الرد الحقيقي والقوي....على شبهة زواج النبي/حملة نجم ثاقب لتثقيف المخدوع وافحام المدلس

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

ـ 34 جيجا من المحاضرات الصوتية للشيخ محمد حسان..1321 محاضرة » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | 47 إصدار للرقية الشرعية بأصوات ندية » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | 21 مصحف فلاشي و بمختلف الروايات » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | الكتاب المسموع...قراءة صوتية لمجموعة من الكتب..61 جيجا » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | الموسوعة الشاملة لتعلم التجويد 1-الموسوعة برابط واحد-10 جيجا » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | الدرر المكية في تهذيب متن الآجرومية _ محمد بن أحمد باجابر » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | مصاحف مرتلة و مجودة و معلمة .. مقسمة الى صفحات » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | الرد بالتفصيل على شبهة زواج النبي عليه الصلاة و السلام من زينب بنت جحش رضي الله عنها » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | فضح الكنيسة ببلاد العم سام و ممارساتها ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | القرآن الكريم بالقراءات العشر » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الرد الحقيقي والقوي....على شبهة زواج النبي/حملة نجم ثاقب لتثقيف المخدوع وافحام المدلس

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى ... 2 3
النتائج 21 إلى 23 من 23

الموضوع: الرد الحقيقي والقوي....على شبهة زواج النبي/حملة نجم ثاقب لتثقيف المخدوع وافحام المدلس

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,533
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    09-12-2019
    على الساعة
    01:29 PM

    افتراضي

    نقل/ السيوطي في باب اختصاصه صلى الله عليه وسلم بنكاح أكثر من أربع نسوة بعض الفوائد:
    1- منها نقل محاسنه الباطنة فإنه صلى الله عليه وسلم مكمل الظاهر والباطن.
    2- ومنها: نقل الشريعة التي لم يطلع عليها الرجال.
    3- ومنها: تشريف القبائل بمصاهرته.
    4- ومنها: شرح صدره بكثرتهن عما يقاسيه من أعدائه.
    5- ومنها :زيادة التكليف في القيام بهن مع تحمل أعباء الرسالة فيكون ذلك أعظم لمشاقه وأكثر لأجره.
    6- ومنها: أن النكاح في حقه عبادة.

    لقد كانت كل زيجة للرسول صلى الله عليه وسلم لها ظروفها وأسبابها الخاصة, وكانت بأمر من الله عز وجل.

    ولا يخفى أن زواجه من هؤلاء النسوة كان تودداً لأهلهن وقبائلهن, ليكون دافعاً لهم للدخول فى الإسلام ورحمة بظروف البعض منهن وإكراما لأهلهن.

    وهناك حكمة أخرى هى معرفة سيرته فى بيته, فإن الإنسان قد يبدو أمام الناس بمظهر العالِم العابد التقى الورع, ولكن لا يستطيع أن يفعل هذا فى بيته, فأعلم الناس به هى زوجته, ولم تكن واحدة تكفى لذلك, لأنها إن أخبرت عن سيرته العطرة, فربما كانت تُتَّهم بالتستر عليه لحبها له, أو تُتَّهم بانشغالها بأعباء الزوجية وشؤون البيت عن ملاحظة أحواله أو بالنسيان, أما عندما تتواتر أخباره من عدة نساء (وخصوصاً أن لهن ضرائر) فإن هذا أبلغ فى التصديق, فمن طبيعة المرأة أنها تحب زوجها, وتستر عليه, طالما أنه لها وحدها, أمّا لو أن لها ضرائر, فإن هذا أدعى لبغضه, وإفشاء عيوبه, ولو بعد موته وخاصة ممن قُتِلَ من أهلها على يديه قبل إسلامها, كالسيدة صفية, والسيدة جويرية,
    أمَا وقد اجتمعن كلهن على مدحه, وأن سره مثل علانيته فى الصفاء والنقاء والتقوى, فإن هذا أدعى لتصديقهن, رضى الله عنهن وأرضاهن.

    كما أن كثرة بيوتات النبى جعلت منها مصادر لنشر الدين والأخلاق والتشريع, وخاصة فى أمور النساء التى لا يعرفها الرجال.

    إن تعدد الزوجات بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم كان تقييداً, وليس إطلاقاً, لأن فى مقدور أى مسلم أن يتزوج ويطلق, ويتزوج ويطلق, حتى ولو عشرين امرأة, بشرط ألا يجمع أكثر من أربع فى آن واحد, وألا يكون زواج متعة (مقيَّداً بوقت) أما الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يُسمَح له بأن يتزوج بغيرهن حتى لو ماتت إحداهن أو كلهن : (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ).

    ولنلق نظرة عى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لنتأكد أن زواجه منهن ما كان أبدا للمتعة والشهوة (حاشاه) :

    المتَّفق عليه أن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة، توفِّيت اثنتان منهما حال حياته، وهما : خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة، وتُوفى عن تسع نساء.

    والقُرشيَّات من زوجاته ست، والعربيات من غير قريش أربع، وواحدة من غير العرب وهي صفية من بني إسرائيل.

    فالقرشيات هنَّ:

    1- خديجة بنت خويلد، وهي أول من تزوج وأنجبت له كل أولاده عبد الله، والقاسم، زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، أما إبراهيم فهو من مارية القبطية. تُوفِّيت بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين على الأصح

    2- سَوْدة بنت زَمْعَة، تزوَّجها بعد وفاة خديجة بقليل, مات عنها زوجها, وكان أهلها مشركين, وكان عمرها حينئذ ستة وستين عاماً, أتُترَك للضياع, أم لأهلها المشركين ؟ وهل زواج الرسول بها يُعَد شهوة, وهى تكبره بحوالى خمسة عشر عاماً ؟

    3- عائشة بنت أبي بكر الصديق، عقد عليها بعد عقْده على سودة وكان زواجه منها هى والسيدة حفصة إكراماً لهما ولأبويهما أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب, فقد كانا وزيريه صلى الله عليه وسلم, وكان زواجه من بنتيهما يتيح لهما التردد عليه وزيارته بغير حرج.

    4- حَفْصَة بنت عمر بن الخطاب، تزوَّجها في السنة الثانية أو الثالثة بعد الهجرة.

