لكل الإخوة والأخوات بالمنتدى.. فضلاً لا أمراً الدخول!

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

لكل الإخوة والأخوات بالمنتدى.. فضلاً لا أمراً الدخول!

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 49

الموضوع: لكل الإخوة والأخوات بالمنتدى.. فضلاً لا أمراً الدخول!

  1. #31
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    578
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    10-05-2018
    على الساعة
    04:18 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة american girl مشاهدة المشاركة





    ياعالم صفوا النية !!!!!

    لا اختي الحبيبة
    اختنا الفاضلة لم تقصد اي شيء من هذا
    وانما كان حرصا منها وغيرتها على الدين
    ونحن نعلم اذا استعملها احد الاخوة او الاخوات
    هو من باب مجرد الشكر وليس اكثر من هذا

    وعليك السلام اختي الحبيبة

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    206
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    10-04-2015
    على الساعة
    01:54 PM

    افتراضي

    جزاكي الله كل خير أخيتي تجويد على النصيحة الهامة و جعلها الله في ميزان حسناتك .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

  3. #33
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    1,871
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-10-2013
    على الساعة
    09:33 PM

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ابنتى الكريمه الاستاذه نورا اولا جزاكى الله خيرا على هذا الوضوع ولكن انا لى سؤال هل الاخ او الاخت راءى بعضهم بعض حتى يطمع الذى فىق لبه مرض انا اؤيك تماما ولكن هذا استفسار فقط شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

    إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } .. آل عمران 19 .
    وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .. أل عمران 64
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-11-2011
    على الساعة
    05:20 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا وا اسلاماه

  5. #35
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    103
    آخر نشاط
    20-06-2011
    على الساعة
    12:48 AM

    افتراضي

    اختنا الفاضلة

    بالفعل ان اخوانك و اخواتك جميعا ( على الاغلب ) لم يلحظوا تلك القبلة فى الصورة فهى

    تكاد لا تراها العين

    فمنتدى محترم كمنتدانا لا يحوى الا اشد الناس وقارا و احتراما

    لك كل التحية

  6. #36
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    267
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    23-02-2012
    على الساعة
    05:36 PM

    افتراضي

    اولا شكرا على الموضوع واكيد اللي كتبه قصده شريف
    ولكن اخواني واخواتي ديننا دين يسر وليس دين عسر
    انا كمان فعلا فكرت الموضوع كبير او هيك شي لا سمح الله
    ما كنت اظن كل الجلبة على ايقونات!
    مش قدوتنا الرسول ؟
    هل الرسول كان وجهه عبوس قدام الناس؟ اكيد لا
    فاذا شو المانع من ايقونات بتدل على مجاملة واحترام(شرط عدم استخدامها بنية سيئة) ؟
    طالما ربنا اعلم بالصدور فليه نيجي نحنا نحكم على قلوب الناس؟
    كل شي بالدنيا في عنده وجهين : وجه مظلم ووجه منير
    مثل الفلوس الكمبيوتر الهاتف الايقونات هاي والراديو والخ.....اذا بدنا نبطل كل هدول كرمال استخدام سيء من بعض الناس يبقى هذا تشديد ماله لزوم..لانه حتى نحنا من جوا فينا عنصر خير وعنصر شر
    انا ما بقول هالكلمات لاني مع استخدام الايقونات المذكورة او ضدها
    كل واحد حر شو يعمل طالما ما اذى او ضايق حدا وما تعدى حدود الاخلاق !
    يعني كل شي له حدود
    ما اهلك الاقوام اللي قبلنا الا الخروج عن الاخلاق والدين...وما ننسى كمان انه ما ضيع اهل الكتاب الا الغلو في الدين والتشديد...فهل بترضوا نكون متلهن؟!



    النصوص الشرعية المحذرة من الغلو في الدين


    جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بالتحذير من سلوك الضالين والمغضوب عليهم ، وسبيل المبتدعين المغالين في دين الله غير الحق ، قال تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )(سورة هود الآية 112) . فالله سبحانه وتعالى يأمر بالاستقامة التي هي ( الاعتدال ) ، ويعقب سبحانه بالنهي عن الطغيان ، مما يفيد أن الله تعالى يريد منا الاستقامة ، كما هو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بدون غلو ولا مبالغة ولا تشديد يحيل هذا الدين من يسر إلى عسر ، وهي الوسطية التي جاء بها الإسلام بين الغلو والتفريط ، ولا يمكن أن تسير في ركابها إلا في اتباع سبيل السلف الصالح رضوان الله عليهم .

    يقول الإمام ابن قيم الجوزية : " فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان : إما إلى تفريط وإضاعة ، وإما إلى إفراط وغلو ، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه ، كالوادي بين الجبلين ، والهدى بين ضلالتين ، والوسط بين طرفين ذميمين ؛ فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له ، فالغالي فيه مضيع له : هذا بتقصيره عن الحد ، وهذا بتجاوزه الحد " .

    وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم مصير الغالي وعاقبته ، حيث أخبر صلى الله عليه وسلم أن مآل من غلا في دينه ( إلى الهلاك ) . ففي صحيح مسلم وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قالها ثلاثا ، وما ذلك إلا لخطورة ( التَّنَطُّعِ فِي الدِّينِ ) الذي هو الغلو في الدين والتطرف فيه . قال النووي في شرح مسلم هلك المتنطعون ، أي : المتعمقون الغالون المتجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم " .

    وقد جاء في أحاديث أُخَر : أن التشديد على النفس سبب لوقوع التشديد من الله تعالى - كما في الحديث عند أبي يعلى في مسنده وفي إسناده ضعف وهو صالح للشواهد والمتابعات - . وقال محقق المسند : إسناده حسن : لا تشددوا [ص-129] علي أنفسكم فيشدد الله عليكم ، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم .

    إن من الحقائق التي تظهر لكل من تتبع تاريخ دعوات الرسل عليهم الصلاة والسلام أن الأمم تتفاوت في مقدار الاستجابة ، وتتفاوت درجات المدعوين في سلوك طريق الحق : فمن الناس المتمسك بالحق ، المستقيم على طريقه . ومنهم المفرط الزائغ المضيع لحدود الله . ومنهم الغالي الذي تجاوز حدود الله . وكل أولئك وجدوا فيمن سبق أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم في أمته متوافرون ، ولذلك جاءت النصوص الشرعية بالتحذير من سلوك طرق المغضوب عليهم والضالين ، المضيعين لحدود الله ، والمجاوزين لها ، وجاءت داعية إلى الاستقامة بأساليب عدة أجملها فيما يلي :

    1 - تعليم المسلمين أن يدعوا الله أن يسلمهم من كلا الانحرافين ، وتشريع ذلك لهم في كل صلاة مرات متعددة . (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )(سورة الفاتحة الآية 6 -7) ولما أمرنا الله سبحانه أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم عليهم . . كان ذلك مما يبين أن العبد يخاف عليه أن ينحرف إلى هذين الطريقين .

    2 - التحذير من تعدي الحدود ، والأمر بلزومها ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(سورة البقرة الآية 229) والحدود هي النهايات لكل ما يجوز من الأمور المباحة ، المأمور بها ، وغير المأمور بها وتعديها هو تجاوزها ، وعدم الوقوف عليها . وهذا التعدي هو الهدف الذي يسعى إليه الشيطان ، إذ إن مجمل ما يريده تحقيق أحد الانحرافين الغلو أو التقصير فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان : إما إلى تفريط وإضاعة ، وإما إلى إفراط وغلو . ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه ، كالوادي بين جبلين ، والهدى بين ضلالتين ، والوسط بين طرفين ذميمين ، فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له ، فالغالي فيه مضيع له هذا بتقصيره عن الحد . وهذا بتجاوزه الحد .

    [ص-130] 3 - الدعوة إلى الاستقامة ولزوم الأمر ، وعدم الغلو والزيادة . (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(سورة هود الآية 112 ) فالله سبحانه يأمر بالاستقامة التي هي الاعتدال ، والمضي على المنهج دون انحراف ، ويعقب بالنهي عن الطغيان مما يفيد أن الله سبحانه يريد الاستقامة كما أمر بدون غلو ولا مبالغة تحيل هذا الدين من يسر إلى عسر .

    4 - النهي عن الغلو وتوجيه الخطاب لأهل الكتاب على وجه الخصوص .( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا )( سورة النساء الآية 171)( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)(سورة المائدة الآية 77) أي : يا أهل الإنجيل لا تغلوا في دينكم فتتجاوزوا الحق ، فإن قولكم بأن عيسى ابن الله قول منكم على الله بغير الحق ، ولا ترفعوه إلى مقام الألوهية فتجعلوه ربا وإلها . " والغلو في النصارى كثير فإنهم غلوا في عيسى فنقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلها من دون الله يعبدونه كما يعبدون الله " . ومن هذا الغلو جاءت معظم الانحرافات في الديانة النصرانية . ومن ذلك غلوهم بابتداع رهبانية تعبدوا الله بها ، وهي لم تكتب عليهم ، ولم يؤمروا بها ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ)(سورة الحديد الآية 27) ولم يكن الغلو قاصرا على النصارى ، بل هو موجود في اليهود ، ولكن الخطاب في الآيتين قصد به النصارى خاصة ؛ والسياق يدل على ذلك ، قال [ص-131] شيخ الإسلام ابن تيمية : " والنصارى أكثر غلوا في الاعتقادات والأعمال من سائر الطوائف وإياهم نهى الله عن الغلو في القرآن . وهذه النصوص وإن تعلقت بأهل الكتاب ابتداء فإن المراد منها موعظة هذه الأمة لتجنب الأسباب التي أوجبت غضب الله على الأمم السابقة .

    5 - نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغلو ، وذلك لئلا يقع المسلمون فيما وقع فيه من سبقهم من الأمم التي بعث فيهم الرسل عليهم الصلاة والسلام ، ومع النهي يبين الرسول صلى الله عليه وسلم عواقب الغلو وآثاره ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع : ( هَلُمَّ الْقُطْ لِي الْحَصَى ) فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ مِنْ حَصَى الْخَذْفِ ، فَلَمَّا وَضَعَهُنَّ فِي يَدِهِ قَالَ : ( نَعَمْ ، بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ ) .

