سياحة الفراعنة الملعونين واثارهم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

سياحة الفراعنة الملعونين واثارهم

صفحة 6 من 10 الأولىالأولى ... 5 6 7 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 97

الموضوع: سياحة الفراعنة الملعونين واثارهم

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    05-03-2008
    على الساعة
    05:48 PM

    افتراضي

    على عكس قارون كان موسى .. جاءته الدنيا تسعى بقصورها واموالها وفراعينها دون ان تجهده او ان يطلبها .. ولكنه كان سليم الفطرة اتاه الله حكما وعلما بحقيقة الامور فلم تفتنه الدنيا بمظهرها .. امتلكها وامسكها بيده ولم تتملك من قلبه وفكره .. هكذا يكون عطاء الله لمن يحبهم الحكمة والعلم والايمان .. هكذا تقاس محبه الله لعباده وليس بالمال والجاه والسلطان وغيرها من النعم الزائلة
    القصص (آية:14):
    ( ولما بلغ اشده واستوى اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين )
    يوسف (آية:22):
    ( ولما بلغ اشده اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين )
    .. نشأ موسى فى قصور الفراعنة .. فى اكبر قصورها ولكنه أبى ان يلتمس العزة من اهل الكفر والشرك .. كانت عزته وانسه ومحبته فى مصاحبة وملازمة اهل العلم والايمان من بنى اسرائيل .. لم تبهره حضارة الفراعنة ولا تلك القشور الزائفة الزائلة .. حكمته تعدت هذا المجال المحدود الافق والرؤية السطحية .. لم ينخدع بالعلوم والاموال والرفاهية التى عليها الفراعنة .. ادرك بعلم من الله ان تلك المظاهر البراقة والنعم الدنيوية اذا لم يصاحبها الايمان والاخلاص والعبودية والاسلام لله وحده لن تكون غير فتنة لاصحابها .. نفر وابتعد بفطرته السوية عن كل آلهة الفراعنة ومعابدهم .. حاول معه فرعون بكهنته ان يرضخ موسى لعبادته ويتخذه الها ولكنه عجز فقد كان موسى مثل جده ابراهيم وامه واخيه هارون مسفها لكل الهتهم ومعبوداتهم .. اعتزل عباداتهم وافكارهم والتزم الصحبة الصالحة من المؤمنين القلة من بنى اسرائيل .. هكذا يكون السبيل للنجاه ملازمة الصالحين واحسان صحبتهم ومعاشرتهم والانعزال عن اهل الشرك والكفر والطاغوت .. هكذا حفظ الله موسى وجعله وكل الرسل و الانبياء قدوة ومثلا اعلى نحتذى بهم .. قصصهم وسيرتهم ليست اساطير الاولين تتلى علينا بكرة واصيلا .. ولكن بها العبرة والقدوة والنهج السليم الذى يجب ان يكون عليه المؤمن .. هم بشر منا عانوا الكثير وحاولت معهم الدنيا بكل مفاتنها .. كانوا انبياء ورسل ومفضلين عند الخالق ولو سألوه السلامة من المحن لأجابهم ولكنهم تحملوا المشقة وخاضوا الصراعات وذاقوا مرارة الصدامات من اهل الكفر والشرك ليكونوا لنا مثلا واملا وقدوة نحتذى بهم ..
    انتبه فرعون وكهنته وقومه لملازمة موسى لقومه من بنى اسرائيل .. عاد الخوف والجزع والهلع ينهش صدورهم .. هو اذا منهم وعلى دين ابائهم .. هو يأنس لمصاحبتهم .. لم يعد هناك مجالا للشك فى خطورة موسى على عرش فرعون خاصة بعد ان اصبح شابا شديدا واعيا عاقلا رافضا لعبادتهم ومتعاليا عليهم بولائه لبنى اسرائيل اهل التوحيد واتباع ملة ابراهيم رغم فقرهم ومذلتهم .. هو بهذا الاختيار وتفضيل بنى اسرائيل عليهم يسخر منهم ومن حضارتهم ويأبى دخول معابدهم ..
    ويمشى موسى فى المدينه فيجد احد الفراعنة يتشاجر مع رجل من بنى اسرائيل .. اخذته العاطفة لكف بطش القبطى ودفعه بعيدا عن الرجل الضعيف الهزيل من بنى اسرائيل .. وكان موسى شديدا قوى البنية فما ان وكز القبطى الفرعونى ليبعده فاذا به يسقطه صريعا دون قصد او عمد ..
    القصص (آية:15):
    ( ودخل المدينه على حين غفله من اهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين )
    استغفر موسى ربه وتملكه الخوف والفزع مما فعل .. وكان يعلم ان فرعون وقومه يبغضونه يتربصون به المصائب ويتصيدون له الاخطاء التى تدينه .. وسيفرحهم فعلته لكى ينالوا منه .. نعم فرعون كان لا يتورع عن قتل من يريد .. ولكن هى سياسة و ولع الظالمين بكل زمان التظاهر بما ليس فيهم .. بالعدل والكرم والحكمة والتروى والحكم بالبينة والطريقة المثلى فى الحكم امام شعوبهم ورعاياهم ويقتنصون الفرص للنيل من اعدائهم .. وخاصة ان موسى كان له شخصية ذائعة الصيت بنزاهته وكرم خلقه واصلاحه فى الارض ومكانه مميزة بين المصريين وبنى اسرائيل على حد سواء ..
    القصص (آية:18):
    (فاصبح في المدينه خائفا يترقب فاذا الذي استنصره بالامس يستصرخه قال له موسى انك لغوي مبين )
    القصص (آية:19):
    (فلما ان اراد ان يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس ان تريد الا ان تكون جبارا في الارض وما تريد ان تكون من المصلحين )
    شاع الخبر فى المدينة وكانت الادانة التى انتظرها فرعون وكهنته والملأ من اسرته للفتك بموسى على بينة من امره .. وزاد الامر يقينا حين اسرع احد رجال فرعون الى موسى ليحذره وناصحا له ان يهرب بعيدا عن بطش فرعون .. سبحان الله دائما لله جنود السموات والارض .. حتى من اقرب المقربين من فرعون يكون جند من جنود الله .. وهكذا يكون اولياء الله فى ولائهم وحمايتهم لبعضهم البعض .. ولولا هذا الرجل الذى يكتم ايمانه ولولا محبيته لموسى فى الله ونصحه له لفتك عدو الله بموسى .. هو التراحم والمودة بين عباد الله واوليائه ..
    القصص (آية:20):
    ( وجاء رجل من اقصى المدينه يسعى قال يا موسى ان الملا ياتمرون بك ليقتلوك فاخرج اني لك من الناصحين )
    وسارع موسى بالهرب والخروج من مصر هربا من بطش فرعون وقومه .. وسبحان الله مصر التى دعا يوسف اليها اهله .. ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين .. هى مصر التى خرج منه حفيده موسى رسول الله خائفا يترقب ..
    القصص (آية:21):
    ( فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين )
    ليس هناك بلد باى ارض كانت يمكن ان توصف بالامان الا اذا اسلمت وحاكمها وولاة امورها و شعبها وارضها لله الواحد القهار .. لا مؤانسة ولا أمان ولا ثقة ولا ولاء ولا سكن ولا سكينة بارض يحكمها طغاه متعالين مستكبرين على الخضوع لله وشرعه ومنهاجه .. مصر التى دخلها بنو اسرائيل ( يعقوب واخوة يوسف واهليهم ) آمنين سالمين بعد ان اسلمها يوسف وملكها وشعبها وارضها لله العزيز القدير .. هى مصر التى ابت وفرعونها وملأه وكهنتها الاسلام لله رب العالمين فخرج منها نبى الله موسى خائفا يترقب ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    05-03-2008
    على الساعة
    05:48 PM

