
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناصر الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى : {
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ }
[ الفتح : 29 ]
فى هذه الآية الكريمة شهادة من الله - عز و جل - بنبوة رسوله محمد :salla-s: ، لكن كيف تُقنع من هو على غير ملة الإسلام يهوديًا كان أو نصرانيًا ، و لا يؤمن بالقرآن من الأصل بهذه النبوة الكريمة ؟
لا سبيل إلى ذلك إلا بشهادة كتابهم على ذلك ، و دين يثبت نفسه من كتب أعداءه أحق أن يُتبع من أى دين آخر .
لكن تكمن مشكلة فى أفهام بعض أتباع هذه العقائد ، و هى : طالما أن القرآن يشهد بتحريف الكتب السابقة و عقيدة المسلمين فى هذه الكتب هى تلك ، فكيف يستشهد المسلمون بهذه الكتب لإثبات نبوة محمد :salla-s: ؟
نقول أن هؤلاء القوم أخطأوا فى فهم مراد القرآن من تحريف الكتب السابقة .
حقًا قال الله عنهم أنهم حرفوا الكتاب بأيديهم ، كما قال تعالى : {
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون }
[ البقرة : 79 ]
و مثل ذلك أخبر به رسول الله :salla-s: : (
إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً، فاتبعوه، وتركوا التوراة )
[ السلسلة الصحيحة 2832 ]
وعن ابن عباس قال : (
كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنـزل على رسول الله :salla-s: أحدثُ، تقرؤونه محضاً لم يُشب ، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه ، وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا : هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً )
[ صحيح البخارى 7363 ]
إلا أن هذا لا يمنع وجود بعض الحق فى كتبهم لقوله تعالى : {
يا أهل الكتاب لم تلبسون الحقّ بالباطل وتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون }
[ آل عمران : 71 ]
و قوله تعالى : {
وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله }
[ المائدة : 43 ]
فدلت الآيات الكريمات و الأحاديث المتقدمة أن أهل الكتاب كتبوا فى كتبهم بأيديهم و حرفوها ، لكن لا يمنع من ذلك وجود بعض الحق الذى لم تصل إليه أيادى العابثين ، و لذا قال رسول الله :salla-s: : (
لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنـزل إلينا وما أنـزل إليكم )
[ صحيح البخارى 4485 ]
فإن كان ما حدثونا به باطل مما إمتدت إليهم أيديهم لم نصدقه ، و إن كان صدقًا مما لم تصل إليه أيديهم لم نكذبه .
فبناءًا على ما تقدم يمكننا أن نوضح لأهل الكتاب سبب إستشهادنا بكتبهم عليهم بنبوة المصطفى :salla-s: .
المفضلات