البحث عن ذى القرنين !

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

البحث عن ذى القرنين !

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى ... 2 3
النتائج 21 إلى 30 من 30

الموضوع: البحث عن ذى القرنين !

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    7,400
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-06-2012
    على الساعة
    08:48 PM

    افتراضي

    قبل أن تعود , هذه النقطة تحتاج إلى إعادة نظر

    اقتباس
    لأنه بالتأكيد أن الطوفان قد دمر كل شيئ على سطح الأرض فيما عدا فـُلك نوح و ما كان يحمله فى هذا الفُلك
    من قال ذلك ؟؟ القرآن لم يقل هذا صراحة
    الكتاب المقدس هو الذي قال أن كل الأحياء ماتت
    "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ"

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    870
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-01-2020
    على الساعة
    02:55 PM

    افتراضي

    اقتباس

    من قال ذلك ؟؟ القرآن لم يقل هذا صراحة
    الكتاب المقدس هو الذي قال أن كل الأحياء ماتت

    أخى الحبيب الحاج سعد

    الكتاب المُقدس .... مُقدس على اصحابه و ليس علىّ ..... و أنا لا أستعين به إلا فى مُحاورة اللى بالى بالك ...... عُباد اللمبى المُتجسد فى شخصية المأمور رياض الأسيوطى !

    و لكن هذا هو ما أفهمه من السياق القرآنى ..... فماذا بعد أن فار التنور ؟ ...... ما الذى يُمكن إنتظاره بعد أن يفور المكان الذى توقد فيه النار (التنور أو الفرن ) و يتدفق الماء من داخله ..... هل يبقى على الأرض من شيئ ؟!!!

    و إذا كان من المُفترض أن يبقى على الأرض شيئ ...... فلم كان الأمر لنوح بأخذ زوجين من كل الأحياء على سفينته .... بما فيها الطيور ؟!!! ..... و لو لم يكن القصد هو إهلاك كل شيئ إلا ما أراد الله له أن يبقى ...... لكان الأمر بأخذ بنى البشر فقط ممن آمنوا مع نوح

    و لو كان هناك مكان أعز على الله أن يُبقيه فى الطوفان ..... لكان مكان الكعبة ...... و لكنه هو الآخر غمره الطوفان كما غمر سائر الأرض ...... و لا بد أن الكعبة لم تصمد أمام الطوفان ...... كما لم تصمد أمام السيل الذى بعثه الله لكى ينقض ما تبقى من الكعبة المُشرفة ...... قُبيل بعثة النبى (عليه الصلاة و السلام) إيذاناً منه تعالى للناس بإعادة بناءها !

    و لذلك ..... أفترض عقلياً و منطقياً ..... أن كل شيئ كان على الأرض قد هلك ......و أن كل مبنى كان على الأرض قد قوض ..... و ورث عباد الله الصالحين (نوح و من معه) الأرض من جديد ليعمروها ....... و تبقى معهم فقط ما حملوه فى الفـُلك و ذكرياتهم عن الأيام البائدة التى توارثتها الأجيال كأساطير ...... مثل ملحمة جلجامش تلك

    هذه هى وجهة نظرى فى الموضوع ..... و الله أعلم !

    اقتباس

    Deuteronomy 21
    22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
    23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance

    سفر التثنية:
    21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
    21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

    هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
    This is what the Bible says in the ..... Jesus

    http://www.bare-jesus.net




  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    2,131
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-01-2015
    على الساعة
    11:28 AM

    افتراضي

    اسمحوا لي أن أعلق على هذه النقطة أيضا

    لا ريب أن اليهود حرفوا كتب الرب ... وطالها منهم جميع أنواع التحريف ... فحذفوا وأضافوا وغيروا وبدلوا ... لعنة الله عليهم

    إلا أنه قد يبقى النذر اليسير والذي لم تطله أيدي التحريف - وإلا بربكم فما بشارات كتبهم بنبينا إذا؟؟ - وقد قال رسول الله (بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) إلى آخر الحديث ... ومن ثم فإن إخبار كتاب القوم عن نتيجة الطوفان من الممكن أن يؤخذ بعين الاعتبار لا سيما وهي نقطة غير محورية في العقيدة ... العلم بها لاينفع والجهل بها لا يضر

    سامحاني على تطفلي

    التعديل الأخير تم بواسطة رفيق أحمد ; 16-08-2007 الساعة 11:34 AM سبب آخر: تصحيح خطأ نحوي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سبحانك اللهم وبحمدك ... أشهد أن لا إلاه إلا أنت ... أستغفرك وأتوب إليك

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    7,400
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    04-06-2012
    على الساعة
    08:48 PM

    افتراضي

    اقتباس
    الكتاب المُقدس .... مُقدس على اصحابه و ليس علىّ ..... و أنا لا أستعين به إلا فى مُحاورة اللى بالى بالك


    لذلك قلت لك لماذا تقول أن كل الأحياء ماتت بينما قرآننا لم يقل إلا أن الذين ماتوا هم البشر !

    ثم أنك تقول

    اقتباس
    و إذا كان من المُفترض أن يبقى على الأرض شيئ ...... فلم كان الأمر لنوح بأخذ زوجين من كل الأحياء على سفينته .... بما فيها الطيور ؟!!! ..... و لو لم يكن القصد هو إهلاك كل شيئ إلا ما أراد الله له أن يبقى ...... لكان الأمر بأخذ بنى البشر فقط ممن آمنوا مع نوح


    أعتقد أنه أمر أن يأخذ ما هو موجود في منطقته (الشرق الأوسط) وربما لم يكن هناك من البشر إلا ويعيش في الشرق الأوسط خاصة أن الكون كان في بداياته
    إنما هو لم يأخذ إلا السلالات التي على الأقل يعرفها وموجدة في الشرق الأوسط منطقة الطوفان حتى لا تندثر سلالاتها

    إنما هل مثلا أخذ معه الدب القطبي ؟؟؟

    هل كان الدب القطبي يعيش في تركيا ؟؟

    الله أعلم

    اقتباس
    و لو كان هناك مكان أعز على الله أن يُبقيه فى الطوفان ..... لكان مكان الكعبة ...... و لكنه هو الآخر غمره الطوفان كما غمر سائر الأرض ...... و لا بد أن الكعبة لم تصمد أمام الطوفان


    لم يكن هناك كعبة يا دكتور, فالبيت رفع قواعده إبراهيم وولده إسماعيل وهم أحفاد نوح

    لم يكن وقت نوح كعبة

    اقتباس
    و لذلك ..... أفترض عقلياً و منطقياً ..... أن كل شيئ كان على الأرض قد هلك


    بالعكس

    عقلا ومنطقا , نوح لم يأخذ معه الدب القطبي
    ولا الباندا الصينية
    ولا الكنجارو الأسترالي
    ولا الصقر الأميركي
    ولا الجمل ذو السنامين المكسيكي

    عقلا ومنطقا أخذ معه الحيوانات التي كانت موجودة في الشرق الأوسط وقتها
    غير ذلك فالحيوانات سكان الأرض الأصليين قبل خلق أدم , كانوا يعمرون الأرض كلها و هناك سلالات بعيدة عن يد نوح - عقلا- لم يأخذها معه لأنها بعيدة المنال ورغم ذلك نجت

    بينما القرآن الكريم تحدث بوضوح عن غرق البشر بسبب خطاياهم البشر فقط ولا أحد سواهم



    سورة الأعراف
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


    فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ (64)


    سورة يونس
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)


    سورة الأنبياء
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


    وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)


    سورة نوح
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


    مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)

    بينما كتابهم يؤكد غرق الأرض جميعها وليس فقط الأرض التي كانت مأهولة بالكافرين

    تكوين 7

    17وَكَانَ اَلطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْماً عَلَى اَلأَرْضِ. وَتَكَاثَرَتِ اَلْمِيَاهُ وَرَفَعَتِ اَلْفُلْكَ فَارْتَفَعَ عَنِ اَلأَرْضِ. 18وَتَعَاظَمَتِ اَلْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدّاً عَلَى اَلأَرْضِ فَكَانَ اَلْفُلْكُ يَسِيرُ عَلَى وَجْهِ اَلْمِيَاهِ. 19وَتَعَاظَمَتِ اَلْمِيَاهُ كَثِيراً جِدّاً عَلَى اَلأَرْضِ فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ اَلْجِبَالِ اَلشَّامِخَةِ اَلَّتِي تَحْتَ كُلِّ اَلسَّمَاءِ. 20خَمْسَ عَشَرَةَ ذِرَاعاً فِي اَلِارْتِفَاعِ تَعَاظَمَتِ اَلْمِيَاهُ فَتَغَطَّتِ اَلْجِبَالُ. 21فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى اَلأَرْضِ مِنَ اَلطُّيُورِ وَاَلْبَهَائِمِ وَاَلْوُحُوشِ وَكُلُّ اَلزَّحَّافَاتِ اَلَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى اَلأَرْضِ وَجَمِيعُ اَلنَّاسِ. 22كُلُّ مَا فِي أَنْفِهِ نَسَمَةُ رُوحِ حَيَاةٍ مِنْ كُلِّ مَا فِي اَلْيَابِسَةِ مَاتَ. 23فَمَحَا اَللهُ كُلَّ قَائِمٍ كَانَ عَلَى وَجْهِ اَلأَرْضِ: اَلنَّاسَ وَاَلْبَهَائِمَ وَاَلدَّبَّابَاتَ وَطُيُورَ اَلسَّمَاءِ فَانْمَحَتْ مِنَ اَلأَرْضِ. وَتَبَقَّى نُوحٌ وَاَلَّذِينَ مَعَهُ فِي اَلْفُلْكِ فَقَطْ. 24وَتَعَاظَمَتِ اَلْمِيَاهُ عَلَى اَلأَرْضِ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْماً.


    والله أعلم

    التعديل الأخير تم بواسطة sa3d ; 16-08-2007 الساعة 11:30 AM
    "سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ"

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    870
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-01-2020
    على الساعة
    02:55 PM

    افتراضي


    أخى الحبيب الحاج سعد :

    أشكرك على الحوار البناء الذى يُثرى الموضوع ...... و أى موضوع يدور فيه الحوار بين العقول بالتأكيد سيكون ثرياً و مُفيداً

    الإبهام القرآنى فى كلمة (زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) ..... حمال للأوجه ..... و إن كان أغلب المُفسرون إتجهوا إلى أن نوح قد أخذ معه زوجين من كل المخلوقات على سطح الأرض (الجلالين على سبيل المثال) ...... و لو تابعتنا فى الحلقات القادمة .... سوف تعرف أن الأرض كلها كانت فى ذلك الوقت كانت قارة واحدة ضخمة كبيرة تُسمى (بانجيه) مُحاطة بالمياه من كل الأنحاء ..... و لم يكن هناك تلك المُسميات كآسيا أو إفريقيا و أستراليا ...... و هذا ما سنُثبته لاحقاً....

    و نجد أن الإشارات لكلمة زوجين فى القرآن تعنى كل المخلوقات ...... فنجد بالبحث عن كلمة زوجين فى كل القرآن الكريم نجد التالى :

    اقتباس


    {حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }هود40

    {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3

    {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }المؤمنون27

    {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الذاريات49

    {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى }النجم45

    {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى }القيامة39

    و هكذا نجد أن السياق القرآنى يُحدد أنه طالما جاء ذكر زوجين ..... فإن الكلمة تعنى الذكر و الأنثى من جميع المخلوقات ...... التى كانت معروفة وقتها


    اقتباس

    لم يكن هناك كعبة يا دكتور, فالبيت رفع قواعده إبراهيم وولده إسماعيل وهم أحفاد نوح

    لم يكن وقت نوح كعبة
    توقعت منك ذلك ...... و هذا لم يغب عن بالى ...... و لكن هناك بعض الأقاويل ...... و الأحاديث ..... أن الكعبة أول من بناها هو آدم عليه السلام (أبو البشر) ...... و أن إبراهيم (أبو الأنبياء) قد أعاد بناءها بعد الطوفان


    اقتباس

    ذكر ابن هشام في (( كتاب التيجان )) أن آدم لما بنى الكعبة أمره اللَّه بالسير إلى بيت المقدس وأن يبنيه فبناه ونسك فيه ، وبناء آدم للبيت مشهور . [ (( فتح الباري )) (ج6- ص470، 471 ]

    اقتباس

    فقد ورد أن سيدنا آدم هو أول من بنى الكعبة، وقيل: إن الكعبة بنتها الملائكة قبل سيدنا آدم عليه السلام، وقيل: أول من بناها سيدنا إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.


    اقتباس

    هناك روايات تؤكد أن أول من بنى المسجد الحرام هو آدم عليه السلام، وعليه، فإن أول بناء كان للمسجد الأقصى على عهد آدم عليه السلام، أو في عهد أبنائه. قال ابن حجر: "فقد روينا أن أول من بنى الكعبة آدم ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس"، وقال ابن حجر: "وقد وجدت ما يشهد ويؤيد قول من قال: إن آدم هو الذي أسس كلا من المسجدين، فذكر ابن هشام في كتاب " التيجان ": أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأن يبنيه، فبناه ونسك فيه." وهذا يعني أن المسجد الأقصى بني قبل إبراهيم وداود وسليمان عليهم السلام، وهذا يعني أن المسجد الأقصى كان أول بناء بني في كل أرض الشام بشكل عام، وكان أول بناء بني على أرض القدس الشريف بشكل خاص، وهذا يعني أن المسجد الأقصى بني في القدس الشريف قبل وجود أي كنيس أو كنيسة أو مسجد فيها، وهذا يعني أن المسجد الأقصى كان قبل وجود تاريخ بني إسرائيل بشكل عام، وكان قبل وجود قبيلة يهودا، وتاريخ اليهود بشكل خاص، وهذا يعني أن المستحيل في تفكير كل عاقل أن يكون هناك بناء حجر أو بناء كان تحت المسجد الأقصى.
    ....
    قد يظن ظان أن أول من بنى المسجد الحرام هو نبي الله إبراهيم عليه السلام، قد يفهم أن المسجد الأقصى بني على عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام، نقف على بطلان هذا الظن، بل على العكس نجد أن الأدلة 2 تؤكد أن نبي الله إبراهيم عليه السلام، كان بعد بناء المسجد الحرام أي بعد بناء المسجد الأقصى، وأن ما قام به نبي الله إبراهيم عليه السلام هو رفع قواعد المسجد الحرام التي كانت موجودة من قبل، بمعنى أنه لم يكن أول من بنى المسجد الحرام وبمعنى آخر أنه لم يكن هو الذي بنى المسجد الأقصى.
    ...
    فواضح أن الرواية 3 تعود وتؤكد على مصطلح "المسجد"، فجائز أن يكون هو "مسجد" آخر غير المسجد الأقصى، وجائز أن يكون هو المسجد الأقصى المبارك، ووفق الاحتمال الثاني فهذا يعني أن نبي الله سليمان عليه السلام قام ببناء وتوسعة للمسجد الأقصى الذي كان قائماً منذ آدم عليه السلام، ولم يقم نبي الله سليمان عليه السلام ببناء تأسيسي للمسجد الأقصى المبارك، فكما أن إبراهيم عليه السلام قام برفع قواعد المسجد الحرام بعد أن كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام، فإن سليمان عليه السلام قام بتجديد وتوسعة للمسجد الأقصى بعد أن كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام.] (الشيخ رائد صلاح - مقالات "أبجديات في الطريق إلى الأقصى" - 2000م - تحت عنوان: من الذي بنى المسجد الأقصى المبارك ؟!)


    [ .. فهذه النقولات 4التي اقتبسناها من الحديث الصحيح، تدل على أن البيت الحرام كان أساسه موجودا قبل إبراهيم عليه السلام، وأن الله أمر إبراهيم برفع أساسه وتهيئته للعبادة.

    فمن الذي وضع أساس البيت الحرام؟.

    هناك روايات كثيرة، تتعاضد على أن الذي وضع أساس البيت الحرام، آدم عليه السلام [الفتح 6/406 و 409]

    وعلى هذا فإن بناء المسجد الأقصى كان في عهد آدم عليه السلام، أو في عهد أولاده: قال ابن حجر: "فقد روينا أن أول من بنى الكعبة آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس".

    ...
    وقال ابن حجر: وقد وجدت ما يشهد ويؤيد قول من قال: إن آدم هو الذي أسس كلا من المسجدين، فذكر ابن هشام في كتاب "التيجان": أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأن يبنيه، فبناه ونسك فيه."

