البشارة الاولى
أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك واجعل كلامى فى فمه
سنحاول إن شاء الله أن نتبع(بقدر الامكان) فى البشارات قاعدة, وهى اننا سنأتى بسياق النص كاملا حتى لا نٌتهم بأننا نقتطع الكلام من سياقه, ثم نعرض تفاسير القوم وكلامهم فيه ثم نعرض ادلتنا وبراهيننا على صحة ما نقول, وهل البشارة تنطبق على نبى الله محمد صلى الله عليه وسلم ام أننا نبالغ ونتخيل ما ليس موجوداً ونٌحمل النص ما لا يحتمل؟!
ورد فى سفر التثنية بعد نزول موسى عليه السلام من الجبل وبعد سماعه لكلام الله كانت هذة النصوص:
18: 17 قال لي الرب قد احسنوا فيما تكلموا 18 اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به 19 و يكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا اطالبه 20 و اما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم الهة اخرى فيموت ذلك النبي 21 و ان قلت في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب 22 فما تكلم به النبي باسم الرب و لم يحدث و لم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه.
اولا:
هناك إجماع من الكل فى أن هذة النصوص تحوى بشارة عن نبى أخر الزمان, فاليهود قالوا انها عن :يوشع!! والنصارى قالت أنها عن المسيح عليه السلام والمسلم يؤكد أنها خاصة بنبى الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
ثانيا:
هذا النبى الموعود لا يصِح أن يكون يوشع عليه السلام لانه كان مٌعاصراً لموسى عليه السلام من ناحية ومن ناحية اخرى ليس هو مثل موسى عليه السلام لانه لم يكن صاحب شريعة ,كما ان اليهود كانت ما زالت تنتظرهذا النبى الموعود حتى ايام المسيح نفسه عليه السلام, فلما جاء يحيى عليه السلام المسمى عندهم بيوحنا المعمدان سأله اليهود:
19:1 و هذه هي شهادة يوحنا حين ارسل اليهود من اورشليم كهنة و لاويين ليسالوه من انت 20 فاعترف و لم ينكر و اقر اني لست انا المسيح 21 فسالوه اذا ماذا, ايليا انت, فقال لست انا, ءالنبي انت؟ فاجاب لا(يوحنا19:1-21)
فدل هذا على ان يوشع عليه السلام لم يكن هو النبى الموعود والا ما سأل اليهود يحيى عليه السلام هل هو النبى الموعود به ام لا.
ثالثا:
يبقى قول النصارى وعملا بالقاعدة سننقل قولهم فى هذة النصوص ومنها قول القس انطونيوس فكرى فى تفسيرة لسفر التثنية, وتستطيع ان تجد التفسير هنا:
http://freecopticbooks.tripod.com/bible_commentary.htm
يقول القس انطونيوس:
المسيح هو النبى المنتظر,بل هو رب الانبياء(هكذا يؤمنون) ويبدأ بعد ذلك القس فى سرد التفسير ومن قبل ذلك اورد 24 وجه للشبه(معظمها لا علاقة لها بالحقيقة بكونها أوجه للشبه اطلاقا!) بين موسى عليه السلام وبين المسيح عليه السلام!!
المفاجأة!!
يقول سفر التثنية فى رد صريح وواضح لكل من اعتقد ان المسيح هو النبى الموعود وفى الاصحاح 34 والعدد 10 نجد المفاجأة:
34: 10 و لم يقم بعد نبي في اسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجها لوجه .!!! 11 في جميع الايات و العجائب التي ارسله الرب ليعملها في ارض مصر بفرعون و بجميع عبيده و كل ارضه
34: 12 و في كل اليد الشديدة و كل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى امام اعين جميع اسرائيل
. إنتهى سفر التثنية وقد حرصنا أن نورد المفاجأة أى النصوص كاملة حتى اخرها والله المستعان ومن كان له عينان فليبصر ومن كان له أذنان للسمع فليسمع!
هل ما زال هناك من يٌعاند ؟النص واضح بدلالة المنطوق:ولم يقم نبى فى اسرائيل مثل موسى,
هل تتذركون ماذا كان يقول نص التثنية
18:18 ,اقيم لهم نبياً مثلك من وسط اخوتهم!!
سيكون لنا كلام اخر فى حالة واحدة فقط وهى إن قال لنا النصارى أن المسيح لم يكن يهودياً!!