    افتراضي

    لم يستثنى موسى وهو نبى الله من البلاء الذى يبتلى الله به المؤمنين .. عرف الخوف من بطش الطاغية وخرج هاربا يترقب تربص جنود فرعون به وتتبعهم له .. عبر الصحارى والقفار ومجاهل الارض وهو الذى نشأ باعظم قصور الفراعنة منذ ان كان رضيعا .. عرف الجوع والعطش واكل العشب ورشف قطرات الندى من اوراق الشجر .. لفحته حرارة الشمس واوجعه صقيع الليل .. عانى قسوة الوحدة والفقر والحاجة الى المسكن والاهل والامان .. بلت قدماه ونعله من مشقة الجهد والسير على الرمال الساخنة والحصى والاشواك التى ادمتها .. خرج من مصر خائفا يترقب بعد ان خرج منها الاسلام بموت يوسف عليه السلام .. وبعد ان حكمها الكفر والشرك والطاغوت قرون حتى توارثها فرعون وبطانته وكهنته المتعالين على العبودية لله .. خرج خائفا من فرعون الذى لا يتقى الله ولا يعرفه ولا يخشاه بل يبغضه ويبغض اوليائه .. .. قدر الله لموسى ان يعيش سنوات طويلة بارض مدين وفى بيت من خيرة بيوتها
    (وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في اهل مدين )
    واطمئن ايضا فرعون وقومه وكهنته لخروج موسى هاربا خائفا الى غير عودة كما يظنون .. ولكن ليس بأمانيهم تجرى الامور .. مرت الايام والشهور وموسى لم يعد .. ذاع الخبر فى كل ارجاء مصر .. انتهت نبوءة علماء بنى اسرائيل وانتصر فرعون على الههم واله موسى ولن يبعث من بعد يوسف رسولا .. انتهت رسالات رب موسى باختفاء موسى .. وعمت البهجة ارض مصر واظهر الجميع الولاء لفرعون .. ومدحه الكهنة ومجدوه واصبغوا عليه صفات فاقت الالوهية من فرط تعظيمهم له .. وارتاب بنو اسرائيل فى رجوع موسى ويأسوا من عودته او ان يبعث الله رسولا اخر بعد يوسف .. تمردوا على العبودية لله واشربوا فى قلوبهم حب الهة الفراعنة وحب العجل ( عجل أبيس احد معبودات الفراعنة ) وتفاءلوا باقتناء صنم مجسم له لجلب الخيرات كما يفعل الاقباط ( قدماء المصريين ) .. ولولا ان ينهاهم الربانيون وعلمائهم عن امور الشرك هذه وتحذيرهم من عقاب الله واقتراب مجىء رسوله لبئس ما كان يفعل بنو اسرائيل .. وازداد فرعون تحديا وظلما لبنى اسرائيل .. وازداد جبروتا وقوة واسرافا فى القتل وترويعا لهم .. واصدر اوامره لجنوده باذلال كل اتباع الله واستحياء نسائهم حتى يسجدوا لفرعون وآلهة الفراعنة .. وامعانا فى الظلم والتحدى اصدر الاوامر لحاشيته فى تسخير عمال بنى اسرائيل فى صنع تماثيل عظيمة فى تشيدها مبهرة فى حجمها لفرعون مصر ( قيل انه رمسيس الثانى وقيل انه امنتحتب .. لا يعنينا اسمه يكفيه ظلما وجورا انه احد الفراعنة الجبارين المستكبرين ..ويكفيه تجاهل كتاب الله له ) ونصبت التماثيل العملاقة بكل ارجاء مصر والمسلات العظيمة الارتفاع المدون عليها اسس حكمه وتاريخ حياة الفراعنة .. وتضامنا مع فرعون مصر فى اعلانه الحرب على الله العلى القدير بذل كهنته ووزيره هامان كل ما استطاعوا لفتنه بنى اسرائيل فى دينهم والذين لم يكونوا بحاجة الى المزيد ليثبتوا ردتهم عن ملة ابراهيم والتزامهم صوريا بالولاء للاسلام على استحياء من علمائهم وخوفا ان تصدق النبوءة بمجىء رسول الله الذى ينقذهم من عبوديتهم لفرعون ويكون هلاك مصر وطواغيها على يده .. ودفع هامان والكهنة بقارون فى المقدمة ليبهروا به قومه وصنعوا منه نجما شاهدا على كرم الهتهم ونظمهم المثلى وقوة ثرائهم .. ووضعوه وموسى فى كفتى الميزان للمقارنة والمشاهدة على الواقع المادى البعيد عن التنبؤات والخزعبلات كما يعتقدون .. هذا موسى الهارب الهالك ترك الهتهم وولاية فرعون وتشبث برب واحد لم ينفعه فذاق الفقر والخوف والضياع .. وهذا قارون الذى تمرد على ربهم وملة ابراهيم فنال الخيرات بالقرب من الفراعنة وولائة لفرعونهم الاكبر .. الفتنة اصبحت شديدة وقاسية ومريرة .. زادتها المقارنات والافضليات المادية سوءا وانحرافا فى ولاء بنى اسرائيل لعقيدتهم .. ملة ابراهيم وصحفه .. والتى دعاهم الله فيها للتمسك بالاخرة وعدم الافتتان بالحياه الدنيا
    لا تؤخذ الامور بظاهرها بل بحقيقتها .. ليس كل من ترك وطنه سواء كان مهاجرا فى سبيل الله او هاربا من بطش طاغية او تاركا لبلاد كفر وشرك هو هالك .. حتى لو قضى نحبه فهو فى امان الله .. خرج ابراهيم من مصر مطرودا فدخلها احفاده بقوة الله وارضخوا ملوكها للعزيز القدير .. خرج يوسف من سجنه ليسلم مصر وعروشها لله الواحد القهار فأسلمت مصر بسلطان وعلم من الله .. خرج موسى من مصر خائفا يترقب ودخلها ليخرج فرعون وجنوده منها ويهلكهم بقدر الله ومشيئته .. خرج محمد صلى الله عليه وسلم من ارضه هاربا من بلاد الشرك ومهاجرا الى الله ليعود اليها فاتحا لها ولمشارق الارض ومغاربها .. ومع موسى عليه السلام نستكمل باذن الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    05-03-2008
    على الساعة
    05:48 PM