    5- أم سلمة، تزوّجها بعد وفاة زوجها في السنة الرابعة من الهجرة كانت من أصحاب الهجرتين (الحبشة والمدينة) وقد مات عنها زوجها أبو سلمة, وكان فى حجرها يتامى يحتاجون للرعاية, فكان زواجه منها إكراماً لها على صبرها وسَبْقها فى الإسلام, وإكراماً لزوجها برعايتها بعده, ورعاية أولاده, فقد كان يدعو الله أن يزوجها من بعده من هو خير منه. وحتى ندرك أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن شهوانياً, إنه فى ليلة زواجه منها لم يجد أبناءها, فسألها عنهم فأخبرته أنهم ذهبوا لخالهم, فلم يرضَ بذلك, وأمرها بردِّهم, وقال : (من فرَّق بين والدة وولدها, فرق الله بينه وبين أحِبَّته يوم القيامة) وكان يلاطفهم, ويلاعبهم, ويضعهم على حجره, ويأكل معهم, صلوات ربى وسلامه عليه.

    6- أمُّ حبيبة، عقَد عليْها سنة سبع من الهجرة وإسمها (رملة بنت أبى سفيان) فقد ذاقت من أبيها وأخيها الويلات, وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة, وهناك تنصّر زوجها فأصبحت وحيدة, فبعث الرسول للنجاشى أن يخطبها له إكراماً لها, فلو أنها رجعت لأهلها لساموها سوء العذاب.

    والعربيَّات هن:

    1- زينَب بنت جحش: تزوَّجها بعد طلاقها من زيد بن حارثة، سنة 3 أو 4 أو 5 من الهجرة وهى بنت عمة الرسول صلى الله عليه وسلم زوَّجها الله له لإنهاء التبنى الذى كان سائداً قبل الإسلام.

    2- جُوَيْرية بنت الحارث المُصْطلَقِيَّة، تزوَّجها سنة خمس أو ستٍّ من الهجرة كانت ضمن سَبْى غزوة بنى المصطلق, وأبوها الحارث بن أبى ضِرار زعيم القبيلة, فلما عاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة, ذهب إليه أبوها ليفتديها بقطيع من الإبل, ولكنه عندما وصل إلى مكان يسمى (العقيق) نظر إلى الإبل فأعجبه منها اثنان, وضنَّ بهما على المسلمين, فغيّبَهما (خبَّأهما) ثم أتى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: لقد سبيتم ابنتى وهذه الإبل فداؤها, فقال له الرسول: صلى الله عليه وسلم (أين البعيران اللذان غيبتهما بالعقيق فى شعب كذا؟) فقال الحارث: والله ما شهد ذلك أحد, أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله, فطلب منه أن يزوجها له, فزوجه إياها, فانظروا كيف كان إكرامها, وإكرام أبيها بعد إسلامه, بل وإكرام أهلها, ليس فقط أن يعتقها, بل أن يتزوجها خير خلق الله, صلوات ربى وسلامه عليه, وكانت بركة على قومها, فقد أعتق الصحابة كل من فى أيديهم من أسرى بنى المصطلق (وكانوا نحو مائة) إكراماً لأصهار النبى صلى الله عليه وسلم.

    3- زينب بنت خُزيمة، تزوَّجها سنة ثلاث أو أربع من الهجْرة كانت أسَنَّ منه صلى الله عليه وسلم, وكان زوجها قد استشهد فى غزوة أحد, ولم يكن لها أحد يؤويها, فتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت تسمى (أم المساكين) لكثرة إنفاقها على الفقراء والمساكين.

    4- ميمونة بنت الحارث، تزوَّجها صلى الله عليه وسلم في السنة السابعة من الهجرة.

    أما غير العربيات فهي صفيَّة بنت حُيَي بن أخْطَب من يهود بني النضير، تزوَّجها صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر سنة سبع من الهجرة كانت قد سُبِيَت فى غزوة خيبر, التى قُتِلَ فيها زوجها وأبوها وأخوها وعمها, فحررها رسول الله وتزوجها إكراماً لها ومواساة ورحمة. أمّا كيف تتزوجه بعد قتل كل هؤلاء ؟ ذلك لأنها كانت قد رأت فى المنام أن القمر فى ليلة البدر وقع فى حجرها, وحين قصَّت الرؤيا على أهلها, لطمها عمها على وجهها, وقال لها: أتريدين أن تتزوجى نبى العرب ؟ .

    وتزوَّج النبي صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء ولم يدْخل بهنَّ.

    وأما مارية القبطية فلم تكن زوجة حرَّة معقودًا عليها، وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمتَّع بها بملك اليمين، وولَدَت له إبراهيم، وتُوفِّيت سنة 12 أو 16 من الهجرة.

    وقد تزوَّج النبي صلَّى الله عليه وسلم هذا العدد على عادة العرب وغيرهم من تعدُّد الزوْجات،

    ولم تنزل الآية التي حدَّدت التعدُّد بأربع إلا بعد أن تزوَّجهن جميعًا،
    وقد نهاه الله عن الزيادة عليهن
    وأمره بإمساكهن جزاءً على اختيارِهِنَّ له مع رقَّة عيْشِهِ وزهده،
    قال تعالى : ( لا يَحِلُّ لك النساء من بعد ولا أن تبدَّل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن )
    كما حرَّم على أحد أن يتزوج واحدةً منهنَّ بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( وَمَا كَانَ لَكُم أنْ تُؤْذُوا رَسُول الله ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْوَاجَه مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا )
    ولهذا لم يطلِّق الرسول واحدة منْهنَّ
    حتى تَظَللن في كَنَفِه، ويَكُنَّ أزواجه في الجنة.
    فلو طلقهن النبى صلى لله عليه وسلم فأين يذهبن ومن سيرعاهن ؟؟
    خصوصا وقد حرم الله تعالى عليهن الزواج بعده ومعظمهن كبيرات السن ؟؟ ما ذنبهن فى هذه الحالة ؟؟
    أليس فى هذا أقوى دليل على عدل الله ورحمته ؟؟
    وأنه لا يكلف نفسا إلا ما آتاها ؟؟
    وأنه لا يظلم أحدا ؟؟
    وأنه بعباده رؤوف رحيم ؟؟

    وما كان زواجه بهنَّ عن شهْوة جنسيَّة طاغية (حاشاه) ، بل كان لمعانٍ إنسانية كريمة يَطُول بيانها، ولو كان لشهوة لاختارهنَّ أبْكاًرا، لكنهنَّ كنَّ جميعًا ثيِّبات ما عدا عائشة، ولو كان لشهوة ما رفض كثيراتٍ عرضْن أنفسهنَّ عليه هبةً دون مُقابل، وكان زواج كل واحدة بإذن ربه، فقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم : (ما تزوجْت شيئًا من نسائي، ولا زوَّجت شيئًا من بناتي إلا بوحْي جاء لي به جبريل عن ربي عز وجل)

    ولا يَقدح في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : (حُبب إليَّ من دنياكم الطِّيب والنساء، وجُعلت قرَّة عيني في الصلاة) فهو حبُّ رحْمة، جعله صلى الله عليه وسلم يُوصِى بِهِنَّ كثيرًا حتَّى في آخر أيَّامه.

