله وإياك وجزاك خيرا

  6. #66
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    المضمون السحري للرموز:
    يجب الوقوف على حقيقة أن الرموز بقيت مسجلة على الجدران مجرد نقوش بديعة، بينما اندثرت دلالتها الحقيقة مع من قاموا بتدوينها، ليبقى سرها ومضمونها لغزا محيرا. وأن اجتهادات علماء فك الرموز Symbologists في كشف معاني الرموز، هي حتى الآن لا تربو عن كونها مجرد تخمينات، ولا دليل قطعي يثبت صحة استنتاجاتهم. وغموضها هو من أهم صفات الرموز السحرية، فكم من لغة مبهمة فكت أبجديتها، لكن تبقى الرموز السحرية على وجه الخصوص واسعة الدلالة، عميقة المضمون، تخلو من السطحية والسذاجة. لذلك لا يصح أن نستهين كمسلمين بالرموز السحرية، والشعارات الوثنية، ليس فقط لما تتضمنه من قوة سحرية شيطانية، قد تضر بإذن الله من يتعلقها، ولكن لكونها تحمل دلالات كفرية يمكن أن تخدش عقيدة التوحيد، فنستحق غضب الجبار تبارك وتعالى. ويزداد عظم شرها، على وجه الخصوص، إذا ما اتخذت كرمز إسلامي، لذلك ينفي الإسلام مشروعية اتخاذ الرموز الدينية.


    وهذا يوضحه مانفرد لوركر Manfred Lurkerفي كتابه (معجم المعبودات والرموز في مصر القديمة) فيقول:

    (لم يكن العالم الروحاني للمصريين القدماء مفهوما لدى الثقافات الغربية خلال القرن العشرين. فالأشكال الرمزية وجدت جنبا إلى جنب مع الأشكال السحرية، وغالبا ما كان يتم دمجها بطريقة معقدة مع بعضها. ويتحدث عالم المصريات الألماني "سجفريدشوت" بوضوح عن الرمز والسحر باعتبارهما من الأشكال البدائية لفكر المصريين، لدرجة أن القرارات الخاصة بشئون الدولة تتخذ عن طريق الرموز السحرية والتلميحات ذات الطبيعة الأسطورية. ويجب ألا يغيب عن الذهان ما يعن لنا من خواطر في أن تفكيرنا العقلي المعتمد على الأسباب قد يبدو غريبا لدى سكان وادي النيل. فهؤلاء لم يسكنوا عالما من الخيالات، بل عالما من الصور والرسوم. ويبدو لنا هذا العالم الخاص بالمصريين وكأنه يناقض نفسه، وذلك لأننا لا نستطيع أن نقرب ملامح ذلك العصر لمفهومنا الحالي ... وأخيرا فإن محاولة تحليل الرموز تعتبر محاولة تخيلية وغامضة لأنها تجاوز حدود الشكل الثابت. ومن الخطأ افتراض أن الإنسان الذي يحاول تحليل بعض الرموز يتناول رموزه بالضرورة من أجل الوصول إلى الحقيقة). (1)

    سرية الرموز وغموضها:
    نظام السحر كعلم قائم على السرية المغلفة بالرموز الغامضة، فمن يستطيع حل هذه الرموز فسيقف حتما على سر السحر، وحينها يبطل ويفقد قوته، تماما كمن يعالج لغزا رياضيا رهيبا ومعقدا، فما إن يكتشف سر اللغز وتحل عقدته حتى يتبدد غموضه ويفقد رهبته. وبالتالي احتكر السحرة والكهنة علوم السحر وأسراره في رموز مغلقة، مما حفظ للسحر هيبته وسطوته في قلوب من يجهلون خضوع السحر لقوانين طبيعية نجهلها.

    هذا يعني أن دلالات الرموز معلومة لدى علماء السحر، وخصوصا سحرة الجن، بصفتهم من قاموا بتلقين سحرة الإنس هذه الرموز في أسحارهم، وعلموهم أصول السحر وفنونه، بدليل قوله تعالى: (وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102]. لذلك يسعى كبار سحرة العالم، وتتسابق المنظمات السحرية الماسونية فيما بينها للوصول إلى العلوم الغامضة السحرية، من أجل الكشف عن دلالات الرموز السحرية القديمة، لأن كل رمز يحمل في ذاته دلالة سحرية، تعبر عن شيطان مريد، حتى يتعاملوا مع أقواها وأشدها تأثرا، ليعينهم على تنفيذ الأسحار في مقابل أن ينفذوا له مخططاته في الأرض، فيدعونه ويتقربون إليه بالكفريات. قال تعالى: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا) [النساء: 117]، بدليل أنهم يتخذون من هذه الرموز شعارات لمنظماتهم. لأنها تعد أصول السحر في العالم المعاصر.

    فمن يبحث في تركة أهل الكتاب، سوف يجد من الأدلة الدامغة والشبهات ما يثبت تحالفهم مع الشيطان واتصالهم الدائم به، حالهم كحال السحرة من الوثنيين. فيوجد مخطوط أثري يحتوي على العهد القديم والجديد مكتوبان معا باللاتينية يسمى (مخطوط جيجا The Codex (الكتاب المقدس الضخمة Gigantic Bible) مكتوب في القرن الثاني عشر من قبل راهب مسجون. إنه يقول بأنه كتبه في ليلة واحدة على جلد بقرة بمساعدة الشيطان. حيث يوجد في الكتاب المقدس صورة توضيحية للشيطان، لذا أعطت التوراة اسم "التوراة الشيطانية". إنها كتاب مقدس ضخم مقاس 895 × 490 مم وتبلغ من الوزن 75 كيلوغرام). (2)


