يسعدني ويشرفني تلبية هذا النداء مع كل تقديري وامتناني لاختي الفاضلة الدكتورة
ebnat fatima والتي ادعو لها بكل الخير
قبل ان ابدي راي فيما جاء بالمرفقات من بيانات ومن نتائج تحاليل مخبرية
اود ان اعطي صورة موجزة جدا عن هذا المرض والذي يسمي بالذئبة الحمراء
(SLE ) اختصارا لاسمه (Systemic Lupus Erythematosis)
اسبابه:
غير معروفة ويحدث نتيجة خلل في خلايا جهاز المناعة يؤدي الي عدم قدرتها علي التمييز بين خلايا الجسم والخلايا الغريبة مما يؤدي الي تكوين اجسام مضادة تتفاعل
مع مكونات خلايا الجسم ذاته مثل باقي امراض التدمير الذاتي لجهاز المناعة والتي
تسمي (AUTOIMMUNE DISEASES) وفي مرض SLEفان خلايا جهاز المناعة تكون اجسام مضادة لبعض محتويات النواة من جينات وراثية تتواجد في الحامض النووي DNA
ومن هنا فالمرض لا ينشأ فقط من التفاعل ويحدث تدير واتلاف الانسجة ولكن ايضا ما يزيد من حدة المرض واعراضه وخطورته هو حدوث ترسيب لمكونات هذا التفاعل خلال الانسجة والهجوم الحاد والتدميري لبعض الخلايا الليمفاوية (B )و(T)
مما يؤدي الي اضرار بالغة في انسجة العضو المصاب ايا كان (كلي او قلب او مخ او
رئة او جلد.......الخ)وكل ذلك سيترجم بظهور الاعراض علي المريض وحالته العامة
احصائيات:
- وجد ان هذا المرض يصيب الاناث اكثر من الذكور وبنسبة 1:9
- وجد انه اكثر ظهورا في عمر 15:9عاما
- لا دليل علي وجود عوامل وراثية
هناك عوامل خارجية محفزة للاصابة به مثل:
- بعض الامراض الفيروسية
- التعرضالكثير لاشعة الشمس بما فيها من اشعة فوق بنفسيجية
- تناول بعض العقاقير الطبية وبصورة دائمة قد يؤدي الي حدوث ما يشبه هذا المرض
ولكن بمجرد التوقف عن تناولها تنتهي اعراضه ويعود المريض الي كامل صحته
مثال : مدرات البول ال هيدرازين (HYDRAZINES) مثل كلوروهيدرازين
(ESIDREX).................وكلورثاليدون
ايضا صبغات الشعر (HAIR DYES)
اعراض المرض:
في اغلب الحالات فان المرض قد يصيب عضو واحد من اعضاء الجسم
كالجلد او الكليتين او القلب او الجهاز العصبي المركزي او الرئتين او العضلات والمفاصل
الا انه قد يصيب ويتلف العديد من اعضاء متعددة بالجسم في آن واحد
وعموما فان المريض المصاب بهذا المرض دائما ما يعاني من الارهاق
والتعب والشحوب مع الغثيان وفقدان الشهية وعدم النمو مع فقدان الوزن
اما الاعراض الخاصة لهذا المرض فنلخصها وحسب العضو المصاب كالتالي :
الجلد:
طفح جلدي ياخذ شكل الفراشة علي الوجه
(كل جناح علي الخد وحتي الاذن اما جسم الفراشة من الطفح فتحتل اعلي الانف)(MALAR BUTTERFLY RASH)
ايضا:
طفح جلدي (مثل الذي نراه في مريض الحصبة) (MACULOPAPULAR)
علي باقي جلد الجسم وخاصة علي الاجزاء المكشوفة مثل الساعدين والساقين والرقبة
وقد يكون نوع الذئبة الحمراء من النوع المستدير(DISCOID) وهو الاكثر انتشارا كما هو موضح في الصور التالية:
الدم:
- شحوب بالوجه نتيجة هبوط في مستوي الهيموجلوبين (أنيميا)
والتي تنتج عن تكسير في كرات الدم الحمراء بالاضافة الي فقدان الشهية
وسوء التغذية وما يصيب الكلي من اتلافات تؤدي الي قلة افراز هورمون الاريثروبيوتين (ERYTHROPIOTEIN) الذي يلعب دورا في حث النخاع العظمي علي تكوين وتصنيع كرات الدم الحمراء
- زيادة سيولة الدم والميل الي النزف وخاصة من الانف واللثة نتيجة تدمير الصفائح الدموية (BLOOD PLATLETS) مما يؤدي الي نقصها في الدم(THROMBOCYTOPENIA)
- التعرض للعدوي بصورة سهلة ومتكررة نظرا لنقص خطوط الدفاع والمتمثلة في كرات الدم البيضاء(NEUTROPENIA)
المفاصل والعضلات:
اصابة المفاصل وخاصة مفاصل اصابع اليدين والرسغ والركبتين وبصورة مزدوجة ومتطابقة تماما (SYMMETRICAL)
بنوبات من الالتهابات الحادة (احمرار وتورم والام مبرحة) وبصورة تشبه الي حد كبير
مرض الروماتويد (RHEUMATOID ARTHRITIS)
اصابة العضلات بنوبات من الالتهابات الحادة ايضا(MYOSITIS) مما يؤدي الي الام
حادة واعاقة في الحركة
الكليتين:
ترسب مكونات التفاعل بين الاجسام المضادة ومكونات النواة خلال جدران
مصانع الفلترة والتنقية (GLOMERULI) والتدمير الناتج عن افرازات الخلايا الليمفاوية يؤدي الي الاتلاف المستمر لتلك المصانع مما يعرض الكلي الي فقدان