    قلت: وهذا تفسير ما جاء في حديث أبي ذر 1 الذي رويناه في بداية الكلام "قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة".
    وبهذا يتحدد زمن بناء المسجد الأقصى، وأنه بني قبل داود وسليمان عليهما السلام بآلاف السنين.] (محمد حسن شراب - بيت المقدس والمسجد الأقصى دراسة تاريخية موثقة - طبعة 1999م - ص 300)


    [وحل الإشكال الذي وُجد من تعارض مفهوم الحديثين: حديث أبي ذر، الذي رواه البخاري ومسلم، 1وحديث النسائي الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص 3 (إن صح متنه) أن الإشارة في حديث الصحيحين إلى أول البناء، ووضع أساس المسجد وليس إبراهيم أول من بنى الكعبة. وليس داود أو سليمان أول من بنيا بيتاً في الأقصى، فهناك بيت قبلهما فأول من بنى الكعبة آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس بعد ذلك بأربعين سنة...

    وأن سليمان بنى مسجدا للعبادة أي مسجد، وليس هو المسجد الأقصى، وإن كان له في الأقصى عمل ربما زاد فيه ووسعه وهيأه للعبادة، ويدل على ذلك الرواية الموقوفة على حذيفة بن اليمان التي رواها الحاكم، حيث قال في الخبر "إن داود أراد أن يزيد في البيت المقدس ..".

    وربما كان المقصود بما جاء في الحديث الذي رواه النسائي "لما بنى سليمان بيت المقدس" أنه أعده وهيأه للعبادة، ونظفه وطهره، ورمم سقفه وجدرانه، فلعل سكان بيت المقدس قبل داود وسليمان كانوا من غير الموحدين، فلم يعتنوا بالمسجد، وطال الزمان على بنائه السابق، وأثرت فيه الأمطار وتراكمت فيه الأتربة والأوساخ، فكان محتاجا إلى من يهيئه للعبادة، بإدخال الإصلاحات فيه. وملخص ما يقال في قصة بناء المسجد الأقصى:

    أن بقعة المسجد الأقصى، بقيت على مر العصور والدهور هي البقعة التي أوحى الله إلى الأنبياء باختيارها للعبادة منذ آدم عليه السلام، ومن جاء بعده من الأنبياء والأولياء والعباد، وأن أساس البناء الأول ثابت في هذه البقعة المباركة، وكل من تتابع على إعمارٍ، أو بناءٍ، أو إصلاحٍ، أو تطهيرٍ لهذه البقعة، إنما يفعل ذلك على الأساس القديم.

    وقداسة هذه البقعة (المسجد الأقصى) لم تكن لنبي من الأنبياء، ولا أمة من الأمم، فقد اختارها الله منذ خلق الخلق لعبادته، أن تكون معبدا للمؤمنين الموحدين. ويدل على قدم التقديس، ما جاء في حديث أبي ذر، أنها ثاني موضع اختاره الله للعبادة. وقول الله تعالى في قصة إبراهيم وهجرته إلى فلسطين "ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" ومعنى هذا أن البركة كانت فيها قبل إبراهيم عليه السلام. كما أن قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" .. يدل على أن الله باركه منذ الأزل، وأن الله تعالى أسرى بعبده إليه ليجدد تذكير الناس ببركته وتقديسه.](محمد حسن شراب – مرجع سابق - ص 304 وما بعدها)


    اقتباس

    ذكر الأزرقي في كتابه ( أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار ) انه هناك بعض الروايات القائلة ببناء الكعبة قبل عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يثبت صحتها ونحن لا نستطيع آن نجزم بصحة هذه الروايات وفي الوقت نفسه لا نستطيع آن نكذبـها. وتقول هذه الروايات إن الله عندما اخبر الملائكة انه سيجعل في الأرض خليفة وسؤالهم عن السبب قد غضب الله عليهم فاصبحوا يطوفون حول العرش حتى رحمهم الله وأمرهم ببناء في الأرض على قياسه وعلى مقداره وأن يطوفوا بالكعبة بدلا من العرش فكان أول بناء للكعبة هو بناء الملائكة.أما البناء الثاني فهو بناء سيدنا آدم ويقال إن الملائكة قد ساعدته البناء وان سيدنا آدم هبط من الجنة ومعه ياقوتة حمراء مجوفة لها أربعة أركان مجوفة وضعها على أساس.إما البناء الثالث فهو بناء أولاد سيدنا آدم عليه السلام ويقال انه عندما توفي سيدنا آدم عليه السلام رفعت هذه الياقوتة وبنى أولاده مكانـها بيتا من الطين والحجارة وبقيت الأجيال تعمره حتى زمن نوح عليه السلام فنسفه الطوفان وغير مكانه وهذه الروايات غير مؤكدة كما أسلفنا كما لم يصلنا شكلها وأوصافها

    الكعبة في عهد سيدنا إبراهيم

    اختفى مكان البيت بعد زمن الغرق في عهد نوح عليه السلام وقد ظل هذا الحال حتى أوحى الله لإبراهيم عليه السلام بمكانه قوله تعالى (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)اللآية .وهـكذا أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السلام ببناء البيت بعد أن أوحى إليه بمكانه وذكر القرآن الكريم بناء سيدنا إبراهيم للكعبة وتعاون سيدنا إسماعيل معه في بنائها فيقول سبحانه وتعالى (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت واسمـعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم). ا سيدنا لده إسماعيل فان ارتفاعها هالغربي واحد وثلاثون ذراعا والشمالي اثنان وعشرون ذراعا والجنوبي عشرون ذراعا وجعل بابـها من دون باب وكان ملاصقاً بالأرض. ولقد جاءه جبريل عليه السلام بالحجر الأسود ولم يكن في بادئ الأمر اسود بل كان أبيضاً يتلألأ من شدة البياض ولكن سواده ناتج عن احتراقه عدة مرات في الجاهلية وفيالإسلام وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الحجر الأسود من الجنة وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك) حديث.
    و بالنسبة للآيات التى أوردتها فى صدد إغراق الذين كذبوا بآيات الله ...... فهذا طبيعى جداً ..... فالقرآن يقول أن من آمن مع نوح كانوا نفراً قليلاً :

    اقتباس

    {حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ }هود40
    فبالتأكيد أن كل من غرق هُم المثكذبين بآيات الله ...... و كانوا أغلبية أهل الأرض بالنص القرآنى ....

    لا تحرمنا يا أخى سعد من إثراءك للحوار ...... و كل الأخوة ..... لا تحرمونا من إثراءكم للحوار أو تصححوا لى أخطائى إن أخطأت .....و رحم الله من أهدى إلىّ عيوبى
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 16-08-2007 الساعة 12:28 PM

    اقتباس

    Deuteronomy 21
    22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
    23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance

    سفر التثنية:
    21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
    21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

    هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
    This is what the Bible says in the ..... Jesus

    http://www.bare-jesus.net




  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    870
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-01-2020
    على الساعة
    02:55 PM

    افتراضي



    ما يُدهشنى حقاً يا أخوانى أن هناك طريقتان للتعامل مع الآيات القرآنية ..... الطريقة الأولى و هى تتبع الآية القرآنية و ما يسبقها و ما يأتى خلفها من آيات ...... و ربما يسلتزم الأمر أيضاً معرفة سبب النزول لتلك الآية بالذات .... و الطريقة الثانية هى أخذ الآية كوحدة واحدة مُتكاملة للتعبير عن واقع الحال ...... مثل أى مثل من الأمثال ..... دونما النظر لما قبلها و ما بعدها ...... و كمثال عظيم لهذا ..... هذه الآية :


    {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }ق22

    فسياق الآية يتحدث عن أهوال يوم القيامة ..... و أن الإنسان كان فى غفلة عنها و اليوم هو يراها رأى العين و نُزع عنه غطاء الغفلة !

    و لكننى أجدها مُناسبة تماماً لكل حالات الغفلة التى يتبعها تنوير أو تجلـّى فكرى أو روحى ...... كأن يكتشف الإنسان شيئاً كان غافلاً عنه طوال الوقت بينما هو أيضاً أمامه طوال الوقت دون أن يفطن إليه !

    و سأذكر لكم مثالين ...... كيف كُشف الغطاء عن أعين إثنين ...... واحد فيهم هو كيميائى مُكتشف .... و الآخر مُخترع ...... و كليهما أدى خدمة جليلة للإنسانية !

    البنزين .... ذلك السائل العجيب الذى نستعمله يومياً فى تنقلاتنا بالسيارة ..... و يدخل فى العديد من المواد الكيميائية و الطبية له حكاية عجيبة ...... لقد إكتشفه مايكل فاراداى (عالم كيميائى إنجليزى شهير) فى عام 1825..... و أجرى عليه التجارب و عرف تركيبه الكيميائى ..... أنه يتكون من ست ذرات من الكربون مع ست ذرات من الهيدروجين ....... و لكن لأن الكربون رباعى التكافؤ (يجب أن يرتبط بأربع إرتباطات بأى من الذرات الأخرى) و الهيدروجين أحادى التكافؤ (له إرتباط واحد فقط مع أى من الذرات) ..... فإنه لم يتمكن من وضع أى تصور لكيفية تكوين جزئ البنزين مع الحفاظ على التكافؤ الرباعى لكل ذرات الكربون و الأحادى لكل ذرات الهيدروجين ...... و ظلت تلك المسألة مُحيرة لكل الكيميائيين لمدة تزيد عن الثلاثين عاماً...... و لقد سخـّر أحد العلماء الكيميائيين الألمان (فريدريش كيكوله) كل إهتمامه فى وضع تصور لشكل جزئ البنزين ..... و كُشف الغطاء عن بصيرته فى أحد الأحلام ...... إذ كان يحلم فى أحد أمسيات عام 1858 بجزيئات البنزين فى شكل ثعابين أو أفاعى صغيرة تهجم عليه لتقتله (كما كان يتصورها بالفعل فى شكل طولى .....و لكنه لا يستطيع تحديد ترتيب الذرات فى هذا الشكل الطولى !) ...... و فى لحظة ما و هو ينظر إلى تلك الأفاعى و الثعابين ..... إذا بواحد منها يستدير ليأخذ ذيله فى فمه .... فيُصبح على شكل الدائرة ...... و هذه هى كانت لحظة التجلّى أو الإلهام لكيكوله ..... إذ لم يخطر بباله قط أن شكل الجزئ يُمكن أن يكون دائرياً ..... أو بالأحرى سُداسياً ..... تترابط فيه ذرات الكربون برابطتين من أحد أضلاع الشكل السُداسى و برابطة واحدة من الناحية الأخرى .... فيتم التبادل بين الرابطتين و الرابطة الواحدة فى الشكل السُداسى ..... و هكذا تم حل المُشكلة التى إستغرقت ما يزيد عن الثلاثين عاماً فى حلها ......و مثـّل ذلك فتحاً علمياً و حضارياً جديداً ساهم فى تقدم و رُقىّ العالم !

    و الحدث الثانى حدث مع إلياس هو ..... المُخترع الأمريكى الذى إخترع آلة الحياكة كما نعرفها اليوم ..... حدث ذلك فى عام 1846 عندما بدأ هذا المُخترع فى التفكير بإختراع آلة للحياكة تُسهل عملية صناعة الملابس ...... و لكن المُخترع كان عُرضة للإفلاس لأنه لم يتمكن من تصميم الإبرة المُناسبة لجعل آلته تعمل بشكل معقول .... فقد كان المُعتاد دائماً أن يكون ثقب الإبرة فى خلفية الإبرة ..... و هذا كان مُستحيلاً بالنسبة لآلة الحياكة إذ على الإبرة أن تدخل بكاملها قبل أن تلتقط الخيط الآتى من المكوك للقيام بعمل الغرزة ..... و فى أحد الأيام و المُخترع نائم و هو يُفكر بديونه و فى إختراعه الفاشل .... حلم بأنه يُحاكم بواسطة الهنود الحُمرلأنه فشل فى إختراع ماكينة للحياكة من أجل زعيمهم ...... و كان الحرس يُطبقون عليه و هُم يُحركون حرابهم فى حركة ترددية للأمام و الخلف (مثل الحركة التى تؤديها الإبرة فى آلة حياكته !) و هم يحملون الحراب ..... و كانت حراب أولئك الحراس غريبة ...... إذ أن كلها مثقوبة من طرفها ! ...... و هكذا كانت لحظة التوير لهذا المُخترع الذى أيقن أن هذا هو الحل لكل مشاكله مع إختراعه ..... و بالفعل نجح الإختراع و أخذ المُخترع الذى كان على وشك الإفلاس مكانه فى قائمة المُخترعين الذين حققوا نجاحاً مادياً و معنوياً فى حياتهم ...... و سجل إسمه فى التاريخ كصاحب إختراع ساهم فى تطور الحضارة البشرية !

    المشكلة ، أننا فى العالم الإسلامى ..... لا تأتينا لحظات التنوير أو التجلى هذه إلا مُتأخراً جداً ..... بالرغم من أن لدينا كتابً كونياً بحق و يحوى العديد من أسرار الكون ....... كما يقول العالم الجليل زغلول النجار فى معرَض تفسيره للآيات الكونية فى القرآن ...... و لكننا لا نلتفت إليها إلا مُتأخراً جداً ...... و نعتمد على مجهودات الآخرين فى البحث و التقصى و التدبر فى آيات الله فى الكون (الذى نحن مأمورون به ..... بل و مُكلفون به فى الواقع !) ...... و يكتشف هؤلاء الغير مُسلمين و الغير مأمورين بالتدبر فى آيات الله فى الكون تلك الآيات الإلهية الكونية ...... و عندما تظهر نتيجة إكتشافاتهم ..... نجدها مُطابقة لما بين أيدينا فى القرآن الكريم !

    و الحالة التى سأذكرها و أعتمدت عليها فى إطار بحثى هذا عن ذى القرنين هى مثال لما أقوله .

    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30
    جميعنا أو مُعظمنا يعرفون هذه الآية الكريمة و التى تتحدث عن مُعجزة خلق السماوات و الأرض و كيفية خلق الحياة .

    و لكن تلك الآية تحمل معانى مُهمة جداً ..... فالسماء و الأرض كانتا شيئ واحد فتفتقا إلى السماء و الأرض ...... و هذا تصوير لتجمع ذرات الغبار المُسماة بالسديم و إنجذابها لبعضها ...... و بفعل الضغط الناتج عن قوى التجاذب ...... تتجمع الذرات المُنضغطة بقوة فى المركز مُكونة الشمس ...... و التى بقعل الضغط الشديد و الحرارة الناتجة عن هذا الضغط يشتعل الفرن الشمسى و تبدأ الحرارة و الضوء فى الإنبعاث بفعل التفاعلات الذرية الناتجة عن تحوّل ذرات الهيدروجين إلى ذرات الهليوم ..... و تبدأ أطراف السديم المُنضغط فى التجمع فى صورة كواكب تكون مُلتهبة فى بادئ الأمر .... كما كان الحال على سطح الأرض منذ آلاف الملايين من السنين ....... قبل أن يبرد سطح الأرض بينما يظل باطن الأرض مُلتهباً مملوءاً بالحمم البركانية ...... و التى تظهر إلى السطح من آن لآخر فى صورة براكين .......

    و نُلاحظ أيضاً أن الكواكب الداخلية القريبة من الشمس ....... عطارد ، الزهرة، الأرض، و المريخ ...... و كذلك مجموعة الكويكبات التى يُفترض أنها بقايا لكوكب خامس مُنفجر أو مُدمر ...... ربما بفعل رجمه بنيزك ضخم تسبب فى تفجيره ...... هذه المجموعة الداخلية من الكواكب كلها صلبة بفعل تأثير جاذبية الشمس عليها ..... لأن الأنضغاط السديمى يكون أكبر ما يُمكن فى المركز أو قريباً منه ...... و عندما نخرج عن حزام الكويكبات ...... نجد أن الكواكب الأخرى ...... المُشترى ، زحل ، أورانوس ، نبتون ....... (بلوتو تم إلغاءه ككوكب منذ أكثر من عام ...... و تم إعتباره عنصر قائم بذاته يُسمى البلوتونيات ....... و هو يُعتبر كقمر من أقمار نبتون خرج من مداره حول الكوكب ، و إتخذ لنفسه مداراً مُنفصلاً حول الشمس ) ..... كل تلك المجموعة من الكواكب الطرفية هى غازية لأن قوة الجاذبية و بالتالى الضغط فى أطراف السديم التى تكونت عنه تلك الكواكب كانت أقل عنها فى الكواكب الصخرية الصلبة المركزية .....

    و كذلك السماء أو الغلاف الجوى المُحيط بالأرض ..... نجد أن الغلاف الجوى قد تفتق بفعل تجمع الغازات بداخله و بفعل الأشعة الشمسية و الكونية إلى سبع طبقات جويّة ......