    وما ذكر عن علاقة الراهب بالشيطان يعدونه من الخرافات والأساطير، ولا أحد يريد الاعتراف بمضمونه السحري، لكن هذا لا يمنع وجود شبهات تتعلق بحقيقة هذا المخطوط العجيب، خاصة وجود رسم نادر للشيطان. (المخطوط جيجاس The Codex Gigas (بالإنكليزية: Giant Book المخطوط العملاق) أكبر مخطوط من القرون الوسطى موجود في العالم. تم تدوينه في أوائل القرن الثالث عشر في دير بودلازيك Podlažice البندكتي في بوهيميا Bohemia، ومحفوظ الآن في مكتبة السويد القومية في ستوكهولم، حيث يحتاج إلى اثنين من أمناء المكتبة لرفعه. إنه معروف كذلك بكتاب الشيطان المقدس the Devil's Bible بسبب رسم توضيحي للشيطان في الداخل ... صفحة 290، بخلاف أنها خاوية، إلا أنها تتضمن صورة فريدة للشيطان، حوالي 50 سم في الطول. يوجد عدة صفحات قبلها مكتوبة على رق مسود ولها طابع كئيب جدا، مختلفة بعض الشيء عن سائر المخطوط. وفقا للأسطورة، كان الكاتب راهبا خرق نظامه الرهباني وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. لهذا أحجم عن هذه العقوبة القاسية فوعد بتدوين كتابا في ليلة واحدة لتمجيد الدير إلى الأبد، متضمنا جل المعرفة البشرية. قرابة منتصف الليل أمسى متأكدا بأنه لا يستطيع أنه كمل هذه المهمة وحده، لذلك باع روحه للشيطان للمساعدة، أكمل الشيطان المخطوط وأضاف الراهب صورة الشيطان امتنانا لمساعدته. بالرغم من هذه الأسطورة لم يحرم المخطوط من قبل محاكم التفتيش وتمت دراستها من قبل عدة علماء. (3)

    الدلالات الظاهرة والخفية:
    يجب أن نعلم أن الدين عند الله هو الإسلام، قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [آل عمران: 19]، والإسلام هو دين جميع الأنبياء والمرسلين، ثم انحرف أتباع المرسلين من أهل الكتاب وزاغوا عن الحق، فتسربت إليهم الرموز الوثنية السحرية تباعا، حتى وصلت إلى بني أهل الكتاب، ثم إلينا نحن المسلمين، وسوف نوضح تفصيليا كيف تم هذا.

    فالنجمة السداسية والتي نراها في رنك العلم الإسرائيلي، لها تاريخ موغل في القدم قبل ميلاد الخليل إبراهيم عليه السلام، حيث كانت تعد رمزا سحريا لدى عبدة النجوم والكواكب. فلا يستطيع اليهود الجزم بأنهم أول من بتكر هذا الرمز أو أن ينسبوه لدينهم. وهذا معناه أن النجمة السداسية تم إقحامها داخل العقيدة اليهودية، وأنها تسللت من الحضارات الوثنية إلى الديانة اليهودية المحرفة. فالنجمة السداسية التي يتخذون منها رمزا وشعارا دينيا لهم، لهي أكبر دليل على تحريف ديانتهم، وشاهد بالغ الوضوح على تسرب الرموز السحرية إليهم، وأنهم يقبلونها برضا تام وبمزاعمهم الباطلة حيث ينسبونها كذبا إلى نبي الله داود عليه السلام، ويسمونها درع داوود Magen David. وكلمة درع تفيد التعوذ والحماية، وبذلك فهذه النجمة السداسية ما هي إلا طلسم سحري يتدرع به اليهود، ويتخذون منه رمزا دينيا، وهذا إعلان بتبني دولتهم وشعبهم للسحر.


    فرمز النجمة بوجه عام سواء كانت سداسية أو ذات رؤوس أكثر أو اقل، فالأصل فيها أنها رمز وثني ارتبط بعبادة النجوم والكواكب، وبسحر التنجيم والكهانة على وجه الخصوص، هذا باعنبار النجوم جزء من مركبات السماء. ولا عجب أن ينسبون رمزا سحريا إلى داوود عليه السلام، فقد نسبوا من بعده السحر إلى ابنه سليمان عليه السلام، فبرأه الله من مزاعمهم الكاذبة، وفضح علاقة اليهود بالشياطين، وأنهم يتعلمون منهم السحر، قال تعالى: (مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) [البقرة: 102].

    في الحقيقة لو تتبعت كل ما كتب عن النجمة السداسية، وعن دورها في السحر، لاحتاج هذا مني إلى عمل موسوعي، لأن الكلام عنها مرتبط بعقيدة ودين محرف، لذلك يجب أن ينسف هذا الرمز من جذوره بأدلة قوية حاسمة. وهذا يستلزم مني تتبع تاريخها الوثني السحري، وتفصيل دلالتها السحرية المقترحة، ولكن حسبنا الإشارة إليها بالمختصر المفيد، حتى نتفهم دور الرموز المتزاحمة حولنا في هذا الزمان، حيث نجد الرموز السحرية مفروضة علينا رغما عنا، على الملابس والأدوات والكتب والمجلات، فلم يعد هناك مجال إلا وعليه رمز سحري.

    نجمة داوود وتسمى أيضا بخاتم سليمان وتسمى بالعبرية ماجين داويد بمعنى "درع داوود" ، تعتبر من أهم رموز هوية الشعب اليهودي وهناك الكثير من الجدل حول قدم هذا الرمز فهناك تيار مقتنع بأن إتخاذ هذا الشعار كرمز لليهود يعود إلى زمن النبي داوود ولكن هناك بعض الأدلة التأريخية التي تشير إلى ان هذا الرمز أستخدم قبل اليهود كرمز للعلوم الخفية التي كانت تشمل السحر و الشعوذة. وهناك أدلة ايضا على إن هذا الرمز تم إستعماله من قبل الهندوسيين من ضمن الأشكال الهندسية التي إستعملوها للتعبير عن الكون و الميتافيزيقيا. وكانوا يطلقون على هذه الرموز تسمية ماندالا Mandala وهناك البعض ممن يعتقد إن نجمة داوود أصبحت رمزا للشعب اليهودي في القرون الوسطى وإن هذا الرمز حديث مقارنة بالشمعدان السباعي الذي يعتبر من أقدم رموز بني إسرائيل. في عام 1948 ومع إنشاء دولة إسرائيل تم إختيار نجمة داوود لتكون الشعار الأساسي على العلم الإسرائيلي.

    هناك إجماع على إن الجذور العميقة لرمز النجمة السداسية تعود إلى قرون من الزمن سبقت بداية تبني هذا الرمز من قبل الشعب اليهودي. لايمكن تحديد البداية الفعلية لإستعمال هذا الرمز على وجه الدقة ولكن هناك مؤشرات على الإستعمالات التالية في التأريخ لرمز النجمة السداسية:

    في الديانات المصرية القديمة كانت النجمة السداسية رمزا هيروغليفيا لأرض الأرواح وحسب المعتقد المصري القديم فإن النجمة السداسية كانت رمزا للإله أمسو الذي وحسب المعتقد كان أول إنسان تحول إلى إله وأصبح إسمه حورس ويعتقد البعض إن بني إسرائيل إستعملوا هذا الرمز مع العجل الذهبي عندما طالت غيبة موسى عليهم في جبل سيناء أثناء تسلم موسى الوصايا العشر فقام مجموعة من بني إسرائيل بالعودة للرموز الوثنية التي كانت شائعة في مصر آنذاك ، وقد تكون منشأ هذه النظرية بخصوص علاقة النجمة السداسية بفكرة ارض الأرواح و حورس منشأها تشابه إلى نوع ما بين اسم حورس بالهيروغليفية و النجمة السداسية.


