الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله .
أما بعد :
فهذا رد كنت قد كتبته قبل خمس سنوات للرد على بعض النصارى فاثبته بتغيير طفيف و قد أخذت منه ما له علاقة بالموضوع في نسبة بعض النصارى هداهم الله الجهل إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذريعة للطعن في كتاب الله تعالى الذي حفظه الله تعالى من كل زيادة أو نقصان فاقول و بالله تعالى التوفيق :
الصحابة رضي الله عنهم يعلمون ناسخ القرآن من منسوخه و هذه بعض الأدلة :
في حَدِيث طويل يرويه ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما ذاكرا عمر بن الخطاب رضي الله عنه «أَنه جلس عَلَى الْمِنْبَر ، فَلَمَّا سكت الْمُؤَذّن قَامَ فَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهله ، ثمَّ قَالَ : أما بعد ، فَإِنِّي قَائِل لكم مقَالَة قد قدر أَن أقولها ، لَا أَدْرِي فلعلها بَين يَدي أَجلي ، فَمن عقلهَا ووعاها (فليحدث) بهَا حَيْثُ انْتَهَت بِهِ رَاحِلَته ، وَمن خشِي أَن لَا يَعْقِلهَا فَلَا أحل لأحدٍ أَن يكذب عليّ ، إِن الله - عَزَّ وَجَلَّ - بعث مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ وَأنزل عَلَيْهِ الْكتاب ، فَكَانَ مِمَّا أنزل عَلَيْهِ آيَة الرَّجْم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، ورجم رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - ورجمنا بعده ، وأخشى إِن طَال بِالنَّاسِ زمَان أَن يَقُول قَائِل : وَالله مَا نجد آيَة الرَّجْم فِي كتاب الله ، فيضلوا بترك فَرِيضَة أنزلهَا الله ، وَالرَّجم فِي كتاب الله حق عَلَى من زنَى إِذا أحصن من الرِّجَال وَالنِّسَاء إِذا قَامَت الْبَيِّنَة ، وَكَانَ الْحَبل أَو الِاعْتِرَاف» . وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ : «وَلَوْلَا أَنِّي أكره أَن أَزِيد فِي كتاب الله لكتبته فِي الْمُصحف ؛ فَإِنِّي قد خشيت أَن يَجِيء أَقوام فَلَا يجدونه فِي كتاب الله فيكفرون بِهِ» . وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد : «وَايْم الله ، لَوْلَا أَن يَقُول النَّاس : زَاد فِي كتاب الله لكتبتها» . وَفِي رِوَايَة للبيهقي «أَن الْآيَة : (الشَّيْخ وَالشَّيْخَة إِذا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ)» . وَعَزاهَا إِلَى البُخَارِيّ وَمُسلم ، وَمرَاده أصل الحَدِيث
نسجل بمداد من الفخر قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب :
. «وَايْم الله ، لَوْلَا أَن يَقُول النَّاس : زَاد فِي كتاب الله لكتبتها»
الــفـوائـــد :
1 ـ
عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما :
في الصحيح عن عن ابن عباس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لو أن لابن آدم مثل وادٍ مالاً لأحب أن له إليه مثله ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب قال ابن عباس فلا أدري من القرآن هو أم لا.
2 ـ أنس بن مالك رضي الله عنه :
في مسند أبي يعلى عن عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو كان لابن آدم واد من مال لابتغى إليه ثانيا ولو كان له ثانيا لابتغى إليه ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب قال فلا أدري شيء أنزل الله أم كان يقوله.
طيب هذان الحديثان فيهما تصريح بعدم المعرفة و العجيب أن النصارى يذكرون ابن عباس رضي الله عنهما و لا يعرفون شيئا عن أنس و عبد الله بن الزبير رضي الله عن جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لننظر في الأحاديث التالية :
1 ـ في الصحيح عن أنس عن أبي بن كعب قال كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت : ألهاكم التكاثر .