    و الكون نفسه ..... تبعاً لنظرية الإنفجار العظيم فى تكوين الكون ...... كان قبضة واحدة من جُسيمات الغبار الكونى ......و إنفجرت لتنتشر فى أنحاء ذلك الفراغ المُسمى بالكون ....... و ربما كانت الثقوب السوداء ...... تلك الفراغات ذات المغناطيسية العالية بصورة هائلة لدرجة أنها تمتص كل ضوء أو جسم يجرؤ على الإقتراب منها ....... هى مُجرد نوافذ أو أبواب للإنتقال بين الأكوان ...... أو بين نظام مكانى- زمانى إلى نظام زمانى – مكانى آخر ......

    و للتقريب ...... نجد أن الزمان يُمثل بُعداً رابعاً فى كوننا هذا ، إلى جانب الأبعاد الثلاثة المكانية المعروفة (الطول – العرض – الإرتفاع) ...... و الإنسان محكوم بهذه الأبعاد الأربعة ....... و الزمان لدينا يُقدر بسرعة الضوء ....... و لكن ربما فى نظام كونى آخر تكون سرعة الضوء أكثر أو أقل من سرعة الضوء التى نعرفها فى نظامنا الكونى الذى نعيش فيه ....... و هكذا فى حالة إفتراض سرعة الضوء الأكبر ...... فإن الزمن يمر بسرعة ، إذ أن السنة الضوئية (المسافة التى يقطعها الضوء فى خلال سنة أرضية ) تكون أقصر ...... و العكس فى حالة أن تكون سرعة الضوء أقل ....... و فى حالة إختلاف سرعة الضوء عن ما نعرفه ....... تختلف الأبعاد المكانية و التى نعتمد على الضوء فى تحديدها ..... و بالتالى تختلف أبعاد الزمان و المكان بإختلاف سرعة الضوء فى النظام الزمانى – المكانى المُحدد ....... و للتقريب .... فإن الشكل المُكعب الذى نعرفه على سطح الأرض لن يبقى مُكعباً ...... بل سيتخذ شكلاً آخر يتحدد تبعاً لسرعة الضوء فى المكان الآخر ...... و الذى تتحدد وفقاً له أبعاد الأجسام فى هذا النظام الزمانى - المكانى الجديد ...... و كذلك الإنسان ( لو قُدّر له أن يختبر أى نظام زمانى - مكانى عملياً ) لن يكون شكله إنسانياً على وجه التأكيد ! ....... و هكذا نجد تفسيراً عقلياً و منطقياً لهذه الآيات الكريمة :

    {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }الحج47

    {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }السجدة5

    {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }المعارج4

    فمن الواضح أن النظام الزمانى – المكانى لدى الله يختلف عن النظام الذى نعيش فيه نحن ....... و من الإستهبال ..... بل من الكُفر الذى يتميز به جحوش الفراء و الأمميين الجراء من أبناء القردة و الخنازير قياس النظام الزمانى - المكانى لدى الخالق سبحانه و تعالى ...... بل و حتى فى أى نظام كونى آخر تختلف فيه سرعة الضوء ...... بمقاييسنا نحن أو بنظامنا الزمانى - المكانى الذى نعرفه !

    و هكذا أن كل شيئ تقريباً فى هذا الكون كان رتقاً ...... أى شيئ مُجمّع كبير و تفتق إلى أشياء أخرى أصغر أو وحدات أصغر ...... و لكن ماذا عن الأرض ........ تفتقت الأرض إلى بحر و أرض .... بل إن الأرض تستحق أن يُطلق عليها الكوكب المائى ...... إذ أن ثلاثة أرباع سطحها مُغطى بالماء ....... ذلك العُنصر الذى يقول الخالق أنه أصل الحياة و منه خُلق كل شيئ حى ......

    و الأرض ذاتها مُتفتقة إلى قارات ست نعرفها جميعاً ...... و لكن هل كانت الأرض رتقاً أيضاً ...... هذا ما يتضح من نظرية إنزياح أو زحزحة القارات !

    فاصل و نعود !

    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 17-08-2007 الساعة 03:12 PM

    اقتباس

    Deuteronomy 21
    22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
    23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance

    سفر التثنية:
    21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
    21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

    هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
    This is what the Bible says in the ..... Jesus

    http://www.bare-jesus.net




  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    870
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-01-2020
    على الساعة
    02:55 PM

    افتراضي تفتُق الأرض !


    أعتذر للتأخير نظراً لإنشغالى مواضيع أخرى ...... و نظراً لأخذ الوقت فى مُحاولة لترتيب الأفكار .....

    و لكن لمن لا يُطيقون صبراً سنكشف لهم عن الأسرار التى كنّا نؤجلها لآخر مُداخلة ...... و لكن (البصر الحديد) أو التفسير ..... فعليكم بمُتابعة بقية المُداخلات :

    1- ذو القرنين سافر فى الأرض كلها من أقصى شرقها فى الصين إلى أقصى غربها فى أمريكا !

    2- أين توجد العين الحمأة : فى الشاطئ الغربى لأمريكا الجنوبية ...... على ساحل المُحيط الهادى ..... فى زمن قديم جداً !

    3- أين يوجد سد ذى القرنين و هو المحبوس خلفه يأجوج و مأجوج: فى مكان ما تحت سطح البحر ....و الأرجح بالأدلة أنه يوجد فى مُثلث برمودا !

    4- من هم القوم الذى لا يفقهون قولاً الذين قابلهم ذو القرنين : أحد الأجناس البشرية البدائية البائدة !


    هذه هى الأجوبة ..... و عليكم إنتظار التفسيرات التى ستأتى تباعاً




    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30




    كيف تفتقت الأرض ؟





    ولادة المُحيط الأطلنطى

    إذا ما نظرت إلى خريطة العالم ، هل طرأ فى بالك أن كتلة اليابس تبدو و كأنها غير مستوية و مُمزقة ؟ ألا تبدو قارات العالم بالنسبة إليك على أنها لغز خشبى (بازل) يتكون من صورة مُتقطعة الأجزاء ، حيث تبدو الخطوط الساحلية لكل من أمريكا الجنوبية و أفريقيا و كأنها مُتراكبة مع بعضها فى تطابق . و لكن كيف كانت كتل اليابسة المُتراكبة تلك تبدو فى الماضى ؟ هل كانت الأرض عبارة عن كتلة واحدة من اليابسة فى الماضى ؟ و ما الذى دفع بالقارات أن تنفصل عن بعضها و تستقر فى أماكنها الحالية ؟ و كيف كان تأثير الطوفان الذى حدث مع سيدنا نوح (عليه السلام) على تلك القارات ؟

    و التنقيب فى سطح الكرة الأرضية أثبت أن القشرة الأرضية قد تقسمت بفعل العوامل الجيولوجية إلى قوالب أو قطع تُسمى بالصفائح و المُلاحظات تدل على أن تلك الصفائح قد تحركت لمسافات بعيدة عن بعضها البعض فى الماضى ، و أنها ما زالت تتحرك ، و لكن ببطء، حتى يومنا هذا . و الكلمة المُسماة بالتكتونيات (أو دراسة حركة الصفائح الأرضية) هى ذلك العلم الذى يهتم بدراسة تلك الحركة الخاصة بالصفائح الأرضية . و لأن كل تلك الحركة التى أدت إلى ظهور القارات بشكلها الحالى قد تمت فى الماضى ، فإن دراسة حركة الصفائح الأرضية يُساعد فى توضيح كيفية تفاعل تلك الصفائح مع بعضها و حركتها على طوال تاريخ الكرة الأرضية .


    و من المُلاحظ أن التطابق يكون أكثر وضوحاً عندما نأخذ فى الإعتبار تلك الأرصفة القارية المغمورة تحت مياه المُحيطات و التى تُكون جزءاً لا يتجزأ من الأرض اليابسة، و سوف نكتشف تطابقها بصورة مُذهلة ، و بصورة تفوق مُقارنة السواحل الظاهرة فقط و فى عام 1912 إكتشف ألفريد فيجنر (1880 – 1930 ) هذه المُلاحظة و إقترح الإحتمال فى أن القارات بشكلها الحالى كما نعرفها كانت فى الأصل عبارة عن قارة وحيدة بدائية و سماها بانجى ( Pangaea) (كل الأرض) ( بان = كل و جى = أرض و منها التعبير جيولوجى الذى يعنى علم دراسة الأرض ) و أن تلك القارة العظمى قد تقسمت و تباعدت أجزاؤها على مدى التاريخ الطويل للأرض. و وضع الإحتمال أن تلك القارة العظمى (بانجى أو كل الأرض) كانت موجودة حتى نهاية العصر الكربونى الأول (عصر من العصور الجيولوجية الأرضية و يُقدر بحوالى 300 مليون سنة مضت) عندما بدأت تلك القارة العظمى فى الإنقسام و تباعد الأجزاء عن بعضها . إلا أن فيجنر لم يستطع أن يُعطى تفسيراً جيولوجياً مُقنعاً لكيفية حدوث مثل هذا الإنقسام و كيفية تباعد الأجزاء المُنقسمة عن بعضها.



    صورة مُتحركة توضح حقيقة زحزحة القارات و إنقسامها (أو تفتقها!) من كتلة يابسة واحدة

    و من خلال بحثه فى كيفية التدليل على صدق نظريته الخاصة بزحزحة القارات ..... فإن فيجنر عثر على بحث جيولوجى خاص بالحفريات يقترح وجود ممر أرضى أو قنطرة أرضية ما بين أفريقيا و حوض الأمازون . و هذه النظرية الخاصة بالممر الأرضى كانت مُحاولة لتفسير ملحوظة هامة جداً لدى علم الحفريات و هو أن هناك تطابق بين أنواع الحفريات بين أفريقيا و حوض الأمازون فى نفس المُدة الزمنية التى تواجدت فيها تلك الحفريات على قيد الحياة. و الحال هو نفسه فى التطابق بين الحفريات المُكتشفة فى أوروبا و أمريكا الشمالية و كذلك بين تلك المُكتشفة فى جزيرة مدغشقر و تلك التى فى الهند. و من تلك الحيوانات الموجودة فى صور حفريات ما لا يُمكنه السفر لمسافات بعيدة أو السباحة أو الطيران كل تلك المسافة التى تفصل بين تلك القارات فى الوقت الحالى. و هكذا بدأ فيجنر فى التأكد من أن نظريته فى زحزحة القارات و القارة الوحيدة العُظمى قد تكون أكثر قبولاً من تلك النظرية التى تفترض وجود ممرات أرضية بين القارات. و هذا لم يكن كافياً فى حد ذاته لتأكيد صدق نظريته. و الدليل الثانى على صدق نظرية الزحزحة القارية تلك هى وجود أدلة متطابقة على وجود جبال جليدية فى العصور الجليدية الأولى (العصر البنسيلفانى 320 مليون إلى 286 مليون سنة مضت) شملت أكثر من قارة فى نفس الوقت. حيث أن حركة تلك الجبال الجليدية الضخمة فى تلك العصور الجليدية تسببت فى وجود علامات على اليابسة ....... و تلك العلامات مُتطابقة فى كل من أفريقيا و أمريكا الجنوبية بصورة تؤكد أنها تسببت عن نفس الجبال و حركتها ...... و تلك العلامات الناتجة عن زحزحة تلك الجبال الجليدية تُعتبر بمثابة بصمات لا يُمكن أن تخطئ فى تحديد هوية تلك الجبال الجليدية. و هذه العلامات الجليدية القديمة تتطابق بين السواحل فى كل من أفريقيا و أمريكا الجنوبية

    و كذلك فإن نظرية فيجنر ساعدت فى إيجاد تبرير مُقنع لكيفية تكون الجبال على المناطق الساحلية فى القارات. و كانت النظرية السائدة قبل ذلك فى تكوين الجبال هى نظرية الإنكماش ..... و هى تفترض أن كوكب الأرض كان عبارة عن كرة مُنصهرة من المادة الكوكبية و فى خلال عملية التصلب و البرودة فإن سطح تلك الكرة المُنصهرة قد تشقق و إنثنى أو إنطوى على بعضه فى صورة إرتفاعات جبلية. و لكن المُعارضة الكبرى لتلك النظرية هو أنه طبقاً لتلك النظرية ..... فإن كل الجبال يجب أن تكون قد تكونت فى نفس الفترة الزمنية و أنها تتشارك فى نفس الزمن الذى وُجدت فيه على سطح الأرض ...... و لكن الإكتشافات فى هذا الصدد كانت تؤكد عكس ذلك. بينما إفترض فيجنر أن القارات كانت تتحرك ...... و أن الحافة التى كانت تُمثل مُقدمة تلك القارات فى أثناء حركتها كانت تُواجه بمقاومة فى أثناء تلك الحركة و هذا ما تسبب فى أن تنضغط تلك الحواف و إنثناءها إلى أعلى فى شكل جبال تشكلت على تلك الحواف نتيجة للمقاومة الناتجة عن تلك الحركة القارية. و هذا هو السبب فى وجود جبال سييرا نيفادا على حافة شاطئ المُحيط الهادى فى أمريكا الشمالية و جبال الإنديز على حافة المحيط الهادى فى أمريكا الجنوبية ..... و التى تشكلت نتيجة لزحزحة تلك القارتين غرباً. و كذلك فإن الهند قد تزحزحت شمالاً لتلحق بالقارة الأسيوية المُتكونة حديثاً ...... و هكذا تكونت جبال الهيميلايا.

    و أيضاً نجد تفسيراً لوجود جبال البحر الأحمر فى السواحل المُطلة على هذا البحر النشط زلزالياً ...... فى مصر و السودان و سواحل المملكة العربية و اليمن ........ و الواقع أن البحر الأحمر يتسع فى طريقه لأن يُصبح إمتداداً للمُحيط الهندى خلال رحلة التباعد بين قارتى أفريقيا و آسيا.

    و إقترح فيجنر أن تلك الطاقة المُحركة لتك الزحزحة القارية كانت نتيجة لحركة دوران الأرض التى تولد طاقة حركية فى شكل قوة طرد مركزى تتركز كلها فى إتجاه خط الإستواء. و إقترح أن تكون تلك القارة العظمى أو بانجى موجودة فى الأساس فى القطب الجنوبى ...... و بفعل حركة دوران الأرض و القوة الطاردة المركزية الناجمة عن ذلك ..... تفتت إلى أجزاء إنزاحت كلها إلى الشمال فى إتجاه خط الإستواء الأرضى. و سمى تلك القوة المُحركة لزحزحة القارات بالقوة الطاردة بعيداً عن القطب.

    و لكن سرعان ما رفضت المرجعيات العلمية نظرية فيجنر لأنه فشل فى تفسير وجود قوة مُحركة لتلك الحركة ..... و فشل فى تفسير حركة الأمريكتين فى إتجاه الغرب على سبيل المثال .

    و لكن فى عام 1929 ..... فى نفس التوقيت الذى بدأت نظريات فيجنر تفقد مصداقيتها .... فإن عالم آخر إسمه آرثر هولمز ....... إكتشف أن الطبقة الأرضية التى تُسمى بوشاح (عباءة أو معطف الأرض) ( و هى الطبقة التى تُحيط بمركز الأرض المُنصهر) تتعرض للحركة نتيجة لتيارات الحمل الحرارية. و هى فكرة تعتمد على أن أجزاء المادة السائلة أو الغازية عندما تسخن، فإن كثافتها تقل و تبدأ فى الإرتفاع إلى السطح بينما تهبط الأجزاء الأكثر برودة على أسفل . و هذه الحركة الدائبة بين العناصر الباردة و الساخنة بين جزيئات الغاز أو السائل فى باطن الأرض تتسبب فى حدوث تيارات تُسمى بتيارات الحمل ..... و حدوث هذه التيارات فى باطن الأرض قد تكون طاقة دافعة تتسبب فى حركة القارات و زحزحتها. و إقترح هولمز أن تلك التيارات الحرارية قد تُشكل طاقة دافعة نتيجة للضغط الناجم عن حركة الجزيئات الساخنة فى طبقة المعطف الأرضى إلى الخارج .....و هذا الضغط قد يتسبب فى تشقق سطح الأرض و تكوين القارات و أن الطاقة الناجمة عن تلك التيارات الحرارية فى حركة الجزيئات الدائبة سعوداً و هبوطاً هى الدافعة لحركة القارات فى تباعدها عن بعضها.




    صورة توضح طبقة الوشاح المسئولة عن تيارات الحمل الأرضية و التى تولد الطاقة اللازمة لحركة القارات

    و لقد حازت نظرية زحزحة القارات قبولاً كبيراً لدى العلماء منذ ستينات القرن العشرين بفعل الإكتشافات الجيولوجية الهامة و دراسة قاع المُحيطات و كذلك الدراسات للأرصفة القارية المدفونة تحت المياه و التى أكدت كلها صدق هذه النظرية.

