( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
نضع المقالة هنا إثراء للموضوع
بقلم المهندس: عبد الدائم الكحيل
لقد قرأتُ العديد من الأبحاث في إعجاز القرآن الكريم والتي تدور حول حديث القرآن عن حقائق علمية في علم الجبال قبل أن يكتشفها العلم بقرون طويلة. ولكن الذي أثار اهتمامي بهذا الموضوع ما قرأته على أحد المواقع الذي ينشر سلسلة مقالات بعنوان: أكذوبة الإعجاز العلمي!!
وقد تناولوا في إحدى مقالاتهم نشوء الجبال وأكدوا أن القرآن قد أخطأ علمياً في الآية التي تقول: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15]. وأن الجبال ليس لها أي دور في تثبيت الأرض وأن التثبيت يكون للأرض الثابتة أصلاً وليس المتحركة ويكون التثبيت للجسم المستوي وليس الكروي لأن الأرض كروية.
وبما أن هؤلاء لا تقنعهم كلمات علمائنا من المسلمين، فسوف نلجأ إلى علماء الغرب وهم من غير المسلمين ونتأمل في آخر ما توصلت إليه أبحاثهم وماذا يقولون حول هذا الموضوع وسوف نرى التطابق الكامل بين ما تكشفه الأبحاث الجديدة في علوم الأرض وبين القرآن العظيم.
فقد تابعتُ ما يعتقده علماء الغرب اليوم حول الجبال، وقرأتُ ما يدرِّسونه لطلابهم من أشياء يعدّونها حقائق facts وإليك عزيزي القارئ ما اكتشفه هؤلاء العلماء وهم من غير المسلمين:
"التوازن الأرضي هو توازن لبنات القشرة الأرضية العائمة على الغلاف الصخري للأرض. الجبال تملك جذوراً تمتد إلى داخل الغلاف الصخري بهدف تأمين التوازن"[1].
شكل (1) نرى فيه كيف أن قطعة الجليد أو الخشب تطفو على سطح الماء ولكن هنالك جزء منها يغوص داخل الماء لتحقيق التوازن، وبغير هذا الجزء لا يتحقق التوازن لقطعة الخشب. وهذا ما يحدث بالضبط في الجبال فجميع جبال الدنيا لها جذور تمتد في الأرض وتعمل على تثبيت الأرض واستقرار الجبال.
وهذا ما نجد وصفاً دقيقاً في كتاب الله تعالى عندما يقول: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15]. إذن سمّى القرآن الجبال بالرواسي تشبيهاً لها بالسفينة التي ترسو ويغوص جزء كبير منها في الماء. وهو ما تفعله الجبال فهي ترسو وتغوص في قشرة الأرض خصوصاً إذا علمنا أن القشرة الأرضية تتألف من مجموعة من الألواح العائمة على بحر من الحمم والصخور المنصهرة [4].
ولو بحثنا عن معنى كلمة (رسا) في المعاجم مثل مختار الصحاح نجد معناها (ثبت)، وهذا ما تقوم به الجبال من تثبيت للأرض لكي لا تميل وتهتز بنا. ويؤكد العلماء اليوم أن كثافة الجبال تختلف عن كثافة الأرض التي حولها، تماماً مثل قطعة الجليد العائمة على سطح الماء.
فإذا وضعنا قطعة من الجليد في الماء نجد أن جزءاً كبيراً منها يغوص في الماء ويظهر جزء صغير منها على وجه الماء ولولا ذلك لا تستقر قطعة الجليد وتنقلب وتميل.
ونحن نعلم من هندسة تصميم السفن أن السفينة يجب أن يكون لها شكل محدد لتستقر في الماء ولا تنقلب. والجبال قد صمّمها الله تعالى بشكل محدد فهي لا تنقلب برغم مرور ملايين السنين عليها!! ومن أعجب ما قرأت حول هذه الجبال ودورها في التوازن الأرضي أن العلماء عندما قاسوا كثافة الجبال وكثافة الأرض المحيطة بها وجدوا أن النسبة هي ذاتها كثافة الجليد بالنسبة للماء.
وهنا تتجلّى عظمة القرآن في دقة التشبيه وروعته، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) [الأنبياء: 31]. فشبّه الجبال بالسفن الرواسي وهو تشبيه دقيق جداً من الناحية العلمية!! فمن الذي أخبر النبي الأمي عليه الصلاة والسلام بهذه الحقائق؟
شكل (2) جميع جبال الدنيا تمتد عميقاً في الغلاف الصخري للأرض، ويبلغ عمق هذه الجذور عشرات الكيلو مترات، ونجد أن عمق جذر الجبل يزيد على ارتفاعه فوق سطح الأرض بأكثر من عشرة أضعاف!!! وهذا ما نجده في الوتد. فالوتد من الناحية الهندسية وحتى يؤدي مهمته في التثبيت يجب أن يغوص في الأرض لعدة أضعاف الجزء البارز منه. فسبحان الذي سمى الجبال (أوتاداً) وهذا التشبيه أفضل تشبيه من الناحية العلمية.
