ملك جرت الريح بأمره [رحلة (ذو القرنين) سليمان بن داود عليهما السلام]

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

ملك جرت الريح بأمره [رحلة (ذو القرنين) سليمان بن داود عليهما السلام]

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى ... 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 44

الموضوع: ملك جرت الريح بأمره [رحلة (ذو القرنين) سليمان بن داود عليهما السلام]

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    ردم البوابة:
    بعد حفر أساس السد تحت الأرض، فمن المؤكد أنه سيبلغ إلى أصول مدخل "يأجوج ومأجوج"، باعتباره بئر أو حفرة ممتدة تحت الأرض يعبرون من خلالها إلى سطحها، وحينها بدأ "ذو القرنين" بسد المدخل الذي يخرج منه "يأجوج ومأجوج"، وهذا من قوله تعالى: (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) [الكهف: 95]. فسد الباب عليهم بزبر الحديد ثم صب فوقه النحاس، حتى امتلأت الحفر عن آخرها، وساواه بقاع الحفرة العميقة، فتسطح قاع الحفرة تماما، وبهذا يكون قد تم عمل الردم.
    في لسان العرب: (ردم: الردم: سدك بابا كله أو ثلمة أو مدخلا أو نحو ذلك. يقال: ردم الباب والثلمة ونحوهما يردمه، بالكسر، ردما سده، وقيل: الردم أكثر من السد لأن الردم ما جعل بعضه على بعض).
    مرحلة الردم هذه استعان فيها بالقوة البشرية، ولم يقتصر اعتماده في تنفيذها على استخدم شياطين الجن، لقوله: (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ)، أي القوة البشرية، وطلبه المعونة منهم ليس عن عجز منه أو من شياطين الجن، إنما من الواضح أن مرحلة الردم كانت من أخطر المراحل على الإنس من قبل قوم "يأجوج ومأجوج"، فبكل تأكيد لم يسلموا من إفسادهم في الأرض من قبل، وبالتالي لن يسلموا من اعتداءهم إن هم حاولوا أن يسدوا عليهم آخر منفذ لهم إلى سطح الأرض، وعالم الإنس.
    لذلك ففي هذه المرحلة، كان على "ذو القرنين" مسؤولية التفرغ لتأمين باب "يأجوج ومأجوج" ضد أي محاولة منهم للاعتداء على العاملين في ردم البوابة، حتى يستطيعوا إتمام عملهم بدون التعرض لأية مخاطر. وفي واقع الأمر أن من ذهبوا إليه يشكون إفسادهم في الأرض، لن يستطيعوا الاقتراب منهم لردم الباب عليهم ما لم يتم تأمينهم، ولو كان لهم قبل بقوم "يأجوج ومأجوج" لتكفلوا بهم ولاستغنوا عن الاستعانة به. فكان لزاما الاعتماد على رجل اختصه بالقدرة على التصدي لهم بصفتهم من جملة شياطين الجن، وكما هو معلوم وثابت بصريح النص القرآني، أن سليمان عليه السلام هو من اختصه الله بتسخير شياطين الجن له، قال تعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ) [ص: 36، 38].
    لم تكن لدى شياطين الجن، و"يأجوج ومأجوج"، القدرة على معصية أمره، وإلا تعرضوا لأشد العذاب، قال تعالى: (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) [سبأ: 12]. لذلك فتأمين مهمة ردم السد ضد عدوان قوم "يأجوج ومأجوج"، كان أهم دور في عملية تشييد السد، وبدون تأمين العاملين لكان بناء السد ضربا من المحال.
    لاحظ أنه بعد نزول المسيح عليه السلام، سيأمره الله تعالى بتحريز عباده إلى الطور، حيث لا قبل للبشر حينها بقتال "يأجوج ومأجوج"، فمن حديث النواس بن سمعان الكلابي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادا لي، لا يدان لأحد بقتالهم . فحرز عبادي إلى الطور). فبالرغم من أن عيسى عليه السلام نبي مرسل، إلا أنه لم يؤتى خصوصية التصدي لهؤلاء القوم من شياطين الجن، بل أمره ربه بالتحرز منهم. فلو كان "ذو القرنين" ملكا ونبيا فقط، لما استطاع مواجهتهم وبناء السد، ولكن لابد أنه كان ملك نبي اختصه الله بخصوصية التصدي للجن، وهذا ما يقطع بأن "ذي القرنين" هو نبي الله الملك سليمان عليه السلام، فلم يختص الله أحد من البشر غيره بتسخير شياطين الجن.
    في دعاء جامع ضد اعتداء شياطين الجن، علمه جبريل عليه السلام لنبينا صلى الله عليه وسلم، ثبت فيه نصا الاستعاذة بالله تبارك وتعالى، من شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، أي من شر ذرأ في الأرض من شياطين، ومن شر ما يخرج منها من شياطين الجن، أي أن باطن الأرض مأهولة بشياطين الجن. فمن حديث عبد الرحمن بن حنيش التميمي، وحسنه شيخنا الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة:
    جاءت الشياطين إلى رسول الله من الأودية، وتحدرت عليه من الجبال، و فيهم شيطان معه شعلة من نار يريد أن يحرق بها رسول الله، قال: فرعب، قال جعفر: أحسبه قال: جعل يتأخر. قال: وجاء جبريل فقال: يا محمد! قل. قال: (ما أقول؟) قال: قل: (أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق و ذرأ و برأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن!)، فطفئت نار الشيطان، وهزمهم الله عز و جل.فالغرض من الدعاء هنا، هو الاستعاذة بالله تبارك وتعالى من شر شياطين الجن، ثم خصص النص كل طائفة من الشياطين، فمنهم من ينزل من السماء، ومنهم من يعرج فيها، ومنهم من ذرأ في الأرض، ومنهم من يخرج منها. إذن يوجد من شياطين الجن من يقيمون في الأرض، ويخرجون منها لإيذاء الناس، وأخبرتنا النصوص عن فريق منهم وهم قوم "يأجوج ومأجوج".
    جمع زبر الحديد:
    من المؤكد أن "يأجوج ومأجوج" مع فرط قوتهم، لن يعجزوا عن نقب مكوناته، ولو بعد طول زمن، خاصة وأنه يتخللها فراغات وفجوات من السهل أن تضعف من تماسكها مع مرور الزمن. بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم (فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج) وعقد بيديه عشرة. فهم استطاعوا فتح الردم رغم كل ما قام به "ذو القرنين"، وهذا لا يمنع أن يتوكل على الله فيأخذ بالأسباب، ثم يفوض الأمر لله تعالى فهو كفيل بهم قال تعالى: (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) [الكهف: 98].
    وبسبب حسن توكل "ذو القرنين" على الله، وأخذ بالأسباب، فإن الله يعيد السد أشد ما كان كلما فتحوه، رغم أن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم، حتى كادوا يرون شعاع الشمس، فمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح الجامع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا، فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس حضروا، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله، واستثنوا، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس، ...).
    لذلك كان لابد من معالجة تلك الصخور بطريقة تكسبها صلابة، وتسد ما بينها من فجوات وفراغات، ولأن الله آتى سليمان عليه السلام علما عز وجوده في زمانه، فقد أسال له عين القطر أو النحاس المذاب، وورث من علم أبيه داود عليه السلام، إلانة وتطويع الحديد، فقد كان لديه من العلم ما يستطيع به تطويع المعادن وسبكها. وسوف نتعرف كيف استفاد من هذا العلم في إحكام غلق الردم على "يأجوج ومأجوج".
    أمر ذو القرنين القوم أن يأتوه بزبر الحديد، قال تعالى: (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ)، وهذا يدل على أن خام الحديد لم يكن متاحا له، على خلاف القطر فقد تكفل بإفراغه ولم يطلب منهم أن يوفروه له.
    وفي لسان العرب: (وزبرة الحديد: القطعة الضخمة منه، والجمع زبر. قال تعالى (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ) ... الزبرة القطعة من الحديد، والجمع زبر).
    وزبر الحديد المستخدمة في تأسيس السد هي عبارة عن قطع من حجارة الحديد الخام، المتوفرة بنسب ضئيلة جدا غير متحد بعناصر أخرى إلا من بعض الشوائب، إلا أن مركباته واسعة الانتشار في التربة والصخور بنسب متفاوتة، وقطع الحديد هي ما تسمى علميا باسم "الحجارة النيزكية Meteorite"، والتي كانت المصدر الرئيسي للحصول على معدن الحديد في ذاك الزمان، حيث لم يعرف بعد استخراج الحديد من المناجم.