    فاصل و نعود .....
    الصور المرفقة الصور المرفقة      
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 15-09-2007 الساعة 11:10 PM

    اقتباس

    Deuteronomy 21
    22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
    23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance

    سفر التثنية:
    21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
    21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

    هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
    This is what the Bible says in the ..... Jesus

    http://www.bare-jesus.net




  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    870
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-01-2020
    على الساعة
    02:55 PM

    افتراضي العين الحمأة !


    العين الحمأة



    نستكمل رحلتنا العلمية فى البحث عن ذى القرنين ......


    الكثير من علماء الجيولوجيا يعتقدون أن حركة القارات فى أثناء زحزحتها أو إنزياحها بفعل حركة الصفائح التكتونية قد حدثت بالتدريج و ببطء شديد على مدى ملايين السنوات. و يُقدر مُعدل الإنزياح التكتونى أو القارى بحوالى 12 – 15 سنتيمتر فى العام ...... و على هذا الحساب يكون المُحيط الأطلنطى قد إحتاج إلى مائة مليون عام لكى يصل إلى إتساعه الحالى. و هذا المُعدل يتناسب مع كمية الماجما التى تُقدر بحواى 20 كيلومتر مُربع التى تتصلب فى قاع المُحيط لكى يتكون منها القشرة المُحيطية الجديدة التى تُبطن المُحيط الذى يتمدد فى كل عام.

    و لكى نتفهم كيفية حدوث هذا الإتساع المحيطى الذى نتج عن تباعد القارات يُمكن أن نلجأ للتفسير الفجائى لهذا الأمر أو الحركة الفجائية للصفائح الأرضية نتيجة لحدوث الطوفان.

    و هذا التصور الطوفانى يعتمد على وجود قارة وحيدة عملاقة فى الفترة ما قبل الطوفان مُحاطة بمُحيط واحد مُتصل من المياه الباردة و هذه القارة العملاقة و ذلك المُحيط مُبطنين بصخور باردة و أكثر كثافة عن الصخور الموجودة فى طبقة الوشاح الأرضى من تحتها . و لكن مع حدوث شق كبير فى تلك القارة الضخمة نتيجة لنشاط زلزالى ضخم أو شيئ من هذا القبيل ...... فإن الصخور المُبطنة لتلك القارة العملاقة و التى تفصلها عن طبقة الوشاح تبدأ فى التساقط من ذلك الشق إلى داخل طبقة الوشاح الساخنة فى الأسفل.

    و هكذا فإن الصخور القارية تبدأ فى التساقط فى مناطق الشقوق تلك بصورة مُتزايدة و تشد الصخور المُبطنة لقاع القارة بعضها البعض فى تلك الهوة الحارة حيث صخور الوشاح الساخنة المُلتهبة. و هنا تنشأ توترات و إنضغاطات فى الصخور الحارة المُلتهبة الموجودة فى طبقة الوشاح الأرضى. و هذه الإنضغاطات بداخل طبقة الوشاح تتسبب فى حدوث فراغات فى طبقة الوشاح مما يتسبب فى سقوط المزيد من الصخور المُبطنة لقاع المُحيط فى تلك الشقوق. و هكذا ، فإن النتيجة هى تهاوى قاع القارة بالكامل فى داخل طبقة الوشاح ...... و تفقد القارة العملاقة بطانتها الصلبة الباردة. و فى نفس الوقت ..... فإن إلتقاء الصخور الصلبة المُبطنة لقاع القارة مع الصخور الساخنة المُلتهبة فى طبقة الوشاح تؤدى إلى تسرب كمية هائلة من الطاقة من تلك الصخور المُلتهبة المضغوطة . و يبدأ الوشاح فى البروز من أسفل القارة مما يؤدى إلى إنزلاق الصفائح الحاملة لتلك الأجزاء إلى الأجناب مُفسحاً المجال لدخول المياه فى ذلك الشق و يبدأ الماء فى الفصل بين الصفائح القارية المُتباعدة مُكوناً المُحيط بينما يبرز الشق فى قاع المُحيط الوليد حيث تندفع الصخور من و إلى طبقة الوشاح بفعل تيارات الحمل مُكوناً النتوء الوسط مُحيطى ...... و هو نتوء يُشبه السلاسل الجبلية موجود فى أعماق المُحيطات الأرضية كلها و يلتف حول الكرة الأرضية بكاملها و يتقاطع مع بعضه فيما يُشبه حروف T أو Y .





    النتوء المُحيطى فى وسط المُحيط الأطلنطى


    و هذا بدوره يؤدى على تيارات حمل هائلة فى طبقة الوشاح الأرضى. و بالتالى فهذا يدفع بالصخور المُلتهبة فى طبقة الوشاح على أعلى بفعل تيارات الحمل تلك ...... و تتسرب من داخل تلك الشقوق المُحيطية حيث تبدأ فى تسخين المياه بينما تبرد هى لتُكون قاعاً جديداً للمُحيط. و ينجُم عن ذلك تبخر كمية هائلة من مياه المُحيط فى وقت واحد ..... و التى تتصاعد فى شكل نافورات عملاقة تمتد إلى أعلى السماء و يُمكن رؤيتها على بعد مئات الكيومترات (فار التنور) ...... فالفوران يعنى تلك النوافير العملاقة و التنور يعنى أن تلك المياه ساخنة و مُلتهبة. و هذه النوافير العملاقة الضخمة و التى تنطلق إلى أعلى بسرعة تفوق سرعة الصوت كالطائرات النفاثة تحمل معها كمية هائلة من مياه المُحيط إلى أعلى فى أثناء إنطلاقها فى الجو. و الماء المقذوف به إلى طبقات الجو العليا بتلك القوة الجبارة كان يعود مرة أخرى إلى سطح الأرض و على مدى آلاف الكيلومترات فى شكل أمطار غزيرة أو سيول مائية جبارة ...... و كأنما إنفتحت أبواب الماء من السماء ...... و لعل هذا هو السبب فى قول الله تعالى عندما أمر الطوفان بأن ينتهى أن كان أمره (وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي) ...... كأمر لتلك الأمطار الغريبة بالتوقف عن النزول .

    و بينما يغلى قاع المُحيط ....... فإن القاع يتمدد و يتزايد فى الحجم و تنزاح بالتالى مياه المُحيط إلى أعلى لتُصبح أعلى من مستوى الأرض ..... هذا إلى جانب ذوبان الجليد المُتراكم على سطح الأرض أيضاً و فى الأقطاب نتيجة للأمطار الساخنة. و تبدأ مياه المُحيط فى الزحف على الأرض جارفة أمامها كل ما تجده فى طريقها و حاملة معها كل الكائنات المائية المعروفة من البلانكتون إلى الحيتان لتستقر على ما كان معروفاً باليابسة و لكن لم يعد هناك يابسة ...... و أصبحت الأرض ما هى إلا كوكب مائى كبير و لا يوجد به يابسة سوى سفينة نوح التى تتقاذفها أمواج المُحيط الأرضى الضخم فقط ....... و تلك الأحياء منها من لم يستطع الرجوع إلى المُحيط مرة أخرى بعد إنحسار المياه فبقيت كرواسب و حفريات بحرية موجودة على سطح الأرض و حتى فى قلب الصحراء.

    ثم تحت ضغط تلك الكتلة المائية الهائلة بدأت الصفائح الأرضية فى التباعد عن بعضها و الإرتحال بالتدريج إلى مواقعها الحالية.

    و الإشكال يبدو هنا فى الزمن الذى يُحدده العلم فى كيفية حدوث ذلك و هو يُقدر بمئات الملايين من السنين ...... مع أن معلوماتنا عن وجود الإنسان على الأرض لا تتعدى بضعة مئات الآلاف من السنين ....... فهل يُمكن أن يكون الطوفان هو السبب ...... و هو الذى من المُحتمل أنه قد حدث منذ بضعة مئات الآلاف من السنين فقط ...... و لكى نرد على تلك الإشكالية ..... أجدنى أستشهد بالبيت الحكيم لأبى العلاء المعرّى ...... فيلسوف الشعراء و شاعر الفلاسفة :



    صاح هذه قبورنا تملأ الارض فأين القبور من عهد عاد
    خفف الوطأ ما اظن اديم الارض
    إلا من هذه الاجساد

    و هكذا ، يجد الإنسان و العلم نفسه حائراً فى تحديد كيفية بداياته على الأرض ....... فمن قائل أنه مئات الآلاف من السنين ..... و من قائل أنه بضعة ملايين ...... و بين هذا و ذاك !!!! ..... و سنجد أيضاً شيئاً هاماً ...... أن الطوفان حطّم كل شيئ ....... و يبدو أن الطوفان كان سيناريو ليوم القيامة أو نهاية الأرض ...... و لكنه سيناريو مبتور أو ناقص لأن الأرض عادت للحياة مرة أخرى حيث ورثها عباد الله الصالحون (نوح و من إتبعوه)

    {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء 105

    و سيناريو القيامة ذلك لا نعرف السبب إليه و لكن يبدو أن الأرض قد إمتلأت بالكثير من المظالم و إنتشر الكفر و الشرك بالله فيها إلى درجة تُحتم تطهير الأرض من الشرور ...... و هكذا فإن الطوفان أفنى كل من كان على الأرض وقتها و كذلك كل شيئ كان على سطح الأرض ....... و ربما بإنحسار المياه و رجوعها مرة أخرى إلى المُحيطات الجديدة المُتكونة ..... فإنها سحبت معها كل شيئ كان على الأرض بما فيها القبور و الجثث و ما إلى ذلك ....... و هكذا بدأت الأرض بداية جديدة من بعد الطوفان. بداية جديدة فى كل شيئ ...... و ربما يبحث العلم عن تلك البدايات الجديدة و لكن البدايات القديمة ...... أو أصول الجنس البشرى فهى ربما تكون مطمورة فى أعماق المُحيطات أو فى باطن الأرض ..... بداخل طبقة الوشاح الأرضى ...... حيث لا يُمكن أن تطالها يد الإنسان أو تنقيبه !

    و العلم مُتغير دائماً بمقدار ما يفتح الله به على الناس من علم ...... أو بمقدار ما ينكشف عن أعينهم من غطاء ......

    {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ق22

    و أتذكر أننى وقت أن كنت طبيباً صغيراً فى فترة إمتياز التدريب ...... كان الإتجاه الطبى وقتها و ما تعلمناه ...... أنه فى حالة النزلات المعوية التى تُصيب الأطفال فى صورة قيئ و إسهال و تتسبب فى موت الأطفال من الجفاف و فقد محاليل الجسم فى القيئ و الإسهال مع العرق نتيجة لإرتفاع درجة الحرارة ....... أن العلاج الأساسى هو منع كل شيئ يتناوله الطفل بالفم لمنع التلوث الناتج عن الأكل و الشراب و الإكتفاء بالمحاليل الوريدية عن طريق وضع إبرة صغيرة فى أحد الأوردة فى فروة رأس الطفل الصغير ...... و لكن بعد بضع سنوات تغير الإتجاه الطبى 180 درجة كاملة ..... فقد أصبح هناك حرص على الغذاء و السوائل و الإستمرار فيهما لتعويض ما يفقده الطفل من سوائل و غذاء فى القيئ و الإسهال ...... إلى جانب إعطاء الطفل المحاليل عن طريق الفم و الإمتناع عن الحقن فى الوريد الذى لم نعد نلجأ إليه إلا فى حالات الضرورة القصوى فقط ....... و سُبحان مُغير الأحوال .......

    و كذلك حالات التغير الجينى فى أنسجة الشخص الواحد ..... أى أن يحمل الشخص أكثر من كود جينى واحد فى أنسجته المُختلفة فيما يُعرف بظاهرة الخيميرا (Chimera)....... و هذا يعنى بمنتهى البساطة أن فحص الحامض النووى ليس دقيقاً مائة بالمائة ...... و أن ظاهرة التنوع الجينى موجودة بين بنى البشر ....... و هذا ببساطة يعنى أن خلايا الدم فى شخص ما قد تكون ذات تركيب جينى مُعين ...... و قد تكون خلايا أنثوية ...... بينما خلايا عظامه على سبيل المثال ذات تركيب جينى مُخالف و ربما تكون ذكورية !!!! ........

    و هذا الرابط عن قصة ليديا فيرشايلد التى إتهمها القضاء الأمريكى (فى عام 2002) بأنها قد سرقت أولادها أو خطفت أولاد إناس آخرين و نسبتهم إليها لأن تركيبهم الجينى يختلف عنها ...... و لم يُبرأها القضاء إلا بعد ولادتها تحت حراسة مُشددة و فحص جيناتها و مُقارنتها بجينات المولود الذى من المؤكد أنها قد وضعته ...... و تأكد إختلاف تركيبها الجينى عن تركيب مولودها !!!

    و هذا رابط آخر لنفس الموضوع


    و هذا رابط لملف .pdf يتناول الموضوع بصفة طبية بحتة:


    و سبحان الله القائل .......

    {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }النحل8

    و أيضاً :

    {عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ }الواقعة61

    و بحثنا العلمى يفترض أن ذى القرنين المذكور فى سورة الكهف كان موجوداً قبل الطوفان ...... حيث كان الإرتحال فى كل بقاع اليابسة سهلاً و مُيّسراً ....... حيث لا توجد حواجز مائية تمنع الإنتقال من أقصى شرق كتلة اليابسة إلى أقصى غربها كما جاء فى الآية الكريمة .

    و الطوفان أيضاً أدى إلى إنقراض الأجناس البشرية التى سبقت الإنسان العاقل أو الإنسان الآدمى ....... و تلك الأجناس البشرية المُنقرضة ..... ربما كان لديها بعض العقل و تستخدم الأدوات ..... و لعلهم هم المقصودين بالتعبيرات (قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً) و كذلك (قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) ....... و ليس لدينا أدلة عن كونهم مُكلفين أو غير مُكلفين ...... و لكنهم فيما يبدو أنهم كانوا مخلوقات عاقلة بدليل إستخدامهم للأدوات ....... و سنأتى لهذا الحديث فيما بعد.


    ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً{90} كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً{91} ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً{92} حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً{93}﴾ (الكهف)

    و من المؤكد أن تلك الأجناس المُنقرضة كإنسان جاوة و إنسان بكين و إنسان نياثدرنال قد عاصرت الإنسان الآدمى ...... و ربما حدث بينهم بعض التزاوج بالرغم من إختلافهم فى التركيب الجينى ...... و ربما أن الحروب التى قامت بين تلك الكائنات الأشباه آدمية المُنقرضة هى السبب فى إعتراض الملائكة و تساؤلهم فى إنكار عندما أخبرهم الله بأنه سيجعل فى الأرض خليفة :

    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30

    فالخبرة المُتولدة لدى الملائكة عن تلك الأجناس البشرية ...... و التى لم تكن فى الحقيقة مُكلفة بإعمار الأرض أو خلافة الله فى الأرض كما يتضح من السياق القرآنى ..... أنهم ليسوا إلا مُفسدين و سافكين للدماء ...... و أن المخلوق الأرضى الجديد لن يختلف بأى حال عنهم ...... و كان الرد الإلهى العملى هو أن يُثبت لهم أن المخلوق الجديد مؤهل لخلافة الأرض و أنه يمتاز بشيئ جديد عن المخلوقات التى سبقته بل و عن الملائكة ذاتهم مما يحعله جديراً بخلافة الأرض و أن يكون مُسيطراً عليها :

    ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ{33} وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ{34}﴾ (البقرة)

    و هكذا إستحق آدم ... بما أفاء عليه الله من علم و معرفة ..... أن تسجد له الملائكة كلهم .... بمن فيهم المُقربون منهم كجبريل و ميكال ...... إلا إبليس اللعين صاحب ألعن صفة فى الوجود و هى الإستكبار ...... و هو السبب فى كل المآسى البشرية التى أبتلى بها بنى البشر !

    و هكذا .... كان الطوفان بمثابة نهاية لتلك الإرهاصات البشرية المُنقرضة و لم يعمر الأرض بعدهم إلا بنى آدم من ذرية نوح و من كانوا معه على الفلك .

