ستة أيام
قضاها الأب و ابنه الذي يبلغ الرابعة عشر و ابنته ذات الأحد عشر ربيعًا سيرًا على النهر المتجمد قطعوا خلالها 100 كم في طريقهم إلى المدرسة على حافة هضبة التبت في قلب جبال الهمالايا. رحلة استعدوا لها بارتداء كفوف و جوارب صوفية نسجتها الأم مخبرة إياهما أن يدرسا باجتهاد ، الجدة ودعتهم بوصيتها:
احذروا النهر الجليدي لكن لا تخشوه.
درجة الحرارة أقل من عشرة درجات تحت الصفر و طبقة الثلج التي تعلو النهر تتآكل و هي تتحول لماء يملأ النهر . على الأب أن يتفقد كل خطوة بعصاه قبل أن يمر ابناه خشية أن لا يتحمل الثلج اللين وزنيهما ، لو تفتت الثلج تحت أقدامهم لسقطوا في الماء البارد و ماتوا في دقائق.
و هناك خطر الانهيارات الجليدية التي تحوط طريقهم . حيث ذاب الجليد ، عليهم أن يتحركوا على ممر جبلي ضيق و يتفقدوا كل خطوة .
في الليل يبيتون في كهف يعرفه الأب على مدى طريقهم . في الحقيقة لا أفهم كيف لم يضل الأب طريق حيث لا علامات ، جليد يعلوه جليد على مدى الأفق!
حين يتيقظون يغسلون وجوههم بماء النهر شديد البرودة و يكملون مسيرتهم في ترقب و حرص. تتخلف الفتاة الصغيرة قليلا وراء الركب فهي الأضعف. طفلة صغيرة على نهر جليدي يذوب بين أنحاء أعظم جبال الأرض! يغامر الأب بحياته ليتعلم ابناه! على مشارف المدرسة يودع الأب ابنه و ابنته قائلا : ذاكرا جيدًا!
************
المفضلات