الصواعق الأخوية الإسلامية ، لنسف شبهة اقتباس القرآن من شعر أمية

[أبو عبد الله البخاري]

بداية دعونا نتفق إخوة على أن الجهل ليس عيبا ...

من ذا يستطيع أن يقول إن جهل الإنسان بشيء ما يعد عيبا فيه ؟!!

فالجهل ليس عيبا والرجل مهما بلغ من العلم فما أوتي منه إلا قليلا !

لكن .. هل كلمة ( جهل ) تساوي كلمة ( سفالة ) ؟!!

أو هل يستحق أن يُنعَت من أطلق على أحد ما أنه جاهل - بالسافل ؟!!



بعد ردي الأخير .. أحس المشرف بحرج موقف أخته .. فتدخل لينقذ الموقف
ويا ليته ما تدخل !! ..



من قال إن النصراني يفهم من المرة الأولى ؟؟!! ..

بعد إجابتي هذه كتب الغبي :



طب أعمل إيه مع الغبي ده بأه ؟!!

كتبت أقول :



وكم كان الرد سريعا !!



أسرع مما توقعت حقيقة !!

تم بحمد الله ،،

[خالد بن الوليد]

إيه السفالة دي كلها يا دكتور ؟


قرأت الموضوع بأكمله وشاهدت التدليس والكذب والجهل الذي يتمتع به النصارى .. وانبهرت بردودك القوية .

بارك الله فيك .

[أبو عبد الله البخاري]

أستاذي الحبيب .. سعدت جدا بردك والله .. ومنكم نتعلم ..

بارك الله فيكم ..

---------------------

إن شاء الله يقوم أخي الحبيب ( أبو حمزة السيوطي ) بالقسم الثاني

من الموضوع .. لمزيد من كشف الجهل والكذب والتدليس ..

ومزيد من نصرة دين الله عز وجل ..

[أبو جاسم]

فعلاً فإن ليوث الحق لن تترك ألوية الباطل تنتهك الحمى، فجزاك الله خيراً أخي مسلم لدفاعك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و لكشفك تدليس و كذب هذه الزمرة الجاهلة .

سبحان الله فإن عجبي لا يكاد ينتهي من جرأة هؤلاء النصارى كيف يدعون مثل هذه الدعوى الفاسدة المجردة من الدليل ؟؟؟

فالقرآن الكريم قطعي الثبوت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو منقول عنه بالتواتر بنقل الجمع عن الجمع الذين تحيل العادة اتفاقهم على الكذب ، أما أشعار أمية بن الصلت فأمر نسبتها إليه يحتاج إلى التحقيق والتدقيق للتأكيد من صحة نسبة هذه الأشعار إليه ، وهل قالها قبل الآيات التي عليها دعوى الاقتباس أم بعدها ؟؟ ثم هل توافق بعض الكلمات بين شعر أمية على فرض صحة نسبته إليه وبين القرآن ، يجعلنا نجزم أنّ القرآن مقتبس منه ؟؟

و الدعاوى ما لم يقيموا عليها بيّنات أبناؤها أدعياء .

[أبو جاسم]

في المشاركة 22 من الحوار أوردت النصرانية المتعالمة روايةً ادّعت بناءً عليها أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم اقتبس من شعر أمية بن الصلت قصة شق الصدر ، ورد أخي مسلم بارك الله فيه بأن حادثة شق الصدر حدثت قبل لقاء رسول الله بفارعة أخت أمية بن الصلت وكان قد قال قبلها (( الواقع أن هذه الروايات تحتاج إلى أن يُنظر في سندها وأحوال رجالها أولا كما يشير إلى ذلك الدكتور جواد علي ))

فما كان من النصرانية الجاهلة إلاّ أن ادعت صحت الرواية وذلك لورودها بأكثر من رواية و بأكثر من طريق حيث قالت بالحرف الواحد في المشاركة 42 :

(( وما نظرتش حضرتك في أسانيدها وأحوالها ليه ؟

القصه صحيحه لورودها بأكثر من روايه وبأكثر من طريق !!!

الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة الأنصاري‏.‏

كان أبو أمامة أبوها أوصى بها وبأختيها حبيبة وكبشة بنات أبي أمامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيط بن جابر من بني مالك بن النجار‏.‏

الفارعة بنت أبي الصلت أخت أمية بن أبي الصلت الثقفي‏.‏

قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح الطائف وكانت ذات لب وعفاف وجمال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجب بها وقال لها يوماً‏:‏ ‏"‏ هل تحفظين من شعر أخيك شيئاً ‏"‏‏.‏

فأخبرته خبره وما رأت منه وقصت قصته في شق جوفه وإخراج قلبه ثم صرفه مكانه وهو نائم وأنشدت له الشعر الذي أوله‏:‏ باتت همومي تسري طوارقها أكف عيني والدمع سابقها نحو ثلاثة عشر بيتاً منها قوله‏:‏ ما رغب النفس في الحياة وإن تحيا قليلاً فالموت سائقها يوشك من فر من منيته يوماً على غرة يوافقها من لم يمت غبطة يمت هرماً للموت كأس والمرء ذائقها وفي الخبر لما حضرت وفاته قال عند المعاينة‏:‏ إن تعف يا ربي تعف جما وأي عبد لك لا ألما ثم قال‏:‏ كل عيش وإن تطاول دهراً صائر مرة إلى أن يزولا ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في قلال الجبال أرعى الوعولا ثم مات‏.‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ يا فارعة كان مثل أخيك كمثل الذي آتاه الله آياته فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ‏"‏‏.‏

وذكر الخبر بتمامه محمد بن إسحاق عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب واختصرته واقتصرت منه على النكت التي يجب الوقوف عليها حدثنيه بتمامه أبو القاسم خلف بن قاسم قال‏:‏ حدثنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي قال‏:‏ حدثنا روح بن الفرج القطان قال‏:‏ حدثنا وثيمة بن موسى قال‏:‏ حدثنا سلمة ابن الفضل عن ابن إسحاق قال‏:‏ حدثني محمد بن شهاب عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ قدمت الفارعة بنت أبي الصلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بتمامه‏.‏

الاستيعاب في تمييز الأصحاب
الجزء الثاني

( 71 من 73 ) ))

أولاً: إن تعدد طرق أي رواية لا يستلزم بالضرورة تقوية الرواية بل قد لا تزداد إلا ضعفاً.
(( القاعدة العاشرة تقوية الحديث بكثرة الطرق ليس على إطلاقه من المشهور عند أهل العلم أن الحديث إذا جاء من طرق متعددة فإنه يتقوى بها ، ويصير حجة ، وإن كان كل طريق منها على انفراده ضعيفا ، ولكن هذا ليس على إطلاقه ، بل هو مقيد عند المحققين منهم بما إذا كان ضعف رواته في مختلف طرقه ناشئا من سوء حفظهم ، لا من تهمة في صدقهم أو دينهم ، وإلا فإنه لا يتقوى مهما كثرت طرقه))

الكتاب : تمام المنة في التعليق على فقه السنة
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني ص 31

ثانياً: بما أنّ للرواية أكثر من طريق فلماذا لم تذكر لنا هذه المتعالمة طرق هذه الرواية بأسانيدها ؟؟

ثالثاً : كيف تكون القصة التي أوردتها لنا هذه الجاهلة المتعالمة من كتاب الاستيعاب صحيحة والرواية من الأساس مرسلة عن سعيد بن المسيب والمرسل لا يحتج به لجهالة الواسطة المحذوفة بين سعيد بن المسيب وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم .

قال الحافظ ابن الصلاح في مقدمته ص 31 (( وما ذكرناه من سقوط الاحتجاج بالمرسل والحكم بضعفه هو المذهب الذي استقر عليه آراء جماهير حفاظ الحديث ونقاد الأثر وقد تداولوه في تصانيفهم))

فإن قيل هذا المرسل من رواية سعيد بن المسيب والشافعي احتج بمراسيل سعيد قلنا إن احتجاج الشافعي بمراسيل سعيد لا لأن سعيد رواها بل لأن هذه الروايات وجدت مسندة متصلة من وجوه أخرى ، فمن أراد أن يحتج بهذه الرواية إذاً فعليه أولاً أن يثبت اتصال سندها ثم يثبت فيها توفر الشروط التي اشترطها الشافعي للاحتجاج بالمرسل.