ثم إن جميع العلماء يؤكدون اليوم بأن الجبال لها أوتاد تمتد في الأرض وتغوص لعشرات الكيلو مترات، وهذا ما حدثنا عنه القرآن العظيم بقوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ: 6-7]. فإذا كان القرآن يصرّح بأن الجبال هي أوتاد، والعلماء يقولون إن للجبال جذوراً تثبت الأرض وتعمل على توازنها[5] ، وهنالك علم قائم بذاته يدرس هذا التوازن الأرضي، والسؤال: هل هذه المعجزات هي أكذوبة أم هي حقيقة؟ [2]
وقفة لغوية
ربما يأتي من يقول بأننا نحمّل هذه الآيات غير ما تحتمل من المعاني، وهذه عادة المشككين بكتاب الله تعالى. ولذلك سوف نقدم من خلال هذه الوِقفة ما فهمه العرب قديماً من هذه الآيات. فلو بحثنا في معجم لسان العرب عن معنى كلمة (رَسَا)، لوجدنا: "رَسَا الشَّيءُ يَرْسُو رُسُوّاً و أَرْسَى: ثَبَتَ، و أَرْساه هو. و رَسَا الـجَبَلُ يَرْسُو إِذا ثَبَت أَصلهُ فـي الأَرضُ، وجبالٌ راسِياتٌ. و الرَّواسِي من الـجبال: الثَّوابِتُ الرَّواسخُ. و رَسَتِ السَّفـينةُ تَرْسُو رُسُوّاً: بَلَغَ أَسفلُها القَعْرَ وانتهى إِلـى قرارِ الـماءِ فَثَبَتَت وبقـيت لا تَسير، وأَرْساها هو. وفـي التنزيل العزيز فـي قصة نوح علـيه السلام وسفـينته: (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [هود: 41]. و الـمِرْساةُ: أَنْـجَرُ السَّفـينة التـي تُرْسَى بها، وهو أَنْـجَرُ ضَخْمٌ يُشَدُّ بالـجِبال و يُرْسلُ فـي الـماءِ فـيُمْسِكُ السَّفـينة و يُرْسِيها حتـى لا تَسير. قال ابن بري: يقال: أَرْسَيْتُ الوَتِدَ فـي الأَرض إِذا ضَرَبْتَه فـيها".
وجاء في هذا المعجم معنى كلمة (وتد): "الوتِدُ، بالكسر، و الوَتْدُ و الوَدُّ: ما رُزَّ فـي الـحائِط أَو الأَرض من الـخشب، والـجمع أَوتادٌ، قال الله تعالـى: (والـجِبالَ أَوتاداً) [النبأ: 7]. و وَتَدَ الوَتِدُ وَتْداً وتِدَةً و وَتَّدَ كلاهما: ثَبَتَ، و وَتَدْتُه أَنا أَتِدُه وَتْداً وتِدَةً وَوَتَدْتُه: أَثْبَتُّه".
ونلاحظ أن العرب فهمت من الآيات ما نفهمه نحن اليوم مع فارق التطور العلمي! فهم فهموا من كتاب الله تعالى أن للجبال أصلاً في الأرض يثبته كما تثبت المرساة السفينة ولذلك سمى الله الجبال بالرواسي، وهذا ما يقوله العلماء اليوم كما نرى من خلال الأبحاث الصادرة حديثاً في علم التوازن الأرضي.
وهنا نود أن نقول: إذا كان القرآن العظيم يستخدم تشبيهاً للجبال بالسفن التي ترسو في الماء، وإذا كان العلماء حديثاً يستخدمون تشبيهاً لتوازن الجبال كقطعة خشب تطفو على سطح الماء ويغوص منها جزء كبير لضمان توازن القطعة الخشبية، ويشبّهون توازن الجبل بتوازن هذه القطعة الخشبية في الماء، أي يستخدمون نفس التشبيه القرآني، والسؤال: لولا أن العلماء وهم من غير المسلمين وجدوا في هذا التشبيه منتهى الدقة العلمية فهل كانوا سيستخدمونه في مراجعهم ويدرسونه لطلابهم في القرن الحادي والعشرين؟
إن هذا يثبت أن القرآن كتاب علم وليس كتاب أساطير كما يدّعي الملحدون، ويثبت أن القرآن معجز من الناحية العلمية ويتضمن سبقاً علمياً في علم الجبال، ويعني أيضاً أننا لا نحمّل النص القرآني أي معنى لا يحتمله، إنما نفهم النص كما فهمه العرب أثناء نزول القرآن، ولكن هم فهموه حسب معطيات عصرهم ولم يكن هنالك مشكلة على الرغم من عدم وجود أي تفسير علمي لجذور الجبال ودورها في التوازن الأرضي، ونحن اليوم نفهمه حسب أحدث المكتشفات العلمية ولا نجد أي مشكلة أيضاً، ألا يدلّ هذا على أن القرآن كتاب صالح لكل زمان ومكان؟!