كان من الممكن ان نٌبَسِط الرد ونختصره فى كلمة واحدة ونثبت بطلان أن النبى الموعود هنا هو المسيح عليه السلام ونذكر فقط هذا النص الذى تجاهله القس انطونيوس فى تفسيره ولم يٌقَدم على الاقل الامانة العلمية فى التفسير وكان يجب عليه محاولة ايجاد مخرج للمأزق الذى وضع نفسه فيه هو وكل النصارى تقريبا الذين يقولون أن النبى الموعود هو المسيح عليه السلام.....
عودة الان لما قاله سيادة القس انطونيوس فى هذا النص:تثنية34-10 نجده قد كتب تعليقا مكون من سطرين لا غير(أرجو مراجعة رابط تفسيره)!!!ذكر فيهما فقط بعضاً من مزايا النبى موسى عليه السلام وكأنه نسى أنه عقد مقارنة من قبل عدة صفحات قلائل فى أوجه الشبه بين موسى عليه السلام والمسيح عليه السلام وكان يجب عليه أن يٌقدم لاتباعه وعامتهم كيف يتوافق تفسيره هذا والنص الاخر يقول بوضوح تام أنه: لم يقم نبى مثل موسى من بنى اسرئيل؟!إلا أنه والله اعلم ونظراً لأننا خبرنا القوم فهو يعتمد على ان لا أحد سيهتم بما سيأتى بعد, لذا وظف جل جهده على اثبات أوجه التشابه مبكراً وليتنفس كل نصرانى الصعداء, ولن يسأل او يستدرك عالم أخر مٌحترم فى مهنته عنده أمانة علمية فيسأل القس ويقول :
كيف يا سيادة القس تقارن بين موسى (عليه السلام) والمسيح (عليه السلام ) والاصحاح 34 العدد 10 ينفى هذا تماماً؟؟ولكن للاسف الكل من الاصل مٌجمِع على تقديم هذا التفسير للعامة, والكل من الاصل مٌجمِع على تجاهل الاصحاح34 والعدد 10 وما جاء فيه, والكل من الاصل مٌجمِع على تمرير المعنى الاول والتأكيد عليه وعلى أن المسيح هو النبى الموعود,مع أنهم يؤمنون بأن المسيح معاذ الله هو الله الذى ظهر لهم فى الجسد!! ولذا تجد القس فى اول الامر قال:المسيح هو النبى المنتظر, ثم يستدرك على نفسه سريعاً سريعاً بقوله:بل هو رب الانبياء!؟كيف يكون رب أو اله وفى نفس الوقت نبى؟أيكون الانسان نبى او رسول لنفسه؟؟
بالمناسبة هذا النص ايضاً يثبت أنه ليس يوشع عليه السلام لان يوشع كان يهودياً ايضاً بل ومعاصراً لموسى عليه السلام ,ولكن احببنا أن نذكره فى حينه. يقدم بعض القسس جواباً معتمدين فيه على جهل العامة عندهم بالنصوص اليونانية والتراجم الاخرى, وكأن النسخة العربية لكتابهم هى حٌجة على الجميع, مع ان العكس هو الصحيح, فالنسخة العربية لم تظهر كاملة إلا فى أواخر القرن الثامن عشر!!!لا تعليق!هذا الجواب هو: النص يتكلم عن الفترة التى كٌتب فيها النص نفسه أى فى الفترة التى أوحى الله بها للكاتب(سؤال: أليس من المفترض هنا أن الكاتب هو موسى عليه السلام نفسه؟!) ولا تتكلم عن المستقبل! المفاجأة وهى الاولى فى مبحثنا وليست الاخيرة إن شاء الله......ولكن نؤجلها للقاء القادم ان شاء لنرى ما هى هذة المفاجأة!!!
ملحوظة:
واعلم يا ضيفنا المجادل انك كلما حاولت الشوشرة , مازدتنى الا تنبيها على تنزيل باقى الموضوع !!!
انا اعلم يقينا ان الصراخ على قدر الالم....ولكن اتمنى ان يكون الالم , الم الشفاء لك ان شاء الله وليس الم ينتج عنه حقد وبغضاء وكراهية للحق اكثر واكثر, فينغلق قلبك للابد , وتفقد الامل الاخير فى معرفة الحق
المفضلات