وجاء دور الفاتيكان !
وكان ثالث رد من الفاتيكان قلعة وقبلة المسيحية الكاثوليكية في العالم أجمع .. وسأعرض لك عزيزي القاريء صورة ضوئية من خطاب الفاتيكان على نفس الرابط ( رابط الخطابات ) .
وهاهى الترجمة الحرفية لنص الخطاب :
الفاتيكان .
روما - إيطاليا .
معهد بوتيسفيسيو الإنجيلي 10/5/1990 .
سيدتي العزيزة :
إن عميد كلية الدراسات الشرقية بمعهد بوتيفيسيو الإنجيلي يشكرك لخطابك المرسل إلينا . ولقد طلب مني الرد عليه بصفتي مدرس اللغتين العربية واللاتينية بالمعهد . والحقيقة أن القرآن قد تحدى معارضيه في مواضيع عديدة بالإتيان بجزء منه أو سورة من مثله .. ولقد جاءت هذه التحديات كشكل من أشكال ردود الفعل من محمد لمعارضيه الذين استمروا على اعتقادهم بأنه افتراه أو جاء به من تلقاء نفسه وأنه لم يوح به من الله مباشرة أو نزل عليه بواسطة الملك جبريل ..
وقد كذبهم فيما يبدو بدعوى أنه أمي حيث لا يستطيع القراءة أو الكتابة وأنه ليس بشاعر ولهذا فإنه لا يستطيع الإتيان بهذا الكلام المثير الموجود في القرآن من تلقاء نفسه .. ولأنه كان أميًا فإن الجدل قد أثير لأنه لا يستطيع الإتيان من نفسه بكتاب رائع مثل القرآن إذ لا بد فقط من شخص يوحى إليه من الله أن يأتي بمثل هذا الكتاب .. والقرآن يخبرنا أن أحدًا لم يحاول - سواء نجح في ذلك أم فشل - الإتيان بسورة واحدة من مثل القرآن .. وبعد وفاة محمد بفترة طويلة نشأت نظرية عدم استطاعة تقليد أو محاكاة القرآن وهى تعني أن القرآن ممتاز للغاية في قوله وفي طريقة نظم كلامه لدرجة لا يمكن معها تقليده أو محاكاته بنجاح لأي بشر أو ملاك أو جني .. ومن يتبنون هذه النظرية يؤمنون بأن ذلك إثبات على أن القرآن نزل بوحي من الله .. ويطلق على هذه النظرية باللغة العربية " إعجاز القرآن الكريم " .. ولقد صنفت عدة كتب حول هذا الموضوع باللغة العربية وأنا متأكد أنه يمكنك إذا أردت دراسة هذا الموضوع بإسهاب أن ترجعي إليها وستجدينها في سوق الكتب الإسلامية بالقاهرة .
وبوصفنا مسيحيون فنحن لا نقبل بالطبع أن يكون القرآن هو كلام الله على الرغم من إعجابنا به حيث يعتبر القمة في الأدب العربي ..
ولقد أخبرني زميل مصري بأن أفضل أجزاء القرآن تذكره بأجزاء من الكتاب المقدس .. ولكن هذا بالطبع لا يعني أنه أوحى به من عند الله كما هو الحال بالنسبة للكتاب المقدس وهناك نقطة عملية تعوق مسألة الإتيان بسورة من مثل القرآن وهى من الذي سيحكم على هذه المحاولة إن تمت بالفعل ويخبرنها بأنها نجحت أم فشلت ؟ إذًا فأنت تحتاج إلى محكم عادل ليقرر لك ذلك ويجب أن يكون هذا المحكم على دراية تامة بالأدب العربي والإسلامي .. ولضمان حيدته يفضل ألا يكون مسيحيًا أو مسلمًا وشخص هذه مواصفاته فإنه من الصعوبة بمكان إن لم يكن من الإستحالة العثور عليه ...
ونفس الصعوبة ستنشأ إذا قمنا نحن بتحدي المسلمين بكتابة قطعة تكون على مستوى تعاليم المسيح مثلاً فمن الذي سيحكم على هذه المحاولة ويخبرنا بأنها قد نجحت أم فشلت .. أهو الهندوسي أم البوذي أم الملحد ؟
إنها أسئلة من الصعب الإجابة عليها كما يبدو لنا أنه من الصعوبة بمكان من الناحية العلمية أن يصل الطرفان إلى اتفاق حولها يؤدي إلى الإقناع التام .
آمل أن تكون هذه الملاحظات القليلة قد أجابت على سؤالك .
أخوك في يسوع المسيح : الآب ليو أرنولد .
وبعد أن اطلع الطبيب المسيحي على خطاب الفاتيكان قال للدكتور/ إبراهيم : أعتقد أنه هروب من المواجهة .. فقد هرب سيادته من الإستجابة لطلبي واضعًا هذه الشروط المستحيلة .. فهو يطلب محكمًا وهميًا لا وجود له .. إذًا فهو لن يفعل ويأتي بسورة واحدة , كما لن يفعل أحد ويأتي بسورة .
وعندها تذكر الطبيب قول الله عز وجل : { أََمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ }هود13-14 . فما كان من الرجل إلا أن أعلن إسلامه وآمن بالقرآن .
وأترك الآن التعليق للإخوة والأخوات حول هذه القصة الفريدة , فلا يجب أن ندع حدثًا كهذا يمر بنا دون أن نحلله ونستخلص منه الأمور المستفادة والملاحظات الجلية والإستنباطات الزكية .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ملاحظات :
1- الكتاب يباع في مكتبة التراث الإسلامي - القاهرة , مصر - 8 شارع الجمهورية عابدين .
2- وضع الدكتور/ إبراهيم عناوين مراكز العلم الدينية التي راسلها الطبيب المسيحي في نهاية الكتاب لعل هناك من يريد أن يكمل المسيرة .
3- صور الخطابات تجدونها على هذا الرابط :
https://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=9521
المفضلات