    والنهي هنا وإن كان سببه خاصا ، فهو نهي عن كل غلو .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال " ، وسبب هذا اللفظ العام رمي الجمار ، وهو داخل فيه ، مثل : الرمي بالحجارة الكبار بناء على أنها أبلغ من الصغار ثم علله بما يقتضي مجانبة هديهم ، أي هدي من كان قبلنا إبعادا عن الوقوع فيما هلكوا به ، وأن المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه من الهلاك .

    6 - بيان مصير الغالي وعاقبته : حيث وردت أحاديث تبين مآل من غلا ، وأنه صائر إلى الهلاك ، بل يرد ذلك مكررا ثلاث مرات في حديث واحد ؛ مما يفيد عظيم الأمر وخطره ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قَالَهَا ثَلَاثًا .

    7 - إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بهلاك المتنطعين ، فقد أخرج مسلم في صحيحه ج4 / 2055 / عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه [ص-132] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قالها ثلاثا قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم ج16 / 220 / : هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ أي المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم . وأخرج أبو داود في سننه برقم 4904 / وأبو يعلى في مسنده رقم 3694 / وهو حديث حسن / عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدِّدَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارَاتِ ، رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ . وهذا التشديد على النفس الذي هو نوع من أنواع الغلو ، بينت السنة النبوية أن عاقبة صاحبه إلى الانقطاع ، وأنه ما من مشاد لهذا الدين إلا ويغلب وينقطع عن الاستقامة على الدين ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ [ أَيْ يُغَالِبَ ] الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ [ أَيْ بِالتَّبْكِيرِ فِي الطَّاعَةِ ] وَالرَّوْحَةِ [ أَيِ الْعَوْدَةِ إِلَى الرَّاحَةِ لِاسْتِعَادَةِ النَّشَاطِ عَلَى الطَّاعَةِ] وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ . أي الاستعداد للمتابعة ، تشبيها بالمسافرين الذين يجددون نشاطهم واستعدادهم لمتابعة المسير ، بلا تكلف ولا إرهاق ، ولهذا جاء في رواية أخرى : وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا [ أخرجه البخاري في صحيحه ج1 / 16 / والنسائي في سننه ج18 / 121 ] . قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج1 / 94 / : " والمعنى : لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ، ويترك الرفق ، إلا عجز وانقطع فيغلب " ، ولهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث بالتسديد والمقاربة والتوسط ، ليتحقق المقصود ، ألا وهو الثبات على الدين بلا انقطاع ولا تخلف . فتبين بذلك أثر الغلو في الدين على الاستقامة عليه ، فكان لا بد من نبذ الغلو لتحقيق الاستقامة على الحق والدين القويم . فالغلو والتفريط وما بينهما وسط . . قال الحسن البصري رحمه الله : إن دين الله وضع على القصد فدخل الشيطان فيه بالإفراط والتقصير فهما سبيلان إلى نار جهنم ، وعنه : إن دين الله تعالى وضع دون الغلو وفوق التقصير .


    * * *
    وقال ابن عبد البر قال سفيان بن حسين : أتدري ما السمت الصالح ؟ ليس هو بحلق الشارب ولا تشمير الثوب ، وإنما هو لزوم طريق القوم ، إذا فعل ذلك ، قيل قد أصاب السمت ، وتدري ما الاقتصاد ؟ هو المشي الذي ليس فيه غلو ولا تقصير .

    [ص-133]

    * * *
    والترهب التعبد وهو استعمال الرهبة ، والرهبانية غلو في تحمل التعبد من فرط الرهبة .


    * * *
    قال الطبري : وأرى أن الله تعالى ذِكْرُهُ إنما وصفهم بأنهم وسط لتوسطهم في الدين ، فلا هم أهل غلو فيه غلو النصارى الذين غلوا بالترهب وقولهم في عيسى ما قالوا فيه ، ولا هم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله وقتلوا أنبياءهم وكذبوا على ربهم وكفروا به ، ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه فوصفهم الله بذلك إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها . حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال سألت ميمونا عن الصلاة خلف الأمراء ؟ فقال : صل معهم . حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال : سألت ميمونا عن رجل ، فذكر أنه من الخوارج ، فقال : أنت لا تصلي له إنما تصلي لله ، قد كنا نصلي خلف الحجاج وكان حروريا أزرقيا . حدثنا وكيع ثنا سفيان عن إبراهيم بن أبي حفصة قال : قلت لعلي بن حسين : إن أبا حمزة الثمالي وكان فيه غلو يقول : لا نصلي خلف الأئمة ولا نناكح إلا من يرى مثل ما رأينا ، فقال علي بن حسين : بلى نصلي خلفهم ونناكحهم بالسنة . وعن وكيع عن سفيان عن الأعمش قال : كانوا يصلون خلف الأمراء ويحتسبون بها . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ، وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى . وعن ابن أبي قماش عن ابن عائشة قال : ما أمر الله تعالى عباده بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان : فإما إلى غلو وإما إلى تقصير ، فبأيهما ظفر قنع . وعن ابن يحيى قال حدثني بعض شيوخنا قال : قال علي بن غنام : كلا طرفي القصد مذموم ، وأنشد أبو سليمان :


