تميز .. يا ابن خَيْرَ أمَّـة

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

تميز .. يا ابن خَيْرَ أمَّـة

صفحة 22 من 31 الأولىالأولى ... 7 12 21 22 23 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 211 إلى 220 من 301

الموضوع: تميز .. يا ابن خَيْرَ أمَّـة

  1. #211
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    5,272
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-07-2023
    على الساعة
    07:52 PM

    افتراضي

    كيف ترى الحظ ..؟

    تعريف الحظ عند الكثير من الناس :

    هو هبة أو عطيّة أو شيء ممدوح يأتي بلا سابق إنذار وبلا ترتيب وكأنه مولود فجأة …
    سواء لمن يستحقه أو لمن لا يستحقه .. لا نعلم الكيفية والطريقة وإنما نتيجة تحل بصاحبها فقط .

    إن كُنت تتبنى هذا التعريف …. فقد ابتعدت كثيرا عن الحق والحكمة و الصحيح

    بالطبع لم يأتي الناس بهذا التعريف من فراغ … فالكثير من القصص والكثير من المنابر الثقافية
    تدعم وتؤيد وتؤازر هذا المعنى سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة
    والدليل على ذلك بقاء كلمة حظ نرددها في كل مكان ….
    بل ما يتبع هذه الكلمة عندما نقولها من أسى وألم وتحسُّر … فلماذا فلان من الناس يصيبه الحظ وأنا لا …

    إليك هذه الآيات :

    {وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً
    يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }آل عمران176
    {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ
    وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ
    فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ
    آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً }النساء11
    {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ
    فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ
    يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النساء176
    {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ
    وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }المائدة13
    {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا
    يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }القصص79
    {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }فصلت35

    لو تأملنا الآيات فإنها لا تشير أبدا لذلك المعنى الذي يردده الناس … بل معنى مختلف

    إن الآيات تشير في المجمل إلى أن معنى الحظ هو النصيب ،
    والنصيب الذي يسبقه تدابير من الشخص أو من حوله .
    فنقول مثلا : أحمد له نصيب (حظ) من المال أو من الأرض
    أولا : هل وجود أحمد من ضمن الذين سيتقاسمون المال … اعتباطيا ..؟ … أي وليد الصدفة ..؟
    الجواب لا فوجود أحمد من ضمنهم أمر له سابق أسباب …. أي ليس وليد الصدفة أبدا ..
    ثانيا : هل هذا النصيب أو الجزء الذي سيأخذه أحمد …. غير معلوم وغير محدد ومقدر مسبقا ..؟
    الجواب لا
    فهو محدد معلوم ومقدر بحسب مكان ومنزلة أحمد بين من سيقتسمون المال
    إذن : إذا اتفقنا أن هناك محددات مسبقة لأمر (الحظ) فهذا ينفي عنه صفة العشوائية والصدفة
    والسؤال الآن :هل نعلم نحن كل المحددات والمُقدرات (المقادير) لأي أمر نصفه بأنه حظ ..؟
    الجواب الذي يتفق عليه كل العقلاء لا يمكن تحديدها
    والسبب في ذلك أننا لا نعرف كل شيء ولا ندرك كل شيء
    زاوية أخرى :
    تعالوا لنرى كيف يعمل العقل والمشاعر عندما يعبر عن الحظ
    أولا : اتفقنا كما سبق أن هناك خلل وشرخ في المعنى العقلي الذي نتبناه عن الحظ
    ثانيا : المشاعر هي تبعا للعقل فالعقل يوجهها … كما توجه العقل هي أيضا
    كيف تبدأ القضية وتعمل في عقولنا وداخلنا :
    1. بأن يوجه معتقدنا الداخلي حواسنا لملاحظة شيء جميل عند الناس … وافتقده أنا في الغالب .
    2. لا يملك العقل تفسير لماذا فلان لديه هذا المال مثلا أو تلك الصفة وأنا لا … فيتوه ويعجز عن التفسير .
    3. تتحرك المشاعر الراغبة لتلك الصفة … فتصبح كالثور الهائج والراغبة في امتلاك تلك الصفة …
    4. المشاعر تجبر العقل على فهم ما يحدث .. لماذا فلان يمتلك تلك الصفة أو الصفات وأنا لا أملكها ..؟
    5. العقل يعجز عن فهم ذلك وتفسيره … و أقصد بالتفسير :
    العلم والمطابق لما يجب أن يكون في الواقع كما افترضه الله فعلا.
    6. إذا عجز العقل ….. فانه سيضطر إلى خلق تفسير ليسكت حيرته ويسكت المشاعر الهائجة
    والدافعة له … فيقول أنها صدفة وحظ …
    وهذه هي الطريقة التي يفعلها عقل أي إنسان …. ولن ينجو منها إلا بالعلم ، فإذا علم انتفى الجهل
    وبالتالي تنتفي كل التفسيرات الخاطئة والمضللة

    خلاصة :

    الحظ نتيجة لها أسباب تُعمل ،
    وجهلنا بتلك الأسباب يجعلنا نقف مذهولين ومندهشين كيف حدث ما حدث .
    فنصفه بالحظ وهذا مناقض لخلق الله وصفاته .

    منقول
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #212
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    5,272
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-07-2023
    على الساعة
    07:52 PM

    افتراضي

    عقلك معمل ... من تختار ليديره ؟!

    ما معنى النجاح ؟


    النجاح يعني الأيمان .
    والنجاح يعني الحصول على مال وفير, لشراء كل ما نريد من بيت جميل
    وسيارة حديثة والعيش مع زوجة صالحة .. وبنين أصحاء ..
    والارتقاء إلى أعلى المناصب والابتعاد عن الخوف والتردد والفشل .
    النجاح يعني احترام الذات والثقة بالنفس والحصول على احترام الآخرين .
    النجاح يعني الفوز دائما في كل شيء وهذا هو الهدف لكل إنسان في هذه الحياة .
    الجميع يسعى وراء النجاح والجميع يريد أن يعيش أفضل حياة .
    ولا أحد يتمنى أن يعيش بالشقاء أو يكون على هامش الحياة .
    الإيمان أساس نجاح كل عمل وقديما قيل : بأن الإيمان يحرك الجبال .
    طبعا هناك من يقول : كيف يحرك الأيمان الجبال ..
    هذا غير معقول ولا منطقي , هؤلاء الناس إيمانهم ضعيف
    وأرادتهم أضعف الأيمان قوة قادرة على عمل كل شئ
    الإيمان قوة في الشخصية في التفكير في الإرادة في عمل المستحيل وتحقيق الأهداف .
    الإيمان بالله أساس الإيمان
    أنت تؤمن بأن كل شئ في هذا الوجود هو من صنع الخالق وهذا لا نقاش فيه
    ويتفرع من هذا الإيمان ثقة وقوه في النفس قوة في الإدارة قوة على تحقيق النجاح وهكذا
    حتى تصل إلى تحقيق الأهداف التي رسمتها .
    الإيمان بالشئ يدفعك دائما إلى القول بأنني قادر على عمل كذا وكذا
    وبالتالي فما دمت قادرا على العمل إذن ستقوم بعمله دون تردد
    و يدفعك إيمانك القوي لعمله ما دمت تؤمن به.
    في الجانب الآخر هناك أناس إيمانهم بعمل الأشياء ضعيف وبالتالي فهم لن يكونوا كذا وكذا
    دون أن يحاولوا أن يعملوا لتحقيق هذه الأمنيات وتحويلها إلى واقع ملموس.

    قرر أحد الأشخاص أن يعمل بتجارة مواد التجميل وكان كل ما يملكه لا يتعدى ما يعادل 1000 دولار أمريكي
    نصحه بعض الأهل والأصدقاء بعدم المغامرة في هذا العمل , كون مواد التجميل متوفرة بكثرة والمنافسة شديدة ,
    والأسواق راكدة , ورأس ماله صغير لا يسمح المخاطرة به , لكن هذا الشخص كان عنده أيمان قوي
    وإرادة صلبة , بأنه سوف ينجح مهما كانت الظروف , وكان عنده الثقة بالنفس بأنه لن يفشل .
    بل أن كلمة فشل وخسارة مشطوبة من ثنايا فكره .

    بدأ عمله بالتعرف على معامل مواد التجميل والقائمة عليه , وطلب منهم مساعدته
    بإعطائه بضاعة برسم البيع وتعهد بالسداد في أوقات محددة واستعمل تفكيره وأرادته وإيمانه ,
    وبدأ يوزع هذه البضاعة على مناطق الأرياف والمناطق البعيدة عن المدن .
    ودارت الأيام وأصبح من كبار تجار مواد التجميل .
    وله عملاء دائمون يبحثون عنه بعد أن كان هو الذي يبحث عنهم .
    هذا الشخص أصبح الآن يتعامل بمبالغ خيالية , وحقق لنفسه ولعائلته كل ما يريد
    من بيت جميل وسيارة حديثة ورصيد جيد من المال في البنوك ..
    كل هذا تم بسبب الأيمان والثقة والإرادة والتفكير

    كن مؤمناً بالنجاح تحصل عليه

    ولا تكن مترددا وخائفاً وغير واثق من نجاح العمل الذي تنوي القيام به
    وإلا فالنتيجة سوف تكون الفشل والخسارة

    دع تفكيرك وإيمانك يعملان لصالحك ولا تدعهما يعملان ضدك
    دع عقلك يعمل كمعمل أفكار متواصل,
    ينتج أفكارا جديدة كل ساعة تحت أشراف الأيمان والإدارة والتصميم .

    ولا تدع للخوف والتردد مجالاً لدخول معمل أفكارك .
    دائماً ابدأ نهارك بالتفاؤل والتصميم على النجاح

    وسأعطي مثالاً يوضح ما يحصل لكل إنسان صباح كل يوم :
    - لنفرض أن عقل الإنسان هو عبارة عن معمل يديره اثنان من المدراء :
    الأول أسمه منتصر .
    والثاني أسمه منهزم .

    ولنرى كيف يدير السيد منتصر المعمل صباح كل يوم :

    - يحمد الله أنه لازال يعيش .
    - يحمد الله على الطقس سواء كان حار أم بارد ويتأقلم معه فوراً .
    - يقوم فورا بالتخطيط لتنفيذ أعمال ذلك اليوم دون تأخير أو تقديم أعذار
    -يفكر أفكار جديدة لتطوير عمله وحياته للأفضل .
    - لا يؤجل عمل اليوم إلى الغد .
    - ليس في برنامج عمله ذلك اليوم ما هو غير ممكن .
    - ينظر للحياة والناس نظرة تفاؤل ويتعامل بإيجابية في كل أموره .