    و دليلنا على أن أولئك القوم الذين إلتقى بهم ذو القرنين من الأجناس البشرة المُنقرضة ..... قوله سبحانه و تعالى فى الآية رقم 90 من سورة الكهف (قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً) ..... أى أنهم لا يستترون من الشمس سواء فى البيوت أو فى الإيواء إلى الكهوف ....... و هى سمة من سمات البدائية الشديدة جداً و تجعلهم أشبه بالرئيسيات العليا كالشمبانزى و الغوريللا التى لا تتخذ بيوتاً أو مساكن فى الكهوف ...... و كذلك قوله تعالى فى الآية رقم 93 من سورة الكهف (قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) ...... و بالطبع إختلاف اللغات و اللهجات وارد ....... و لكن التعبير القرآنى بكلمة قولاً ..... يعنى الكلام فى حد ذاته ...... و ليس مُجرد اللغة أو اللهجة ....... و إختلاف اللغة أو اللهجة غير وارد بدليل قول الله تعالى :

    ﴿ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84} فَأَتْبَعَ سَبَباً{85}﴾ (الكهف)

    فمن مكنّ الله له فى الأرض و من آتاه الله من كل شيئ سبباً لن يجد صعوبة بأى حال فى التفاهم مع أى أقوام بشرية ..... أو حتى غير بشرية ...... فهو مُتمكن من الأرض و حاكم عليها ...... و لكن وصف القوم بأنهم لا يفقهون قولاً يعنى أنهم بطيئوا الفهم و ليسوا على مستوى الذكاء الذى يُتيح لهم التواصل بسهولة مع ذى القرنين أو غيره .

    و نجد أن القرآن لم يُعبر عن عدم فهم الكلام سوى فى هذه الحالة فقط ....... بينما نجد نبى رحالة آخر مثل إبراهيم (عليه السلام) فى خلال رحلته من أرض الرافدين إلى مصر ثم إستقراره فى أرض الكنعانيين و رحلته إلى مكة المباركة حيث الوادى الغير ذى زرع ...... بالتأكيد قد صادف أقوام ذوى لغات و لهجات مُختلفة لم يأتى القرآن على ذكرها أو ذكر أى صعوبة فى الفهم أو التفاهم بين إبراهيم و تلك الشعوب التى صادفها ....... و كذلك الرسول موسى (عليه السلام) فى رحلة هروبه من مصر و لقاءه بالبنات و والدهم الذى إستأجره و زوجه إحدى بنتيه ..... لم يذكر القرآن أيضاً وجودعدم تفاهم بين موسى و هؤلاء القوم الذين ينتمون إلى منطقة مُختلفة ...... و بالتأكيد كانت اللغة أو اللهجة مُختلفة ........ و كذلك النبى يوسف (عليه السلام) و رحلته فى أرض مصر حيث كان المصريون لا يتحدثون بالتأكيد لغة الكنعانيين حيث كان يقطن يوسف أو العبرية التى ربما كان يتحدث بها يوسف و أهله من نسل إبراهيم ....... و ليس لدينا دليل على وجود لغة ما للتخاطب لدى الأجناس البشرية المُنقرضة لأنه لا توجد لدينا عينات للحنجرة أو للجهاز التنفسى لتلك الأجناس يُمكن عن طريقها إكتشاف وجود أحبال صوتية للنطق من عدمه ...... فكل ما لدينا من بقايا تلك الأجناس هى بعض العظام ..... فمن المدهش أن كل ما لدينا من إنسان بكين هو نصف عظمة فك لأمرأة تنتمى لهذا الجنس ...... و لا شيئ سوى ذلك !!! ....... و لكنهم ..... كأى كائنات عاقلة أو ....لنقل ..... شبه عاقلة ...... لا بد و أنهم كانوا يمتلكون ملكة اللغة بطريقة ما ....... و اللغة أو المنطق ....... هى شيئ مُشترك لدى جميع الكائنات ....... و هى الهبة التى منحها الله لنبيه سليمان فى إطار المُلك الذى لا ينبغى لأحد من بعده ..... أى أن يفهم منطق الكائنات كلها و طريقة حوارها مع بعضها البعض ....... فليس مُستغرباً أن تكون لتلك الأجناس البشرية المُنقرضة لغة ...... و أن ذو القرنين تمكن من التفاهم معهم بتلك اللغة أو حتى بلغة الإشارة ...... و القرآن يُشير إلى بطء فهمهم ...... حيث أن التعبير (لا يكادون يفقهون قولاً) يوحى ببطء الفهم و إن كان يوحى أيضاً بالفهم (بطريقة ما) على أية حال !

    و هكذا نكون قد حددنا ماهية هؤلاء الأقوام التى تقابل معها ذو القرنين و إن م نستطع تحديد ماهية ذو القرنين ذاته نظراً لعدم وجود دلائل على شخصيته فيما عدا تلك الصورة المُبهمة التى جاء ذكره فيها فى القرآن ...... و لكنه يقينياً ...... بالنسبة لهذا البحث الذى نُجريه ...... ليس الإسكندر الأكبر أو قورش ..... أو أى من الشخصيات المعروفة ....... و إن كان يتشابه فى بعض الصفات مع جلجامش صاحب الأسطورة الشهيرة ....... أو أى من الآلهة الأسطورية التى تتناولها الملاحم و الأساطير عن الآلهة ذات القرون لدى كافة شعوب العالم المُختلفة ...... و هذا دليل واضح و أكيد على وجود تلك الشخصية الفذّة.

    و الدليل الآخر على أن تلك الأجناس البشرية التى إلتقى بها ذو القرنين هى من الأجناس البشرية المُنقرضة ...... هو سيطرة ذو القرنين على أولئك الأقوام و علوّه عليهم و تحكمه فيهم .... فالجنس البشرى الآدمى ...... بما حباه الله من قدرة عقلية و ملكات فكرية مؤهل للسيطرة على غيره من الأجناس ...... سواء الحيوانات أو تلك الأجناس البشرية المُنقرضة ...... فهو يُسيطر و يُهيمن عليهم ....... و القرآن لم يُحدد لنا إن كانت تلك السيطرة أو الهيمنة التى تهيأت لذى القرنين كانت عن طريق القوة أو العقل ..... و لم يُحدد ما إذا كان ذو القرنين يغزو الأرض مُنفرداً أو على رأس جيش من البشر ؟ ...... و أكثر المُفسرين ينحون إلى أن ذو القرنين كان قائداً عسكرياً يفتح البلاد و يحكم الأرض ...... و لكن الإحتمال الثانى قائم أيضاً و بقوة ....... فمن مكنّ الله له فى الأرض و أوتى من كل شيئ سبباً .... لا يحتاج إلى قوة عسكرية أو جيش لتحقيق ذلك التمكين ...... فالأسباب أو القوة التى يملكها و التى حباه بها الله تكفيه و تزيد !

    ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً{86} قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً{87} وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً{88} ﴾ (الكهف)

    و ربما القوم الوحيدون من بنى البشر أو المُكلفين هو أولئك القوم لدى تلك العين الحمأة ..... فالقرآن لا يصفهم بأى صفات تدل على بدائيتهم ...... بل يُدلل على أنهم مُكلفين ...... و سوف يُحاسبون عن أعمالهم فى الدنيا (بواسطة ذى القرنين) و الآخرة (بالحساب الإلهى) ...... و هذا دليل على أنهم من بنى البشر أو الإنسان الآدمى المُكلف .

    و لكن أين تلك العين الحمأة (Murky Water) ؟

    والعين الحمئة فى القاموس هى ذات الحماة وهي الطين الأسود المنتن والحامية الحارة.

    و أين توجد تلك العين الحمأة ؟ ...... يقول القرآن أنها فى أقصى غرب الأرض ...... و كما سبق و أن قلنا أن الأرض التى سار فيها ذو القرنين كانت أرضاً واحدة .... ربما تملك بعض البحار الداخلية مثل بحر قزوين ...... إلا أنها كانت وحدة واحدة مُتصلة و لا يحدها من الغرب أو الشرق إلا ذلك المُحيط المائى العظيم ......

    إذن فلا شك فى أن ذو القرنين وصل إلى أقصى غرب الأرض ...... حيث المُحيط العظيم ...... أى وصل إلى الساحل الغربى لأمريكا .... التى كانت بقسميها الشمالى و الجنوبى ، ما زالت مُتصلة بباقى اليابسة و لم تنفصل عنها بعد .

    و المياه الطينية السوداء تعنى مصب نهر عظيم يصب فى المُحيط و يجرف أمامه الأطنان من الطمى و الغرين فى مصبه حيث يتسبب ذلك فى تلويث مياه المُحيط بذلك الطين و الغرين الأسود بما يوحى بأن مياه المُحيط قد أصبحت سوداء ..... على إمتداد عدة كيلومترات ....... بسبب ذلك الإندفاع النهرى الضخم .....

    و لكن ما هو ذلك النهر الأمريكى العظيم ....... هنا تبدو المُشكلة ...... فى البداية ظننت أنه نهر كولورادو فى أمريكا الشمالية و الذى يسير فى جزء من الصدع أو الفالق الأعظم (The Grand Canyon) و هو فالق جيولوجى و يُعتبر من أضخم و أقدم الفوالق الأرضية على سطح الأرض و يفصل بين ولاية كاليفورنيا فى الغرب و باقى الولايات المُتحدة فى الشرق ...... و منطقة الصدع الأعظم هى أكثر المناطق زيارة فى العالم ......ز إذ يزورها سنوياً ما يزيد عن 40 مليون شخص ....... و تأتى الأرض المُقدسة (مكة و المدينة) فى المرتبة الثانية ......

    و نهر كولورادو ..... بالرغم من أنه نهر صغير يصب فى المُحيط الهادى فى خليج كاليفورنيا ..... إلا أنه نهر شديد الإندفاع و يندفع بعنف فى داخل الصدع الأعظم ...... و أتذكر أننى شاهدت برنامجاً تسجيلياً يتناول الصدع الأعظم و ذلك النهر ....... و أتى فيه أنه قد تم إقامة سد على هذا النهر فى عام 1995 ...... و نظراً لقوة إندفاع هذا النهر فإن هذا السد من المُتوقع أن لا يصمد أمام قوة هذا النهر (الشرس) لأكثر من ثلاثين عاماً فقط قبل أن يفترسه ذلك النهر المُتمرد ...... و أتى فى ذلك الفيلم الوثائقى أيضاً أنه فى العصور الجيولوجية السحيقة أدت الحمم البركانية إلى سد مجرى النهر فى جزء من الصدع أو الفالق الأعظم ........ و لكن هذا النهر المُتمرد تمكن مرة أخرى من شق طريقه إلى المُحيط فى نفس مساره السابق و نحر بقوته و شراسته ذلك السد العتيد من الحمم البركانية و الركام المُتراكم !

    و لكن للأسف ...... فإن نهر كولورادو مُجرد نهر صغير ...... و رواسبه لا تؤدى إلى إسوداد مياه المُحيط بتلك الطريقة التى يصفها القرآن ! ...... و لم يكن يوماً فى أى من العصور الجيولوجية جزءاً من نهر أمريكى عظيم يُزيح الأطنان من الطين و الغرين إلى المُحيط بتلك الصورة الى رآها ذو القرنين.

    و لا أنكر عليكم ...... فقد أصابنى الإحباط ..... و أمانتى العلمية و الدينية لا تسمح لى بالتدليس (كما يفعل البعض من إياهم ! ) من أجل إثبات إيمانى ....... و أخذت فى البحث ...... و وجدت المُفاجأة !

    إذ أن المواصفات التى ذكرها القرآن عن نهر عظيم و ضخم ..... نهر جبار شديد الإندفاع و يُلقى بآلاف الأطنان من الطين و الغرين الأسود فى المُحيط فى كل يوم سوى نهر واحد ....
    نهر الأمازون
    ...... ذلك النهر الشرس المُتوحش و المُستعصى على كل مُحاولات التهذيب و التحكم أو السيطرة ....... نهر قوى يسير فى وسط غابات إستوائية كثيفة ذات تربة طينية شديدة الخصوبة و السواد ...... لدرجة أنه لو زُرع فيها الحجارة أو الزلط لأنبتوا ! ..... نهر يجرف آلاف الأطنان من المياه المُحملة بالطين و الغرين إلى المُحيط لدرجة تجعل من مياه المُحيط عذبة و ذات لون أسود على إمتداد عشرات الكيلومترات ...... أو على إمتداد البصر ...... كما يُمكن أن يراه ذو القرنين !

    و لكن نهر الأمازون يصب فى الأطلنطى (شرقاً) و ليس المُحيط الهادى (غرباً) ...... و بالتالى لايُمكن أن يكون هو ذلك النهر الذى وقف ذو القرنين عند مصبه !

    و لكن إليكم المفاجأة العظمى و التى أتت بشكل إلهام إلهى و نزع للغطاء عن بصرى و بصيرتى:

    {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } ق22




    و الصورة توضح أن الأمازون فى الواقع ..... و فى الأصل كان يصب فى إتجاه الغرب (أى فى المحيط الهادى) ...... قبل أن تسد جبال الإنديز مسار النهر إلى مصبه ...... فأخذ النهر مصباً آخر فى إتجاه الشرق ..... إلى الأطلنطى !


    http://news.softpedia.com/newsPDF/Am...ific-38648.pdf



    و هذا المقال يؤكد ما سبق ما قلناه عن توحش نهر الأمازون و جبروته و أنه يصب الملايين من الأمتار المُكعبة من المياه فى المُحيط يومياً و أن قوة إندفاع النهر (المُتوحش و الشرس) فى المُحيط تدفع مياه المُحيط أمامها .... و تتراجع ملوحة مياه المُحيط الجبار إلى الخلف لمسافة تزيد عن مائتى الكيلومتر بسبب قوة إندفاع هذا النهر. هذا هو الحال اليوم ...... فما بالنا فيما مضى من الزمان حين كانت الغابات الإستوائية أشد مطراً و أقوى و أغزر مما هو الحال الآن ....... فهذا النهر الجبار لا بد و أنه كان يجرف معه ملايين الأطنان من المياه المُحملة بالغرين و الطمى إلى مصبه الرئيسى فى المُحيط الهادى ...... حيث كانت مياه المُحيط عذبة طينية تغرب فيها الشمس كما رأها ذو القرنين !!!!

    أليس هذا إعجازاً يُحسب للقرآن ؟!!!!

    أما بالنسبة للتواريخ ..... فأرى أنها تواريخ تقريبية و لا تعنى شيئاً فى حالة عدم وجود دليل عليها ...... و أيضاً فى حالة عدم وجود دلائل صلبة و قوية على تاريخ وجود الإنسان على ظهر الأرض ....... و لا ننسى أن الطوفان فى حد ذاته ....... كما أوضحنا سابقاً ...... غير معالم سطح الأرض و معالم الحياة على ظهر الأرض ...... فالطوفان يُمكن إعتباره بمثابة خلق آخر للأرض و بنى البشر على حد سواء . و لا ننسى أن سلاسل الجبال (بما فيها الإنديز) نتجت عن حركة القارات و زحزحتها و إصطدام الألواح القارية بالألواح المُحيطية ....... و هذا الإفتراض يعتمد فى الأساس على الطوفان الذى حدث و أدى إلى الزحزحة الفجائية للقارات و تباعدها عن بعضها .

    و هذا هو الخبر كما جاء على موقع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC):



    فاصل و نعود لنتحدث عن يأجوج و مأجوج !
    المصغرات المرفقة المصغرات المرفقة اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Amazon-2.jpg‏ 
مشاهدات:	4298 
الحجم:	177.1 كيلوبايت 
الهوية:	4858  
    الصور المرفقة الصور المرفقة    
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 19-10-2007 الساعة 02:29 AM

    اقتباس

    Deuteronomy 21
    22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
    23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance

    سفر التثنية:
    21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
    21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

    هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
    This is what the Bible says in the ..... Jesus

    http://www.bare-jesus.net




  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    870
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    05-01-2020
    على الساعة
    02:55 PM

    افتراضي يأجوج و مأجوج (1)



    نبدأ حديثنا عن يأجوج و مأجوج فى الفصل الأخير من بحثنا عن ذى القرنين بهذا القول عن الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه: "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر محمد صلى الله عليه وسلم"

    أى أننا لن نأخذ أى معلومات عن يأجوج و مأجوج إلا من خلال القرآن و الأحاديث (الصحيحة) الغير قابلة للرد أو النقض ....... عن الرسول عليه الصلاة و السلام.

    أريد أن أقدم حديثى عن هذه المخلوقات العجيبة و المُثيرة للجدل بملحوظة إستوقفت إنتباهى ..... أن هذه المخلوقات موصوفة أيضاً فى كتب اليهود و النصارى (العهدين القديم و الجديد) ....... و نجد أن أوصافهم فى الكتب السماوية الثلاثة تكاد تكون مُتطابقة و إن كانت لا تخلو من الإبهام أيضاً ....... و المنطقى أنه طالما إتفقت الكتب الثلاثة على شيئ (مع يقيننا أن الكتابين الآخرين مُحرفين و لم يسلما من العبث الكهنوتى الشيطانى اللعين) فهذا التوافق يُعتبر فى حد ذاته دليل لا يقبل النقض ...... و إتفاق القرآن مع هذه الكتب فى تلك النقطة أو غيرها شهادة لتلك المقاطع المذكورة فى تلك الكتب و التى يتفق معها القرآن بأنه لم تنالها يد التزوير و التدليس و التحريف الكهنوتى الشيطانى.