    وَلَا تَغْلُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَمْرِ وَاقْتَصِدْ كِـــلَا طَـــرَفَيْ قَصْـــدِ الْأُمُــورِ ذَمِيــمُ


    قال الخطابي : والطريقة المثلى في هذا الباب ، أن لا تمتنع من حق يلزمك للناس وإن لم يطالبوك به ، وأن لا تنهمك لهم [ص-134] في باطل لا يجب عليك وإن دعوك إليه ، فإن من اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يعنيه ، ومن انحل في الباطل جمد عن الحق ، فكن مع الناس في الخير ، وكن بمعزل عنهم في الشر ، وتوخ أن تكون فيهم شاهدا كغائب وعالما كجاهل . وعن مكحول عن حذيفة قال : قال رسول الله : لِلسَّاعَةِ أَشْرَاطٌ ، قِيلَ : وَمَا أَشْرَاطُهَا ؟ قَالَ : غُلُوُّ أَهْلِ الْفِسْقِ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَظُهُورُ أَهْلِ الْمُنْكَرِ عَلَى أَهْلِ الْمَعْرُوفِ . قَالَ أَعْرَابِيٌّ : فَمَا تَأْمُرُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : دَعْ وَكُنْ حِلْسًا مِنْ أَحْلَاسِ بَيْتِكَ .

    عن جابر رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ، وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عَبَادَةَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى . واختلف في إرساله ووصله ، ورجح البخاري في تاريخه الإرسال ، وأخرجه البيهقي أيضا والعسكري عن عمرو بن العاص رفعه لكن بلفظ : فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا سَفَرًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى وزاد : فَاعْمَلْ عَمَلَ امْرِئٍ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا وَاحْذَرْ حَذَرًا تَخْشَى أَنْ تَمُوتَ غَدًا وسنده ضعيف . وله شاهد عند العسكري عن علي رفعه : إِنَّ دِينَكُمْ دِينٌ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا ظَهْرًا أَبْقَى وَلَا أَرْضًا قَطَعَ وفي سنده الفرات بن السائب ضعيف . وهذا كالحديث الآخر الذي أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة : إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ وروى أحمد عن أنس بلفظ : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ وليس فيه الترجمة ، وروى الخطابي في العزلة عن ابن عائشة قال : ما أمر الله عباده بما أمر إلا وللشيطان فيه نزعتان فإما إلى غلو وإما إلى تقصير ، فبأيهما ظفر قنع . قال النووي : " المتنطعون ، أي : المتعمقون المغالون والمجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم .

    كما جاء في أحاديث أُخَر أن التشديد على النفس سبب لوقوع التشديد من الله ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدِّدَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ؛ فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارَاتِ ، رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ . وهذا التشديد على النفس الذي هو ضرب من ضروب الغلو ، بينت السنة أن عاقبة صاحبه إلى الانقطاع ، وأنه ما من [ص-135] مشاد لهذا الدين إلا ويغلب وينقطع . فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ وَلَا يُشَادُّ الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا ، وقاربوا ، وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة وفي لفظ والقصد القصد تبلغوا . قال الحافظ ابن حجر : " والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ، ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب " . وحتى لا يقع ذلك جاء ختام الحديث آمرا بالتسديد والمقاربة والتسديد : العمل بالسداد ، وهو القصد والتوسط في العبادة ، فلا يقصر فيما أمر به ، ولا يتحمل منها ما لا يطيقها .


    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، ،

  7. #37
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,533
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    01:29 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة The one message مشاهدة المشاركة
    اولا شكرا على الموضوع واكيد اللي كتبه قصده شريف
    ولكن اخواني واخواتي ديننا دين يسر وليس دين عسر
    انا كمان فعلا فكرت الموضوع كبير او هيك شي لا سمح الله
    ما كنت اظن كل الجلبة على ايقونات!
    مش قدوتنا الرسول ؟
    هل الرسول كان وجهه عبوس قدام الناس؟ اكيد لا
    فاذا شو المانع من ايقونات بتدل على مجاملة واحترام(شرط عدم استخدامها بنية سيئة) ؟
    طالما ربنا اعلم بالصدور فليه نيجي نحنا نحكم على قلوب الناس؟
    كل شي بالدنيا في عنده وجهين : وجه مظلم ووجه منير
    مثل الفلوس الكمبيوتر الهاتف الايقونات هاي والراديو والخ.....اذا بدنا نبطل كل هدول كرمال استخدام سيء من بعض الناس يبقى هذا تشديد ماله لزوم..لانه حتى نحنا من جوا فينا عنصر خير وعنصر شر
    انا ما بقول هالكلمات لاني مع استخدام الايقونات المذكورة او ضدها
    كل واحد حر شو يعمل طالما ما اذى او ضايق حدا وما تعدى حدود الاخلاق !
    يعني كل شي له حدود
    ما اهلك الاقوام اللي قبلنا الا الخروج عن الاخلاق والدين...وما ننسى كمان انه ما ضيع اهل الكتاب الا الغلو في الدين والتشديد...فهل بترضوا نكون متلهن؟!