    والآن لنرى السيد منهزم كيف يدير المعمل صباح كل يوم :

    - كونه لازال يعيش لا يعني له شيء .
    - يسخط على الطقس الحار او البارد ويجعله عذرا ً
    لعدم تنفيذ بعض الأعمال المقررة لذلك اليوم
    خوفاً من الحر أو البرد يسبب له المرض .
    - ليس عنده خطط لأعمال ذلك اليوم وإنما يترك الأمور تجري وحدها
    تحت قيادة الروتين ولكل حادث حديث.
    -لا يفكر أبعد من سنتيمتر أمام عينيه ويدع الآخرين يفكرون له .
    - دائما أعمال يومه مؤجله للغد وربما لا تنفذ مطلقاً .
    -مستحيل , غير ممكن , لا أستطيع , لا يوجد ,
    كلمات يرددها باستمرار عند تكليفه بأعمال تحتاج لتنفيذ فوري .
    - ينظر للحياة والناس نظرة تشاؤم ويتعامل مع الجميع بسلبية في كل أموره .


    هذا العقل والذي فرضنا انه معمل أنت صاحبة ومالكه
    أي شخص تختار ليكون مديراً لمعملك , السيد منتصر أم السيد منهزم ؟

    بالتأكيد سوف تختار السيد منتصر حتى يحقق لك النجاح والأمان والسعادة .
    بينما السيد منهزم يحقق لك الفشل والخسارة والخوف والشقاء .

    المعمل موجود عند كل إنسان والمديران منتصر ومنهزم
    موجودان عند كل إنسان منا أيضا .
    والمطلوب دائما اختيار / المنتصر / للإدارة
    وتسريح /المنهزم / من هذه الإدارة



    ولكن بعض الناس لازال متمسكاً بالسيد منهزم في إدارة معمل تفكيره بقولهم دائماً :


    -ليس لدي مال لأعمل كذا وكذا .
    - ليس لدي صحة وقوة فأنا مريض .
    - عمري أصبح لا يسمح لي بعمل كذا وكذا .
    - مؤهلاتي العلمية ليست عالية وخبراتي العملية لا تؤهلني لعمل كذا .
    - لا أستطيع المنافسة في السوق .
    - ليس عندي إمكانيات لأغامر .
    -أخاف من المجهول ولا أحب المخاطرة .
    - أخاف من الفشل و الخسارة .
    -لا أقدر على عمل كذا وكذا .
    -مستحيل أن أنجح , ليس عندي حظ .
    -الجو العام لا يساعد على العمل .
    -ظروفي صعبة وإمكانياتي محدودة .

    وكثير من هذه الأعذار السلبية والتي تؤدي بصاحبها إلى البقاء في مكانه دون أن يتقدم للأمام ,
    وبالتالي يضع المسئولية في فشله وعدم نجاحه على الدنيا والحظ السيئ .


    كيف نساعد هذا الشخص على طرد السيد منهزم من معمل أفكاره واستخدام السيد منتصر بدلاً عنه ؟

    إن كان سبب فشله قلة المال والموارد نقوله له : هل السماء تمطر ذهباً ؟
    وهل الأماني والأحلام توّرث غنى وثروة ؟

    المال مثلما هو موجود بين أيدي الآخرين فهو يمكن أيضاً أن يكون بين يديك ,
    المال يجري بين أيدي الناس كجري الأنهار , هذا يشتري وذلك يبيع , هذا ينتج وذالك يستهلك ,
    هذا يزرع وذاك يأكل , هذا ينسج , وذاك يخيط وغيره يلبس

    إنها سنة الحياة : كل فرد فيها يعمل لراحة غيره ,
    وكل إنسان يكمل الآخر في عمله وأمور حياته .
    إذن المال موجود , والمطلوب استخدام عقلك وتفكيرك للحصول عليه
    بما يرضي الله و ضميرك , ودون ضرر لأحد .
    استخدم كل إمكانيات السيد منتصر المدير في معمل أفكارك
    وحتماً ستجده يوصلك إلى ما يضمن النجاح لك .


    منقول

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #213
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    5,272
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-07-2023
    على الساعة
    07:52 PM

    افتراضي

    برمج عقلك من جديد

    أقرأ الموجود بالصورة ... ثم أكمل
    .
    .
    .



    .
    .
    .
    .


    بالتأكيد أنّك لم تلاحظ أنّ كلمة (في) مكتوبة مرتين في كل جُملة .. أليس كذلك؟

    هل تعرف ماذا حدث؟

    إنّه طبقاً لخبراتك السابقة .. فقد تمت برمجة عقلك أنّ كلمة ( في )
    لا تـُكتب سوى مرة واحدة في الجملة.. لذلك لم يرها عقلك
    وجعلك ترى الجملة ( في ضوء تجاربك السابقة ) لا كما يجب أن تراها !

    ماذا يعني هذا الكلام؟


    القصد من هذه الأمثلة هو التوضيح أننا نرى العالم طبقا لبرمجتنا السابقة فقط ..
    لا كما يجب أن نراه .. نحن لا نرى الحقيقة إلاّ من خلال تجاربنا نحن !!

    حين نختلف مع شخص ما في الرأي ، يتمسّك كلٌّ منا برأيه الذي كوَّنته خبراته و تجاربه السابقة ..

    حاول أن ترى الصورة الحقيقية .. ليس كل ما تراه هو بالضرورة صحيح...!
    لأنَّ ما تراه هو ما تمَّت برمجة عقلك عليه ... ألم تُخطئ منذ قليل في قراءة حرف (في) الزائد؟


    أعد التفكير في كل ما تراه صحيحا بالنسبة لك..
    اقبل النقاش و أعد النظر في أفكار من يختلفون معك...


    منقول

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #214
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    5,272
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-07-2023
    على الساعة
    07:52 PM

    افتراضي

    عزيز مصر ... وخطة السنابل


    وقفة تربوية وتطوير للذات مع رسول الله يوسف عليه السلام

    اعلم أن تدبير الله تعالى للأمور يختلف عن النظرة البشرية القاصرة، وكأنها تقول لنا :

    (ثِق في تدبير الله، واصبر ولا تيأَس).

    فيوسف ولدٌ محبوبٌ من والده، وهذا الأمر بظاهره جيد ولكن
    نتيجة هذه المحبة كانت أن ألقاه إخوته في البئر.

    ومع أن إلقاء يوسف في البئر هو في ظاهره أمر سيئ، لكن
    نتيجة هذا الإلقاء كانت أن أصبح في بيت العزيز.

    ووجود يوسف في بيت العزيز هو أمر ظاهره جيد، لكنه
    بعد هذا البيت ألقي في السجن.

    وكذلك سجن سيدنا يوسف أمر في غاية السوء، لكن
    نتيجة هذا السجن كانت تعيينه في منصب عزيز مصر...

    إن قصة سيدنا يوسف ركّزت على حياة يوسف البشرية
    أي على يوسف الإنسان لا على يوسف النبي.
    فتجربة يوسف هي تجربة إنسانية بحتة، وكانت نهايتها نجاحاً
    كاملاً في الدنيا والآخرة:
    فلقد نجح في الدنيا وتفوّق في حياته عندما أصبح عزيز مصر،
    ونجح في الآخرة حين قاوم امرأة العزيز
    وقاوم مغريات نساء المدينة.

    إنها قصة نجاح إنسان صبر ولم ييأس بالرغم من كل الظروف التي واجهها،
    فمن السجن والعبودية وكراهية إخوته له إلى الغربة، إلى مراودة امرأة العزيز له عن نفسه،
    إلى تحمّل الافتراء والاتهامات الباطلة...

    يجب أن تبقى الباب مفتوحا بينك و بين الآخرين

    (وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)

    فدخلوا عليه دون انتظار, ويفهم ذلك من الفاء الدالة على الفورية,
    فعرفهم بعد أن دخلوا عليه, وليس قبل ذلك,
    كما أنهم لم يدخلوا عليه بسبب سابق معرفتهم به, ولكنهم دخلوا وهم له منكرون.
    مما يدل على إرسائه عليه السلام قواعد العمل بين الوزراء المسئولين وبين الناس
    حتى الآتين منهم من خارج البلاد, فكل صاحب حق له أن يصل إلى المسئول,
    الذي يقوم على خدمته فيوفي له الكيل ويكون خير المنزلين.

    أستخدم علمك و معرفتك في خدمة الناس

    (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ
    عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)
    قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47)
    ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48)
    ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49))


    يعجب المرء مما يقرأه من التخطيط النبوي الذي أتى به النبي يوسف عليه السلام،
    إنها "خطة السنابل" ويلاحظ جمال التخطيط وروعته حين أمرهم بالمحافظة على الحب في سنبله
    ويؤخذ فقط قدر الحاجة الماسة، نظراً لأيام شداد ستأتيهم.
    ويظهر جلياً في القصة الخطة الحكيمة من قبل يوسف عليه السلام لهم لتدارك أوضاعهم المستقبلية
    بشكل مخطط له، حيث تجاوزت مصر - في عهد يوسف عليه السلام -
    الأزمة الاقتصادية الكارثية، بتخطيط منظم وبعيد المدى.


    حيث يضع ما علمه الله من تأويل الأحاديث في خدمة الحضارة الإنسانية كلها
    حين بدأ في تنفيذ ما أوّله من رؤيا الملك على شكل خطة اقتصادية طويلة المدى
    لمدة خمس عشرة سنة, ترشّد تصرفات الناس وسلوكياتهم الاقتصادية والعملية,
    تشمل كيفية التصرف في السنين التي يفتح الله فيها للناس من رحمته,
    فيوصي فيها بالعمل دأبا رغم سهولة الحياة ويسرها.
    وبعد الحصول على الرزق فإن على الإنسان ألا يأخذ منه إلا بالقدر الذي يكفي لطعامه وشرابه وضرورياته,
    دون إسراف ولا تبذير, رغم الوفرة والكثرة في الرزق, فيعودهم على الادخار..

    أما الإنسان الذي كسل وقت الوفرة, فإنه سيجد نفسه مضطرا للعمل حتى يحصل على حاجاته الضرورية,
    ولكنه في هذا الوقت لن تكون لديه خبرات للعمل بسبب كسله وتقصيره السابق,
    إلا إنه سيبدأ في اكتساب الخبرة واكتساب المعيشة, ولكنه يأتي ببضاعة مزجاة بسبب قلة خبرته.