    في الممارسة القديمة التي تعتبر اصل علم الكيمياء الحديثة والتي كانت تسمى خيمياء كانت النجمة السداسية رمزا لتجانس متضادين و بالتحديد النار و الماء.
    في "العلوم الخفية" والتي هي عبارة عن ممارسات قديمة لتفسير ماهو مجهول او ماوراء الطبيعي
    تم استعمال النجمة السداسية كرمز لآثار أقدام نوع من "العفاريت" وكانت النجمة تستعمل في جلسات إستحظار تلك "العفاريت".

    في الديانة الهندوسية يستعمل النجمة السداسية كرمز لإتحاد القوى المتضادة مثل الماء والنار، الذكر والأنثى (ومن وجهة نظري أنها من الممكن أن تمثل رمزا لاتحاد قوى الشر بين سحرة الجن وسحرة الإنس، كما اتبعت اليهود ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان عله السلام ـ الكاتب). ويمثل ايضا التجانس الكوني بين شيفا (الخالق حسب أحد فروع الهندوسية) وشاكتي (تجسد الخالق في صورة الإله الأنثوي). وأيضا ترمز النجمة السداسية إلى حالة التوازن بين الإنسان والخالق التي يمكن الوصول اليه عن طريق الموشكا (حالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام مثل الشهوة، الحقد والجهل). ومن الجدير بالذكر إن هذا الرمز يستعمل في الهندوسية لأكثر من 10،000 سنة.

    في الديانة الزرادشتية (سوف نتوقف في البحث عند الديانة الزرادشتية بصفتها مصدر السحر في العالم، وتمثلها اليوم السلطة الإيرانية الحاكمة باسم التشيع لآل البيت ـ الكاتب) كانت النجمة السداسية من الرموز الفلكية المهمة في علم الفلك و التنجيم.

    في بعض الديانات الوثنية القديمة كانت النجمة السداسية رمزا للخصوبة والإتحاد الجنسي حيث كان المثلث المتجه نحو الأسفل تمثل الأنثى و المثلث الآخر يمثل الذكر .

    في عام 1969 تبنى كنيسة الشيطان النجمة السداسية داخل دائرة كرمز لها وكان إختيار هذا الرمز نتيجة للرمز المشهور في الكتاب المقدس 666 الذي تم ذكره في نبوءة دانيال والتي تشير إلى الدجال او ضد- المسيح . (الأصل أنهم يستخذون النجمة الخماسية المقلوبة رمزا لهم، ولكن أحيانا يكون للنجمة السداسية شأن معهم _ الكاتب)


    تم استعمال النجمة السداسية و الرقم 666 في حبكة رواية شيفرة دا فينشي (2003) للمؤلف دان براون كجزء من نظرية المؤامرة. (4) (وسوف أتكلم عن الرقم 666 في وقته المناسب بإذن الله تعالى).

    والصليب ما هو إلا الأنشوطة الفرعونية، والأنشوطة ما هي إلا عقدة سحرية من حبل مفرد أو حبلين. فالصليب عبارة عن خطين متقاطعين، خط مستقيل يرمز إلى صراط الله المستقيم، ثم خط يقطعه وهو خط الشيطان، أي أن الصليب معناه (ضد صراط الله المستقيم)، فقد توعد إبليس قائلا من قوله تعالى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) [الأعراف: 16] ، فإن كلمة (قعد) و(عقد) تشتركان في تركيب حروف واحدة، وكلاهما تفيد التقييد وعدم الاستمرار في الحركة، فقد أخرج الإمام أحمد عن عبد الله قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال: (هذا سبيل الله مستقيما)، قال: ثم خط عن يمينه وشماله، ثم قال: (هذه السبل وليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه). ثم قرأ (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ). أي أن الصليب هو رمز يحمل إعلانا برفض إتباع صراط الله المستقيم.

    نقض الرموز الدينية هو السنة في الإسلام:
    وكانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نقض التصاليب، أي طمس كل شكل أو رمز على هيئة الصليب، وإن لم يكن مما تتخذه النصارى من صلبان، وهذا مما رواه البخاري من آثر عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه)، فدلالة التصاليب أعم من خبث رمزيتها لإلوهية المسيح عليه السلام، ويعلن رفضه للرمز ولدلالته، بدليل تحريم عقد العقد، وتعليق التمائم، والصليب ما هو في أصله إلا عقدة سحرية، كانت تتخذ ولا تزال تعلق كتمائم، فبسند حسن من حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه)، وما الرموز إلا تمائم سحرية يقترن بها الشيطان ويعمل من خلالها.

    فقد أخرج بن ماجة عن ابن أخت زينب امرأة عبد الله عن زينب قالت: كانت عجوز تدخل علينا ترقي من الحمرة، وكان لنا سرير طويل القوائم، وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت، فدخل يومًا، فلما سمعت صوته احتجبت منه، فجاء فجلس إلى جانبي فمسني فوجد مس خيط، فقال: ما هذا؟ فقلت: رقى لي فيه من الحمرة، فجذبه وقطعه فرمى به، وقال: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)، قلت: فإني خرجت يومًا فأبصرني فلان، فدمعت عيني التي تليه، فإذا رقيتها سكنت دمعتها، وإذا تركتها دمعت، قال: ذاك الشيطان إذا أطعته تركك، وإذا عصيته طعن بإصبعه في عينك، ولكن لو فعلت كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خيرا لك وأجدر أن تشفين، تنضحين في عينك الماء وتقولين: (أذهب الباس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا).

    وفي رواية عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود أن عبد الله رأى في عنقي خيطا فقال ما هذا فقلت خيط رقي لي فيه قالت فأخذه فقطعه ثم قال أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) فقلت: لم تقول هكذا؟ لقد كانت عيني تقذف فكنت أختلف إلى فلان اليهودي، فإذا رقاها سكنت. فقال عبد الله: إنما ذلك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقي كف عنها إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أذهب البأس رب الناس أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما).

    ويقصد بالنهي هنا عن الرقى السحرية والشركية، وليس الرقى الشرعية، لأن الرقية الشرعية ما هي إلا أدعية توافق الشرع الحنيف يتعبد الله تعالى بذكرها، بدليل أن النبي هنا كان يرقي نفسه وأهله.