    النصوص الشرعية المحذرة من الغلو في الدين


    جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بالتحذير من سلوك الضالين والمغضوب عليهم ، وسبيل المبتدعين المغالين في دين الله غير الحق ، قال تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )(سورة هود الآية 112) . فالله سبحانه وتعالى يأمر بالاستقامة التي هي ( الاعتدال ) ، ويعقب سبحانه بالنهي عن الطغيان ، مما يفيد أن الله تعالى يريد منا الاستقامة ، كما هو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بدون غلو ولا مبالغة ولا تشديد يحيل هذا الدين من يسر إلى عسر ، وهي الوسطية التي جاء بها الإسلام بين الغلو والتفريط ، ولا يمكن أن تسير في ركابها إلا في اتباع سبيل السلف الصالح رضوان الله عليهم .

    يقول الإمام ابن قيم الجوزية : " فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان : إما إلى تفريط وإضاعة ، وإما إلى إفراط وغلو ، ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه ، كالوادي بين الجبلين ، والهدى بين ضلالتين ، والوسط بين طرفين ذميمين ؛ فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له ، فالغالي فيه مضيع له : هذا بتقصيره عن الحد ، وهذا بتجاوزه الحد " .

    وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم مصير الغالي وعاقبته ، حيث أخبر صلى الله عليه وسلم أن مآل من غلا في دينه ( إلى الهلاك ) . ففي صحيح مسلم وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قالها ثلاثا ، وما ذلك إلا لخطورة ( التَّنَطُّعِ فِي الدِّينِ ) الذي هو الغلو في الدين والتطرف فيه . قال النووي في شرح مسلم هلك المتنطعون ، أي : المتعمقون الغالون المتجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم " .

    وقد جاء في أحاديث أُخَر : أن التشديد على النفس سبب لوقوع التشديد من الله تعالى - كما في الحديث عند أبي يعلى في مسنده وفي إسناده ضعف وهو صالح للشواهد والمتابعات - . وقال محقق المسند : إسناده حسن : لا تشددوا [ص-129] علي أنفسكم فيشدد الله عليكم ، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم .

    إن من الحقائق التي تظهر لكل من تتبع تاريخ دعوات الرسل عليهم الصلاة والسلام أن الأمم تتفاوت في مقدار الاستجابة ، وتتفاوت درجات المدعوين في سلوك طريق الحق : فمن الناس المتمسك بالحق ، المستقيم على طريقه . ومنهم المفرط الزائغ المضيع لحدود الله . ومنهم الغالي الذي تجاوز حدود الله . وكل أولئك وجدوا فيمن سبق أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم في أمته متوافرون ، ولذلك جاءت النصوص الشرعية بالتحذير من سلوك طرق المغضوب عليهم والضالين ، المضيعين لحدود الله ، والمجاوزين لها ، وجاءت داعية إلى الاستقامة بأساليب عدة أجملها فيما يلي :

    1 - تعليم المسلمين أن يدعوا الله أن يسلمهم من كلا الانحرافين ، وتشريع ذلك لهم في كل صلاة مرات متعددة . (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )(سورة الفاتحة الآية 6 -7) ولما أمرنا الله سبحانه أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم عليهم . . كان ذلك مما يبين أن العبد يخاف عليه أن ينحرف إلى هذين الطريقين .

    2 - التحذير من تعدي الحدود ، والأمر بلزومها ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(سورة البقرة الآية 229) والحدود هي النهايات لكل ما يجوز من الأمور المباحة ، المأمور بها ، وغير المأمور بها وتعديها هو تجاوزها ، وعدم الوقوف عليها . وهذا التعدي هو الهدف الذي يسعى إليه الشيطان ، إذ إن مجمل ما يريده تحقيق أحد الانحرافين الغلو أو التقصير فما أمر الله بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان : إما إلى تفريط وإضاعة ، وإما إلى إفراط وغلو . ودين الله وسط بين الجافي عنه والغالي فيه ، كالوادي بين جبلين ، والهدى بين ضلالتين ، والوسط بين طرفين ذميمين ، فكما أن الجافي عن الأمر مضيع له ، فالغالي فيه مضيع له هذا بتقصيره عن الحد . وهذا بتجاوزه الحد .

    [ص-130] 3 - الدعوة إلى الاستقامة ولزوم الأمر ، وعدم الغلو والزيادة . (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(سورة هود الآية 112 ) فالله سبحانه يأمر بالاستقامة التي هي الاعتدال ، والمضي على المنهج دون انحراف ، ويعقب بالنهي عن الطغيان مما يفيد أن الله سبحانه يريد الاستقامة كما أمر بدون غلو ولا مبالغة تحيل هذا الدين من يسر إلى عسر .