    فآية تحديد الزوجات نزلت ومعه صلى الله عليه وسلم تسع نساء,
    والله عز وجل حرم زوجاته على المؤمنين, لأنهن أمهاتهم : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)
    فإذا طلقهن فأين يذهبن؟
    ولو طلقهن فإن هذا يحزنهن ويوغر صدور أهلهن, بل وقبائلهن.
    ثم هناك سؤال هام جدا ....
    أتزيد الشهوة أم تنقص مع تزايد العمر ؟
    فلو كان صلى الله عليه وسلم شهوانياً (وحاشاه) فلِمَ لَمْ يعدِّد فى صِباه ؟

    إن الرسول صلى الله عليه وسلم ظل ممسكاً على واحدة, وهى السيدة خديجة رضى الله عنها خمسة وعشرين عاماً, هى سنوات شبابه وفتوَّته, وكانت تكبره بخمس عشرة سنة, ولم يتزوج إلا بعد وفاتها, وبعد أن صار عنده 53 عاماً, وكان منشغلاً بتبليغ الدعوة, وقيام الليل حتى تتفطّر قدماه, والجهاد فى سبيل الله, واستقبال الوفود, والتصدى لمؤامرات اليهود والمنافقين والقبائل المجاورة, وغير ذلك مما لا يقدر عليه أحد, لولا أن الله أعانه
    أفمَعَ كل هذه الأعباء فى هذه السن يتبقى له وقت أو جهد للتمتع بالنساء ؟

    هذا فضلاً عن حياة الزهد التى كان يحياها, حتى إنه كان يربط على بطنه حجرين من الجوع, وتمر ثلاثة أَهِلَّة ولم يُوقَد فى بيته نار (صلوات ربى وسلامه عليه) وفضلاً عن كثرة صيامه, حتى إنه نهى أمته عن صيام الوِصال, ويصوم هو لمدة ثلاثة أيام متواصلة, فهل هذا يُبقى له شهوة ؟

    وهل الشهوانى يختار صغيرات السن أم العجائز ؟

    وهل يختار البكر أم الثيّب ؟

    إن نساء رسول الله رضى الله عنهن كن كلهن كبيرات السن, ماعدا السيدة عائشة, حتى إن بعضهن كنَّ أسَنّ منه, وهن السيدة خديجة, والسيدة سودة, والسيدة زينب بنت خزيمة,
    كن كلهن ثيبات ماعدا السيدة عائشة.

    ومعلوم أن الرجل الشهوانى يحب من زوجته أن تتزين, وتلبس له أجمل الثياب, فهل هذا كان متاحاً لهن ؟

    إنهن حين طلبن زيادة النفقة, أمره ربه أن يخيّرهن بين الطلاق, أو البقاء معه على حياة الزهد والتقشف, فقال عز وجل : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً)
    فاخترن كلهن الله ورسوله والدار الآخرة فرضى الله عنهن وأرضاهن.

    قال الدكتور/ القرضاوي في كتاب فتاوى معاصرة: خص الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم بشيء دون المؤمنين، وهو أن أباح له ما عنده من الزوجات اللاتي تزوجهن، ولم يوجب عليه أن يطلقهن ولا أن يستبدل بهن من أزواج يبقين في ذمته، ولا يزيد عليهن، ولا يبدل واحدة بأخرى: (لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا).
    والسر في ذلك أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لهن مكانة خاصة وحرمة متميزة فقد اعتبرهن القرآن أمهات للمؤمنين جميعًا، ومن فروع هذه الأمومة الروحية للمؤمنين أن الله حرم عليهن الزواج بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى هذا أن التي طلقها النبي صلى الله عليه وسلم ستظل محرومة طول حياتها من الزواج بغيره، مع حرمانها من الانتساب إلى بيت النبوة، وهذا يعتبر عقوبة لها على ذنب لم تجنه يداها، ثم لو تصورنا أنه أمر باختيار أربع من نسائه التسع وتطليق الباقي لكان اختيار الأربع منهن لأمومة المؤمنين وحرمت الخمس الأخريات من هذا الشرف أمرًا في غاية الصعوبة والحرج. فمن من هؤلاء الفضليات يحكم عليها بالإبعاد من الأسرة النبوية ويسحب منها هذا الشرف الذي اكتسبته ؟
    ولو بحثنا وراء زواجه منهن، لوجدنا أن هناك حكمة هدف إليها النبي صلى الله عليه وسلم من زواجه بكل واحدة منهن جميعًا، فلم يتزوج لشهوة ولا للذة ولا لرغبة دنيوية، ولكن لحكم ولمصالح وليربط الناس بهذا الدين، وبخاصة أن للمصاهرة والعصبية قيمة كبيرة في بلاد العرب ولها تأثير وأهمية، ولذا أراد عليه الصلاة والسلام أن يجمع هؤلاء ويرغبهم في الإسلام ويربطهم بهذا الدين ويحل مشكلات اجتماعية وإنسانية كثيرة بهذا الزواج، ثم لتكون نساؤه عليه الصلاة والسلام أمهات المؤمنين ومعلمات الأمة في الأمور الأسرية والنسائية من بعده يروين عنه حياته البيتية للناس حتى أخص الخصائص، إذ إنه ليس في حياته أسرار تخفى عن الناس.
    ليس في التاريخ واحد إلا له أسرار يخفيها، ولكن النبي عليه صلاة الله وسلامه يقول: (حدثوا عني) تعليما للأمة وإرشادًا لها.
    وعن المطعن بكيفية الجمع بين هذا العدد من الزوجات والقيام بنشر الدعوة، فى نفس الوقت فهذا المطعن فى حد ذاته إنما هو في الحقيقة مظهر من مظاهر العظمة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو في الحقيقة معجزة من المعجزات التي أيده الله تعالى بها
    فرسالة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن مجرد دعوة بل هذا كان إلى جانب إنشاء دولة وسياسة أمة عسكريا واجتماعيا واقتصاديا وتربويا في وقت تكالبت عليه الأعداء في جزيرة العرب من داخل المدينة حيث اليهود والمنافقون، ومن خارجها حيث قبائل العرب مجتمعة، بل لقد واجهت هذه الدولة الوليدة الدول التي كانت تحكم العالم في ذلك الوقت : الفرس والروم.
    ومن جانب آخر فإن في هذا الملمح بيانا ظاهرا لما سبق من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يجمع بين النساء لتحصيل شهوة أو لذة، وإنما لمصالح عليا وغايات كبرى تصب في النهاية لمصلحة نشر هذه الدعوة الجديدة ونصرة هذا الدين القويم.
    وأما العلة من تحريم زوجات النبي صلى الله عليه وسلم على غيره، كما قال تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً) فقد أشار القرآن إلى علة ذلك فقال تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ). قال السعدي: ترتب على أن زوجات الرسول أمهات المؤمنين، أنهن لا يحللن لأحد من بعده.
    وفي هذا من التشريف لهن شيء عظيم لم تشاركهن فيه امرأة، وفي هذا التحريم أيضا منفعة لهن لا تدانيها منفعة، وهي كونهن أزواجه صلى الله عليه وسلم في الجنة، فإن المرأة لآخر أزواجها في الدنيا، قال الشيخ الجزائري : حرم الله نكاح أزواجه من بعده وجعل لهن حكم الأمهات، وقال صلى الله عليه وسلم : زوجاتي في الدنيا هن زوجاتي في الآخرة. وهذه علة من علل التحريم أيضا.