    زبر الحديد أو (الحجارة النيزكية Meteorite)
    استخدم المصريون الحديد النيزكي، فهم أوائل من استخدمه، حيث عثر على أدوات مصنعة منه ترجع إلى حوالي عام 3500 قبل الميلاد. وبناءا عليه لم يعرف بعد صهر الحديد وسباكته ليتم سحبه وتشكيله على هيئة قضبان أو كتلا ضخمة منه، إنما كانوا يجمعون تلك الحجارة النيزيكية من الصحراء حولهم.
    عرف الإنسان الحديد منذ القدم، يجمع كحجارة صلبة من على سطح الأرض، حيث كانت تهبط من السماء فيما يعرف بالحديد النيزكي. لذلك تم تقديسه ويسميه معدن السماء أو معدن الآلهة، وفي نيجيريا على سبيل المثال عرفوا عبادة الإله أوغن Ogun إله الحديد، وهو خلاف الإله أوغون Ogoun إله الحرب والنار لدى الهنود الحمر. ولم يعرف الإنسان الحديد مصهورا إلا عن طريق الحمم البركانية، وما تخرجه البراكين من معادن مختلفة مصهورة ومختلطة منها الحديد. وعلى هذا فقد كان الحديد يحتوي على قدر كبير من الشوائب، هذا بخلاف أن الحديد وحده يعد عنصر لين إن لم يسبك مع معدن آخر يكسبه صلابة وقوة، لذلك كان صهر الحديد والمعادن يحتاج إلى نار حامية تنقيته من الشوائب، والوصول بالنار على درجة حرارة عالية هو ما لم يتوفر قبل عهد داود وسليمان عليهما السلام.
    ومن الواضح أنه استخدم كمية هائلة من زبر الحديد، هذا إذا عرفنا أن الصدف كل شيء مرتفع عظيم كالهدف والحائط والجبل. حيث ارتفع بحجارة الحديد حتى ساوى بين جانبي قاعدة السد قال تعالى: (حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ)، أي ساوى بين الصدفين بحجارة الحديد. وغزارة كمية الحديد كانت تطلب ولا شك عدد غفيرا من القوة البشرية، وهذا شاهد على قوة هؤلاء القوم وغزارة عددهم حين ذاك، قال تعالى: (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا)، وهذا يدل على أن المقصود بالقوة هنا هي القوة البشرية، وكناية وكثرة عدد الأفراد المشاركين في جمع زبر الحديد، وكذلك القوة المالية نظير ما يقدم من أجور لهم على عملهم هذا.
    ومصدر الحديد هو الحجارة التي تكونت في الفضاء الخارجي وارتطم بسطح الكرة الأرضية ويطلق عليه اسم "الحجر النيزكيMeteorite "، وميتيورايت اسم مستمد من أصل يوناني، بينما يطلق على هذا الجسم وهو في الفضاء اسم "الجسيم النيزكي meteoroid" أو النيزك الدائر حول الشمس، وعندما يقترب من الأرض يزداد ضغط الجسم فترتفع حرارته ويسطع ضوئه، فيتحول إلى شبه كرة نارية، وهو ما يطلق عليه "الشهاب النجميmeteor "، وتم العثور على حجارة نيزكية على سطح الأرض والقمر والمريخ والمشتري.
    وما يطلق عليه "الشهاب النيزكيMeteor " عبارة عن الوميض المذنب الذي نراه يسطع ليلا في السماء، نتيجة اشتعال الحجر النيزكي، أما الحجر نفسه فيسمى "الجسيم النيزكيMeteoroid " وهو جسيم صغير الحجم لا يتعدى المليمترات، ومعظمها تتبخر أو تتلاشى عندما تدخل في الغلاف الجوي قيل وصولها لسطح الأرض، وإلا ارتطمت بالأرض، وحينها يطلق عليها "الحجر النيزكي Meteorite" وغالبا ما تكون الحجارة النيزكية ضئيلة الحجم، فقد يتراوح وزن الحجر منها ما بين جرامات، ومنها ما قد يصل إلى حجم صخرة تزن مئات الكيلوجرامات.
    وتقسم الأحجار النيزكية Meteorites حسب تركيبها إلى ثلاثة أقسام:
    النوع الأول Stony meteorite: والتي تقسم إلى نوعين آخرين هما chondrites وachondrites. معظم الأحجار النيزكية التي اكتشفت على سطح الأرض ترجع لهذا النوع. وحوالي 68٪ من الأحجار النيزكية تسقط على الأرض هي من النوع chondrites التي تتصف بأنها صغيرة الحجم ودائرية وتحتوي معظمها على معادن السيليكا والتي تبدو منصهره على طريق السقوط قبل ارتطامها بالأرض.

    النوع الثاني Stony-iron meteorites: وهذا النوع من الأحجار النيزكية تحتوي على معادن السيليكا وكمية كبيرة من المواد المعدنية والمواد الصخرية، أي تحتوي على خليط من الحديد السيليكا.
    النوع الثالث Iron meteorites: والتي تحتوي على المواد المعدنية وحديد النيكل. وفقط 6٪ من الجسيمات النيزكية من النوع الحديدي.
    وعلى هذا فالحديد معدن ينزل من السماء على هيئة نيازك حجرية، فهو معدن من خارج نطاق الكرة الأرضية،قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) [الحديد: 25]. وهكذا تعرفنا على أنواع زبر الحديد وأشكالها المختلفة، حتى نتصور ما قام أهل (صعيد مصر وادي النيل) بجمعه من زبر الحديد، فهم من ساهموا بقوتهم البشرية في بناء السد، فإن كان البناء تم بإشراف نبي الله سليمان عليه السلام، فلا حق لليهود اليوم أن ينسبوا لأنفسهم فضل العمل في بناء السد، بل المصريين هم من أسهموا في بناءه.

