أشكركم يا خير اخوة على الدعاء
سُررت بمروركم وأسأل الله لي ولكم الأجر والثواب
حياكم الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله تعالى فيكم اخي الفاضل
وزادكم علما وعملا صالحا مقبولا
نلاحط تاييدا لما ذهبتم اليه في سورة الاعراف
ان خط السورة في تاسيسها للعقيدة من خلال السرد التاريخي يركز على تزعم الملا لفريق الكفر المناهض لرسل الله تعالى ودعوتهم الى التوحيد الخالص
واليك جزء يسير من مقدمة صاحب الظلال - رحمه الله تعالى - للسورة
يقول:
. نجد سورة الأعراف - وهي تعالج موضوع العقيدة كذلك - تأخذ طريقاً آخر , وتعرض موضوعها في مجال آخر . . إنها تعرضه في مجال التاريخ البشري . . في مجال رحلة البشرية كلها مبتدئة بالجنة والملأ الأعلى , وعائدة إلى النقطة التي انطلقت منها . . وفي هذا المدى المتطاول تعرض "موكب الإيمان" من لدن آدم - عليه السلام - إلى محمد - [:salla-icon: ] - تعرض هذا الموكب الكريم يحمل هذه العقيدة ويمضي بها على مدار التاريخ . يواجه بها البشرية جيلاً بعد جيل , وقبيلاً بعد قبيل . . ويرسم سياق السورة في تتابعه:
كيف استقبلت البشرية هذا الموكب وما معه من الهدى ?
كيف خاطبها هذا الموكب وكيف جاوبته ?
كيف وقف الملأ منها لهذا الموكب بالمرصاد
وكيف تخطى هذا الموكب أرصادها ومضى في طريقه إلى الله ?
وكيف كانت عاقبة المكذبين وعاقبة المؤمنين في الدنيا وفي الآخرة . .
ولهذا كان اثبات قول الملا هو المناسب لخط السورة
والان مع سورة الشعراء
يقول - رحمه الله تعالى
موضوع هذه السورة الرئيسي هو موضوع السور المكية جميعا . . العقيدة . . ملخصة في عناصرها الأساسية:توحيد الله
:(فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين).
اكتفي بما يلزمنا هنا
والسؤال أليس فرعون هو من ادعى الالوهية ؟
فكان المناسب في هذه السورة اثبات القول له هو
والقصص في القران الكريم - عدا قصة يوسف عليه السلام - يكمل بعضه بعضا وياتي منه الجزء الذي ييسر توضيح الهدف وتثبيته في ذهن القارئ
والحقُّ الذي لاريب فيه انَّ فرعون وملائه قالوا ساحر
قد يكون احدهم اطلقها ورددها الباقون لانهم وجدوا فيها مخرجا لهم
ليحافظوا على مكانتهم سواءا في ذلك فرعون و ملائه
وهم من ارسلوا في طلب السحرة وبالتاكيد اخبروهم انَّ فرعون يحتاج اليهم
ليبطلوا ادعاء اخين ادعيا انهم رسولا ربِّ العالمين
لذا اثبت القرأن الكريم في سور ة طه قول السحرة والذي كان ترديدا لما سمعوه
لكنهم عندما عاينوا ما جاء به رسولا ربِّ العالمين ربِّ موسى وهارون - صلى الله عليهما وعلى نبينا افضل وازكى التسليم -
قالوا
أمنا برب العالمين ربِّ موسى :salla-icon: وهارون :salla-icon:
فهل يقولها مطلق الشبهة ؟ ارجو هذا
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
التعديل الأخير تم بواسطة نوران ; 01-04-2009 الساعة 01:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فى الأخت ( نوران 2 ) فان كلامها الوارد فى مداخلتها السابقة قد ألهمنى مسائل فى غاية الأهمية ، وانتظروا مداخلتى القادمة
بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية جديدة فى الشبهة المذكورة ، وفى الشبهات التى تماثلها
كلامى هنا موجه الى الجميع : الى النصارى الذين يثيرون الشبهات حول ( البيان القرآنى ) بوجه عام وليس حول قصة موسى وحدها ، والى المسلمين الذين يردون عليهم ليفندوا شبهاتهم
ان الشبهة التى أثارها محاورنا ديكارت ليست الوحيدة فى بابها ولا الفريدة من نوعها ، وانما هى واحدة من شبهات عديدة تنتظم جميعا فيما يمكن أن ندعوه ( الشبهات البيانية ) ، فهى فرع عن أصل ، وطرحها كان على سبيل المثال لا الحصر ، ولهذا سوف يكون كلامى هنا فيه عمومية لأنه يتعلق بأصل وأم ذلك النوع من الشبهات التى تدور حول البيان القرآنى اجمالا ، وذلك حتى يصبح كلامى المطروح بمثابة تنظير وتقعيد للأخوة الذين يقومون بالرد على الشبهات المماثلة مستقبلا ، أقول وبالله التوفيق :
