بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
الموضوع هو : هل تعدد الزوجات حرام في الكتاب المقدس ؟؟
أو بصيغة أخرى هل حرم الكتاب المقدس تعدد الزوجات ؟؟
أين جاء هذا في الكتاب المقدس ؟؟ ومن الذي شرعه للنصارى ؟؟
الموضوع شيق جداً والحوار فيه ممتع أيُما متعة وكما يرى الجميع فالموضوع
مطروح منذ أشهر ولم يتقدم أحد من النصارى للتعليق عليه إذ أنكم كما تلعمون لا تجدون في منتديات النصارى إلا الجعجعة الفارغة والكلام المكرر آلاف المرات وكأنها
ردود مُعلبة وجاهزة عندهم للرد بها على كل من يطرح هذا السؤال (
وسنأتي عليها تباعاً بعونه تعالى ) ولا يحاولون حتى تعديله وتغييره مع علمهم - أو عدم علمهم - أنها ردود واهنة ساقطة وضعيفة جداً لا تقنع العُقلاء في أي موضوع نطرحه على النصارى .
إن النصراني يصبح فارساً مغواراً فقط ويحمل سيفه حينما يهاجم الإسلام والمصيبة أنه فارس من ورق يثير غباراً وينطح في الجبل ليوهنه .
وحينما تناقشه في صلب عقيدته أو في معتقداته الموروثة تضطر إلى إستعمال كشاف إضائه لتبحث عنه في أركان المنتدى إذ أنه (
فص ملح وداب ) .
فكالعادة سنورد أدلة النصارى الدفاعية في هذا الموضوع ثم نعقّب بالرد عليها إن شاء الله فبسم الله نبدأ وبه نتأيد :
إذا طرحنا على النصراني السؤال فإن أول نص يجيب به هو هذا النص الموجود في متى هكذا :
فجعلوا هذا النص عامود إستشهاداتهم وعليه مدار الجدل عندهم وهو أول ما يردون به في دفاعاتهم مع أن الباحث للأمر يجد أن النص لا علاقة له من قريب أو بعيد بتحريم التعدد !!!
فالنص يتحدث عن أن الفريسيين جاءوا ليسوع ليختبروه سائلين إياه عن الطلاق !! فكان رده بتحريم الطلاق !!
ولم يتحدث أو يلمح حتى عن تحريم التعدد , فعجباً !!
سأسوق لكم مجمل دفاعات النصارى وإستشهادهم بهذا النص وتحليلهم العجيب له هكذا :
إقتبـــــاس ------------------------
أولا : عندما يستشهد السيد المسيح بآيات من سفر التكوين عن كيفية خلق الله للبشرية ذكرا و أنثي فقط و حتى الحيوانات خلقها من البدء ذكرا و أنثي فقط , فمعني هذا لأي أنسان يدرك أبسط الأمور أنه ينفي تعدد الزوجات لأن الله لم يخلق لآدم أكثر من زوجة رغم ان البشرية كانت في بدايتها و كان البشر محتاجين لكثرة الأنجاب .
ثانيا : قام السيد المسيح بشرح لماذا يمنع الطلاق إلا لعلة الزنا ( الخيانة الزوجية لأي من الطرفين ) و ذلك لأن الاثنان ( الزوج و الزوجة ) اتحدا و صارا جسدا واحدا و بالتالي عندما يقوم أي منهم بارتكاب هذه الخطية الشنعاء فأنه يدنس جسده و جسده هذا ليس ملكه وحده بل ملك شريك حياته أيضا .
ولنفس الأسباب تم تحريم التعدد .
--------------------------------- إنتهى .
قلت ( أيوب ) : ولا ندري ما علاقة أن الله خلقهما ذكراً واحداً وأنثى واحدة بتحريم تعدد الزوجات ؟؟؟
إن الحلال والحرام يجب أن يكون فيه إفعل ولا تفعل وليس هكذا كلام لا يُقدم شيئاً غير الظن وإتباع الهوى !!!
إن السؤال الذي يطرح نفسه حين ذاك وبكل بساطة هو :
كيف أن موسى نفسه صاحب الشريعة لم يفهم النص الوارد في التكوين ( خلقهما ذكراً وأنثى ) أن معناه تحريم تعدد الزوجات ؟؟
كيف أن أنبياء بني إسرائيل كلهم ومن خلفهم شعب إسرائيل نفسه لم يفهموا أن هذا النص معناه تحريم التعدد ؟!!!!!!!
