اقتباس
ولكنك تعلم ان هناك خطايا لا يوجد لها مغفرة حتى لو تاب الانسان عنها
بالطبع لا أعلم ..... ولم يقل أحد هذا أبدا ....
فالتوبة النصوح تمحو كل الذنوب إن شاء الله تعالى :
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ) طه 82
وراجعى ما كتبته عن شروط التوبة التى يقبلها الله تعالى
اقتباس
إِنَّ الذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ا زْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ - سورة آل عمران
الشرك بالله إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ - سورة النساء 4:116
سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) المنافقون)
ضيفتنا الفاضلة المحترمة ...
لننظر سياق الآيات أولا يا ضيفتنا الفاضلة
لنفهم عماذا تتحدث بالضبط ...
------------------------------------
1- سياق الآية الأولى :
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (91)) آل عمران
(((أليست الصورة هكذا أوضح يا ضيفتنا الفاضلة ؟؟؟)))
لاحظى أيضا هذه الآية الكريمة الأخرى يا ضيفتنا الفاضلة :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا) النساء 137
نفس المعنى .... نفس المفهوم ....
من كفر بالله بعد إيمانه بالله (ولم يتب)
بل ازداد كفرا ... و(مات على الكفر والشرك)
فلن يغفر له الله ....
أما من تاب إلى الله قبل أن يدركه الموت فالآيات صريحة وواضحة :
(إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
------------------------------------
2- سياق الآية الثانية :
(مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48)) النساء
(((أليست الصورة هكذا أوضح يا ضيفتنا الفاضلة ؟؟؟)))
تتكلم الآيات فى سياقها عن المشركين من أهل الكتاب
الذين حرفوا الكتاب
والذين رفضوا الإيمان بالقرآن والرسالة المحمدية
رغم وصية الله فى التوراة والإنجيل ووصية أنبيائهم لهم أن يتبعوا الرسول محمد إذا أدركوه
يذكرهم الله تعالى ويحذرهم ...
أنهم لو ماتوا على شركهم وكفرهم فلن يغفر لهم أبدا ....
لاحظى يا ضيفتنا الفاضلة
أن مجرد تحذير الله لهم .... هو من رحمته وحنانه ....
فلو شاء لما حذرهم ولتركهم يلاقوا مصيرهم جزاء بما اقترفوه
فإذا اصروا على عنادهم وكفرهم واستكبارهم رغم الإنذار والتحذير ... فهم من قد جنوا على انفسهم
فعدل الله تعالى (وهو الحكم العدل الديان) بالطبع ....
لن يساوى الكافر المشرك المجرم ...
بالمؤمن الموحد الصالح
فمن اشرك بالله ولم يتب ولم يرجع عن شركه وكفره حال حياته
فنار جهنم مأواه ومصيره بكل تأكيد
وهذا ليس تأكيدنا نحن ... بل تأكيد الله سبحانه وتعالى
------------------------------------
3- سياق الآية الثالثة :
(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (4) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنْفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)) المنافقون
(((أليست الصورة هكذا أوضح يا ضيفتنا الفاضلة ؟؟؟)))
الآية تتحدث عن المنافقين
لاحظى كيف وصفهم الله تعالى فى الآيات السابقة :
بالكذب ...
واتخاذ الدين هزوا ولعبا ...
والصد عن سبيل الله ...
وعمى القلب ...
والعداء المبطن للإسلام ولله ورسوله ...
والإستكبار ...
والفسوق ...
والتآمر على الله ورسوله !!!!!
ماذا تتوقعى أن يكون جزاء هؤلاء يا ضيفتنا الفاضلة ؟؟؟
ألم تلاحظى يا ضيفتنا الفاضلة ....
قوله تعالى وسط هذا السياق :
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ) ؟؟؟
رحمة وحنان من الله رغم نفاقهم وكفرهم
فبماذا يردون ...
ما هى ردة فعلهم على هذه الرحمة وهذا الحنان الذين لا يستحقونه ؟؟؟
إن ردة فعلهم هى للأسف :
(لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) !!!!!
الله تعالى يدعوهم إلى رحمته ومغفرته ومحبته
وهو القادر على أن يحرقهم ويبيدهم ... وهم بالفعل يستحقون
فيتكبروا ويشيحوا بوجوههم !!!!
تكبر وغرور ووقاحة ما بعدها وقاحة
وسوء أدب مع الله ما بعده سوء أدب !!!!
