عزيزي ..
إن كلمة (أظن) الواردة في رسالة كورنثوس الأولى 7 : 40 من الأفعال البديلة التي تفيد التأكيد، وذلك حسب سياق النص، وإليك النص اليوناني للآية ، ومعنى كلمة (أظن) بالإنجليزية .
μακαριωτέρα δέ ἐστιν ἐὰν οὕτως μείνῃ, κατὰ τὴν ἐμὴν γνώμην,
δοκῶ δὲ κἀγὼ πνεῦμα θεοῦ ἔχειν.
1Co 7:40 But she is happier if she so abide, after my judgment: and I
think also that I have the Spirit of God.
فكلمة (δοκω) تعني think
والنتيجة هي أن ...
think = used only in an alternate in certain tenses
الرجاء مراجعة الرابط التالي :
http://www.biblewheel.com/GR/GR_Data...sp?Gem_Num=894
والنتيجة أن بولس الرسول قد تلفظ بالكلمة على سبيل التواضع وقصد التأكيد على أنه يتكلم بوحيٍ من الله، فالكلمة اليونانية المترجمة (أظن) تفيد اليقين.
ولو قسنا مدلول الكلمات المشابهة لها في القرآن لرأينا شيئاً غريباً ..
فتعالوا نقرأ ما يلي :
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ
سورة يوسف 42
فماذا يقول القرطبي في تفسير الآية؟
"
ظَنَّ " هُنَا بِمَعْنَى أَيْقَنَ , فِي قَوْل أَكْثَر الْمُفَسِّرِينَ وَفَسَّرَهُ قَتَادَة عَلَى الظَّنّ الَّذِي هُوَ خِلَاف الْيَقِين ; قَالَ : إِنَّمَا ظَنَّ يُوسُف نَجَاته لِأَنَّ الْعَابِر يَظُنّ ظَنَّا وَرَبّك يَخْلُق مَا يَشَاء ; وَالْأَوَّل أَصَحّ وَأَشْبَه بِحَالِ الْأَنْبِيَاء وَأَنَّ مَا قَالَهُ لِلْفَتَيَيْنِ فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا كَانَ عَنْ وَحْي , وَإِنَّمَا يَكُون ظَنًّا فِي حُكْم النَّاس , وَأَمَّا فِي حَقّ الْأَنْبِيَاء فَإِنَّ حُكْمهمْ حَقّ كَيْفَمَا وَقَعَ .
ومذا يقول تفسير الجلالين؟
"
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ" أَيْقَنَ "أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا" وَهُوَ السَّاقِي "اُذْكُرْنِي عِنْد رَبّك" ..."
إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ
سورة الحاقة 20
فماذا يقول تفسير القرطبي عن الآية ؟
"
إِنِّي ظَنَنْتُ ..أَيْ أَيْقَنْت وَعَلِمْت , عَنْ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره . وَقِيلَ : أَيْ إِنِّي ظَنَنْت إِنْ يُؤَاخِذْنِي اللَّه بِسَيِّئَاتِي عَذَّبَنِي فَقَدْ تَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِهِ وَلَمْ يُؤَاخِذْنِي بِهَا . قَالَ الضَّحَّاك :
كُلّ ظَنّ فِي الْقُرْآن مِنْ الْمُؤْمِن فَهُوَ يَقِين . وَمِنْ الْكَافِر فَهُوَ شَكّ . وَقَالَ مُجَاهِد : ظَنّ الْآخِرَة يَقِين , وَظَنّ الدُّنْيَا شَكّ . وَقَالَ الْحَسَن فِي هَذِهِ الْآيَة : إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَسَاءَ الْعَمَلَ ."
وماذا يقول ابن كثير ؟
"وَقَوْله تَعَالَى " إِنِّي
ظَنَنْت أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ " أَيْ قَدْ كُنْت
مُوقِنًا فِي الدُّنْيَا أَنَّ هَذَا الْيَوْم كَائِن لَا مَحَالَة كَمَا قَالَ تَعَالَى " الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبّهمْ ".
وإذا ما اتبعت منطقك المغلوظ فإنه يمكنني أن أطرح بعض الأسئلة المتعلقة بآية سورة يوسف 42 :
هل كان يوسف يظن أن أحدهما (الساقي والخباز) سينجو ولم يكن متيقنا ًمن ذلك؟
وهل كان يوسف يوحى إليه وهو يفسر حلم الرجلين؟ أم أن هذه مجرد ظنون لا ترتقي لمرتبة اليقين والوحي؟
المفضلات