    وأما الإنسان الذي أسرف وبذّر في وقت الوفرة, فإنه لن يجد مدخرات ينفق منها ويتقوت منها في السنين الشداد,
    فيدرك سوء تصرفه, ويتعلم الاقتصاد والترشيد والادخار, ويترك الإسراف,
    ويتحسّر على ما فرط, وتكسبه الأزمة حكمة التصرف والرشد.

    يخرج الإنسان من زمن الكساد أكثر تدريبا وتأهيلا,
    ويخرج أكثر رشدا وحكمة في التصرف في نواتج عمله وفوائض رزقه.
    فكما أن فترات الرواج والخير تثمر مكاسب مادية وتطوُّر في الأحوال الاجتماعية والاقتصادية,
    فإن فترات الركود بخطة يوسف التي علمها الله له, تتحول إلى مكاسب لقدرات الناس,
    واستثمار لطاقاتهم, وارتفاع لمستوياتهم الفنية والإدارية, وترشيد لسلوكياتهم الاستهلاكية.

    الله هو صاحب الفضل فاشكره و أدعوه

    (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ
    السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101))


    ثم يضرب المثل للقيادات العليا والرؤساء والوزراء, فيتوجه في نهاية القصة إلى ربه

    فيجعل الهدف الأسمى للمسئول هو أن يتوفاه الله مسلما,
    وأن يلحقه بالصالحين, مهما آتاه الله من الملك, وعلمه من تأويل الأحاديث


    ومن عظمة هذا النبي الكريم، أنه حين نجح في حياته ووصل إلى أعلى المناصب
    لم تنسه نشوة النصر التواضع لله ونسبة الفضل إليه سبحانه. فقال في نهاية القصة :

    (رَبّ قَدْ اتَيْتَنِى مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ ٱلاْحَادِيثِ
    فَاطِرَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ أَنتَ وَلِىّ فِى ٱلدُّنُيَا وَٱلاْخِرَةِ تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِى بِٱلصَّـٰلِحِينَ(101)).


    وانظر إلى تواضعه في قوله (وَأَلْحِقْنِى بِٱلصَّـٰلِحِينَ)

    وكأن الصالحين سبقوه وهو يريد اللحاق بهم.
    وهكذا نرى أن سيدنا يوسف نجح في امتحان السراء بشكر الله تعالى والتواضع لـه،
    كما نجح في امتحان الضراء بالصبر والأمل...

    لا تيأس ولا تنتظر المعجزة

    وإلى جانب ذلك، نلاحظ أن السورة لم تشر إلى تأييده بمعجزة خلال هذه الظروف التي واجهته،
    (قد يرد البعض بأن الرؤيا هي معجزة) لكننا نقول إن أي إنسان قد يرى رؤيا،
    ولكن الذي حصل وركّزت عليه السورة أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ له الظروف
    وهيأ له فرصة النجاح كما يهيَّأ لكل شخص منا
    (كتعليمه تفسير الرؤى كما قال تعالى:وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلاْحَادِيثِ(6)

    لكن نجاح سيدنا يوسف كان في الاستفادة من المؤهلات التي أعطاه الله إياها لينجح في حياته.

    (لاَ تَايْـئَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱلله)

    إن قصة يوسف قصة نجاح إنسان مرّت عليه ظروف صعبة، لم يملك فيها أي مقوم من مقومات النجاح،
    لكنه لم يترك الأمل وبقي صابراً ولم ييأس.
    وآيات السورة مليئة بالأمل، ومن ذلك أن يعقوب عليه السلام عندما فقد ابنه الثاني،
    أي عندما صارت المصيبة مصيبتين، قال:

    (وَلاَ تَايْـئَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱلله إِنَّهُ لاَ يَايْـئَسُ مِن رَّوْحِ ٱلله إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَـٰفِرُونَ (87)).

    هذه الآية لا تعني أن اليائس كافر، بل إن معناها أن الذي ييأس فيه صفة من صفات الكفار،
    لأنه لا يدرك أن تدبير الله سبحانه وتعالى في الكون لا يعرفه أحد،
    وأن الله كريمٌ ورحيمٌ وحكيم في أفعاله.

    فإذا مرّت عليك، أخي المسلم، فترات ضيق أو بلاء، فتعلَّم من سيدنا يوسف عليه السلام،
    الذي كان متحلياً بالصبر والأمل وعدم اليأس رغم كل الظروف.
    وبالمقابل،تعلَّم منه كيف تواجه فترات الراحة والاطمئنان، وذلك بالتواضع والإخلاص لله عز وجل...


    فالسورة ترشدنا أن حياة الإنسان هي عبارة عن فترات رخاء وفترات شدة.
    فلا يوجد إنسان قط كانت حياته كلها فترات رخاء أو كلها فترات شدة،
    وهو في الحالتين،الرخاء والشدة، يُختبر.


    وقصة يوسف عليه السلام هي قصة ثبات الأخلاق في الحالتين،
    فنراه في الشدة صابراً لا يفقد الأمل ولا ييأس، ونراه في فترات الرخاء متواضعاً مخلصاً لله عز وجل


    نصل في نهاية السورة إلى قاعدة محورية، قالها سيدنا يوسف عليه السلام
    بعد أن انتصر وبعد أن تحققت جميع أمنياته:

    (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ ٱلله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ(90)).

    إن قصة يوسف تعلّمنا أن من أراد النجاح ووضع هدفاً نصب عينيه يريد تحقيقه فإنه سيحققه لا محالة،
    إذا استعان بالصبر والأمل، فلم ييأس، ولجأ إلى الله

    (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ ٱلله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ0).

    إن سيدنا يوسف - في هذه الكلمات - يلخص لنا تجربته في الحياة، والتي هي، تجربة إنسانية بشرية.

    فمن أراد النجاح في الحياة فعليه بتقوى الله أولاً، واللجوء إليه،
    والصبر على مصائب الدنيا لا بل وتحدي المعوقات من حوله والتغلب عليها.


    إن الصبر المطلوب هنا هو صبر إيجابي ومثابر، لا يضيع صاحبه أي فرصة لتعلم مهارة ما،
    لا بل ينتظر كل فرصة تسنح لـه كما فعل سيدنا يوسف عليه السلام،
    (فهو استفاد من وجوده في بيت العزيز مثلاً في تعلم كيفية إدارة الأموال،
    وهذا سبب قوله بعد ذلك:


    (قَالَ ٱجْعَلْنِى عَلَىٰ خَزَائِنِ ٱلاْرْضِ إِنّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (55)).

    يا شباب، تعلّموا من سيدنا يوسف النجاح في حياتكم العملية،
    والتفوق في الدنيا والآخرة، بالعلم والعمل من جهة،
    وبمقاومة الشهوات والصبر عنها، لتفوزوا بإذن الله بجنة النعيم.


    منقول

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #215
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    5,272
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-07-2023
    على الساعة
    07:52 PM

    افتراضي

    سيدنا سليمان ودروس في تنمية الذات


    (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ
    لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ*فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا ...)
    ( النمل:18-19 )


    فتبسم ضاحكا من قولها

    هذا أول درس من قصة سيدنا سليمان وهو الابتسامة
    ومن هذه الآية نأخذ الدروس الآتية - و إن كانت دروس تنفع الحاكم أكثر من الداعية - :

    ـ تبسم سليمان عليه السلام لكلام النملة هو بمثابة تبسم الكبير للضعيف
    الذي يخافه وهو لا ينوي أذاه

    ـ تبسم سليمان عليه السلام لكلام النملة هو بمثابة تبسم الحاكم العادل للفقير الضعيف
    الذي يرجوا النجاة والخلاص دون أن يلحقه الأذى من الحاكم،
    وهو يرى تصرفات الضعيف الدالة على ذلك

    ـ الابتسامة دلالة على أن سليمان عليه السلام لم يقصر في حق رعيته،
    وأنه مرتاح الضمير ومستقر نفسياً وأنه ايجابي التعامل معهم

    ـ تبسمه لكلام النملة قد يكون من إعجابه بهذا المخلوق الصغير والضعيف،
    كيف انه يدافع عن مملكته منادياً فيهم الدخول في مساكنهم.

    ـ تبسمه لكلام النملة أعطى للنملة القوة في الكلام، وهو ما نلاحظه من الآية

    ـ تبسمه لكلام النملة أدى إلى إنقاذ مملكة النمل من الدمار.

    ـ تبسمه دلالة على أن مطالب الضعفاء والمظلومين مجابة،
    وأن مطالبهم في أكثر الأحيان مقبولة.

    ـ تبسمه دلالة على أن للمظلوم حق أن يدافع عن نفسه أمام أي شخص كان،
    أي أن العدالة سارية آخذة مجراها .

    ـ على الحاكم أن يبتسم في وجه الرعية كبيرها وصغيرها، قويها وضعيفها،
    فقيرها وغنيها، لا أن يبتسم للحاشية ويكشّر ويتهجّم أمام الرعية التي لا حول لها.

    ـ الابتسامة دلالة على أن الرعية في مأمن (الإنسان والحيوان ) كل مصان حقه.

    ـ دلالة على أن الشخصية السوية والمتزنة والشفافة هي التي تتأثر
    بأي كلام صادر حتى ولو من ضعيف مهمش .

    ـ كلام النملة ذكّره بأن هناك في مملكته من لا يحسّ بهم إلا أن يلتقي بهم
    بموعد أو بغير موعد، فكان درس عظيم للحاكم العادل .

    ـ تبسمه شرح صدره بأن يدعوا الله تعالى ويشكر نعمه الجزيلة.

    ـ دلالة على أن المملكة في مأمن، لا خيانات ولا انقلابات .

    ـ دلالة على توفر العدالة الاجتماعية للجميع حتى الحيوان الصغير الذي له

    الحق بعيش رغيد في ظل حكم عادل.

    ـ وجود فسحة في حياة الحاكم وحياة الداعية فيها من اللهو المباح يتضمن
    الكلام الذي فيه نوع من الدعابة واللطائف، لتفريغ ضغوطات المسؤولية والحياة.