    وقال / القرطبي : حرم الله نكاح أزواجه من بعده وجعل لهن حكم الأمهات، وهذا من خصائصه تمييزا لشرفه وتنبيها على مرتبته صلى الله عليه وسلم.

    وقال / الشافعي رحمه الله : وأزواجه صلى الله عليه وسلم اللاتي مات عنهن لا يحل لأحد نكاحهن، ومن استحل ذلك كان كافرا، فإنما منع من التزوج بزوجاته، لأنهن أزواجه في الجنة، وأن المرأة في الجنة لآخر أزواجها.

    وقال الشيخ / الشعراوي : الرجال الذين يختلفون على امرأة توجد بينهم دائماً ضغائن وأحقاد، فالرجل يُطلِّق زوجته ويكون كارهاً لها، لكن حين يتزوجها آخر تحلو في عينه مرة أخرى فيكره مَنْ يتزوجها، وهذه كلها أمور لا تنبغي مع شخص رسول الله، ولا يصح لمن كانت زوجة لرسول الله أن تكون فراشاً لغيره أبداً، لذلك جعلهن الله أمهات للمؤمنين جميعاً.
    فإذا دققنا النظر لم نجد في هذا التحريم ظلما لهن، بل فيه إنعام كبير وإكرام شهير، وأي امرأة من المؤمنات تغبطهن على هذه المكانة والمنزلة العظيمة.
    ثم لا يخفى أن أي امرأة تعاشر النبي صلى الله عليه وسلم وتتطلع على مكارم أخلاقه وكريم عشرته وكمالاته التي خصه الله تعالى بها لا يمكن أن ترضى زوجا بعده ولا أن تسعد معه في الدنيا، فكيف وهي تعلم أن ذلك يحرمها من مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في درجته في الجنة.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    5,025
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-07-2016
    على الساعة
    11:53 PM

    افتراضي

    أشكرك أخي فكري للمشاركة ودعم هذه الحملة الصادقة لحق الحبيب المصطفى محمد .


    أطيب الأمنيات من اخيك نجم ثاقب .
    الى كل قائل : أنا مسيحي ، والى كل قائلة : أنا مسيحية
    ندعوك للتعارف كأخ أو كأخت في الانسانية تحت مظلة الترحيب والتهذيب
    لا يتم التطرق الى العقائد وحوار الاديان الا برغبة الضيف وفي أقسام متخصصة لأن الأولوية للأمور الانسانية التي توحدنا جميعا
    اذا أحببت أن تعرفنا بنفسك
    اذا كنت تحب أن تكتب لنا شعورك وملاحظاتك
    اذا كان لديك مشكلة تريد أن تسمع فيها رأيا أو حلا منا
    ما عليك الا الدخول الى هذا الرابط :
    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthre...774#post233774
    فأهلا وسهلا بكل ضيوفنا الأفاضل .

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    12
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    12-09-2015
    على الساعة
    09:18 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاه والسلام علي اشرف خلق الله اجمعين ، المبعوث رحمة للعالمين ، اول شافع واول مشفع يوم الدين ، المزكي من ربه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم ،
    اما بعد
    فإن الغايات لكل فعل من افعاله صلي الله عليه وسلم كثيره من ان يحصيها كل لبيب ولكن بما ان اعداء الحق يثيرون شبهه تعدد زوجات الرسول صلي الله عليه وسلم ، فإن هناك مصالح وغايات وراء تعدد زيجاته صلي الله عليه وسلم وهي كما يلي :
    أ- المصالح التعليمية.

    ب ـ المصالح التشريعية.

    ج ـ المصالح الاجتماعية.

    د ـ المصالح السياسية.

    ه‍ ـ المصالح الشخصية.

    وـ تقرير مبدأي العدل والمساواة عند الزواج بأكثر من واحدة.

    زـ التبليغ.