المهندس عبد الدائم الكحيل
باحث في إعجاز القرآن الكريم والسنّة النبوية
حمص- سورية - جوال 652879 095
newmiracle7@hotmail.com
المراجع
[1] http://highered.mcgraw-hill.com/site...student_view0/
[2]http://honolulu.hawaii.edu/distance/gg101/Programs/program8%20MountainBuilding/program8.html
[3] http://geosciences.ou.edu/~msoreg/tes/isostasy.html
[4] http://maps.unomaha.edu/Maher/ESSlec.../isostasy.html
[5] http://rst.gsfc.nasa.gov/Sect2/Sect2_1a.html
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
لى فى هذا كلام علمى صحيح ويحتمله مفردات الأحاديث ومعانيها
قُمْ يَا أَخِي بِشَوْقٍ للهِ قِيَامَ مُوْسَى فَقَدْ قَامَ وَقَلْبُهُ يَهْتَزُ طَرَبَاً وَ يَضْطَرِبُ شَوْقَاً لِرُؤْيَةِ رَبِِهِ فَقَالَ" رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ..." وَجَهْدِي أَنَا "...وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى".
أستغفرُ اللهَ لِى وللمسلمينَ حتى يرضَى اللهُ وبعدَ رضاه، رضاً برضاه .
اللَّهُمََّ إنَّكَ أَعطَيتَنَا الإسْــلامَ دونَ أن نَسألَكَ فَلا تَحرِّمنَا وَ نَحْنُ نَســأَلُكَ .
اللَّهُمََّ يَا رَبَ كُلِ شَيئ، بِقُدرَتِكَ عَلَى كُلِ شَيْئٍ، لا تُحَاسِبنَا عَن شَيْئٍ، وَاغفِر لَنَا كُلَ شَيْئ .
اللَّهُمََّ أَعطِنَا أَطيَبَ مَا فِى الدُنيَا مَحَبَتَكَ وَ الأُنسَ بِكَ، وَأَرِنَا أَحسَنَ مَا فِى الجَنَّة وَجْهَكَ، وَانفَعنَا بِأَنفَعِِ الكُتُبِ كِتَابك،
وَأجمَعنَا بِأَبَرِِ الخَلقِِ نَبِيَّكَتَقَبَلَ اللهُ مِنَا وَ مِنكُم وَ الْحَمدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
لنري الآن هل طريقة عد صاحب كتاب قصة الخلق صحيحة أم لا ؟
فهو يريد أن يقول أن الآيات التى تتحدث عن حال الجبال فى الدنيا 12
و أن الآيات التى تتحدث عن حال الجبال فى الآخرة 11
و أن آية النمل يجب أن تكون فى الآخرة حتى يتساوى عدد الآيات التى تتحدث عن الجبال فى الدنيا بالآيات التى تتحدث عنها فى الآخرة
لنقرأ ما جاء فى كتابه مرة أخرى
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
بارك الله فيكم
موفق بإذن الله
صلي الله علي محمد صلي الله عليه وسلم
"فداك أبي وأمي ونفسي يارسول الله"
الأخ الكريم الأستاذ عبد الرحمن : أشكرك على ردك المهذب . لكن يبدو إن حضرتك لم تتمعن فيما ذكره مؤلف قصة الخلق من العرش إلى الفرش حيث قلت :
"و لكن للأسف طريقة العد غير صحيحة
فقد أغفل الكاتب بعض الآيات الكريمة التى تتحدث عن الجبال فى الدنيا " هذا كلام حضرتك ، لكن المؤلف لم يقل أن هذه كل الآيات التي تتحدث عن الجبال في الدنيا ، وإنما قال :
"إن الله تعالى لم يخبر بأنه ثبت الأرض بالجبال في آية ولا اثنتين ولكن في اثنتي عشرة آية يؤكد الله أنه ثبت الأرض بالجبال وخلق الجبال لتثبت الأرض .."فالمؤلف حدد الآيات التي تتحدث عن الإرساء في الأرض أي عن دورها في الأرض .
عموما دعنا نكمل ما كتبه المؤلف عن أدلة ثبات الأرض ، خاصة وأنكم قلتم أن هذه الآيات لا تنكر دوران الآرض .
تعال معي:
الدليل الثاني: نفي الحركة والفعل للأرض
بإحصاء كلمة الأرض التي وردت في القرآن وجدنا أنها ذكرت (451) مرة. لم يرد مرة واحدة مع كلمة الأرض أي فعل فيه حركة، بل ولا غير الحركة سوى أفعال التسبيح فقط. بخلاف الشمس التي ذكرت حوالي 30 مرة وردت مع معظمها أفعال حركة.
كذلك كما تذكر الشمس دائما مع القمر، وكلاهما متحركان، تذكر الأرض مع السموات وكلتاهما ثابتتان .
الدليل الثالث: نفي السجود للسموات والأرض
أثبت الله تعالى لكل الكائنات عبودية تتعبد بها له سبحانه وتعالى سواء أكانت سموات أو أرض أو شمس أو قمر أو نجوم أو شجر أو جبال أو دواب أو أناس فكلها تعبد الله تعالى فنسب الله لهم جميعا التسبيح له.ونسب لهم أيضا السجود ما عدا السموات والأرض فلا تسجدان.
فقد نسب لكل ما في الكون التسبيح بما فيه السموات والأرض كما قال تُسَبِّحُ لَهُ السَّموَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ( الإسراء:44).فكل الكائنات هنا تسبح حتى السموات والأرض.
ولم ينسب تعالى للأرض سجودا ولا للسماء مع خضوعهما لله وتسبيحهما ولكن دون هذا النوع من العبادة، لأن فيه حركة، والله تعالى قد ثبتهما وأمسكهما لينتفع سكانهما بثباتهما.
