اقتباس
هل يصح
أن نعتقد بتسلسل الأحداث فى الروايات الجاهلية
كيف نعتقد ذلك والرواة أنفسهم لم يتعمدوا ذلك، بل ذكروا الأحداث بطريقة مرتبة ولكن ليست بتسلسل زمني، كما ندرت في الروايات الجاهلية لابن هشام ذكر التواريخ بصورة ملحوظة، فلا يعلم أحد ترتيب معظم الأحداث التي خلت في الجاهلية إلى الآن
فيذكر ابن هشام أخبار تُبَّع في مكة قبل أن يذكر أحداث الفيل على الرغم أن تُبَّع جاء بعد إبرهة لقول تُبَع في شعر له
والفيل أهلك جيشه=====يرمون فيها بالصخور
فبيت الشعر هذا يوحي أن تُبعاً جاء إلى مكة بعد إبرهة، أو أن بيت الشعر نُسب إلى تُبع زوراً
وكذلك يسرد بن هشام أحداث حلف الفضول الذي حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك يذكر تزويج عبد الله بن عبد المطلب والد النبي عليه الصلاة والسلام.
وكيف نجزم بأن الأحداث مرتبة ترتيباً زمنياً وقد اختلف الرواة في التواريخ، ولقد ذكرنا سابقاً أن ابن إسحاق وابن هشام اختلفوا في عُمْر سيدنا محمد ساعة حلف الفضول ما بين 14 و20 سنة والحق أنه اختلاف في تاريخ حلف الفضول وليس عمر سيدنا محمد ساعة حلف الفضول لأن سنة ميلاد سيدنا محمد مُحددة عند كليهما بعام الفيل.
وكذلك يقول ابن اسحاق في تأريخ حديث الحُمْس
اقتباس
وقد كانت قريش –
لا أدرى أقبل الفيل أم بعده – ابتدعت رأى الحمس
وكيف نعتقد أن الروايات الجاهلية مرتبة زمنياً وقد كان ابن هشام يقتطع بعض ما جاء به بن إسحق فيقول ابن هشام
اقتباس
"وتارك
بعض ما ذكره ابن إسحق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ذكر، ولا نزل فيه من القرآن شئ، وليس سبباً لشئ من هذا الكتاب، ولا تفسيراً له ولا شاهد عليه، لما ذكرت من الاختصار، و أشعار ذكرها ولم أر أحداً من أهل العلم بالشعر يعرفها، وأشياء بعضها يشنع الحديث به، وبعض يسوء بعض الناس ذكره ، وبعض لم يقر لنا البكائى بروايته"
ويقول الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد مقدم سيرة بن هشام
اقتباس
"وليس من شك عندنا ولا عند أحد من الناس أن الكتاب الذي وضعه بن إسحق أكبر من هذا الكتاب الذي بين أيدينا اليوم وأكثر جمعاً، وبخاصة فى أخبار الجاهلية التى تسبق بعثة رسول الله"
يتبع
المفضلات