    ح ـ دور المرأة المسلمة في المجتمع

    والآن لنتناول بإيجاز كل من هذه المصالح السبعة:
    المصالح التعليمية

    المرأة كما هو معروف نصف المجتمع لذلك كان لابد للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يهيئ معلمات ومفتيات لتبصير نساء المسلمين بأمور دينهن. فهذه بعض من الحكم الأساسية وراء تعدد الزوجات، وقد عرفنا أن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها ظلت تدرس وتبلغ تعاليم الإسلام وتفتي في الكثير من المسائل الهامة ثماني وأربعين سنة بعد وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانتقل ربع الأحكام الشرعية إلى الأمة الإسلامية من خلال توجيهاتها ومساعيها، ومن هنا تتضح لنا المصلحة وراء زواجه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسيدة عائشة وهي صغيرة السن، ولما كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أشد حياء من العذراء في خدرها) وهكذا يكون الأنبياء، فما كان يمكنه أن يرد على كل سؤال يوجه إليه من جانب النساء بكل صراحة فكان يجيب بأسلوب الكناية أو يستعين بإحدى أزواجه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومن رواية السيدة عائشة ـ رضي اللّه عنها ـ أن امرأة من الأنصار، سألت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الغسل من المحيض فعلمها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كيف تغتسل، ثم قال لها: "خذي فرصة مُمَسّكَة (أي قطعة من القطن بها أثر الطيب) فتطهري بها"، قالت: "كيف أتطهر بها"، قال: "تطهري بها"، قالت: "كيف يا رسول اللّه أتطهر بها؟". فقال لها: "سبحان اللّه تطهري بها"، قالت: السيدة عائشة: "فاجتذبتها من يدها فقلت ضعيها في مكان كذا وكذا، وتتبعي بها أثر الدم".[الحديث متفق عليه من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، أخرجه البخاري في كتاب الحيض برقم (315) وفي كتاب الاعتصام برقم (7357)، ومسلم في الحيض برقم (332)].
    وهكذا كان هناك الكثير من الأسئلة المحرجة لاسيما عن أحكام الحيض والنفاس والجنابة فكانت تجيب عنها زوجاته الطاهرات في أكثر الأحيان في حياته وبعد وفاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والسنة المطهرة بعد القرآن الكريم هي المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام وتشتمل على أقوال الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأعماله وتقريره ولا يمكن لأحد أن يعرف ما صدر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قول أو عمل أو تقرير إلا أن يكون معه في جميع الأوقات حتى خلال أوقات فراغه متابعاً لكافة حالات فرحه وغضبه ويسره وعسره ويصاحبه في كل أمور حياته مهما كانت هامة أو بسيطة، عامة أو شخصية. وهذا الشرف لم يقدره اللّه سبحانه وتعالى إلا لزوجاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللاتي ظللن يصحبنه طوال حياته إلى لحظة انتقاله إلى الرفيق الأعلى.
    وفي هذا قال سبحانه وتعالى مخاطباً إياهن: [ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً{34}]الأحزاب :34
    فلهذا نرى أن كبار الصحابة رضوان اللّه عليهم أجمعين كانوا يستفتون أمهات المؤمنين ـ رضي اللّه تعالى عليهن أجمعين ـ فيما يعن من أمور هامة في حياة المسلمين العامة والخاصة.
    ويقول الإمام الزهري التابعي: "كانت عائشة أعلم الناس يسألها الأكابر من أصحاب رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". (طبقات ابن سعد: ج 2: قسم 2: ص 26).

    المصالح التشريعية

    كما تزوج رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتحقيق بعض الغايات التشريعية ومنها إبطال بعض العادات التي سادت زمن الجاهلية مثل التبني والتآخي، حيث كان بعض الناس من العرب يقول للآخر: "أنت ابني" فكان يتخذه ابنا حقيقيا فكان له حكم الأبناء من النسب في جميع الأحوال، في الزواج والطلاق ومحرمات النكاح ومحرمات المصاهرة والميراث.
    وكذلك كان بعض الناس يقول للآخر: "أنت أخي" فكان يتخذه أخاً حقيقيا بنفس الطريقة وكان يحل له كل ما يحل للأخ الحقيقي ويحرم عليه كل ما يحرم على الأخ الحقيقي أيضا، فأبطل الله سبحانه وتعالى عادة التبني بتزويجه رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مطلقة متبناه زيد وهي أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش.
    وبالمثل فقد أبطل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عادة التآخي بزواجه بأم المؤمنين السيدة عائشة لأنها ابنة أخيه في الإسلام سيدنا أبي بكر الصديق، وقال رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حق الصديق رضي الله تعالى عنه: لقد اتخذ الله إبراهيم خليلاً ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ولكنها الصحبة.
    ففرق رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين التآخي في الإسلام والأخوة على أساس النسب.
    وقد مر بك عند الحديث عن السيدة مارية القبطية سرية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما ولدت لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الولد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعتقها ولدها وهذا تشريع جديد آخر لتجفيف منابع الرقق، فمن المعروف أن تجارة الرقيق وأسرى الحروب كانت عملة اقتصادية معقدة مثلها مثل الإتجار في الخمور والتعامل بالربا،فإذا عرفنا أن آيات تحريم الخمر نزلت بالتدريج عل مدى أربع سنوات من الهجرة وأن آيات تحريم الربا والتي نزلت على مراحل أربعة انتهت في سنة تسع للهجرة أي أنها أخذت عمراً طويلاً من الدعوة ، إذا علمت ذلك فكيف بنظام معقد مثل الرقيق، لا يوجد في القرآن الكريم آيات قاطعة جازمة بتحريم الرق، ولكننا رأينا الإسلام يلجأ إلى أسلوب تجفيف المنابع فيجعل تحرير الرقبة مربوطاً أولاً بالكفارات، وكان من ضمن تحرير الرقيق نظام المُكَاتَبةَ مثل ما حدث مع السيدة جويرية بنت الحارث بن ضرار، حينما قال لها المصطفي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أقضي عنك كتابك وأتزوجك..
    والرق كما بينا عند الحديث عن زواج السيدة زينب رضي الله تعالى عنها، كان موجوداً قبل الإسلام والعبيد يباعون مع الأرض ولا سبيل للحرية إلا بإرادة السيد، وحينما جاء الإسلام أبطل كل منابع الرق ولم يبق إلا منبعاً واحداً وهو الحرب المشروعة، والتي فيها معاملة المثل بالمثل، كتبادل الأسرى، والإسلام جاء ليفرض في الفتح الإسلامي حرية الاختيار بدليل دفع الجزية، أما الذين اشتركوا في الحرب من الرجال، نجد أن منهج الإسلام واضح جداً حيث أنه يتمثل في إنشاء العتق وليس في إيجاد الرق..فالرجل الذي أسرته قدرت عليه فإذا قتلته لا مقابل له.. وإذا أبقيت عليه أصبح له مقابل.. وبناء عليه فالإسلام جاء لينشئ عتق وليس لينشئ رق، فلا تقارن بين رق وحرية ، ولكن بين رق وقتل، وجاءت مشروعية الرق في الحرب لتحقن دما مسفوحاً تقدر عليه، وحقن الدماء للانتفاع بالحياة، لا لتذله وإنما تطعمه مما تُطعم وتلبسه مما تلبس ولا تكلفه مالا يطيق ثم جعل له مخرجا في الحرية وذلك في الذنوب التي بين العبد وربه، وبالنسبة للمرأة فلقد حقن دمها فلم تقتل، وتصبح أَمةً وتنال حريتها بمجرد الإنجاب.
    بمعنى أنه كان من ضمن تجارة الرقيق أن السيد إذا وطأ أمته فإن أولادها يصبحون عبيداً عند سيدهم الأمر الذي كان يتيح له وطئ الإماء حتى يتسنى له الإنجاب والاتجار في الرقيق.
    فلما جاء الإسلام جعل صورة من صور تجفيف المنابع أن الأمة إذا انجبت من سيدها وولدت له فإنها تصبح بهذا الولد حرة، أي أنها تنال حريتها بمجرد الإنجاب ويصبح ابنها ابنا لسيدها له كافة حقوق البنوة من أصالة النسب والمصاهرة والميراث وتنتقل أمه إلى بيت الحرائر من النساء.
    لذلك قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن السيدة مارية فور أن أنجبت ابنه إبراهيم: أعتقها ولدها.