    افتراضي

    استكمل موسى سنوات الاعداد بارض مدين .. سنوات اثقلته خبرة فى القدرة على التكيف مع خشونة الحياة والمواجهة و قوة التحمل والصلابة .. ومن الرعى تعلم مهارات القيادة والصبر والخلود بالنفس بعيدا عن صراعات الحياة المادية ومعايشة الطبيعة ومعاينة قدرة الخالق البديع والتناغم مع خلق الله والتسبيح له .. فترة اعداد ربانى غمرت موسى بفيض نورانى من الايمان استعدادا لمهام شاقة ومواجهة اكثر صعوبة ستكون ايه وعبرة لكل البشر على مر العصور .. ورسالة من الله يجب ان يؤديها موسى على اجمل وجه
    (وفتناك فتونا فلبثت سنين في اهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى)
    صناعة ربانية واعداد موسى لرسالة عظيمة سيدونها التاريخ الانسانى ويثبتها الله بقدرته ويمحو مادونها من الحضارات المعاصرة لها الزائفة ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي )
    ويمضى موسى باهله بعد ان اتم الاجل بارض مدين .. ويمر بجانب الطور .. جبل مبارك بارض سيناء ويطلق على الجبل الاخضر الكثيف الاشجار لفظ طور وهذا ما يثبت ان ارض مصر كانت خضراء ولم تكن صحارى سيناء على الحال التى هى عليه الان
    ( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ )
    كانت ارض سيناء شلالات وشواطىء ووديان بنص القرآن .. ومن اصدق من الله قيلا .. وجاء القدر بموسى لبقعة مباركة منها .. انتبه فيها بصره لموضع بعينه على جبل اخضر (طور سيناء ) .. مكان مازال الى يومنا هذا يملأ النفس رهبة وخشوعا وجلالا .. وهو مزار لكل اتباع الديانات السماوية الى الان ..
    ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )
    حدث جليل بمكان مبارك الى يومنا هذا زاده هذا الحوار رهبة واجلالا .. حدث عظيم بداية لنزول شرائع الله السماوية .. قبل ذلك كانت الرسالة الدعوة للاسلام لله وعبادته وحده لا شريك له .. الدعوة للتوحيد ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين
    ال عمران (آية:65): ( يا اهل الكتاب لم تحاجون في ابراهيم وما انزلت التوراه والانجيل الا من بعده افلا تعقلون )
    .. لكن بعد هذا الحدث العظيم بالبقعة المباركة بطور سيناء كانت البداية للتمهيد بنزول قانون سماوى وشريعة تحكم المؤمنين وزوال اى ولايه على المؤمنين لاى منهج حكم او فكر دنيوى .. سيكون بهلاك الفراعنة ونزول التوراة وشريعتها بداية لوجوب امثال العباد لمناهج وشرائع وقوانين ربانية ونبذ ماعداها من قوانين حكم دنيوية باطلة مهما كانت مثاليتها وامتيازاتها وبريقها .. ويصبح الاسلام لله بتوحيده واتباع شريعته ومنهاجه وعدم تفضيل أى منهج آخر عليه .. هى بداية لنزول التوراة ثم الانجيل ثم القرآن
    الاعراف (آية:157): (الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراه والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون ) ..
    .. لا ينتقص المؤمن لعثمتة ولا ضعف فى قدراته البدنية .. ولكن تزيده كمالا فى اخلاصه فى تبليغ رسالات ربه .. ونشهد لموسى تبليغه لرساله ربه على اكمل وجه كما شهدت له الايات .. وبدلال العابد وثقته فى قدرة ربه واجابته يدعو موسى ربه طمعا فى كرمه
    طه (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي 25وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26)وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27)يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29)هَارُونَ أَخِي (30)اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33)وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34)إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا (35)قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) )
    نعم أجابه ربه قد أوتيت سؤلك ياموسى .. وكما اثنى عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الاختيار الموفق .. هكذا يكون توفيق الله لاوليائه فى اختيار بطانتهم الصالحة .. نعم الوزير ونعم الصحبة ونعم الاخ كان هارون ..
    ويمضى موسى الى مصر .. ويتلقى هارون الامر من ربه ليكون عونا لاخيه
    ( اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)
    فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)
    قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى (45)
    قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)
    فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)
    إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48) )

    وكانت المفاجأة التى اذهلت بنى اسرائيل والفراعنة المصريين .. عودة موسى

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    05-03-2008
    على الساعة
    05:48 PM

    افتراضي

    طاف الخبر بالمدينة واجتمع فرعون بهامان وكهنته والملأ من قومه للتشاور فى امر القاء القبض على موسى وقد تملكهم الخوف والشك والريبة من امر عودته .. وقبل ان يتخذ قراره واذا بموسى قد قطع عليه وعلى قومه عناء الفكر وبادر بالذهاب اليه بقصره .. تملك الذهول فرعون وقومه .. كيف يجرأ هذا الطريد الاعزل ان يبادر بالذهاب اليه قبل ان يصدر اوامره لجنوده بالقبض عليه .. واذا بموسى وبصحبته اخيه هارون يطلبون مقابلته .. مهمة ربانية لا بد من تبليغها له .. أمر الهى
    (فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ
    أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ )
    بالبدايه ظن فرعون ربما سيبادر موسى بالاعتذار عن فعلته طالبا منه العفو والمغفرة .. وربما توسط الى اخيه للذهاب معه والتوسل الى فرعون .. تخيل كل منهما ذليلا ضعيفا منكسرا ينحنى راكعا وساجدا له طمعا فى كرمه .. فسمح لهما بالدخول وجمع حشد من الحضور لاستعراض مهانتهم وتذللهم له على مشهد من الملأ .. واذا بهما يدخلان فى عزة ويتقدم منه موسى متحدثا الي فرعون بصفة غير التى يعرفها عنه .. بصفتة ومكانتة هو واخيه كرسولين من رب العالمين مهمتهما توصيل رسالة من ربهما وربه الآمر الناهى له .. المهمة جريئة ومباشرة وموجهة الى فرعون وقومه بأمر من الله بالكف عن ايذاء بنى اسرائيل وتركهم ليرحلوا مع موسى منذرين اياه وقومه بعاقبة مخالفة هذا الامر او الاستعلاء على الله وتكذيبة والسلام على من اتبع الهدى
    (إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ..
    إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى )
    وبدأ اقوى حوار يستحق ان يدرس فى علم الجدال ومرجع هام للمهتمين المتخصصين فى مجال المناظرة .. حوار بين موسى رسول الله وفرعون اقوى اعمدة الكفر الى يوم الدين .. حوار بين ولى الله العبد الفقير موسى وبين فرعون احد ائمة الطاغوت والشرك والاسراف والالحاد والكبر والاستعلاء على الله .. بين موسى الداعى الى الاسلام لله رب العالمين والخضوع له وحده لا شريك له وبين فرعون معلم الملاحدة والكفار وممثلهم والمناظر عنهم بالباطل على مر التاريخ .. حوار له قواعد وسمات وتدرج فى شدته ..
    نظر فرعون اليهما وكعادة اهل الكفر القاسية قلوبهم تظاهر بالهدوء والثقة بالنفس المصطنعة وبدأ بسؤال ظاهره الاستفسار وباطنه الاستخفاف قائلا
    (قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى )
    اجابه موسى باطمئنان وثبات على نفس مستوى الحوار بهدوء وآخذا بظاهر السؤال ومتجاهلا النوايا التى لا يعلمها الا الله
    (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى )
    وكعادة اهل الكفر والشرك فى تشتيت الامور .. أمسك فرعون بدفة الحوار واراد تحويل مجرى الحديث فى متاهات بغرض الجدال بالباطل
    (قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى )
    اضاع عليه موسى الفرصة واعاده الى صلب الرسالة التى اتى من اجلها وطمأنه ان لا داعى ان يشغل باله بأمر القرون الاولى فعلمها عن خالقها الذى لا ينسى من خلق .. موضحا نعم الله وفضله على عباده .. ورد كل اسباب الحياة لله وحده لا شريك له
    ( قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ..
    الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى (53)
    كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى (54 مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) )
    بدأ فرعون فى تغيير استراتيجية الحوار ويسلك اسلوب المن والترهيب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    05-03-2008
    على الساعة
    05:48 PM