    قوة الرموز السحرية:
    دائما ما تجلب التمائم والطلاسم معها الشر والسوء بإذن الله تعالى، وهذا يعني وراءها قوة عاقلة فاعلة تحولها من مجر رموز إلى شر مستطير، وبكن يبقى التساؤل عن كيفية اكتساب هذه الأشكال للقوة. فالرمز هو مجرد تلخيص هندسي، واختزال لمضمون يتسع لعلوم شتى في الفلك والهندسة والطب والفيزياء والكيمياء والأحياء والتشريح ...إلخ كل علم من هذه العلوم يتبناه شيطان عليم من سحرة الجن، فتتضافر قوة هؤلاء الشياطين في اتحاد يحمل هذا الرمز، وهم من يكسبون الرمز قوة حسب مستوى علومهم الفائقة، وطبقا لعدد ما ينقاد لأوامرهم من سرايا قوامها شياطين الجن وسحرتهم، والدليل على وجود هذه السرايا ما ورد في صحيح مسلم عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت)، قال: الأعمش أراه قال: (فيلتزمه).

    وفي السلسلة الصحيحة رواية عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أصبح إبليس بث جنوده، فيقول: من أضل اليوم مسلمًا ألبسته التاج، قال: فيخرج هذا فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته، فقال: أوشك أن يتزوج، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى عق والديه، فيقول: يوشك أن يبرهما، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك، فيقول: أنت أنت! ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى قتل، فيقول: أنت أنت ويلبسه التاج).

    فهذه السرايا الضخمة من شياطين الجن، والتي تسعى لتنفيذ مخطط الشيطان، لا يمكن أن يحكمها الارتجالية والعفوية على الإطلاق، بل لا بد أنها خاضعة لنظام شيطاني محكم دقيق جدا، وهو نفس النظام الذي استوحته الماسونية من شياطين الجن. فالمنظمات الماسونية السحرية تتحرك بنظام دقيق محكم، وهذا ما مكن لها من الاستعلاء في العالم كله، وبسطت سيطرتها على سدة الحكم في أكبر دولة في العالم، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، والبلاد والدول الإسلامية، تحرك حكامه كما الدمى. وهذا يؤكده ما يقوم به الرئيس جورج بوش هو وأسلافه من استحضار شياطين الجن داخل البيت الأبيض.

    فاتخاذ الساحر لرمز ما شعارا له، فهذا يعني من مفهوم السحرة أنه يستدعي هذه القوة الشيطانية، ويناديهم برمزهم، سواء بالرموز المرسومة والزخارف، أو صوتيا بالغناء والترانيم السحرية، أو جسديا بالرقص والحركات الإيقاعية، أو بالإشارات اليدوية، طلبا لتحقيق مراده الذي توافق مع الشر الكامن في الشيطان. وفي أحيانا كثيرة، يضع الساحر رمزا سحريا كإشارة على مكان أو موضع ما، بهدف تسليط القوة الشيطانية الكامنة وراء الرمز على هذا المكان أو الموضع، بينما نظن نحن أنه مجرد زخرفة وزينة، ثم بمنتهى السذاجة والسطحية نتخذ من هذا الرمز السحري شعارا لنا، ليجلب لنا الشرور الشيطانية، ثم بعدها نتلفت حائرين لا نعلم سبب ما حل علينا من خيبة. فعن عقبة ابن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له). فالعذر بالجهل لا ينفي ما وراء الشركيات من شرور، وبالتالي لا يمنع ضرر السحر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] مانفرد لوركر Manfred Lurker/(معجم المعبودات والرموز في مصر القديمة) طبعة الأولى _ 2000/ مكتبة مدبولي _ القاهرة. (صفحة: 9، 10).
    [2] http://aeolians.blogspot.com/
    [3] http://en.wikipedia.org/wiki/Codex_Gigas
    [4] الموسوعة المجانية http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%...88%D9%88%D8%AF

    يتبــــــــع
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 03-05-2008 الساعة 12:44 PM

  7. #67
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    7,692
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    09-08-2017
    على الساعة
    09:57 AM

    افتراضي


    لقد رايت شباب مسلمين للاسف يرتدون مثل هذة الاشكال فى سلاسل فى صدورهم
    او على شكل انسيال فى ايديهم
    وكم من مرة انصحهم ولا يهتمون
    هداهم الله لما فية خير الاسلام والمسلمين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #68
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    رمز الهلال Crescent symbol:
    من الرموز الشائعة وعلى نطاق واسع بين المسلمين، رمز (الهلال)، والذي أمسى شعارا ألصق عبر التاريخ بالمسلمين، يعلو قباب ومآذن المساجد، وشعارا لدولهم ومؤسساتهم. بدون أن نحاول حصر عدد الشعارات المتخذة من الهلال عنصرا رئيسيا، فسنجد أن الهلال صار رمزا للإسلام، وموازيا للنجمة السداسية لليهود، والصليب للنصارى، هذا بالرغم من عدم مشروعية اتخاذ الرموز الدينية في الإسلام. وهنا يتبادر السؤال، أين دور العلماء في كشف الوثنيات؟ وأين هي مسؤولية ولاة الأمر في تطهير الدين مما ألحق به من بدع وثنية؟ على كل حال، فالبحث سوف يكشف طرفا من هذه الوثنيات التي غفل عنها من غفل، ومن صرخ مطالبا بتطهيرها رجع إليه صدى صوته بلا مجيب.


    الهلال على العملات الفارسية:
    بالرجوع إلى المصادر التاريخية، سوف نجد أن أول وجود للهلال بين المسلمين، كان منقوشا العملات الفارسية، حيث كانت العملات الرسمية الشائعة في الجاهلية والصدر الأول للإسلام هي العملة الفارسية الفضية، والعملة البيزنطية الذهبية. حيث لم يكن للعرب والمسلمين عملة خاصة بهم، وبذلك فرضت النظم الاقتصادية والأوضاع السائدة على المسلمين عملات تحتوي على رموز تخالف عقيدتهم. حيث لم يكن الاقتصاد الإسلامي الوليد يسمح بالتحرر من تبعية العملات الوثنية.