    التسوية بين الصدفين:
    ولأن الردم يتكون من حجارة الحديد، فمن المتيسر على "يأجوج ومأجوج" نقب هذا الحجارة وتفتيتها، ليتيسر خروجهم من تحت الردم إلى سطح الأرض. لذلك استمر في ردم الحفرة عن آخرها بزبر الحديد حتى ساواها بسطح الأرض، قال تعالى (حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ) [الكهف: 96]. و(الصَّدَفَيْنِ) هما جانبي الحفرة.
    في لسان العرب: (الأصمعي: الصدف كل شيء مرتفع عظيم كالهدف والحائط والجبل. والصدف والصدفة: الجانب والناحية. والصدف والصُّدف: منقطع الجبل المرتفع. ابن سيده: والصدف جانب الجبل، وقيل الصدف ما بين الجبلين، والصُّدف لغة فيه؛ عن كراع).
    فذكر الله تبارك وتعالى صدفين، أي جانبين فقط، ولم يذكر الصدفين الآخرين، لأنه بداهة أي حفرة سواء كانت رباعية أو دائرية، لابد له من أربعة جوانب، فإن ذكر جانبين يقتضي وجود جوانب أخرى. فإذا ساوى بين صدفين من أي جهة، شمالية وجنوبية، أو شرقية وغربية، فسوف يستوي ما بين الصدفين الآخرين تلقائيا، وعليه فلا حاجة لذكر الصدفين الآخرين في الآية، وهذا من بلاغة القرآن الكريم.
    ولا يصح حمل الصدفين على أنهما جانبي الجبلين، لأن لفظ السدين لا يفيد وجود جبلين، إنما يفيد حسب القراءتين بضم السين وفتحها أنهما حاجزان د أشبه بالجبل، وقد تقدم بيان هذا مفصلا. خاصة وأن معنى الردم يفيد سد الحفرة أو الثلمة، والثلمة حسب لسان العرب هي (الخلل في الحائط وغيره) وهذا يسري على الحفرة في الأرض. وعليه فالردم لا يصح أن يقام بين جانبي جبلين، لأن جانبي الردم من أمامه وخلفه لا يستندان إلى جدارين، ولم يرد في الآيات ذكر لبناء جدارين، وحتى الصدفين الوارد ذكرهما لم يذكر أنه قام بتشييدهما، مما دل على وجدهما مسبقا.
    بينما الحفرة مخروطية الشكل يقل قطاعها كلما نزلنا إلى أسفل، بحيث يساعد ميل جوانبها وانحدارها على صعود "يأجوج ومأجوج" ونزولهم في الحفرة، لتنتهي بفتحة ضيقة تحت الأرض تطل على قوم "يأجوج ومأجوج". فلا يوجد حول الحفرة خلل أو فراغ، لأن حوافها تحجز زبر الحديد من جميع جوانبها، حتى ساواه بجميع جوانبها فسدت الحفرة تماما.

    يتبــــــــع

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    النفخ:
    بعد إعداد زبر الحديد، (قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا) [الكهف: 96]، أي جعله متأججا، فلم يصل به إلى حد الانصهار، حيث أمرهم بالنفخ فقال: (انفُخُوا)، بينما تولى هو (جَعَلَهُ نَارًا)، مما يعني أنه قام بجزء من مهمة إشعال الحديد نارا، وإشعال الحديد لا يقتصر على النفخ فقط، فكان لابد من توفير وقود، بالإضافة إلى أن تأجيج مساحة شاسعة وكمية هائلة من زبر الحديد تحتاج إلى بناء فرن ضخم جدا، وأن يكون ذو فتحات تهوية تسمح بتمرير الهواء إلى داخل هذا الفرن، من أجل تسعير جذوة النار. وربما أن فتحات التهوية المتواجدة في الهرم كان هي الفتحات وظيفتها تمرير الهواء المنفوخ، مما يعني أن الهرم كان عبارة عن فرن كبير، وفي قاعه تحت القاعدة تماما تكمن طبقة من زبر الحديد والنحاس. فمن المؤكد أن "ذي القرنين" علمهم طريقة خاصة في النفخ لم يرد ذكرها في النص، لكن بلا أدنى شك أنهم لجئوا إلى طريقة مبتكرة للنفخ تم تطويرها حتى وصلنا إلى شكل المنفاخ التقليدي اليوم.
    (وكان الحديد لأجيال طويلة نادرا لدرجة أنه كان يعتبر أغلى من الذهب، وكانت مهنة الحدادة من أشرف المهن في العصور القديمة والوسطى، فقد كانت مهنة نبي الله داود عليه السلام... وبغية تنقية الحديد من الشوائب، فقد اخترع الفرن النفاخ، حيث يكون هذا الفرن كبير الحجم، يبلغ ارتفاعه نحوا من ثلاثة وثلاثين قدما وقطره حوالي ثمانية أمتار، ويبطن من الداخل بآجر ناري ذي مزايا خاصة... توجد بمصر، طبيعيا، مجموعة متنوعة من خامات المعادن؛ وكان معدن النحاس هو الأكثر استخداما في مصر القديمة. وعرف الحديد النيزكي أولا، ولكنه لم يكن يستخرج من المناجم أو يستغل عامة؛ حتى العصر البطلمي).
    (وللوصول إلى درجة حرارة عالية كافية لاستخلاص المعادن من خاماتها الطبيعية، فإن قدماء المصريين بنوا مواقد خاصة كانت تحمى بالفحم. وكانت المعادن تصهر، لتنقى، في بوتقة فوق النار. وكان العمال، في عصر الدولة القديمة، ينفخون في النار بمنافخ؛ للوصول إلى درجة حرارة انصهار المعدن، وكان ذلك يتطلب عددا من العمال الذين يتناوبون على النفخ. وطورت منافخ الكير الكبرى في الدولة الحديثة؛ وكانت تتكون من طبق فخاري قليل العمق مغطى بالجلد. وعندما كان المعدن يستخلص، فإنه عادة ما يعد على هيئة كتل؛ ثم يرقق باستخدام مطرقة حجرية بيضاوية).
    صب النحاس المذاب:
    كان يجب أن يتوافر في هذا الردم مواصفات خاصة، وغاية في الأهمية، بهدف أن يعجز يأجوج ومأجوج عن ارتقاء ظهر الردم، وأن يعجزوا عن نقب ما يحويه من صخور صلدة، قال تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا) [الكهف: 97].
    في لسان العرب: (يقال: ظهر على الحائط وعلى السطح صار فوقه. وظهر على الشيء إذا غلبه وعلاه. ويقال: ظهر فلان على الجبل إذا علاه. وظهر السطح ظهورا: علاه).
    فقوله تعالى (اسْطَاعُوا) يوحي بالسهولة واليسر لكي (يَظْهَرُوهُ)، بينما استخدم قوله (اسْتَطَاعُوا) توحي بالصعوبة والعسر مع قوله (نَقْبًا)، لأن عجزهم عن أن يظهروا الردم مترتب على عجزهم عن نقبه، فإن تعسر عليهم النقب تعسر بالتالي أن يظهروه، فأن ينقبوا الردم أشد صعوبة من أن يعتلوا ظهره.
    تولى "ذو القرنين" بنفسه إفراغ النحاس المذاب فوق زبر الحديد المتأججة نارا، قال تعالى: (قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) [الكهف: 96]، وقد اختص الله تعالى سليمان عليه السلام بأن أسال له عين القطر، قال تعالى: (وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ) [سبأ: 12]، وهذا يدعم القول بأن "ذي القرنين" هو كنية أو لقب لنبي الله "سليمان" عليه السلام.
    ينصهر الحديد عند درجة حرارة (1535ْ) مئوية، ويغلي عند درجة حرارة (2750ْ) مئوية. بينما ينصهر النحاس عند درجة حرارة حوالي (1083ْ) مئوية، ويغلي عند درجة حرارة (2567ْ) مئوية. فالوصول بالنحاس إلى درجة الغليان يحتاج إلى أفران خاصة، وهذا يحتاج تقنية لم يكن من الهين توفيرها في تلك العصور، حيث كانت تصاغ المعادن بالطرق، فلم تعرف سباكة المعادن بعد. لذلك من المؤكد أن هذا تم بعلم من الله تعالى لنبيه سليمان عليه السلام. فقوله (أُفْرِغْ) يفيد أن النحاس وصل إلى مرحلة الغليان، وتحول إلى سائل يمكن صبه.
    ففي لسان العرب: (والإفراغ: الصب. وفرغ عليه الماء وأفرغه: صبه... وافرغ الذهب والفضة وغيرهما من الجواهر الذائبة: صبها في قالب).
    سيبرد الحديد قبل أن يبرد النحاس، لأن انصهار الحديد يتطلب درجة حرارة أعلى من النحاس، وبالتالي سيستمر النحاس مذابا أطول فترة ممكنة، وبهذه الطريقة لن يسمح الحديد المستعر ببقاء النحاس المذاب ثابتا أعلاه، بل سينساب بسبب الجاذبية الأرضية إلى طبقة الردم، فيتخلل الفراغات فيما بين الحجارة والصخور، ليملئ ما بينها من خلل، مما يؤدي إلى تماسكها فيما بينها.
    هذا بخلاف تلاحم الحديد المنصهر مع النحاس المغلي ينتج عنه سبيكة (برونزية) تزيد من صلابة الردم ضد أي محاولة من "يأجوج ومأجوج" لنقب الردم، وتضاعف من قدرته على التحمل لأطول فترة زمنية ممكن. حيث أن النحاس يستخدم للحام الحديد، ويكسبه قوة أكثر. وفي هذا يذكر البيروني في كتابه "الجماهر في معرفة الجواهر" (لما كان النحاس لحام الحديد قال ذو القرنين “آتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال ائتوني أفرغ عليه قطرا).
    يتبــــــــع

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    اكتشاف نحاس وبرونز داخل الهرم الأكبر:
    حقيقة لا معلومات لدي إن كان قد تم الكشف عن وجود مصادر معدنية تحت أساسات الهرم، ولكن ثبت وجود مقبضين من النحاس داخل الهرم الأكبر خوفو، وتم العثور على قطعة نحاس صغيرة، ومخلب نحاسي، وهذا يجزم بأن النحاس كان مستخدما حين بناء السد، وهذا يتفق مع ما ذكر في كتاب الله تعالى عن استخدام النحاس المذاب، وهذا يدل على توافق زمني بين بناء الأهرامات وبين زمن سليمان عليه السلام. وهذا بشهادة الدكتور زاهي حواس حيث في كتابه (معجزة الهرم الأكبر) يقول: (وبدأ العمل في 6 مارس عام 1993م، ودخل الإنسان الآليفي رحلته الثانية إلى الهرم وكشف لنا عن مفاجآت عديدة وألغاز لم نستطع حلها إلى الآن. وأولى هذه المفاجآت، ظهرت في الفتحة الشمالية، ... وقد عثر داخل هذه الفتحة على مخلب نحاسي وقطعة أخرى من النحاس على شكل كسرة، ... وكانت المغامرة الأخيرة لـ (واب ووت 2 Wp Wawt 2) داخل الفتحة الجنوبية لحجرة الملكة ... واستطاع "جانتنبرنك" أن يجعل الإنسان الآلي يقفز فوق هذه الأماكن حتى وصل إلى حوالي 64.60 مترا داخل الهرم ووقف أمام قطعة صغيرة من النحاس ملقاة على أرضية الممر وخلفها كانت المفاجأة الكبرى وهي وجود حجر صغير ذي مقبضين من النحاس وهذا ما أطليق عليه "الباب السري داخل الهرم". صفحة (83، 84).
    (وواصل الإنسان الآلي السير داخل الفتحة وأنا أجلس أمام الشاشة أتابعه لحظة بلحظة حتى وقف على بعد 8 أقدام من الباب المعروف وشاهدنا القطعة النحاسية والتي يزيد طولها على 3سم تقريبا وواصل السير حتى وقف أمام الباب وهنا شاهدت الباب جيدا حيث لاحظت أن المقبض الشمال يفقد منه حوالي 3سم أي أن القطعة التي عثر عليها أمام الباب كانت أصلا مثبتة على الباب..) صفحة (89، 90)

    موضع البحث داخل الهرم
    وفي محاولة أخرى يقول: (وظل يسير الإنسان الآلي .. ولكن كانت المفاجأة كانت وقوفه أمام باب آخر ذي مقبضين من النحاس يتشابه تماما مع الباب الذي عثر عليه داخل الفتحة الجنوبية.ولكن الجديد هنا هو وجود حبال عثر عليها حول أحد المقابض النحاسية بالباب الجديد). صفحة (94)
    بما أنه تم العثور على قطع نحاسية داخل الهرم، فإذا كان ذو القرنين قد استخدم النحاس المذاب، فإنه من الطبيعي العثور على أي قطعة معدنية تدل على وجود سبائك يدخل النحاس كعنصر أساسي في تركيبها، لأنه قام بسبك زبر الحديد مع النحاس، وهي تحوي الحديد وغيره من المعادن والشوائب فهي ليست حديدا صافيا، لذلك فإن العثور على قطعة معدنية مثل البرونز يدعم إلى حد ما هذا البحث، والبرونز هو اسم يطلق على طائفة من سبائك النحاس المعدنية. وتتكون عادة من النحاس والزنك والقصدير، ولكنها ليست بالضرورة مقصورة على هذه العناصر. وبالفعل تم العثور على خطاف معدني من البرونز.