كيف أن إله العهد القديم نفسه لم يفهم أن هذا النص معناه تحريم تعدد الزوجات فسمح لأنبياءه كلهم بتعدد الزوجات وسمح للبشر من خلفهم بتعدد الزوجات ؟؟؟
أيها العبقري أفتنا في هذا , كيف سمح الله بتعدد الزوجات لأنبيائه في العهد القديم بل ولم يحرمه في العهد الجديد حتى تأتي أنت وتقول أن هذا النص في سفر التكوين معناه تحريم تعدد الزوجات ؟؟؟
أيها العقلاء من بني البشر أفيدونا في هذا , هل الله سبحانه لا يفهم الكلام الذي يوحي به ؟؟؟
إن إله العهد القديم عند النصارى قد تحدث في أمور لا تفيد البشر مثقال ذرة فانظر كيف تحدث عن نوبات الحراسة عند بني إسرائيل بالقرعة بالشرح المفصل الممل هكذا :
 |
|
 |
|
1Chr : 25 : 8 : والقوا قرع الحراسة الصغير كما الكبير المعلم مع التلميذ. (SVD)
1Chr:25 :9 : فخرجت القرعة الاولى التي هي لآساف ليوسف.الثانية لجدليا.هو واخوته وبنوه اثنا عشر. (SVD)
1Chr:25 : 10 : الثالثة لزكور.بنوه واخوته اثنا عشر. (SVD)
1Chr:25: 11 : الرابعة ليصري.بنوه واخوته اثنا عشر. (SVD)
1Chr:25: 12 : الخامسة لنثنيا.بنوه واخوته اثنا عشر. (SVD)
حتى وصل إلى النوبة الرابعة والعشرون
1Chr:25: 31 : الرابعة والعشرون لروممتي عزر.بنوه واخوته اثنا عشر (SVD) |
|
 |
|
 |
......... إلخ .
وتحدث في أمور غير مفهومة ولا معنى لها كما قال :
 |
|
 |
|
Is:33: 11: تحبلون بحشيش تلدون قشيشا نفسكم نار تاكلكم. (SVD) |
|
 |
|
 |
وتحدث في أمور جنسية غاية في الـ ....... هكذا :
 |
|
 |
|
Ez:23 وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيّهم كمنيّ الخيل. (SVD) |
|
 |
|
 |
وفي خرافات وعادات وصفات لا طائل منها ولا فائدة أبداً وكلام لا تعرف أوله من آخره .
تخيلوا أيها العقلاء الرب تحدث في مثل هذه الأمور ونسى أن يأمر أنبياءه على مدى آلاف السنين أن ينتهوا عن التعدد أو يبين لهم أن التعدد حرام ؟؟؟
هل هذا معقول ؟؟؟
ثم بعد هذا كله نقول أن النص لا علاقة له أساساً بتحريم تعدد الزوجات لا من قريب ولا من بعيد بل إن سؤال الفريسيين له كان عن ( هل يحل للرجل أن يطلق زوجته لكل سبب ؟؟؟ ) فبين لهم يسوع أن الطلاق لكل سبب لا يجوز إذ أن ما جمعه الله لا يفرقه إنسان ( اي لا يجوز أن يطلق الرجل زوجته لكل سبب ) .
أما قوله أنهما يتحدا ويصيراً جسداً واحداً فإننا نسأل سؤال منطقي أيضاً :
هل هذا النص ( يتحدا ويصيرا جسداً واحداً ) هو نص يُفهم بحرفيته أم أنه نص مُجازي ؟؟؟؟؟؟
إن كان يفهم بحرفيته فهذا مستحيل عملياً كما يعلم الجميع .
وأما إن كان مُجازياً فما المانع أن أترك أبي وأمي وأتزوج بإمراة في مصر وأتحد معها ونصير جسداً واحداً ( مُجازياً ) ثم أسافر مثلاً إلى الهند وأتزوج بإمرأة أخرى ونصير جسداً واحداً ( مجازياً ) ؟؟؟؟
لا مانع عند العُقلاء وكذا عند المُنصفين من بني البشر .
إذا إخواني هذا النص لا علاقة له بتحريم أو تحليل تعدد الزوجات بل كل ما هنالك أنه يتحدث عن تحريم الطلاق ( بدون أسباب منطقية ) , وكما نوهت آنفاً فهذا النص هو عماد دفاعات النصارى وأول نص يستخدموه لتحريم تعدد الزوجات وقد أفضنا في بيانه مع أن الكلمات الأولى فيه تكفي لدحض هذا الاستدلال الذي لا معنى له في هذا المقام , وباقي الاستشهادات تكاد تكون كلها ضدهم وليست في صالحهم وسنأتي عليها لاحقاً إن شاء الله .
إن النصارى فشلوا في إيجاد نص يُحرم تعدد الزوجات فتشبثوا بهذا النص الذي لا علاقة له بتحريم التعدد أبداً , ولو أنهم عندهم غيره أقوى منه لأوردوه وهذا مالم يحدث .
فصبراً جميلاً والله المستعان .
وأنا أعلنها أمامكم لن يجرؤ نصراني على الرد علينا بأدلة في هذا الموضوع بل إني سأضع ما يعتبروه هم أدلة يجهله معظم النصارى .
فحتى أكتب مداخلتي القادمة .... تقبلوا تحياتي .
خطاب المصري ayoop2
المفضلات