((ثم اعلم : أن حكم المرسل حكم الحديث الضعيف إلا أن يصح مخرجه بمجيئه من وجه آخر كما سبق بيانه في نوع الحسن . ولهذا احتج ( الشافعي ) رضي الله عنه بمرسلات ( سعيد بن المسيب ) رضي الله عنهما فإنها وجدت مسانيد من وجوه أخر ولا يختص ذلك عنده بإرسال ( ابن المسيب ) كما سبق ))

مقدمة ابن الصلاح ص 31

كما يجب أن يعلم أن المرسل المستوفي للشروط عند الشافعي لا يحتج به كما يحتج بالحديث المتصل فهو دونه في الحجة.

((وإذا وجدت الدلائل بصحة حديثه بما وصفت ( أي بالشروط التي اشترطها لقبول المرسل ) أحببنا أن نقبل مرسله
ولا نستطيع أن نزعُم أن الحجة تثبت به ثبوتها بالمتصل ))

كتاب الرسالة للإمام الشافعي ص 470

[أبو جاسم]

رابعاً : دعونا ننظر لأحوال بعض رجال الرواية :

·ترجمة الراوي وثيمة بن موسى

((760 - وثيمة بن موسى قال بن أبي حاتم حدث عن سلمة بن الفضل بأحاديث موضوعة قلت فمنها عن سلمة عن بن سمعان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لكل شيء معدنا ومعدن التقوى قلوب العارفين سمعه من وثيمة أحمد بن إبراهيم بن ملحان وله عن مالك حديث منكر انتهى وابن سمعان المذكور في الحديث الأول تألف ولفظ بن أبي حاتم كتب إلي أحمد بن إبراهيم عن وثيمة عن سلمة بن الفضل بأحاديث موضوعة وقال العقيلي فارسي سكن مصر صاحب أغاليطروى عن كل وقال بن يونس يكنى أبا حذيفة وكان قد ثقل سمعه قليلا ولم يذكر فيه جرحا وقال مسلمة بن القاسم الأندلسي كان راوية لأخبار الدهور وهو لا بأس به وله كتاب في الردة أجاد فيه وأكثر الرواية لكن فيه مناكير كثيرة ووقفت له على تصنيف كبير في المبتدأ وقصص الأنبياء وفي كتابه أحاديث كثيرة موضوعة وشر منها عنه الأشباه والنظائر ويظهر لي أنه من أصلح ما صنف في ذلك الفن وقال الدارقطني في الغرائب حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الحسين بن حميد بن موسى العكي ثناوثيمة بن موسى ثنا مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه من كانت عليه تبعة لأخيه فليحللها منه في الدنيا قبل الآخرة حيث لا حمراء ولا بيضاء وقال تفرد به وثيمة والمحفوظ في المعنى عن مالك عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه . ))

الكتاب : لسان الميزان
المؤلف : أبو الفضل ابن حجر العسقلاني
الجزء 6 ص 217

(( 219 - وثيمة بن موسى بن الفرات المصري روى عن سلمة بن الفضل روى عنه احمد بن إبراهيم قال أبو محمد كتب الى أحمد بن إبراهيم عن وثيمة عن سلمة بأحاديث موضوعة . ))

الكتاب : الجرح و التعديل
المؤلف : أبو حاتم الرازي
الجزء 9 صفحة 51

(( 3634-وثيمة بن موسى البصري قال عبد الرحمن بن أبي حاتم يحدث عن سلمة بن الفضل بأحاديث موضوعة ))

الكتاب : الضعفاء والمتروكين
المؤلف أبو الفرج بن الجوزي
ج 3 ص 182

(( 1940-وثيمة بن موسى أصله فارسي سكن مصر صاحب أغاليط ورواية عن كل . ))

الكتاب : الضعفاء الكبير
المؤلف : أبو جعفر العقيلي
ج 4 ص 332

إذاً وثيمة بن موسى يروي أحاديث موضوعة أي مكذوبة و بالذات عندما يحدث عن سلمة بن الفضل و هذه الرواية من هذا النوع لأن وثيمة حدثها عن سلمة .