    صور توضح مراحل استخدام الإنسان الآلي، والصور توضح الموضع الذي تم فيه العثور على الخطاف البرونزي داخل النفق
    وبالفعل تم العثور داخل الهرم الأكبر على قطعة معدنية من البرونز المطروق على هيئة خطاف، وهذا يثبت استخدام هذا المعدن في زمن بناء الأهرامات، (في الممر الجنوبي وجد ديكسن Dixon وشريكه جيمس جرانت James Grant خطاف برونزي صغير. كرة صوان قطعة من الخشب تشبه خشب الأرز. أصبحوا يعرفون بآثار ديكسن. كلتا المجموعات المصنوعة يدويا ملقاة بين الأنقاض في أسفل الممر المنحدر. أخذت الآثار إلى إنجلترا، تم تسجيلها من قبل الفلكي رويال سكوتلاند Royal Scotland وعادت إلى ديكسن بعدما اختفوا. تم عمل تقرير اكتشاف الآثار في "Nature" 26 ديسمبر 1872 متضمنة رسما للمواد. أدى البحث في سنة 1993 إلى اكتشاف الكرة والخطاف في المتحف البريطاني، حيث ما زالوا إلى اليوم).
    الإشكال هنا أن هذه القطع تم العثور عليها داخل الهرم الأكبر المسمى هرم خوفو، وليس داخل الهرم الثاني المسمى هرم خفرع، خاصة وأن الهرم الأكبر حاز على اهتمام الأثريين أكثر من غيره، فهذه القرائن لا تثبت ما نحن بصدده من بناء سليمان للأهرامات بصفته هو نفسه ذو القرنين، وأن الهرم هو سد يأجوج ومأجوج، لكنها تثبت أن سليمان هو نفسه من قام ببناء سائر الأهرامات لهدف واحد وهو سد جميع مخارج يأجوج ومأجوج.





    يتبــــــــع

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    المرحلة الثانية:
    هي مرحلة وضع الأساس لبناء جسم السد، ويتم رص الحجارة فوق الردم حتى تستوي الحجارة مع مستوى سطح الأرض. وضع الأساسات هو أهم خطوة في الإعداد لبناء أي مبنى في العالم، ورفع القواعد هو أول خطوة قام بها إبراهيم عليه السلام حين بناءه للكعبة، فأهمية بناء القواعد لأي بناء أصل هندسي ثابت في كتاب الله العظيم، قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ) [البقرة: 127].
    وإن تصور وجود هذا السد الهرمي بدون هذه الأساس الهائل من الصخور الضخمة يكاد يكون ضربا من المحال، وإلا فلن يستمر طوال هذه السنين راسخا في مكانه. فبناء ضخم كهذا، لا تكمن معضلته في مجرد رص حجارة فوق سطح الأرض، ولكن المعضلة الأكبر والتي غابت عن ذهن الكثيرين، هي كيفية ترسيخ أساسته تحت الأرض لتخدم الهدف من بناءه. فما فات على كبار علماء عصرنا دراسته، هو ما ركز عليه القرآن الكريم من كلام "ذي القرنين"، حين فصل خطوات وضع أساسات السد، فمن الواضح أن "ذي القرنين" وهو نفسه نبي الله "سليمان" عليه السلام كان بالغ العبقرية في فنون الهندسة والإنشاء المعماري، ولا ننسى ذكر فضل ملأه من علماء الجن المسلمين.
    وضع الأساس:
    لكي يكتسب جسم السد صفة الرسوخ والثبات، فلابد من وضع أساس بثقل لكي يرتكز عليها جسم السد الهرمي حتى لا تميد به الأرض فينهار بما يحمله من حجارة. لذلك لابد من بناء جوانب الأساس في وضع رأسي، وغير مائل. لتغطية سطح الردم بطبقة ضخمة من الصخور تحميها من التعرض لعوامل الأكسدة، ليرتفع الأساس حتى يستوي بسطح الأرض تماما، على أن تكون محيط الأساس أطول من محيط قاعدة جسم السد. بحيث تحيط بقاعدة جسم السد مسطبة عريضة من الصخور الضخمة، لذلك نجد قاعدة الأهرامات الثلاثة محاطة بمسطبة عريضة مرصوفة بالحجارة الضخمة ومكسوة بطبقة من الحجارة البازلتية السوداء لحمايتها من عوامل التعرية.



    صور توضح معالم الأساس للهرم، ويتكون من صخور ضخمة حول قاعدة جدار الهرم الأكبر

    يتبــــــــع

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    المرحلة الثالثة:
    تنقسم المرحلة الثالثة إلى عدة خطوات، كبناء جسم السد وكسوته بالحجارة الكلسية، وكسوة جوانب قاعدته بالحجارة الجرانيتية. لكن كما سبق وبينت فمن المحتمل أن السد بأكمله تم بناءه كفرن واستخدمت فتحات التهوية للنفخ على الردم، لكن للأسف أن البحث الأثري غير متكامل.
    بناء جسم السد:
    وجسم السد هو الجزء الهرمي الظاهر منه اليوم فوق سطح الأرض، ويتكون من طبقات فوق بعضها البعض من الحجارة الضخمة المتراصة بإحكام، يقل مساحة قطاعها كلما ارتفعنا إلى قمة السد المدببة. لكي يستمر أي بناء متماسكا لأطول زمن ممكن، لابد أن يقل قطاعه كلما ارتفع، وبما أن قاعدته رباعية الجوانب، فحتما سينقص تدريجيا كلما وصلنا إلى قمته، لينتج بناء ذو شكل هرمي، وبهذا الشكل ظهرت الأهرام بشكلها المشاهد اليوم. وإن شيد البناء بحيث يستاوي محيط قطاع قاعدته مع محيط قطاع قمته، فيسنتج شكل مكعب أو متوازي مستطيلات، وهذا معرض للانهيار تحت أي ظروف خارجية بمرور الزمن، لذلك فالراجح هو أن جسم السد ذو شكل هرمي.

    صورة نادرة لقمة الهرم الثاني لاحظ الجزء المتبقي من كسوة الهرم من الحجارة الكلسية
    إن دور البشر في تشييد السد توقف عند حدود أثبتها القرآن الكريم، وهي ردم بوابة "يأجوج ومأجوج" بزبر الحديد، والنفخ في النار. أما رفع الحجارة العملاقة التي تزن الأطنان العديد، فهذا ولا شك لا قبل للبشر به مطلقا، وقد ثبت نصا أن الله تعالى سخر شياطين الجن لسليمان عليه السلام يبنون له ما يشاء من مشديات يعجز عنها البشر وتليق بقدرات الجن، قال تعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ) [ص: 36 37]. وعليه فإن الجن بنوا ما عجز البشر عن بناءه، لتكون الأهرامات شاهدا على تسخير الجن لسليمان عليه السلام.
    بناء الكسوة خارجية:
    في آخر خطوة في بناء السد تم كسوة جسم السد بالحجارة الكلسية الملساء ناصعة البياض على سطح جوانبه الخارجية، ولكنها تساقطت مع مرور الزمن، فلم يبقى منها إلا جزء يسير وهو ما نشاهده اليوم في قمة الهرم الثاني، بينما يوجد حزام من الكسوة الجرانيتية حول قاعدة الهرم. أما الجزء الظاهرة من أساس الهرم، والظاهر على سطح الأرض حول قاعدة الهرم، فتم رصفه بطبقة واحدة من الحجارة البازلتية السوداء.