    ـ دلالة على وجوب اتخاذ الحاكم ندماء وظرّاف للترويح عنه بإلقاء النكت
    والطرائف البعيدة عن المجون، لتجديد حياة الحاكم اليومية، وإخراجه من دائرة الملل


    "حكم عقلك وقاوم العادات" ... هذا الدرس الثاني

    "قالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ *
    فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِين "
    (النمل:41)


    نفكر و نتصرف أحياناً كما تعودنا أو كما تعود غيرنا أن يفعل أمامنا؛

    فقوة التعود تتحكم في طريقة التفكير و التصرفات الخاصة بنا

    فنتحرك في اتجاه ثابت ، محدد مسبقاً بالنسبة لنا

    كم مرة رفضت فكرة لمجرد أنك لم تعتد عليها؟

    الرسائل الربانية أتت إلى الناس لتغير ما تعودوا عليه من معاصي .

    كانت قصة نقل العرش بمثابة اختبار لبلقيس هل ستنفي أنه عرشها

    لمجرد انه موجود في مكان لم تعتد عليه؟

    هل ستهمل الرسالة و تكابر؟ أم ستتعرف على الرسالة

    وتتقبلها بمحض إرادتها دون تدخل من أحد؟

    نجحت بلقيس في الاختبار وغلبت قوة التعود داخلها

    و تلقت الرسالة و آمنت برب العالمين


    "سياسة جس النبض" ... الدرس الثلث


    "وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ" (سورة النمل: 35)

    هي سياسة لا تحتاجها فقط مع عدوك
    و لكنها وسيلة معرفة ذكية تسهل عليك كثير من التعاملات و تؤدى
    للتقارب بينك و بين من أشكلت عليك طبائعهم .

    هل رأيت ما فعلته بلقيس مع سيدنا سليمان عندما خافت بأسه؟

    قامت بلقيس بتطبيق سياسة جس النبض بذكاء

    عندما قامت بإرسال هدية لسليمان عليه السلام لتستكشف رد فعله.

    سياسة تستحق أن تتدرب عليها

    من يدري؟ ربما احتجت لها في يوم من الأيام

    و لكن لتقوم بها بكفاءة
    حذار أن يشعر بها الطرف الآخر
    فتنقلب إلى طريقة مضللة لمعرفة الطرف الآخر

    "كن مبادراً" ... الدرس الرابع

    كان الهدهد موظفا ًغير عادي كانت عنده إيجابية و مبادرة ملحوظة

    "فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَال أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإ ٍيَقِينٍ" (النمل : 22 )

    فالهدهد استنكر أن يجد أقواماً يعبدون غير الله ،
    وهذا حرص منه على رسالة التوحيد،
    فجاء الهدهد بأخبار صحيحة ودقيقة عن هؤلاء القوم.

    و هنا تتجلى مسؤولية الموظفين تجاه إيمانهم بالرسالة
    و إيجابيتهم في العمل الاستكشافي وتحري المعلومات الصحيحة
    ودفاعهم عن رأيهم أمام شك ولي الأمر ماداموا متأكدين من معلوماتهم


    ترى ؟ كم هدهدا لدينا؟؟؟؟؟؟؟

    الصواب أن نكون كلنا هدهد

    "وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ
    عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ".(النمل:24)


    " تعلم لغة " ... الدرس الخامس

    كان سليمان عليه السلام يجيد لغة الطير و كان هذا فضل من الله و نعمة

    فهل نتقن نحن لغة البشر ؟.

    كانت معرفة اللغات لسليمان عليه السلام، و سيلة إضافية للمعرفة و زيادة الخبرات

    أتذكر كيف عرف منطق النملة؟

    كم لغة غير لغتك الأم تتحدث؟؟؟؟؟؟؟؟

    هل تتقن لغة لا يتقنها ممن حولك غير القليل؟

    اللغة هي أحد أسلحتك في عالم هو عبارة عن قرية صغيرة .
    تعلُّم اللغات يكسر الكثير من حواجز الاتصالات و يجعلك متميزاً .

    "وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ
    هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ"( النمل :16)


    كان سليمان عليه السلام يجيد لغة الحيوان

    فهل نجيد نحن لغة الإنسان
    هل نجيد لغة التواصل


    وهل نجيد لغات اللسان؟


    "كن شاكرا و لا تغتر.. فتفتر" ... الدرس السادس


    سليمان عليه السلام أوتي فضلا عظيما و مُلكا كبيرا
    ولكنه ظل شاكرا أنعم الله و لم يصبه الغرور
    و ظل يعمل على مراقبة الرعية و العمال حتى آخر نفس

    إن أيقنت أن ما تملك ليس لك و انك مؤتمن عليه فستعيش شاكرا
    و تعمل على حفظه و حسن استعماله
    فكل نعمة رزقتها هي ملك عظيم أنت مفضل بها عن الكثيرين
    فكن شاكرا و لا تغتر فتفتر عن الشكر و الامتنان لصاحب الفضل
    المنان فكل ما أنت فيه هو من فضل الله

    وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ"
    (النمل : 15)

    " فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى
    وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ "(النمل : 19)

    " قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا
    عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ
    وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ " (النمل : 40)

    منقول
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #216
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    5,272
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-07-2023
    على الساعة
    07:52 PM

    افتراضي

    سفينة نوح .. فكرة العمل كفريق واحد .. وأروع دروس


    "وجعلناها آية للعالمين" (العنكبوت :15)


    الدرس الأول :

    "لا تدع المركب تفوتك"

    من سيضيع هذه الرفقة, في هذا المركب ..

    سيذهب مع الطوفان القادم لا محالة


    هلا لحقت بها ؟


    "قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ
    قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ
    وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ".(هود : 43)



    الدرس الثاني


    "تذكر أننا جميعا على نفس المركب"


    أصحاب الهدف الواحد و الفكرة الواحدة في مركب واحد سويا

    فما يسوءك يسوءني و ما ينفعك ينفعني

    فلا مفر من التعاون و لا بديل لروح الفريق

    فقط ضع هذا في اعتبارك ....

    أنت معنا في السفينة.



    الدرس الثالث


    "لا تتأثر بالسخرية والانتقادات وتتوقف بل أكمل مهمتك و العمل الموكل إليك"


    لو توقف نوح عليه السلام عن بناء السفينة بسبب انتقاد الآخرين وسخريتهم،
    ما كنا حتى يومنا هذا نتحدث عن هذه المعجزة .

    "وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ
    قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ" ( هود : 38)


    لا تجعل النقد الهدام يثنيك عن أداء المهمة التي أنت بصددها

    فقط تخيل حال من يسخر منك بعد حين.... عند تحقيق هدفك

    و ما أكثر الساخرين

    هذا العمل ليس بينك وبينهم

    ولكنه

    بينك و بين الله.


    الدرس الرابع


    "تذكر أن هذه السفينة لم تبن من طرف محترف"


    بناء السفينة لم يتم بأيدي محترفين في صناعة السفن .. و لكنه تم على أيدي هواة

    و يا للعجب لم تغرق السفينة التي صنعوها

    بينما قامت مجموعة من أفضل المحترفين المتخصصين في صناعة السفن

    بصناعة سفينة تايتانك التي غرقت في أولى رحلاتها


    صناع سفينة نوح أخلصوا النية لله ثم أتقنوا عملهم


    فهل أخلصنا نحن المسلمون وأتقنا ؟


    إن كنت لست محترفاً فأنت قادر على فعل الكثير

    فقط أخلص النية و اعمل

    و ما التوفيق إلا بالله


    الدرس الخامس


    "من أجل سلامتك اختر رفيق سفرك"


    وسيلة أمنية فعالة

    فانتقى صديقك من السفينة

    فربما سقطت، فينتشلك...

    أو اختلط عليك الأمر، فيوجهك وينصحك...

    أو حزنت، فيشد أزرك...

    أو تغيبت، فيسأل عنك...

    أو حتى كنت في أحسن حال فآنس به و يآنس بك

    "حَتَّى إِذَاجَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ
    إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ"(هود : 40 )



    الدرس السادس


    "خطط للمستقبل"


    لم يكن هناك مطر عندما بدأ سيدنا نوح و أتباعه في بناء السفينة

    بل استجابوا للأمر الإلهي وبدأوا التنفيذ

    وأيقنوا أن في المستقبل مطرا وأن في سفينتهم النجاة

    فما بالنا نحن؟

    إن كنت توقن في المستقبل و في الطريق إلى النجاة

    و لم تستطع وضع خطة،

    لا تيأس...

    فهناك بديل...

    يمكنك مشاركة أحدهم في خطته ...

    و لكن قبل ذلك،

    شاركه الهدف ؛


    هلا شاركتنا الهدف و الخطة؟


    تطور حسب الظروف

    من لا يتطور، ينقرض

    إن لم تستجب للتغير الحادث حولك بسرعة

    فحتماً ستنقرض


    الدرس السابع


    "لا تهمك العواصف"



    أنت في السفينة ستتعرض لكثير من العواصف

    هذا شيء طبيعي

    فلا تخف ولا تحزن

    ولا يصيبك الإحباط بما اعترض طريقك من عقبات

    نحن مع الله

    "وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُور ٌرَحِيمٌ"(هود : 41 )


    "قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّاعَذَابٌ أليم"
    (هود : 48 )



    الدرس الثامن


    " لا يهم عمرك بقدر ما يهم ماذا ستقدم و بم ستساعد"


    كان نوح عليه السلام يشارك في بناء السفينة و هو متقدم في العمر

    فقط حافظ على صحتك

    اهتم بصحتك وقوة بنيتك

    ربما طلب منك أحدهم القيام بعمل جلل و أنت في الستين من عمرك،

    عندئذ تكون فخوراً، سعيداً بالمشاركة بدلاً من مجرد المشاركات المعنوية


    الدرس التاسع


    "النجاح لا يأتي بين يوم و ليلة"


    عكف قوم نوح على بناء السفينة فترة طويلة
    حتى صارت آية

    فكن صبوراً

    ستجني حتى ولو بعد حين بإذن الله



    الدرس العاشر


    "إن تعبت...ارتح قليلا"


    إن شعرت بالضغط النفسي أو العصبي في وقت ما،

    فلا ضير أبداً من أن تأخذ قسطا من الراحة،

    فلازلت كائناً بشرياً طبيعياً

    خذ قارباً صغيراً و تنزه به بالقرب من السفينة

    و لكن حاول أن تعود سريعاً

    فنحن جميعا معك في السفينة،


    نخشى عليك

    نحتاج إليك

    و في انتظارك


    الدرس الحادي عشر


    "سرعة أم تريث؟ "


    السفينة كما تحوى الكائنات السريعة، تحوى أيضاً من هم بطيؤن.

