(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )
الشرك هو اقوى مدارس ابليس لتضليل العباد حين يعجز على غرس الكفر فى القلوب .. حين يعجز منهاجه فى الشك والظنون ان ينال من حب العباد لله واقرارهم بوجود الخالق وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .. تلك الحقائق المتوارثة عبر الاجيال منذ خلق الله آدم الى ان تقوم الساعة
الشرك اقوى اغواءات وذلل ابليس للبشر حين يفشل فى التشويش على الحقائق فيلجأ الى تشويهها لتكون العاقبة اشد افسادا وكفرا ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا )
وعن ابى ذر رضى الله عنه (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم . عليه ثوب أبيض . ثم أتيته فإذا هو نائم . ثم أتيته وقد استيقظ . فجلست إليه . فقال : " ما من عبد قال : لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : " وإن زنى وإن سرق " قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : " وإن زنى وإن سرق " ثلاثا . ثم قال في الرابعة " على رغم أنف أبي ذر " قال ، فخرج أبو ذر وهو يقول : وإن رغم أنف أبي ذر .
الراوي: أبو ذر الغفاري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 94
المشرك يؤمن بوجود الخالق ولكن دون اخلاص العبودية له وحده لا شريك له
( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ )
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )
( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ )
( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون )
وان كان للكفر مدرسة تقوم على انكار وجود الخالق وعلى الإلحاد فى اسمائه سبحانه وتعالى عما يصفون واستحباب الحياه الدنيا واليأس من الاخرة والدعوة لذلك (...مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) ) .. فإن للشرك مدارس وأهواء تقوم على المغالاه فى محبة وتقديس المخلوقات لحد يتساوى مع خالقهم (تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
هذا المبلغ من الغلو الذى جعل يغوث ونسرا واخوانهم الصالحين اصناما تنصب وتعبد بعد مماتهم عهد نوح عليه السلام ( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25) )
شرك بين صريح جعل من القديسين والرهبان ورجال الدين بحياتهم ومماتهم وسطاء وشفعاء والله اعلم بحقيقة عباده سبحانه (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) .. شرك جعل أتباعهم يأملون منهم وبهم رحمة الله ومغفرته وملكوت احتكروا مفاتحه وجنات النعيم ((أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوالَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (43) قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (44) ).. يقدسون اسمائهم واوامرهم لحد العبادة وهم بشر مما خلق الله لا يملكون من امرهم نفعا ولا ضرا (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )
شرك بالله افسد به الشيطان على العباد ايمانهم فزين لهم من محبة اولياء الله و آل بيت الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وذرياتهم أضرحة وموالد ونذور وذبائح لغير اسم الله و جعلوا لله فيها شركاء ((وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) .. أشركوا مع الله فى الدعاء والتوسلات اسماء عباده يرجون بهم قضاء حوائجهم وهم اموات فى رحاب الله لا حول لهم ولا قوة .. وافعال اخرى ما انزل الله بها من سلطان افسدت عليهم عقيدتهم يزايدون بها على غيرهم ويزكون بها انفسهم واولياء الله من افعالهم براء ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ )
غلو فى الشرك وصل بعبدة الطاغوت لحد تقشعر منه الابدان حين زين لهم الشيطان الشرك فعبدوا مع الله ملائكته و رسله وانبيائه والعلو بهم الى منزلة من التقديس والعبودية تتساوى مع حب خالقهم (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ (41)) .. نصبوا لهم الصور والتماثيل بمعابدهم وكنائسهم وجعلوا منها تمائم وتعاويذ ومحارب وهياكل ظلم وزور (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا (117) لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118)
وفى الحديث ( أن أم حبيبة وأم سلمة : ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة ، فيها تصاوير ، فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أولئك ، إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات ، بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تلك الصور ، فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 427
.. شرك وافك وبهتان عظيم خطه ابليس بأيديهم وصل الى حد اصباغ صفات الالوهية على المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله فسجدوا له ولأمه وما امروا الا ليعبدوا الله الواحد القهار
( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) )
المفضلات