    افتراضي

    بدأ فرعون يلجأ الى محور آخر فى الحوار . . سياسة قديمة للوى الاذرع والاعناق .. اسلوب المن والتفاضل والانتقاص من قدر العباد وارهابهم بماضيهم
    (( قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ
    وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ))
    لم يدرك فرعون ان المؤمن لا يخشى الا الله وان اسلوب المنن والتغنى بفضائل اهل الكفر لا يأخذ به مؤمن ولا يؤثر فيه .. موسى مثل حال يوسف حين راودته التى هو فى بيتها عن نفسه .. لم يعيرها اهتماما ولم يهتم بفضلها عليه وايوائها له واختار السجن عن الامتثال لاوامرها .. وكما من قوم شعيب عليه بعدم ايذائهم له لمكانة اهله
    (( قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما انت علينا بعزيز ))
    فاجابهم بقوة (( قال يا قوم ارهطي اعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا ان ربي بما تعملون محيط ))
    حال كل مؤمن لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق مهما تعددت اسباب المنن والفضائل .. مرجعيتنا وقياسنا للامور مردها الى الله وليس مسايرة اصحاب النعم والمنن والفضل بالباطل خجلا وحياءا منهم .. بكل عزة المؤمن وايمانه بان اسباب الهداية من الله اجاب موسى هذا الفرعون هل من اجل ان رباه رضيعا يحق له ان يتخذ قوم بنى اسرائيل باكملهم عبيدا له .. من اجل طفل رضيع يستعبد امة قوامها اكثر من مائة الف انسان
    ( قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ .. وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ )
    امام قوة الايمان والثقة بالله يعجز الجهلة عن النيل من المؤمنين ولوى اعناقهم .. ليس لمؤمن نقاط ضعف او مذلة تستوجب خضوعه لاهل الشرك والغافلين .. لا يخجل المؤمن ولا يتوارى من افعال ارتكبها او ماضى مهما تعاظمت فيه الذنوب بل يفتخر بهداية الله له واختياره اياه ..هو منهج مازال قائم الى الان ملاحقة التائبين واحراجهم ومعايرتهم بافعال مضت الى غير رجعة باذن الله .. بل والتربص باخطاء المؤمنين لاذلالهم .. خير الخطائين التوابين .. لن نتعاظم ولن نكون اكرم من كليم الله موسى حين قالها باعلى صوته فى مواجهة فرعون ( فعلتها اذن وانا من الضالين ) .. ولا اقل جرأة وايمانا من امرأة العزيز حين قالتها بكل ثقة فى حضرة الملك وردت اسباب الهداية لله ( ان النفس لامارة بالسوء الا من رحم ربى ) .. فشل فرعون من النيل من موسى فلجأ الى التهكم المغلف بالهدوء والتصنع بالحكمة وكأنه احب ان يستزيد
    (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ )
    اجابه موسى باستزادة فى التعريف بخالقه لعلهم يكونوا من المصدقين
    ( قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ )
    بدأ فرعون يعلن عن سخريته فنظر الى قومه وكأن موسى ألقى بدعابة او نكته قائلا بابتسامة صفراء مستفزة .. دائما تميز اهل الباطل فى كل حواراتهم الى يومنا هذا حتى على المرئيات
    (قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ )
    فاخذ مستوى الحوار فى الارتفاع تدريجيا واجابه موسى برد قوى اخضع فيه فرعون وقومه وابائهم واجدادهم لعبوديه الله الواحد
    (قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ )
    انتفض فرعون وازاح عن وجه قناع الحكمة والهدوء الذى يتخفى به الجهلة والسفهاء من المشركين وظهر بحقيقته ومرارة قلبه وغيظه وحقده وكراهيته للخضوع لله الواحد القهار
    ( قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ )
    دائما والى يومنا هذا هو منهج المسرفين المستكبرين على الله .. القاء المؤمنين بتهمة الجنون والاختلال العقلى .. تشابهت قلوبهم فى كل العصور
    قوم نوح ( كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر )
    مضغة كريهة فى فم كل المستكبرين على الخضوع لله واوامره نالت كل الرسل والمؤمنين بالقول السفيه والاتهام الباطل بالجنون (( كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون ))
    وقول قوم هود عنه هود (آية:54): ( ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء قال اني اشهد الله واشهدوا اني بريء مما تشركون )
    وقولهم عن محمد صلى الله عليه وسلم الصافات (آية:36): (ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون )
    هى سياسة لها جذور اتبعها اهل الباطل فى كل ازمنة الشرك و التعالى على الله ونهجه وشريعته الى يومنا هذا.. كلما جاءهم الحق بما لا تهوى انفسهم ويخالف اهواءهم ومناهجهم اتهموا صاحبه بالجنون .. هم فقط بمناهجهم المنحرفة العلمانية والاشتراكية والديمقراطية وغيرها من رؤيتهم اصحاب فكر وعقل وحكمة
    زاده موسى غيظا ونزع عن فرعون قناعه الزائف ورد عليه وعلى قومه جنونهم واخضع الكون كله بمشرقه ومغربه لله الواحد القهار
    ( قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ )
    فزع فرعون من قوة رسالة موسى التى قد تنزع عنه سلطانه بل وتبيد عروش ونظم الفراعنة بكل اشكالهم وازمانهم الى الابد
    ( قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ )
    ارتفع صوت موسى يرج المكان دون ان يعيراهتمام له ولا لتهديداته واعاده عليه بقوة وثبات
    ( وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ
    حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ )
    لم يكن فرعون بحاجة الى آية فهو على عناده وكفره وتمرده على الولاء لله واستكباره على الخضوع والعبودية له وحده لا شريك له .. ولكنها وسيلة مكر ودهاء يتبعها حكام الباطل لمعرفة امكانيات اعدائهم ثم تحديد الوسائل المناسبة للتصدى لهم
    ( قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِيين )
    ( فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ )
    ( وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ )
    وتباينت ردود الفعل وامسك فرعون بزمام الامور
    ( قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ .. يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ .. قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ .. يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ )
    وكأى طاغية مستكبر جبان مجادل بالباطل تملك فرعون الهلع والخوف من موسى ورساله ربه التى سوف تنزع عنه سلطانه وعن كل من هم على شاكلته الى يوم الدين
    ( قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى
    فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى )
    وبكل هدوء وثبات وثقة فى نصر الله اجابه موسى واختار يوما مشهود عيد للفراعنة يشهد اكبر حشد وجمع من الناس
    ( قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى )

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    816
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    19-12-2014
    على الساعة
    10:27 PM
    ..
    التعديل الأخير تم بواسطة حازم حسن ; 28-07-2006 الساعة 05:39 AM

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    05-03-2008
    على الساعة
    05:48 PM

    افتراضي

    ايه بس يا الحازم .. معقول مافيش كلام عجبك ولا اى اوجه اتفاق .. للدرجة دى مذهول .. ربما اول مرة تنشر تلك الحقائق بصورة مجتمعة لكن انا على يقين انك سمعت بعضها .. بصرف النظر عن اتفاقك او اختلافك ..

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    05-03-2008
    على الساعة
    05:48 PM

    افتراضي

    (( فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى )) الامر بالنسبة لفرعون اكبر من تحدى او استعراض للقوى .. الرسالة تتعلق بوجوب ايمانه برب واحد رب العالمين .. والاقرار بالعبوديه له والخضوع لكل اوامره .. وهو بكبره واستعلائه على الله لم يكن ليعترف بموسى رسولا .. الاعتراف به يعنى تقديم تنازلات والامتثال لاوامر ربه التى بدأت باطلاق سراح بنى اسرائيل والكف عن ايذائهم واستعبادهم .. وفرعون كان مطمئنا لحضارة بلادة ورخائها وعلومها وتميز شعب مصر عن كل شعوب العالم القديم .. هو من منظوره ليس بحاجة الى رب يحكمة ويلقى اليه بالاوامر .. هو فى قناعاته اله يماثل رب موسى بل اقوى منه واحوال رعاياه اغنى واكثر تحضرا ورفاهية ممن تولوا الله .. هو مسرف مستكبر لا يريد ان يرد كل اسباب القوة والرزق والعلم لله الواحد القهار .. ووصل به التحدى لتقديم الوعود للسحرة باعطائهم المال الوفير وجعلهم من المقربين له تشجيعا وحافزا لهم للنيل من موسى رسول رب العالمين رغم احتقاره لهم ولمهنتهم الوضيعة
    وجاء يوم الزينة (( فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ )) .. المشهد عظيم والجمع غفير وحشد من بنى اسرائيل المفتونين وكل فئات المصريين بحضور فرعون وملئه ووزيره هامان وكهنته والسحرة متحفزين مستعدين .. والاصوات تعلوا (( فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى )) .. وموسى يقف وحيدا يناصره عدد قليل من بنى اسرائيل بقلوبهم على خوف من فرعون وملئه
    الامر كان شديد الصعوبة على نفس موسى شأن اى مؤمن يحتاج فى تلك المواقف الى تثبيت من الله
    (( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى ))
    (( قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى ))
    واذا بعصا موسى تلقف حبالهم وعصيهم وما كانوا يأفكون
    (( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ))
    (( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ))
    (( رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ))
    المصريون فراعنة فى كفرهم .. ولكنهم فى ايمانهم اشد واقوى من اعظم الجيوش وأعتى الجبابرة والعتاه .. ولما لا ومنهم سيخرج خير اجناد الارض ..
    سجلت الايات اعظم موقف وضربت اقوى الامثال للصورة التى يكون عليها المؤمنين فى مواجهة اقوى جبابرة الفراعنة الظالمين فى تاريخ الانسانية .. ثوانى معدودة بدلت احوال السحرة من فئة حقيرة متسولة تستجدى الاحسان والمال والعزة من فرعون الى عصبة قوية بايمانها بربها لا تقبل ان تشرك به احدا .. سلة من المؤمنين فى مواجهة فرعون .. انتفض فرعون وكعادة الظالمين لا يملكون الا سلاح القتل والتهديد والترهيب والتعذيب
    (( قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ))
    وبرد اكثر منه قوة وجرأه وارهابا واقرارا بالحقائق التى يعلمها المصريون عن الله من عهد يوسف
    (( قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى (74)وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75)جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى (76) ))
    سحرة لا حول لهم ولا قوة الا بالله افزعوا فرعون وارهبوه .. لم تهزمه جيوش فقد كان حاكم اقوى بلاد الدنيا واعظمها .. مصر ام الدنيا .. لم تكن بداية نهايته فى معركة ولا منازلة حربية ولا حتى انقلاب على حكمه بل هزمه جماعة من السحرة لم يكونوا قبل ايمانهم يملكون غير عصى وحبال .. رعبوه بسجودهم لله على مشهد مشرف بحضور الجميع .. ومنهج ايمانى ربانى قوى لا يصلح سواه لردع الطغاه المستكبرين .. اعلنوها صراحة وبكل قوة وثقة بالله واعلاءا لكلمته واقرارا بالعبودية له وحده لا شريك له
    (( قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ
    إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ))