    السرعة ليست دائما هي مربط الفرس

    هناك أعمال تتطلب السرعة و الحسم،

    بينما هناك أموراً أخرى بطبيعتها لا تتم إلا في وقت طويل

    و إلا كانت الصلاة الأفضل هي الأقصر زمناً و الأسرع آداءًا

    ربما كان البطيء أكثر دقة أو أعمق تفكيراً أو حتى أكثر هدوءاً،

    فلا تبتغ السرعة دائماً من غيرك عند إنجاز مهامه

    فرُب عجلة،

    أفسدت المهمة التي هو بصددها


    منقول

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #217
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    5,272
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-07-2023
    على الساعة
    07:52 PM

    افتراضي

    سيدنا موسى .. والإعلامي الناجح

    الإعلامي الناجح الذي يقدم رسالة راقية تنير العقول وتسمو بالأفكار؛
    يحتاج إلى كثير من الصفات التي تؤهله للقيام بدوره الرائع وأداء رسالته الكبرى
    التي ينبني عليها صلاح المجتمع ورقيه وتقدمه،

    ومن خلال قرآننا الرائع العظيم، منهل الخيرات كلها، ومنبع العلوم الرائعة النافعة،
    الذي يجد كل متخصص فيه بغيته ومأربه نحو التألق والإبداع،
    نستعرض سمات الإعلامي الناجح من خلال سيدنا موسى عليه السلام :

    1-أن يكون ذا غاية عظيمة وهدف نبيل :

    فينطلق لخدمة رسالة إعلامية راقية يبتغي بها وجه الله تعالى،
    ويهدف بها إلى إصلاح الأرض ومقاومة الظلم وتحقيق العدل والخير للإنسانية،
    وهو مكلف بهذا من قبل الله تعالى،
    وتمثل هذا في قول الله تعالى لسيدنا موسى في سورة الشعراء:

    (وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ القَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ).


    2- أن يحرص على نجاح الرسالة الإعلامية :

    فيخاف من عدم قبولها، وبالتالي يعدها في أحسن صورة حتى تلقى القبول المأمول،
    وتمثل هذا في قول سيدنا موسى بعد أن كُلف بالرسالة :

    (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ).

    3- أن يتمتع بسعة الصدر والاستيعاب الكامل لرسالته :

    فلا بد من انشراح الصدر والتشبع الكامل بالفكرة،
    حتى يكون الإعلامي قديراً على إقناع غيره بها،
    فقد كان سيدنا موسى عليه السلام حريصاً على الدعاء قبل الذهاب لتوصيل الرسالة :

    (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي).

    وقد كان سيدنا موسى أيضا يخشى من ضيق الصدر:

    (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي).

    4- أن يحرص على توفير الآليات اللازمة لتوصيل الرسالة :

    توصيل الرسالة يحتاج إلى آليات وأدوات وأمور كثيرة يجب أن يحرص عليها الإعلامي الناجح،
    وقد كان سيدنا موسى عليه السلام يحرص على أن ييسر الله تعالى له أمره كله
    ويتضرع بالدعاء :

    (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي).

    5- اللباقة والقدرة على التعبير الجيد :

    فاللسان المنطلق والقول الفقيه الواعي من أهم السمات اللازمة للإعلامي الناجح،
    وقد كان سيدنا موسى يتضرع إلى ربه أن يرزقه ذلك:

    (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي).

    ويخشى من عدم انطلاق اللسان فتفشل الرسالة:

    (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي).


    6- أن يحرص على العمل بروح الفريق :

    لا ينجح العمل الإعلامي إلا بروح الفريق، والتعاون المشترك والتناغم في أداء الأدوار المطلوبة،
    ومن هنا طلب سيدنا موسى من ربه أن يعينه بأخيه هارون:

    (وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي *
    كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى).

    وفي موضع آخر:

    (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إلى هَارُونَ).

    7- أن يكون مستقيما متمتعاً بالأخلاقيات الحسنة :

    حتى لا يشوش على رسالته بتهم تتعلق بسلوكه أو يكون عرضة للانتقام منه.
    وهذا ما كان يخشى منه سيدنا موسى بسبب حادثة ارتكبها :

    (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ)؛

    فحادث القتل الذي قام به سيدنا موسى هو الذي دفع فرعون
    لأن يقول له عند عرضه الرسالة عليه :

    (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الكَافِرِينَ).

    فالسلوك غير المقبول قد يعوق الإعلامي في أداء دوره المطلوب؛
    لذا وجب على الإعلامي الناجح أن يكون أول الناس في :
    رعاية حقوق الآخرين، الأخلاق الحسنة، السيرة الطيبة، تجنب الإساءة للآخرين

    8- إتقان فنون الحوار :

    فنون الحوار والاتصال والإقناع، والتأثير في الآخرين،
    والاستعداد الجيد لمواجهة الصدمات والمطبات الطارئة،
    من اللوازم الضرورية للإعلامي الناجح،
    وهذا واضح من خلال محاورة سيدنا موسى مع فرعون.

    9- الموضوعية والاعتراف بالخطأ :

    فحينما واجه فرعون سيدنا موسى بحادثة القتل، وتشنيعه عليه بها، بقوله :

    (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الكَافِرِينَ)،

    رد سيدنا موسى معترفاً بخطئه
    ومعززاً موقفه بفضل الله عليه بالهدى بعد الضلال، وبنعمة الرسالة :

    (قَالَ فَعَلْتُهَا إذا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ * فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ
    فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ المُرْسَلِينَ).

    فهذا الموقف يعلمك كيف تعتذر وتعزز من موقفك في نفس الوقت،
    وأن الاعتذار لا يجعلك تنهزم أو تنسحب أو تكف عن توصيل رسالتك،
    بل تعتذر ويكون موقفك قويًّا في نفس الوقت، وتستمر في توصيل رسالتك.

    10- مواجهة السخرية بروح عالية :

    الهدف الرئيسي للسخرية هي الهزيمة المعنوية للطرف الآخر،
    والإعلامي الناجح هو الذي يواجه السخرية بروح عالية،
    وكأنه قلعة حصينة لا يجدي فيها قصف.
    فحينما واجه فرعون سيدنا موسى بقوله :

    (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ)،

    كان من ردود سيدنا موسى:

    (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ).

    11- رد الهجوم بأسلوب راقٍ خالٍ من الإساءة :

    قد يهجم عليك الطرف الآخر، ويسيء إليك ليجرك إلى الإساءة والخطأ،
    وهنا يعلمنا سيدنا موسى كيف ترد الهجوم بطريقة راقية تتناسب مع مستوى الهجوم،
    ولا تنجر إلى الأوحال أو الإساءات.
    فحينما دعا سيدنا موسى فرعون إلى الإيمان بالله رب العالمين،
    رد فرعون بهجوم يحمل الشتم والإساءة :

    (قال إن رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ).

    وكانت الكفاءة العالية في الرد الراقي القوي المهذب من سيدنا موسى :

    (قَالَ رَبُّ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ).

    12- الاستعداد لمواجهة التهديدات والمخاطر :

    كثيراً ما يواجه الإعلامي أثناء جهاده بالكلمة الكثير من التحديات والمخاطر والتهديدات،
    فيجب أن يجهز نفسه، ويصمد في ميدانه، ويثبت على طريقه، ويستمر في أداء رسالته،
    ويوقن أن الرزق والأجل بيد الله وليس بيد الطغاة أو الفراعنة في أي عصر.
    وهذا فرعون يهدد سيدنا موسى بالسجن :

    (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ)،

    فماذا كانت النتيجة؟ من الذي ذهب وهلك، ومن الذي بقي وعز بأمر الله تعالى؟!.

    13- محاولة تغيير الاتجاهات :

    لا ييأس الإعلامي الناجح من دوره الإصلاحي في تغيير الاتجاهات والميول والأفكار
    نحو الحق والعدل والخير، وهو ذو أمل كبير في استجابة الآخر،
    ويسعى لتطويعه للخير حتى لو كان في حالة تهديد له،
    وانظر إلى سيدنا موسى في هذا الموقف مع فرعون :

    (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المَسْجُونِينَ * قَالَ أو لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ).

    14- القدرة على توصيل رسالة مبهرة تتناسب مع لغة العصر :

    أن تأتي بشيء مؤثر ومبهر وذي دلالة قوية تتناسب مع وضع البيئة التي تعيش فيها،
    وكل عصر حسب ظروفه، وقد كان السحر سائداً في عصر سيدنا موسى،
    فكان عنصر الإبهار اللازم أن يأتي بشيء يفوق قدرات السحرة :

    (قَالَ أو لَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ * قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ *
    فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ).


    15- أن يوصل فكرته بأقل الكلمات المعبرة والمؤثرة :

    يتضح ذلك من هذا الحوار:

    (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ العَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ *
    قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ).

    16- أن يقدم رسالته بلين ورفق :

    الرفق واللين يفتحان مغاليق النفوس، والعرض الجميل للرسالة يدعو إلى الترحيب والقبول،
    والتذكير الطيب يجعل الشخص يقبل الرسالة،
    وهكذا كانت رسالة سيدنا موسى عليه السلام حتى مع الطغاة المجرمين :

    (اذْهَبَا إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أو يَخْشَى).

    (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى *
    فَقُلْ هَل لَّكَ إلى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إلى رَبِّكَ فَتَخْشَى).


    17- المنطقية والتدرج وتقديم مفاجآت في الوقت المناسب :

    بدأ سيدنا موسى في عرض رسالته بأسلوب هادئ وحوار منطقي،
    يوضح الأفكار ويجلي الحقائق، ويرد على الاتهامات،
    وحينما لم تأتِ الاستجابة بالحوار العادي يقدم المفاجأة في الوقت المناسب،
    يقدم الشيء المبهر الجديد، وهو العصا واليد،
    ولم يحرص على تقديمها قبل ذلك، بل ادخرها لوقتها.