الله الغنى عنهم يدعوهم لرحمته
وهم الفقراء العبيد الأذلاء يرفضون !!!!
لذلك توعدهم الله بهذا المصير المخزى
الدرك الأسفل من النار .... حيث أشد اللهيب
وبالرغم من ذلك .... لاحظى أيضا يا ضيفتنا الفاضلة :
أن الآيات ... لم تذكر أنهم تابوا ولم يقبل الله توبتهم !!!
اقتباس
اذا هناك خطايا لا تغفر نهائيا سواء بالتوبة او بالاستغفار فأين رحمة الله ومحبته فى ذلك ؟
1- الشق الأول من كلامك (اذا هناك خطايا لا تغفر نهائيا) ... صحيح
2- لكن الجملة كلها (اذا هناك خطايا لا تغفر نهائيا سواء بالتوبة أو بالاستغفار) .... خطأ
لماذا ؟؟؟
لأن الله نفسه وعد بمغفرة الذنوب جميعا
طالما تاب العبد ورجع إلى خالقه قبل أن يموت :
1- (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر 53
2- (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) الأنعام 54
3- (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) المائدة 65
------------------------------------
أما حين حضور الموت ... فللأسف تكون مهلة التوبة قد انتهت !!!!
(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17) وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)) النساء
------------------------------------
لهذا يا ضيفتنا الفاضلة ....
نحاول معك ومع جميع غير المسلمين
بكل ما وسعنا الجهد
وبكل ما نملك من علم ووقت ومجهود وصحة ...
وحتى تتكسر أيادينا من الكتابة ...
وتبح اصواتنا من الدعوة ...
عسى أن نكون قد أدينا ما علينا من واجب مفروض
تجاه أخوتنا فى الإنسانية
عسى أن يهديكم الله
ويغفر لكم ويبدل سيئاتكم حسنات
فما زالت فرصتكم قائمة
لكن المشكلة الحقيقية ....
أنه لا أحد يعلم متى ستنتهى المهلة ؟؟؟ متى سيحين الموت ؟؟؟
------------------------------------
فوالله الذى لا إله إلا هو ... ما لنا أدنى مصلحة
وما نبتغى إلا الثواب من الله فى الآخرة
والفرحة العارمة بنجاة إخوتنا من اللهيب الأبدى
من الخلود فى عذاب النار والحريق
أنظرى كم نبكى فرحا وسعادة عندما يسلم مسيحى واحد
هل نلنا أو كسبنا شيئا لنفرح هكذا ؟؟؟
يشهد الله على ما فى قلوبنا ... هو خير رقيب وخير شهيد
لا املك حيلة سوى الدعاء لكم
بأن يهديكم الله ويجعلكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
------------------------------------
تذكرى يا أختى فى الإنسانية :
لو هداك الله وآمنت به وأسلمت له ...
عن تمام اقتناع
ورضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبالقرآن كتابا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ....
فكل ما مضى من حياتك فى شرك المسيحية يعفو عنه الله
لا يعفو فحسب ... بل يبدله حسنات مضاعفة اضعافا كثيرة
هذا هو الحب الحقيقى ...
هذه هى الرحمة الحقيقية ....
هذا هو إلهك الحقيقى الذى يحبك فعلا ...
وحنان أمك عليك أمام حنانه لن يبلغ مثقال ذرة
لا يعود الله يسألك عن الماضى ...
لا تعودين بحاجة إلى واسطة بينك وبينه ...
تعود صفحتك عند الله بيضاء مشرقة نقية ...
تصيرين عند الله أفضل منا بمراحل ...
لأنك قد جاهدت وأعملت عقلك .... حتى وصلت إليه
عكسنا نحن من ولدنا مسلمين (والحمد لله على هذه النعمة)
------------------------------------
فلأنكم حرمتم من هذه النعمة
نحاول جاهدين ان ندلكم على طريقها ما وسعنا الجهد
ثم بعد ذلك .... لكم الخيار
------------------------------------
وإننى لأتسائل هنا يا ضيفتنا الفاضلة سؤالا هاما ....