    ما تبقى من كسوة الهرم الأوسط عن قمته
    والفائدة من هذه الكسوة بخلاف أنها وظيفة تجميلية، إلا أنها تحمي جسم السد من تأثيرات الجو، وعوامل التعرية، من أمطار وعواصف رملية، أما الحزام المحيط بقاعدة السد فوظيفته حماية قاعدة السد وتحمل ثقل الكسوة الكلسية الخارجية للسد، وإلا ستنهار الكسوة إن لم تبنى على قاعدة أشد صلابة من جسم السد، لذلك تم بناء الحزام من الحجارة الجرانيتية الصلبة.

    جزء من حزام الكسوة الجرانيتية حول قاعدة الهرم الثالث
    على ما يبدو أن الكسوة تم بناؤها متفاوتة في السماكة تقل تدريجيا من أسفل السد، وكلما اتجهنا إلى أعلى، بحيث تكون الحجارة عند القاعد جرانيتية ضخمة الحجم، ثم بني فوقها الحجارة كلسية خفيفة الوزن تتصاغر في الحجم كلما ارتفعنا إلى قمة الهرم، لذلك لا نجد من سقط من الكسوة سوى كتل جرانيتية قليلة متناثرة حول قاعد الهرم، بينما غالبية الحجارة كلسية. ونلاحظ وجود الحزام الجرانيتي بوضوح أسفل قاعدة الأهرامات الثلاثة، وتظهر بجلاء أكثر حول قاعدة الهرم الثالث.
    والدليل على أن الهرم مجرد سد وليس مقبرة حسب مفاهيم الأثريين، أن الأهرامات ليس لها أبواب مطلقا إنما لها فتحات تهوية فقط قد تكون استخدمت للنفخ في بر الحديد. إنما تم نقب جدران الأهرامات عنوة، من أجل عمل فتحات وثغور مصطنعة للدخول إليها. مما يجزم بأن الأهرامات ليس لها وظيفة تقليدية كمقبرة أو رمز ديني، .وفي القرن التاسع العشر قام الأثريون بنقب فتحات خاصة من أجل اقتحام الهرم (بدأ جيوفاني بيلزوني Giovanni Belzoni عملياته في هرم خفرع Chephren في العاشر من فبراير 1818 على الجانب الشماليِ، مستخدما العديد من العمال في الحفر خلال الأحجار والقمامة. حيث باء عمل طاقمه لعدة أيام بالفشل، لكنه استمر وفي السابع عشر وجدَ المدخل الإلزامي).

    لاحظ في اللوحة أن مدخل الهرم الثاني حين قام عمال جيوفاني بيلزوني بنقب جدار الهرم لعمل فتحة للدخول لأول مرة، كانت أحجاره سميكة جدا، حيث لم يقتحم أحد من قبل هذا الهرم، واحتفظ في داخله بجفنة الماء كما هي بدون نقوش عليها، كما سبق وبينته مفصلا.
    وبعد الانتهاء من بناء الكسوة الخارجية للسد، تم كسوة الأساس الحجري بطبقة من الحجارة البازلتية السوداء بهدف حماية الأساس من عوامل التعرية، واحتكاك الأقدام من حول السد. وهذه الكسوة عبارة عن صف واحد من الحجارة البازلتية السوداء شديدة الصلابة، ولا زلنا نجد أجزاء متفرقة منها موجودة حتى اليوم.

    كسوة من الحجارة البازلتية رصفت بها حجارة الأساس حول الهرم

    الجزء المتبقي من الكسوة الحجرية التي كانت تكسو الهرم الأوسط.

    أنظر ما تبقى من الكسوة الجرانيتية أسفل الهرم الثالث، والهدف منها حماية قاعدة الهرم من التآكل ومن عوامل التعرية

    أنظر الكتل الحجرية الداكنة المتراصة أسفل الهرم الأكبر، هي آخر ما تبقى من كسوته الجرانيتية.
    لاحظ الكتل الحجرية في الأرض هي الجزء الظاهر من أساس الهرم.



    كسوة السد المسمى هرم زوسر كما نراها مستوية تماما، فتآكلت قاعدتها وقمتها، وتم تدارك هذا العيب في الأهرامات الثلاث، حيث أن القاعدة جرانيتية ضخمة وتتدرج إلى كلسية خيفة
    .

    قاعدة هرم أوناس بمنطقة سقارة. لاحظ الكسوة الكلسية الخارجة والشريط المرصوف من الحجارة حول القاعدة.

    حزام جرانيتي حول قاعدة الهرم الثالث.