    4 - النهي عن الغلو وتوجيه الخطاب لأهل الكتاب على وجه الخصوص .( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا )( سورة النساء الآية 171)( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)(سورة المائدة الآية 77) أي : يا أهل الإنجيل لا تغلوا في دينكم فتتجاوزوا الحق ، فإن قولكم بأن عيسى ابن الله قول منكم على الله بغير الحق ، ولا ترفعوه إلى مقام الألوهية فتجعلوه ربا وإلها . " والغلو في النصارى كثير فإنهم غلوا في عيسى فنقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلها من دون الله يعبدونه كما يعبدون الله " . ومن هذا الغلو جاءت معظم الانحرافات في الديانة النصرانية . ومن ذلك غلوهم بابتداع رهبانية تعبدوا الله بها ، وهي لم تكتب عليهم ، ولم يؤمروا بها ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ)(سورة الحديد الآية 27) ولم يكن الغلو قاصرا على النصارى ، بل هو موجود في اليهود ، ولكن الخطاب في الآيتين قصد به النصارى خاصة ؛ والسياق يدل على ذلك ، قال [ص-131] شيخ الإسلام ابن تيمية : " والنصارى أكثر غلوا في الاعتقادات والأعمال من سائر الطوائف وإياهم نهى الله عن الغلو في القرآن . وهذه النصوص وإن تعلقت بأهل الكتاب ابتداء فإن المراد منها موعظة هذه الأمة لتجنب الأسباب التي أوجبت غضب الله على الأمم السابقة .

    5 - نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغلو ، وذلك لئلا يقع المسلمون فيما وقع فيه من سبقهم من الأمم التي بعث فيهم الرسل عليهم الصلاة والسلام ، ومع النهي يبين الرسول صلى الله عليه وسلم عواقب الغلو وآثاره ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع : ( هَلُمَّ الْقُطْ لِي الْحَصَى ) فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ مِنْ حَصَى الْخَذْفِ ، فَلَمَّا وَضَعَهُنَّ فِي يَدِهِ قَالَ : ( نَعَمْ ، بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ ) .

    والنهي هنا وإن كان سببه خاصا ، فهو نهي عن كل غلو .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال " ، وسبب هذا اللفظ العام رمي الجمار ، وهو داخل فيه ، مثل : الرمي بالحجارة الكبار بناء على أنها أبلغ من الصغار ثم علله بما يقتضي مجانبة هديهم ، أي هدي من كان قبلنا إبعادا عن الوقوع فيما هلكوا به ، وأن المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه من الهلاك .

    6 - بيان مصير الغالي وعاقبته : حيث وردت أحاديث تبين مآل من غلا ، وأنه صائر إلى الهلاك ، بل يرد ذلك مكررا ثلاث مرات في حديث واحد ؛ مما يفيد عظيم الأمر وخطره ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قَالَهَا ثَلَاثًا .

    7 - إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بهلاك المتنطعين ، فقد أخرج مسلم في صحيحه ج4 / 2055 / عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه [ص-132] قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ قالها ثلاثا قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم ج16 / 220 / : هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ أي المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم . وأخرج أبو داود في سننه برقم 4904 / وأبو يعلى في مسنده رقم 3694 / وهو حديث حسن / عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدِّدَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارَاتِ ، رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ . وهذا التشديد على النفس الذي هو نوع من أنواع الغلو ، بينت السنة النبوية أن عاقبة صاحبه إلى الانقطاع ، وأنه ما من مشاد لهذا الدين إلا ويغلب وينقطع عن الاستقامة على الدين ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ [ أَيْ يُغَالِبَ ] الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ [ أَيْ بِالتَّبْكِيرِ فِي الطَّاعَةِ ] وَالرَّوْحَةِ [ أَيِ الْعَوْدَةِ إِلَى الرَّاحَةِ لِاسْتِعَادَةِ النَّشَاطِ عَلَى الطَّاعَةِ] وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ . أي الاستعداد للمتابعة ، تشبيها بالمسافرين الذين يجددون نشاطهم واستعدادهم لمتابعة المسير ، بلا تكلف ولا إرهاق ، ولهذا جاء في رواية أخرى : وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا [ أخرجه البخاري في صحيحه ج1 / 16 / والنسائي في سننه ج18 / 121 ] . قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج1 / 94 / : " والمعنى : لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ، ويترك الرفق ، إلا عجز وانقطع فيغلب " ، ولهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث بالتسديد والمقاربة والتوسط ، ليتحقق المقصود ، ألا وهو الثبات على الدين بلا انقطاع ولا تخلف . فتبين بذلك أثر الغلو في الدين على الاستقامة عليه ، فكان لا بد من نبذ الغلو لتحقيق الاستقامة على الحق والدين القويم . فالغلو والتفريط وما بينهما وسط . . قال الحسن البصري رحمه الله : إن دين الله وضع على القصد فدخل الشيطان فيه بالإفراط والتقصير فهما سبيلان إلى نار جهنم ، وعنه : إن دين الله تعالى وضع دون الغلو وفوق التقصير .


    * * *
    وقال ابن عبد البر قال سفيان بن حسين : أتدري ما السمت الصالح ؟ ليس هو بحلق الشارب ولا تشمير الثوب ، وإنما هو لزوم طريق القوم ، إذا فعل ذلك ، قيل قد أصاب السمت ، وتدري ما الاقتصاد ؟ هو المشي الذي ليس فيه غلو ولا تقصير .