فأثبت تعالى للسموات والأرض طاعة كاملة له كشأن الكائنات.فمثل:
1وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءك وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ هكـذا أمـر الله، كـانت الطـاعة التامة وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ
(هود:44).
2- أن السموات والأرض تبكي على المؤمنين الصالحين لفراقهم إذا ماتوا
أما غيرهم فلا تبكى عليه فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالأرْضُ (الدخان:29).
3- وأنكرت الأرض على من قال إن لله ولداً تَكَادُ السَّمَـوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ
مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (مريم).
4- أثبت الله لها وللسموات طاعة من بدئهما حتى نهايتهما.ففي البدء:
قَالَتَا أَتَيْنَا َطائِعِينَ ( فصلت:11).
وفي الختم قال عن كل منهماوَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (الانشقاق:5).
أما السجود فقد أثبته تعالى لجميع الكائنات والمخلوقات في السموات والأرض ولم يثبته لهما.أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَــوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِن اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (الحج:18).
فكل هذه الكائنات على عظمتها وحركتها تسجد لله وهو سجود حقيقي باستثناء السموات والأرض.وقد كان الله تعالى قادراً على أن يسجدهما.ولكنه تعالى منعهما من ذلك ليثبتهما لمن عليهما.
أفيثبتها الله لنا ونحركها نحن؟ أيمنعها الله أن تتحرك لتسجد له ونعطى لها نحن كل هذه الحركات؟
الدليل الرابع:إتيان السموات والأرض
ذكرنا أن الله تعالى خلق السموات والأرض في غير مكانهما الحالي، في المكان الذي خلقهما فيه من الماء، الذي كان العرش عليه، وبعد تمام اليوم الرابع أمرهما تعالى أن يأتيا إلى مكانهما الحالي.فقال تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (فصلت:11).
لقد أتت السماء والأرض إلى هذا المكان الذي نحن فيه.فإذا كانت الأرض في هذا
المكان الذي هي فيه، فإنما جاءته من أول الخليقة بأمر الله.وطاعة لله.فكيف تترك مكانها هذا لتلف وتدور؟ ولم يخبرنا الله أنه أصدر لها أمراً آخر بعد إتيانها إلى مكانها وقال: اذهبا بأمر الله.فتذهب الأرض وتتحرك حيث شاءت.
بل إن الكلمة ذاتها أَتَيْنَا توحي بأن مكانها هذا لم يأمرها الله لتذهب إليه، وإنما حدد تعالى لها مكانا ثابتا معيناً وقال اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا.فأتت إليه مع السماء.
الدليـل الخامس: الأرض قرارا
القرار هو الثبات والتمكن والسكون والإستقرار.وفي الفقه القانونى (الإقرار سيد الأدلة) لأن المرء يثبت على نفسه ويقر.وفي اللغة القرار: السكون والثبوت.
أخبرنا تعالى بأن الأرض مستقرة بنا.وأخبرنا بـأن الأرض مستقرة في مركز العالم.وفي قلب الكون.
يقول تعالى اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاء (غافر:64).
يقول البعض تفسيراً إنها قارة بالفعل كما قال تعالى، ولكنها قارة بالنسبة لنا ولما عليها، ولكنها ليست كذلك بالنسبة للكون.
ولكيلا يكون للناس حجة على الله في أنهم فهموا الآية على هذا الفهم.فقد أورد الله تعالى آية أخرى تعطى نفس المعنى ولكن دون أن يكون فيها ما يدعو للبس أو سوء الفهم فقد كانت الآية السابقة تذكر كلمة لَكُمُ في قوله جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَارًا فجاءت الآية الأخرى دون هذه الكلمة، حتى لا يكون لنا شأن بقرارها، أي (ليست قارة لكم) فقال تعالى أَمَّنْ جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا (النمل:61) ليس هنا لَكُمُ.إذن فلو جعلنا معنى الآية الأولى أنه تعالى جعل الأرض قارة بالنسبة لنا وليست بالنسبة للكون، وتعللنا لـهذا المعنى بوجـود كلـمة لَكُمُ فإن الآية الثانية خلت منها ولا حجة لأحد في هذه الآية أن يقول إن مـراد الله أنها قارة بالنسبة لنا.
كذلك وردت كلمة جَعَل في الآيتين.والجعل مرحلة تالية للخلق.وقد علمنا أن الجبال أرساها الله في الأرض بعد أن خلق الأرض، وبدا أنها غير مستقرة ولاحظت الملائكة ذلك.فالقرار إذن للأرض جاء كعملية مستقلة للأرض فهي لم تستقر فور خلقها.
يتلاحظ أيضا أن الآية الثانية جاءت في صيغة سؤال فالله تعالى يقول: من الذي جعل الأرض ثابتة مستقرة لا تتحرك؟ أفتكون الإجابة، أن نقول: إنها ليست ثابتة ولا مستقرة؟ هل يقول بـذلك مؤمن؟ مع أن هذا السؤال لم يطرح على المؤمنين وإنما على الكافرين، الذين قال عنهم تعالى بعد إيراد آية قرار الأرض بَلْ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (النمل:66).