ترجمة الراوي سلمة بن الفضل
(( 2044 - سلمة بن الفضل أبو عبد الله الأبرش الرازي الأنصاري سمع محمد بن إسحاق روى عنه عبد الله بن محمد الجعفي عنده مناكير يقال مولاهم مات بعد التسعين وهنه علي ))

الكتاب : التاريخ الكبير
المؤلف : الإمام محمد بن إسماعيل البخاري
ج4 ص 84

((2560- ماتسلمة بن الفضلأبو عبد الله الأبرش الرازيالأنصاري بعد تسعين ومائه قال علي رمينا بحديثه قبل أن يخرج من الري وضعفه إسحاق بنإبراهيم )) قلت أي ضعفه الإمام إسحق بن راهويه

الكتاب : التاريخ الصغير
المؤلف : الإمام محمد بن إسماعيل البخاري
ج2 ص 268

740 - ))سلمة بنالفضل القرشي البصري روى عن حميدالطويل حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبى عنه فقال منكر الحديث قال أبو زرعة لا أعرفه .))

الكتاب : الجرح و التعديل
المؤلف : أبو حاتم الرازي
ج 4 ص 170

((790-سلمة بن الفضل أبو عبد الله الأبرش ثنا الجنيدي ثنا البخاري قالمات سلمة بن الفضل أبو عبد الله الأبرش الرازي الأنصاري بعد تسعين ومائة ضعفه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي سمعت بن حماد يقول قال البخاري سلمة بن الفضل أبو عبد الله الأبرش سمع من بن إسحاق روى عنه عبد الله بن محمد الجعفي في حديثه بعض المناكير كتب إلي محمد بن أيوب ثنا أبو غسان زنيج قال لم يسمع المغازي بالري من بن إسحاق إلا ثلاثة أناس علي بن مجاهد وعبد الله الطيالسي وسلمة فاستكتب سلمة فنسخ لابن إسحاق المغازي فعارضه بن إسحاق كتب إلي محمد بن أيوب قال وأخبرني أبو غسان قال سمعت سلمة يقول سمعت المغازي من بن إسحاق مرتين فكان سلمة يقول حدثني به كتب إلي بن أيوب ثنا أبو غسان قال سمعت سلمة يقول كتبت عن بن إسحاق المغازي من الحديث .))

الكتاب : الكامل في ضعفاء الرجال
المؤلف : ابن عدي الجرجاني
ج 3 ص 340

((425 - سلمة بن الفضل الأبرش صاحب بن إسحاق قال بن عدي ضعفه بن راهويه وقال في حديثه بعض المناكير وروى عن ميكال عن ليث عن إبراهيم النخعي عن أبيه عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أرأيت آدم أنبيا كان قال نعم كان نبيا رسولا كلمه الله فتلا فقال يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وروى عن الثوري عن عاصم الأحول عن الشعبي عن بن عمر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل ابني جعفر على دابته أحدهما بين يديه والآخر خلفه قال بن عدي ولم أجد في حديثه حديثا قد جاوز الحد في الإنكار وأحاديثه مقاربة مجملة . ))

الكتاب : المجروحين
المؤلف : الإمام أبو حاتم ابن حبان
ج1 ص 337

((241 - سلمة بن الفضل الأبرش أبو عبد الله ضعيف يروي عن بن إسحاق المغازي ))

الكتاب : الضعفاء و المتروكين
المؤلف : الإمام أبو عبد الرحمن النسائي
ص 47

((149 -سلمة بن الفضل بن الأبرش قاضي الري سمع محمد بن إسحاق روى عنه عبد الله بن عمر بن أبان ومحمد بن حميد ولكن عنده مناكير وفيه نظر . ))

الكتاب : الضعفاء الصغير
المؤلف : محمد بن إسماعيل البخاري
ص 55

((1487 - سلمة بن الفضل أبو عبد الله الأبرش الأنصاري قاضي الري يروي عن ابن إسحاق المغازي ضعفه ابن راهويه والنسائي وقال علي رمينا حديثه وقال البخاري عنده مناكير . ))