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    05-03-2008
    على الساعة
    05:48 PM

    افتراضي

    (( فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى )) الامر بالنسبة لفرعون اكبر من تحدى او استعراض للقوى .. الرسالة تتعلق بوجوب ايمانه برب واحد رب العالمين .. والاقرار بالعبوديه له والخضوع لكل اوامره .. وهو بكبره واستعلائه على الله لم يكن ليعترف بموسى رسولا .. الاعتراف به يعنى تقديم تنازلات والامتثال لاوامر ربه التى بدأت باطلاق سراح بنى اسرائيل والكف عن ايذائهم واستعبادهم .. وفرعون كان مطمئنا لحضارة بلادة ورخائها وعلومها وتميز شعب مصر عن كل شعوب العالم القديم .. هو من منظوره ليس بحاجة الى رب يحكمة ويلقى اليه بالاوامر .. هو فى قناعاته اله يماثل رب موسى بل اقوى منه واحوال رعاياه اغنى واكثر تحضرا ورفاهية ممن تولوا الله .. هو مسرف مستكبر لا يريد ان يرد كل اسباب القوة والرزق والعلم لله الواحد القهار .. ووصل به التحدى لتقديم الوعود للسحرة باعطائهم المال الوفير وجعلهم من المقربين له تشجيعا وحافزا لهم للنيل من موسى رسول رب العالمين رغم احتقاره لهم ولمهنتهم الوضيعة
    وجاء يوم الزينة (( فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ )) .. المشهد عظيم والجمع غفير وحشد من بنى اسرائيل المفتونين وكل فئات المصريين بحضور فرعون وملئه ووزيره هامان وكهنته والسحرة متحفزين مستعدين .. والاصوات تعلوا (( فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى )) .. وموسى يقف وحيدا يناصره عدد قليل من بنى اسرائيل بقلوبهم على خوف من فرعون وملئه
    الامر كان شديد الصعوبة على نفس موسى شأن اى مؤمن يحتاج فى تلك المواقف الى تثبيت من الله
    (( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى ))
    (( قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى ))
    واذا بعصا موسى تلقف حبالهم وعصيهم وما كانوا يأفكون
    (( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ))
    (( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ))
    (( رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ))
    المصريون فراعنة فى كفرهم .. ولكنهم فى ايمانهم اشد واقوى من اعظم الجيوش وأعتى الجبابرة والعتاه .. ولما لا ومنهم سيخرج خير اجناد الارض ..
    سجلت الايات اعظم موقف وضربت اقوى الامثال للصورة التى يكون عليها المؤمنين فى مواجهة اقوى جبابرة الفراعنة الظالمين فى تاريخ الانسانية .. ثوانى معدودة بدلت احوال السحرة من فئة حقيرة متسولة تستجدى الاحسان والمال والعزة من فرعون الى عصبة قوية بايمانها بربها لا تقبل ان تشرك به احدا .. سلة من المؤمنين فى مواجهة فرعون .. انتفض فرعون وكعادة الظالمين لا يملكون الا سلاح القتل والتهديد والترهيب والتعذيب
    (( قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ))
    وبرد اكثر منه قوة وجرأه وارهابا واقرارا بالحقائق التى يعلمها المصريون عن الله من عهد يوسف
    (( قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى (74)وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75)جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى (76) ))
    سحرة لا حول لهم ولا قوة الا بالله افزعوا فرعون وارهبوه .. لم تهزمه جيوش فقد كان حاكم اقوى بلاد الدنيا واعظمها .. مصر ام الدنيا .. لم تكن بداية نهايته فى معركة ولا منازلة حربية ولا حتى انقلاب على حكمه بل هزمه جماعة من السحرة لم يكونوا قبل ايمانهم يملكون غير عصى وحبال .. رعبوه بسجودهم لله على مشهد مشرف بحضور الجميع .. ومنهج ايمانى ربانى قوى لا يصلح سواه لردع الطغاه المستكبرين .. اعلنوها صراحة وبكل قوة وثقة بالله واعلاءا لكلمته واقرارا بالعبودية له وحده لا شريك له
    (( قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ
    إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ))

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    199
    آخر نشاط
    05-03-2008
    على الساعة
    05:48 PM

    افتراضي

    بدأت مرحلة من اهم المراحل فى تاريخ الانسانيه .. مرحلة صراعات ومواجهات بين فرعون وملئة وقومه وجيوشه وحضارته وطريقته المثلى فى الحكم من جهة .. وبين موسى رسول الله واتباعه الفقراء الاذلاء المستعبدين ممن آمنوا بالله .. قلة من بنى اسرائيل (( فما امن لموسى الا ذريه من قومه على خوف من فرعون وملئهم ان يفتنهم وان فرعون لعال في الارض وانه لمن المسرفين )) ..
    مواجهات تدرج بها موسى من اللين فى القول الى الحوار العاقل الى الاصرار على الحق ثم بيان ايات الله الكبرى ومعجزاته ... وجمبعها لم تفلح لاثناء فرعون وقومه عن استكبارهم فى الارض بغير الحق
    ((فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ))
    (( وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاء بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ))
    .. فترة هامة مهدت لمرحلة اخرى من الفصل بين المؤمنين وبين اعداء الله والكافرين به .. بعد هذا اليوم الذى اظهر الله موسى على فرعون دون حرب او قتال وسجد فيه السحرة لله رب العالمين ستكون هناك شريعة تحكم عباد الله ولن يخضعوا بعد ذلك اليوم لاى منهج عقائدى او دنيوى او فكرى غير ما امرهم به الله .. فترة سبقت نزول التوراة اول شريعة سماوية يحكم بها المؤمنين .. قبلها ومن عهد ادم كانت الدعوة للتوحيد والاسلام لله الواحد القهار وحده لا شريك له ونبذ مادونه من آلهه .. وبنزول شريعة سماوية لن يكون لنظام مهما تعاظمت قوته وسلطانه وحضارته واسباب رفاهيته اى ولاء ولا سلطة ولا امر على المؤمنين الى يوم الدين .. الى ان يرث الله الارض ومن عليها .. بعد هذا الحدث وزوال ملك الفراعنة ونزول اول الشرائع السماوية لن يقف المؤمنين مكتوفى اليد ينتظرون نصر الله ..لن يحكم المؤمنين الا بشريعة الله التى فرضها الله واوجب على المؤمنين الاخذ بها والدفاع عنها والجهاد فى سبيلها وتثبيتها فى الارض .. بدأت بالتوراه ثم الانجيل ثم ختمها الله و اكملها وحفظها من اى تحريف وثبتها بالقرآن .. شريعة يسلم فيها المؤمنون لله قولا وعملا وفعلا وبيانا لكل الاحكام فى شتى مجالات الحياه للحكم بما انزل الله وازاحة وازالة ماعداها من نظم دنيوية شيطانية فاسدة ومضللة ..
    الامر غاية فى الخطورة بالنسبة الى فرعون المسرف المتعال المستكبر على الله هو وقومه وبدأت المواجهات .. كل بما استطاع من قوة .. فرعون بكل اسلحته الدنيوية وقومه وجيوشه وما اوتى من قوة .. وبين موسى واتباعه بدعائهم وصلاتهم وتوكلهم واحتمائهم بالله.. وانضم كل فرد بقناعاته مع من يحب ان يكون معهم .. وكل يساند ويؤازر من تولاه بكل ما استطاع ان يبذله من جهد .. ووقف قارون من قوم موسى فى جانب احبائه الفراعنة ولجأ الى سلاح الفتنة لرد بنى اسرائيل عن دينهم وافتتانهم بالمال وحظوظ الدنيا وصرفهم عن عقيدة اجدادهم التى جلبت اليهم الفقر من رؤيته .. وبحيلة ماكرة استعرض فيها قوته وامواله خرج عليهم بكامل زينته وجمعه لابهارهم وسحر اعينهم وليصرفهم عن موسى .. لم يكن بنى اسرائيل بحاجة الى المزيد من الفتن .. معاشرتهم للفراعنة اهل الشرك وتمردهم على حظوظهم فى الدنيا انتزعت ماتبقى من الايمان فى قلوبهم ..تمنوا لو تقربوا من الفراعنة ونالوا من صحبتهم مثل حظ قارون فى الدنيا ((فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )) .. وهنا يظهر دور اولياء الله واهل العلم فى تثبيت عباد الله وقت الفتن والشدائد .. ردوهم الى دينهم ردا جميلا (( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ )) .. استنصروا بالله من الفتن فنصرهم وثبت اقدامهم وثبت بهم بنى اسرائيل وخسف بقارون الارض
    (( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ .. وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
    تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ))
    مشهد شديد الاثر احدث هزة عنيفة فى نفوس الناجيين وكل من شاهد تلك الواقعة .. هزة اجبرت بنى اسرائيل على الالتزام باوامر موسى رسول الله . . واحدثت تصدعات وانشقاقات فى كيان المصريين وافقدتهم صوابهم ..

صفحة 6 من 10 الأولىالأولى ... 5 6 7 ... الأخيرةالأخيرة

سياحة الفراعنة الملعونين واثارهم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

سياحة الفراعنة الملعونين واثارهم

سياحة الفراعنة الملعونين واثارهم