    يتبــــــــع

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    نقد المفهوم الدارج عن بناء السد:
    أما ما يتخيله الكثيرون من أن السد تم بناؤه بين جبلين، فهذا خطأ فادح في فهم النصوص ويتعارض مع طريقة البناء الصحيحة، ولا يتفق وأصول الهندسة المعمارية، ويحتاج إلى إعادة تفكير جذري في فهمنا لدلالات النص القرآني، وبطريقة تتفق مع الواقع والممكن، فلا نتخيل أمورا لا يمكن أن تتحقق في الواقع، وألخص نقدي لهذا المفهوم فيما يلي:
    ـ لأن أساساته تحت الأرض ستكون أضيق من قمته التي تتسع كلما اقتربنا من قمة الجبلين! وهذا يشكل ضغطا كبيرا على القاعدة من الجانبين المكشوفين من السد، مما يؤدي لتصدع القاعدة الضيقة وانهيار السد.
    أضف إلى هذا تأثير عوامل التعرية من أمطار وسيول والتي ستتسبب في حدوث انهيارات صخرية على جوانب الجبلين الملاصقة لجانبي السد، مما سيتسبب في حدوث فالق وفجوة بين السد والجبلين، ونتيجة ثقل قمته العريضة على قاعدته الضيقة فسوف تنهار جوانبه سريعا.
    ـ وكذلك من المستحيل أن ذي القرنين قد صب الحديد والنحاس على السطح الخارجي للسد، لأن عوامل التعرية من أمطار ورطوبة وحرارة ستؤدي إلى أكسدة وصدأ الكسوة الخارجية للسد وتتساقط، وسيكون لون صدأ النحاس فيروزي، ولون صدأ الحديد بني مائل للحمرة.
    ـ أما زبر الحديد أي حجارة الحديد، وتعرف علميا باسم (الحجارة النيزكية)، هي حجارة صغيرة الحجم تحتوي على عنصر الحديد وعناصر أخرى، لذلك لابد من معالجته بالنار حتى يتخلص الحجر من الشوائب الأخرى. فزبر الحديد ليست قضبانا ولا قوالب حديدية، كبديل عن القوالب الحجرية، وبالتالي لا يمكن أن يبنى بها جدران السد، فلم تسبك المعادن في ذاك الزمان بعد. هذا بخلاف قلة تواجد الحجارة النيزيكية في الطبيعة، فمن الممكن أن يستخدم طبقة محدودة من هذه الحجارة، لكن من المستحيل مهما كانت ثروة البلاد الطبيعية أن يتوفر لديها كمية كبيرة من هذه الحجارة لبناء سد ضخم قائم بين جبلين شاهقين، فهذا أمر خيالي يصعب تحقيقه.
    ـ هذا بخلاف معضلة كبرى لم يلتفت إليها من تخيلوا السد مستند إلى جبلين من جانبيه الأيمن والأيسر، أما الجانب الأمامي منه فهو ما يراه من يقف أمام السد، بينما الجانب الخلفي للسد مكشوف لمن وقف خلفه، مما يعني أن السد لا يسد شيئا خلفه، وهذا ينسف سبب بناء السد، وبالتالي فالشكل العام للسد يجب أن يتم حسب ما ذكرته في البحث.
    ـ الفكرة السائدة عن بناء السد مصدرها الإسرائيليات، وتخيل البعض ممن لا دراية لهم بأصول الإنشاء والهندسة المعمارية، فجاء تصورهم مخالف لهذه الأصول، وازداد الناس تمسكا بها بسبب تعلقهم بكلام أهل العلم وإن لم يستندوا في أقولهم إلى أدلة شرعية أو عقلية، وهذا وئد لنعمة العقل، وإسقاط لفريضة تدبر القرآن، بسبب البحث عن تفسيرات سابقة الإعداد بدن نقد وتحليل.
    فالسد بهذا الشكل المتخيل يفتقد لأبسط أصول الهندسة المعمارية المتعارف عليها. إذا فالصحيح هو أن السد يغلق فتحة فوق سطح الأرض، ولا يسد شيئا يقع خلفه، وعليه فالبناء لابد أن يكون حصينا عند قاعته أشد ما يكون التحصين، حتى لا يستطيع "يأجوج ومأجوج" أن يعلوا ظهره أو ينقبوه.
    وكل هذا البناء الضخم يحتاج إلى علم وقوة لم تكن متاحة لا في ذاك الزمان الموغل في القدم، ولا في زماننا المعاصر، رغم ما وصلنا إليه من طفرة علمية وتقنية المفترض أنها أعلى ما وصلت إليه البشرية حتى اليوم، ورغم ذلك عجزنا عن تحريك حجر يزن عدة أطنان من مكانه، فكيف برفعه على إلى قمة بناء شاهق مثل الأهرامات؟!
    قد يقول البعض أنهم لجئوا إلى حيلة مبتكرة نعجز اليوم عن الوصول إليها، ولو صح هذا الافتراض لوجدنا بالفعل مدونات تسرد كيفية بناء مثل هذا الصرح العظيم، ولكن لا أثر لأي معلومات تكشف هذا السر الغامض حتى اليوم.
    من يرفضون القول بقيام الجن ببناء الأهرامات، هم متشبثون بأقوال علمانية، تجحد الإيمان بالغيب، وبمنهج طائفة ترفض قبول ما لم يرد به نص صريح، وتنهى عن استخدام العقل وفق ضوابط شرعية في تدبر القرآن الكريم، أما القاصمة فهي أن من ينكرون دورا لجن قد وافقوا أقوال اليهود والنصارى الذين ينكرون وجود الجن، رغم أنهم من عتاة السحرة المفسدون في الأرض.

    تم بحمد الله تعالى


    كتبه: بهاء الدين شلبي

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    72
    آخر نشاط
    02-05-2012
    على الساعة
    11:06 PM

    افتراضي

    السلام عليكم

    اخي الكريم اشكرك على هذا البحث الرائع وانا شخصيا استفدته منه الكثير
    ولكن عندي بعض النقاط
    1- ذو القرنين هو سليمان عليه السلام وقد اورت بعض الادله على هذا القول منها انه كان له نفس ملك سليمان والرد عليه بان سليمان عليه السلام دعا ربنه بان لا يكون لاحد من بعده وليس من قبله فمن الممكن ان يكون ذو القرنين جاء قبل سيدنا سليمان بفتره كبيره
    كذلك ان عهد سيدنا سليمان ليس ببعيد عنا فاذا كان هذا لقب سيدنا سليمان(ذو القرنين) لوجته معروف عن اليهود او موجود في كتبهم لانك في هذا البحث اثبت بان هذا اللقب كان معروف ومنتشر لمن كان يعرف صاحبه حيث خاطبه به القوم الذين عن ياجوج وماجوج
    لذلك الرجاء تفسير هذه النقطه
    2- قوم ياجوج وماجوج كانو في عهد سليمان وهذا ايضا لا ينطبق لان كما ذكرت عهد سيدنا سليمان ليس ببعيد ولوجدت تفصيل عن ياجوج وماجوج في كتب اليهود او لوجت ان بعض الشعوب التي كان تحيط بالسد تعرف عنهم وكما ذكرت انت في البحث انه في الاهرامات وهي منطقه قريبه جدا من فلسطين وبني اسرائيل ونعرف ان طبيعة تلك الشعوب انها كانت تدون وتكتب

    ان قوم باجوج ومااجوج من الجن وانهم يعيشو تحت الارض فهذا لا اعترض عليه ولا اوافق عليه ولكني اميل لنظرية السد كما انت وصفتها في بحثك واعتقد بانها اقرب للصواب
    كذلك الاماكن التي عند غروب الشمس وطلوعها اما ان الاهرامات هي السيدين فنحتاج الا دليل اقوى ودراسه اعمق
    ان ياجوج وماجوج يخرجو من اكثر من مكان هذا لااعتقد انه صحيح لكان ذكر ذلك والقول بانه (
    من كل حدب ينسلون) لا يدل بان خروجه من اكثر من مكان ولكن يدل انهم يسيرون في جميع الاتجاهات يعني يخرجو من مكان ومنه ينطلقو في جميع الاتجاهات

    وفي النهايه اشكرا كثيرا على هذا البحث والمحاوله لمعرفة مكانهم

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    الأخ الفاضل (alwanat) حفظه الله ورعاه

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    جزاك الله خيرا وبارك فيك

    من المستحيل أن يكون "ذو القرنين" قبل "سليمان" عليه السلام .. والسبب أن "ذا القرنين" استخدم في بناء السد زبر الحديد والقطر .. وهذا لم يكن لأحد قبل داود وسليمان عليهما السلام .. وبالتالي يستحيل أن يكون بعده لأن السيطرة على يأجوج ومأجوج كجن لم تكن لأحد بعد "سليمان" عليه السلام .. وهذا من بعض ما يثبت أنهما شخص واحد وليسا شخصين مختلفين