    منقول

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #218
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    5,272
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-07-2023
    على الساعة
    07:52 PM

    افتراضي

    سيدنا سليمان ... وعلم الإدارة :

    لا شك أن القصص القرآني الذي تناثر بين دفتي المصحف الشريف،
    قد تضمَّن في طياته دروسًا عظيمةً في الإدارة،
    سواءٌ ما كان منها على لسان إنسان أو منطق حيوان،
    ويحتاج هذا الجانب منا إلى وقفة، بل وقفات لنستخلص منها دروسًا وعبرًا
    يمكن أن تكون بمثابة نظريات وقوانين مرشدة وملهمة في مجالات الإدارة المختلفة،
    خاصةً أن تناولها في القرآن يجعلها بمثابة العمل التطبيقي التجريبي
    الذي يوفر لها رصيدًا قد لا يتوفر لغيرها من التجربة والواقعية والمصداقية.

    ومن بين هذه القصص ؛ قصة سيدنا سليمان، عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات والتسليم،
    والتي لها ظلال وانعكاسات متعددة الجوانب في مجالات الإدارة
    والتي سوف نبدأ معًا أولى خطواتها مع الهدهد.. لالتماس الدروس والعبر الإدارية :


    الدرس الأول : يقظة قائد


    ويتجلى هذا الدرس الأول في أول ما يطالعنا من موقف سليمان عليه السلام
    حينما يروي القرآن على لسانه

    ﴿مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ﴾ (النمل: من الآية 20)،

    وذلك بعد أن تفقَّد الطير وتفحَّص عمَّن فيه، كما ذكر القرآن

    ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ﴾ (النمل: من الآية 20)،

    وهذا يدلُّ على أن القائد لا بد أن يكون يقظًا ومنتبهًا لمن معه،
    من التفقد والتعرف عليهم وعلى أحوالهم والإحساس بهم
    والشعور بمن يغيب أو يحضر منهم خاصةً أولئك الذين يلونه مباشرةً.


    الدرس الثاني : العقاب المتدرِّج على قدر الخطأ


    لا شك أن قضية الثواب والعقاب لها في الإدارة مجال ودور كبير
    ويمارسها المديرون بمذاهب شتَّى؛
    فمنهم من يرفع سيف العقاب والردع والتخويف على طول الخط،
    ومنهم من يغمده على طول الخط، وحار الناس بين هذا وذاك،
    ولكننا نرى في هذه القصة كيف أن سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم
    قد أخذ بمبدأ العقاب ابتداءً؛ باعتباره حافزًا سلبيًّا،
    ولكننا نراه قد تضمَّن أعلى درجات الموضوعية والعدل والحكمة،
    ويبدو ذلك في الآتي :

    1- أنه لم يترك الأمر فوضى، ليفعل كل فرد ما يحلو له دون حساب أو مساءلة وعقاب.

    2- أنه لم يبدأ في إعلان العقاب المنتظر إلا بعد أن تأكد فعلاً من غياب الهدهد،
    وأنه ليس مجرد اختفاء مؤقت عن مستوى رؤيته؛
    حيث سأل عن ذلك بوضوح :

    ﴿مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ﴾

    فلما تبين له أنه فعلاً غائب أعلن عن العقاب المنتظر له في مثل هذه الأحوال.

    3- تراوح العقاب المعلن والمنتظر بين درجات ثلاث :
    أشدُّها وأقصاها ذبحه، وأقلها تعذيبه عذابًا شديدًا،
    ولا ينجيه من أحدهما إلا أن يكون لديه حجة بينة واضحة ويقينية
    وغير ملفَّقة أو مدبَّرة.

    4- ويحمل ذلك في طياته ضرورة ألا يطغى الانفعال على العقل ولا الغضب على العدل،
    فكثيرًا ما نجد أحدنا حينما يتعرض لمثل هذا الموقف يتوعَّد بالويل والثبور وعظائم الأمور فقط،
    دون مراعاة لما قد تكون عليه ظروف الطرف الآخر، وما قد يكون من أعذار.

    5- كما يشير ذلك التدرج إلى ضرورة أن يكون العقاب على قدر الخطأ؛
    فإن كان هناك تمرُّد مثلاً فليكن الذبح،
    وإن كان مجرد غياب وناتج من تكاسل غير مقصود
    أو سبب غير مقبول فليكن التعذيب الشديد،
    ولا شك أن ذلك سوف يختلف باختلاف درجة التعمُّد والقصد
    ومدى تكرار الفعل الموجب للعقاب.

    6- أن ما سبق يحتاج ولا بد إلى نوع من التحقيق والمحاكمة،
    وإعلان الادعاء، وسماع الدفاع، وإعطاء الفرصة كاملة لكليهما وبشكل عادل ومحايد؛
    للوصول إلى البينة التي توضح حقائق الأمور،
    وإلا فكيف يمكن التوصل إلى قرار باختيار العقاب المناسب أو قبول العذر؟!
    سواءٌ كانت هذه المحاكمة بواسطة القائد نفسه،
    أو قد تسند إلى فرد آخر مختص، أو لجنة مختصة (لجنة تأديب).

    8- أن ذلك يؤكد نقطة أخرى مهمة، وهي ضرورة وجود ما يسمى بلائحة الجزاءات،
    تمامًا كما يجب أن يكون هناك نظام كامل وواضح للحوافز،
    وأن هذه اللائحة يجب أن تكون واضحةً ومعلنةً ومفهومةً
    لدى كل من يعمل في المنظمة.

    9- الفصل التام بين الشخص والخطأ، والتزام الموضوعية التامة في ذلك،
    والتعامل معه على أنه بريء إلى أن تثبت إدانته،
    وإعطاؤه فرصة تامة لإبداء حججه والدفاع عن نفسه وتوضيح موقفه..
    وهذا ما يظهر من موقف الهدهد حين قال لسليمان عليه السلام بعد أن اقترب منه :

    ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ (النمل: من الآية 22)،

    ولا يمكن أن يجرؤ على مثل هذا القول، ولا يقف مثل هذا الموقف شديد القرب من القائد

    ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ (النمل: من الآية 22)،

    إلا إذا كان لا يزال يعامَل معاملة البريء،
    وينظر إليه من منطلق الفصل بين الشخص والمشكلة التي يمكن أن تنشأ عنه.

    ولعل هذه النقطة من أشد نقاط الإدارة والتربية عمومًا حساسيةً وتعرضًا للانتهاك؛
    حيث إننا نرى أن الغالب هو أن يخلط الناس بين الأمرين،
    فإذا أخطأ أحد أخذنا منه موقفًا، وأعلنا أنه كذا وكذا "إنك مقصر ومخطئ"،
    والمفروض أن نقول بدلاً من ذلك إن الفعل الذي أتيت به كذا وكذا
    (هذا الفعل خطأ ولا ينبغي…)،
    ولعل ما يؤكد أهمية الالتزام بذلك؛
    التوجيه الرباني الذي ورد في القرآن لإرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم :

    ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)﴾ (الشعراء)..


    ولم يقل إني بريء منكم، وهذا مبدأ من المبادئ العظيمة في الإدارة والتربية
    والتعامل مع الناس عمومًا، وهو مبدأ الفصل بين الشخص والمشكلة أو الخطأ.


    الدرس الثالث: فن صياغة التقارير والإلقاء والعرض


    لقد أكد الهدهد أن ما لديه من مبررات يقينية ومؤكدة
    ولا تحتمل التأليف أو الظن أو التخمين أو الافتراض،
    ولكنها تقوم على الحقائق المجردة،
    ولا شك أن لنا وقفة جاء أوانها الآن لنتعلم من الهدهد أحد فنون الإدارة والاتصالات
    فيما أصبح يُعرف الآن بفن "صياغة التقارير"، والإلقاء والعرض
    عسانا أن نجد فيها من الدروس ما ينفعنا.

    وبداية فإن التقرير- سواء كان شفهيًّا أو مكتوبًا- ما هو إلا وعاء
    يحتوي معلومات يقدم إلى مستوى إداري أعلى
    للمساعدة على اتخاذ قراراته على بينة ورشد.

    والتقرير الجيد له مواصفات عديدة؛
    أهمها أجزاؤه المتماسكة والمتكاملة والموجزة والكافية،
    كلماته الواضحة، والمعبرة،
    والبعد عن الغموض، أو التخمين، أو الإيجاز المخلّ، أو التطويل المملّ… إلخ.

    وأهم أجزاء التقرير:

    مقدمة مشوقة، وصلب الموضوع، ثم خاتمة وتوصيات في النهاية..
    فماذا عن تقرير الهدهد، وأين هو من كل هذه المواصفات؟!!

    تعالوا ننظر ونتأمل معًا.


    1- المقدمة :


    لقد تضمن تقرير الهدهد كافة عناصر التقرير الجيد،
    وأولها وجود مقدمة مشوقة ومعبرة عن الموضوع الذي سوف يتناوله،
    وذلك حينما قال :

    ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ (النمل: من الآية 22)،

    فالتشويق الكامل يأتي من قوله ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ فهي تثير في المستمع
    كل قوى الاستعداد والتحدي لسماع ما سوف يأتي بعد ذلك؛
    ما هذا الشيء الذي يعرفه الهدهد وأحاط به ولا يعرفه سليمان؟!!!
    رغم إمكاناته والقوى المسخرة لخدمته؟؟

    ليس التشويق فحسب؛ بل إن هذه المقدمة رغم إيجازها الشديد قد تضمنت أيضًا
    صفةً أخرى مهمةً من أهم صفات المقدمة الجيدة،
    وهي إعطاء المستمع أو القارئ فكرةً عن طبيعة الموضوع،
    وذلك حينما قال :

    ﴿وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾

    فالموضوع يتعلق بسبأ، وما هي سبأ؟
    وعليه أن ينتظر بلهفة وشوق للاستماع والتعرف،
    ثم إنه قد أبان عن منهجه في هذا التقرير وهل هو قائم على مجرد التكهن، والتخمين،
    والسماع أم قائم على التبيُّن واليقين والتحقق العلمي الموثق؟
    وذلك حينما قال : ﴿بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾..
    فما الذي يمكن أن ينقص هذه المقدمة بعد ذلك رغم هذا الإيجاز الشديد؟!


    2- صلب الموضوع :


    ثم أخذ الهدهد في سرد عناصر التقرير التي تمثل صلب الموضوع الأساس،
    وهو هنا يحاول إعطاء صورة كاملة، وشاملة، وصافية، وغير منقوصة،
    كما رأى فيما يتعلق بقوم سبأ هؤلاء،
    ويمكن لنا أن نتبين أن هذا الطلب قد تضمن عناصر عدة؛ أهمها:

    أ- نظام الحكم.

    ب- القدرة الاقتصادية.

    ت- النظام الاجتماعي ووضع المرأة فيه.