لأن الشىء بالشىء يذكر :
هل يغفر يسوع إله المحبة لمن يلقاه يوم الدينونة كافرا به ؟؟؟
لمن خلقت إذا بحيرة الكبريت ؟؟؟
ومن الذين سيدينهم يسوع يوم الدينونة ويلقيهم فى جهنم ؟؟؟
اقتباس
اولا موضوع العصمة ده غير متفق عليه وشاهدت كثير من المناظرات اراء اسلامية تقول بعكس ذلك وان اردت عراضها لك
لا مانع عندى بالطبع أن تعرضيها
------------------------------------
لكننى أحب قبل أن تعرضى شيئا يا ضيفتنا الفاضلة
أن أعرض عليك معنى (العصمة)
فالبعض يظن أن الرسل معصومون من الخطأ (نهائيا بصورة جازمة)
يعنى لم يرتكبوا أى ذنب أو خطأ أو غلطة ولو بسيطة
أو كما تقولون (بلا خطية واحدة) !!!!
------------------------------------
هذا الكلام يا ضيفتنا الفاضلة
غير دقيق ...
وغير مظبوط ...
------------------------------------
فلو لم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم - ولكل بشر - أخطاء
فمم سيستغفر الرسول ؟؟
ولماذا سيتنزل عليه الوحى قائلا :
* (وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) النساء 106
* (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) محمد 19
* (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) غافر 55
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) النصر 3
؟؟؟؟؟؟؟؟
------------------------------------
يا ضيفتنا الفاضلة
نعم الأنبياء معصومون من الخطأ .... ولكن ليس كل الخطأ
فهم بشر لا ملائكة ...
هم معصومون من الخطأ فى شيئين فقط :
1-الخطأ فى تبليغ الرسالة :
فرسل الله صلوات الله وسلامه عليهم معصومون فيما يتعلق بتبليغ الوحي ، فلا يكذبون ، ولا ينسون ، ولا يغفلون
إذ لا يترتب على خطئهم فى تبليغ الرسالة سوى احد أمرين :
1- أما أن يسكت الوحى عن النزول بالتصحيح : وهذا لا يجوز إطلاقا فى حق الله تعالى
لأن معناه أن الله تعالى قد أراد إبلاغ الناس بخبر أو تكليف معين ثم رضى أن يبلغ عنه أمر آخر حفاظا على مصداقية الرسول أمام قومه
2- وأما أن ينزل الوحى بالتصحيح : فيتشكك الناس فى رسولهم ويتهمونه بالكذب وعدم المصداقية والخيانة والتحريف ... وبالتالى التشكيك فى الدين نفسه وفى الرب الذى أرسل هذا الرسول ... وهذا غير جائز فى حق الرسل صلوات الله وسلامه عليهم
وقد اتفقت الأمة على أن الرسل معصومون في تحمل الرسالة ، فلا ينسون شيئا مما أوحاه الله إليهم ، إلا شيئا قد نسخه الله بنفسه
وقد تنوعت الدلائل الشرعية على إثبات ذلك في حق نبينا صلى الله عليه وسلم ومثله سائر الأنبياء
فمن تلك الدلائل ما وعد الله به نبيه من عصمته من النسيان ، قال تعالى : (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَىٰ) الأعلى 6
ومنها تزكية الله له من جهة البلاغ عنه ، قال تعالى : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4)) النجم
هذا فيما يتعلق بحال الأنبياء في تبليغ الوحي
2-إرتكاب كبائر الذنوب :
مثل الشرك والكذب على الله والسحر والزنا والسرقة والقتل العمد وشهادة الزور وكذلك الصغائر التي تدل على خساسة الطبع وتمس الشرف، صيانة لعلو مكانتهم
هذا بالطبع لأن الرسل والأنبياء هم القدوة الحسنة لأقوامهم
فالأنبياء هم صفوة البشر ، وهم أكرم الخلق عند الله تعالى ، إصطفاهم الله تعالى وطهرهم وكرمهم وشرفهم بمحاسن الأخلاق
------------------------------------
أما صغائر الذنوب التي لا تدل على خساسة قدر ، وضعة منزلة ، فمذهب السلف جواز وقوعها من الأنبياء ، إلا أن الله لا يقرهم عليها بل سرعان ما ينزل الوحي مصححا وهاديا
نعم ، الأنبياء والرسل - كبشر - يخطئون ....
ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم بل يبين لهم خطأهم رحمة بهم وبأممهم ، ويعفو عن زلاتهم ، ويقبل توبتهم فضلاً منه ورحمة ، والله غفور رحيم
فالذنوب نقص ...