    المصالح الاجتماعية ( البيت النبوي )

    إن اتجاه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى مصاهرة أبى بكر وعمر بزواجه من عائشة وحفصة ـ وكذلك تزويجه ابنته فاطمة لعلى بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه ، وتزويجه ابنته رقية ثم أم كلثوم بعثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ـ يشير إلى انه يبغى من وراء ذلك توثيق الصلات بالرجال الأربعة الذين عرف فداءهم للإسلام في الأزمات التي مرت به ، وشاء الله أن يجتازها بسلام .
    وكان من تقاليد العرب احترام المصاهرة فقد كان الصهر عندهم بابا من أبواب التقرب بين القبائل والبطون المختلفة وكانوا يرون أن محاربة الأصهار سبة وعارا على أنفسهم ، فأراد رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بزواج عدة من أمهات المؤمنين أن يكسر حدة عداء القبائل للإسلام وذلك على النحو التالي :ـ
    السيدة أم سلمة : من بني مخزوم ـ حي أبى جهل وخالد بن الوليد ـ فلما تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقف خالد من المسلمين موقفه الشديد بأحد ، بل اسلم بعد مدة غير طويلة طائعا راغبا.
    السيدة أم حبيبه : بنت أبى سفيان عندما تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يواجهه أبو سفيان بأي محاربة .
    السيدة جويرية : من قبيلة بني المصطلق فبعد زواج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها لم يواجه منهم بأي استفزاز وعداء بل كانت السيدة جويرية أعظم النساء بركة على قومها ، فقد أطلق الصحابة أسر مائة بيت من قومها حين تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقالوا : أصهار رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    السيدة صفيه: كانت من بني النضير وبعد زواجها من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يواجه الإسلام بأي عداء من قومها .
    وهكذا حاول رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يربط أهم وأبرز أعضاء الأمة الإسلامية بعضهم ببعض عن طريق المصاهرة.
    وهكذا صار سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان وسيدنا علي من أعاظم الرجال وأتقاهم وأقربهم إلى قلب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    المصالح السياسية

    ونرى الكثير من المصالح السياسية التي تحققت من وراء زيجات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمثلا زواجه بالسيدة جويرية بنت سيد بني المصطلق، وعتق أسرى بني المصطلق فأسلموا وتخلوا عن أعمال قطع الطريق وغاراتهم التي كانوا يشنونها ضد المسلمين ولا نرى أية مؤامرة يحيكها بنو المصطلق ضد المسلمين بعد هذا الزواج.
    وهكذا كان زواجه بالسيدة صفية بنت حيي بن أخطب سيد بني قريظة قد خفف بل قضى على موقف العداء الذي وقفه اليهود ضد الإسلام ووضع حداً لمؤامرتهم ضد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد هذا الزواج.
    ونفس الحال كان زواجه بالسيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان سيد قريش، فنرى أبا سفيان الذي كان ألد أعداء الإسلام قبل إسلامه، خفيفا غير ممعن في عداوته ضد الإسلام حتى جاء إلى المدينة المنورة يلتمس تجديد عقد صلح الحديبية ولا نراه يأتي غازيا إلى المدينة المنورة بأحزابه بعد هذا الزواج.

    المصالح الإنسانية

    وهناك المصالح الإنسانية أيضا وراء بعض زيجاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعض النساء رأفة بهن بسبب ظروفهن الخاصة، وكانت هناك بعض النساء العجائز اللاتي مات عنهن أزواجهن فلم يبق لهن سند أو معين في الحياة أو هناك الأمهات اللاتي افتقدن الكفيل لهن ولأطفالهن، وكانت هناك بعض الأرامل اللاتي لو رجعن إلى أهلهن لعذبن عذاباً شديدا ولفتن فتونا كبيراً، فتزوجهن رسول اللّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صيانة لهن ورعاية لإنسانيتهن فمنهن السيدة سودة ـ رضي اللّه عنهاـ (عمرها 55 سنة وقت الزواج). والسيدة زينب بنت خزيمة (كان عمرها 65 سنة حينئذ). والسيدة أم سلمة ـ رضي اللّه عنها ـ (كان عمرها حوالي 60 سنة حينئذ).
    فما رأي الأفاكين والمغرضين من المستشرقين في زواج الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهؤلاء النسوة؟، هل تمت هذه الزيجات بدافع الأنانية كما يزعمون أو هو منتهى الإيثار والتضحية وتكريم الإنسانية؟