    ث- النظام الحضاري والصناعي ومدى تقدمه.

    ج- العقيدة الدينية ومدى رسوخها في نفوسهم.

    كيف ؟!!

    ﴿إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾ (النمل: من الآية 23)
    : نظام الحكم، ووضع المرأة الاجتماعي.

    ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ (النمل: من الآية 23) : القدرة الاقتصادية.

    ﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ (النمل: من الآية 23) : الوضع الحضاري والصناعي والمهاري.

    ﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ (النمل: من الآية 24) :
    الوضع الديني والعقدي.. عبادة الشمس.

    ﴿وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ﴾ (النمل: من الآية 24)… : مدى رسوخ ذلك في نفوسهم.

    ﴿فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ﴾ (النمل: من الآية 24).. : صعوبة تغييرهم
    وتحويلهم عن هذا الوضع إلا بخطة محكمة ومدروسة تستغرق وقتًا وجهدًا.


    3- التوصيات :


    لم يقف الهدهد عند مجرد النقل والسرد؛
    بل إننا نلاحظ تدخل رؤيته وتقييمه للأمور وحكمته،
    والتي وصلت مداها بتوصية لسليمان يوجهه فيها لطبيعة القرار الذي يجب اتخاذه
    في مثل هذا الموقف وهذا يوضح أعلى الدرجات الإيجابية والمسئولية
    والمشاركة من مقدم التقرير إلى قائده، وذلك حينما يختم تقريره بقوله :

    ﴿أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)
    اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)﴾ (النمل).


    وهنا يتوقف سليمان ونتوقف نحن أمام هذا المستوى الراقي
    من جندي مبادر لا يكتفي بمجرد تأديته الأوامر،
    ولكن ومن منطلق فهمه وإيمانه برسالة المنظمة التي يعمل تحت لوائها،
    ينطلق ويؤدي ويبدع ويتفانى في إتقان دوره بما ينعكس
    بأعلى درجات الكفاءة والفعالية على تحقيق وإنجاز هذه الرسالة.


    الدرس الرابع: لا تبنِ قراراتك إلا على حقائق


    واستكمالاً للدروس.. فماذا كنت ستفعل لو كنت مكان سيدنا سليمان عليه السلام؟
    ولماذا تجهد نفسك؟ فالإجابة موجودة وموثقة في القرآن العظيم

    ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (27)﴾ (النمل)،

    وهذا درس عظيم آخر في الإدارة
    لا يمكن للقائد أن يبني قرارًا- خاصة إذا كان من هذا النوع الإستراتيجي- إلا عن بينة
    وحقائق لا تحتمل أي لبس أو تخمين،
    فكثيرًا ما نرى الخلط بين أمور ثلاثة لدى الكثير من المديرين،
    بل من الناس عمومًا وهذه الثلاثة هي :

    الحقائق والافتراضات والأحكام أو القرارات.

    فإن ما قاله الهدهد لا يزال بالنسبة إلى سليمان مجرد افتراض
    قد يحتمل الصواب أو الخطأ، ومن ثم لا يجب أن يبني عليه حكمًا أو قرارًا
    إلا بعد تحويله إلى حقيقة،
    وهذا يحتاج إلى تبين وتأكد ودراسة واختبار لصحة الافتراض من عدمه.

    ويجب البعد في ذلك عن العواطف والانفعالات والنواحي الشخصية،
    وهذا بالضبط ما فعله سليمان عليه السلام مع الهدهد؛ حيث قال :

    ﴿سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ﴾

    أي سوف نتأكد أو نتبين مدى صحة ما تدعيه،
    وحينئذٍ يتم اتخاذ القرار المناسب، ليس فقط بشأن الهدهد وعقابه أو ثوابه،
    وإنما بشأن القرار الأهم وهو المتعلق بقوم سبأ هؤلاء وما يجب اتخاذه حيالهم،
    وهو قرارٌ إستراتيجيٌّ مهمٌّ يتطلب وضع خطة على أعلى مستوى لتحويلهم.


    الدرس الخامس: اصطياد عصفورين بحجر واحد


    لم يكد سيدنا سليمان عليه السلام يسمع من الهدهد حججه
    التي لم يسقها فقط كي ينقذ نفسه من عقاب سليمان عليه السلام الذي توعَّده به،
    وإنما ليوصل له معنى معينًا أراد توصيله له،
    وهذا المعنى هو أن هناك قومًا ليسوا على رسالته ولا يؤمنون بما يؤمن به،
    وعليه أن يأخذ بأيديهم ليصبحوا على نفس رسالته.

    لم يكد سليمان عليه السلام يسمع ذلك حتى بدأ في العمل دون إضاعة للوقت؛
    حيث انصبَّ تفكيره على أمرين :

    الأول :
    التأكد مما ساقه الهدهد من معلومات،
    وهل هي فعلاً بمثابة حقائق غير قابلة للجدل أو النقاش أو الاختلاف!

    الثاني :
    البدء فورًا في رسم خطة عمل على أساس علمي ومدروس؛
    ليسوق لهؤلاء القوم فكرته وليبيع لهم بضاعته وليأخذ بأيديهم في نهاية المطاف
    إلى الدخول معه في دين الله الذي يؤمن به ويعمل له ويعيش من أجله.

    والعجيب أن القائد الفذ سليمان عليه السلام اهتدى لوسيلة تخدم في الغرضين معًا،
    وهي أن يرسل الهدهد نفسه برسالة يحملها إلى ملكتهم ويرقب من بعيد
    ماذا يفعلون ويرجعون..

    ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (27)
    اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)﴾ (النمل).


    فكأنه عليه السلام إنما أراد أن يتيقن من صدق الهدهد أو كذبه،
    من خلال هذا الكتاب "الرسالة" وفي نفس الوقت يتعرف على ردود أفعالهم تجاهها
    وطريقة تفكيرهم وأسلوبهم، ويمهد في نفس الوقت لعملية التغيير التي بدأ التخطيط لها،
    وذلك بإحداثه نوعًا من لفت الانتباه الشديد لهم إلى شيء آخر يجهلونه أقوى منهم،
    وأقدر عليهم، فهو يصل إلى ما لا يمكن أن يصل إليه أحد بسهولة،
    وهو مخدع الملكة نفسها.

    ويخلق لديهم اضطرابًا وخلخلةً تعتبر بمثابة تمهيد مهمّ للغاية
    في إذابة الجمود الشديد الذي سيطر عليهم فيما يتعلق بأمر عقيدتهم الفاسدة
    المسيطرة عليهم كما سبق وأوضح الهدهد في تقريره.


    الدرس السادس: رسالة نموذج



    وبالفعل حمل الهدهد الرسالة، وأدى مهمته على خير وجه وبإتقان شديد،
    دون أن يلحظه أحد، أو يعترض طريقه، فما تلك الرسالة إذن، وما هو محتواها؟
    وما هو تأثيرها؟
    قال تعالى على لسان بلقيس ملكتهم :

    ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)
    أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)﴾ (النمل).


    وكما توقفنا سابقًا أمام أعظم تقرير صاغه الهدهد،
    فإننا أحرى بنا أن نقف الآن أمام أعظم نموذج لرسالة صاغها سليمان عليه السلام
    كما أوردها القرآن الكريم على لسانه،
    فالرسائل لها أصول في كتابتها وأجزاء يجب أن تراعيها،
    وترتيب لهذه الأجزاء، وهدف يمثل صلب الموضوع يجب أن توصله،
    وكل ذلك يجب أن يتحقق مع غاية الإيجاز الذي لا يخلُّ بالمعنى المراد..

    ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ﴾..

    هكذا كان افتتاح الرسالة أو أعلاها،
    وهو هنا يحدِّد أمرًا استقر عليه المختصون في أمر الكتابة الإدارية
    فيما يتعلق بالمراسلات والمكاتبات،
    وهو ضرورة أن يكون هناك جزءٌ أعلى يحدد فيه :

    - ممن الرسالة.

    - ولمن.

    - والموضوع.


    ثم يذكر المطلوب الأساس بعد ذلك، وهو ما تضمنه هذا الإيجاز.


    - فالرسالة من سليمان، بصرف النظر عن مدى علمهم من هو سليمان هذا أو عدم علمهم،
    وما هي يا تُرى قوَّته؟ وماذا يكون عليه ملكه؟


    - أما لمن؟ فإنه ليس بالضرورة يجب كتابته؛
    حيث تم إلقاء الكتاب في يد من يراد له قراءته مباشرةً تقريبًا،
    ومن ثم ليس في الأمر غموض أو لبْس لمن توجه إليه،
    إنما التركيز هو ممن أتت.


    - طبيعة الموضوع بإيجاز:

    ﴿وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾

    هذا ما يمثِّل تقدمة عن طبيعة الموضوع الذي تحمله الرسالة،
    ولعل هذه الجملة- رغم إيجازها- تحقق الكثير من الأغراض، وهي :

    - أولاً : توضح طبيعة الموضوع الذي تتناوله الرسالة.

    - ثانيًا : تمثل خطوةً أولى في خلخلة الوضع النفسي لهم.

    - ثالثًا : تمثل وضعًا مثيرًا أو يدعو إلى التفكير والبحث والدراسة
    عمَّن هو هذا الذي يتحدث سليمان باسمه؟
    والذي قال عنه: "الله، الرحمن، الرحيم"، فمن هو؟ وما قوته؟
    وأين هو مما نعبد نحن؟ وأيهما حق؟ وأيهما باطل؟
    وأيهما أقوى؟.. إلخ من ذلك الأسئلة.


    صلب الموضوع :

    ﴿أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)﴾ (النمل)..

    هذا هو نهاية الرسالة وكل ما يتعلق بها تم إيجازه بهذا الشكل المركز جدًّا
    دون إحالة أو إضاعة للوقت في القيل والقال، والمقدمات.

    الأول : النهي

    ﴿أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ﴾ أي عليهم أن يلزموا حدودهم ولا يتعدوا قدرهم،
    ويعودوا إلى صوابهم ويلزموا عقلهم ورشدهم،
    ويُنزلوا الآخرين "سليمان عليه السلام" قدره، ويعطونه مكانته التي تعلوهم،
    ويعرفوا قوته التي لا طاقة لهم بها والتي يستمدها أصلاً من قوة الله الرحمن الرحيم.