فاعليتها ويؤدي الي التهابها(GLUMERULONEPHRITIS) وقلة كفائتها وبالتالي يحدث قصور في وظائفها
والذي قد يؤدي الي فشلها وما ينجم عنه من اعراض قاسية نتيجة تراكم
مخلفات الخلايا وارتفاع مستواها في الدم مثل الصوديوم والبوتاسيوم والبولينا مع التسريب المستمر لزلال بلازما الدم في البول
(PROTEINURIA) وعدم الحفاظ علي المعدلات الطبيعية
لمستويات الكترونيات الدم (K وNa وCa وMg...........الخ)
والكرياتينين............. مما يؤدي الي ارتباك كافة وظائف خلايا الجسم ويترجم ذلك في الهزال والتعب والاجهاد واختلاف نبضات القلب وتورم في الوجه وخاصة في الجفون و القدمين واحيانا الاستسقاء وارتفاع ضغط الدم وتراكم وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم(Nephrotic Syndrome)
القناة الهضمية ومنديل البطن(PERITONIEUM)
دائما ما يشعر المريض بعدم الراحة في بطنه نتيجة حدوث نوبات من التقلصات المعويه مع الميل للقيء والغثيان وفقدان الشهية وذلك نتيجة الالتهابات الحادة في الغشاء البريتوني حول الامعاء(PERITONITIS) وما يصاحبه من خلل في حركة الامعاء الدودية مما يؤدي الي شبه انسداد معوي(FUNCTINAL OBSRUCTION)
الجهاز العصبي المركزي:
يصيب المرض أي جزء من المخ والمخيخ والحبل الشوكي
وحسب الجزء المصاب تظهر الاعراض مثل:
نزيف داخلي او التهابات بمجموعات من الخلايا العصبية
وبالتالي فقد تكون النتائج وخيمة
فمنها يحدث الشلل الرباعي او النصفي او الرعاش وقد يحدث اصابة عصب العين واتلافه مما يؤدي الي فقدان البصر
او قد تحدث الاعراض في صورة امراض نفسية مثل التوتر والاكتئاب.....................الخ
القلب:
اذا اصيب القلب فان اكثر الاجزاء التهابا هو الغشاء الخارجي لعضلة القلب (PERICARDITIS) مما يؤدي الي حدوث ارتشاح حول عضلة القلب (EFFUSION) يؤدي الي احتشاء عضلة القلب (CONSTRICTION) واعاقة فاعليتها في استقبال وضخ الدم وهذا يعني فشلها وما ينتج عنه من اعراض وخيمة كضيق في التنفس والتعب من اقل مجهود وتورم واستسقاء وازمات قلبية ورئوية
والام بالصدر
ايضا قد تصاب صمامات القلب وخاصة الصمام الاورطي والصمام الرئوي بالتهابات تؤدي الي فقدان فاعليتها وما يصاحبها من اعراض
الرئتين:
قد يؤدي هذا المرض الي التهابات حادة بجدار الحويصلات الهوائيه(INTERSTITIAL PNEUMONITIS) وقد يؤدي الي الي ضمور في فصوص الرئةATELECTASIS او تليف (FIBROSIS)
التشخيص:
الكثير من الامراض تشبه في اعراضها مرض الذئبة الحمراء
الا انه بعمل الفحص المخبري والخاص بتحديد المضادات النووية(ANTINUCLEAR ANTIBODIES) وخاصة المضادات للحمض النووي DNA هو السبيل لتأكيد التشخيص مع توافر ايا من الاعراض المذكورة اعلاه
العلاج:
للاسف لا شفاء من هذا المرض
الا بمداومة تناول الادوية المحبطة لجهاز المناعة(IMMUNOSUPRESSIVES) مثل:
عقاقير الكورتيزون (GLUCOCORTICOIDS) بجرعات عالية
وال CYTOTOIC DRUGS مثل ال(CYCLOPHOSAMID)
وفي بعض الحالات الخفيفة قد نعطي مركبات الساليسلات(SALICYLATES) مثل الاسبرين(ASPIRIN)
ومضادات الالتهابات الغير كورتيزونية كالبروفين والفولتارين........................الخ
............................................................ .............
بخصوص الحالة المنشورة فالعضو المصاب هو الكليتين
وهذا واضح من نتائج التحاليل المرفقة وخاصة ارتفاع نسبة البولينا والكرياتينين وحمض اليوريك وزيادة معدلات البوتاسيوم في الدم والنقص الملحوظ في نسب البروتين (الزلال) نتيجة فقدانه في البول وايضا تدني نسبة الكالسيوم في الدم
ورغم ان تلك الفحوصات مؤرخة في شهر 11لسنة 2010
أي منذ ستة اشهر فالحالة حاليا لا نستطيع تقييمها الا بفحوصات جديدة
اما عنها في ذلك الوقت فيبدو ان الكليتين قد تاثرتا بشكل واضح ولا مناص من اخذ جزعة من احداها(BIOPSY)
لتقييم مدي التغييرات الباثولوجية وعليه نضع اولويات العلاج
اما بالادوية ونظام غذائي محدد او ان الكليتين تاثرتا بصورة تحتاج اما الغسيل الكلوي (DIALYSIS) او زراعة كلي (TRANSPLANTATION)
عموما ارجو من اخي الفاضل موافاتنا باحدث الفحوص المخبرية لمزيد من تقييم الحالة
مع اطيب تقديري وتحياتي
المفضلات