    وإذا كانت العملة البيزنطية منقوشا عليها الصليب، (1) فإن الهلال كان منقوشا على العملة الفارسية، والتي كان محفورا على كلا وجهيها الشكل الهلالي وفي داخله النجمة الخماسية، هذا بخلاف أن أحد وجهيها عليه صورة مذبح النيران المقدسة عند المجوس، وعلى الوجه الآخر صورة أحد ملوكهم على رأسه تاج يعلوه الشعار المجوسي فارافاهار Faravahar أو فيروهار Ferohar شعار الديانة الزرادشتية يعتقد أنه يمثل Fravashi الروح الحارسة، وهذا الشعار سوف نتوقف عنده بالشرح حينما نتكلم عن مصدر ألوان العلم الإيراني.


    الشعار المجوسي فارافاهار Faravahar أو فيروهار Ferohar شعار الديانة الزرادشتية
    يعتقد أنه يمثل Fravashi الروح الحارسة.

    وبكل تأكيد فإن الدولة الإسلامية الوليدة، والتي تنفق الأموال الطائلة على الفتوحات ونشر الدين، لم يكن من أولوياتها حينها سك عملة خاصة بها معتمدة دوليا، وذات رصيد احتياطي يمكنها من منافسة العملات الأخرى، فلم يكن في مقدرتهم حينها الاستقلال اقتصاديا عن التبعية للعملات الأخرى. فبدأ المسلمون في سك العملة الفارسية، وذلك في عهد عمر بن الخطاب، ولم يكن لديهم الصلاحيات ولا الحق في تغير النقش المدون عليها، ولكن كان لهم الحق في إضافة ما يثبت أنهم من سك هذه العملة، فدونوا عليها عبارة (بسم الله)، وذلك لتثبيت الهوية الإسلامية، وفي عهد عبد الملك بن مروان استبدلت إلى كلمة (لله الحمد)، ثم استبدلت إلى (بسم الله لا اله إلا الله وحده محمد رسول الله) (2).


    درهم منقوش عليه (بسم الله) ضرب في عهد معاوية بن أبي سفيان (الدولة الأموية).

    ونقلا عن الموسوعة العربية العالمية (أشارت المصادر التاريخية إلى المحاولات الأولى المبكرة التي قام بها الخليفة عمر بن الخطاب في 18هـ لضرب الدراهم الإسلامية على غرار الدراهم الفارسية، بعد أن زاد فيها عبارة) الحمد لله) أو (محمد رسـول الله) أو) لا إله إلا الله وحده)، كما أشارت المصادر إلى ضرب الخليفة عثمان بن عفان في عام 42هـ للدراهم بعد أن زاد فيها عبارة التكبير (الله أكبر) كذلك قام الخليفة معاوية بن أبي سفيان (41 - 60هـ) بضرب الدراهم ونقش عليها اسمه. ويحتفظ المتحف البريطاني بلندن بنماذج من دراهم معاوية ... ويذكر المؤرخ المقريزي في كتابه شذرات العقود أن الدراهم الإسلامية المبكرة كانت غليظة قصيرة إلى أن جاء عبد الله بن الزبير في عام 61هـ وضرب الدراهم المستديرة، وقد نقش على أحد وجهيها عبارة محمد رسول الله، وعلى الوجه الآخر عبارة أمر الله بالوفاء). (3)


    درهم منقوش عليه (لله الحمد) ضرب في عهد عبد الملك بن مروان (الدولة الأموية)

    وبقى المسلمون يتداولون العملات الفارسية والبيزنطية بشكلها التقليدي إلى عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان الذي صك أول عملة إسلامية عربية عام 696 م، أطلق عليها اسم الدينار. وقد نقش على أحد وجوه العملة (الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفوا احد) و(لا اله إلا الله وحده لا شرك له) وعلى الوجه الآخر (محمد رسول الله أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) و(بسم الله ضرب هذا الدرهم بدمشق سنة ثمنين).


    أول عملة إسلامية في عهد عبد الملك بن مروان

    وقد ورد ذكر الدينار في كتاب الله العظيم من قوله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 75]، والدينار (4) (لفظ مشتق من اللفظ اليوناني اللاتيني دينوريوس أوريس (denarius جمع Denarii)، وتعني (الدينار الذهبي) وهو اسم وحدة من وحدات السك الذهبية، وقد عرف العرب هذه العملة الرومانية، وتعاملوا بها قبل الإسلام وبعده). واختلف حول أصل تسمية (درهم) فالبعض يقول أنه اسم فارسي أصله (درم)، ويقال أصل الاسم إغريقي (يونانى) من اسم عملتهم (دراخمة Drachma) .


    مجموعة من العملات الأثرية عليها رمز الهلال قارنها بقرني العجل (أبيس) الإله الفرعوني
    هذا دليل على أن الشكل الهلالي يمثل قرني ثور ورمز وثني ظهر قبل الإسلام . فالهلال رمز غير إسلامي

    الحرفيين وتسريب الموروث الوثني:
    وأعزو السبب في تسرب الفنون الوثنية إلى المسلمين، أن جزيرة العرب لم تتمتع بالرفاهية المعمارية والمظاهر الحضارية على مدى العصور السابقة على الإسلام، فحياتهم كانت بدائية مقارنة بالحضارة الفارسية والرومانية في زمانهم. وإنما الحرفيين كانوا من المقيمين في أرض الجزيرة، فصياغة الحلي الذهبية على سبيل المثال استأثر بها يهود الجزيرة، فقد كان العرب يترفعون عن العمل في الحرف اليدوية، بينما كانوا يعظمون من شأن العمل في التجارة. فلما دخل أهل الجزيرة في الإسلام، وانشغل المسلمون الجدد بالفتوحات لنشر الدين الجديد، فقد اعتمدوا على الحرفيين والصناع الداخلين في الإسلام من الأمم والبلاد التي يفتحونها، حيث فتحت عليهم الدنيا، وبدأ يظهر فن العمارة مع وفرة الغنائم وكثرة الانتصارات.

    وحيث كان غير العرب من الداخلين الجدد في الدين أصحاب حرف وصناعات، ولم يتلقوا بعد كل تعاليم الدين الإسلامي، فكان من البديهي أن تظهر على أيديهم مزيج من التصاميم الفنية البديعة، التي تحمل سمة ثقافاتهم الدخيلة على ثقافة العرب، وبالتالي فمن الوارد أن بعضا من إنجازاتهم المعمارية والفنية تحوي زخارف لها دلالتها الوثنية كالشكل الهلال على سبيل المثال، لأن الرمز الهلالي عرف قبل الميلاد بحقب مديدة، وليس قبل الإسلام فحسب. وفي هذه المرحلة دخل في الإسلام من المجوس أصحاب حرف وصناعات مهرة، ومنهم كانوا منافقين مندسين من خلال التشيع لآل البيت، فاستغلوا انشغال المسلمين بالفتوحات الإسلامية، ليسربوا رموزهم الوثنية إلى العمارة في بلاد المسلمين.