الكتاب : الضعفاء و المتروكين
المؤلف : الحافظ أبو الفرج بن الجوزي
ج2 ص 11

((2505 - سلمة بن الفضل الأبرش بالمعجمة مولى الأنصار قاضي الري صدوق كثير الخطأ من التاسعة مات بعد التسعين وقد جاز المائة د ت فق ))

الكتاب : تقريب التهذيب
المؤلف : أبو الفضل ابن حجر العسقلاني
ص 248

أمّا الرواية التي أوردتها النصرانية الجاهلة بالمشاركة 22 فهي أيضاً مرسلة عن سعيد بن المسيب وفيها اسحق بن بشر ، فإن كان اسحق بن بشر الكاهلي فهو كذّابٌ متروك أيضاً .


بانتظار صواعق أخي الحبيب السيوطي .

[أبو عبد الله البخاري]

ما شاء الله لا قوة إلا بالله ..

طبعا .. حضور طاغ كعادتك أخي وأستاذي الحبيب ..

نعم .. هكذا - وبعد أن يكتمل النصاب بصواعق أخينا الحبيب ( أبي حمزة السيوطي ) - يكون

هذا الموضوع مرجعا بإذن الله لصد هذه الشبهة ولكشف التدليس والكذب الذي يقوم عليه دين

النصارى ..

بارك الله فيكم ونفع بكم ونصر بعلمكم ..

في انتظار الحبيب السيوطي ...

[أبوحمزة السيوطي]

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد ...

فأشكر أخي وحبيبي مسلم على جهده وأسأل الله عز وجل أن يرزقه خيرا ويزده علما وحكمة وعملا وأن يتقبل مني ومنه ومن جميع إخواننا .

سأرد بفضل الله عز وجل على هذا الموضوع من خلال عدة محاور وأسأل الله عز وجل أن يهدي كل ضال ..

أولا : رد الشبهة :

ونرد على هذه الشبهة بقول واحد فقط وهو أنه لا يوجد أي إثبات أن هذا الشعر صح نسبته إلى أمية بن أبي الصلت ...

نعطيكم يا أعداء الإسلام عاما من البحث والتنقيب حتى تثبتوه لنا ولن تفعلوا ... ولكن رحمة بكم نُجهد أنفسنا لنبين لكم الحق ولنطمئن إخواننا أن الإسلام شرعة يستحيل فيها التناقض والعيب والخطأ والحمد لله رب العالمين .

ثانيا : اقتباس أمية من القرآن :

نحن نعلم جميعا أن أبيات الشعر عند العرب وأمثال والحكم وما شبه كانت تطير بمجرد النطق بها كل مطار ساعدهم في ذلك أنهم كانوا جميعا تُجارا ورحالة فيسمعون القول وينشرونه .

فما بالكم بهذا الأمر الجلل الذي هز أركان الجزيرة , أضف إلى ذلك شغف أمية بن أبي الصلت الذي يعرف أن هناك نبي سيبعث في العرب فطمع أن يكون هو وكان يبحث في الكتب ويذهب إلى علماء اليهود والنصارى وكان رحالة إلى اليمن والحبشة والشام والبحرين وإلى قريش ذاتها بعد البعثة كما سأبين فكيف به إذا علم أن النبي بُعث ألن يذهب إليه أو يكن شغوفا بما يقول وبمن ينقل عنه !!! بلى .

لا سيما ( وهذا ما غفلت عنه صاحبة الشبهة ) أن الصحيح في وفاة أمية بن أبي الصلت من 8 هـ إلى 9 هـ وهذا يعني أنه عاصر النبي صلى الله عليه وسلم 8 سنوات وهو في المدينة و13 سنة وهو في مكة قبل الهجرة .

يعني عاصر النبي صلى الله عليه وسلم بعد بعثته 21 عاما ..

أضف إلى ذلك أن ما نُسب إلى أمية كله من السور المكية سواء قصة نوح أو هارون وموسى أو سليمان أو كلامه عن يوم القيامة كل هذه سور مكية فما الذي يمنع أن يقتبس هو منه ونحن نعلم شغفه ( ومدحه للنبي عليه السلام كما سأبين ) .