    تقرير مبدأي العدل والمساواة عند الزواج بأكثر من واحدة

    بقي الدافع الخامس لزواج رسول الله من نساء كثيرات والجمع بينهن. ومن وراء هذا الدافع ، تظهر الحكمة الكامنة في معاملة رسول الله لمجموعة كبيرة من النساء بالعدل ، والحكمة الكاملة والإحسان النادر، مع اختلاف طباعهن ، وأساليب حياتهن ، ومواطن إقامتهن ، وطريقة تربيتهن : فإنه عليه الصلاة والسلام ، صورة واضحة للأسلوب العالي ، الذي ينبغي أن يعامل به أهل بيت الرجل ، ومن في حوزته من النساء ولو كانت الزوجة مكروهة فقدت الحظوة عند زوجها كها في قوله تعالى:
    [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً{19}]النساء :19.
    كما أخبر رسول الله لأمته: أن خيار المسلمين خيارهم لنسائهم، فقال: " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا. وخياركم خياركم لنسائهم ). [رواه الترمذي وابن حبان باسناد صحيح شرح الجامع ج1 ص295. ]
    فأي عقل راجح هذا الذي استطاع أن يسوي نساء تسعا في عصمته !.
    وأي عدل هذا الذي أمكن رسول الله أن يطبقه في بيت به هذا العدد من النساء ! فهده تجربة تعلن أن رسول الله كان أرجح عقلا، وأحسن الأزواج معاملة، وأكرم الناس خلقاً، لأنه رسول الله ، ومثال الإنسانية الكاملة .
    بقي أن نعرض موقفأ لرسول الله مع نسائه جميعا ، حين طمحت نفوسهن إلى حياة مترفة وعيش ناعم ، تتحقق في ظله شهوة المرأة إلى زينتها ومتاعها .
    فقد حدث أن اتفق أزواجه جميعأ ، على إعلان الشكوى من قلة النفقة ، والحرمان من الزينة .
    وفي مواجهة رسول الله أعلن نساؤه استياءهن من خشونة العيش، و قسوة الحرمان. وفوجئ النبي بهذه الشكوى الجماعية، فوجم وهم بتسريحهن ، أو تخييرهن بين الصبر على تلك المعيشة الخشنة، وبين المفارقة لهذا الزواج .
    ثم اعتزلهن شهرا ، حتى نزلت الاية التي تقرر مصير هؤلاء الزوجات ، وتوحي إليه بالعلاج الحاسم بينه وبين زوجاته . فقال الله تعالى له: [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً{28} وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً{29}]الأحزاب: 28-29
    وهنا بدأ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسيدة عائشة رضي الله تعالي عنها ، فقال لها : " يا عاثشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب ألا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك ، قالت : وما هو يا رسول الله ؟ فتلا عليها الآية، قالت أفيك يا رسول الله أستشير أبوي ؟ بل أختار الله ورسوله ،والدار الآخرة [ تفسير الألوسي ج 31 ص 181] .
    ثم خير نساءه كلهن فأجبن كما أجابت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، وقنعن بما هن فيه من معيشة خشنة كان كثير من نساء المسلمين، يظفرن بما هو أنعم منها وأرغد.
    علام يدل هذا؟..لهذه القصة إشارات واضحة إلى معان كريمة، غفل عنها الذين وصفوه بجموح العاطفة ، وشهوة الغريزة ، وغلبة الجنس .
    نساء محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتذمرن من شظف العيش ، وقلة النفقة، وهن في عصمة رجل قد ساد قومه ، وبوأه ربه مكان العظمة . فلو شاء لأغدق على نسائه كل أسباب النعمة ، ووسائل الترف ، وأغرقهن في الحرير والذهب، ومع ذلك كله ، عاش معهن في ظل الحرمان من الترف ، راضيا بقسوة العيش ، وخشونته :
    فأين هي لذاته ، ونوازع غريزته ؟..أما كان من السهل عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لو أراد ـ أن يعطي لنفسه هواها؟ أن يفرض لنفسه ولأهله من الأنفال والغنائم ما يرضي نساءه ولا يغضب المسلمين ؟. إن الرجل الذي يقهر شهواته في طعامه، وفي معيشته، وفي ميله إلى نسائه، يستطيع أن يسيطر على كل نزعة تخرجه عن الجد في حياته أو تجعله أسير لشهوة النفس، أو لجموح العاطفة كما يقولون.
    رجل كان يستطيع أن يعيش عيشة الملوك، ولكنه، مع هذا، يقنع بمعيشة الفقراء، ثم يقال فيه إنه رجل غلبته لذات الجنس و جموح العاطفة!. [عبقرية محمد للعقاد ص 196]
    رجل تألب عليه نساؤه لأنه لا يعطيهن الزينة التي يتحلين بها لعينيه. ثم يقال : إنه رجل غلبته شهوة الحس وقادته الغريزة؟. هذا الرجل ، وهذا النبي : كان معروفا ـ من صباه إلى كهولته ـ أنه لم تحمله صولة الشباب ولا ميعة الصبا على الاستسلام مرة واحدة للذات الحس ، ولم يسمع عنه أنه عكف على اللهو كها يلهو الفتيان من أقرانه في مجالس اللهو التي كانت منتشرة ـ إذ ذاك ـ في نواحي مكة ، وفي أوساطها المختلفة . بل إن اللهو البريء لم يتخذ طريقه إلى نفس محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن هذا المسلك الكريم عرف بالطهر والأمانة، واشتهر بالجد والرصانة ، وسداد الرأي، فلما قام بالدعوة لم يقل أحد من أعدائه المتربصين به ، الذين يتصيدون له كل نقيصة، لم يقل أحد من هؤلاء إن ذا الفتى الذي يدعوكم إلى نبذ الشهوات ، يحثكم على الطهارة والعفة، كان من شأنه حب الشهوات ، والرغبة العارمة في النساء ! !
    لم يقل أحد من خصومه والحاقدين عليه شياً من هذا أبدا.
    ولو كان هناك موضع لقول في هذا الاتجاه، لانتشر على كل لسان.
    أفبعد هذا البيان ، يبقى هناك وجه من وجوه الطعن ، يوجه إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ناحية زواجه بكل واحدة من أمهات المؤمنين؟؟.

    الثقافات المختلفة

    ومن ضمن حكم تعدد زوجات الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه كان مأمورا بتزكية وتثقيف قوم لم يكونوا يعرفون شيئا عن آداب الثقافة والحضارة والمبادئ التي كانت أسسا لبناء المجتمع الإسلامي لم تكن تسمح للرجال أن يختلطوا بالنساء فلم يكن تثقيفهن مباشرة مع المراعاة لهذه المبادئ مع انه كانت هناك حاجة قوية لتثقيفهن ، لذلك فلم يكن للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أن يختار من النساء المختلفة الأعمار والمواهب ما يكفى لهذا الغرض فيزكيهن ويربيهن ويعلمهن الشرائع ، والأحكام ويثقفهن بثقافة الإسلام حتى يعدهن لتربية البدويات العجائز منهم والشابات ، فيكفينه مؤنة التبليغ في النساء .
    وقد كان لأمهات المؤمنين فضل كبير في نقل أحواله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنزلية للناس خصوصا من طالت حياته منهن كعائشة فإنها روت الكثير من أفعاله وأقواله .
    أنهن يمثلن ثقافات مختلفة، وقدرات متفاوتة، في فهم ما يصدر عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأمور التي لم يطلع عليها سوى نسائه .
    فكانت الحكمة أن تبلغ كل واحدة منهن ما سمعت عن رسول ألله ، وما رأت من تصرفاته. بأسلوبها وطريقتها، قياماً بواجب التبليغ للرسالة المحمدية، مصداقا لقوله تعالى: [ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً{34}] الأحزاب :