    الثاني : الأمر

    ﴿وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ فبناءً على ما سبق ليس لكم إلا أن تأتوا إليَّ مذعنين، مسلمين،
    دون قيد أو شرط، أو تأخير، وكما هو واضح فإن الرسالة- رغم شدة إيجازها- تضمنت
    من الحزم والحسم في كلماتها القليلة ما يجعلها تحقق الهدف الذي صيغت من أجله،
    وهو ذلك المتعلق بالتأثير في نفسية الملكة ومن معها.

    وهذا ظهر بشكل واضح وجلي في الحوار الذي دار بعد ذلك بين الملكة وقومها
    كما أوضحه القرآن في سياق القصة كما جاء في سورة النمل،
    ولكننا نقف عند هذا الحد الذي عمق تلك الرسالة النموذج؛
    ليس فقط في صياغتها من حيث الشكل،
    وإنما أيضًا في مضمونها وأهدافها ومعانيها؛
    حيث حقق سليمان عليه السلام بذلك ما كان يرمي إليه
    كقائد فذٍّ صاحب رؤية ورسالة، وذي يقظة وعدالة،
    فظهر له صدق الهدهد ودقة ما ساقه من بيانات،
    وأنها تمثل حقائق لا أوهامًا أو تخمينات.

    كما أنه وفي نفس الوقت قد تمكن من تنفيذ أول خطوة من خطوات
    إدارة تغيير هؤلاء القوم لتحويلهم مما هم عليه من الضلال إلى الهدى،
    وليضع توصية الهدهد التي ذكرها في نهاية تقريره موضع التطبيق، حينما قال له

    ﴿أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)
    اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)﴾ (النمل).


    ما نريد أن نختم به تلك الدروس العظيمة عن الهدهد في هذه المقالة
    هو أن ما سبق أن قدمه الهدهد من معلومات تمثل حقائق يقينية في تقريره
    وما أوصى به من توصيات لقائده وما قام وساهم به من عمل وجهد
    في ضوء توظيف سليمان عليه السلام لطاقاته؛
    قد ترتب عليه صياغة خطة دقيقة ومحكمة لإدارة عملية تغيير مخططة ومتعمَّدة؛
    انتهت إلى النجاح الكامل في تحويل هؤلاء القوم بقيادة ملكتهم
    من عبادة الشمس إلى عبادة الله الواحد القهار،
    وأسلموا مع سليمان لله رب العالمين،
    دون استخدام أي نوع من أنواع القهر والإجبار أو القتال،
    فأي درجة من التناغم والتفاهم يمكن أن تحدث بين قائد وجنوده
    لتحقيق رسالتهم وأهدافهم بكفاءة وفعالية أعلى من ذلك؟!

    منقول

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #219
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    5,272
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-07-2023
    على الساعة
    07:52 PM

    افتراضي

    تعلم التنمية الذاتية من رسول البشرية

    لقد اشتمل القرآن والسنة النبوية الشريفة على عدد هائل من هذه النماذج السلوكية العملية
    والتطبيقات العملية في كيفية التصرف في مختلف نواحي ومواقف الحياة
    وتحت مختلف الضغوط والظروف النفسية والاجتماعية ،
    مما يفرض علينا ضرورة دراسة وتحليل هذه النماذج والمهارات السلوكية والتدريب عليها ..

    لقد قدم الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج عملية حية ذات طبيعة تعليمية
    تسمى في علم النفس بالنماذج الضمنية وتعتبر أحد أساليب تعديل السلوك في علم النفس الحديث .

    ومن النماذج العملية التي قدمها الرسول صلى الله عليه وسلم لتزكية المهارات الاجتماعية
    والتواصل الاجتماعي الذي يدعم التوافق الاجتماعي والصحة النفسية ..
    أنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ من لقيه بالسلام وبوجه بشوش ..
    وكان إذا لقي أحداً من الصحابة بدأه بالمصافحة..
    وكان يؤثر الداخل عليه بالوسادة التي تحته..
    وكان يعطى كل من جلس إليه نصيباً من وجهة.. أي من النظر إليه والاهتمام به..
    وكان في كل سلوكه يتسم بالحياء والتواضع..
    كما كان أكثر الناس تبسماً وضحكا في وجه أصحابه.

    لقد كان محبوبا يلتف الناس حوله ويتعلقون به.. فصدق فيه قول العزيز الحكيم

    " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك "(آل عمران: 159)

    " فاعفوا واصفحوا " (البقرة: 109)

    " وقولوا للناس حسنا" (البقرة: 83)


    كما كان الرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ يردد في أكثر من موقف :

    ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )


    لذلك ننصح كل شخص أن يزكي في نفسه هذه الصفات :

    - أن يبتسم في وجه الآخرين..

    - أن يكثر من إلقاء السلام وتحية الآخرين وان يبدأ بالمصافحة.

    - أن يعطى اهتمامه لكل من يجلس إليه أو يتحاور معه.

    - أن يكون عطوفاً لين القلب في تعامله مع الناس.

    - أن يقول للناس قولاً حسناً ولا يكن غليظ القلب أو القول.

    - أن يدرب نفسه على التسامح و الصفح والعفو باستمرار...


    فهي أهم مفاتيح السعادة والنجاح والصحة النفسية

    منقول بتصرف

    التعديل الأخير تم بواسطة pharmacist ; 19-07-2012 الساعة 07:56 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #220
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    5,272
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    15-07-2023
    على الساعة
    07:52 PM

    افتراضي

    عقول من النوع السنجابي‏!!‏

    إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا‏..

    النجاح الكافي صيحة أطلقها رواد في التنمية البشرية

    يحذرون فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان

    فيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء‏..‏

    من يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب

    و يقاوم الشهرة و الأضواء و الثروة و الجاه و السلطان‏؟

    لا سقف للطموحات في هذه الدنيا‏..‏ فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر‏..

    و نواصل الإرسال بعد الفاصل‏..‏ بعد فاصل من التأمل يتم فيه إعادة ترتيب أولويات المخطط‏..

    ‏الطموح مصيدة‏..‏ تتصور إنك تصطاده‏..‏ فإذا بك أنت الصيد الثمين‏..‏ لا تصدق؟‏!..‏


    إليك هذه القصة‏..


    ‏ ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة

    فوضعها في حقيبته و نهض لينصرف‏..‏

    فسأله الآخر‏:‏ إلى أين تذهب؟‏!..‏

    فأجابه الصديق ‏:‏

    إلى البيت‏ لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني‏..‏

    فرد الرجل‏:‏ انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي‏..‏

    فسأله صديقه ‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏!..‏

    فرد الرجل‏..‏ عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها‏..‏

    فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل هذا؟‏..‏

    قال له كي تحصل على المزيد من المال‏..‏

    فسأله صديقه‏:‏ و لماذا أفعل ذلك؟‏

    فرد الرجل‏:‏ يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك‏..‏

    فسأله‏:‏ ولماذا أفعل ذلك؟

    فرد الرجل‏:‏ لكي تصبح ثريا‏..‏

    فسأله الصديق‏:‏ و ماذا سأفعل بالثراء؟‏!‏

    فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر

    أن تستمتع بوقتك مع أولادك و زوجتك‏..

    فقال له الصديق العاقل‏ هذا هو بالضبط ما أفعله الآن

    ولا أريد تأجيله حتى أكبر و يضيع العمر‏..‏

    رجل عاقل‏..‏ أليس كذلك‏!!‏

    يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة،

    و لكن الإنسان ـ كما يقول فنس بوسنت ـ أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب

    على ظهر الفيل‏..‏ تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا‏..‏

    فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد‏..‏

    لماذا؟

    لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا،
    أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية‏.‏
    و هكذا يعيش الإنسان معركتين‏..‏ معركة مع نفسه ومعركة مع العالم المتغير المتوحش‏..‏
    و لا يستطيع أن يصل إلى سر السعادة أبدا‏.‏



    قصة أخرى


    يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم‏..‏

    مشى الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل على قمة جبل‏..‏

    و فيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه‏..‏

    و عندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس‏..‏

    انتظر الشاب ساعتين حتى حان دوره‏

    أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له ‏:‏

    الوقت لا يتسع الآن و طلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر و يعود لمقابلته بعد ساعتين‏..‏

    و أضاف الحكيم و هو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت ‏:‏

    امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك

    وحاذر أن ينسكب منها الزيت‏.‏

    أخذ الفتى يصعد سلالم القصر و يهبط مثبتا عينيه على الملعقة‏..‏

    ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله ‏:‏

    هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام؟‏.

    الحديقة الجميلة؟‏..‏ و هل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟‏..‏

    ارتبك الفتى و اعترف له بأنه لم ير شيئا،

    فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة‏..‏

    فقال الحكيم‏ :‏ ارجع وتعرف على معالم القصر‏..‏

    فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه‏..‏

    عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلى الروائع الفنية المعلقة على الجدران‏..‏

    شاهد الحديقة و الزهور الجميلة‏..‏ و عندما رجع إلى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأي‏..‏

    فسأله الحكيم‏:‏ و لكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك؟‏..

    ‏ نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا‏..‏

    فقال له الحكيم ‏:‏

    تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك سر السعادة هو أن ترى روائع الدنيا

    و تستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت‏.‏

    فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء،
    و قطرتا الزيت هما الستر والصحة‏..‏ فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة‏.‏
    يقول إدوارد دي بونو أفضل تعريف للتعاسة هو أنها تمثل الفجوة بين قدراتنا و توقعاتنا‏..‏
    إننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب‏..‏
    فالسناجب تفتقر إلى القدرة على التنظيم رغم نشاطها و حيويتها‏..‏
    فهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندق بكميات أكبر بكثير من قدر حاجتها.



    منقول


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 22 من 31 الأولىالأولى ... 7 12 21 22 23 ... الأخيرةالأخيرة

تميز .. يا ابن خَيْرَ أمَّـة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أوراق عمل تميز بين الصح و الخطأ
    بواسطة مريم في المنتدى قسم الأطفال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-11-2009, 02:00 AM
  2. تميز السنة النبوية عن النقل الشفهي للأسفار قبل الإسلام
    بواسطة نوران في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-07-2008, 12:09 AM
  3. كيف تميز بين العقاب و الإمتحان؟
    بواسطة filthydani في المنتدى منتدى قصص المسلمين الجدد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-10-2006, 02:50 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تميز .. يا ابن خَيْرَ أمَّـة

تميز .. يا ابن خَيْرَ أمَّـة