    ومن المؤسف أن تلك الرموز هي طلاسم سحرية، وليس الغرض منها الزينة فقط، لأن هذه الرموز نشأت كجزء من السحر المجوسي. لذلك لا نجد فنا يمكن أن نطلق عليه (فن إسلامي) بالمعنى الدقيق للكلمة، والتي تعني أنه فن يمثل دين الإسلام، خاصة مع المجاهدين الزاهدين في متاع الدنيا الزائلة، ولكن الفن الإسلامي في حقيقته هو نتاج فنون حضارات مختلفة صهرت في بوتقة ثقافة المسلمين، فنسب هذا المزيج إلى الإسلام، وذلك تبعا لمن قام بتنفيذه من المسلمين الجدد.


    تاج لأحد ملوك فارس يتوسطه قرني الثور المجوسي على شكل هلال
    مثل هذا الرمز ينقله الحرفيين بصفته عنصر جمالي لا كرمز ديني .. ولكنه تحول بمرور الزمن إلى رمز إسلامي والدين منه براء

    وبسبب غزارة الآثار المرتبة بالشكل الهلالي، ولفوضى شيوع هذا الرمز، فإنه صار من المستحيل تحديد نشأته تاريخيا، وتتبع مراحل تطوره، وأمام هذه المعضلة الكبيرة، وجدت نفسي مضطرا لحسم المسألة، فكان ولا بد من تناول الهلال من زاوية مختلفة، وهي أن الأصل في الإسلام أنه لا يتخذ شعارات ولا رموز دينية، إذا فرمز الهلال مصدره خارج الدين الإسلامي، وبهذا تحسم القضية من جهة أن الهلال لا علاقة له بالدين الإسلامي، وعلينا البحث إذن عن كيفية دخول الهلال على المسلمين.

    ومن هنا بدأت في البحث عن الهلال في العقائد والملل الأخرى، والتي تبنت الشكل الهلالي رمزا لها، ثم عكفت على دراسة دلالات الشكل الهلالي ودلالاته، فوجدته ينحصر في دلالتين، فحسب أقوال الأثريين؛ فالشكل الهلالي المشابه لأحد مراحل نمو القمر، كان أحيانا يرمز لآلهة القمر، وغالبا كان الشكل الهلالي يشير إلى قرني الثور، كرمز للقربان المقدس للإله ميثرا Mithras الذي كان في الأصل إلها للشمس باسم مترا Mitra. فمسألة تقديم القرابين وقبولها ورفضها، بدأت تشغل الإنسان منذ صراع الشهير بين ابني آدم عليه السلام، قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة: 27]. ومن هنا كان قبول القربان قد شغل اهتمام الإنسان الأول.

    الشكل الهلالي رمز مجوسي لقرني الإله الثور "هوما":
    ما يعنينا في مصدر الهلال كونه إشارة مختصرة لقرني الثور، وهو يرمز إلى: (التعميد بدماء الثور Taurobolium الذي يجلب حياة أبدية في الأساطير الرومانية، وكان الفرس يعبدون الثور الذي مات ثم بعث حيا، ووهب الجنس البشري دمه ليسبغ عليه نعمة الخلود وسموه "هوما"). (5)

    ففي ص190 الهامش في كتاب الفنديداد (نقلا عن البيروني). لما قتل (اهرمن) الثور(افك – دات) نبت من الأرض من النطفة التي خرجت من اله الثور خمسة وخمسون نوعا من الحبوب واثنا عشر نوعا من النباتات الشافية والنور والجمال اللذان كانا في نطفة الثور مودعين في القمر. ومن هذه النطفة التي طهرها (نور القمر) وسواها ظهرت الحياة فحصل زوجان ذكر وانثى ثم جمع الانواع منها مائتان وثمانون نوع على وجه الارض وما الهلال الا قرن الثور الذي يجر القمر، قرناه ذهب ورجلاه فضة وهو من نور. (6)


    تمثال يوضح طقوس التضحية بالإله الثور (هوما) للإله (ميثرا) لاحظ الكلب يلعق دماء الثور والحية تمص دمه والعقرب يمتص خصيتيه وذيله على هيئة سنبلة قمح ..
    هناك اقتراح بأن هذه الحيوانات ما هي إلا رمز لآلهة سماوية تمثل برج الكلب والحية والعقرب والسنبلة .. وهي عناصر من دائرة الأبراج زودياك Zodiac
    إذا فالشكل الهلالي الذي يمثل قرني الثور المجوسي يعتبر رمز وطلسم سحري متعلق (بسحر التنجيم)

    وفي مقال بعنوان (الأكراد، الأرض، الميثولوجيا، والتاريخ) كتبه خالص مسور يقول فيه:
    وهكذا يجدر بنا القول: بأن الميثرائية هي ديانة ذكورية أهم طقوسها هي، تقديس الضياء، والنار، والنور، والتضحية بالثور المقدس (هوما) في اليوم الذي يصادف ميلاد هذا الإله الماغي الأسمى، وهو نفس اليوم الذي اتخذ فيما بعد عيداً لميلاد السيد المسيح، ولكن ليس قبل مضي أربعمائة عام على ولادته، وذلك حينما أقرت الك نيسة ذلك، وهذه إحدى الدلالت الثابتة تاريخياً على تأثيرات ميثرائية على الديانة المسيحية- كما سنرى ذلك لاحقاً- فالتضحية بالثور تقليد يرمز إلى انتصار آلهة الشمس الذكورية على آلهة الأم الكبرى القمرية التي كان رأس الثور أحد رموزها الأساسية، أي في الوقت الذي بدأ فيه الإنسان يدخل مرحلة الزراعة والإستقرار وظهور المجتمعات الأبوية(البطريركية) وحلولها محل المجتمعات الأمومية (الماتريهالنية).