    تعالوا أولاً نرى ما يقوله الكتاب المُقدس عن يأجوج و مأجوج (Gogg and Magogg) :

    العهد القديم:

    تكوين 10 :
    2 بنو يافث جومر وماجوج وماداي وياوان وتوبال وماشك وتيراس.

    الأيام 1 : 1
    5 بنو يافث جومر وماجوج وماداي وياوان وتوبال وماشك وتيراس.

    عزرا 38
    2 يا ابن آدم اجعل وجهك على جوج ارض ما جوج رئيس روش ماشك وتوبال وتنبأ عليه
    3 وقل.هكذا قال السيد الرب.هانذا عليك يا جوج رئيس روش ماشك وتوبال
    .

    عزرا 38
    14 لذلك تنبأ يا ابن آدم وقل لجوج.هكذا قال السيد الرب.في ذلك اليوم عند سكنى شعبي اسرائيل آمنين أفلا تعلم.

    عزرا 38
    16 وتصعد على شعبي اسرائيل كسحابة تغشي الارض.في الايام الاخيرة يكون.وآتي بك على ارضي لكي تعرفني الامم حين اتقدس فيك امام اعينهم يا جوج

    عزرا 38
    18 ويكون في ذلك اليوم يوم مجيء جوج على ارض اسرائيل يقول السيد الرب ان غضبي يصعد في انفي.

    عزرا 39
    1 وانت يا ابن آدم تنبأ على جوج وقل.هكذا قال السيد الرب.هانذا عليك يا جوج رئيس روش ماشك وتوبال.

    عزرا 39
    6 وارسل نارا على ما جوج وعلى الساكنين في الجزائر آمنين فيعلمون اني انا الرب.

    عزرا 39
    11 ويكون في ذلك اليوم اني اعطي جوجا موضعا هناك للقبر في اسرائيل ووادي عباريم بشرقي البحر فيسد نفس العابرين وهناك يدفنون جوجا وجمهوره كله ويسمونه وادي جمهور جوج.

    عزرا 39
    15 فيعبر العابرون في الارض واذا راى احد عظم انسان يبني بجانبه صوّة حتى يقبره القابرون في وادي جمهور جوج

    و نقطة أخرى هامة جاءت فى عزرا 39 : 6 ...... إذ من الواضح فيه أن مملكة ماجوج تلك موجودة بالقرب من البحر أو فى إحدى جزائره ..... حيث تطالهم نار الرب مع سائر سكان جزائر البحر !

    العهد الجديد ...... جاء ذكرهم فى آية واحدة فى سفر رؤيا يوحنا :


    رؤيا 20 :

    8 ويخرج ليضل الامم الذين في اربع زوايا الارض جوج وما جوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر.

    و نجد أن العهد القديم يُفسر جوج هذا على أنه ملك لمملكة يُقال لها ماجوج و أنه من نسل يافث إبن نوح ...... و هذا نوع من التسطيح التوراتى المُعتاد ....... فلقد خص اليهود أنفسهم بالنسل السامى من سام إبن نوح ...... و لا حظ التشابه بين إسم سام (فى اللغات الشرقية السامية مثل العربية و العبرية) و معانى السمو و العلو و الإرتفاع ......... أما باقى الأجناس من زنوج و روم و جنس أصفر ...... فهى تنتمى لأبناء نوح الآخرين ...... بل أن النزعة العنصرية ضد الزنوج تتبدى فى جعل الزنوج من نسل حام إبن نوح الملعون من أبيه !!!

    تكوين 9 :

    21 وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه.
    22 فابصر حام ابو كنعان عورة ابيه واخبر اخويه خارجا.
    23 فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على اكتافهما ومشيا الى الوراء وسترا عورة ابيهما ووجهاهما الى الوراء. فلم يبصرا عورة ابيهما.
    24 فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير.
    25 فقال ملعون كنعان. عبد العبيد يكون لاخوته.
    26 وقال مبارك الرب اله سام. وليكن كنعان عبدا لهم.
    27 ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام. وليكن كنعان عبدا لهم


    و النظرة العنصرية هنا فاضحة و واضحة و تؤكد أن هذا الهراء لم يُكتب إلا قُبيل إنتصار اليهود على الكنعانيين فى المعركة الشهيرة التى قتل فيها نبى الله داود ملك الكنعانيين العظيم جالوت ...... و أن هذا الهراء كُتب أثناء الحروب السجال بين بنى اليهود و الكنعانيين و التى كان الكنعانيون يُذيقون فيها اليهود أهوال القتال و بأسهم الشديد و أنهم بحق قوماً جبارين ....... فجعلوهم ، و هم البيض البشرة ، من نسل حام الملعون من أبيه ...... و أن نسله (من الكنعانيين و الزنوج) يكونون عبيداً لنسل سام (اليهود) و يافث (الأروام) !

    و نجد أن سفر الرؤيا يضع صورة ليأجوج و مأجوج مُشابهة لتصوير يأجوج و مأجوج فى الأحاديث النبوية الشريفة (التى سنأتى على ذكرها) و تصويرهم على أنهم كثيروا العدد كرمال البحر !

    و لنعد إلى التناول الإسلامى ليأجوج و مأجوج و نُحلل كل شيئ بالتفصيل

    أولاً : هل أخبرنا القرآن بأنهم بشر أو كائنات ؟ هل أخبرنا رسولنا الصادق الأمين بأنهم بشــر أو كائنات؟ نرى في الآيات ذكر كلمة "قوم" جاءت لوصف السكان في الغرب و الشرق و من هم دون السدين أما يأجوج و مأجوج فلقد وصفوا بأنهم مفسدون في الأرض و لم يشر القران أنهم "قوم" . ماذا يحتمل هــذا ؟ . الإجابة: يحتمل أنهم ليسوا بشــر. لقد وصف سكان تلك المنطقة الشيء الذي يفسد أرضهم بأنة يأجوج و مأجوج . من الغريب أن نجد اقتران هاتين الكلمتين سويا لوصف ذلك الشيء المفسد فهو ليس فقط "يأجوج" أو "مأجوج" بل لابد أن نذكر الكلمتين معا في أي موضع بأن يقال " يأجوج و مأجوج" . بحثت عن أصل هاتين الكلمتين في كتاب لسان العرب للعلامة بن منظور فوجدت التالي :


    " أجج: الأَجِيجُ: تَلَهُّبُ النار. ابن سيده: الأَجَّةُ والأَجِيجُ صوت النار , ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ: قبليتان من خلق الله، جاءَت القراءَة فيهما بهمز وغير همز. وهما اسمان أَعجميان، واشتقاقُ مثلهما من كلام العرب يخرج من أَجَّتِ النارُ، ومن الماء الأُجاج، وهو الشديد الملوحة، المُحْرِقُ من ملوحته؛ قال: ويكون التقدير في يأْجُوجَ يَفْعول، وفي مأْجوج مفعول، كأَنه من أَجِيج النار.؛ قال: ويجوز أَن يكون يأْجوج فاعولاً، وكذلك مأْجوج؛ قال: وهذا لو كان الاسمان عربيين، لكان هذا اشتقاقَهما، فأَمَّا الأَعْجَمِيَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربية؛ ومن لم يهمز، وجعل الأَلفين زائدتين يقول: ياجوج من يَجَجْتُ، وماجوج من مَجَجْتُ، وهما غير مصروفين "


    قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مّنَ الطّيّبَاتِ وَفَضّلْنَاهُمْ عَلَىَ كَثِيرٍ مّمّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [سورة: الإسراء - الآية: 70] . هل يعقل أن يخلق الله من بني ادم أقوام فقط للإفساد و لم يتغير طبع أو اسم هؤلاء القوم منذ آلاف السنين و كيف يتفق هذا مع ما جاء في تعاليم الإسلام أن لا فرق بين الأمم بالمولد أو الأصل بل بالعمل و تقوى الله. و نتذكر عكرمة بن أبي جهل و صفوان إبن أمية , و غيرهم . فهل يشترط أن يكون الابن مثل الأب أو العكس. أن تكون أمه ما صالحة بالكامل أو فاسدة بالكامل منذ المولد ليست فكرة إسلامية..... بل إنها نتاج لفكرة وراثة الخطيئة الموجودة لدى النصارى و التى يتحججون بها فى إثبات ألوهية إلههم الميسوعى المسخ بحجة أنه إبن الله الذى بعثه لإفتداء بنى البشر و تكفيراُ عن الخطايا البشرية . و هذا يرجح أن لا يكون يأجوج و مأجوج من البشر. فلو كانوا من البشر ، فإن مُحمداً ...... الرحمة المُهداة هو مبعوث إليهم بالتبعية ....... و نجد أن من البشر و من الجن من آمنوا برسالة مُحمد لأنه مبعوث للعالمين كافة أو لكل الناس (و الناس هنا تعنى الإنس و الجن كما جاء فى سورة الناس : قل أعوذ برب الناس . ملك الناس . إله الناس ........ و هى كلمة تشمل كل مُكلف من الإنس و الجن و لا تعنى البشر وحدهم على الإطلاق) ....... و طالما هُم مشمولين بدعوة مُحمد ، فلابد أن يؤمن به بعضهم ....... و نجد أن دعوة مُحمد وصلت أقاصى الأرض من اليابان و الصين حتى هنود أمريكا و أمريكا الجنوبية ...... بل و حتى بين زنوج أستراليا ...... لم تمنعها أى عوائق أو سدود من أى نوع ........ و أى سد هذا الذى لا يُمكن تسلقه أو ثقبه من بين بنى البشر ؟ ....... هل يعوق السد الحديدى بنى البشر عن نقب السد أو حتى هدمه و هو الذى بناه بشر مثلهم ....... هل يعجز بنى البشر عن هدم الهرم الأكبر لو أرادوا ذلك ....... حتى بأياديهم العارية و دون إستخدام مُتفجرات؟


    أن الأقوام في شرق و غرب مملكة ذو القرنين لم يشتكوا من أن يأجوج و مأجوج يفسدون في أرضهم , مع أنهم يعيشون في نفس الفترة الزمنية , و هذا يؤكد أن إفساد يأجوج و مأجوج لم يكن عام بل أقتصر فقط على الأرض خلف السدين. و لم نسمع عبر التاريخ عن أقوام مقاتلين شرسين و عددهم كبير يكتفون فقط بإفساد منطقة محددة من الأرض.


    و الإفساد فى الأرض جاء فى القرآن على عدة معانى .......... فهو يعنى فى بعض الأحوال الكُفر و الصد عن سبيل الله ....... و فى أحيان أخرى يعنى القتل و التنكيل و إهلاك الزرع و الحرث و النسل ........... و هذا هو ربما المعنى المقصود لإفساد يأجوج و مأجوج ....... و هو نفس المعنى فى الأحاديث النبوية التى تتناول هذه المخلوقات و التى سنأتى على ذكرها لاحقاً ..... فهم يهبطون على الأرض كالجراد و يُهلكون كل شيئ يجدونه فى طريقهم ........ و لكم ما يعنينا هنا الآن هو أن الشيء المفسد لم يكن موجوداً طيلة الوقت . فقد كان خروج المفسدون على فترات, الأرض تكون صالحة فيأتي المفسد في فترة معينة من السنة يفسد جزء من الأرض ثم يزول ذلك المفسد و يقوم أهل تلك المنطقة بإصلاح ما فسد و تستمر الحياة , و منطقيا لا تصلح الأرض للسكن لو كان المفسدون فيها طول السنة لرآهم ذو القرنين . كذلك, إن كان المفسدون موجدون فتـرة تشــيد ذو القــرنين الســد لأعاقوا عملية التشـييد و التي لابــد و أنها استغرقت وقت طويل نظرا لضخامة السد.

    نرجع للقوم الذين اشتكوا من أن يأجوج ومأجوج مفسدون في أرضهم ماذا طلبوا من ذا القرنين؟. لقد طلبوا بناء "سد" بينهم و بين ذلك المفســد و في هذا تأكيد أن المفسدون ليسو بشر وإلا لطلبوا أن يخلصهم بأي وسيلة أخرى بالقتال مثلاً. ثم و لماذا لم يحاول ذو القرنين هداية يأجوج و مأجوج لتعاليم الله أو يعاقب الضالون منهم كما فعل مع أهل مملكته في الغرب و الشرق , هذا يؤكد أن المفسدون ليسو من البشر. لا يختلف أثنين أن السدود استخدمت وما زالت لغرض حجز السوائل أو ما شابه من متدحرج أو منساب و ليس لحجز البشر وخصوصًا أن البشر تستطيع التسلق أو الدوران من جهات أخرى. و أن البشر منذ القدم استخدموا الحبال و السلالم و صنعوا الكثير من الأدوات التي احتاجوها لتسير أمور حياتهم مثل القتال و الصيد و خلافة. لذا لن يكون السد حماية من دون حراسة و لم تشــر الآيات لأي نوع من الحراسة لهذا الســد بل أنة بعــد بنائه كان في ذلك رحمة من عند الله فلقد وفر حماية للقـوم خلف السـد من الفساد الذي كان يلحق بهم و يستمر ذلك حتى يقترب الوعــد الحق و عندها يجعله الله دكاء و يرجع ذلك الشيء المفســد للإفساد مرة أخرى و لكن بشــكل أشــد و أعنف و بقوة تدميرية هائلة و ذلك حسب و صف الآيات. تنشأ السدود و منذ القدم لأغراض عدة أهما للخزن أو الحماية و الواضح أن سد ذو القرنين هو سد حماية.

    سؤال آخر , هل كان سد يأجوج و مأجوج سد حقيقي ؟. الإجابة نعم كان سد حقيقي بدليل وصف القرآن لطريقة بناء السد حيث أنه من سدود الحماية الترابية (ردم) " فَأَعِينُونِي بِقُوّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً" و لقد بني بين الصدفين ( جوانب السدين) , له قلب صلب و غير منفذ من الحديد والنحاس , و لكن كيف بنى ذو القرنين السد؟ هذا سؤال فني حساس و لقد وصف القرآن الطريقة بشكل واضح مختصر , فكيف كانت..!


    قبل شرحها نود الإشارة أنه عادة عند صهر أي معدن يوضع في بوتقة حرارية توقد عليها حرارة عالية و ترتفع درجة حرارة المعدن في البوتقة حتى تصل لدرجة الانصهار فينصهر المعدن و يصبح سائل القوام فـإذا سكب فسوف ينساب المعدن المنصهر مع الجاذبية الأرضية و يتشكل حسب الظروف التي و ضع فيها من حرارة و محيط. و لو تخيلنا كيف يمكن لذو القرنين أن يشيد هذا السد الضخم و كيف يمكنه صهر الحديد و النحاس ( درجة انصهار للحديد هي 1537 والنحاس 1084.5 درجة مئوية) و صب جـدار أملس عمودي قائم من المعدن المنصهر!. تغلب ذو القرنين على هذه المشكلة الفنية بطريقة و صفها لنا القرآن:

    قال تعالى "قَالَ مَا مَكّنّي فِيهِ رَبّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتّىَ إِذَا سَاوَىَ بَيْنَ الصّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُواْ حَتّىَ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيَ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (96) " [سورة: الكهف ]


    و بتتبع ألفاظ الآيات جيدا نرى أن ذو القرنين أنجز عمله حسب الخطوات التالية:

    أولا: ردم ذو القرنين جسم السد و المتكون من ثلاث أجزاء , ردم أمامي و ردم خلفي و في الوسط بين الـردم الأمامي و الردم الخلفي وضع زبر الحديد ( حجارة تحوي خام الحديد) و معها مادة قابلة للاشتعال و ترك في الردم فتحات للتهوية تساعد في دخول الهواء اللازم لعملية الحرق. و لقد ردم هذه الأجزاء على طبقات إلى إن ساوى القمة بالكامل مع السدين المجاورين (كلمتي "حتى" و "ساوى" تدلان على الاسترسال في الردم و مساواته في طبقات). و جمع القطر (النحاس) و جهز وسيلة تساعد لنقل النحاس لأعلى الردم.

    ثانيا: أمر بإضرام النار في الحديد الخام و المادة القابلة للاشتعال و ساعدت الفتحات في إيصال الهواء اللازم للحرق عن طريق النفخ, و انتظر حتى انصهر الحديد.