ثالثا : سرقة أمية للشعر من النابغة الجعدي رضي الله عنه : ( صاعقة )

النابغة الجعدي رضي الله عنه "65هـ":

الصحابي الكريم معمر شاعر الجاهلية والإسلام عاصر أمية والنابغة الذبياني والجعدي أسن من الذبياني وعاش أكثر منه , وأن كثيرا مما نُسب إلى أمية نسب إليه أيضا وكان اسلوبهما وما قيل في تدينهما تشابه إلى حد كبير .


ففي أسد الغابة في ترجمة النابغة :

كان يذكر في الجاهلية دين إبراهيم والحنيفية ويصوم ويستغفر وله قصيدة أولها :
الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
وفيها ضروب من دلائل التوحيد والإقرار بالبعث والجزاء والجنة والنار .
وقيل : إن هذا الشعر لأمية بن أبي الصلت وقد صححه يونس بن حبيب وحماد الراوية ومحمد ابن سلام وعلي بن سليمان الأخفش للنابغة الجعدي . أ.هـ

ذكر محمد بن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء ( ط . دار المدني- جدة : 1/128) تحقيق محمود شاكر :

ذكر مسلمة بن محارب عن أبيه قال دخل النابغة على عثمان بن عفان فقال أستودعك الله يا أمير المؤمنين وأقرأ عليك السلام قال لمه قال أنكرت نفسى فأردت أن أخرج إلى إبلى فأشرب من ألبانها وأشم من شيح البادية وذكر بلده فقال يا أبا ليلى أما علمت أن التعرب بعد الهجرة لا يصلح قال لا والله ما علمت وما كنت لأخرج حتى أستأذنك فأذن له وضرب له أجلا فخرج من عنده فدخل على الحسن بن على فودعه فقال له الحسن أنشدنا من بعض شعرك فانشده :
( الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما )
فقال له يا أبا ليلى ما كنا نروى هذه الأبيات إلا لأمية بن أبى الصلت قال يا بن رسول الله والله إنى لأول الناس قالها وإن السروق من سرق أمية شعره .

وهذه القصيدة هي التي فيها قصة نوح عليه السلام وذكر رحلته ووصف سفينته التي تُنسب زورا وبُهتانا لأمية والتي هي رأس الشبهة وفيها :

نُودي قُمْ واركبنْ بأهلك إنَّ ... الله موُفٍ للناس مازعما .

أو أن أمية سرقها كما أقسم على ذلك النابغة الجعدي وغير في نهايات البيت فجاءت :
نُودي قُمْ واركبنْ بأهلك إنَّ ... الله موُفٍ للناس مازعموا .

والعارف باللغة يعرف أن ما جاء في رواية الجعدي أصح من رواية أمية لأنه يقول "إن الله موف للناس ما زعما " أي ما ما زعمه الله وزعم هنا جاءت للتحقيق وبمعنى ما وعد وليس الزعم القريب من الكذب كما قال بذلك جميع علماء اللغة وبه يحتجون أن الزعم يأتي للتحقيق أحيانا .

أما أن يوف الله للناس زعمهم ويحققه لهم كما جاء فيما نسب لأمية ففيه نظر عند العاقلين والعاقلين فقط .

واقرأوا معي هذه الصفحات من كتاب خزانة الأدب للبغدادي وهو مصدر صاحبة الشبهة نأتي به لنرى سويا أنا صاحب الكتاب أشار في عدة مواضع على أن القصيدة اختلف نسبتها بين الجعدي رضي الله عنه وأمية ولن أقول تدليس لأنها معذورة فأنا أعلم أنها نقلت نقلا ولم تبحث عما في أصل الكتاب وإلا فهو التدليس بعينه .

