منافسة
الأولاد يتشاجرون ، الهرج و المرج المعتاد في طريقي إلى بوابة المدرسة . أمنّى نفسي اليوم أن أسبق أتوبيسات المدرسة في الخروج من ساحة السيارات . تلك التي أحجامها و قوة سائقيها تفرض وجودهم على حق الطريق .
أحياناً ما يعتريني حب منافسة من يفوقني بحيث لا تجدي قوتي شروى نقير. و حين أسبق ، أؤمن بحيوية كامنة في النفس تظهرها المنافسة .
لكن أحد باصات المدرسة يسد طريقي تماماً ، يبدد الإنزعاج حلم السبق . السائق يغسل كوباً من حنفية ماء .. تمر الدقائق و هو لا يترك موضعه.
_ لو سمحت هلا حركت الأوتوبيس ؟
_ لماذا ؟
ضروري ... ضروري (يرفع صوته مجدداً ) .
لا تعجبني الإجابة فأتركه و اتجه للسيارة ، تتجمع سحب الغضب في أفق أفكاري.
لا لن يأتي يوم أقبل فيه استخفاف أحد بي ، لا يحق لأحد أن يأكل حق الآخرين في الشارع العام صغر هذا الشخص أو كبُـر .
يقبل علي : بحاجة لماء ؟
_ لا أفهم ؟!
_ ماء لأجل محرك السيارة .
تصلني رسالة الرعاية في وجه يمتزج يومه بالشقاء في شوارع القاهرة .
_ لا ، جزاك الله خيرًا.
_ أي خدمة ؟ حقاً .
_ بارك الله فيك .
_ بالسلامة . ثم يحرك الأوتوبيس .
ينساب الغضب بعيداً ، أقود و عقلي يضع تركيزه على سلامة الوصول ، فطريقي كثيرًا ما يتقاطع مع من لا يهمه سلامة الطريق له أو لغيره .
المفضلات