    أخيرا: أفرغ النحاس على الحديد المنصهر , و يكتسب النحاس من حرارة الحديد و يبدأ في الانصهار و الحديد يفقد حرارة و يبدأ يتصلب و لأن درجة حرارة انصهار النحاس أقل فإن الحديد يتصلب أولا , و يقوم النحاس بتعبئة الفراغات الباقية و عندما يتصلب النحاس يصبح قلب السد قوي و غير منفذ أما جوانبه فملتصقة بالسدين القديمين أما من الأمام و الخلف فهو من الردم. لقد شكل جسم السد على هيئة بوتقة كبيرة من الردم الأمامي و الردم الخلفي و في الجوانب كان الجبلين. و صهر المعدن في الوسط يجعل قلب السد ثابت و غير منفذ. و تسلق هذا السد من الأمام أو الخلف ليس بالأمر الصعب على البشر أو الكائنات الحية .

    وهناك إعجاز أخر بأن وصف المولى عز وجل ثبات ذلك السد وعدم انهيار" فَمَا اسْطَاعُوَاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْب " وهذا هو وصف لأهم طريقتين لانهيار أي سد ترابي (سـد مكون من ردم) بسبب المياه المحجوزة خلف السد حيث أنه في نظريات انهيار السدود ينهار السد إما بالتظهير أو النقب كالتالي:

    في الطريقة الأولى ترتفع المياه المحجوزة خلف السد حتى تعلو قمة السد وتتدفق أعلى منه وتهبط من الجهة الأخرى بشدة تؤدى إلى تأكل جسم السد تم انهياره . و هذا ما و صفته الآيات " فَمَا اسْطَاعُوَاْ أَن يَظْهَرُوهُ "

    في الطريقة الثانية يحدث تسرب في جسم السد يكون ثقب أو فتحة صغيرة ومع التسرب يحدث أتساع في هذه الفتحة وتأكل في الردم المحيط بالفتحة وتكبر هذه الفتحة إلى أن ينهار السد. و هذا ما و صفته الآيات " وَمَا اسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْب "

    ونرى التطابق ما بين هذين الطريقتين تمامًا مع ما ورد في النص القرآني و لقد لاحظ اللغويون الفرق ما بين استخدام الكلمتين "اسطاعوا" و "استطاعوا" و أن الكلمة الأولى فيها سهولة الفعل و هو التظهير و الثانية فيها صعوبة الفعل و هو النقب و هذا فعلا أيضا صحيح فالانهيار بالطريقة الأولى يكون أسرع من الثانية و لو تكلمنا عن المياه فنقول أن نقب المياه للسد أصعب من تظهره . و هذا يعطينا مؤشـر بأن السد الذي بناه ذو القرنين يحجز خلفه سائل.

    و لكن كيف سينهار الســد ؟. أتى النص القرآنى بوصف سبب الانهيار ويكون ذلك عندما يفتح يأجوج و مأجوج .نرى هنا طريقة أخرى تسبب إنهيار السدود تنتج بسبب تكون شروخ أسفل أو في أكتاف الســد و الناتجة بسبب حركة الأرض أسفل أو بجوار الســد و يكون ذلك لأسباب عدة منها الهزات الأرضية أو الشروخ الناتجة عن حركة طبقات الأرض. و يحصر العلماء في العصر الحديث الكثير من هذه الشــروخ, و الشرخ هو إنفتاح و هذا مطابق تماما النص القرآني " حَتّىَ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ " .لكن ماذا لو إنهار السد ؟. هناك الكثير من السدود تنهار في مختلف بقاع الأرض وتسبب خسائر , لكن سد يأجوج ومأجوج يختلف فهو مع علامات الساعة وسوف يحدث دمار عظيم يتبع انهيار هذا السد فلماذا؟.

    ألفاظ الآيات دقيقة و تصف ما بعد انهيار السد, نرى كلمة يموج في قوله تعالى " وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ." هذا يؤكد أن إنهيار السـد حقيقي و أنه يحجز كم كبير من الكائنات فى حالة إزدحام شديد حيث يتبع إنهيار السدود موجات عاتية تدمر بعنف. أما كلمة "حدب " فلقد جاءت في لسان العرب كما يلي:


    "الحَدَبُ: الغِلَظُ من الأَرض في ارْتِفاع، والجمع الحِدابُ . والحَدَبةُ: ما أَشْرَفَ مِن الأَرض، وغَلُظَ وارْتَفَعَ، ولا تكون الحَدَبةُ إِلاَّ في قُفٍّ أَو غِلَظِ أَرضٍ، وفي قصيد كعب بن زهير : يَوْماً تَظَلُّ حِدابُ الأَرضِ يَرْفَعُها، * من اللَّوامِعِ، تَخْلِيطٌ وتَزيِيلُ وحَدَبُ الماءِ: مَوْجُه؛ وقيل: هو تراكُبُه في جَرْيهِ. الأَزهري : حَدَبُ الماءِ: ما ارْتَفَع مِن أَمْواجِه. قال العجاج : نَسْجَ الشَّمالِ حَدَبَ الغَدِيرِ "

    نرى الحدب يصح أن يكون أعلى الموجة (مقوس), و يصح أن يكون الأرض المرتفعة بشكل مقوس (حدب). في المعنى الأول يتفق ذلك مع ما يحدث بعد الانهيار حيث يكون التدفق سريعاً و بصورة مُتسارعة. و المعنى الثاني يصف إنسلال تلك المخلوقات فى صورة موجات مُتلاحقة كموجات التسونامى الجبارة لتُدمر الأرض و تُفسد فيها بعد كل تلك القرون من الحبس من وراء السد.



    فاصل و نعود لإستكمال الحديث فى ماهية يأجوج و مأجوج
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله القبطى ; 22-10-2007 الساعة 02:06 AM

    اقتباس

    Deuteronomy 21
    22 And if a man have committed a sin worthy of death, and he be to be put to death, and thou hang him on a tree
    23 His body shall not remain all night upon the tree, but thou shalt in any wise bury him that day; ( for he that is hanged is accursed of God;) that thy land be not defiled, which the LORD thy God giveth thee for an inheritance

    سفر التثنية:
    21: 22 و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
    21: 23 فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه في ذلك اليوم لان المعلق ملعون من الله فلا تنجس ارضك التي يعطيك الرب الهك نصيبا

    هذا هو ما يقوله الكتاب المُقدس فى ..... يسوع
    This is what the Bible says in the ..... Jesus

    http://www.bare-jesus.net




  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    34
    آخر نشاط
    19-05-2008
    على الساعة
    11:19 AM

    افتراضي (ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكراً ) ... الكهف"83"

    ذو القرنين: هذا لقبه ، لأنه ربما كان في تكوينه ذا قرنين ، أو يلبس تاجاً له اتجاهان ، أو لأنه بلغ قرني الشمس في المشرق وفي المغرب.
    وقد بحث العلماء في: من هو ذو القرنين؟
    1- فمنهم من قال: هو الإسكندر الأكبر المقدوني الطواف في البلاد.
    (لكن الإسكندر الأكبر كان في مقدونيا في الغرب ، وذو القرنين جاب المشرق والمغرب.)
    2- ومنهم من قال: هو قورش الصالح ، وهذه رحلته في الشرق والغرب وبين السدين.
    (وهوعالماً محققاً من علماء الهند هو: أبو الكلام آزاد ـ وزير المعارف الهندي)
    كما أن الإسكندر كان وثنياً ، وكان تلميذاً لأرسطو، وذو القرنين رجل مؤمن كما سنعرف من قصته.

    وعلى العموم ، ليس من صالح القصة حصرها في شخص بعينه ، لأن تشخيص حادثة القصة يضعف من تأثيرها ، ويصبغها بصبغة شخصية لا تتعدى إلى الغير فنرى من يقول بأنها مسألة شخصية لا تتكرر.

    إذن: لو جاء العلم في ذاته سنقول: هذه الحادثة أو هذا العمل خاص بهذا الشخص ، والحق ـ سبحانه وتعالى ـ يريد أن يضرب لنا مثلاً يعم أي شخص ، ماذا سيكون مسلكه وتصرفه إن مكن الله له ومنحه الله قوة وسلطة؟
    ولو حدد القرآن هذه الشخصية في الإسكندر أو قورش أو غيرهما لقلنا: إنه حدث فردي لا يتعدى هذا الشخص ، وتنصرف النفس عن الأسوة به ، وتفقد القصة مغزاها وتأثيرها. ولو كان في تعيينه فائدة لعينه الله لنا.
    والحق ـ سبحانه ـ عندما ضرب مثلاً للذين كفروا، قال:

    (امرأة نوحٍ وامرأة لوط ..) .... سورة التحريم"10"

    ولم يعينهما على التحديد ، لأن الهدف من ضرب المثل هنا بيان الرسول المرسل من الله لهداية الناس لم يتمكن من هداية زوجته وأقرب الناس إليه ، لأن الإيمان مسألة شخصية ، لا سيطرة فيها لأحد على أحد.
    وكذلك لما ضرب الله مثلاً للذين آمنوا قال:

    (امرأة فرعون ..) ....سورة التحريم "11"

    ففرعون الذي أضل الناس وادعى الألوهية زوجته مؤمنة ، وكأن الحق سبحانه يلمح للناس جميعاً أن رأيك في الدين وفي العقائد رأي ذاتي ، لا يتأثر بأحد أياً كان ، لا في الهداية بنبي ، ولا في الغواية بأضل الضالين الذي ادعى الألوهية.
    وهكذا يحفظ الإسلام للمرأة دورها وطاقتها ويحترم رأيها.

    إذن: الحق سبحانه وتعالى أتى بهذه القصة غير مشخصة لتكون نموذجاً وأسوة يحتذي بها كل أحد ، وإلا لو شخصت لارتبطت بهذا الشخص دون غيره ، أما حينما تكلم الحق سبحانه عن مريم فنراه يحددها باسمها ، بل واسم أبيها ، ذلك لأن ما سيحدث لمريم مسألة خاصة بها ، ولن تحدث بعدها أبداً في بنات آدم ، لذلك عينها وشخصها ، لأن التشخيص ضروري في مثل هذا الموقف.
    أما حين يترك المثل أو القصة دون تشخيص ، فهذا يعني أنها صالحة لأن تتكرر في أي زمان أو في أي مكان.

    وقوله:
    ( ويسألونك عن ذي القرنين ..) ...سورة الكهف "83"

    نلاحظ أن مادة السؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن أخذت حيزاً كبيراً فيه ، فقد ورد السؤال للنبي من القوم ست عشرة مرة ، إحداها بصيغة الماضي في قوله تعالى:

    ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ..)..سورة البقرة "186"

    وخمس عشرة مرة بصيغة المضارع ، كما في:

    ( يسألونك عن الأهلة ..) ... سورة البقرة "189"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين ..) ... سورة البقرة "215"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه .. ).. .سورة البقرة "217"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك عن الخمر والميسر ..) ... سورة البقرة "219"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ..) ...سورة البقرة "219"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ..) ... سورة البقرة "220"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن المحيض .. ) ... سورة البقرة"222"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك ماذا أحل لهم .. ) ...سورة المائدة"4"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك عن الساعة .. ) ... سورة الأعراف"187"

    وقوله تعالى:
    ( يسألونك عن الأنفال .. ) ... سورة الأنفال "1"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن الروح .. ) ... سورة الإسراء"85"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن ذي القرنين .. ) ... سورة الكهف "83"

    وقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً .. ) ... سورة طه"105"

    خمسة عشر سؤالاً بالمضارع ، إلا أن الجواب عليها مختلف ، وكلها صادرة عن الله الحكيم ، فلابد أن يكون اختلاف الجواب في كل سؤال له ملحظ ، ومن هذه الأسئلة ما جاء من الخصوم ، ومنها ما سأله المؤمنون ، السؤال من المؤمنين لرسول الله ـ وقد نهاهم أن يسألوه حتى يهدأوا ـ إلحاح منهم في معرفة تصرفاتهم وإن كانت في الجاهلية ، إلا أنهم يريدون أن يعرفوا رأي الإسلام فيها ، فكأنهم نسوا عادات الجاهلية ويرغبون في أن تشرع كل أمورهم على وفق الإسلام.
    وبتأمل الإجابة على هذه الأسئلة تجد منها واحدة يأتي الجواب مباشرة دون (قل) وهي في قوله تعالى:

    ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب .. ) ... سورة البقرة"186"

    وواحدة وردت مقرونة بالفاء (فقل) وهي قوله تعالى:

    ( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً .. ) ... سورة طه"105"

    وباقي الأسئلة وردت الإجابة عليها بالفعل (قل) ، فما الحكمة في اقتران الفعل بالفاء في هذه الآية دون غيرها؟
    قالوا: حين يقول الحق سبحانه في الجواب (قل) فهذه إجابة على سؤال سأله رسول الله بالفعل ، أي: حدث فعلاً منهم ، أما الفاء فقد أتت في الجواب على سؤال لم يسأله ، ولكنه سيسأله مستقبلاً.

    فقوله تعالى:
    ( ويسألونك عن الجبال .. ) ... سورة طه"105"

    سؤال لم يحدث بعد ، فالمعنى: إذا سألوك فقل ، وكأنه احتياط لجواب عن سؤال سيقع. فإذا قلت: فما الحكمة في أن يأتي الجواب في قوله تعالى:

    ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب .. ) ... سورة البقرة"186"

    خالياً من: قل أو فقل: مع أن (إذا) تقتضي الفاء في جوابها؟
    نقول: لأن السؤال هنا عن الله تعالى ، ويريد سبحانه وتعالى أن يجيبهم عليه بانتفاء الواسطة من أحد ، لذلك تأتي الإجابة مباشرة دون واسطة:

    ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع .. ) ... سورة البقرة"186"

    قوله تعالى:
    ( ويسألونك عن ذي القرنين .. ) ... سورة الكهف"83"

    أي: عن تاريخه وعن خبره والمهمة التي قام بها:

    ( قل سأتلو عليكم منه ذكراً .. )

    وأي شرف بعد هذا الشرف ، إن الحق تبارك وتعالى يتولى التأريخ لهذا الرجل ، ويؤرخ له في قرآنه الكريم الذي يتلى ويتعبد به إلى يوم القيامة والذي يتحدى به ، ليظل ذكره باقياً بقاء القرآن ، خالداً بخلوده ، يظل أثره فيما عمل أسوة وقدوة لمن يعمل مثله. إن دل على شيء فإنما يدل على أن العمل الصالح مذكور عند الله قبل أن يذكر عند الخلق.
    فأي ذكر أبقى من ذكر الله لخبر ذي القرنين وتاريخه؟
    و(منه) أي: بعضاً من ذكره وتاريخه ، لا تاريخه كله.
    أي: صيت حسن وشرف ورفعة كون القرآن يذكر هذا الاسم ، لأن الاسم إذا ذكر في القرآن ذاع صيته ودوي الآفاق.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    (إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سبباً) ... سورة الكهف "84"

    التمكين: أي أننا أعطيناه إمكانات يستطيع بها أن يصرف كل أموره التي يريدها ، لأنه مأمون على تصريف الأمور على حسب منهج الله.
    أي: أعطيناه أسباباً يصل بها إلى ما يريد ، فما من شيء يريده إلا ويجعل الله له وسيلة موصلة إليه. فماذا صنع هو؟

    ثم يقول الحق سبحانه:
    (فأتبع سبباً ) ... سورة الكهف"85"

    أتبع السبب ، أي: لا يذهب لغاية إلا بالوسيلة التي جعلها الله له ، فلقد مكن الحق لذي القرنين في الأرض ، وأعطاه من كل شيء سبباً ، ومع ذلك لم يركن ذو القرنين إلى ما أعطى ، فلم يتقاعس ، ولم يكسل ، بل أخذ من عطاء الله له بشيء من كل سبب.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً ) ... سورة الكهف"86"

    وبلوغه مغرب الشمس دليل على أنه لم يكن بهذا المكان ، بل كان قادماً إليه من المشرق. ومعنى (مغرب الشمس) هل الشمس تغرب؟
    هي تغرب في عين الرائي في مكان واحد ، وهكذا، إذن: غروبها بمعنى غيابها من مرأى عينك أنت ، لأن الشمس لا تغيب أبداً ، فهي دائماً شارقة غاربة ، بمعنى أنها حين تغرب على قوم تشرق على آخرين ، لذلك تتعدد المشارق والمغارب.
    وهذه أعطتنا دوام ذكر الله ودورانه على الألسنة في كل الأوقات ، فحين نصلي نحن الظهر مثلاً يصلي غيرنا العصر، ويصلي غيرهم المغرب ، وهكذا فالحق سبحانه مذكور في كل وقت بكل وقت ، فلا ينتهي الظهر لله ، ولا ينتهي العصر لله ، ولا ينتهي المغرب لله ، بل لا ينتهي الإعلام بواحدة منها طوال الوقت ، وعلى مر الزمن ، لذلك يقول أهل المعرفة: يا زمن وفيك كل الزمن.