وفي هذا قال د. جواد العلي :

وروي أن البيت:
الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
وهو بيت ينسب إلى أمية بن أبي الصلت، وكان معروفًا عند حفظة الشعر مثل الحسن بن علي بن أبي طالب أنه له، إلا أن الرواة يذكرون أن النابغة الجعدي، قال للحسن: "يابن رسول الله، والله إني لأول الناس قالها، وإن السروق من سرق أمية شعره" وروي أيضًا أن البيت:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ ... يبنون من دون سيله العرما
هو من قصيدة للنابغة الجعدي، غير أن قسمًا من علماء الشعر يرويها لأمية بن أبي الصلت، وقسمًا آخر، كان متردًا، فقد ذكر أن راوية سأل خلف الأحمر عن القصيدة، فقال للنابغة، وقد يقال لأمية ويظهر من هذين المثلين، أن الرواة كانوا يخلطون بين شعري الشاعرين . ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: 17/262) ..

وهذا أيها الإخوة سببه أن أشعار الجاهلية غير مكتوبة وكذب نسبتها إلى أصحابها وارد جدا والخطأ في نسبته أكثر ورودا كما أقر بذلك جميع من اهتم باللغة العربية قديما وحديثا عربا ومستشرقين .

يتبع بإذن الله ...

[أبوحمزة السيوطي]

رابعا : إلزام لصاحبة الشبهة : ( صاعقة )

إذا كان نسبة الشعر تصح لأمية بن أبي الصلت وأن خزانة الأدب يصلح لإثبات ذلك فأقول أنه لن يخرج عن أنه هو المقتبس وليس لغرض السرقة ولكن حبا في هذا الدين الحنيف الذي هو على ملة إبراهيم والذي اعترف به وبنبيه وامتدحه مدحا بليغا ..

ونلزم صاحبة لشبهة بما جاء في خزانة الأدب للبغدادي في الشاهد السادس والثلاثين من المجلد الأول حيث قال :





فإذا أقررتم باقتباسه من القرآن عليكم أن تقروا بمدحه للنبي عليه الصلاة والسلام !!!

والسؤال الذي يطرح نفسه الأن هو ما دام هو يُقر بالإسلام ويمدح النبي عليه السلام فلماذا لم يسلم ؟؟؟

وهذا ما سأجيب عليه في خامسا ...

يتبع بإذن الله ....

[أبوحمزة السيوطي]

ملحوظة :

اقتباس

ذكر محمد بن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء ( ط . دار المدني- جدة : 1/128) تحقيق محمود شاكر :

ذكر مسلمة بن محارب عن أبيه قال دخل النابغة على عثمان بن عفان فقال أستودعك الله يا أمير المؤمنين وأقرأ عليك السلام قال لمه قال أنكرت نفسى فأردت أن أخرج إلى إبلى فأشرب من ألبانها وأشم من شيح البادية وذكر بلده فقال يا أبا ليلى أما علمت أن التعرب بعد الهجرة لا يصلح قال لا والله ما علمت وما كنت لأخرج حتى أستأذنك فأذن له وضرب له أجلا فخرج من عنده فدخل على الحسن بن على فودعه فقال له الحسن أنشدنا من بعض شعرك فانشده :
( الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما )
فقال له يا أبا ليلى ما كنا نروى هذه الأبيات إلا لأمية بن أبى الصلت قال يا بن رسول الله والله إنى لأول الناس قالها وإن السروق من سرق أمية شعره .

1- محمد بن سلام العلامة أبو عبد الله الجمحي العالم الإخباري الأديب
روى عن حماد بن سلمة وروى عنه عبد الله بن الإمام أحمد رحمة الله على الجميع وتوفي عام 232 هـ وقيل عاش نيف وتسعين عاما وهذا يعني أنه ولد عام 140 هـ إذن فهو أقدم من تكلم عن أمية وأشعارهوأثبت أنه كان يسرق من النابغة الجعدي ...

2- أمية بن أبي الصلت الأندلسي :

هذا اسم عالم من علماء الإسلام كان أديبا وحكيما وله ديوان مفقود وكان بإمكاننا ذكره وأنه ربما هذه الأشعار له ولن يتستطيعوا أن يثبتوا عكس ذلك أو صوابه لكننا لأمانتنا العلمية نُبين لأننا لسنا في حاجة إلأى الكذب والتدليس لنُثبت صدق مذهبنا .

اسمه أمية بن عبدذ العزيز بن أبي الصلت الأندلسي ( 460 هـ - 529هـ ) فتاريخه متأخر جدا فيبعد أن يكون هو صاحب الأشعار أيضا ..