فهذا حديث صحيح يرويه أبو حمزة أنس بن مالك عن أبي بن كعب وفيه كنا نرى و المتكلم أنس فهو من الذين يعلمون أن : لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب . من القرآن ثم نسخت و الدليل ما يلي :
1 ـ "كنا" يقصد به الصحابة و هو كما سلف من الذين لم يعلموا ثم علموا عن طريق الرواية .
2 ـ أبي بن كعب رضي الله عنه أخذها من النبي صلى الله عليه و سلم .
3 ـ في شرح مشكل الآثار لأبي جعفر الطحاوي وهو في السلسلة الصحيحة عن أبي موسى الأشعري قال : « نزلت سورة فرفعت ، وحفظت منها : » لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب.
فقوله رفعت معناه نسخت فالنسخ هو الرفع قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام :
لا نسلم أن النسخ هو ارتفاع الحكم بل النسخ نفس الرفع المستلزم للارتفاع والرفع هو الخطاب الدال على الارتفاع وذلك لأن النسخ يستدعى ناسخاً ومنسوخاً والناسخ هو الرافع أي الفاعل والمنسوخ هو المرفوع أي المفعول.
والرافع والمرفوع أي الفاعل والمفعول يستدعي رفعاً وارتفاعاً أي فعلاً وانفعالاً والرافع هو الله تعالى على الحقيقة.
وإن سمي الخطاب ناسخاً فإنما هو بطريق التجوز كما يأتي تحقيقه والمرفوع هو الحكم والرفع الذي هو الفعل صفة الرافع وذلك هو الخطاب والارتفاع الذي هو نفس الانفعال صفة المرفوع المفعول.
وقال في موضع آخر في الكتاب نفسه :
فهو في معنى النسخ ولكنه ليس بنسخ لما بيناه من أن النسخ هو الخطاب الدال على ارتفاع حكم خطاب وهو غير متحقق فيما نحن فيه.
و قال ابن الجوزي:
في العصر الأول كان مفهوم النسخ واسعا حيث كان الصحابة، رضوان الله عليهم، والتابعون من بعدهم يرون أن النسخ هو مطلق التغير الذي يطرأ على بعض الأحكام سواء كان ذلك بالاستثناء أو التخصيص، أو التقيد أو التفصيل أو برفع الحكم السابق بحكم شرعي متأخر؛ لأن جميع ذلك مشترك في معنى واحد، وهو مطلق التغيير. ولكن بمرور الزمن، وصل العلماء إلى وضع المصطلحات المختلفة المتميزة بمدلولاتها. فحدد تعريف النسخ، فصار النسخ الاصطلاحي ؛ وهو: ( رفع حكم شرعي بحكم شرعي متأخر ).
قال أبو هلال العسكري في الفروق:
النسخ رفع حكم تقدم بحكم ثان أوجبه كتاب أو سنة.
عن أنس قال كان فيما أنزل من الوحي لو كان لابن آدم واديان من مال تمنى إليهما واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ثم يتوب الله على من تاب
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: لَقَدْ كُنَّا نَقْرَأُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، لابْتَغَى إِلَيْهِمَا آخَرَ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ.
وعن زيد بن أرقم ، رضي الله عنه ، قال : قرأنا زمانًا : لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى إليهما الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلاَّ التراب ثم يتوب الله على من تاب.
رواه مُسَدَّد ، وأَبُو بكر بن أبي شَيْبَة وأحمد بن حنبل ، وأَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيّ بسند صحيح.