وهى تنافي الكمال إن لم يصاحبها توبة ....
أما التوبة فإنها تمحو الذنب بإذن الله ، ولا تنافي الكمال ، ولا يوجه إلى صاحبها اللوم ، بل إن العبد في كثير من الأحيان يكون بعد توبته خيراً منه قبل وقوعه في المعصية
ومعلوم أنه لم يقع ذنب من نبي إلا وقد سارع إلى التوبة والاستغفار، فالأنبياء لا يقرون على ذنب ، ولا يؤخرون توبة ، فالله عصمهم من ذلك ، وهم بعد التوبة أكمل منهم قبلها .
وقد ذكر الله لنا بعضا مما وقع من أنبيائه ، مما عاتبهم عليه وأرشدهم فيه :
1- من ذلك قوله تعالى في حق نبينا صلى الله عليه وسلم : (عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11)) عبس
وذلك أن عبد الله بن أم مكتوم الرجل الضرير أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستهديه ، فأعرض النبي عنه ، لانشغاله بدعوة سادات قريش ، فنزل عتاب الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم
2- ومن ذلك عتاب الله لنبيه في قبول الفدية عن أسرى المشركين
قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ ۚ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) آل عمران 161
3- وقوله تعالى عن آدم : (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ (122)) طه
وهذا دليل على وقوع المعصية من آدم عليه الصلاة والسلام وعدم إقراره عليها ، مع توبته إلى الله منها
4- وقوله تعالى عن موسى : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17)) القصص
فموسى عليه الصلاة والسلام إعترف بذنبه وهو القتل الخطأ (والقتل الخطأ ليس من الكبائر) ... وطلب المغفرة من الله بعد قتله القبطي وقد غفر الله له ذنبه
5- وقوله تعالى عن داوود : ( قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ (25)) ص
وكانت معصية داوود هي التسرع في الحكم قبل أن يسمع من الخصم الثاني
------------------------------------
وذكرت السنة نماذج أخرى
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة ، فلدغته نملة ، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ، ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار ، فأوحى الله إليه فهلا نملة واحدة) رواه البخاري ومسلم
أى فهلا قتلت النملة التى قرصتك فقط ؟؟؟
------------------------------------
هذا بعض ما ورد في الكتاب والسنة
مما يثبت جواز وقوع الخطأ في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ،
مع التأكيد أن ذلك غير قادح في وجوب الاقتداء بهم كما قال تعالى : (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ) الأنعام 90
ذلك أن الله لا يقرهم على خطأهم بل ينزل الوحي هاديا ومرشدا
------------------------------------
أما الحكمة من جواز وقوع الخطأ اليسير منهم فذلك من رحمة الله بهم ، حيث لم يحرمهم من أعظم العبادات وأحبها إليه سبحانه وهي التوبة والإنابة والإستغفار واللجوء إلى الله :
فقد وصف الله خليله إبراهيم بقوله : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) هود 75
وقال صلى الله عليه وسلم : (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) رواه البخاري
ومن الحكمة من ذلك أيضا : كيلا يعتبرهم أقوامهم آلهة يعبدون بل يتأكدوا أنهم بشر مثلهم يصيبون ويخطئون فيستغفرون ... فلا يؤلهوهم ولا يعبدوهم
------------------------------------
والعصمة كما اتفق العلماء لا تثبت إلا للأنبياء
أما غيرهم من البشر فالخطأ في حقهم جائز ، عظم هذا الخطأ أم صغر
قال صلى الله عليه وسلم : (كل بني آدم خطّاء وخير الخطاءين التوابون) رواه ابن ماجة وحسنه الشيخ الألباني ،
فهذا النص عام لا يخرج منه إلا الأنبياء
------------------------------------
ومجمل القول في عصمة الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام ، وهي تدل على حكمة الله عز وجل ، إذ عصم أنبياءه مما يقدح في أصل دعوتهم ، أو في أخلاقهم ، وأجاز وقوع الخطأ اليسير منهم ، لئلا يحرمهم لذة الإنابة إليه سبحانه ، والعصمة تدل أيضاً على تميز مقام النبوة ، كونه مقام تشريع وهداية ،فأبعد الله عنه الشبهات بعصمة صاحبه وصيانة مكانته
------------------------------------
أرجو أن تكون إجاباتى قد أفادت حضرتك
مع تحياتى وتقديرى ....
Doctor X
المفضلات