    قضية المرأة

    قضية المرأة ودورها في حياة الرجل والأسرة والمجتمع.. وفي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. مختلف عليه بين الإسلاميين. فريق يرى أن رسالتها العظمى تكمن في حسن التبعّل.. وإدارة البيت.. وتربية الأبناء وإعدادهم للحياة.. وفريق يرى أن للمرأة حقوقا تتجاوز هذا الحدّ.. وهي تكافئُ حقوق الرجل.. إن لم تكن بالنوع (في بعض الأحيان).. ففي عموم الموضوع.
    فمن يحسم هذا الخلاف..؟
    تحسمه النصوص الصحيحة.. وسيرة أمهات المؤمنين.. اللواتي نزلت النصوص في بيوتهن، وكن التطبيق العملي لهذه التعاليم.. طبقن ذلك تحت سمع وبصر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسددهن وعلمهن.. وأطلقهن معلمات لنساء ذلك الجيل.. ومرشدات لأجيال النساء فيما بعد..
    وحينما نبحث عن الحقيقة في سيرتهن.. وعن العظمة التي اكتسبنها في بيت النبوة.. فأصبحن المثل الرائد.. والقدوة المتفردة.. عبر العصور.. فإننا نجد أن هذا الأمر قد وضح جليا في الدور الذي لعبته أمهات المؤمنين في توعية النساء ورفع مستواهن.. وحثّهن على المطالبة بحقوقهن.. فكنّ بحق زعيمات الإصلاح الاجتماعي في المجتمع المسلم.
    كان الناس يترسمون في معاملة أزواجهم ما يفعله النبي، وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهن ليّن الجانب حلو العشرة سهل المقادة، كن يراجعنه في كثير من أموره، ويرددن عليه حتى صرن قدوة يقتدي بها بقية النساء، فإذا أنكر زوج حق زوجته في مراجعته احتجت عليه بعمل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسكتته، وما أطرف حديث عمر بن الخطاب يقص فيه ما جرى له معهن، ويصف هزيمته وكيف انكسر لهن، على رغم شدّته، قال:
    والله إن كنّا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرا حتى أنزل الله فيهن ما أنزل، وقسم لهن ما قسم، فبينا أنا في أمر أأتمره إذ قالت لي امرأتي: لو صنعت كذا وكذا. فقلت لها: ومالكِ أنت ولما هنا؟ وما تكلفك في أمر أريده؟..
    فقالت لي: عجبا لك يا ابن الخطاب، ما تريد أن تُراجعَ أنت وإن ابنتك لتراجع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى يظلّ يومه غضبان، فآخذت ردائي ثم خرجت من مكاني حتى دخلت على حفصة، فقلت لها: يا بنية إنك لتراجعين رسول الله حتى يظلّ يومه غضبان؟.
    فقالت حفصة: والله إنا لنراجعه، فقلت: تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم خرجت حتى دخلَت على أم المؤمنين أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي:
    عجبا لك يا ابن الخطاب: قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله وأزواجه؟ فأخذتني أخذا كسرتني به عن بعض ما كنت أجد، فخرجت من عندها..
    لقد ارتفعت مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي.. وكانت أمهات المؤمنين رائدات التغيير في ذلك المجتمع قريب العهد من الجاهلية.
    كانت السيدة عائشة رضي الله عنها زعيمة الآخذين بناصر المرأة، والمنافحين عنها بلا منازع، وإليها وحدها تتطلع أبصار المستضعفات، لما تمّ لها من المكانة الكبيرة في العلم والأدب والدين، حتى تقطعت دون مقامها الأعناق، وكانت أستاذة لمشيخة الصحابة الأجلاء في كثير من أمور العلم والدين.
    ولبث الخلفاء الراشدون يرعون منزلتها ويشاورونها ويسألونها المسائل ويرجعون إلى رأيها، وهي واقفة بالمرصاد لكبارهم، تصحح لهم كلما رأت خطأ في حديث يحدثون به أو حكم يصدرونه.
    وإلى السيدة عائشة رضي الله عنها يرجع الفضل الأكبر بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إعظام الناس المرأة الإعظام اللائق، حتى ظهر في كثير من اللائي طمحن إلى اقتفاء أثرها في الشجاعة الأدبية والجرأة.
    ولقد أثمرت هذه السياسة في رفع شأن المرأة حتى آتت أكلها، ورأى النساء أنفسهن والرجال سواسية، حتى اعتددن بأنفسهن الاعتداد كله، وحتى قالت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: (إنما النساء شقائق الرجال).
    ولم يأل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بث حكمه الغالية في قلوب الأصحاب وصية بالنساء، كلما آنس داعيا إلى القول.
    واستفاضت الأحاديث استفاضة شافية توصي بالمرأة أما، وتوصي بها زوجا، وتوصي بها بنتا، وتوصي بها جنسا.
    بعد كل ما تبين لك من أحوال زوجات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نسأل أهل الكتاب وكل المتشككين :

    ماذا تعيبون على نبينا ؟ هل تعيبون عليه التعدد ؟ أم تعيبون عليه المعدودات ؟.. فإن كنتم تعيبون عليه التعدد فكل أنبياء العهد القديم عددوا زوجاتهم وما فعله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان بوحي من الله تعالى جرياً على سنة الأنبياء قبله، وان كنتم تعيبون عليه المعدودات ؟.. فلقد تبين لك من أمرهن ما يدرأ الشبهات ويزيل اللبس والأوهام.

    للامانه (تلك المقاصد والغايات منقوله عن / زهدي جمال الدين محمد) واثرت ذكرها في هذا المقال لان ذاك مقامها ،
    وادعو زملائي لعمل بحث جيد في تلك الشبهه الواهيه وهو بعنوان ( كيف كان تقييم امهات المؤمنين لدور سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم كزوج ورسول من عند الله وحاكم وقاضي ومبلغ وذلك من خلال كلماتهن رضي الله عنهن)
    س - فمن لهذا البحث ؟
    لآني اعتبر ان خير رد علي هؤلاء يكون من امهات المؤمنين انفسهن رضي الله عنهن
    واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى ... 2 3

الرد الحقيقي والقوي....على شبهة زواج النبي/حملة نجم ثاقب لتثقيف المخدوع وافحام المدلس

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرجاء الرد على شبهة زواج النبي من السيدة عائشة
    بواسطة نصير الدين في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 09-11-2012, 10:42 AM
  2. شبهة زواج النبي صلى الله عليه و سلم من زينب زوجة أبنه من التبني
    بواسطة عمرصديق مصطفى في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-07-2012, 11:44 AM
  3. الرد العلمي على زواج عائشة من النبي صلى الله عليه وسلم
    بواسطة نور التوحيد في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-12-2011, 01:50 PM
  4. الرد على شبهة حول زواج نبينا الكريم من السيدة عائشة
    بواسطة ناصر الرسول في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 14-10-2009, 07:34 PM
  5. شبهة وردها...زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب! د.إبراهيم عوض
    بواسطة karam_144 في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-05-2009, 01:44 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد الحقيقي والقوي....على شبهة زواج النبي/حملة نجم ثاقب لتثقيف المخدوع وافحام المدلس

الرد الحقيقي والقوي....على شبهة زواج النبي/حملة نجم ثاقب لتثقيف المخدوع وافحام المدلس