قال ابن الجزري في كتابه الماتع النشر في القراءات العشر:
ثم إن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور لا على حفظ المصاحف والكتب وهذه أشرف خصيصة من الله تعالى لهذه الأمة ففي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"إن ربي قال لي قم من قريش فانذرهم فقلت له رب إذاً يثلغوا رأسي حتى يدعوه خبزة فقال مبتليك ومبتلى بك ومنزل عليك كتاباً لا يغسله الماء تقرؤه نائماً ويقظان فابعث جنداً أبعث مثلهم وقاتل بمن أطاعك من عصاك وأنفق ينفق عليك" فأخبر تعالى أن القرآن لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالماء بل يقرؤوه في كل حال كما جاء في صفة أمته "أناجيلهم في صدورهم" وذلك بخلاف أهل الكتاب الذين لا يحفظونه لا في الكتب ولا يقرؤونه كله إلا نظراً لا عن ظهر قلب ولما خص الله تعالى بحفظه من شاء من أهله أقام له أئمة ثقات تجردوا لتصحيحه وبذلوا أنفسهم في إتقانه وتلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم حرفاً حرفاً لم يهملوا منه حركة ولا سكوناً ولا إثباتاً ولا حذفاً ولا دخل عليهم في شيء منه شك ولا وهمٌ وكان منهم من حفظه كله ومنهم من حفظ أكثره ومنهم من حفظ بعضه كل ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر الإمام أبو عبيد القاسم بن سلامه في أول كتابه في القراءات من نقل عنهم شيء من وجوه القراءة من الصحابة وغيرهم. فذكر من الصحابة أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليا، وطلحة، وسعداً، وابن مسعود، وحذيفة، وسالماً، وأبا هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وعمرو بن العاص، وابنه عبد الله، ومعاوية، وابن الزبير، وعبد الله بن السائب، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة: وهؤلاء كلهم من المهاجرين وذكر من الأنصار أبي بن كعب. ومعاذ ابن جبل. وأبا الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبا زيد، ومجمع بن جارية، وأنس ابن مالك رضي الله عنهم أجمعين.انتهى قول ابن الجزري رحمه الله بالحرف من النشر في القراءات العشر .
جهلة النصارى يعتقدون أن ابن عباس رضي الله عنهما لما قال لا أدري قاله عن القرآن و قوله إنما عن غير المثبت و الدليل قول ابن عباس صدق الله و رسوله في حديث آخر و قول أنس كنا نقرأ في رواية أخرى.
إن هؤلاء الجهلة من السذاجة بمكان لأنهم يبنون الأوهام على مجرد أفهام سقيمة .
قال الناظم:
وكم من عائب قولا صحيحا ــ و آفته من الفهم السقيم
قال ابن حجر العسقلاني :
قال ابن بطال وغيره قوله ألهاكم التكاثر خرج على لفظ الخطاب لأن الله فطر الناس على حب المال والولد فلهم رغبة في الاستكثار من ذلك ومن لازم ذلك الغفلة عن القيام بما أمروا به حتى يفجأهم الموت وفي أحاديث الباب ذم الحرص والشره ومن ثم آثر أكثر السلف التقلل من الدنيا والقناعة باليسير والرضا بالكفاف ووجه ظنهم أن الحديث المذكور من القرآن ما تضمنه من ذم الحرص على الاستكثار من جمع المال والتقريع بالموت الذي يقطع ذلك ولا بد لكل أحد منه فلما نزلت هذه السورة وتضمنت معنى ذلك مع الزيادة عليه علموا أن الأول من كلام النبي صلى الله عليه و سلم وقد شرحه بعضهم على أنه كان قرآنا ونسخت تلاوته لما نزلت ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر فاستمرت تلاوتها فكانت ناسخة لتلاوة ذلك.
وقال بدر الدين العيني:
قوله قال ابن عباس فلا أدري من القرآن هو أم لا يعني الحديث المذكور يعني من القرآن المنسوخ تلاوته.
لنعد إلى إثبات النسخ و معرفة الصحابة له بالدليل :
عن زيد بن ثابت قال : قد كنا نقرأ : الشيخ والشيخة فارجموهما البتة ، فقال له مروان يا زيد أفلا نكتبها ؟ قال : لا ، ذكرنا ذلك وفينا عمر فقال : أسعفكم ، قلنا وكيف ذلك ؟ قال آتى النبي صلى الله عليه وسلم فاذكر ذلك ، فذكر آية الرجم ، فقال يا رسول الله اكتبني آية الرجم فابى ، وقال : لا استطيع الان.