    [ص-133]

    * * *
    والترهب التعبد وهو استعمال الرهبة ، والرهبانية غلو في تحمل التعبد من فرط الرهبة .


    * * *
    قال الطبري : وأرى أن الله تعالى ذِكْرُهُ إنما وصفهم بأنهم وسط لتوسطهم في الدين ، فلا هم أهل غلو فيه غلو النصارى الذين غلوا بالترهب وقولهم في عيسى ما قالوا فيه ، ولا هم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله وقتلوا أنبياءهم وكذبوا على ربهم وكفروا به ، ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه فوصفهم الله بذلك إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها . حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال سألت ميمونا عن الصلاة خلف الأمراء ؟ فقال : صل معهم . حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال : سألت ميمونا عن رجل ، فذكر أنه من الخوارج ، فقال : أنت لا تصلي له إنما تصلي لله ، قد كنا نصلي خلف الحجاج وكان حروريا أزرقيا . حدثنا وكيع ثنا سفيان عن إبراهيم بن أبي حفصة قال : قلت لعلي بن حسين : إن أبا حمزة الثمالي وكان فيه غلو يقول : لا نصلي خلف الأئمة ولا نناكح إلا من يرى مثل ما رأينا ، فقال علي بن حسين : بلى نصلي خلفهم ونناكحهم بالسنة . وعن وكيع عن سفيان عن الأعمش قال : كانوا يصلون خلف الأمراء ويحتسبون بها . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ، وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عِبَادَةَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى . وعن ابن أبي قماش عن ابن عائشة قال : ما أمر الله تعالى عباده بأمر إلا وللشيطان فيه نزعتان : فإما إلى غلو وإما إلى تقصير ، فبأيهما ظفر قنع . وعن ابن يحيى قال حدثني بعض شيوخنا قال : قال علي بن غنام : كلا طرفي القصد مذموم ، وأنشد أبو سليمان :


    وَلَا تَغْلُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَمْرِ وَاقْتَصِدْ كِـــلَا طَـــرَفَيْ قَصْـــدِ الْأُمُــورِ ذَمِيــمُ


    قال الخطابي : والطريقة المثلى في هذا الباب ، أن لا تمتنع من حق يلزمك للناس وإن لم يطالبوك به ، وأن لا تنهمك لهم [ص-134] في باطل لا يجب عليك وإن دعوك إليه ، فإن من اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يعنيه ، ومن انحل في الباطل جمد عن الحق ، فكن مع الناس في الخير ، وكن بمعزل عنهم في الشر ، وتوخ أن تكون فيهم شاهدا كغائب وعالما كجاهل . وعن مكحول عن حذيفة قال : قال رسول الله : لِلسَّاعَةِ أَشْرَاطٌ ، قِيلَ : وَمَا أَشْرَاطُهَا ؟ قَالَ : غُلُوُّ أَهْلِ الْفِسْقِ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَظُهُورُ أَهْلِ الْمُنْكَرِ عَلَى أَهْلِ الْمَعْرُوفِ . قَالَ أَعْرَابِيٌّ : فَمَا تَأْمُرُنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : دَعْ وَكُنْ حِلْسًا مِنْ أَحْلَاسِ بَيْتِكَ .

    عن جابر رضي الله عنه مرفوعا بلفظ : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ، وَلَا تُبَغِّضْ إِلَى نَفْسِكَ عَبَادَةَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى . واختلف في إرساله ووصله ، ورجح البخاري في تاريخه الإرسال ، وأخرجه البيهقي أيضا والعسكري عن عمرو بن العاص رفعه لكن بلفظ : فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا سَفَرًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى وزاد : فَاعْمَلْ عَمَلَ امْرِئٍ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَمُوتَ أَبَدًا وَاحْذَرْ حَذَرًا تَخْشَى أَنْ تَمُوتَ غَدًا وسنده ضعيف . وله شاهد عند العسكري عن علي رفعه : إِنَّ دِينَكُمْ دِينٌ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ ، فَإِنَّ الْمُنْبَتَّ لَا ظَهْرًا أَبْقَى وَلَا أَرْضًا قَطَعَ وفي سنده الفرات بن السائب ضعيف . وهذا كالحديث الآخر الذي أخرجه البخاري وغيره عن أبي هريرة : إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ وروى أحمد عن أنس بلفظ : إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ وليس فيه الترجمة ، وروى الخطابي في العزلة عن ابن عائشة قال : ما أمر الله عباده بما أمر إلا وللشيطان فيه نزعتان فإما إلى غلو وإما إلى تقصير ، فبأيهما ظفر قنع . قال النووي : " المتنطعون ، أي : المتعمقون المغالون والمجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم .

    كما جاء في أحاديث أُخَر أن التشديد على النفس سبب لوقوع التشديد من الله ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدِّدَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ؛ فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارَاتِ ، رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ . وهذا التشديد على النفس الذي هو ضرب من ضروب الغلو ، بينت السنة أن عاقبة صاحبه إلى الانقطاع ، وأنه ما من [ص-135] مشاد لهذا الدين إلا ويغلب وينقطع . فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ وَلَا يُشَادُّ الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا ، وقاربوا ، وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة وفي لفظ والقصد القصد تبلغوا . قال الحافظ ابن حجر : " والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ، ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب " . وحتى لا يقع ذلك جاء ختام الحديث آمرا بالتسديد والمقاربة والتسديد : العمل بالسداد ، وهو القصد والتوسط في العبادة ، فلا يقصر فيما أمر به ، ولا يتحمل منها ما لا يطيقها .