ولقد اتفق سلف الأمة جميعا دون استثناء على قرار الأرض وثباتها وعدم إتيانها بأي حركة.يقول ابن كثير:" جَعَلَ الأرْضَ قَرَارً أي قارة، ساكنة ثابتة لا تميــد ولا تتحرك بأهلها، ولا ترجف بهم، فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها عيش ولا حياة".
ولتثبيت المعنى لمن في قلوبهم شك من أن قرارها يعنى ثباتها قوله تعالى لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى (الحج:5) فقد جاء ذلك بعد قوله تعالى عن المضغة مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ فالمخلقة تثبت وتستقر في الرحم، وغيرها تنزل منه ولا تستقر فيه، وقوله تعالى وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانـَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا (الأعراف:143). هكذا كل آيات القرار في القرآن لا تعنى إلا الثبات.
يلفت انتباه قارئ القرآن المتدبر، الآيات المستفيضة التي يؤكد فيها تعالـى أن الأرض مستقرة، وغير متحركة وأنه تعالى ثبتها بالجبال الرواسي، المنتصبة الشاهدة على ذلك، ويجعلنا هذا الأمر نتساءل: لماذا يؤكد الله تعالى على هذا الأمر بكل هذا التأكيد؟
من قراءة التاريخ وعلم الكون والفلك نجد الإجابة على تساؤلنا.بأنه كانت ثمة محاولات من بعض الفلاسفة لتغيير معتقدات البشر بحقيقة الكون وباءت هذه المحاولات بالفشل لمخالفة ما يقولونه لما يراه الناس، ولوجود الأنبياء والمرسلين الذين يعلمون الناس مجددا حقيقة الكون.
غير أن هـذه المحاولات كتب لها النجاح منـذ قـرن تقريبا عندما سرت في أهل الأرض جميعاً قناعة تامة بأن الأرض تدور حول نفسها وحـول الشمس.كأنهـم وقعـوا جميعاً تحت تأثير واحـد غامض، حتى أنهم جميعاً لا يعرفون دليلاً واحداً على ما يقولون، ويصدق فيهم قوله تعالى أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (الذاريات).
يذكـر التاريـخ أن اثنين من الفـلاسفة قالوا بـدوران الأرض قبـل كوبرنيقوس.كان الأول" فيثاغورث" اليوناني الذي رأي من منطلق فلسفي أن الأرض لا يمكن أن تكون نقطة العالم المركزية، إذ تقطنها نقائض عديدة، كما أنها في ذاتها مظلمة ويجب أن يكون وسط العالم مضيئا، لأن الضوء إحد الطيبات.
فكما نرى لم تكن هذه النظرية مؤسسة على علم ومشاهدة، إنما مجرد رأي وهوى ومن عجب أمر هؤلاء في اتباع الهوى، أن فيثاغورث كان من رأيه ألا تكون الأرض هي المركز لأن بها النقائص وأنها مظلمة.ثم جاء جاليليو ليثبت أن الأرض لا تكون مركزا للكون، وأنها ليست كما يظن بها نقائص، وأنها لا تختلف عن غيرها في شيء، وهي كأي جرم في السماء، فلماذا نعتبرها مركزالكون؟؟
ولم يلتفت أحد لما قاله فيثاغورث، وكأنه لم يقل شيئاً، ولكن احتفظ التاريخ بنظريته على الورق أكثر مما احتفظ بالكتب المنزلة، فهكذا التاريخ.
وفي القرن الثالث قبل الميلاد ظهر في" الإسكندرية" فليسوف آخر هو" إريستاخورس الساموسي" (280 ق.م) ورأي الآخر أن يجعل الشمس مركزا للكون.والأرض والكواكب في أفلاك حولها يسبحون.وأن النجوم الثوابت لابد وأن تكون على مسافات شاسعة، تفسيرا لعدم ملاحظة أية إزاحة ظاهرية لها.وغير هذين لم نسمع أحدا قال بجريان الأرض ومركزية الشمس.وربما كانت هنــاك آراء أخـرى من هنا أو هناك تقول بمثل هذا من الفلاسفة ولكنها لم تحفظ لشذوذها وخروجها عن إجماع البشر، ولأنها ثالثا لم تعتمد في دعواها على دليل واحد.
كـذلك يذكر التاريخ أن فلاسفة قاموا بالرد ودحض نظريات زملائهم القائلين بمركزية الشمس منهم" أرسطو طاليس المقدوني" وهو فيلسوف إغريقي ولد عام 384 وتوفي عام 322 قبل الميلاد.وهـو التلميذ الأشهر لأفلاطون.ومعلم الإسكندر الأكبر.أسس عام 325 ق.م" المـدرسة البريباتية" وهو مؤسس علم المنطق والمذهب الذي يشار إليه باسمه وقد ترجمت جميع كتبه إلى اللغة العربية في القرنين التاسع والعاشر الميلادي.