    بكل تأكيد لن تجد لقب "ذو القرنين" عند اليهود .. لأنهم رموا "سليمان" عليه السلام بالسحر .. فقالوا أنه كان يسخر الجن بالسحر .. ولو أقروا بهذا اللقب حسب المعنى الذي توصلت إليه من أن القرنين هما قرنه من الجن وقرنه من الإنس لنسف هذا افترائه وكذبهم عليه .. لأن ذكر اللقب في توراتهم يعني أن الله سخر له الجن .. لذلك فمن مصلحتهم إخفاء اللقب من مدوناتهم تماما .. بدليل أن الله تعالى أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بلقبه في القرآن .. حيث هناك قولان أن بعث كفار مكة إلى أهل الكتاب يسألون منهم ما يمتحنون به النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا سلوه عن رجل طواف في الأرض .. وهناك رواية ضعيفة لا يعند بها عن عقبة بن عامر أن نفرا من اليهود جاءوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين

    تدوين المصريين في الغالب كان بعد عهد سليمان عليه السلام .. بدليل أن الجفان الحجرية جعلوها توابيت فهم انتفعوا ببقايا ما خلفه سليمان عليه السلام وبالتالي لا تنسى ثورة شياطين الجن على ملك سليمان بعد موته .. فبكل بد سيكون للشياطين من الجن الدور الأكبر في طمس معالم ملك سليمان .. بدليل أننا لم نعثر حتى الآن على (الصرح) الذي بناه سليمان عليه السلام
    نظرية وجود يأجوج ومأجوج تحت الأرض لا بديل منطقي آخر لها .. فإن لم يكونوا أسفل الأرض فهم فوق سطحها وهذا يعارض مع كونهم يعيشون في ظلام دامس

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    14
    آخر نشاط
    15-11-2008
    على الساعة
    09:00 AM

    افتراضي


    صاحب الموضوع عدت مرى اخرى لتاويل وتحريف ايات القرات ومخالفة

    المفسرين


    بتفسير القران بمفهوم جديد يخالف كتب التفسير



    للاسف ان يظل الموضوع هكذا في منتدى يدافع عن الدين



    وموضوع يحرف تفسير ايات القران بمفهوم وتفسير جديد يخالف التفاسير

    الموثوق بها لسلف الامة


    اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه


    وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alwanat مشاهدة المشاركة
    ان قوم باجوج ومااجوج من الجن وانهم يعيشو تحت الارض فهذا لا اعترض عليه ولا اوافق عليه ولكني اميل لنظرية السد كما انت وصفتها في بحثك واعتقد بانها اقرب للصواب
    لم يفوتني التفكير في إقامة "يأجوج ومأجوج" في باطن الأرض، وكيفية معيشتهم، لكن يبدو أنهم يعيشون حياة بدائية، بدليل أنهم حين خروجهم سيستخدمون الحراب والقسي. فباطن الأرض يحتوي على مياه جوفية، وأنهار متدفقة بين الصخور، ربما يفوق ما فوق سطح الأرض من ماء، فحركة الزلازل والقشرة الأرضية تتسبب في تغوير مياه بعض البحيرات من فوق سطح الأرض إلى جوفها، وبطبيعة الحال تتسرب المياه إلى باطن الأرض في التجاويف الصخرية الضخمة، وهذا يوفر لهم مصدرا للماء العذب الزلال.

    وأما من جهة التغذية فأمرها متعذر سواء كان أغذية نباتية أو حيوانية، فعلى فرض أنهم حبسوا مع بعض أنعامهم ودوابهم، فمن المستحيل أن يوفروا لها العليقة والكلأ تحت الأرض، فلا بد من مساحات زراعية تنعم بأشعة الشمس والهواء. والحديث يثبت أنهم يعيشون في مكان مظلم، لذلك فهم في مكان في جوف الأرض لا يرى شعاع الشمس، وبلا هواء نقي، وبالتالي لا زرع فيه ولا نبات، لأنه يحتاج إلى الهواء والشمس من أجل التمثيل الغذائي والضوئي للنبات، أي لا يوجد لديهم ثروة حيوانية يتقوتون منها. وإن قلنا أنهم يعيشون فوق سطح الأرض فهذا يتعارض مع النص، لأنهم مقيمين في مكان مظلم، أي لا زرع فيه ولا ماشية.

    وعلى فرض أنهم بشر كما يعتقد الكثيرين، فهذا أدعى لإثبات كونهم من الجن، فطبيعة البشر لا تتحمل الإقامة في باطن الأرض، بلا هواء يستنشقونه، ولا شمس تنمي زرعهم، ولا أنعام يقتاتون منها، وهذا يجزم أن "يأجوج ومأجوج" ليسوا ببشر على الإطلاق، بل الجن يستطيعون ذلك، فهم يسترقون السمع فوق عنان السماء، أي فوق السحب، حيث يقل معدل الأكسجين، وهذا لا يستطيع البشر تحمله، في حين أن الجن تقدر على الاستغناء عن الأكسجين.

    فإن كان "يأجوج ومأجوج" من الجن كما سبق وبينت، فهذا لا يتعارض وقدرتهم على التأقلم داخل جسم الإنسان، وبالتالي لا يمتنع أن يتأقلموا داخل باطن الأرض. فلا يصح أن نقيس خصائص طبيعتهم كجن على خصائص طبيعتنا البشرية، حتى ولو كانوا متجسدين نراهم رأي العين أمامنا، كما حدث قبل حبسهم، وكما سيحدث بعد خروجهم.
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 15-10-2008 الساعة 08:42 PM

صفحة 3 من 5 الأولىالأولى ... 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة

ملك جرت الريح بأمره [رحلة (ذو القرنين) سليمان بن داود عليهما السلام]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لا داود ولا سليمان بل لابشالوم
    بواسطة السيف البتار في المنتدى الأبحاث والدراسات المسيحية للداعية السيف البتار
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-08-2008, 11:18 PM
  2. كتاب مريم والمسيح عليهما السلام
    بواسطة صابر ياعم صابر في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 22-06-2007, 12:01 PM
  3. ماقاله داوود والمسيح عليهما السلام عن الأسلام
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-07-2006, 12:20 AM
  4. ذكر زكريا ويحيى عليهما السلام (سلسلة حتى رسالة المسيح عليه السلام)
    بواسطة احمد العربى في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24-11-2005, 11:48 PM
  5. سليمان بن داود عليهما السلام
    بواسطة الشرقاوى في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-10-2005, 08:21 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ملك جرت الريح بأمره [رحلة (ذو القرنين) سليمان بن داود عليهما السلام]

ملك جرت الريح بأمره [رحلة (ذو القرنين) سليمان بن داود عليهما السلام]