    ولتقريب الموضوع إلى الأذهان أكثر نقول: أن الثور كان يرمز يشكل قرنيه اللذين يشكلان نصف دائرة حول رأسه، إلى القمر- الإلهة الأنثى- عندما يكون في هذا مرحلة الهلال، نظراً للتشايه الحاصل بين القرنين وطرفي الهلال، ولذا فعندما قفز (ميثرا) إلى السلطة بانقلاب سماوي مثير ممثلاً للآلهة الذكورية، كان أول عمل قام به هو قتله للثور السماوي المقدس وإراقة دمه على الأرض، لإكسابها المزيد من الخصوبة والإكثار من إنتاج المحاصيل الغذائية، وبمقتل الثور تكون الشعوب الآرية قد تخلت عن عبادة القمر لصالح عبادة الشمس، وأصبح إلهها (ميثرا) سيداً للكون بدون منازع. يلاحظ هنا آخر انقلاب مثير للآلهة الذكور في كردستان وفارس، كما لاحظنا بالتوازي مع ذلك إنقلاب آخر في فلسطين متمثلاً بالسيد المسيح، على سلطة آخر إلهة أم كبرى متمثلة بالسيدة العذراء التي تمثل – بدورها- آخر رموز عبادة القمر، وآخر انتقال إلى عبادة ذكرين، آب وإبن في نفس الوقت. (7)



    لاحظ على اليمين تحول القرنين إلى هلال رمزا للقمر
    وعلى اليسار ذيل الثور تحول إلى سنبلة رمزا للفأل الحسن .. والغراب رمزا للتشاؤم .. وهذه من رموز (سحر التنجيم) المرتبطة بالنبؤات ذات الفأل الحسن والشؤم والنحس ..
    تجد كثير من الناس تعلق حفنة من سنابل القمح رمزا للفأل الحسن .. ويثبت أن أصل هذه العادة المتوارثة رمز ديني وثني سحري

    والمتتبع لعلم الأساطير سيكتشف أن التعمد بدماء الثور المؤله كان قربنا لإله آخر يسمى الإله (ميثرا Mithras إله الحرارة والحياة والخصوبة في الأساطير الفارسية، وهو الوسيط بين الالهة والناس، والمساعد الأول للإله الخير "أهورا مزدا" في حربه ضد الروح الشرير أهرمان.

    وفي الفترة فيما بين 1400 ق.م حتى 400 ميلادية كان الفرس، والهنود، والرومان واليونان جميعا يعبدون الإله ممثرا الذي ربما كان في الأصل إلها للشمس باسم مترا Mitra الذي يذكر فعلا في الريج فيدا الهندية. وخلال الفترة الرومانية انقلبت عبادة مترا إلى ديانة سرية. فعبده الجنود وموظفوا الإمبراطورية في روما.



    مذبح سري تحت الأرض لعبادة الإله مثرا في الحضارة اليونانية

    ويبدو أن "مثرا" الإله الآري الأصل، كان يعبد في غيران كإله للعقود والاتفاقيات، وكلمة مترا تعني فعلا العقد أو الاتفاق. ويوصف بأنه محارب محارب قوي جبار، فهو الذي يتعبد له المحاربون وهم على ظهور جيادهم قبل ذهابهم إلى المعركة. وبوصفه حارسا للحقيقة فهو قاضي الأرواح بعد الموت.

    وبوصفه الحافظ للعقود والاتفاقات والعهود فهو الذي يحدد متى تنتهي فترة حكم الشيطان. وينتظر قدومه (وسط مظاهر الخوف والذل) في أيام النصر.

    وكان مثرا إلاها شعبيا هاما في تاريخ إيران، وكان الملوك يتضرعون إليه في النقوش التي بقيت لهم. كما كانت الملوك والعامة يركبون أسماءهم من اسم مثرا مثل (مثرادئيس) وهو لا يزال يشغل مكانا هاما في الطقوس الزرادشتية.



    رأس عامود مذبح النيران المقدس عند المجوس يعلوه ثورين جالسين .. لاحظ القرنين (المتحف الإيراني)

    كتب عنه الشاعر الإنكليزي (رديارد كبلنج) قصدية عنوانها (أغنية إلى مثرا) تدور حول قوته وجبروته، وتتغنى بمساعدته للجنود في المعارك، ويشيد بذبحه للثور.

    ولقد لاحظ عالم النفس كارل ونج جوانب الشبه بين ديانة مثرا والديانة المسيحية ويقول إن ذبح مثرا للثور هو أساسا تضحية بالنفس مادام الثور، هو الثور العالم الذي يتحد في النهاية مع مثرا نفسه، كما لاحظ ترتليان من قبل أن الديانة الوثنية تحتوي على العماد كما يقوم الكهنة باستخدام الخبز والخمر والماء، مما يجعل هناك أوجه شبه بين ديانة مثرا والديانة المسيحية. كما لاحظ المفكر الفرنسي رينان في القرن التاسع عشر أن نمو المسيحية لو كان توقف لعبد العالم كله ديانة مثرا.

    وديانة مثرا، قمعها الإمبراطور قسطنطين بعد اعتناقه المسيحية وكانت المسيحية قد استقرت في روما. وإن كان الزراديشتيون لا يزالون يعبدون مثرا في يومنا الراهن على أنه إله. (8)



    رأس عجل ذهبي لقيثارة من حضارة العراق القديمة تدل على امتداد عبادة الثور في المنطقة .. لاحظ قرني الثور (المتحف العراقي)

    فقبول القربان بشارة بحلول البركة والخير، ورفضه شؤم عاقبته المحق والشر. فانتقلت أهمية قبول القرابين من التوحد إلى الوثنية، بحيث شغل الوثنيين تقريب القرابين إلى الشيطان ورموزه الوثنية بدلا من الله تعالى، فحظي الثور بالأهمية كقربان، واتخذ من قرنيه رمز للثور الذي قدس بقبول الآلهة له، فصار القرنين رمز للقربان (الثور)، ودليلا على قبول الآلهة لهذا القربان. وفي مقال لعبد العزيز الجنداري بعنوان (المذابح القربانية وفيرة بين أثريات المتحف الوطني) كتب فيه يقول:

    ارتبطت المذابح القربانية بديانة اليمن العتيقة، عبد الشمس، والقمر والإلهة الزهرة والتي هي وفيرة في المتحف الوطني. اكتشف الحرس الوطني مؤخرا سبعة أثارات هامة، تتضمن عدة طاولات ذبح .

    كلا من المناضد استخدمت أثناء الشعائر الدينية في المعابد اليمينية العتيقة لنحر الأضحيات. فضلا عن تقديم الماء والحليب محاولة للاقتراب أكثر من الرب أو الربات.


    (جزء من مذبح حيث يبدي رمز القمر. استخدمت هذه المذابح لتقريب تضحيات حيوانية للشمس والقمر حتى يسترضوهم وليتخلصوا من غضب الأرباب والربات. صورها: إبراهيم الحداد

    ويفسر الدكتور منير عبد الجليل، المتخصص بالآثار "في ديانة اليمن القديمة، كانت التضحيات إلى حد كبير بأرواح المتعبدين وتصدرت أنواعا من أضحيات اليمنيين القدماء قربت لأربابهم ورباتهم. تحمل العديد من النقوش أسماء وأشكال تلك الآلهة والربات".