في صحيح مسلم عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِىِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِى خُطْبَتِهِ : إن ربي قال لي (....) وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لاَ يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ ....الحديث
في البخاري عن أنس رضي الله عنه جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم أربعة كلهم من الأنصار أبي ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد بن ثابت . قلت لأنس من أبو زيد ؟ قال أحد عمومتي
و فيه :
ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد . قال ونحن ورثناه.
6516 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن بن جريج عن بن أبي مليكة عن يحيى بن حكيم بن صفوان عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال جمعت القرآن فقرأت به في كل ليلة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : اني أخشى أن يطول عليك ...الحديث و فيه أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما جمع القرآن كله بشهادته.
و الحديث رواه ابن حبان في صحيحه و الإمام أحمد في مسنده و النسائي في سننه
في صحيح ابن خزيمة عن أم ورقة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انطلقوا بنا نزور الشهيدة .وأذن لها ان تؤذن لها وأن تؤم أهل دارها في الفريضة وكانت قد جمعت القرآن
قال الألباني : إسناده حسن
وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس بالخير وأجود ما يكون في شهر رمضان لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة
تحت باب :ما رفع من القرآن بعد نزوله ولم يثبت في المصاحف كتب أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه : فضائل القرآن :
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : « لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله ؟ قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقل : قد أخذت منه ما ظهر منه »
نقرأ في فضائل القرآن أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر برجل يقرأ في المصحف ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ، وهو أبوهم ) فقال عمر : « لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب » . فأتيا أبي بن كعب فقال : « يا أبي ، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية ؟ » فقال أبي : « كانت فيما أسقط » . قال عمر : « فأين كنت عنها ؟ فقال : شغلني عنها ما لم يشغلك »
فهذا الحديث يبين حفظ عمر بن الخطاب للقرآن و حرصه على التعلم و الاحتكام إلى العلماء و الرضى بحكمهم.و أبي بن كعب يقول إنها من المرفوع . و هو لم يعلم به لانشغاله و المهم أن أبيا قال بما قال به عمر في مسألة الإنكار على من قرأ بـ :" و هو أبوهم " و لله الحمد على بيان جهل عابدي العث .
في السلسلة الصحيحة عن أبي موسى الأشعري قال : « نزلت سورة فرفعت ، وحفظت منها : » لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب.
أختم بهذا الحديث الذي رواه رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى عمر رحمه الله يسأله فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس ؟ ثم قال له عمر : كم مالك ؟ قال : أربعون من الإبل . قال ابن عباس : قلت : صدق الله ورسوله : " لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب " . فقال عمر : ما هذا ؟ قلت : هكذا أقرأنيها أبي . قال : فمر بنا إليه قال : فجاء إلى أبي فقال : ما يقول هذا ؟ قال أبي : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أفأثبتها في المصحف ؟ قال : نعم .
ثم إن المصحف بعد ذلك كتبه زيد بن ثابت الأنصاري بأمر من عثمان لشروط معروفة إن أردت أن تستفسر و تستفصل فلا بأس من إيرادها .
لتعلم من خلال المكتوب أن ثلاثة من الصحابة لم يعرفوا ما نسبت أنت إلى ابن عباس رضي الله عنه :
1 _ ابن عباس رضي الله عنهما .
2 _ أنس بن مالك رضي الله عنه .
3 _ عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما .
4 _ عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
والعجيب أن ابن عباس رضي الله عنهما سيعرف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه و المسألة عندنا تثبت و نقل و سيكون الأمر مدهشا حين تعلم مقدار تحرزهم و عنايتهم بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليميزوا بين :
1 _ القرآن الكريم المثبت و المنسوخ .
2 _ الحديث الإلهي القدسي .
3 _ الحديث النبوي
4 _ الموضوع المختلق المصنوع .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و الصلاة والسلام على أشرف المخلوقين و على آله وصحبه أجمعين .
المفضلات