    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، ،
    بصراحة لست أتفق معك إطلاقا يا أخى
    فليس معنى عدم الغلو والتشديد أن نتساهل
    ما قالته الأخت الفاضلة تجويد سليم تماما
    ولها جزيل الشكر على التنبيه والتحذير أثابها الله خيرا
    قدوتنا الحسنة رسول الله لم يكن يتساهل فى مثل هذه الأمور
    بل كان غيورا على دين الله
    حريصا على سد كل منافذ الفتنة والشيطان
    ولا يوجد شىء إسمه (حسن نية) فى هذه الأمور
    وعلى الأقل لو فعل أحد هذا ثم نبهه الآخر يجب أن يشكره على النصيحة
    أنا عن نفسى أتجنب بقدر الإمكان وضع أيقونات ورود فى ردى على الإخوات الفاضلات
    فرغم سلامة نياتنا يجب توخى الحذر والتزام الخطوط الحمراء
    شكرا لأختنا الفاضلة تجويد وبارك الله فيها
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #38
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    المشاركات
    98
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-11-2011
    على الساعة
    10:52 PM

    افتراضي

    بارك الله فيك أختاه وجزاك عنا من خيري الدنيا والآخرة

    وجعل عملك هذا في موازيين حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    103
    آخر نشاط
    20-06-2011
    على الساعة
    12:48 AM

    افتراضي

    اخوانى واخوتى
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    قرأت ردا اعلاه مفاده انه لا مانع من استخدام ايقونة القبلة فى الرد على مواضيع الاخوات

    و لكنى على قناعة كاملة ان ذلك لا يصح الا بين الذكرين او الانثيين و بعضهما فقط

    فأن ارسلت قبلة فى صورة فحكمها تماما كمن كتبها حرفيا و ذلك لا يجوز

    كما ان هناك من باقات الورد او صور التحية اللائقة العشرات

    فكل الرجاء من الاخوة الافاضل الالتزام بضوابط الشريعة قدر الامكان و اتقاء الشبهات

    دمتم بكل خير

  10. #40
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    المشاركات
    100
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-09-2012
    على الساعة
    02:37 PM

    افتراضي

    انا متفق معكى والله اختنا صدقتى والله ان الفتن لتعرض على القلوب عودا عودا كاحصير والشيطان يتحين الفرص ليضع نكتة سوداء فى القلوب والنصيحه فى محلها وكما الحديث وارجو تصحيح النص ( الا ان حمى الله محارمه ومن يرعى حول الحمى يوشك ان يقع فيها ) حفظ الله اخواتنا وحفظ جميع المسلمين والله ان لا اخفيكم سرا لانى اغار على الاخوات حين اجد اطراء من احد على مشاركه وارجو ان لا تزيد عن كلمة جزاكى الله خيرا او جزاك حسب ضمير المخاطب وانا مع الاخ فكرى ان ذرائع الشيطان تاتى من التساهل شيئا فشيئا ومعظم النيران من مستصغر الشرر حفظكم الله اخواتى واخوانى واذكركم واذكر نفسى بان تكون التحيه لا تتعدى الشكر لله دون باقات ورود او ابتسامات الا اذا كان بين الاخوه وبعضهم او الاخوات وبعضهم والله انى لفى العلم صغير ولكن تقبلوا مرورى ولم اتكلم الا بما يجول بخاطرى فان اصبت فمن الله وان اخطات فمن نفسى والشيطان واخيرا وليس اخرا
    الحمد لله ولا اله الا الله وصلى اللهم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    اللهم صلى على محمد وعلى اله وصحبه وسلم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 4 من 5 الأولىالأولى ... 3 4 5 الأخيرةالأخيرة

لكل الإخوة والأخوات بالمنتدى.. فضلاً لا أمراً الدخول!

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. فضلاً لا أمراً ، سؤال لأهل الاختصاص .
    بواسطة المناصح في المنتدى اللغة العربية وأبحاثها
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20-06-2009, 12:48 PM
  2. تنبيه للأخوة والأخوات
    بواسطة احمد العربى في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 14-06-2009, 12:01 AM
  3. الإخوة والأخوات أكرمكم الله
    بواسطة عبد مسلم في المنتدى منتدى الشكاوى والإقتراحات
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 13-03-2009, 02:10 PM
  4. /*/هــــــــــام للإخوة والأخوات/*/
    بواسطة أسامة المسلم في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19-04-2008, 02:18 PM
  5. علي جميع الإخوة والأخوات الدخول (من فضلكم)
    بواسطة طالب علم1 في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 01-03-2007, 11:42 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

لكل الإخوة والأخوات بالمنتدى.. فضلاً لا أمراً الدخول!

لكل الإخوة والأخوات بالمنتدى.. فضلاً لا أمراً الدخول!