    الطقوس المرتبطة بذبح القرابين كانت مهمة في حياة اليمنيين القدماء حتى قبل العهد الإسلامي لأن المتعبدين يستطيعون التقرب لآلهتهم ورباتهم من خلال المذبح. يشير عبد الجليل إلى أن مثل المذابح الجصية والرخامية كانت مستطيلة.


    نعزو إلى حيازة متحف واحدة كنموذج لحياة اليمني القديم. هي عبارة عن مستطيل مصنوع من الرخام ذات عمق 5 سم ومقدمتها يشكلان رأس ثور. المنضدة، التي كرست لربة القمر، ذات نقوش ساحرة على الظهر. مواظبة الجلادون وأداء الشعائر الدينية في معابد اليمني القديم استخدمت الطاولة لذبح الأضحيات.

    الآثار المكتشفة مؤخرا والمستطيل والمذابح المربعة الشكل ذات قواعد ملساء. واحدة مثل طاولة ذات نقوش متعددة على الظهر استخدمت لذبح الأضاحي. يكون على جانب واحد رأس ثور، الذي يعتقد عدة باحثين أنه رمزا لآلهة القمر في ديانة اليمني القديم لأن قرون الثور هلالي الشكل، الذي هو أحد أطوار القمر.

    اتخذ النحاتون قوة الثور رمزا للخصوبة.
    وفقا لعبد الجليل، مثل هذه الآثار وجدت في الحضارات المصرية، على وجه الخصوص كالثور مصور في العديد من اللوحات والتماثيل. بنفس الطريقة، الحضارة العراقية القديمة عرضت مجموعة من الدمى للثور، التي مثلت إلهة الخصوبة.



    أحد الآلهة الفرعونية يعلوها قرنين كبيرين

    بسبب أهمية الثور كرمز هام في الديانة اليمنية القديمة، احتوت البيوت اليمنية على العديد من التحف البرنزية، المتوفرة الآن في المتحف الوطني.

    تبرز هذه الآثار نقوشات على أربعة جوانب، بينما في أعلى جانب واحد يكون 19 سم شكل أخدود طويل مثل رأس ثور. المذابح ذات قواعد ملساء، متسعة من الأسفل وضيقة من القمة، وعادة مغروزة في الأرض لتثبيت المنضدة. (9)

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] عملان بيزنطية http://www.byzantinecoins.com/
    [2] عملات إسلامية http://islamiccoins.ancients.info/
    [3] http://www.alargam.com/general/custom/custom9.htm
    [4] المصدر السابق بتصرف.
    [5] إمام؛ ا.د إمام عبد الفتاح/(معجم ديانات وأساطير العالم) مكتبة مدبولي _ القاهرة. (صفحة: 3/302)
    [6] http://yezidi-community.com/modules....print&sid=3075
    [7] http://www.yek-dem.com/moxtarat=9-4-8-2007.htm
    [8] (معجم ديانات وأساطير العالم)/ (صفحة: 2/424، 425)
    [9] http://yementimes.com/article.shtml?...p=lastpage&a=1

    يتبــــــــع
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 05-05-2008 الساعة 08:09 PM

  9. #69
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,167
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-09-2012
    على الساعة
    01:53 AM

    افتراضي


    أكمل يا اخي الحبيب
    ولم انسى الصورة والله المستعان
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    قُمْ يَا أَخِي بِشَوْقٍ للهِ قِيَامَ مُوْسَى فَقَدْ قَامَ وَقَلْبُهُ يَهْتَزُ طَرَبَاً وَ يَضْطَرِبُ شَوْقَاً لِرُؤْيَةِ رَبِِهِ فَقَالَ" رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ..." وَجَهْدِي أَنَا "...وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى".
    أستغفرُ اللهَ لِى وللمسلمينَ حتى يرضَى اللهُ وبعدَ رضاه، رضاً برضاه .
    اللَّهُمََّ إنَّكَ أَعطَيتَنَا الإسْــلامَ دونَ أن نَسألَكَ فَلا تَحرِّمنَا وَ نَحْنُ نَســأَلُكَ .
    اللَّهُمََّ يَا رَبَ كُلِ شَيئ، بِقُدرَتِكَ عَلَى كُلِ شَيْئٍ، لا تُحَاسِبنَا عَن شَيْئٍ، وَاغفِر لَنَا كُلَ شَيْئ .
    اللَّهُمََّ أَعطِنَا أَطيَبَ مَا فِى الدُنيَا مَحَبَتَكَ وَ الأُنسَ بِكَ، وَأَرِنَا أَحسَنَ مَا فِى الجَنَّة وَجْهَكَ، وَانفَعنَا بِأَنفَعِِ الكُتُبِ كِتَابك،
    وَأجمَعنَا بِأَبَرِِ الخَلقِِ نَبِيَّكَ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي تَقَبَلَ اللهُ مِنَا وَ مِنكُم وَ الْحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

  10. #70
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gardanyah مشاهدة المشاركة
    لقد رايت شباب مسلمين للاسف يرتدون مثل هذة الاشكال فى سلاسل فى صدورهم
    او على شكل انسيال فى ايديهم
    وكم من مرة انصحهم ولا يهتمون
    هداهم الله لما فية خير الاسلام والمسلمين
    للأسف تشبه بالغرب .. وجهل بالمضمون .. نسأل الله لهم الهداية
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 06-05-2008 الساعة 09:30 PM

صفحة 7 من 12 الأولىالأولى ... 6 7 8 ... الأخيرةالأخيرة

خطوات على الجمر

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. (( همـومُ فـتاة )) بين حرارة الجمر.... وفجر الأجر......!
    بواسطة جــواد الفجر في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-01-2012, 05:27 PM
  2. صنع ورود من الريش خطوات+صور
    بواسطة ســاره في المنتدى منتدى التجارب والأشغال اليدوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-11-2009, 02:00 AM
  3. خطوات في إصلاح الذات....
    بواسطة أم الخير في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-08-2008, 01:21 PM
  4. واتبعوا خطوات الشيطان
    بواسطة عبد القدوس في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-07-2006, 04:17 PM
  5. القابضون على الجمر
    بواسطة حازم حسن في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-08-2005, 12:58 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

خطوات على الجمر

خطوات على الجمر