وقد تصور أرسطو النسق الكوني على أساس التجربة البسيطة المشاهدة واعتبر عناصر الأشياء أربعة (الماء والهواء والنار والتراب).فهو يقول بان التراب هو أثقل العناصر الأربعة لأنك لو أتيت بإناء به تراب وماء وهواء وهززت ذلك تماما، فأنك ستشاهد فقاقيع الهواء تتصاعد فوق السطح والتراب يترسب في القاع وإذا أوقدت نارا تصاعد اللهب عاليا خلال الهواء، وفي النظام الكوني تكون الأرض مكانها القاع (المركز) وطالما استقرت في مكانها وليست من سبب لتحريكها حركة دورانية، أو أي حركة انتقالية أخرى بينما النجوم والكواكب لم تستقر مكاناً فهي دائما في حركة سنوية حول الأرض الساكنة.
كما جاء كلوديوس بطليموس الفلكي السكندري (140: ق.م) ليؤيد نظرية أرسطو وتوسع في تفسير حركات الكواكب والنجوم ثم قام بصياغة نظرية متكاملة عن بناء الكون تعتمد على اعتبار الأرض ساكنة في مركزه والكواكب السبعة بما فيها الشمس والقمر تدور حولها في مدارات ثابتة شبه دائرية.ودون نظريته عن الكون في كتابه الرئيسي" النظام الفلكي الأكبر" ولم يحدث إن استقر نظام كهذا النظام الذي تصوره بطليموس.
ونظام بطليموس في مجمله لا يتعارض مع الرؤية الدينية للكون.ويعتبر كتابه (النظام الفلكي الأكبر) الذي ترجم إلى اللغة العربية باسم" المجسطى" هو من أكبر مؤلفات البشر.
إذن فتأكيد القرآن على ثبات الأرض لم يكن من فراغ، ولا لمجرد التأكيد.ورغـم كل ذلك فقـد خالـف المسلمون ربهم.وأولوا آياتـه، واتبعوا مـن كفروا بالله واتبعوا هواهم وكان أمرهم فرطا.
وللحديث بقية بإذن الله ..
أولا أؤكد ضيفنا الفاضل أ عادل يوسف على سعادتى بالحوار معك راجيا من الله عز و جل أن يرينا الحق حقا و يرزقنا إتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه
و ننقل مرة أخرى ما كتبه صاحب كتاب قصة الخلق
ولم يقتصر إعجاز القرآن عند حد المساواة التامة بين آيات الجبال في الدنيا وبين آيات مصيرها في الآخرة، بل في لفتة معجزة أخرى يذكر تعالى هذه الآيات المتعلقة بنهاية الجبال في الآخرة في النصف الآخر من القرآن
فهل افتريت على الكاتب شيئا ؟ أم أنى أخطأت الفهم ؟
حتى لو افترضنا أن الكاتب يشير إلى أن الله تعالى ثبت الأرض بالجبال فى اثنا عشر آية فأيضا كلام الكاتب خطأ
انظر إلى قول الله تعالى :
و الجبال أرساها
أى أن الله تعالى أرسي الجبال و ثبتها
أين تجد فى الآية الكريمة أن الله تعالى يثبت الأرض بالجبال ؟
و أيضا قوله تعالى :
و إلى الجبال كيف نصبت
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
جزاكم الله خيرا أختى الفاضلة
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
الدليل السادس: الأرض موضوعة
آية فريدة أيضا في نوعها لا يوجد لها مثيل في القرآن تدل دلالة قاطعة، ولكن لأولى الألباب، أن الأرض ثابتة، أو كما تقول الآية" موضوعة" هذه الآية في كتاب الله تعالى في عروس القرآن" سورة الرحمن" رقمها (10) تقول: وَالأرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ.
ومعنى الآية كما تدل كلماتها واضح، أن الأرض موضوعة: مرصودة مستقرة ثابتة، في المكان الذي هي فيه لتستقر بما عليها من الخلق.بكل أنواعهم.
ووضع الأرض في الآية مقابل لرفع السماء، في الآية السابقة عليها يقول تعالى وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وهنا وَالأرْضَ وَضَعَهَا فكما أن السماء مرفوعة، فإن الأرض موضوعة، أي مقرة في السفل.. ثابتة.
وكلمة (وضع) لا تفيد إلا الثبات والقرار فهذا معنى الكلمة في معجم" لسان العرب"، وهو ما يستفاد من كل الآيات التي ورد فيها لفظ (وضع) مثال ذلك قوله تعالى:
حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (محمد:4) أي حتى تسكن الحرب وتسكت ويستقر وضعها لكلا المتحاربين.وفي قوله تعالى وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ (النساء:102) إن الآية توضح أن الله تعالى رخص للمجاهدين أن يضعوا أسلحتهم أثناء الصلاة إن كانت هناك ضرورة، من أذى أو مطر.للنظر إذن إلى تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ولنتخيل المحاربين وهم يضعون أسلحتهم ثم وهم يتحركون بدونها هل سيتحرك السلاح بعد وضعه؟
وفي قوله تعالى عن النساء العجائز فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ (النور:60) هذه أيضا رخصة لهن أن يضعن ثيابهن التي ظللن يتحركن بها في شبابهن وصباهن فعند الكبر يضعن هذه الثياب التي كانت تحجب مواضع الفتنة والإغراء.
وكما يقول تعالى وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وذلك في قوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُــونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ (النور: 58).في هذه الآية يعلم الله تعالى المؤمنين أدباً من آداب الأسرة وسلوكاً يحفظ لهم خصوصياتهم: أن يعلموا صغارهم ومواليهم أن يستأذنوا في ثلاث أوقات، هي أوقات تكشف العورات.الوقت الأول من قبل صلاة الفجر، والـوقت الثاني وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ والوقت الثالث وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ.أي وقت الظهيرة إن كانت فيه قيلولة وتحلل من الثياب للراحة، فهنا وضع الثياب: استقرارها وثباتها بعد أن كان يتحرك بها.وبعد وضعها لن تتحرك هي، بل يتحرك الجسم بدونها.أما هي: فموضوعة وفي قوله تعالى: مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ (النساء:46) وتحريف الكلم عن مواضعه يعنى تحريكه من المكان الذي وضعه وثبته الله فيه.
ومثل ذلك قوله تعالى إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا (آل عمران:96) وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (الأنبياء:47) وقـوله وَوُضِـعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ(الزمر:69) فهذه كلها بمعنى تثبيت مـا وضعه الله تعالى، فلا يتحرك.ومـن ذلك أيضا وضع الحمل" الولادة" سماها القرآن وضعاً في (9) آيات وهذا العدد تحديدا هو نفس عدد الشهور التي تحمل وتضع فيها المرأة (9) أشهر.لـذا كـان مـن إعجاز القـرآن أن تأتى كلمة الوضع بمعنى" الولادة" (9) مرات.
كقوله تعالى وَأُوْلاتُ الأحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ (الطلاق:4).وقوله تعالى حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا (الأحقاف:15) فالوضع هنا جاء بنفس معنى وضع الثياب الملبوسة، والمحمولة، وهنا وضع الأحمال التي لا تنفك الحوامل عن الحركة بها فعندما تلد تكون قد وضعت الحمل، ليستقر الجنين بعد الوضع على الأرض، فتتحرك الأم بدونه بعد وضعه بعيدا عن بطنها.وينزل الجنين ويستقر ويثبت في المكان الذي يوضع فيه ولا يمكن أن يتحرك من موضعه ويظل فترة من الزمن كذلك، لا يتحرك إلا بمحرك آخر دونه.
هذه هي المعاني التي جاءت في القرآن لكلمة" وضع" لذلك ذكر تعالى أنه: وضع الأرض أي ثبتها في مكانها.فهل يتصور أن تتحرك الثياب الموضوعة، أو الأسلحة الموضوعة أو الأحمال الموضوعة.أو الأكواب الموضوعة؟ هل يمكن أن تتحرك من مكانها بنفسها؟ ولو حدث وحركها أحد من مكانها فعندئذ لا تعتبر" موضوعة".
فإذا حُمل السلاح فلا يعتبر موضوعاً وإذا لُبست الثياب لا تعتبر موضوعة.وإذا حُركت الأرض ودارت فلا تعتبر موضوعة.والله تعالى أخبر أنها كذلك"موضوعة" وأنه تعالى هو الذي وضعها، ولم توضـع بذاتها وَالأرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ فإذا وضع الله الأرض فمن ذا الذي يقدر على تحريكها.
وإذا قال الله وَالأرْضَ وَضَعَهَا لِلأنَامِ فمن ذا الذي يقول (والأرض تميل وتلف وتدور)؟ ومن يقل بذلك فليرفع صوته لأن الله تعالى سيكتب شهادته.أو لا يرفع فإنه تعالى يعلم السر وأخفي.
الدليل السابع: الأرض قائمة
"الأرض ثابتة واقفة" ولو كان هناك معنى أخر للثبات غير هذه الكلمات لقلناه كمعنى لهذه الآية الوحيدة بهذا المدلول.وهي قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأرْضُ بِأَمْرِهِ (الروم:25).
فهذه الآية ليس لها معنى إلا أن الأرض كالسماء ثابتة في مكانها" واقفة" يعنى: عكس المتحركة.وهذا أيضا ليس من ذاتها ولكن بأمر الله تعالى.وإلا فلن تكون كذلك.وكلمة (القيام) تعنى في القرآن الثبات وقوفاً دون حركة.ولتوضيح هذا المعنى نورد بعـض الآيات:
يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا (البقرة:20). يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (المطففين:6).
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا (النبأ:38) .
فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ (الكهف:77) .
فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ (آل عمران:39) .
وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (الحج:26) .
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ (آل عمران:191).
فكل هذه الآيات وغيرها، جاءت فيها كلمة (القيام) بمعنى الوقوف ثباتاً دون أى حركة.وكل مادة (قام) في القرآن التي جاءت في أكثر من مائة آية.لا تعنى إلا ذلك.
ولم يقل تعالى عن الأرض أنها واقفة بل قال أنها قائمة.لأن كلمة الوقوف لم ترد في القرآن سوى أربع مرات وجاءت كلها بمعنى (الحبس) كما في قوله تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (الصافات:24) يعنى احبسوهم في مكانهم قبل أن ينصرفوا إلى النار ليسألوا.وقوله: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ (الأنعام:30) وهذا كما نقول الآن" محبوس على ذمة التحقيق" وقوله: وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ (الأنعام:27) أي حبسوا أمام النار.وقوله: وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ (سبأ:31) أي محبوسون.
يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأرْضُ بِأَمْرِهِ (الروم:25) أن هذا كقوله تعالى: وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ (الحج:65) وقوله: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا (فاطر:41) وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه إذا اجتهد في اليمين قال:" والذي تقوم السماء والأرض بأمره" أي هي قائمة".
فالأرض لو لم تكن قائمة: ثابتة في مكانها بأمر الله لذهبت وتحركت وزالت.
الدليل الثامن: الأرض ممسوكة
هل يمكن للممسوك أن يتحرك؟
فإن قال الله تعالى إن الأرض ممسوكة، وقلنا نحن أن الأرض متروكة تتحرك حيث قال كوبرنيقوس أليس هذا تكذيبا لله وتصديقا لكوبرنيقوس؟ أليس ذلك كفراً؟ وكيف غابت هاتان الآيتان عن علماء المسلمين وهم يقرءون كتاب الله ويحفظونه؟ ولو كانتا في بالهم ولم تغيبا عنهم فكيف لم يفهموهما؟
وإن كانوا قد فهموهما فكيف طاوعهم إيمانهم بالله أن يقولوا أن الأرض تتحرك في كل اتجاه وبحركات مختلفة وبسرعات متفاوتة، أي أنهم قالوا: الأرض منفلتة.كيف قالوا ذلك؟ يقـول تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (فاطر:41).
يقول ابن كثير:" أخبر تعالى عن قدرته العظيمة التي تقوم بها السموات والأرض عن أمره وما جعل فيهما من القوة الماسكة لهما فقال: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا أي أن تضطربا عن أماكنهما".
وهذا الفهم للآية ليس خاصاً بابن كثير، فكل علماء المسلمين فهموا هذا المعنى وكل المفسرين فهموا ذلك وإنما نذكر ابن كثير لأن تفسيره لدى كل علمائنا الآن.
وحتى نفهم معنى الإمساك نسوق هذا الحديث:
أخرج أبو يعلى وابن جرير وبن أبى حاتم والداقطني وبـن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات، والخطيب في تاريخه، عن أبى هريرة قـال: سمعت رسول الله يقـول على المنبر:" وقع في نفس موسى: هل ينام الله عز وجل؟ فأرسل الله إليه ملكاً فأرقه ثلاثا وأعطاه قارورتين في كل يد قارورة، وأمره أن يحتفظ بهما، فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثم يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى، حتى نام نومة فاصطفقت يداه وانكسرت القارورتان.قال: ضرب الله له مثلا أن الله تبارك وتعالى لو كان ينام لم تستمسك السموات والأرض".
وأخرج ابن أبى حاتم من طريق عبد الله بن سلام: أن موسى قال: يا جبريل هل ينام ربك؟ فذكر نحوه.
والإمساك عكس الإرسال والترك، ولو لم يمسك الله تعالى السموات والأرض لزالتا من مكانيهما. لأن كل شيء في الكون متحرك غير ساكن. فلم يذكر تعالى أنه يمسك بالشمس ولا بالقمر ولا بغيرهما من أجرام السماء، وإنما هي مرسلة، متحركة، مسخرة، جارية، سابحة في أفلاكها، بخلاف السموات والأرض.
ويقول تعالى وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ (الحج:65) فهو تعالى يمسك السماء أن تقع على الأرض لأن كلتاهما ثابتتان، الأرض تحت والسماء فوقها، والله تعالى يمسكهما لأمرين: الأول: ألا تزولا، والثاني: ألا تقع السماء على الأرض والوقوع بهذه الصورة التي يذكرها لنا الله تعالى كنعمة من نعمه، غير متحقق بل وممتنع ومستحيل في ظل معطيات الفلكيين والمنجمين عن الأرض والفضاء.
ولكن معطيات القرآن أن السماء هي البناء فوق هذه الأرض، ومن الممكن أن يقع البناء على القواعد والأساس، كما يقول تعالى: قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (النحل:26).إن الأحجام التي يقدمها القرآن عن السماء والأرض لمتناسبة بحيث يمكن إضافة هذه إلى تلك، وحيث يتصور وقوع السماء على الأرض.وكذلك الأبعاد.فنسبة الأرض إلى السماء (1000:1)، وليست ذرة تبعد عن غيرها من النجوم بلايين البلايين من السنين الضوئية.فلو كانت الأرض خيمة نصف قطرها متر لكانت بالنسبة إلى السماء في أرض فضاء نصف قطرها ألف متر.أو بنسبة حجرة مساحتها 4 متر تحت سقف مصنع مساحته 4 كيلو متر.
هذه إذن نسبة معقولة تماماً، ولا ينفر من تخيلها الطبع، بخلاف ما إذا كانت المقارنة بين ذرة لا ترى بالعين ولا بالتلسكوبات العادية، وأحجام بملايين وملايين السنين الضوئية.
ثم هذا الإمساك الذي خص الله به السموات والأرض عن غيرهما من الأجرام فيه دلالة على ثباتها، وهذه الحركات التي يعطيها كوبرنيقوس للأرض وهي أكثر من ست حركات، لا يمكن في ظلها أن تكون ممسوكة.
وللحديث بقية بإذن الله ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات