اﻷخ اﻷستاذ السيف البتار
الزميلة هبة بنت المسيح استخدمتْ هنا مصطلحات منطقية، يمكن أنْ تجدها في كتب المنطق، وقد تناولها الكندي، الفارابي، وابن سينا، وابن رشد، وابن تيمية - في الرد على المنطقيين -، الدكتور طه عبد الرحمن، في كتابه التكوثر العقلي، والشيخ حسن حبنكة الميداني.
ستجد أنَّ الزميلة أخطأت في الكلمات القليلة التي قالتها حتى من الناحية المنطقية بعيدا عن إلاهها المولود، فقد ميَّزت المعنى اللغوي عن المعنى الاصطلاحي بتمييز لا علاقة له بالمنطق، فقالت:"أمَّا المعنى الاصطلاحي فهو ماصدق المفهوم"، وكأنَّ المعنى اللغوي لا يوجد له ماصدق المفهوم.
بالله عليك من أين أتيتِ بهذا الكلام العجيب، فكيف تقولين أنَّ المعنى اللغوي لكلمة المسيح هو الممسوح، وفي نفس الوقت ليس له ماصدق المفهوم، بدلالة تمييزك بحرف "إما" بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي؟!
يا سيدتي الكلمة هي:
1- لفظ، أو إشارة بالنسبة للصم.. اللفظ هو الحركات الصوتية التي يُحْدِثُها فم.
2- ومفهوم.. المفهوم هو ما يثيره اللفظ في الذهن، وبعد إثارة اللفظ في الذهن يتعلق بماصدق، أو إحالة:
3- وما صدق، أو "إحالة" كما جاء في كتاب التكوثر العقلي للفيلسوف طه عبد الرحمن.
كلمة ماصدق كلمة مركبة من الحرف "ما" وكلمة "صدق"، وبهذا فالمعنى هو ماصدق عليه مفهوم ما، وهذا معنى "اﻹحالة"، فـ"اﻹحالة" تعني ما يحيل إليه "المفهوم".
وبناء عليه، فكلمة المسيح بالمعنى اللغوي لها:
1- لفظ.
2- مفهوم.
3- ماصدق، أو إحالة.
لو لم يكن لكلمة المسيح من حيث معناها اللغوي ماصدق، أو إحالة، لوجب عليكِ ألاَّ تذكري كلمة الممسوح، ذلك أنَّ الممسوح هو ماصدق، أو إحالة، وأرجو ألاَّ تقولي والممسوح يتكون من لفظ ومفهوم وإحالة - وهو صحيح -، ولكن لا نريد أنْ ندور بلا طائل، فبمجرد ذكرنا كلمة المسيح انتقلنا إلى كلمة الممسوح لتعني الماصدق، وبهذا فالمعنى اللغوي يطابق المعنى الاصطلاحي من حيث أنَّ له: لفظ، ومفهوم، وإحالة (ماصدق).
رجاء أُدخلي في المناظرة، فهذه الطريقة لن تنفعك حتى لو استخدمتِ المنطق استخداما صحيحا، فكيف وقد سجلتُ عليك هذا الخطأ؟!
تَذكَّري أنَّ الثالوث الذي تسمونه مقدسا لا يصمد أمام المنطق، واﻹخوة هنا يتكلمون بالمنطق، صحيح أنهم لا يستخدمون المصطلحات المنطقة ولكن أسلوبهم أسلوبا منطقيا بامتياز، ولن تصمدي أمام منطقهم المُحَكَّم، فأنا كنتُ أراقبُ المناظرات بصفتي زائر، ولكن كلامك هو الذي جعلني أسجل وأكتبُ مشاركتي هذه، رغم أنَّ اﻹخوة اﻷساتذة في هذا المنتدى لا يحتاجون لمشاركتي هذه، فهم منطقيون بأسلوبهم الخاص.
المفضلات