    ثم يقول تعالى:
    ( وجدها تغرب في عينٍ حمئةٍ ..) ... سورة الكهف"86"

    أي: في عين فيها ماء. وقلنا: إن الحمأ المسنون هو الطين الذي اسود لكثرة وجوده في الماء. وفي تحقيق هذه المسألة قال عالم الهند أبو الكلام آزاد ، ووافقه فضيلة المرحوم الشيخ عبد الجليل عيسى ، قال: عند موضع يسمى (أزمير).

    وقوله تعالى:
    ( ووجد عندها قوماً ..)

    أي: عند هذه العين.

    ( قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً )

    إذن: فهذا تفويض له من الله ، ولا يفوض إلا المأمون على التصرف.

    ( إما أن تعذب .. )

    ولابد أنهم كانوا كفرة أو وثنيين لا يؤمنون بإله ، فإما أن تأخذهم بكفرهم ، وإما أن تتخذ فيهم حسناً.
    لكن ما وجه الحسن الذي يريد الله أن يتخذه؟ يعني أنهم قد يكونون من أهل الغفلة الذين لم تصلهم الدعوة ، فبين لهم وجه الصواب ودلهم على دين الله ، فمن آمن منهم فأحسن إليه ، ومن أصر على كفره فعذبه ، إذن: عليك أن تأخذهم أولاً بالعظة الحسنة والبيان الواضح ، ثم تحكم بعد ذلك على تصرفاتهم.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكراً ) ... سورة الكهف "87"

    قوله تعالى:
    {فسوف نعذبه .. )

    يعطينا إشارة إلى المهلة التي سيعطيها لهؤلاء ، مهلة تمكنه أن يعظهم ويذكرهم ويفهمهم مطلوبات دين الله.

    ثم يقول تعالى:
    ( ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكراً )

    فلن نعذبه على قدر ما فعل ، بل نعذبه عقوبة دنيوية فقط ، لأن العقوبات الدنيوية شرعت لحفظ توازن المجتمع ، وردع من لا يرتدع بالموعظة ، وإلا فما فائدة الموعظة في غير المؤمن؟ لذلك نرى الأمم التي لا تؤمن بإله ، ولا بالقيامة والآخرة تشرع هذه العقوبات الدنيوية لتستقيم أوضاعها.
    وبعد عذاب الدنيا عقوبتها هنا عذاب أشد في الآخرة

    (عذاباً نكراً )

    والشيء النكر: هو الذي لا نعرفه ، ولا عهد لنا به أو ألفة ، لأننا حينما نعذب في الدنيا نعذب بفطرتنا وطاقتنا ، أما عذاب الله في الآخرة فهو شيء لا نعرفه ، وفوق مداركنا وإمكاناتنا.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسراً ) ... سورة الكهف"88"

    قوله تعالى:
    ( فله جزاء الحسنى .. )

    أي: نعطيه الجزاء الحسن

    ( وسنقول له من أمرنا يسراً )

    نقول له الكلام الطيب الذي يشجعه ويحفزه ، وإن كلفناه كلفناه بالأمر اليسير غير الشاق.
    وهذه الآية تضع لنا أساس عملية الجزاء التي هي ميزان المجتمع وسبب نهضته ، فمجتمع بلا جزاءات تثيب المجد وتعاقب المقصر مجتمع ينتهي إلى الفوضى والتسيب ، فإن أمن الناس العقاب تكاسلوا.
    إذن: فميزان المجتمع وأساس نهضته:

    ( أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكراً "87" وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسراً ) "88"
    (سورة الكهف)

    فما أجمل أن نرصد المكافآت التشجيعية والجوائز ، ونقيم حفلات التكريم للمتميزين والمثاليين ، شريطة أن يقوم ميزان الاختيار على الحق والعدل.
    والحسنى: أفعل التفضيل المؤنث لحسن ، فإذا أعطيناه الحسنى فالحسن من باب أولى.

    ومن هذا قوله تعالى:
    ( ثم أتبع سبباً ) ... سورة الكهف"89"

    أي: ذهب إلى مكان آخر.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    (حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً) ... سورة الكهف"90"

    قوله تعالى:

    ( مطلع الشمس ..)

    كما قلنا في مغربها ، فهي دائماً طالعة ، لأنها لا تطلع من مكان واحد ، بل كل واحد له مطلع ، وكل واحد له مغرب حسب اتساع الأفق.

    ثم يقول تعالى:
    ( وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً )

    الستر: هو الحاجز بين شيئين ، وهو إما ليقيني الحر أو ليقيني البرد ، فقد ذهب ذو القرنين إلى قوم من المتبدين الذين يعيشون عراة كبعض القبائل في وسط أفريقيا مثلاً ، أو ليس عندهم ما يسترهم من الشمس مثل البيوت يسكنونها ، أو الأشجار يستظلون بها.
    وهؤلاء قوم نسميهم "ضاحون"
    أي: ليس لهم ما يأويهم من حر الصيف أو برد الشتاء ، وهم أناس متأخرون بدائيون غير متحضرين. ومثل هؤلاء يعطيهم الله تعالى في جلودهم ما يعوضهم عن هذه الأشياء التي يفتقدونها ، فترى في جلودهم ما يمنحهم الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف.
    وهذا نلاحظه في البيئات العادية، حيث وجه الإنسان وهو مكشوف للحر وللبرد، ولتقلبات الجو، لذلك جعله الله على طبيعة معينة تتحمل هذه التقلبات ، على خلاف باقي الجسم المستور بالملابس ، فإذا انكشف منه جزء كان شديد الحساسية للحر أو للبرد ، وكذلك من الحيوانات ما منحها اله خاصية في جلودها تستطيع أن تعيش في القطب المتجمد دون أن تتأثر ببرودته.
    وهؤلاء البدائيون يعيشون هكذا، ويتكيفون مع بيئتهم ، وتشغلهم مسألة الملابس هذه ، ولا يفكرون فيها ، حتى يذهب إليهم المتحضرون ويرون الملابس ، وكيف أنها زينة وستر للعورة فيستخدمونها.
    ونلاحظ هنا أن القرآن لم يذكر لنا عن هؤلاء القوم شيئاً وماذا فعل ذو القرنين معهم ، وإن قسنا الأمر على القوم السابقين الذين قابلهم عند مغرب الشمس نقول: ربما حضرهم ووفر لهم أسباب الرقي.
    وبعض المفسرين يرون أن ذا القرنين ذهب إلى موضع يومه ثلاثة أشهر، أو نهاره ستة أشهر، فصادف وصوله وجود الشمس فلم ير لها غروباً في هذا المكان طيلة وجوده به ، ولم ير لها ستراً يسترها عنهم ، ويبدو أنه ذهب في أقصى الشمال.

    ويقول الحق سبحانه:
    ( كذلك وقد أحطنا بما لديه خبراً ) ... سورة الكهف "91"
    كذلك: يعني ذهب كذلك ، كما ذهب للمغرب ذهب للمشرق.

    ثم يقول تعالى:
    (ثم أتبع سبباً ) ... سورة الكهف "92"

    ذهب إلى مكان آخر.

    ثم يقول تعالى:
    ( حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولاً ) ... سورة الكهف "93"

    السد: هو الحاجز بين شيئين ، والحاجز قد يكون أمراً معنوياً ، وقد يكون طبيعياً محسوساً كالجبال ، فالمراد بالسدين هنا جبلان بينهما فجوة ، ومادام قد قال: (بين السدين) فالبين هنا يقتضي وجود فجوة بين السدين يأتي منها العدو.

    ( وجد من دونهما .. )

    أي: تحتهما.

    ( قوماً لا يكادون يفقهون قولاً )

    أي: لا يعرفون الكلام ، ولا يفقهون القول ، لأن الذي يقدر أن يفهم يقدر أن يتكلم ، وهؤلاء لا يقولون كلاماً ، ولا يفهمون ما يقال لهم ، ومعنى:

    ( لا يكادون ..)

    لا يقربون من أن يفهموا، فلا ينفي عنهم الفهم ، بل مجرد القرب من الفهم ، وكأنه لا أمل في أن يفهمهم. لكن ، يكف نفى عنهم الكلام ، ثم قال بعدها مباشرة:

    ( قالوا يا ذا القرنين ..)

    فأثبت لهم القول؟
    يبدو أنه خاطبهم بلغة الإشارة ، واحتال على أن يجعل من حركاتهم كلاماً يفهمه وينفذ لهم ما يريدون ، ولاشك أن هذه العملية احتاجت منه جهداً وصبراً حتى يفهمهم ويفهم منهم ، وإلا فقد كان في وسعه أن ينصرف عنهم بحجة أنهم لا يتكلمون ولا يتفاهمون. فهو مثال للرجل المؤمن الحريص على عمل الخير، والذي لا يألو جهداً في نفع القوم وهدايتهم.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردماً ) ... سورة الكهف "95"

    والقول هنا أيضاً قول دلالة وإشارة تفهمهم أنه في غنى عن الأجر، فعنده الكثير من الخير الذي أعطاه الله ، إنما هو في حاجة إلى قوة بشرية عاملة تعينه ، وتقوم معه بتنفيذ هذا العمل.
    ونفهم من الآية أن المعونة من الممكن في الأرض المالك للشيء يجب أن تكون حسبة لله ، وأن تعين معونة لا تحوج الذي تعينه إلى أن تعينه كل وقت ، بل أعنه إعانة تغنيه أن يحتاج إلى المعونة فيما بعد، كأن تعلمه أن يعمل بنفسه بدل أن تعطيه مثلاً مالاً ينفقه في يومه وساعته ثم يعود محتاجاً؛ لذلك يقولون: لا تعطني سمكة ، ولكن علمني كيف أصطاد ، وهكذا تكون الإعانة مستمرة دائمة ، لها نفس ، ولها عمر.
    ولما كان ذو القرنين ممكناً في الأرض ، وفي يده الكثير من الخيرات والأموال ، فهو في حاجة إلى مال بل إلى الطاقة البشرية العاملة، فقال:

    ( فأعينوني بقوةٍ ..)

    أي: قوة وطاقة بشرية قوية مخلصة.

    ( أجعل بينكم وبينهم ردماً )

    ولم يقل: سداً ، لأن السد الأصم يعيبه أنه إذا حصلت رجة مثلاً في ناحية منه ترج الناحية الأخرى ، لذلك أقام لهم ردماً أي: يبني حائطاً من الأمام وآخر من الخلف ، ثم يجعل بينهما ردماً من التراب ليكون السد مرناً لا يتأثر إذا ما طرأت عليه هزة أرضية مثلاً ، فيكون به التراب مثل "السوست" التي تمتص الصدمات.
    والردم أن تضع طبقات التراب فوق بعضها ، حتى تردم حفرة مثلاً وتسويها بالأرض ، ومن ذلك ما نسمعه عندما يعاتب أحدهم صاحبه ، وهو لا يريد أن يسمع ، فيقول له: اردم على هذا الموضوع.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطراً ) ... سورة الكهف "96"

    لم يكن ذو القرنين رجلاً رحالة ، يسير هكذا بمفرده ، بل مكنه الله من أسباب كل شيء ، ومعنى ذلك أنه لم يكن وحده ، بل معه جيش وقوة وعدد وآلات ، معه رجال وعمال ، معه القوت ولوازم الرحلة ، وكان بمقدوره أن يأمر رجاله بعمل هذا السد ، لكنه أمر القوم وأشركهم معه في العمل ليدربهم ويعلمهم ماداموا قادرين ، ولديهم الطاقة البشرية اللازمة لهذا العمل.

    والحق ـ تبارك وتعالى ـ يقول:
    ( لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها ..) ... سورة الطلاق "7"

    فمادام ربك قد أعطاك القوة فاعمل ، ولا تعتمد على الآخرين.
    لذلك تجد هنا أوامر ثلاثة:
    1- أعينوني بقوة.
    2- آتوني زبر الحديد.
    3- آتوني أفرغ عليه قطراً.
    زبر الحديد: أي قطع الحديد الكبيرة ومفردها زبرة. والقطر: هو النحاس المذاب.
    لكن ، كيف بنى ذو القرنين هذا السد من الحديد والنحاس؟
    هذا البناء يشبه ما يفعله الآن المهندسون في المعمار بالحديد والخرسانة ، لكنه استخدم الحديد ، وسد ما بينه من فجوات بالنحاس المذاب ليكون أكثر صلابة ، فلا يتمكن الأعداء من خرقه ، وليكون أملس ناعماً فلا يتسلقونه ، ويعلون عليه.

    فقوله تعالى:
    ( حتى إذا ساوى بين الصدفين .. ) ... سورة الكهف"96"

    الصدف: الجانب.
    أي: مال عنها جانباً.
    فمعنى: ساوى بين الصدفين. أي: ساوى الحائطين الأمامي والخلفي بالجبلين:

    ( قال انفخوا .. )

    أي: في الحديد الذي أشعل فيه ، حتى إذا التهب الحديد نادى بالنحاس المذاب.

    ( قال آتوني أفرغ عليه قطراً )

    وهكذا أنسبك الحديد الملتهب مع النحاس المذاب ، فأصبح لدينا حائط صلب عالٍ أملس.

    لذلك قال تعالى بعدها:
    ( فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً ) ... سورة الكهف"97"

    (أن يظهروه) أي: ما استطاعت يأجوج ومأجوج أن يعلوا السد أو يتسلقوه وينفذوا من أعلاه ، لأنه ناعم أملس ، ليس به ما يمكن الإمساك به:

    {وما استطاعوا له نقباً ) ... سورة الكهف"97"

    لأنه صلب.

    ثم يقول تعالى على لسان ذي القرنين:
    ( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً ) ... سورة الكهف"98"

    لم يفت ذا القرنين ـ وهو الرجل الصالح ـ أن يسند النعمة إلى المنعم الأول ، وأن يعترف بأنه مجرد واسطة وأداة لتنفيذ أمر الله:
    لأنني أخذت المقومات التي منحني الله إياها ، واستعملتها في خدمة عباده. الفكر مخلوق لله ، والطاقة والقوة مخلوقة لله ، المواد والعناصر في الطبيعة مخلوقة لله، إذن: فما لي أن أقول: أنا عملت كذا وكذا؟

    ثم يقول تعالى:
    ( فإذا جاء وعد ربي ..) ... سورة الكهف "98"

    أي: الآخرة.

    ( جعله دكاء .. )

    فإياكم أن تظنوا أن صلابة هذا السد ومتانته باقية خالدة ، إنما هذا عمل للدنيا فحسب ، فإذا أتى وعد اله بالآخرة والقيامة جعله الله دكاً وسواه بالأرض ، ذلك لكي لا يغترون به ولا يتمردون على غيرهم بعد أن كانوا مستذلين مستضعفين ليأجوج ومأجوج. وكأنه يعطيهم رصيداً ومناعة تقيهم الطغيان بعد الاستغناء.

    ( وكان وعد ربي حقاً )

    واقعاً لاشك فيه.

    والتحقيق الأخير في مسألة ذي القرنين وبناء السد أنه واقع بمكان يسمى الآن (بلخ) والجبلان من جبال القوقاز، وهما موجودان فعلاً ، وبينهما فجوة مبني فيها ، وهذا المكان الآن بين بحر قزوين والبحر الأسود.

    ثم يقول الحق سبحانه:
    ( وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعاً ) ... سورة الكهف "99"

    فإذا كانت القيامة تركناهم يموج بعضهم في بعض ، كموج الماء لا تستطيع أن تفرق بعضهم من بعض ، كما أنك لا تستطيع فصل ذرات الماء في الأمواج ، يختلط فيهم الحابل بالنابل ، والقوي بالضعيف ، والخائف بالمخيف ، فهم الآن في موقف القيامة ، وقد انتهت العداوات الدنيوية ، وشغل كل إنسان بنفسه.

    وقوله تعالى:
    ( ونفخ في الصور فجمعناهم جمعاً )

    وهذه هي النفخة الثانية ، لأن الأولى نفخة الصعق.

    والله أعلم

    ( منقول بتصرف )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى ... 2 3

البحث عن ذى القرنين !

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ذو القرنين
    بواسطة المعرفة في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 13-07-2008, 12:20 AM
  2. الرد المرغوب على شبهة ذو القرنين و الغروب
    بواسطة مجاهد في الله في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 16-03-2006, 01:20 PM
  3. ما العين الحمئة في قصة ذي القرنين؟
    بواسطة محمد مصطفى في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 07-12-2005, 03:49 AM
  4. شبهة حول الاسكندر ذى القرنين
    بواسطة وليد في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-08-2005, 11:49 AM
  5. ما العين الحمئة في قصة ذي القرنين؟
    بواسطة محمد مصطفى في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

البحث عن ذى القرنين !

البحث عن ذى القرنين !