من الملاحظ أن هذا النوع من الشبهات يدور أساسا حول خاصية ( التكرار فى القصص القرآنى ) ، حيث نجد القصة الواحدة تذكر مرات عديدة ، وفى كل مرة يختلف الأسلوب البيانى لحلقات القصة المعروضة ، هذا برغم أن القصة انما هى فى الحقيقة واقعة تاريخية حدثت ولمرة واحدة فى التاريخ ، فكيف يتم التعبير عنها بأساليب متنوعة ؟! تلك هى أصل الشبهة فى عمومها وشموليتها
وهنا أرى أن كلا الطرفين ( مثيرى الشبهات ) من جهة ، و( المفندين لها ) من جهة أخرى يغيب عنهم أمر هام هو أيضا أصل أصيل من خصائص البيان القرآنى ومن طرائقه المميزة ( مثلما كان التكرار من خصائص القرآن )
ذلك الأصل اذا ما انتبهنا اليه جيدا لما وجدنا أية شبهة على الاطلاق , وأرجو من الجميع الانتباه لتفاصيل هذا الأمر التالية :
أولا : ان القرآن الكريم كلام الله المعجز ، وان وحدة الاعجاز فيه هى السورة الواحدة منه ، قال تعالى :
" وان كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله " (البقرة 23)
فالسورة الواحدة منه يتمثل فيها الاعجاز أيا كان حظها من الطول والقصر ( سورة الكوثر معجزة كسورة البقرة على حد سواء )
ثانيا : وحدة الاعجاز ( السورة الواحدة ) تقتضى أن تكون لكل سورة خصوصيتها وأسلوبها المتفرد حتى فى حالة تكرار الموضوع الواحد فى أكثر من سورة هذا والا لو التزم القرآن أسلوبا واحدا للقصة التى يكررها لكان مجرد سرد تاريخى لا بيان وعظة ، والملاحظ بوجه عام أن القرآن الكريم لا يهتم بذكر التفاصيل التاريخية ولا حتى بذكر أسماء شخوص القصة وزمانهم التاريخى ( أهل الكهف كمثال ) وانما يجعل اهتمامه الرئيسى هو ابراز جوانب العبرة والعظة فى القصص التى يسوقها
وهو من أجل هذه الغاية الأثيرة لديه نجده يستخدم ما شاء له من أساليب البيان الاعجازية ولو أدى هذا الى مظنة الاختلاف وتوهم التعارض فى النظرة المتعجلة
وللحديث بقية فانتظرونا
بقية المداخلة السابقة
ثالثا : القصة فى القرآن الكريم تخضع للاعجاز البيانى ، وهذا الاعجاز البيانى وحدته كما قلنا هى السورة الواحدة
ومن هنا كان ولابد فى حالة تكرار القصة الواحدة أن تأتى فى كل سورة بحيث تكون متناسبة مع السياق الذى وردت فيه ، ومتناسبة كذلك مع الأسلوب المتفرد للسورة ومع جوها البيانى بوجه عام
والآن بتطبيق القواعد سالفة الذكر على الشبهة الحالية كمثال ( والخاصة بقصة موسى ) فسوف نجد أن الشبهة لم يعد لها وجود !!
ذلك أن أقوى ما جاء فى هذه الشبهة هو اختلاف القائل بين سورة الأعراف ( الآية110) وسورة الشعراء ( الآية 34 ) ، ولكن بمراعاة ما قلناه عن وحدة الاعجاز البيانى ( السورة الواحدة ) وعن تفرد كل سورة بأسلوب مميز لها فسوف نجد أن القائل فى سورة الأعراف هو ( الملأ من قوم فرعون ) لأن هذا هو الذى يتمشى وينسجم تماما مع الأجواء البيانية لتلك السورة ، وهذا هو الجديد الذى لم يلحظه أحد من طرفى المحاورة ، واليكم البيان :
ثبت بالاستقراء والاحصاء أن سورة الأعراف هى أكثر سور القرآن الكريم على الاطلاق ترديدا لعبارة ( قال الملأ ) !!
بل ثبت أنها أكثر السور ذكرا للفظ ( الملأ ) والذى جاء - وهذا هو المهم - فى معظم القصص الوارد فيها !
لقد وردت فيها عبارة ( قال الملأ ) فى قصة نوح عليه السلام ، ثم فى قصة هود عليه السلام ، ثم فى قصة صالح عليه السلام ، ثم وردت مرتين فى قصة شعيب عليه السلام ، ثم ...... جاءت قصة موسى ، أفلا يكون من الطبيعى وتمشيا مع الأسلوب المميز للسورة أن يذكر فيها كذلك نفس هذا التعبير الذى غشى قصصها جميعا ؟!
اقرأوا ان شئتم الآيات التالية من سورة الأعراف ( وسأكتفى بذكر أرقامها طلبا للايجاز ) : 60 - 66 - 75 - 88 - 90 - 109 - 127
انتظر آراء حضراتكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات